دور السيد مرتضى العسكري* في معالجة الازمة الاجتماعية والسياسية من خلال المرجعية الدينية 1957-1971

الباحث : م.م .احمد عبد الستار كاطع

جامعة البصرة / كلية الآداب

دور السيد مرتضى العسكري* في معالجة الازمة الاجتماعية والسياسية من خلال المرجعية الدينية 1957-1971.

اولا:- بدايات نشاط السيد العسكري:-

                شهدت الساحة السياسية العراقية الكثير من القضايا التي وقف عندها علماء الدين وصولا إلى مرحلة الأربعينيات والخمسينيات , إذ تأسست جمعيات وتنظيمات إسلامية ذات توجهات فكرية جديدة ، كان معظمها امتدادا  لحركات وتنظيمات إسلامية موجودة في العالم الإسلامي كجماعة الإخوان                 المسلمين ([1]) وحزب التحرير ([2]) .

                حيث تركز نشاط الإخوان المسلمين في مدينة الموصل بزعامة الشيخ عبد الله النعمة وامتدت خطوطها إلى بغداد وبعض مدن الشمال والوسط, اذ شارك الإخوان في مقارعة النفوذ الأجنبي في العراق وبرز نشاطهم في العديد من الأحداث التي مرت على العراق . وكانت لهم مجلة حملت أسم ( الأخوة الإسلامية ) .

أما حزب التحرير فقد وصلت تنظيماته في أواسط الخمسينيات وعلى يد شخصيات أردنية وفلسطينية إلى العراق، وأوجد له قاعدة من الشباب الاسلامي الذي لم ينسجم مع توجهات الإخوان المسلمين ، وكان من بينهم عدد من الشباب الشيعة في العاصمة بغداد وبعض المدن الجنوبية كالبصرة . وكان للحزب المذكور مواقف وطنية وواجه اعتقال عدد من أعضائه ([3])

                أما عن الأحزاب والتنظيمات الشيعية التي ظهرت في تلك الفترة، وكانت على نحو محدود فهي منظمة الشباب المسلم التي تأسست على يد عز الدين الجزائري في العراق عام 1940 وواجه مؤسسها صعوبات كبيرة حتى استطاع إخراج التنظيم إلى حيز الوجود حيث كانت في بداية تأسيسها مكونة من أفراد تم كسبهم في حلقات أطلق عليها أسم الخلايا التحضرية ، وبعد فترة من الزمن استطاع المؤسس من تكوين لجان ، شكلت البدايات الأولى أو الحقيقية للمنظمة عام 1951 حيث تألفت القيادة من خمسة أعضاء من بينهم مؤسس المنظمة ([4]) . أما التنظيم الثاني فهو الحزب الجعفري الذي أسس عام 1952 وكانت جلساته تعقد أسبوعيا ً وقد انضم إليه عدد من الشباب المتحمس ، وكان الهدف من تأسيسه هو تطبيق الحكم الإسلامي إلا إن الحزب سرعان ما انتهى أمره بعد إثارة الشبهات حوله وحول كــون أعضائه من جماعة الإخوان المسلمين السنية وإنهم يدعون إلى إدخال الفكر السني إلى النجف الأشرف ([5]) .و لم يقتصر الامر على هذه التنظيمات، وانما كانت هناك تنظيمات اخرى على الساحة العراقيه منها منظمة المسلمين                        العقائديين ([6]) .

.  *السيد مرتضى العسكري, شخصية علمائية متميزة بالإصلاح والعمل المؤسساتي واحد مؤسسي حزب الدعوة الاسلامية ووكيلا لمرجعية السيد محسن الحكيم له ادوار متميزة في تاريخ الحركة الاسلامية العراقية......

                وفي ظل هذه الأجواء برز الوعي السياسي في شخصية السيد العسكري وتحمسه لمشاكل المسلمين فحينما أسس مدرسة الامام الكاظم (عليه السلام) والتي كانت من بواكير مشاريعه الثقافية عام 1942 كان يحضرها الشباب من جميع الأحزاب ، فالشباب يريدون التحرك والعمل, في حين ان الغالبية منهم كانوا ينتمون الى الاحزاب التي سيطرت على المجتمع انذاك ومنها حزب التحرير الذي أسسه محمد تقي              النبهاني ( [7]) . والذي جاء إلى بغداد ودعا السيد العسكري إلى الانتماء إلى حزب التحرير ، الذي كان يفكر بالقيام بالثورة ضد نوري السعيد واستلام الحكم في العراق,هذه الأمور أوجدت لديه أرضية للتفكير بتشكيل تنظيم مقابل هؤلاء ([8]) .

                بالاضافة الى ان السيد العسكري كان يملك علاقات جيدة مع شخصيات من جماعة الاخوان المسلمين واعضاء في حزب التحرير ([9]) . وهذا بحد ذاته يعطي مؤشرا ً  لسعة نشاطه السياسي وتحمسه لاقامة مشروع ، وبالتعاون مع اطراف حملت مضمون نشر الاسلام عن طريق التشكيلات والتنظيمات الحزبية في ظل الصراعات التي كانت تستقطب الكثير من الشباب المسلم خصوصاً بعد حادث نفي عدد من العلماء الشيعة إلى خارج العراق عام 1923 .

ولعل الأسباب التي حدت ببعض العلماء إلى اتخاذ موقف متحفظ من تشكيل الأحزاب وعدم الانخراط في العمل السياسي ، هي الأحداث التي جرت بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم إلى معسكرين غربي وشرقي والحرب الباردة واشتداد أوزارها والانقلابات العسكرية والتيارات الفكرية والثقافية. حيث كانت بداية مرجعية السيد محسن الحكيــم الـــذي اتخذ إطارا ً للعمل هو المرجعية الدينية التي تتحرك في جميع مجالاتها السياسية والثقافية والاجتماعية  ( [10]) .

                في الوقت نفسه كان السيد العسكري يتابع مجريات الأحداث في العراق عن كثب ويعيش الهم السياسي والاجتماعي من خلال انطباعاته وتصوراته عن واقع الناس الذي أخذ الفكر الماركسي بالسيطرة عليه بعد فراغ الساحة من أية نشاطات حزبية وتنظيمات تعمل على توحيد الساحة العراقية حول النظرية الإسلامية التي باتت في خبر كان للظروف الصعبة التي لم تسمح بقيامها علاوة على ذلك فأن هناك معسكرين كانا يسيطران على الساحة العراقية، الرأسمالي والاشتراكي .

 وعن تفكيره وإدراكه السياسي في تلك الفترة يحدثنا السيد  العسكري اذ يقول " في هذه الفترة كنت أعيش عدم الاستقرار والتفكير المستمر . ما هو العمل ؟ ماذا نعمل ؟ كنت أعاني حالة يأس بجدوى العمل في وجه التيار العلماني والماركسي . والقومي العربي الجارف المضاد للإسلام ، حيث بدأ أواخر الحرب العالمية الثانية والحقبة التي تلتها تأسيس احزاب غير الإسلامية حتى أصبح الشباب ينتمي إليها   رفضا ً للتميز والتعسف الذي يتعرض له أو إلى الحركات القومية المتمثله بحزب البعث الذي لم يكن ظاهرا ً بصورة واضحة إضافة إلى الحزب الوطني الديمقراطي وغيره من الأحزاب، فكانت الحاجة تقتضي القيام بنمط آخر من العمل يحفظ الشباب من الانحراف والضياع " ([11]) .

                بعدها التقى السيد العسكري بشخص من أبناء العوائل العلمية المعروفة بنسبها العلوي حيث سمع عنه إنه كان منتميا ً إلى احد الاحزاب العلمانيه انذاك ، مما آثار ذلك دهشته وهو الذي ينتسب إلى رسول الله (ص واله ) . فصارحه في الخبر وأجابه بحقيقة ارتباطه وقال اني وجدت فيه أقرب إلى ما يدعو إليه الإسلام من العدالة وتوزيع الحقوق ولكني لم أنكر وجود الله . ثم إني لم أجد في الإسلام حزبا ً وتنظيما ً يدعو إلى تنظيم أمور الدولة ويدعـو إلى حاكمية الإسلام كمنطق إسلامي . وعندها يقول السيد العسكري قدح في ذهني هذا الكلام فكرة تأسيس حزب يأخذ على عاتقه حفظ وصيانة معتقدات الأمة وقيمها وتاريخها ([12]) .

يعد هذا اللقاء البداية لخط نهاية التساؤلات والإشكالات التي كانت  تساور السيد العسكري ليضع بعد ذلك مع مجموعة من الشخصيات اللبنات الأولى لتنظيم حزبي يتحمل المسؤوليات الشرعية والاجتماعية عن الأمة التي نخرتها الأحداث التاريخية والخذلان الذي مرت به هذه المجتمعات من عدم التصدي الفعلي لكل ما من شأنه أن يتحمله قادة البلاد من المؤسستين المدنية والدينية .

 

ثانيا ً- دوره في توعية المجتمع من خلال الحزبية 1957-1963: 

                شكلت التطورات الحزبية في المجتمع العراقي بمجموعها دوراً رئيساً في تشكيل التنظيم الحزبي عند بعض الأوساط الدينية في الحوزة العلمية .

                علاوة على ذلك هناك جملة أسباب دعت إلى تأسيس الحزب منها الشعور بالحاجة الملحة لتشكيل الدولة الإسلامية وينقل عن السيد محمد حسين فضل الله  " وكنا نفكر أن الإسلام يمكن أن يكون حلا ً لمشكلات الإنسان في الحياة ، وكنا نبحث كيف نؤكد هذا التطلع في ثقافتنا ، وكنا نشعر بأن علينا أن نتجاوز الوضع التقليدي الذي كانت النجف تعيشه في النظر إلى السياسة والأوضاع الجديدة ، وكنا ننفعل بالأحداث السياسية ، انفعلت بثورة مصر على الرغم من كونها ثورة قومية ، وكنا نعيش القضية الفلسطينية على نحو مسؤول وبشكل متحرك " ([13]) .

                بعد المفاتحات التي تمت من قبل المؤسسين في أوساط العلماء الدارسين في الحوزات العلمية في النجف ازدادت طلائع المنتمين حيث شملت مناطق ومدن العراق الأخرى غير النجف ، بعدما كانت منحصرة في حلقات عائلية ضيقة في الحسينيات والجوامع والمدارس ( [14]) . ثم ركز الحزب في بناء قاعدته على معلمي المدارس وموظفي الحكومة من الشباب حيث كان العديد منهم يتلقى دراسته الجامعية في المؤسستين التابعتين للحزب وهي كلية الفقه ([15]) وكلية أصول الدين ([16]) .

واما تسمية الحزب فكانت  من السيد الصدر حيث يقول الاستاذ محمد صالح الاديب " هو الذي اختار أسم الدعوة الإسلامية توافقا ً مع عمل الحزب " ([17]) . كما جاء في إحدى نشراته " إن الدعوة الإسلامية هي الاسم الطبيعي لعملنا والتعبير الشرعي عن واجبنا في دعوة الناس إلى الإسلام ، ولا مانع أن نعبر عن أنفسنا بالحزب أو الحركة والتنظيم " ([18])

ومصطلح الدعوة الإسلامية هو الغالب فكلمة حزب لم تستعمل ، لغلبــة  فكر الدعوة على مشروع الحزب حيث إن الدعوة الإسلامية مشروع قرآني والحزب يحمل الدعوة ([19]) .

كان هدف الحزب تنظيم وتعبئة المسلمين الملتزمين في الحزب من أجل السيطرة على مقاليد الحكم وإقامة الحكومة الإسلامية وكانت الخطة السياسية لتحقيق هذا الهدف تتوزع على أربعة مراحل : -

1-            تثقيف المنتظمين بالحزب بالمبادئ الفكرية .

2-            النضال السياسي ضد النظام الجائر في ذلك الوقت .

3-            إقامة الحكومة الإسلامية .

4-            تطبيق الأحكام الإسلامية وتصدير مفاهيم الثورة الإسلامية إلى باقي العالم ( [20]) .

ويعتقد أن هذه الخطة الطموحة كانت من أفكار السيد الصدر . وقد ارتأى العمل بسرية تامة في مراحله الأولى لتحاشي أي أعمال قسرية من جانب الحكومة ([21]) . إذ جاء في المراحل المعتمدة من قبل الحزب في تسلم زمام ومقاليد الحكم . ما يأتي :

1-            المرحلة الفكرية : - تعتبر بمثابة الإعداد للعمل الحزبي ويتم التركيز فيها على دراسة القرآن الكريم وتربية الكوادر على مبادئ الإسلام لكي يحفظوا أتباعهم من الضلال والانحراف العلماني .

2-            المرحلة السياسية : - تعريف الأعضاء بحقائق العمل السياسي .

3-            المرحلة التي تسمى بالسيطرة والاستيلاء على السلطة .

4-            المرحلة الأخيرة هي تشكيل الحكومة والإشراف عليها ([22]) .

   صار واضحا ً إن السيد العسكري هو واحد من المؤسسين والراعين للحزب ويتضح ذلك من خلال بحثه عن مشروعية العمل الحزبي في ظل الظروف التي كان يعيشها المجتمع العراقي آنذاك .

حيث يقول السيد العسكري أنه بعد تأسيس حزب الدعوة الإسلامي ، كان قد ذهب إلى السيد محسن الحكيم  وتحدث معه حول ضرورة السعي لإقامة دولة تحكم بالإسلام في جميع شؤون الحياة ، فكان السيد الحكيم في البداية لا يرى وجوب ذلك، ويستشهد بكثير من الآيات والروايات والحوادث                    التاريخية ([23]) .في المقابل كان السيد العسكري من جانبه يستشهد هو الآخر بآيات وروايات وحوادث تاريخية تلزم المسلمين بذلك . وأخيراً آمن السيد الحكيم ( قدس سره ) بما يقوله العسكري وبعد اشتداد الموجة الالحادية في العراق وجه سؤاله إلى السيد محسن الحكيم وإلى عدد من مراجع التقليد بتاريخ 29 ايلول  1959 " هل في الإسلام نظام متكامل شامل يتناول جميع مظاهر الحياة ، بالتنظيم ، وجميع مشاكل الناس بالحل الصحيح الناجح ، ويعنى بشؤون الفرد والمجتمع عناية تامة في مختلف وشتى مجالات الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها ؟ وهل الدعوة إلى تطبيق النظام الإسلامي واجبة على المسلمين ؟ فأجاب السيد الحكيم  " نعم ... في الإسلام النظام الكامل على النهج المذكور في السؤال، ويتضح ذلك بالسير والنظر في الأوضاع التي كان عليها المسلمون في العصور الأولى ، تجب الدعوة إلى هذا التطبيق" ( [24]) . كذلك وجه السؤال نفسه إلى السيد عبد الهادي الشيرازي ([25]) حيث أجاب " لا ريب في أن دين الإسلام هو النظام الأتم الأكمل ، لما فيه الحل الصحيح لجميع مشاكل الإنسان في جميع الأعصار ، ويجب الدعوة إلى                تطبيقه "( [26]) .

وفي مكان آخر ومناسبة أخرى وجه السيد العسكري سؤال إلى السيد الحكيــم حول رأيه في الحكومة الإسلامية ومدى تطبيقها للأحكام الشرعية فقال " إذا فســح لكم المجال أنتم فقهاء الشيعة ، أن تشكلوا حكومة إسلامية فما هو نوع الحكم الذي    ترونه ؟ فأجاب " نحن نريد إجراء الأحكام الإسلامية في زمن الغيبة الكبرى "         وعن الحكومة الإسلامية ونوع وشكل تلك الحكومة ؟ كان جوابه الرجوع إلى أهل   الخبرة في ذلك الأمر حيث قال " نسأل أهل الخبرة عن أفضل نوع حكم يقام ونقرر     ذلك " ([27]) .

مع هذا فأن السيد محسن الحكيم كان أكثر من أيد حزب الدعوة حتى قيل إنه يتبنـى العمل الإسلامي عموما ً وحزب الدعوة خصوصا ً فقد بارك العمل الحزبي خارج الدائرة الشيعية أيضا ً ([28]) .

فحينما قدم الحزب الإسلامي طلبا ً للترخيص من أجل ممارسة النشاط الحزبي رفض أول الأمر من قبل الجهات الحكومية، ولكن بعد تدخل السيد الحكيم والضغط الذي مارسه على حكومة عبد الكريم قاسم استجيب له ومارس عمله ونشاطه في عام 1960 ولكن الحزب سرعان ما قام بشن حملة من التنديدات على حكومة قاسم فسحب الترخيص عام 1961 ومن هنا يتبين رعايته للأحزاب ([29]) . إذا ما علمنا أن الحزب الإسلامي كــان

واجهة للجماعة السنية في العراق ([30]) والتي كان يترأسها محمد محمود الصواف ( [31]) . ومن خلال ذلك يتضح أن السيد محسن الحكيم لم يعارض العمل الحزبي وربما كان ضرورة من ضرورات المرحلة التي مر بها العراق آنذاك إلا إنه لم يكن على رأس هذا العمل والسبب في ذلك يعود إلى أن وظيفة المرجع لا تنحصر بقيادة الحزب بل تشمل نطاقا ً أوسع إلى قيادة جميع الحركات الإصلاحية دون تميز بين العمل الإسلامي المنتظم أو غير المنتظم ( [32]) .

إلا أن الأمر مختلف في مكان آخر حيث وجه سؤال إلى السيد محسن الحكيم حول الانتماء إلى الأحزاب . فحرم الانتماء إليها إذا لم تكن معلومة القيادة ([33]) . ويبدو أن موضوع غير معلومة القيادة قد ينسحب إلى الأحزاب العلمانية أو البعثية  التي ظهرت على الساحة العراقيه والتي كانت ضد فكرة الامتداد الإسلامــي أو الباحثة عن تقويض سلطة المراجع الروحية على المسلمين، فجاءت الفتوى بهذه  الصيغة .

 أدى السيد العسكري دورا من خلال البحث عن المسوغات الشرعيـــة لعمل الحزب وأخذ الإجابات عليها من المراجع في النجف الأشرف كــي تحظى بأكبر قاعدة شعبية ممكنة إذا علمنا بأن الناس تتمثل فتاوى المراجع وأحكامهم حتى في مثل هذه القضايا والدليل على ذلك ما سلف من الســؤال الموجـــه إلى السيـــد    الحكيم .

لم يقتصر دور السيد العسكري على ذلك، وإنما امتد الى المحاضرات اليومية الهادفة في المناطق التي كان يتواجد فيها وخصوصا ً في منطقة الكريعات ، حيث عمل وكيلا ًوإماما ً لجامع المدينة المذكورة ([34]).

إضافة إلى ما ذكر فإنه وبعد اجتماع كربلاء تحرك السيد العسكري باتجاه استقطاب الشخصيات المعروفة في الكاظمية وبغداد من أجل إقناعهم بالانتماء للحزب والذين كان يعبر عنهم خيرة شباب الكاظمية ([35]) .

مع هذا فأنه كان يمثل أحد خطوط الاتصال مع المرجعية للاهتمام الذي كان يبديه السيد الحكيم له وخصوصا ً القضايا ذات البعد السياسي، فكان هو القناة المهمة بمعية شخصيات اسلامية فاعلة                      أنذاك ([36]) واتسعت قواعد الحزب جماهيريا ً وصارت تستقطب جماعات مهمة من المجتمع العراقي واسهمت في كشف وبيان طبيعة الطروحات التي تعارض وتتقاطع مع التراث والعرف الاجتماعي والديني الذي كان سائدا في المجتمع العراقي انذاك .

ثالثا ً – نشاطه في جماعة العلماء :

على اثر الحملة التي قادتها الأحزاب العلمانية لكسب الشباب الشيعي والحصول على دعمهم مستغلين الحرية التي حظوا بها في ظل نظام عبد الكريم قاسم ( [37]) في إعاقة مراسيم الصلاة وتوزيع كراريس تحث على الإلحاد ([38]) .

فحينما عقد مؤتمر عربي في بغداد مؤتمر الأدباء العرب ، وكان مقررا ً أن يأتي هؤلاء الأدباء إلى النجف، فأوعز الشيوعيون إلى أتباعهم بالتوجه إليها لإعطاء انطباع أن فيها عددا ً كبيرا ً منهم ، فعقد اجتماع في بيت محمد جواد الشيخ راضي واتخذ قرارا ً ، وهو الطلب من السيد محسن الحكيم أن يفاتح المسؤولين بأن تكون السيطرة على  الصحن العلوي الشريف بيد المرجع السيد محسن الحكيم, فكتب رسالة إلى متصـرف لواء كربــلاء  ([39]) فؤاد عارف ، وقد جاء في أحدى فقراتها كلمة " جماعة علمــــاء  النجف " ([40]) .

وافق متصرف كربلاء على ذلك إلا أن قائمقام النجف تقي القزويني رفض ، حيث كان من المؤيدين للشيوعيين متذرعا ً بعدم استطاعته توفير الحماية . لكنه بعد محاورة جرت بينه وبين السيد مهدي الحكيم وافق على ذلك ( [41]) .وتم بالفعل تسلم الصحن الشريف من قبل ثلة من الخطباء وطلبة الحوزة العلمية ومنهم السيد مهدي الحكيم والشيخ أحمد الوائلي وجواد شبر, وبذلك أحبطت خطط الشيوعيين ، كما قامت تلك الثلة العلمائية بتوزيع كتيب بعنوان النجف في سطور على أعضاء الوفود الزائرة كتبه الشيخ عبد الهادي الفضلي تعريفا ً بالنجف وحوزتها العلمية فكانت تلك البداية لتشكيل ما يعرف جماعة العلماء في النجف الاشرف ( [42]) . ويبدو إن هناك تباينا ً في تاريخ تأسيس تلك الجماعة إذ أن هناك رأيا ً يقول بأنها تأسست بعد ثورة تموز 1958 بشهرين ( [43]) . في حين أن هناك من يقول أن التأسيس كان في عام 1959 على رأي السيد كاظم الحائري في كتابه مباحث الأصول إذ ذكر ان" السيد محمد باقر الحكيم قال ... بعد مضي أكثر من عام تمكنت الجماعة من بناء قاعدة إسلامية  شابة ، ولذا قررت الجماعة إصدار نشرة الأضواء الإسلامية كأداة للتعبير عن     وجودها ... " وهذا ما ينفي كون التأسيس كان في عام 1958 إذ أن مجلة أضواء صدرت في عام 1960 . ويرى أصحاب الرأي الأول أن التأسيس كان في جامع الهندي بمناسبة ولادة الإمام الحسين (عليه السلام) حيث قرأ في الاحتفال الشيخ محمد حسن الجواهري البيان الأول الذي كتبه  السيد محمد باقر الصدر ( [44]) .

ضمت الجماعة نخبة مهمة من الطبقة الثانية والثالثة من المجتهدين ([45]) .وبــــرز

دور السيد العسكري من خلال تجمع  انصار جماعة العلماء والذي ظهر بعد اتساع القاعدة الجماهيرية المؤيدة لجماعة علماء النجف وكضرورة لمتطلبات العمل السياسي اليومي مع مجموعة من الشخصيات الاسلامية التي اخذت تتبنى هذا التجمع، وتزيد من اعداد الملتحقين به مع تزايد الشعور بالمسؤولية السياسية في تلك المرحلة . وبدأ تجمع انصار جماعة العلماء ينتقل الى الارياف والمدن العراقية و افتتحت فروع له في مناطق الفرات الاوسط والجنوب وعملت على ايصال صوت الجماعة وبث الفكر الاسلامي في تلك المناطق ، من خلال توزيع المناشير التي كانت تتضمن ارشاداتهم الجماعة وتوصياتهم في وجوب الحفاظ على القيم الاسلامية ([46]) .

لم يقتصر نشاط انصار جماعة العلماء على توزيع المناشير، وانما امتــد الى الاشتراك في الاحتفالات الدينية والندوات والمجالس وطبع الكتب والمسلســلات الفكرية التي كانت تشكل القاعدة الرئيسة والمهمة للحفاظ على العادات والتقاليـد  الاسلامية ( [47]) . حظيت الجماعة بتأييد ودعم السيد محسن الحكيم وأصدر فتوى بذلك الصدد بعد ان كثرت على الجماعة الأقاويل  ([48]) . جاء فيها " إن جميع ما أصدره فريق من أعلام أهل العلم أيدهم الله تعالى باسم جماعة العلماء في النجف الاشرف أو ما يصدر منهم من نشرات وغيرها مما يتضمن الدعوة إلى الدين والإسلام لهو من أهم الوظائف الشرعية التي يجب القيام بها في سبيل إعلاء كلمة الدين وترويج مبادئه الشريفة ، وتعاليمه المقدسة ، فعلى عامة المسلمين العمل على مؤازرتهم والوقوف إلى جانبهم في تحمل أعباء هذه الدعوة الدينية المباركة " وقد أراد جماعة العلماء أن يطبعوا تلك التأييدات في النجف ، إلا أن رقابة المطبوعات لم توافق ، ثم طبعت في كراس خاص حمل أسم من منشورات العلوم الدينية في الناصرية من قبل الشيخ عباس الجويبراوي الناصري الذي يعمل مع جماعة العلماء ([49]) .

لم يكن السيد محسن الحكيم الشخص الوحيد الذي أيد الجماعة، وإنما كانت هناك شخصيات علمائية في النجف الاشراف وقفت الى جانب الجماعه أمثال السيد عبد الهادي الشيرازي واخرين ([50]) .

تضمنت منشورات جماعة العلماء الدعوة إلى عموم الأمة إلى الالتزام بالأحكام الإسلامية والدفاع عنها فضلا عن التحذير من الاحزاب العلمانية والاستعمار . وتصدرت المنشورات الثلاثة الأولى مديح عبد الكريم قاسم ، وكانوا يسمونه  بنصير الإسلام  في حين كان الشيوعيون يسمونه نصير السلام باعتباره محبوب الجماهير، فإذا قالوا عنه إنه نصير الإسلام فالجماهير تميل إلى الإسلام ، كانت المنشورات تقرأ في إذاعة بغداد من قبل السيد هادي الحكيم وابتداء من المنشور الرابع حذف منها ذكر عبد الكريم قاسم .وقد صدر من هذه المنشورات سبعة فقط ، ثم توقف إصدارها بعد أن تبنت جماعة العلماء إصدار مجلة أضواء ([51]) .

توقفت الجماعة عن نشاطها في النجف الاشرف نتيجة :

أولا ً :- الحملة الإعلامية المضادة التي قام بها التيار القومي والتيار العلماني وبث الدعايات ضدهم، فمنها قولهم " يقف وراء جماعة العلماء تنظيم سياسي خطير "

ثانياً : - التجاوز على بعض العلماء واعتقال البعض الآخر .

ثالثا ً : - كثر اللغط والكلام داخل الحوزة، فالذين يعيشون الهيكلة القديمة لا يقبلون وجود جماعة منظمة واعية تقوده الحوزة وتحلل الأحداث .

رابعا ً : - ظهور جماعة رجال الدين الأحرار ، وهم ممن يرتبطون بالسلطة حيث أسسوا جمعية التوجيه الديني والتي ارتبطت بالسلطات الحاكمة آنذاك ( [52]) .

وهناك من يعزو سبب توقف الجماعة عن الاستمرار في عملها إلى حدوث انشقاق داخل الحوزة بسبب الموقف من الشاه الإيراني بعد اعترافه بإسرائيل ، فقد أرسل الشيخ محمود شلتوت ([53]) رئيس جامع الأزهر آنذاك ، رسالة إلى السيد محسن الحكيم يطلب منه أن يستنكر هذا الاعتراف، ويطلب منه الضغط على الشاه ، وبالفعل وبتأثير الجو الإسلامي المحيط بالسيد الحكيم ، أرسل رسالة إلى السيد محمد البهبهاني، وكان من الأشخاص المقربين من الشاه . وقامت على إثر ذلك مجلة أضواء بنشر رسالة الشيخ محمود شلتوت ورسالة السيد الحكيم وعلقت على الموضوع بشكل مثير . إذ انقسمت الحوزة إلى فريقين فريق مع مجلة أضواء وفريق ضدها يقف وراءه جهاز المخابرات الإيرانية آنذاك (السافاك ) ([54]) من خلال عناصرها الموجودة داخل الحوزة . ثم ازدادت الضغوط على السيد محمد باقر الصدر الذي اضطر مع هذا الضغط إلى التوقف  عن الكتابة في موضوعة رسالتنا بعد أن صدر منها خمسة أعداد إلا إنه لم يمتنع عن                         مواكبتها ([55]) . ثم تقلص نشاط الجماعة وتوقفت عن العمل بعد انقلاب شباط 1963 ( [56]) .

  رابعا- موقفه من انتشار الفكر الشيوعي  :-

بعد الاطاحة بالنظام الملكي في 14 تموز 1958 ومجيء عبد الكريم قاسم واعلانه النظام الجمهوري رحبت الاوساط الدينية والاجتماعية بالتغيير، وظهر ذلك من خلال برقيات التأييد التي اشتملت على عبارات التبجيل والتقدير للثورة وقادتها من قبل الجمعيات والمنتديات المرتبطة بالمؤسسة الدينية لا سيما جمعية منتدى النشر ومجلتها النجف التي حملت اعدادها المتتالية الصادرة عامي 1958 – 1959 بالعديد من فعاليات قادة الثورة والخطب والقصائد الشعرية التي تشيد بالثورة وقادتها ( [57]) . ومن جانبه بادر عبد الكريم قاسم باظهار حسن النية تجاه المرجعية وصرح لوفد من العلماء وطمأنهم ان لا شيوعية ( [58]) ولا فاشية ([59]) في العراق وان ديننا كفيل بما تطلبه الحياة الاجتماعية ([60]) . ثم قام بزيارة مع نائبه عبد السلام عارف ( [61]) الى السيد محسن الحكيم حين كان راقدا ً في المستشفى نتيجة مرض الم به حملت وعود وتصريحات تشير في جوانبها الى رعاية الحكومة لكل طبقات المجتمع ([62]) .

الا ان هذه العلاقة لم تدم طويلا ً بعد الحرية التي منحها قاسم للشيوعيين حتى غدت مؤلفاتهم ومصادرهم الداعية الى الالحاد تنتشر في مدينة النجف وباسعار زهيدة لا سيما كتاب المادية الديالكتيكية حيث كان يوزع مجانا ً حتى وصل الامر الى ترديد بعض خطباء المنابر الدينية ممن كانوا متأثرين بالموجة الالحادية ان الشيوعية هي افضل أنواع الانظمة والنظريات في العالم ([63]) .

ولم يقتصر الامر على ذلك وان تعدى الى سيطـرة الشيوعيـن النجفييــن علـــى

صحيفة الايام وهي احدى الصحف النجفية ([64]) . على أثر ذلك بدأت التحركات الاسلامية ضد الشيوعية بعد ان صدرت دعوات لالغاء الحجاب ،اذ قام العديد من الشخصيات الاسلامية بتأليف الكتب التي تدحض الاراء والاصوات الداعية لنشر الفساد في المجتمع آنذاك ([65]) . وهنا تحركت المرجعية بكامل قوتها واستطاعت ان تشكل مع باقي القوى المناوئة لنظام عبد الكريم قاسم كتلة معارضة لحكمه  . حتى وضعت المرجعية حدا ً لتجاوزات الشيوعيين التي طالت بالاضافة الى ما ذكر ابناء الموصل بعد قمع ثورة عبد الوهاب الشواف عام1959([66]) .

 حيث اصدر السيد محسن الحكيم في 12 شباط 1960 فتواه الشهيرة ( الشيوعية كفر والحاد) والتي اهتز لها العراق من اقصاه الى اقصاه وامتد تأثيرها الى خارج العراق( [67]) . وهنا انبرى السيد العسكري للوقوف الى جانب السيد محسن الحكيم في تأييد الفتوى، وذلك من خلال المحاضرات والندوات التي كان يعقدها في مدينة بغداد وفي الحسينية التي كان يصلي فيها بالاضافة الى نشره العديد من المقالات في المجلات الاسلامية مثل ( الايمان النجفية والاضواء) التي كانت تصدر عن جماعة علماء النجف ([68]) .

ومما ساعد في انتشار الفتوى هو تراجع عبد الكريم قاسم عن احتضان الشيوعيين واتهامهم بالفوضويين وصدور فتاوى مماثلة من علماء السنة بهذا الاتجاه أي (تحريم الشيوعية) ( [69]) . اضافة الى كتب السيد محمد باقر الصدر في الرد على اطروحات الشيوعية لاسيما كتابي فلسفتنا واقتصادنا،حيث كانت عوامل مهمة في تقويض مساحات الانتشار الشيوعي ([70]) .

وفي معرض تحليل الفتوى يرى الباحث ان وراءها سببين هما العامل الشرعي ، فالشيوعية لا تؤمن بالله ، أي هي فكر الحادي، وهنا جاءت الفتوى في ضمن السياق الشرعي الذي لا يرى السيد الحكيم مفرا ً منه . وهذا ما يشير اليه احد الشخصيات الاسلامية التي عاصرت الاحداث ([71]) لا كما يحاول البعض تبرير ان الفتاوى جاءت كرد فعل على نشر صور مسيئة للسيد محسن الحكيم ([72]) .

اما العامل الآخر فهو سياسي وهذا ما أشار اليه السيد العسكري حيث يقول " قد يكون البعض قد فهم الموضوع على انه حكم شرعي الا ان القضية بالاضافة الى بعدها الشرعي فهي قضية سياسية ، حيث اراد ان يلجم التطرف الشيوعي ويضع حدا ً لتصرفاتهم ، وينقذ الناس من حالة القلق، ويظهر رأي الاسلام الصريح بالشيوعية وينبههم الى خطورة الانضمام الى الحزب بتحريمه الانتماء اليه "  ([73]) .

خامسا- موقفه من قانون الاحوال الشخصية :-

اصدرت الحكومة العراقية عام 1959 قانون الاحوال الشخصية، واستبشر العراقيون بهذا القانون، لان من شأنه توحيد كلمة المسلمين والأخذ بما هو أقوم للمجتمع ،

الا ان المفاجأة كانت في المادة 74 منه والتي نصت على التساوي في الميراث بين  الرجل والمرأة ولانها مخالفة صريحة لقوله تعالى : ( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) ( [74]) . وقد بررت الحكومة العراقية الامر بان الوصيــة احـق من الأمر ([75]) .

بالاضافة الى عامل المساواة بين الرجل والمرأة ، وتأكيد حقها في الطلاق كما للرجل ، ثم تحديد سن الزواج بثمانية عشر عاما ً ومنع تعدد الزوجات الا في الحالات الاستثنائية ([76]) .

ومن ثم توحيد مصادر القضاء بوضع قانون تجمع فيه الاحكام الشرعية المتفق عليها ([77]) .

لقد شكل قانون الاحوال الشخصية تحديا ً لنصوص القرآن الكريم والاسلام ، اذ  ان المادة الاولى او الثانية من الدستور العراقي تؤكد ان الاسلام دين الدولــة الرسمي فان  تشريع مثل هذا القانون يعد استهانة بالدستور ومن ثم استفزازا ً لمشاعر المسلمين ([78])

   ثار لاعلماء الدين مستنكرين إصدار مثل هذا القانون ، حيث أرسل السيد محسن الحكيم الوفود الى عبد الكريم قاسم وحثه على إلغاء القانون ، فلم يستجب لطلبه ([79]) .

وهناك تحرك السيد العسكري من اجل نقد القانون والتشهير به من ناحية المخالفه الصريحة لاصول الاسلام الحنيف، فاستغل الاحتفالات واللقاءات التي كان يعقدها مع الناس ومن خلال المحاضرات التي يلقيها على الدعاة من حزب الدعوة الاسلامي مبينا ً خطورة هذا الموضوع وحتى على المصلين الذين كان يؤمهم للصلاة([80]).

فكانت الجماهير تؤازر المرجعية وتدعمها في معارضة القانون المذكور، وتطالب بطرح القانون الاسلامي بديلا ً منه ، وكان ذلك بفعل الشخصيات الاسلامية المؤثرة في الاوساط الجماهيرية انذاك ([81]) .

وفي معرض سؤال وجه إلى السيد العسكري الذي كان يواكب الأحداث التاريخية التي ألمت بالعراق وكونه وكيلا ً للمرجعية وعلى علم بكل ما يجري من مواقف تتخذ من قبل السيد الحكيم .

السؤال : - اكتفت المرجعية الدينية برسالة تبصرة إلى الزعيم عام 1958 ، ولم يلحظ منها أي موقف ايجابي مساند لحكم قاسم لمدة ما تقارب عاما ً كاملا ً ، مما ساعد في أن يعتمد قاسم على الشيوعيين في تقليد حكمه ، وهذا ما جعله حتميا ً في إصدار قانون الأحوال الشخصية رقم 88 سنة 1959 ؟

فكان جوابه أن الاختلاف كان بعد إصدار قانون الأحوال الشخصية . حيث اعتمد قاسم على اليسار في مقابلة الناصريين الذين كانوا يريدون أن ينضم العراق مثل سوريا إلى الحكــم الناصري، ويعبر العسكري أن المرجعية كانت تمتلك فهما ً واعيا ً وصحيحا ً في اتخاذها المواقف المناسبة([82]) .

سادسا- نشاطه في جمعية الصندوق الخيري :-

في بدايات عام1947 بدأ السيد هبة الدين الشهرستاني ([83]) بتشكيل جمعية خيرية إسلامية بهدف تأمين الحاجات الضرورية وتخفيف الويلات في الأوقات الحرجة عن الطبقات الفقيرة. وتقرر أن يكون مقرها في الكاظمية وفروعها في بغداد والمدن الأخرى، وكانت المراسلات بعنوان مكتبة الجوادين . وتدون جميع أموال هذه الجمعية في دفاتر وسجلات بشهادة رئيس الجمعية وأمين الصندوق ومراقبة الأعضاء ، تولى رئاسة الجمعية رؤوف البحراني، وبرز فيها عدة أعضاء كان لهم دور كبير فيها ومنهم عبد الهادي الجلبي و عبد النبي الدهوي وباقر الحسيني .ومن انجازاتها انها حققت العديد من المشاريع الخيرية والثقافية والإنسانية وتقديم مساعدات للعوائل الفقيرة طيلة الفترة 1947 – 1958 ([84]) .

                 تسلم السيد العسكري جمعية الصندوق الخيري والتي اكتسبت صفة النفع العام . وجمعت في طياتها طاقات الشيوخ والشباب من علماء وعارفين وأخصائيين في وجوه النفع العام كافة في المجالات التعليمية والإنسانية والصحية والعلمية .اذ تبنت فتح المدارس لمحو الأمية ومدارس أخرى إسلامية للبنين والبنات لنشر التعاليم الإسلامية وتركيز مفاهيمها بالكلمة المكتوبة أو المقروءة أو المسموعة أو بالدعــم الوقفي والعلمي في مساعدة الفقراء والمحتاجين وتصحيح أخطاء الجاهلين وتكيفهم على حب الله ([85]) .

                ونظامها الداخلي يلزمها التقيد بأحكام الشريعة الإسلامية في كافة نشاطاتها فكل عمل خلاف ذلك ملغى عندها شرعا ً ونظاما ً .وتقوم بتأسيس رياض أطفال ومعاهد ومدارس ابتدائية وثانوية وكليات على اختلاف أنواعها بعد استحصال موافقة الجهات الرسميه . كما اهتمت بانشاء ملاجئ للعجزة وتأمين ومد يد المساعدة إلى بعض العوائل الفقيرة والأرامل من النساء . بالإضافة إلى فتح دور لليتيمات على غرار الأيتام لتعليمهن الأخلاق والآداب ومختلف الحرف كالخياطة والحياكة وتدبير المنزل ([86])ولم يقتصر الامر عند ذلك بل كانت هناك حلقات ودورات ثقافية وحفلات دينية وطبع ونشر الكتب والصحف والموسوعات الفقهية ، والكتب النادرة والنافعة على نفقة الصندوق ([87]) . من جانب اخر تشكلت جمعية الصندوق الخيري من عدة اعضاء وكان السيد العسكري الرئيس المؤسس لها,وأصبحت للجمعية فروع في عدد من المدن العراقية ففتح لها فروع في  البصرة والديوانية والنعمانية والحلة. وبعد نشاط الجمعية وفاعليتها في تأسيس المدارس احتاجت  إلى الدعم المالي فما كان من السيد محسن الحكيم إلا أن أجاز صرف الحقوق الشرعية لها من أجل تمويل تلك النشاطات ([88]) .

 بعد تسلم حزب البعث زمام الحكم في عام 1968 واتهام السيد مهدي الحكيم بالتآمر على النظام ومغادرة السيد العسكري العراق إلى لبنان طلبت وزارة الداخلية من الهيئة الإدارية للجمعية رفع أسم السيد مهدي والسيد العسكري من عضويتها فأجمعت تلك الهيئة وقررت عدم الاستجابة للطلب لأنه إذا تم رفع الأسماء، فمعنى ذلك تأييد وتأكيد لاتهامات السلطة ضد السيد مهدي الحكيم والسيد العسكري وسيكتب التاريخ ذلك الموقف على أعضاء الجمعية . على الرغم من ذلك كررت السلطة الطلب مرتين دون أن تجد اجابة وفي المرة الثالثة أرسلت الوزارة كتابا ً رسميا ً طالبت فيه بإعادة انتخاب الهيئة الإدارية للجمعية . وعندها وجد الأعضاء مخرجا ً قانونيا ً وأدبيا ً للمشكلة التي فرضت عليهم، وقد تم  انتخاب المحامي فرحان الغبان وهو عضو مؤسس في الهيئة الإدارية رئيسا ًجديدا ً للجمعية ([89]) .

                وعن هذا الموضوع ينقل أحد أعضاء الجمعية الاستاذ محمد عبد ناصر الساعدي ما جرى عليها من أحداث بعد اتهام السيد مهدي الحكيم وخروج السيد العسكري خارج العراق . إذ يقول "صدر قرار عام ضمن إطار تبعيث مؤسسات الدولة من البعث أي بتوحيد مصادر الثقافة وهو منع تكوين مدارس أهلية سواء كانت هذه المدارس للأفراد أو الجمعيات وضمن هذا القرار نقلت المدارس التابعة لجمعية الصندوق الخيري بكل موجوداتها والأثاث والبنايات والسيارات إلى وزارة التربية . وبذلك انفصلت المدارس عن جمعية الصندوق الخيري أي لم يكن هناك قرار سياسي بهذا الفصل وإنما جاء من باب توحيد مصادر الثقافة . ولم يصدر بها حلا ً سياسيا ً و لا حلا ً قضائيا ً ولا حلا ً رضائيا ً, وإنما حصل أن ملفة الجمعية كانت تودع لدى الحاج فرحان الغبان في داره وبعد وفاته أصبحت لدى ورثته، فجاءتهم جماعة انتحلوا صفة أعضاء لجمعية الصندوق الخيري الإسلامي، و استغلوا عدم الحل حتى جعلوا اسم رئيس الجمعية السيد مهدي الحكيم وجعلوا اسمه ضمن أعضاء الهيئة الإدارية ايمانا ً منهم بوجود عالم دين لأن النظام الداخلي للجمعية يلزم ان يكون رئيسها عالم دين ([90]) .

وأخذوا يمارسون عملهم كمجلس إدارة طيلة السنوات اللاحقة ، أي في الفترة التي كان فيها السيد العسكري خارج العراق . وهذا يعطي انطباعا ً وتصورا ً على أن الجمعية لم تحل خلال فترة خروج السيد                 العسكري" ( [91]) .

                وعن الحل القانوني والأدبي الذي لازم ورود اسم السيد العسكري والسيد مهدي الحكيم يقول الأستاذ محمد عبد الساعدي العضو الأقدم في الجمعية "أن الهيئة الإدارية كانت تجري انتخابات لرئيس وأعضاء الجمعية كل سنة، وترسل النتائج إلى وزارة الداخلية والتي بدورها تقوم بعرضها على مديرية الأمن العامة للتأكد من الأشخاص المطلوبين للدولة وفعلا ً تم إرسال النتائج، فجاءت الإجابة بكتاب من المديرية بأن رئيس الجمعية ونائبه المنتخب وهما السيد العسكري والسيد مهدي الحكيم من المطلوبين إلى الدولة فالأول خارج العراق والآخر متهم بالجاسوسية وعليهما مذكرة إلقاء القبض – عندها وقع أعضاء الهيئة الإدارية بمأزق إزاء الكتاب الذي جاء من وزارة الداخلية بضرورة فصل السيد العسكري والسيد مهدي الحكيم . وكان السيد العسكري يراسل أعضاء الجمعية عن طريق وسطاء، وتنقل له أخبار الجمعية من أعضائها الذين يكتبون بأسماء وهمية أخبار الجمعية ، حيث قال لهم السيد العسكري حافظوا على أسمائكم وأسماء إخوانكم أي لا ترفعوا اسمي واسم السيد مهدي من الجمعية ([92]) .

على اثر ذلك فكر الاستاذ محمد عبد الساعدي عندها بمخرج قانوني, إذ أن النظام الداخلي للجمعية الذي وضعه بالاشتراك مع السيد العسكري لا يحتوي في ضمن بنوده على مادة الفصل، وإنما إذا لم يحضر العضو ثلاث جلسات يعتبر منفكا ً عن الجمعية . بعدها أصبح الأستاذ فرحان الغبان رئيسا ً للجمعية ، وبقي باقي أعضاء الجمعية يمارسون عملهم في ضمن الجمعية. واعتبر السيد العسكري والسيد مهدي الحكيم بحكم المنفكين لعدم حضورهم جلسات الجمعية، وهذا ما كتب في الكتاب الذي جاء ردا ً من الهيئة الإدارية على كتاب الاستفسار عن السيدين .حيث تضمن جملة " إنما وردت أسماؤهم سهوا ً في الهيئة الإدارية، وقد صححت المعلومات " ([93]) .

 سابعا: نشاطه في مجال التربية والتعليم:-

                لقد تنبه السيد العسكري إلى الواقع الاجتماعي الذي كان مترديا ً في العالم الاسلامي مع امتلاكه لكل مقومات النهوض الاجتماعي والثقافي والفكري . ومن هنا بدأ السيد العسكري وضع الحلول والمعالجات للمشكلات الاجتماعية التي عصفت بالبلاد الإسلامية ,حيث ادرك بعد قراءة الكتب التي كان يطلب ترجمتها من الانكليزية إلى الفارسية أو الى العربية حجم الغزو الاستعماري الفكري والثقافي . إذ توجه ومنذ أواسط العقد الثاني من عمره نحو دراسة السيرة والتاريخ والرحلات، وتنوعت مطالعاته في هذه الجوانب لتخرج عن إطار المألوف من اهتمامات أقرانه في ذلك الوقت ممن تعرفوا عليه .واستطاع بنباهته وذكائه أن يحدد غايات ذلك الغزو ( [94]) . واكتشف الأثر الذي تركه المستعمر بواسطة المدارس التبشيرية على البلاد الإسلامية . في الوقت نفسه كانت المدارس الإسلامية القديمة والحوزات العلمية محدودة ،وهي بحاجة لتحرك أقوى في مواجهة الغزو الفكري وتربية الناشئة تربية بعيدة عن تلك المؤثرات الغربية بالإضافة إلى الغزو الاقتصادي الذي ترافق مع الفكري والثقافي ([95]) .

                احس السيد العسكري  بثقل المسؤولية في معالجة الازمة الثقافية,كونه عمل يتطلب تظافر جهود مؤسسات وحكومات لاافراد مهما بلغت امكانياتهم الفكرية والمادية ، الا ان ذلك لم يقف  حائلا ً دون تفكيره بوضع الحلول المناسبة لذلك . حيث دفعه لأن يواصل البحث حول الأسباب المؤدية لتلك الهيمنة الثقافية والاقتصادية ( [96]), فدرس المناهج التربوية والتعليمية التي قررها المستشارون الأجانب في دوائر التعليم الحكومية للناشئة في العراق بصورة معمقة والتفت إلى الفرق الشاسع بين المناهج التي تدرس في ألمانيا وفرنسا واليابان ومثيلاتها في العراق ( [97]) .وهنا شبه المدارس بـمعامل تحضير الموظفين، لأنها لا تخرج إلا الموظفين الذين يجلسون على الكراسي ،ويقولون نعم لإجراء  الاستعمار . و أدرك انعدام جسور العلاقة لاثنين من أهم المؤسسات المؤثرة في المجتمع وهما الحوزة والجامعة فالأولى منكفئة على ذاتها ومنعزلة عن المجتمع لا هم لها سوى تخريج العلماء والتدريس ، فيما أنتجت المدارس الحكومية الرسمية منهجا ً غريبا ً في توجهاتها وأهدافها عن المجتمعات الإسلامية . وعن تلك الحقبة الزمنية من تاريخ العراق يعطي صورة واقعية عن الأجواء والظروف التي سادت بلاد المسلمين بعد الحرب العالمية الثانية في مجال الثقافة والتربية والتعليم . ففي لبنان وإيران مستشارون فرنسيون ، اما في العراق ومصر فكانت تحت إشراف بريطانيين ، والمدارس التي كانت تحت إشراف فرنسا كان يجري فيها تدريس تراجم أدباء فرنسا وأمجادهم وآثارهم الحضارية على المجتمع البشري ، وكذلك المدارس التابعة لبريطانيا ، والتي تخرج منها ساطع                         الحصري ([98]) .

الذي طلب منه أحد زواره يوما ً ومن مكتبته القـرآن الكريم فرد عليه : "أني لا أحتفظ في مكتبتي بكتاب سخيف كهذا " ([99]) .

                بدأ السيد العسكري حركته الاصلاحية للتعليم بتأسيس مدرسة تضمنت حلقات للتوعية والتدريس أشبه ما تكون آنذاك في الكتاتيب . هذا والحرب العالمية الثانية تلقي بظلالها الثقيلة على العراق أرضا ً وشعبا ً . بهذه الحركة البسيطة التي أراد من خلالها كسر طوق الخمول والجمود والقضاء على حالات الانعزال في الوسط العلماني والأكاديمي بدأها من سامراء أولا ً نتيجة تعايشه مع أفراد المجتمع من خريجي الحوزة والجامعات .وواجه حملة معارضة شديدة من ذوي الأفكار القديمة وأصحاب النفوس المتعالية المستكبرة التي تعتز بأفكارها  ونمطها الكلاسيكي المعتاد  ([100]) .

                ومن الجدير بالذكر أن المدارس التبشيرية التي انتشرت في العالم العربي عامة والعراق خاصة كانت تعمل من أجل دراسة أحوال المسلمين وطرق التأثير فيهم، وعقدت تلك المدارس لأجل ذلك عدة مؤتمرات هدفها تفتيت وحدة المسلمين والجهاد في سبيل الفتح الاستعماري، وفي احد تلك المؤتمرات التبشيرية يقول صموئيل زويمر الذي كان رئيساً للمؤتمر التبشيري الذي انعقد في القدس سنة 1935 " أيها الإخوان الأبطال والزملاء الذين كتب لهم الجهاد في سبيل المسيحية واستعمارها لبلاد الإسلام ... لقد قبضنا أيها الإخوان في هذه الحقبة من   الدهر على ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج التعليم في الممالك الإسلامية ..."([101]) .

علاوة على ذلك التدخل السافر من جانب مدارس الإرساليات التبشيرية التي رفضت تدخل الحكومة العراقية بمناهج التدريس الرسمية ، لأن هذا التقيد يفقد مدارسهم صفتها التبشيرية، ويجعلها في عداد المدارس الوطنية، فتبطل الغاية من وجودها . لذلك أبدت الولايات المتحدة الأمريكية قلقها قبل صدور قانون المعارف رقم 28 لسنة 1929 وعندما بدأت المفاوضات لعقد معاهدة عراقية – بريطانية – أمريكية ، سعت الولايات المتحدة لضمان مصالحها التعليمية في العراق  ( [102]) .

                بالوقت نفسه كان هناك نمطين من المدارس التبشيرية الاولى الأجنبية والثانية المدارس المسيحية، فالمدارس التبشيرية الأجنبية كانت تحاول أن تنقل الطلاب من مذاهب مختلفة إلى مذهبها هي ، أما المدارس المسيحية فأنها تحاول أن تهيئ للطالب من أي مذهب كان جوا ً مسيحيا ً ،وتحمله فيه على ممارسة التقوى المسيحية والسلوك المسيحي ، وخصوصا ً ما دام طفلا ً ، وهكذا ينشأ الطالب وتنشأ معه فلسفة مسيحية للحياة، وبهذا كان تاريخ الأعمال التبشيرية في البلاد العربية والإسلامية إلى حد كبير تاريخيا ً للتعليم               الأجنبي  ([103]) .

وفي ظل هذه الاجواء كما يبدو ان السيد العسكري لم يكن يملك الإمكانات والعوامل المساعدة التي ترفده لتأسيس وتشكيل مؤسسات تعليمية وتربوية تأخذ على عاتقها إعادة البنية القيمية والفكرية لوحده ، دون مساعدة من باقي المصلحين سواء كان ذلك من المؤسسة الدينية أو الأكاديمية كي يوجد عملية إحداث توازن علمي وفكري صحيح يخدم المجتمع الإسلامي، ويضاهي المدارس العصرية التي كانت مدعومة من جهات أجنبية تسعى لجر المجتمع المسلم، وجعله مجتمعا ً تابعا ً لها وغير مستقل بذاته .

                هذا ما دفع السيد للتفكير بالخروج من سامراء انذاك والذهاب إلى بغداد آملا ًفي أن يحظى بدعم لأفكاره وتطلعاته .وفعلا فقد نشط في مجال التعليم واسس العديد من المدارس التي كانت تعنى بتعليم ابناء العراق في بغداد باقي المناطق العراقية.....

                وفي ظل هذه الاجواء  يبدو ان السيد العسكري لم يكن يملك الإمكانات والعوامل المساعدة التي ترفده لتأسيس وتشكيل مؤسسات تعليمية وتربوية تأخذ على عاتقها إعادة البنية القيمية والفكرية لوحده ، دون مساعدة من باقي المصلحين سواء كان ذلك من المؤسسة الدينية أو الأكاديمية كي يوجد عملية إحداث توازن علمي..... وفكري صحيح يخدم المجتمع الإسلامي، ويضاهي المدارس العصرية التي كانت مدعومة من جهات أجنبية تسعى لجر المجتمع المسلم، وجعله مجتمعا ً تابعا ً لها وغير مستقل بذاته .

                هذا ما دفع السيد للتفكير بالخروج من سامراء والذهاب إلى بغداد آملا ًفي أن يحضى بدعم لأفكاره وتطلعاته في نشر التعليم وصد الافكار الدخيلة والتيارات الالحادية .وفعلا استطاع ان يؤسس عددا من المدارس في بغداد وعموم المناطق العراقية الاخرى وهي:-

1- مدرسة منتدى النشر في بغداد .

2-تأسيس مدارس الإمام الكاظم ( عليه السلام ).

3- مــدارس الكــــرادة.

4- مدارس الإمام الصادق ( عليه السلام ) في البصرة.

5- ثانويــة الإمام الباقر ( عليه السلام ) في الحلة .

6- مدرسة الإمام الحسن ( عليه السلام ) الثانوية في الديوانية.

7- - انشاء مراكز التعليم البنات في بغداد والبصرة والحلة.

8- كليــة أصـــول الديــــن.

وهنالك العديد من المشاريع الاجتماعية والصحية التي كان السيد العسكري يرعاها ويصرف عليها من جمعية الصندوق الخيري و التي كانت تدخل في سياق صرف انظار الشعب العراقي المسلم عن الافكار الدخيلة وعدم تبعية التيارات والموجات التي تتصارع وتنعكس على الداخل العراقي (الشيوعية والراسمالية).

 

[1] . الأخوان المسلمين : - تأسست الحركة الأم في مصر عام 1928 على يد الشيخ حسن البنا وتأسست أولى خلاياها في العراق على يد الشيخ عبد الله النعمة في مدينة الموصل ، وفي عام 1948 ضمت رجال دين سنة ، شرع الأخوان بممارسة نشاطهم بصورة ملحوظة قبل عام 1958 ونشط زعماؤه أمثال عبد الله النعمة الشخصية الدينية المعروفة في الموصل ومنها انتشرت دعاية الحزب حتى وصلت بغداد والرمادي وبعدها تمكن الأخوان من تأسيس عدد من الواجهات للعمل خلفها أبرزها ( جمعية الأخوة الإسلامية ) وبعد صدور قانون الجمعيات لعام 1960 تقدم عدد من قادة الحزب يطلب تأسيس حزب سياسي باسم ( الحزب الإسلامي ) برئاسة عبد الله شهاب ، لكن وزارة الداخلية رفضت إجازة الحزب ، فالتجأ الجماعة إلى القضاء الذي أصدر حكما ً في صالحها فمنحت الداخلية إجازة للحزب . وفي عام 1961 سحبت الإجازة ، واعتقل قادته . إلا إنها عادت ونشطت من جديد في ظل حكم الأخوين عبد السلام وعبد الرحمن عارف . في عام 1971 أعدم الكثير من قادة الحركة ، وفي 1982 ظهرت ( الكتلة الإسلامية لتحرير العراق ) أحد تنظيمات الأخوان المسلمين ضمت ست تنظيمات إسلامية .حسن لطيف الزبيدي ، موسوعة الاحزاب العراقية ,بيروت ,2007، ص ص216 – 217 ؛ صلاح مهدي علي الفضلي ، الدور الوطني للمرجعية الدينية في تاريخ العراق الحديث 1900-2002، بيروت ,2010,ص266 .

 

[2] . حزب التحرير : تأسس الحزب في القدس عام 1952 من قبل الشيخ محمد تقي النبهاني وذلك بعد الانشقاق عن حركة الاخوان المسلمين عام 1952 لينتقل بعد ذلك الى العراق عن طريق الطلبة والاساتذة الفلسطينيين والاردنيين المقيمين في العراق ، تقدم الحزب للحصول على ترخيص من وزارة الداخلية عام 1954 الا ان الطلب رفض . ثم اعاد الطلب بعد ثورة 14 تموز 1958 فرفض ايضا ً وتم اعتقال عدد من اعضائه بعدها تعرض الحزب الى العديد من الانشقاقات بعد عزل محمد النبهاني عن ولاية العراق . ينظر صلاح الخرسان ، حزب الدعوة حقائق ووثائق ،ط1,دمشق,1999, ص41 ؛ حسن لطيف الزبيدي ، المصدر السابق ، ص330

 

[3] . مختار الأسدي ،موجز تاريخ العراق السياسي الحديث ، بغداد، 2001 ، ص ص 85 – 86 .

 

[4] . صلاح الخرسان ، حزب الدعوه حقائق ووثائق،المصدر السابق, ص35  .

 

[5] . حسن شبر ، حزب الدعوة الإسلامية ، تاريخ مشرق وتيار في الأمة ، الكتاب الأول ،ط2 ، بيروت ، 2009 ، ص ص 67 – 68  .

 

[6] . منظمة المسلمين العقائديين : تأسست عام 1953 على يد الشيخ عز الدين الجزائري ، حيث جاء في المادة الأولى من دستورها " أن وحدة التشريع ضمان لوحدة الأمة " تعد هذه المنظمة من أنضج التنظيمات الحزبية التي أسسها الجزائري لاحتوائها على مضامين ثقافية عالية في التنظيم تحدد فيها مهام العمل الحزبي بين مستويات المسلمين العقائديين ، حيث يتدرج المسلم العقائدي من مؤيد إلى نصير فمرشح حتى يصل إلى عضو ، وقد أصدرت المنظمة عددا ً من النشرات الحزبية التي أسست لفكرها . امتد نشاطها إلى مناطق واسعة في العراق ، في بغداد والكوت والسماوة وقد تنافس أعضاؤها مع أعضاء حزب الدعوة الإسلامية في مجال العمل ووصل الأمر حد تبادل التهم وانشق عن المنظمة بعض اعضائها. ينظر حسن لطيف الزبيدي ، المصدر السابق ، ص ص 545 – 546 .

 

[7] . محمد تقي النبهاني : هو الشيخ محمد تقي الدين بن إبراهيم بن مصطفى بن إسماعيل بن يوسف النبهاني ، ولد في قرية أجزم عام 1914 وقيل عام 1905 أو 1909 ، تلقى علومه الدينية على يد والده  ، تدرج في المدارس النظامية الحكومية حيث أكمل الابتدائية في مدرسة قرب أجزم ، والثانوية في مدرسة عكا ، ثم التحق بالأزهر عام 1928 ،ًوحصل على الشهادة العالمية في الشريعة عام 1932 ، عمل مدرسا ً في دائرة المعارف الفلسطينية ومدرسا ً للعلوم الشرعية في مدارس حيفا الثانوية النظامية بين عامي 1932 – 1938 ، ثم عمل بوظيفة  مشاور أي مساعد قاضي عام 1940 وبقي فيها خمس سنوات ثم عين قاضيا ً لمحكمة الرملة ،وفي عام 1951 قدم النبهاني إلى عمان عاصمة الأردن  حيث عرض عليه إلقاء محاضرات على طلبة المرحلة الثانوية بالكلية العلمية الإسلامية واستمر فيها حتى بداية سنة 1953 حين تفرغ للحزب الذي اكمل تأسيسه في مايس 1949 – 1953وهو حزب التحرير. توفي في غزة يوم الأحد الموافق 11 كانون الاول 1977 . ينظر هشام عليون ، الشيخ محمد تقي النبهاني داعية الخلافة الإسلامية ، ط 1 ، بيروت ، 2009 ، ص ص 15 – 21  .

 

[8] . كامل خلف الكناني ،العلامة العسكري بين الاصالة والتجديد ، ط1,طهران,ص 192  .

 

[9] . مقابلة مع الاستاذ صلاح الخرسان في مكتب السيد حسين الصدر, الكاظمية , بغداد, بتاريخ 6 تشرين الثاني 2012 .

 

[10] . محمد باقر الحكيم موسوعة الحوزة العلمية والمرجعية ، الامام الحكيم ، ج 3 ، النجف الاشرف ، 2005 ، ص 115 .

 

[11] . صادق جعفر الروازق ، العلامة العسكري رؤية اسلامية معاصرة ، العلامة العسكري معاصرة، مؤتمر تكريم العلامة العسكري ,دراسات وبحوث , ط1,د.م, 2003,ص32  .

 

[12] . المصدر نفسه ، ص32  .

 

[13] . حسن شبر ، حزب الدعوة تاريخ مشرق وتيار في الامة  ،ج1، ص115  .ولمزيد من التفاصيل حول تاريخ الحزب والاشخاص المؤسسين ينظر احمد عبد الستار كاطع,السيد مرتضى العسكري ودوره في تاسيس حزب الدعوة الاسلامي ,مجلة الخليج العربي,المجلد 43,العدد 1-2,السنة 2015.

 

[14] . جويس ويلي ، الحركة الاسلامية الشيعية في العراق ، ترجمة مصطفى نعمان احمد وصفاء خليفه غني ،بغداد,2011, ص ص 189 - 190 .

 

[15] . كلية الفقه : واحدة من اهم مشاريع الشيخ محمد رضا المظفر اذ كانت امتدادا لكلية النشر حيث وضع لها المؤسس نظاماً ومنهجاً جديداً يتناسب والمستويات الدراسية العالية ويجمع بين القديم والحديث . وقد اعترفت بها بها وزارة التربيه عام1958 ككليه في مستوى الكليات المعترف بها .وقد ظل الشيخ محمد رضا المظفر عميداً ورئيسا لها حتى اخر ايامه. ينظر مجلة افاق نجفية,العدد السابع,السنة الثانية, النجف الاشرف,2007,ص298. 

 

[16] . علي الشمراني ، صراع الأضداد ، ط 1 ، لندن ، 2003 ، ص144 .

 

[17] . الصادق العهد ، صفحات من تاريخ الداعية المؤسس الاستاذ الحاج محمد صالح الاديب,ط1,د.م,1999، ص66  .

 

[18] . هادي حسن عليوي ، أحزاب المعارضة الجذور والاستحقاقات الوطنية 1968 – 2003 ، ط 1 ، بيروت ، د.ت ، ص33 ، ولمزيد من التفاصيل حول الأسم والشكل التنظيمي لحزب الدعوة ينظر مجلة الموسوم ، العددان 43 – 44 ، 1995  ، ص ص473 – 485  .

 

[19] . مقابله مع الأستاذ هاشم الموسوي ، وهو عضو بارز في حزب الدعوه الاسلامي, مكتب حزب الدعوة الإسلامي في البصرة ، 2 / 11 / 2011   .

 

[20] . هادي قبيسي ، حركة التشييع قراءة في تاريخ الاجتماع السياسي ، ط 1 ، بيروت ، 2011 ، ص 241  .

 

[21] . ملا أصغر علي جعفر ، الحياة السياسية للأمام الصدر, نخبة من الباحثين ,محمد باقر الصدر دراسات في حياته وفكره,ط1,بيروت ,1996 ، ص472  .

 

[22] . علي الشمراني ، المصدر السابق ، ص157 ؛ حسن شبر ،حزب الدعوة تاريخ مشرق وتيار في الامة ، المصدر السابق ، ص ص 167 – 184 .

 

[23] . عادل رؤوف ، محمد باقر الصدر بين دكتاتورين ، ط5 ، سوريا ، 2005 ، ص 238 .

 

[24] . صلاح الخرسان ، حزب الدعوة حقائق ووثائق ، المصدر السابق، ص129  .

 

[25] . السيد مرتضى العسكري ، شهيد العراق الصدر الاول ، مقابلة تلفزيونية ,تحقيق واشراف الشيخ احمد ابو زيد ,شركة بيروت الفضائية(قناة المنار).

 

[26] . مقابلة مع السيد هاشم الموسوي ، 2/11/2011, .

 

[27] . عبد الكريم قاسم : ولد في بغداد عام 1914 وتعلم فيها القراءة والكتابة وانهى دراسته الابتدائية عام 1926 عين معلما ً في احد المدارس الابتدائية في قضاء الشامية عام 1931 بعدها بعام التحق بالكلية العسكرية وتخرج منها برتبة ملازم ثان في عام 1934 . شارك في حرب فلسطين 1948 – 1949 وكان برتبة مقدم ركن . شارك في تأسيس اول تنظيم من نوعه في العراق هو تنظيم الضباط الاحرار الذي قام بتفجير ثورة 14 تموز 1958 ثم أصبح القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع وكالة . حقق عشرات المكتسبات للثورة منها القضاء على النظام الملكي وتأسيس الجمهورية العراقية ، اغتيل يوم 9 شباط من عام 1963 .ينظر عبد الخالق حسين ، ثورة وزعيم دراسة في ثورة 14 تموز العراقية وعبد الكريم قاسم، ط2 ، بيروت ،2011 ، ص ص 177 – 179 .

 

[28] . عبد الوهاب حميد رشيد ، العراق المعاصر ، ط 1 ، دمشق, 2002  ، ص148  .

 

[29] . عبد الفتاح علي البوتاني ، العراق دراسة في التطورات السياسية الداخلية ، 14 تموز 1958 – 8 شباط 1963 ، ط 1 ، دمشق ، 2008 ، ص290  . .

 

[30] . محمد محمود الصواف : ولد عام 1915 في الموصل اتم دراسته فيها حتى حصل على       الشهادة العالمية من الازهر الشريف بعد سفره الى مصر عين استاذا ً في كلية الشريعة عام 1948 ، ساهم في الأحداث السياسية التي مرت على العراق ،اسس جمعية الاخوة الاسلامية 1949 ثم اختير مراقبا ً عاما ً للاخوان المسلمين ، ترك العراق عام 1959 الى سوريا ومنها الى السعودية . توفي 1992 . ايمان عبد الحميد الدباغ ، الاخوان المسلمون في العراق 1959 – 1971 ، بيروت ، 2012 ، ص21 .

 

[31] . جودت القزويني ،المرجعية الدينية العليا عند الشيعة الامامية دراسة في التطور السياسي والعلمي , بيروت ، 2005، ص 270  .

 

[32] . عادل رؤوف ، عادل رؤوف ، محمد باقر الصدر بين دكتاتورين ، ط5 ، سوريا ، 2005, ص238. 

 

[33] . صلاح الخرسان ، حزب الدعوة حقائق ووثائق ، المصدر السابق، ص129  .

 

[34] . السيد مرتضى العسكري ، شهيد العراق الصدر الاول ، مقابلة تلفزيونية .

 

[35] . مقابلة مع السيد هاشم الموسوي ، 2/11/2011, .

 

[36] . عبد الكريم قاسم : ولد في بغداد عام 1914 وتعلم فيها القراءة والكتابة وانهى دراسته الابتدائية عام 1926 عين معلما ً في احد المدارس الابتدائية في قضاء الشامية عام 1931 بعدها بعام التحق بالكلية العسكرية وتخرج منها برتبة ملازم ثان في عام 1934 . شارك في حرب فلسطين 1948 – 1949 وكان برتبة مقدم ركن . شارك في تأسيس اول تنظيم من نوعه في العراق هو تنظيم الضباط الاحرار الذي قام بتفجير ثورة 14 تموز 1958 ثم أصبح القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع وكالة . حقق عشرات المكتسبات للثورة منها القضاء على النظام الملكي وتأسيس الجمهورية العراقية ، اغتيل يوم 9 شباط من عام 1963 .ينظر عبد الخالق حسين ، ثورة وزعيم دراسة في ثورة 14 تموز العراقية وعبد الكريم قاسم، ط2 ، بيروت ،2011 ، ص ص 177 – 179 .

 

[37] . جويس ويلي  ، المصدر السابق ، ص 67.

 

[38] . كانت النجف قائم مقامية تابعة إلى لواء كربلاء ، صلاح الخرسان ، الامام السيد محمد باقر الصدر في ذاكرة العراق ، ط1,بيروت,2004,ص126.

 

[39] . سليم العراقي ، لماذا قتلوه ، ط 1 ، قم ، 1995 ،ص 47  .

 

[40] . المصدر نفسه، ص48  .

 

[41] . صلاح الخرسان ، الامام السيد محمد باقر الصدر في ذاكرة العراق , ص122 .

 

[42] . محمد باقر الحكيم ، شيعة العراق تاريخ ومواقف ، النجف ، 2005 ، ص41  .

 

[43] . محمد طاهر الحسني ، محمد باقر الصدر حياة حافلة وفكر خلاق ، ط3 ، بيروت ، 2010 ، ص144 .

 

[44] . الشيخ محمد طاهر ال راضي ، محمد جواد ال راضي ، خضر الدجيلي ، حسين الهمداني ، محمد تقي الايرواني ، محمد رضا المظفر ، محمد حسين الجواهري ، والسادة موسى بحر العلوم ومحمد تقي بحر العلوم ، باقر الشخص مرتضى الخلخالي ، اسماعيل الصدر ، محمد صادق الصدر ، وكان يرأس الجماعة الشيخ مرتضى ال ياسين . ينظر  محمد باقر الحكيم ، موسوعة الحوزة العلمية المرجعيه ، الإمام الحكيم، ج 3 ، النجف الاشراف ,2005، ص123 ؛ عدنان ابراهيم السراج، المصدر السابق ، ص116 .

 

[45] . عمار ياسر العامري ، السيد مهدي الحكيم دراسة تاريخية تبحث سيرته ومواقفه واثاره      السياسية والفكرية والاجتماعية ( 1935 – 1988 ) ، بيروت ، 2010 ، ص ص 138 – 139 ؛ مذكرات العلامه الشهيد محمد مهدي الحكيم حول التحرك الاسلامي في العراق,مركز شهداء ال الحكيم للداسات التاريخية,ايران,د.ت ، ص 23 ؛ سليم العراقي ، المصدر السابق ، ص47 ؛ فاطمة نعيم دهيرب الطائي ، الشيخ محمد باقر الناصري ودوره السياســي   والفكري 1946 – 2009 ، رسالة ماجستير ، كلية الاداب ، جامعة ذي قار ، 2011 ، ص ص 47 – 48 .

 

[46] . وسن سعيد الكرعاوي ، السيد محسن الحكيم دراسة في دوره السياسي والفكري في العراق 1946 – 1970 ,بغداد,2009 , ص195 ؛ علي المؤمن ، سنوات الجمر ، مسيرة الحركة الإسلامية في العراق ، ط 3 ، بيروت ، 2004 ، ص56 .

 

[47] . صلاح مهدي علي الفضلي، الدور الوطني للمرجعية الدينية في التاريخ المعاصر، بيروت, 2011ص298 ؛ علي الكوراني العاملي ، تجربتي الى طالب العلم ، قم ,2010 ، ص ص 134 – 136 .

 

[48] . حسن شبر ، حزب الدعوة الاسلامية تاريخ مشرق وتيار في الامة ، ص 209  .

 

[49] . صلاح مهدي علي الفضلي ، المصدر السابق ، ص599  .

 

[50] . حسن شبر ، حزب الدعوة تاريخ مشرق وتيار في الامة ،ج1 ، ص ص209 – 210 .

ولمزيد من التفاصيل عن المنشورات ينظر ، منشورات جماعة العلماء ، ط 2 ، النجف ، 1378 هـ .

 

[51] . سليم العراقي ، المصدر السابق ، ص 55 .

 

[52] . محمود شتلوت : ولد الشيخ محمود في مدينة بني منصور  التابعة لمحافظة البحيرة في مصر عام 1893 وقد بدت أولى خطواته العلمية بحفظ القرآن الكريم وتمكن من حفظه ولم يتجاوز العاشرة من عمره , التحق بمعهد الإسكندرية الديني سنة 1906، بعدها حصل على الشهادة العالية سنة 1918 ، وفي عام 1926 أصدر المفتي الأكبر في مصر يومئذ فتوى تخالف الدين فتصدى له شتلوت على الرغم من صغر سنه ، ورد عليه في الصحف والأندية ، عمل في المحاماة أمام المحاكم الشرعية ، وفي 1935 عين مدرسا ً بكلية الشريعة ، وفي عام 1939 عين شتلوت بالمعاهد الدينية نال شرف عضوية هيئة كبار العلماء باجماع كافة أعضائها عام 1941 ، ثم عين عضوا ً في مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1946 ، اختير عام 1957 مستشارا ً للمؤتمر الإسلامي ثم عين وكيلا ً لللأزهر الشريف ، أعلن فتواه الشهيره بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية وذلك عام 1959 وأصدر قانون رقم ( 103 ) لسنة 1961 الذي عرف بتطوير الأزهر توفي بعد الإسراء والمعراج سنة  1963 عن عمر ناهز السبعين عاما ً . ينظر حسن السعيد ، مشاعل في العتمة اضاءات عن رواد الوعي الاسلامي الحديث,ج1,ط1,بغداد,2010، ص ص 272 – 280

 

[53] . السافاك : - منظمة المخابرات والأمن وباختصار السافاك أسست في إيران بأمر من الملك محمد رضا بهلوي بهدف مواجهة المعارضة الإسلامية والقضاء عليها ، وكان لهذه المؤسسة الأمنية ارتباط وثيق مع منظمة الاستخبارات الأمريكية ( CIA ) والاستخبارات الإسرائيلية الموساد وكان أعضاؤها يتصرفون بقسوة شديدة مع السجناء السياسيين مما دفع بالأمن العام لمنظمة العفو الدولي عام 1965 أن يعلن إن ملف إيران في مجال حقوق الإنسان أسود لدرجة لا يعادله ملف أي دولة في العالم . حميد الأنصاري ،حديث الانطلاق ,ط4,طهران ,2003 ، ص54 ؛ دونالد ولبر ، ايران ماضيها وحاضرها ، ط2 ، بيروت ، 1985 ، ص20 ؛ تقي بخاري راد ، السافاك ودورها في تطور الاوضاع الداخلية في ايران في عهد الشاه,، ترجمة ودراسة محمود سلامه علاوي ,القاهره,2003، ص ص 78 – 81 .

 

[54] . سامي العسكري ,المصدر السابق ، ص240  .

 

[55] . سليم العراقي ، المصدر السابق ، 55  .

 

[56] . حيدر نزار السيد سلمان ،المرجعية الدينية في النجف ومواقفها السياسية في العراق 1958-1963,ط1, بيروت,2010، ص ص 85 – 87 .

 

[57] . الشيوعية : مجموعة افكار وعقائد ودروس اشتراكية ثورية ماركسية تنادي بضرورة وحتميــة                          ( الحتمية التاريخية ) اطاحة النظام الرأسمالي واقامة مجتمع المساواة والعدل في اطار اممي مرتكز على الملكية العامة لوسائل الانتاج . ينظر عبد الوهاب الكيالي ، الموسوعة السياسية ،ج3,بيروت,1993 ، ص 534 .

 

[58] . الفاشية : اسم عام يطلق على الايدلوجيات والحركات السياسية وانظمة الدولة التي تتخذ موقفا ً قوميا ً متطرفا ً . ينظر المصدر نفسه ، ج4 ، ص449 .

 

[59] . عدنان ابراهيم السراح ، المصدر السابق ، ص215 .

 

[60] . عبد السلام عارف : ولد في مدينة الرمادي 1921 ، عمل عضوا ً في تنظيم الضباط الاحرار اشترك مع عبد الكريم قاسم في انقلاب 14 تموز 1958 ، اختلف مع قاسم وعينه سفيرا ً في المانيا ، اصبح رئيسا ً للجمهورية بعد انقلاب 8 شباط 1963 . عرف عنه التعصب والطائفية خلال فترة حكمه ، قتل مع عدد من الوزراء عام 1966 أثر سقوط طائرته قرب البصرة .ينظر ناصر حسين الاسدي ، محنة الاكثرية في العراق صفحات من ملف الطائفية السياسية ، قم ، 2006 ، ص126 .

 

[61] . المصدر نفسه ، ص216 .

 

[62] . محمد الغروي ، شهيد العراق الصدر الاول ، مقابلة تلفزيونية ، المصدر السابق .

 

[63] . عدي حاتم عبد الزهرة المفرجي،الاتجاهات السياسية في مدينة النجف المقدسة وموقفها من التطورات السياسية في العراق 1954 – 1963 ( دراسة تاريخية ) ، اطروحة دكتوراه ،غير منشورة، جامعة الكوفة ، كلية الآداب ، 2008 ، ص163 .

 

[64] . الخطيب بن النجف ، تاريخ الحركة الاسلامية في العراق ، بيروت ، 1981 ، ص32 .

 

[65] . فالح عبد الجبار ، المادية والفكر الديني ، ط2 ، بيروت ، 1987 ، ص192 .

 

[66] . رشيد الخيون ، المذاهب والاديان في العراق ، د.م ، 2005 ، ص304 ؛ مجيد خدوري ، العراق الجمهوري ، قم ، 1998 ، ص197 .صلاح الخرسان,السيد الامام محمد باقر الصدر في ذاكرة العراق,ص155.

 

[67] . المصدر نفسه

 

[68] . مقابلة مع السيد كاظم مرتضى العسكري ، كلية اصول الدين في مقرها الجديد , الوزيريه , بغداد, 6/12/2012 .

 

[69] . ايمان عبد الحميد الدباغ ،الاخوان المسلمون في العراق 1951-1971,ط1,بيروت,2000,ص456.

 

[70] . رشيد الخيون ، امالي السيد طالب الرفاعي  ،ط1,دبي ,2012, ص ص 166 – 176.

 

[71] . محمد حسين فضل الله ، الحركة الاسلامية مالها وما عليها ، بيروت ، 2004 ، ص184.

 

[72] . رشيد الخيون ، لاهوت السياسة الاحزاب الدينية في العراق ,بغداد,2010 ، ص55

 

[73] . عدنان ابراهيم السراج ، المصدر السابق ، ص226.

 

[74] . سورة النساء ، الاية 11 .

 

[75] . ايمان عبد الحميد الدباغ ، المصدر السابق ، ص 481 .

 

[76] . هاني الفكيكي ، اوكار الهزيمة تجربتي في حزب البعث ، ط2 ، قم ، د.ت ، ص129 .

 

[77] . عدنان ابراهيم السراج ، المصدر السابق ، ص 220 .

 

[78] . حسن العلوي ، عبد الكريم قاسم ، رؤية بعد العشرين ، د.م ، 2006 ، ص65 . ولمزيد من التفاصيل عن قانون الاحوال الشخصية ينظر محمد بحر العلوم ، اضواء على قانون الاحوال  الشخصية  ، النجف الاشرف,1963, مجلة النشاط الثقافي ، السنة الثانية ، العدد الثاني ، 1963 ،  ص 827 – 831 .

 

[79] . عدنان ابراهيم السراج ، المصدر السابق ، ص 222 ؛ هيثم غالب الناهي ، خيانة النص في الخريطة السياسية للمعارضة العراقية ، لندن ، 2002 ، ص161 .

 

[80] . مقابلة مع الاستاذ محمد العبادي ، وهو عضو بارز في حزب الدعوة الاسلامي, في منزله في البصرة, بتاريخ 6 / 12 / 2012 .

 

[81] . حسن شبر ، صفحات سوداء من بعث العراق ، ط3 ، د.م ، 2007 ، ص45 .

 

[82] . مذكرات السيد العسكري,المصدر السابق.33

 

[83] . هبة الدين الشهرستاني :ولد السيد محمد علي المعروف بهبة الدين بن الحسين بن محسن الصراف في مدينة سامراء في نيسان عام 1884 ، عرف بالشهرستاني نتيجة مصاهرة والده مع آل الشهرستاني في كربلاء . درس الفقه والأصول والكلام والرياضيات بعد انتقاله مع والده إلى كربلاء ، قام بالعديد من المشاريع الإصلاحية منها ـ إصدار مجلة العلم تأسيس المدارس والجمعيات الإسلامية تأسيس مكتبة الجوادين العامة ولم يكتف بذلك بل دخل معركة الإصلاح السياسي الحركة الدستورية 1906 ، حيث كان حلقة الوصل بين النجف وطهران ودوره في الحرب العالمية الأولى الجهادي وثورة العشرين . عين وزيرا ً للمعارف 1921 . عين كذلك قاضيا ً عام 1923 بعد استقالته من وزارة المعارف بعد اشتراطه رفع درجة القضاء من نواب قضاة إلى قضاة . توفي في 6 شباط من عام 1967 ودفن في الكاظمية . ينظر عبد الكريم آل نجف ، من أعلام الفكر والقيادة والمرجعية ، ج3 ، المصدر السابق، ص ص35 – 54 ؛  حسن لطيف الزبيدي ، المصدر السابق ، ص208  .

 

[84] . محمد باقر أحمد البهادلي ، السيد هبة الدين الشهرستاني آثاره الفكرية ومواقفه السياسية 1301 – 1386 / 1884 – 1967 ،بيروت, 2002 ، ص  229 – 230  .

 

[85] . نظام جمعية الصندوق الخيري 1947 – 1966 ، بغداد ، د.ت ، ص3 .

 

[86] . المصدر نفسه ، ص5 .

 

[87] . المجتمع الإسلامي ، نشرة تصدر عن مدارس الإمام الجواد ، العدد الأول ، بغداد ، 1966 ، ص ص 45 – 46  .

 

[88] . صلاح الخرسان ، السيد الامام محمد باقر الصدر في ذاكرة العراق ، ص320  .واما باقي اعضاء الجمعية فهم محمد صادق الخليلي و عبد الكريم قزازو محمد جواد مشهدي و حسين الشاكري و هادي السيد عيسى و الحاج فرحان الغبان و رضا علوان و  هادي جبارة.

 

[89] . صلاح الخرسان ، السيد الامام محمد باقر الصدر في ذاكرة العراق ،المصدر السابق، ص320   .

 

[90] . المادة السابقة من نظام جمعية الصندوق الخيري .

 

[91] . مقابلة مع الاستاذ محمد عبد ناصر الساعدي ,بغداد ,6/10/2012 .

 

[92] . المصدر نفسه .

 

[93] . مقابلة مع الاستاذ محمد عبد ناصر الساعدي,بغداد.6/10/2012 .

 

[94] . محمد سعيد الطريحي ,آية الله مرتضى العسكري ، ص306  .

 

[95] . مذكرات السيد العسكري  ، ص 20 .

 

[96] . مذكرات السيد العسكري  ، ص21  .

 

[97] . محمد سعيد الطريحي ,آية الله مرتضى العسكري، ص306  .

 

[98] . ساطع الحصري : - ولد ساطع الحصري في اليمن عام 1880 وتلقى علومه في استنبول وتخرج في المدرسة الملكية عام 1900 وعين مدرسا ً للعلوم الطبيعية في المدرسة الإعدادية في مدينة يانين في اليونان بعد بعد مسيرة من عمره قضاها في المجال التعليمي وصل إلى بغداد 1921 حيث شغل مناصب مهمة في التعليم إذ عين مديرا ً عاما ً للتربية 1921 – 1927 وأستاذا ًفي معهد إعداد المعلمين العالي ثم عميدا ً لكلية الحقوق . استطاع أن يتجاوز سلطات وزارة المعارف الشيعية بعد الاستقلال ، وبعد نزاع مع السلطات القائمة على وزارة المعارف غادر في عام 1941 إلى سوريا متقلدا ً العديد من المناصب وفي عام 1968 وافته المنية وهو في بغداد .ينظر حسن لطيف الزبيدي ، المصدر السابق ، ص370 . 

 

[99] . كامل خلف الكناني ، المصدر السابق ، ص ص28 – 29  .

 

[100] . صادق جعفر الروازق ، العلامة العسكري رؤية اسلامية معاصرة  ، ص53  .

 

[101] . طلال عتريسي،(الأرساليات والخطة الاستعمارية )، مجلة الحكمة ، بيروت ، ص ص38 – 39  .

 

[102] . سلامة حسين كاظم ، التبشير في العراق وسائله ، أهدافه ، رسالة ماجستير غير منشورة, كلية الشريعة , جامعة بغداد ، 1984 ، ص211  .

 

[103] . المصدر نفسه ،ص 202  .