تجربة الشيخ محمد رضا المظفر في الإصلاح الديني

الدكتور علاء حسن مردان اللامي

كلية الامام الكاظم للعلوم الإسلامية الجامعة فرع ميسان

المقدمة

      ان موضوع الإصلاح الديني من المواضيع المثيرة للجدل والاختلاف بين صاحب الفكرة والمتلقي، ونقصد بالمتلقي هنا معظم طبقات المجتمع الإنساني، اذ أول ما يأتي الرد والتعارض من أصحاب الشأن العلمي أو اقرانه من الشخصيات العلمية أو الدينية، ومن بعدها تأتي الطبقات المتوسطة ومن ثم الجهلة الذين لا ينتمون الى بيئة الفكر والثقافة، اذ هؤلاء ربما من اليسير ان يهتدوا لطريق الإصلاح وتكون الأفكار الدينية أو غيرها تجد صداها في بيئتهم الفكرية، لكن من الصعب تغيير فكر الناس التي تدّعي التعلم أو انهم وصلوا الى درجة متقدمة في العلوم الدينية والمعرفية الأخرى، اذ كثيرا ما عارض رجال الدين فكرة الإصلاح الديني، ورموها بالهرطقة ([1])، أو التطرف والجهل وعدم نضوج أصحابها فكريا، وهذا الامر يؤدي الى افشاء ثقافة التسفيط والتشهير بين رجال المجتمع الواحد، أو بين أبناء الملة الواحدة والمذهب الواحد.

    لذا فان فكرة الإصلاح الديني التي جاء بها الشيخ محمد رضا المظفر تعد بحق صورة معبرة عن تطور الفكر الإسلامي، وطريقة توضيحه أو تدريسه، ومن ثم يجد له صداه في عقلية المتلقي سواء كانوا طلاباً للعلم ، ام من عامة القراء الذين يكون لديهم اهتمام لجانب الاطلاع والمعرفة، هذا من جانب، ومن ناحية أخرى يكون هناك تحديث لقراءة التراث الإسلامي والمعرفي بشكله العام، اذ ليس من الحكمة ان يبقى الانسان جامد الفكرة أو متقوقع في بيئة النص من حيث قراءته أو تفسيره وتأويله، بل ينبغي ان يكون هناك منابع للقراءة والتفكير من أوجه مختلفة، والمرجوّ من ذلك ان يكون هناك قراءة أو تفكير ناضج تجاه العلوم بشكلها العام.

    فالبحث جاء ليستعرض تجربة الشيخ محمد رضا المظفر في تحديث العلوم الدينية وكيفية قراءتها وتدريسها للطلبة، ويكون نفعها واستيعابها أكثر، ومن ثّم تعمّ الفائدة المعرفية بالاتجاه الصحيح على وفق نسق حديث رصين مبني على الأدلة الواضحة بعيدا عن الطريقة الكلاسيكية التي لا تنفع بشيء سوى اثقال كاهل الطلاب بالدروس غير المجدية، وهذا الامر نحتاجه اليوم في مدارسنا وجامعاتنا، اذ ما الفائدة من العلوم التي تدرس وهي لا تقدم الكثير، انما تدريسها يكون من باب الغرض والتكليف فقط، أو بصورة أخرى لا يُعَدّ الطالب ناجحا ما لم يجتز هذا المنهج أو تلك المادة الدراسية ضمن موضوع ما.

  فضلا عن ذلك سنعيش تجربة الشيخ في محيطه الفكري، اذ كثيراً ما وجد معارضة قوية جدا لا سيما من قبل بعض رجال الدين الذين عدّوا منهجه الإصلاحي تهديم للعلوم الإسلامية وربما نهاية الدروس الحوزوية، ومن ثم تشكلت ضده جبهة معارضة وكانت قوية جدا، بحيث اتهموه بالخروج عن مذهب اهل البيت (عليهم السلام)، وعندما تمكن الشيخ المظفر من تأسيس مدرسة المنتدى والنشر وبدأ فيها تدريس الطلبة على وفق طريقة حديثة، وادخل علوم الرياضيات والمنطق، اتهموه بصورة مباشرة بانه خارج حدود الدين الإسلامي، والبعض قال بحق تأسيس منتدى النشر، انه سيكون فيه قتل الامام الحسين (عليه السلام) للمرة الثانية بعدما قتل بسيف الشمر للمرة الأولى ([2]).

  رغم كلّ ذلك الضغط الذي تعرض له الشيخ محمد رضا المظفر الا انه واصل العمل والمضي بطريقته الإصلاحية، ، وأصبح فكره يدَّرس في الحوزات العلمية لا سيما في مدينة النجف الاشرف، اذ يدرس فيها كتابه: (أصول الفقه) في الدروس الفقهية، وفي جانب العقائد يدرس كتابه: (عقائد الأمامية)، اما في مجال المنطق والفلسفة فيدرس كتابه: (المنطق)، وهذا شيء يحسب للشيخ المظفر الذي صبر على نهجه في تحديث الدروس الإسلامية والطريقة التي تقدم فيها لطلبة العلم.

  اما بشأن تقسيم البحث فسوف نقسمه الى محاور عدة وكالاتي:

أولاً: أسرة الشيخ المظفر

       أسرة المظفر من الأسر العلمية في النجف الأشرف ، عرفت فيها في أواسط القرن الثاني عشر، وقطن بعض رجالها الجزائر التابعة للبصرة (قضاء المدينة حالياً)، وكان الفقيه المجتهد الشيخ محمد بن عبد الله والد الفقيه الشيخ محمد رضا المظفر من علماء النجف ومراجع التقليد فيها (نشأ في النجف وترعرع فيها، وكان في عنفوان شبابه منقطعا إلى الجد والتحصيل، مكبا على العبادة والتدريس، إلى أن برع في الفقه وعرف بجودة التحقيق فيه ) وألف موسوعة فقهية جليلة شرح فيها كتاب " شرائع الإسلام " فيها وسماها ب‍ " توضيح الكلام " وقد استقصى الفقه من مبدئه إلى منتهاه ([3]).

  اما ولادته: ولد الشيخ محمد رضا المظفر في اليوم الخامس من شعبان عام (1322ﻫ/ 1903م)، بعد وفاة والده بخمسة أشهر فلم يقدر الله تعالى أن يظفر الطفل الرضيع برؤية والده ولا الوالد أن يظفر برؤية ولده، فكفله أخوه الأكبر الشيخ عبد النبي المتوفى سنة(1337ﻫ/1918م) وأولاه من عنايته وعطفه ما أغناه عن عطف الأبوة ([4]). قيل بحقه: (عالم جليل وأديب معروف، ولد في النجف الأشرف في 5 شعبان (1323ﻫ/1904م) بعد وفاة والده بستة أشهر، فكفله أخواه الشيخ عبد النبي والشيخ محمد حسن ونشأ عليهما، وحضر على الشيخ ميرزا محمد حسين النائيني وغيره، وقرض الشعر وأجاد فيه) ([5]). والقول الأخير ذكر فيه سنة الولادة كانت 1322ﻫ، في حين ذكر انه ولد عام 1323ﻫ. والظاهر على هذا الاختلاف انه ليس بالشيء الكبير فتركنا التحقق فيه خشية الخروج عن طبيعة البحث الذي نحن بصدده.

ثانياً: نشأته الفكرية

    نشأ الشيخ المظفر في البيئة النجفية، وتقلب في مجالسها ونواديها وحلقاتها ومحاضرها ومدارسها، وحضر فيها حلقات الدراسة العالية، وتخرج على كبار مراجع التقليد والتدريس، وترعرع في هذا البيت العريق من بيوتات النجف العلمية، وتعهد رعايته وتربيته أخواه العلمان: الشيخ عبد النبي والشيخ محمد حسن. وابتدأ حياته الدراسية بما يتعارف عليه الطالب في العلوم الدينية من حضور الدراسات الأدبية والفقهية والأصولية والعقلية، وتتلمذ على الشيخ محمد طه الحويزي في الأدب والأصول كما أتقن الشعر، وبرع في ذلك كله، وتتلمذ على غيره من أساتذة دروس مرحلة السطوح في ذلك الوقت، وبرز الشيخ الفقيه في دراسات تلك العلوم، وبعد أن أنهى هذا الدور تفرغ للدراسات في مرحلة البحث الخارجي في الفقه والأصول والفلسفة، وحضر فيها على أخيه الشيخ محمد حسن مع أخيه الآخر الشيخ محمد حسين ، وحضر درس الشيخ آقا ضياء الدين العراقي في الأصول، ودرس الشيخ ميرزا محمد حسين النائيني في الفقه والأصول، وحضر بصورة خاصة أبحاث الشيخ محمد حسين الأصفهاني ( رحمه الله ) في الفقه والأصول والفلسفة الإلهية العالية، وانطبع الشيخ المظفر كثيرا بآراء أستاذه الشيخ الأصفهاني في الأصول والفقه والفلسفة وجرى على نهجه في البحث في كتابه " أصول الفقه " حيث تبع منهجه في تبويب الأصول، ويشير هو إلى ذلك في ابتداء الكتاب، وتأثر بمبانيه الخاصة على ما يظهر ذلك من خلال كتابه الكبير أصول الفقه وكان يجله إجلالا كبيرا، كلما جرى له ذكر أو أتيح له أن يتحدث عنه، ويخلص له الحب والاحترام، أكثر مما يخلص تلميذ لأستاذه ويلمس القارئ هذا الشعور والوفاء فيما كتب المظفر عن أستاذه في مقدمات كتبه الفقهية والفلسفية وفي مقدمة الأسفار وغيرها من رسائله ومقالاته ([6]).

 

   كان الشيخ المظفر يمتاز بعمق النظر، ودقة الالتفاتة ، وسلامة الذوق، وبعد التفكير فيما ذكر عنه من الفقه والأصول والفلسفة، وقد حاول الشيخ في بدء حياته الدراسية أن يلم بعلوم الرياضة والفلك والطبيعة والعروض، فقد اتفق أن وقعت يد الشيخ على طرف من الثقافة العصرية، وهو في بدء شبابه، فتذوبها، وحاول أن يشقَّ طريقا إلى هذا اللون الجديد من الثقافة واتفق مع آخرين ممن كانوا يتذوقون هذا اللون الجديد من الثقافة على أن يراسلوا بعض المجلات العلمية كالمقتطف وبعض دور النشر لتبعث إليهم هذه الصحف والكتب التي تحمل إليهم هذا اللون الجديد من الفكر ([7]).

اما بشأن آثاره فهي كالاتي:

1 -أصول الفقه: وهو سلسلة محاضرات ألقاها المؤلف في كلية الفقه في النجف سنة 1360 ه، طبع في المطبعة العلمية بالنجف في أربعة أجزاء سنة 1378 ه -1959 م، وأعيد طبعه مرارا في العراق وإيران ولبنان.

2 -السقيفة: طبع في المطبعة الحيدرية بالنجف سنة 1388 ه.

3 -عقائد الإمامية: طبع لأول مرّة في سنة 1373 ه، وبعدها عدة طبعات، منها طبعة مكتبة النجاح في القاهرة سنة 1381 ه -1961 م.

4 -على هامش السقيفة: طبع سنة 1373ه.

5 -المنطق: وهو سلسلة محاضرات ألقاها المؤلف في كلية الفقه في النجف في سنة 1357ه، وطبع في مطبعة النعمان بالنجف سنة 1388 ه، تلتها طبعات عديدة في العراق وإيران ولبنان.

ثالثاً: مشروعه الإصلاحي:

    ليس الامر هيناً كما يتصوره البعض عندما يقرأون عنوان الإصلاح، فقد كانت المحافظة والحيطة من شأن اغلب الذين ينظرون الى أنفسهم مسؤولين عن توضيح معالم الدين الإسلامي، وهذا الامر واضح من حركة التاريخ التي مر بها العراق والعالم الإسلامي في منتصف العشرينات من هذا القرن، انتهت الجولة السياسية الأولى من المعركة بين التغريب والإسلام في العراق وأكثر بلدان العالم الإسلامي الأخرى لصالح الاستعمار الذي فرض نفسه على الأمَّة بحكم الامتيازات المادية والسياسية والعلمية التي كانت بحوزته من جهة، وعوامل التخلّف التي يعيشها العالم الإسلامي من جهة أخرى، الأمر الذي نبّه القيادة الإسلامية في النجف الأشرف إلى عدم جدوى الاستمرار في المراهنة على العامل السياسي، وإلى ضرورة تجديد بناء القواعد التحتية للمجتمع الإسلامي، وإيجاد صياغة عصرية للفكر الإسلامي تتيح له الارتقاء إلى مستوى التحديات الحضارية الكبرى التي يفرضها الغرب على الإسلام في المرحلة الجديدة، وكان معنى ذلك تغليب مهامّ التجديد الفكري على المهام السياسية ريثما يكتمل بناء القواعد التحتية الجديدة للمجتمع الإسلامي المعاصر.

    ولذلك، أصدرت المرجعيّة الدينيّة في النجف الأشرف فتاوى بتحريم الدخول في المدارس الحديثة التي أنشأها المستعمر، وسعت إلى جانب ذلك إلى افتتاح مدارس مستقلة تخضع للتأثير الديني. وعلى صعيد الدراسة الحوزوية أسَّس السيد عبد الحسين شرف الدين مدارس حوزوية في لبنان إلى جانب المدارس التي كان يشرف عليها، كما قام السيد محسن الأمين العاملي في سوريا بتجربة مماثلة، وفي إيران تبنَّى الشيخ عباس علي الإسلامي فكرة تنظيم الدراسة الحوزوية في صفوف ومدارس مبرمجة. وفي العراق، يُعَدَّ الشيخ محمد رضا المظفر رائد تجربة التحديث والتنظيم والبرمجة للدارسة الحوزوية.

     كان الشيخ المظفَّر وكما يقول الأديب جعفر الخليلي أول (من التفت إلى وجوب إيجاد حركة تجديدية في طريقة البحث والاستقراء والاستقصاء عن طريق التأليف والمبادرة إلى إحياء المؤلفات الخطية ونشرها والتعليق عليها بقالب يتماشى مع العصر، وقد سرّه أن وجد له مؤيّدين، وكان معظمهم أكبر منه سناً، وأقدم عهداً بالدرس، كالشيخ عبد الحسين الحلّي، والسيد علي بحر العلوم، والشيخ محمد جواد الحجامي، وأخيه الشيخ محمد حسين المظفر) ([8]).

   لكن بطبيعة الحال قد يتعارض الفكر بين رجال العلم انفسهم آنذاك، وهذا الامر قد ينشأ عنه تقاطع في الأفكار وعدم إتمام حلقات الإصلاح، وقد يكون هناك عثرة في طريق كل اصلاح ديني أو في أي جانب اخر، وهذا الامر اكده الشيخ محمد رضا المظفر عندما قال: (هذا هو التفكير الذي يبدو ظاهرا على بعض رجالنا الذين كانوا يحلمون بإصلاح نواقص الدراسة العلمية في معاهد النجف الاشرف، فان هذه النواقص كفقدان نظام التربية والتدريس في الامتحانات، والمواد العلمية ، والأوقات والشهادات كانت تهدد المفكرين منا بشل الحركة العلمية في مستقبل الجامعة القريب أو البعيد، يوم ان اصطدمت سفينة هذه الجامعة القديمة بتيار هذا العصر الجديد فهزتها في بحر متلاطم بالميول، ولكن الوقت الذي كانوا يفكرون في هذا كان يعوقهم عن التقدم في العمل ذلك التفكير المؤلم) ([9]).  

   وعلى أثر ذلك بدأ عمل الإصلاح أول الامر بعقد جلسات حوارية سرية تناقش عملية الإصلاح وسبل نجاحها، وكان الشيخ محمد مهدي الآصفي حاضرا في أحدى تلك الجلسات فيقول عنها: (واتذكر جيدا إني اشتركت في احداها وكنت كاتبها واعضاؤها كلهم الشباب الديني ذلك اليوم...ولا أزال احتفظ بمحاضر جلسات جماعتي الأولى تلك وبمذكراتي الخاصة عنها وعن غيرها، وهي على بساطتها تمثل لي مقدار التكتم والخوف الذي كان يساورنا وكان عملنا وتفكيرنا مقتصرا على تفقد المفكرين من اصحابنا الذين يحسون بالداء مثلنا، وبالرغم من مواصلة الجلسات والتفكير طيلة عام واحد لم نستطع ان نخرج صوتنا من غرفتنا الا بعض الشيء، ولم نستطيع ان نضم الينا الا عشرة أعضاء...) ([10]).  

      وبعد اجتماعات دارت لمدة عام بين جماعة من اهل النجف ومن اهل الكاظمية المقدسة، اتفقوا على تأسيس جمعية إصلاحية دينية، أصدروا لها قانوناً أساسياً، جاء في بنوده:

1-تأسيس جمعية في النجف باسم (جمعية الإصلاح).

2-غاية الجمعية، اصلاح الحالة الدينية والاجتماعية، واتخاذ الوسائل الكافلة بتقوية الدين.

3-تقبل الجمعية من ينتمي اليها بعد احراز اهليته بموافقة عضوين من الأعضاء المؤسسين، وعلى طالب الانتماء ان يحلف يمين الإخلاص على مساعدة الجمعية.

4-تسعى الجمعية في نشر غاياتها بالطرق الموافق عليها من قبل مجلس الإدارة.

5-للجمعية اجتماع عام على رأس ([11])، يتألف من الأعضاء العاملين والمنتمين اليها ([12]).

اما مجلس الإدارة فيتكون كالاتي:

1-للجمعية مجلس إدارة مؤلف من الأعضاء المؤسسين تختارهم الجمعية العمومية من بين الأعضاء العاملين بطريق الانتخاب، وينتخب الأعضاء بعد ذلك رئيسا وكاتبا ويتجدد الانتخاب في نهاية كل.

2-محل الاجتماعات العامة والخاصة هو محل مركز الجمعية.

3-تعقد الاجتماعات الخاصة بموافقة الرئيس على تعيين الأوقات.

4-على كل عضو أراد النشر أو الدعاية باسم الجمعية ان يحوز على اذن من قبل الهيئة.

5-تغيير هذا القانون أو تعديل مواده من حقوق الجمعية العمومية وحدها.

6- يعتبر هذا القانون معمولا به بعد تصديق الهيئة التأسيسية عليه ([13])

    فهذه الفقرات توحي الى من يطلع عليها ان هناك تنظيماً على غاية من الدقة اعتمده المؤسسون لجمعية النشر، وهو يدل على صدقهم وتفاؤلهم في إنجاح مشروع الإصلاح آنذاك، وهذا ما يفسر اصرارهم على الطريقة المنظمة تلك من اجل الإصلاح الديني والتعليمي.

  بدأ دور الشيخ محمد رضا المظفر في الإصلاح الديني وفق ما لاحظه بشأن التدريس في مدارس النجف الاشرف الدينية، اذ لاحظ انها تنتظم في مرحلتين وهما مرحلة المقدمات والسطوح، ومرحلة البحث الخارجي، وطبيعة هذه المراحل تأبى أي تعديل في شكلها ومحتواها، ولا يمكن اخضاع هذه المراحل من الدراسة لأي تنظيم منهجي خاص، ولا تتبع الدراسة في هذه المراحل تنظيما خاصا، ففي هذه الدراسة تقع مهمة الاعداد كله أو جزء كبير منه على الطالب نفسه، ويقوم الطالب في هذا الدور قبل حضور المحاضرة بإعداد مادة البحث وصياغة مادته،  ومن ثم عرضه على الأستاذ ومناقشته ([14]).

  لاحظ الشيخ المظفر على دراسة الطالب النجفي انها معقده بعض الشيء نسبة الى الكتب التي يتعامل معها أو يرجع اليها بوصفها مصادر لتحصيل المعلومة، اذ وجد ان الكتب يطغى عليها طابع الغموض والتعقيد، مما يحوج الطالب الى ان يصرف جهدا كثيرا في فهم العبارة وما يظهر عليها من غموض وتعقيد، بالإضافة الى سوء التنظيم في تنسيق الأبحاث ([15]).

   ومن جهة أخرى وجد ان طابع الفردية يطغى على الكتابة النجفية والأبحاث التي يعرضها الكاتب النجفي، فهي أقرب الى الجهد الفردي منه الى الجهد الجماعي، فلا تبحث الشؤون الفكرية فيما عدا الفقه والأصول والتفسير بصورة عامة، ولا توجد لجان خاصة لتحقيق هذه الأبحاث وتنقيحها ومراجعتها قبل عرضها على المطبعة، كان الشيخ محمد رضا المظفر يرى ان تكون هناك حركة علمية تضاهي الحركة الثقافية الحديثة، فيرى ضرورة الاهتمام بالبحوث ونشر التراث وتشجيع المؤلفين والناشرين ([16]).

   لذلك وبعد تأسيس كلية الفقه في النجف الاشرف عام 1376ﻫ/1956م، واعتراف وزارة المعارف العراقية بها، واعتبرت شهادتها عالية معترف بها على وفق الأنظمة والقوانين، فقد بذل الشيخ محمد رضا المظفر جهداً كبيراً في سبيل تنمية هذه المؤسسة بإخلاص وايمان، فكان يقوم بتدريس العلوم الإسلامية وإدارة الصفوف عند غياب بعض المدرسين في سائر العلوم، وكان يعمل على تدوين سجلات الطلبة أو مراجعتها، وطباعة بعض الرسائل بالآلة الطابعة ([17]).

    وحاول الشيخ (رحمه الله) أن يعمل على تثقيف خطباء المنبر الحسيني ثقافة عالية تليق برسالة الامام الحسين (عليه السلام) لكن البعض عارض هذه الفكرة وحاول ان يشوهها بداعي ان هناك من يحاول ان يحدد الخطباء ونوع الخطابة، وان هذه الطريقة تسعى للتقليص من ذكر الامام الحسين (عليه السلام)، وبغير ذلك من التهم الباطلة ([18]).  وعلى أثر ذلك امتحن الشيخ المظفر امتحاناً عسيراً كاد ان يقضي ذلك كله على حياة المؤسسة التي انشأها الشيخ، لكنه بقي ثابت الجأش تجاه تلك الفتنة، اذ اصرّ على مواجهتها بالطريقة الفكرية، وذلك من خلال اصدار البحوث ونشر الكتب والمؤلفات، وأصدر مجلتين من أفضل ما كان آنذاك وهما مجلة البذرة ومجلة النجف ([19]).

     ومما هو جدير بالذكر، أنّ المؤسسة الدينية في النجف بعد عام 1935م قد أبدت جانباً كبيراً من الجهود الاصلاحية لجمعية منتدى النشر، فالمرجع الاعلى السيد ابو الحسن الاصفهاني حينما تعرضت الجمعية لضائقة مالية كبيرة في أوائل الاربعينيات، نظراً لتوقف المتبرعين عن دعمها، بفعل انتشار اشاعات تفيد بعدم رضى المرجعيات الدينية عن جهودها، أصدر فتوى شرعية تجوز دعم الجمعية ومؤسساتها من جانبه إذ أثنى الشيخ كاشف الغطاء على جهود الجمعية في مجالسي الاصلاح العلمي والثقافة الإسلامية، بوصفها تتوافق وتوجهاته الاصلاحية بهذا الشأن.

  من جانب آخر، كانت لمشاريع اصلاح التعليم الديني، أثرها الايجابي على المستويين الاجتماعي والثقافي. لكون أن أيّ إصلاح تقوم به جهة ذات مكانة في مجتمع محافظ في شأن ذا اهمية، سيجعل هذا المجتمع اقل معارضة – ان لم نقل – أكثر تقبلاً لفكرة الاصلاح في الشؤون الاخرى، فضلاً عن ذلك أن أيّ تحرك اصلاحي تتبناه المؤسسة الدينية أو فضلاء الحوزة، يشكل – بحد ذاته – حافزاً للأخرين، وكان في تبلور التيار الاصلاحي في هذه المؤسسة أوائل القرن العشرين وأثره المهم على مجددي النجف خير مثال؛ ومن المفيد بيان ابرز تجليات ذلك، وهي على النحو الاتي:

1-تزايد اهتمام السيد ابي الحسن الاصفهاني بالبناء الثقافي الإسلامي للمجتمع، من خلال تشييد المساجد والحسينيات والمدارس الاهلية مثل مدرسة الجواد في الكاظمية، وانشاء دور النشر، علاوة عن دعمه المادي للمجلات والصحف والمطابع في النجف وغيرها، لتنمو النجف علمياً حسب الحضارة الحديثة.

2-ضُيقت الشقة بين التعليم الحديث ذي الطابع العلماني الخاضع لاشراف الدولة وبين التعليم الديني التقليدي من جهة، والتقريب من جهة اخرى بين الأوساط الدينية والأوساط العلمانية في المجتمع العراقي.

3-مثلت الخطوة الأولى لخلق جيل جديد، واسع الاطلاع من النخب الدينية العراقية، مؤمن بالإصلاح الاجتماعي والسياسي في العراق (المجتمع والدولة).

4-شجعت على احياء النشاط المعرفي والادب العربي، وكانت من وظائف الدواوين النجفية، قبل ان يقل الاهتمام بها لانشغال النجفيين بالشأن السياسي، ويُعد تأسيس الرابطة الادبية في النجف، أبرز مظاهر هذا الاحياء. وتمثل نشاطها بنشر الكتب الادبية والدينية، وكان بعضها من التراث النجفي، والبعض الاخر من نتاج اعضائها، كما اصدرت سلسلة ادبية بعنوان (في الرابطة الادبية)، فضلاً عن انشائها مكتبة سميت باسمها، ضمت الكثير من المؤلفات في اختصاصات شتى، وكان يؤمها العديد من المهتمين بالمعرفة من داخل النجف وخارجها. واشتهرت الرابطة بالمساجلات الادبية والفكرية الشيقة بين اعضائها، وقد شغل الصراع بين الحداثة والاصالة جزءاً كبيراً منها، وقد نشرت العديد من هذه المساجلات في سلسلتها الادبية، وبعض الصحف المحلية ([20]).

  رابعاً: تأملاته بحاجة الى اصلاح

1-الدفن في الحضرة العلوية المطهرة.

     كان الشيخ محمد رضا المظفر كثير التأمل في مجال الجانب الديني ومن يقوم على رعايته، وفي بعض ما كتبه تعبير عن أفكار كانت واقعاً لما يجري في تلك الأيام في النجف الاشرف، لاسيما في العتبة العلوية الشريفة، فهو بدأ يستعرض قضية مهمة جدا الا وهي القبور والدفن فيها، ومن يستحق الدفن، وهل هناك قبور تبنى فوق أخرى، أو هي قضية عرضية تحدث بصورة عفوية من دون أي قصد؟ جاء في كتاب أحلام اليقظة عرض لذلك التأمل بصورة الإصلاح لحالة الدفن والتجاوز على القبور، اذ إنّ بعض أصحاب المقابر ومن يعمل بمهنة حفر القبور يتحملون وزر عملهم، فهم جوزوا لأنفسهم دفن الموتى بعضهم في قبور بعض، وهذا كله في رحاب العتبة العلوية المقدسة، فهل بقي مكان فارغ للدفن فيها؟ ثم يبدأ الشيخ محمد رضا المظفر باستعراض أفكاره التي جاءت لتبحث في هذا الموضوع مصورها عن طريق قيام القيامة وبدء محاسبة المقصرين في ذلك، ويتوصل بالنتيجة الى إنّ جشع أصحاب المقابر أو القائمين بأمور الدفن لهم طرقهم الخاصة في طريقة استحصال الأموال وان كانت الطريقة غير صحيحة ([21])

2-مع رجال الدين

    يرى الشيخ المظفر ان رجال الدين هم عرق المسلمين النابض، فاذا كان دم ذلك العرق موبوءاً أصاب أعضاء المجتمع الإسلامي الشلل والمرض، ويقصد برجال الدين من لهم وظائف دينية معينة تشمل حتى الوعّاظ والخطباء وخدّام العتبات المقدسة ([22]).

    كان يرى انه إذ نجّح الإصلاح تصبح الدنيا غير الدنيا التي نعيش ايامها، والناس غير الناس بتبدل سلوكها ومعارفها، وانّ رجال الدين يتحلون بالمشاعر الطيبة والردود الأديبة، يكونون على طبع ثقافي رصين، وهو واقع الهدوء والرد الجميل على من يسال أو يبحث عن إجابة، لا ان يكون رجل الدين أو من يمثله فضا غليظ الرد ([23]).

3-الألقاب الدينية

     يقول الشيخ محمد رضا المظفر في بعض مذكراته عن هذه الألقاب الضخمة التي تعطى الى الأشخاص من غير حساب (ثم ابتذل هذا اللقب المسكين في الحقبة الأخيرة من قرننا الحاضر فصار يلصق بأشباه العلماء ممن لهم ادنى شأن اجتماعي، ولقد صارت هذه الألقاب بعد ابتذالها لا تعني معانيها الحقيقية فالتجأوا الى إضافة مثل كلمة الكبير الى العلامة، ومن العجيب ان هذه الإضافات ايضاً ابتذلت ففقدت مدلولها فالتجأوا الى القاب ضخمة أخرى مثل (الامام الأكبر) وهذه الألقاب التي فرغت من مداليلها لا تدل الا على فراغ من يجب ان يتحلى بها) ([24])

      فالشيخ عاش تجربته مع تلك الألقاب وحاول ان يستعرض فكرتها وما ينسجم معها، اذ ربما البعض تطلق عليهم القاب دينية وهم لا يملكون شيئاً من ذلك الدين، أو انهم بالأساس لا يتناسب حجمهم أو قيمتهم العلمية مع ذلك اللقب الديني الذي له مردود فكري لدى رجال الدين وعامة المسلمين، ومن ثم فهو يحاول ان يعكس نقطة مهمة جدا في تأملاته الا وهي ان الانسان ليس المهم ان يحمل لقباً دينياً أو ما شاكل ذلك، انما المهم جوهره، فكلما كان واقعي لا يبحث عن المظاهر البراقة كلما بحثت عنه الحقيقة فجعلته قدوة للآخرين، وهذا الامر يوحي للقارئ ومن يهتم بهذا الشأن ان هناك مساعي إصلاحية حتى على مستوى أصحاب الألقاب الدينية التي ربما لا تنسجم مع وضيفتهم الدينية أو سمعتهم التي اكتسبوها بواقع ذلك اللقب الذي جعل من اجل تبرير وسيلة. 

 4- قراءة التاريخ بتمعن وانصاف

      حاول الشيخ محمد رضا المظفر ان يقدم تجربته في قراءة احداث التاريخ على وفق المنهج العلمي الحديث، اذ انه كان يفكر في استيعاب فكرة التاريخ من حيث روايته لا من حيث اثر العقيدة في استخدام الرواية وجعلها في خدمة المعتقد، وبالتالي طبق ذلك في كتابه (السقيفة)، على اعتبار انّ موضوع سقيفة بني ساعدة من المواضيع التي سبق أن عالجته عشرات الأقلام في مختلف العصور، وكان مسرحا لكثير من عواطف الكتاب، فتلاعبت فيه بأساليبها الخطابية التي لا يراد بها غير تركيز عقيدة أصحابها عن طريق اللف والدوران، ولم يسلم من آفاتها إلا القليل، فحاول الشيخ المظفر معالجة الموضوع، وحسب ما ذكر البعض بهذه الشأن ان الشيخ المظفر رحمه الله وفق في نظرته -لبحثه هذا -نظرة موضوعية خالصة عن أية عاطفة أو تحيز، وذلك وفق منهج علمي دقيق يكشف فيه عن ملابسات تلك الحادثة المشهودة في تاريخ الإسلام، مجمل الكتاب يقع في 207 صفحة مع ما اضيف له من هوامش واضافات، طبع بمطابع بهمن في قم-ايران طبعه ثانية عام 1994، مع إضافة ما أوضحه المؤلف رحمه الله لمن استفسر منه حول هذا الموضوع تحت عنوان " على هامش السقيفة " ([25])، وهذا الامر جاء بناءً على رد الشيخ المظفر على رسالة كتبها له عبد الله الملاح الموصلي يذكر فيها بعض الأفكار غير المنسجمة مع مجرى احداث التاريخ حسب وجهة نظره، فرد عليها الشيخ المظفر برسالة أخرى تكشف له عن اسئلته التي كتبها في نص رسالته ([26]).

    اما ما يخص كتاب السقيفة المعني فهو كتاب فكري تاريخي ذو رؤيا معاصرة لفكر العصر الذي عاش فيه الشيخ المظفر، اذ اعتمد في تأليفه على الأدلة التاريخية المشهورة، مبتعدا عن التصنع أو احتوى هواه فيما كتب أو ضمن كتابه من نصوص تاريخية أو أحاديث نبوية، وهذا الامر عبر عنه في مقدمة الكتاب تحت عنوان تأثير العقيدة على المؤرخ، اذ العمل الموضوعي والبحث العلمي يتطلب سلامة التفكير دون الانحراف أو ان يدور صاحب التأليف في دائرة هواه ومن ثم يقع في أخطاء، بل يرى انّ اغلب المؤرخين قد وقعوا في خطأ هوى النفس والمعتقد فقال: (أما من يؤرخ لأجل غذاء عقيدته، أو يؤلف إرضاء نفسه أو محيطه، فاقرأه ألف سلام ! وأرجو من الله تعالى أن يوفقني لئلا أكونه) ([27]).

ان دراسة موضوع السقيفة من قبل الشيخ المظفر فيه محاولة تجديد تختلف عن الذين تناولوه قديما ([28])، لاسيما فيما يخص المنهج والأفكار والرؤى التاريخية، وهذا المنهج يتفق تماما مع أصول منهج البحث التاريخي ([29])،و انَّ منهجه يقوم على أساس الدراسة الشاملة للأحداث وتحليلها ونقدها ومقارنتها ومعرفة الأسباب الواقعة وراءها، لذلك فدراسته كانت بشكل فلسفة التاريخ ([30]). 

    فمنهج الشيخ المظفر مبني على أسس علمية رصينة، قوامها الدراسة الموضوعية للحدث بتجرد حتى يصل الى نتائج علمية دقيقة تنحدر من التقصي والتحليل المنطقي للأحداث في باكورة وقوعها، مبتعدا في ذلك عن الميول والاهواء والمعتقد، وتُعّدُ هذه خطوة متقدمة من قبله كونه رجل دين نشأ في اسرة إسلامية في العراق والعالم الإسلامي، وواقع الحال انه قد يكون تأثر آنذاك بالبيئة العقائدية لأسرته والذي سينعكس في كتاباته واطروحاته الفكرية والتاريخية، الا انه حاول ان يخرج من ذلك المألوف فيتبع منهجا جديدا في دراسته للأحداث لا يقوم على معرفة النتائج مسبقا، بل يعتمد على أسس دراسته وما ينتج عنها.  

    والظاهر على حديث الشيخ المظفر انه كان عازما على ترك أثر تاريخي بعيدا عن ميل الهوى، بل حاول جاهدا التأكيد على سلامة التاريخ من الاهواء والمعتقد، اذ لطالما تأثر بها اهل التاريخ منذ أقدم الأزمنة لتاريخ الاسلام وحتى وقت كتابة كتاب السقيفة، فكانت دراساتهم وكتاباتهم بعيدة عن الحقائق بل بعضها تحتوي تزويرا للحقيقة بعد دس النصوص وتحريفها بشكل مغاير لما وقع أو حدث ([31])، وكان مقصده من ذلك ان يترك فكرةً معبرة عن تبعثر الحقيقة وغيبت وراء ساتر العقيدة أو تحت غطاء الرؤيا التابعة لتذوق الكاتب أو المؤرخ، ومن ثَمّ هناك فكر يحثّ على التجرد في نقل المعلومة التاريخية لا على أساس ان تنصر قضية ما أو تعطل الحقائق في سبيل ما اثر عن السلف، إنما التجرد في نقل المعلومة وهذا مبدأ الشيخ المظفر في كتابة كتابه السقيفة.

الخاتمة

على وفق ما تقدّم من أفكار إصلاحية هدفها نشر الفكر الواضح والبناء، والتجديد في قراءة التراث الإسلامي بصورته العامة مع النهوض بواقع العلم والتعلم يمكن ان نلمس تجربة الشيخ المظفر وكالاتي:

1-ان تجربته فيها درس من دروس الإرادة والإصرار، اذ من خلالهما يستطيع الانسان ان يحقق هدفه وفق مخطط واضح وجليّ دون أنْ يخسر الوقت أو يفرط فيه، وهذا ما عمل عليه الشيخ في اطروحته للإصلاح والتجديد.

2-لقد وضّح الشيخ المظفر ـ في وقته ـ  انّ النقص الحاصل في تطور العملية التعليمية والدراسة الدينية النجفية انما جاء على وفق المنهج المتبع في التدريس، لا سيما ان طريقته غير مجدية وتثقل كاهل الطلبة في التحضير، وبالتالي احتاج الى ان تكون هناك منهاج حديثة للتدريس.

3-صبر الشيخ المظفر على ما واجهه من تحدٍ لا سيما الذين عارضوه ووقفوا ضد فكره في الإصلاح الديني، اذ وجد نجاح الإصلاح يعتمد على الوقت وبالتالي حقق ذلك مع الإصرار والثبات على الفكرة وبمساندة بعض أصحابه وطلابه.

4-ناقش الشيخ المظفر العديد من القضايا المهمة والتي كانت محل جدل ، أو طريقتها ليست بصحيحة، مثل مسألة الدفن في الصحن الحيدري الشريف، أو مسألة الألقاب الدينية التي تطلق على رجال الدين وهم لا ينتمون اليه الى الدين عمليا وجوهريا انما يبقون فقط ظاهريا أو على وفق الصورة الإعلامية التي تجعلهم بمصاف رجال الدين.

5-حاول أنْ يقدم قراءة تاريخية وفكرية للتراث الإسلامي بصورة بعيدة عن التعصب والميل والهوى، وكان منهجه يعتمد على الطريقة الحديثة في توثيق المعلومات.

11 قائمة المصادر

أولا: المصادر الأولية

- ابن تيمية، تقى الدين أحمد بن عبد الحليم الحنبلي (ت728ﻫ/ ).

1-منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيع والقدرية (المطبعة الأميرية، مصر).

-الجوهري، ابو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري البغدادي (ت 323 ه‍/).

2-السقيفة وفدك، تحقيق: محمد هادي الاميني (مطبعة شركة الكتبي للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، بيروت 1993م).

ثانيا: المصادر الثانوية (المراجع).

-الآصفي، محمد مهدي

3-الشيخ محمد رضا المظفر وتطور الحركة الإصلاحية (الطبعة الأولى 1998م).

-الشيرازي، محمد الحسيني

4-فلسفة التاريخ، تحقيق وتحليل: صاحب مهدي (الطبعة الثانية، بيروت 2005م).

-شلبي، احمد

6-مقارنة الأديان، المسيحية (مطبعة السنة المحمدية، الطبعة الرابعة 1973 م).

-طه، عبد الواحد ذنون

7-أصول البحث التاريخي (مطبعة دار الحكمة، الطبعة الأولى، الموصل 1990م).

-المظفر، محمد رضا

8-أصول الفقه، تقديم: محمد مهدي الآصفي (مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المقدسة، د.ت).

9-السقيفة، تقديم: محمود المظفر (مطبعة بهمن، الطبعة الثانية، قم 1994م).

-القاموسي، محمد رضا

10-من أوراق الشيخ محمد رضا المظفر (مطبعة الساعة، بغداد 2014م).

-الكوثراني، محمد

11-اضغاث أحلام (دار الأضواء 2016م).

ثالثاً: المجلات

- مؤسسة ال البيت عليهم السلام لإحياء التراث 

12-مجلة تراثنا (العدد الثالث، السنة الرابعة 1983م).

رابعا: المواقع الالكترونية

13- www.hasobuter.com //: http

14- http://almadasupplements.com

 

[1] -الهرطقة كما فهمتها الكنيسة-إذ ذاك -هي مخالفة رأي الكنيسة، فرأى يراه عالم في العلوم الكونية هرطقة، ومحاولة فهم الكتاب المقدس لرجل غير كنسي هرطقة، وانتقاد شيء يتصل بالكنيسة هرطقة، ومساعدة واحد من هؤلاء أو الرضا عن اتجاهه هرطقة، وهكذا. وأما كيف حاربت الكنيسة الهرطقة فيتضح ذلك من قرار المجمع الذي عقد في سنة 1215 إذ تقرر فيه استئصال الهراطقة، وقد نفذت الكنيسة هذا القرار أو هذا الاستئصال بكل قسوة ونشاط، فاستعملت القتل والحرق ومحاكم التفتيش، فأحرق يوحنا هوس وجيروم، وأحرقت كتب ابيلارد وسجن حتى الوفاة، وأوقعت محاكم التفتيش بالهراطقة والأبرياء دون تمييز، فقد كان الإيقاع بالناس دليل إخلاص إلى الكنيسة، وقد سبق الحديث عن هذه الاضطهادات. للتفصيل ينظر: احمد الشلبي، مقارنة الأديان المسيحية، ص215.

 

[2] - محمد مهدي الآصفي، الشيخ محمد رضا المظفر وتطور الحركة الإصلاحية، ص9.

 

[3] - محمد رضا المظفر، أصول الفقه 1/36.

 

[4]- المصدر نفسه

 

[5] - محمد حسين الحسيني الجلالي، فهرس التراث 2/482.

 

[6] - محمد حسين الغروي الأصفهاني، نهاية الدراية في شرح الكفاية 1/6.

 

[7] - محمد رضا المظفر، أصول الفقه 1/38-39.

 

[8] -www.hasobuter.com

 

[9] -محمد مهدي الآصفي، الشيخ محمد رضا المظفر وتطور الحركة الإصلاحية، ص93-94.

 

[10] - محمد مهدي الآصفي، الشيخ محمد رضا المظفر وتطور الحركة الإصلاحية، ص94-95.

 

[11] - فراغ بالأصل. والظاهر انهم عندما وضعوا موعد لاجتماع عام لم يتفقوا على انعقاده هل اسبوعي ام شهري أو سنوي.

 

[12] - محمد رضا القاموسي، من أوراق الشيخ محمد رضا المظفر، ص13.

 

[13] - محمد رضا القاموسي، من أوراق الشيخ محمد رضا المظفر، ص13.

 

[14] - محمد مهدي الآصفي، الشيخ محمد رضا المظفر وتطور الحركة الإصلاحية، ص98.

 

[15] - المصدر نفسه، ص100.

 

[16] - المصدر نفسه، ص101.

 

[17] - محمد مهدي الآصفي، الشيخ محمد رضا المظفر وتطور الحركة الإصلاحية، ص106.

 

[18] - المصدر نفسه، ص109.

 

[19] - المصدر نفسه، ص111.

 

[20] - http://almadasupplements.com

 

[21] -محمد الكوثراني، اضغاث أحلام، ص11-43.

 

[22] - المصدر نفسه، ص45.

 

[23] - المصدر نفسه، ص51.

 

[24] - محمد مهدي الآصفي، الشيخ محمد رضا المظفر وتطور الحركة الإصلاحية، ص121.

 

[25] - مؤسسة ال البيت عليهم السلام، مجلة تراثنا (العدد الثالث، السنة الرابعة 1983م) 16/229.

 

[26] - محمد رضا المظفر، السقيفة، ص171-182.

 

 

-[27] محمد رضا المظفر، السقيفة، ص17.

 

[28] -ينظر للمقارنة مثلاً: الجوهري، كتاب السقيفة.

 

[29] -عبد الواحد ذنون طه، أصول البحث التاريخي، ص18-23.

 

[30] -محمد الحسيني الشيرازي، فلسفة التاريخ، ص84-86، ص100-103.

 

[31] - ابن تيمية، منهاج السنة.