دور  المرجعية في إحياء  شعيرة ركضة طويريج

 

الباحث : الدكتور حسين علي الساعدي

كلية الامام الكاظم (عليه السلام) للعلوم الاسلامية الجامعة

 

المقدمة:

جسّدت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام)  أروع صور التضحية والدفاع عن المبدأ، وسجلت أسمى وأعظم الأمثلة في الشجاعة والفداء، فقد كانت ثورته ( عليه السلام)  ثورة إصلاحية سياسية دينيّة، ظلّت مدوّية في أرجاء المعمورة ، حيث واصل سيد الشهداء ( عليه السلام) مسيرة أخيه الإمام الحسن ( عليه السلام)  ومسيرة أبيه أمير المؤمنين علي (عليهم السلام) ومسيرة جده المصطفى ( صلى الله عليه واله وسلم)فكانت ثورته (عليه السلام)  لتأدية واجب عظيم وهو إعادة الإسلام والمجتمع الإسلامي إلى الخط الصحيح، ومثلما لبّت ثلة مؤمنة من آل البيت (عليهم السلام)والأصحاب نداء الإمام الحسين ( عليه السلام)  يوم عاشوراء سنة 61 هـ لنصرته على القوم "أذ لم يخرج لها أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداًوإنما للإصلاح في دين جده رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم) ومع بقاء الصوت الحسيني الخالد (ألا من ناصر ينصرنا) على مر مئات السنين، فلا يزال المحبّون والموالون لأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) يخرجون سنوياً في عاشوراء العظيمة تلبية لهذا النداء الإلهي، فهم يهرولون تارة ويلطمون على الصدور ويذرفون الدموع تارة أخرى تحت تسمية وممارسة عفوية هي (ركضة طويريج) هذا العزاء والتظاهرة الحاشدة التي تشهدها مدينة كربلاء المقدسة سنوياً صبيحة اليوم العاشر وأصبحت من طقوسها وشعائرها الخالدة.  

1:الشعائر :

قبل الدخول في صلب الموضع نرى لزاماً علينا التعريف بالشعائر الحسينية لغة واصطلاحاً وفيما يلي نشير الى هذه المفردة في اللغة والاصطلاح:

1/1:الشعائر في اللغة : الشعائر في اللغة، جمع شعيرة وتعني العلامة الدالة على عمل أو قضية ذات حرمة وقدسية([1])، وفي مجمع البحرين، ان الشعيرة هي العلامة والشعائر العلامات للفرق بين الحل والحرم، وشعائر الحج مناسكه([2]). كما في قوله تعالى ( ان الصفا والمروة من شعائر الله) ([3]).

1/2:الشعائر الحسينية في الاصطلاح:

اما الشعائر الحسينية في الاصطلاح، فهي الاعمال والمراسم والممارسات التي دعى اليها رسول الله( صلى الله عليه واله وسلم) وأهل البيت (عليهم السلام) وأكدوا اقامتها، طاعة لله واحياءً لامرهم(عليهم السلام)([4]) الذي هو امر الله، اضافة الى أهمية مضامينها الاجتماعية والتربوية والحضارية في حياة الامة الاسلامية([5]).

2:الشعائر الحسينة والمرجعية:

إن الشعائر الحسينية هي مجموعة أمور يقوم بها المؤمنون تجاه مولاة سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام)  ومنها إظهار الحزن والجزع على مصابه، ولبس السواد، والبكاء والتباكي والابكاء وإقامة المأتم والمجالس و.... معتمدين في شرعية هذه الشعائر على ما سَنّه الائمة (عليهم السلام) حيث كانوا يواظبون على احياء مراسم محرم الحرام، بل يؤكدون للشيعة على ضرورة أحياء الشعائر الحسينية، ونحن هنا لسنا بصدد أثبات شرعية الشعائر([6]) الحسينية؛ لان شرعيتها ثابته باجماع علماء المذهب. لكن ما نريد ان نتطرق اليه هنا هو معرفة حدود الشعائر وعلى مَنْ من هذه الطقوس المتداولة في مجتمعنا يُطلق شعيرة حسينية حسب رأي علماء الطائفة الشيعية؟

فنجد انّ العلماء انقسموا الى قسمين منهم من أكد توقيفية الشعائر وبعض منهم رفض التوقيفية في الشعائر الحسينية وفيما يلي نشير الى هذين القسمين:

2/1:القائلون بالتوقيفية([7]):

ومعنى التوقيفية هنا، أنه لا يمكن الحكم بشعائرية هذا العمل أو ذاك إلا إذا ورد النص بذلك عن المعصوم( عليه السلام)  او من خلال امضائه عليها كشَعيرة البكاء ولبس السواد والحزن والخطابة وأنشاد الشعروالاطعام ([8]) وقد ذهب مجموعة من العلماء على اصطلاح الشعائر الحسينية على هذا النوع فقط دون ادخال اي نوع من الطقوس الخاصة بالحزن فقط، و قام عدد منهم في القرن العشرين بمحاربة البدع التي ادخلها بعض خطباء الهنود والفرس والعرب على المواكب الحسينية والمجالس الحسينية يوم عاشوراء مثل الضرب بالطبول ، والضرب بالسلاسل ، وضرب الرؤوس بالسيوف واضافة بعض الحكايات الكاذبة على المجالس الحسينية وافتوا بحرمة ذلك وكان على رأس أولئك الامام السيد محسن الامين الحسيني العاملي الذي استنكر هذه الاعمال الدخيلة قائلاً: من فجائع الدهور وفظائع الامور وقاصمات الظهور وموغرات الصدور اتخاذ الطبول والزمور وشق الرؤوس على الوجع المشهور، وابراز شيعة اهل البيت(عليهم السلام)واتباعهم بمظهر الوحشية والسخرية امام الجمهور ، مما لا يرضى به عاقل غيور، وعدّ ذلك عبادة ونسبته الى اهل البيت الطهور!)) ([9]) .

ومن القائلين بتوقيفية الشعائر يمكن الاشارة الى الميرزا حسين النوري(قدس سره) ([10])الذي سبق محسن الأمين والشيخ مرتضى مطهري([11])(قدس سره) والعلامة السيد محمد حسين فضل الله(قدس سره)([12]) ، وكذلك العلامة السيد كمال الحيدري([13]

واما دليلهم على توقيفية الشعائر هو ابعاد الشعائر من تسريب الاعمال والطقوس  الشعبية للأقوام القديمة في ضمن الشعائر الحسينية والتي ([14])تؤدي الى تشويه الشعائر الحسينية والاساءة الى المذهب.

2/2:الرافضون لتوقيفية الشعائر:

هناك من العلماء من رفض توقيفية الشعائر الحسينية، ولا يشترط وجود نص للحكم على قبول او عدم قبول الشعيرة الحسينية، ولكن اصحاب هذا الرأي أيضاً انقسموا الى قسمين:

2/2/1:الذين اشترطوا عدم مخالفتها للشعائر الحسينية، وقد انحاز  فئة كبيرة الى هذا الرأي، وفتح الأبواب أمام الشيعة في أنحاء العالم لإحياء ذكرى استشهاد أبي الاحرار حسب ثقافتهم بشرط عدم الاساءة الى روح الشعائر او الخدش بها، وبعبارة اخرى أن لا تؤدي الى وهن المذهب، فقاموا بتحريم بعض الطقوس التي هي وليدة القرن العشرين كالتطبير مثلاً ومن العلماء الذين حرموا التطبير هم: مرجع الشيعة في عصره الامام السيد ابو الحسن الاصفهاني (قدس سره) (تـ1960م) ([15])

السيد محمد باقر الصدر& ([16])وسماحة الإمام السيد علي الخامنئي(حفظه الله).([17])وكذلك العلامة العسكري([18]) وغيرهم([19]).

2/2/2: وقسم آخر ممن فتح الابواب لكثير من الطقوس لكي تأخذ مكانتها ضمن الشعائر فقالوا بشعائرية التطبير والسلاسل مثلاً، فهم لا يشترطون النص لكن بشرط الاباحة والرجحان، وان تكون فيها علامة ودلالة على القضية الحسينية وتعظيمها. ([20])

ومن المؤيدين لهذا القسم يمكن الإشارة الى السيد محمد الشيرازي وغيرهما، ونَظّر له بعض المعاصرين بتوسّع، فيكفي لصيرورة الشيء شعيرةً أن يكون مباحاً بالعنوان الأوّلي و(الثانوي) من جهة، ويخدم العناوين الدينية العامّة من جهة ثانية، وأصبح في العرف ـ ولو المعاصرـ معلماً من معالم الدين الظاهرة من جهة ثالثة، وعليه فالتطيين والنطح إذا صارا بهذا المستوى فهما شعيرة حثّ الشرع على تعظيمها([21]).

3:نشأة الركضة:

كثير منا لا يعلم عن تاريخ ركضة طويريج، هل هذا المشهد الذي تُحييه الجماهير المليونية في داخل وخارج العراق من جملة الشعائر الحسينية المنصوص عليها أم انّه من الطقوس الحسينية وخارجه المستحدثة ؟

لو رجعنا الى الشعائر المنصوص عليها مثلما في كتاب اقناع اللائم على إقامة المأتم للسيد الأمين لم نجد لمثل هذا الطقس الديني ذكراً في الشعائر الحسينية عليه تعد ركضة طويريج من جملة الشعائر في الحقيقة ان هذه الركضة التي أخذت تسميتها من مدينة طويريج بدأت بحدود 1303 هــ المصادف 1885 م،بمشاركة الموالين لأبي عبدالله الحسين( عليه السلام) من مدينة طويريج، وعلى رأسهم السادة القزوينية، وتفيد الاخبار المنقولة ان هذه الشعيرة الحسينية انبثقت من مأتم الامام الحسين ( عليه السلام)  

الذي كانت اُسرة القزوينية تحتضنة في كل عام من أيام محرم الحرام، وكان السيد صالح القزويني الذي كان يقيم هذا العزاء في داره و يرتقي المنبر لقراءة المقتل يوم العاشر من محرم ويحضر لهذا المجلس آلاف المسلمين([22]).وفي سنة من السنين([23]) عندما وصل السيد وهو يقرأ مقتل ابي عبد الله (عليه السلام) المقتل الى مصيبة استشهاد الحسين ( عليه السلام)  ضجَّ الناس بالبكاء و العويل والنحيب بشكل لا ارادي حيث فقدوا مشاعرهم لهذه الفاجعة و طلبوا من السيد صالح القزويني بالذهاب الى المرقد المقدس لسيد الشهداء لتقديم العزاء للامام الحسين( عليه السلام)  و فعلاً استجاب السيد لطلب الناس حيث اركبوا السيد على ظهر الفرس ثم تقدمهم بالمسير وهم يسيرون خلفه و في الطريق انضم اليهم جموع من المعزون.

عندما و صلوا الى منطقة السلام (قنطرة السلام) ([24]) حان في تلك اللحظةموعد اذان الظهر حيث اقام السيد الصلاة و امَّ المعزون وصلى بهم صلاة الظهر و العصر و بعد الانتهاء من الصلاة حمل الناس السيد القزويني على اكتافهم و يهتف باعلى صوته معتذراً (نحن نعتذر عن النصرة يا سيدي يا ابا عبد الله) استجابة لندائك هل من ناصر ينصرنا و هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله عندها بدأ العزاء بأخذ طور آخر وبدء الناس بالهرولة و بشكل لا ارادي و عفوي الى قبر سيد الشهداء([25]).

4:مؤسس الركضة:

ذكرنا في ما سبق بان النواة الاولى لهذه الحركة تشكلت في بيت عريق وعلمائي محترم في قضاء الهندية وهم السادة القزوينية المعرفون بولائهم لاهل البيت (عليهم السلام)، وكان على رأس الأسرة في ذلك الوقت السيد الصالح القزويني(م1304هـ 1887م)  الذي قاد الأهالي في ركضة الطويريج من قنطرة السلام متجهين صوب الحرم الحسيني، وبعد سنتين

من أقامة هذه الشعيرة توفي السيد صالح في عام(1304هـ ق)و بقي أولاده وأحفاده في قيادة هذا الموكب حتى اليوم. ابتداء من ولده، السيد هادي القزويني المتوفى سنة (1347هـ 1928م) ثم أولاد السيد هادي وهم العلامة السيد جواد القزويني المتوفى سنة (1358هـ 1939م) والعلامة السيد مهدي القزويني الصغير المتوفى سنة (1947م) ثم السيد محمد ضياء بن حسن بن صالح القزويني المتوفى سنة (1956م) وأخوه السيد رضا المتوفى سنة (1985م) وكان قد أقعده المرض فترك قيادة الموكب للعلامة السيد محمد حسين بن الهادي (تـ1973) ثم انتقلت قيادة الموكب إلى فرع آخر من فروع الأسرة القزوينية([26]). وبعد ذلك انتقلت قيادة العزاء إلى السيد المرحوم عبد العزيز السيد حسين القزويني المتوفى سنة 1393 هجرية، ومن بعده انتقلت قيادة العزاء إلى السيد الشهيد موسى محي القزويني من سنة (1395 – 1399) هجرية حتى تم إعدامه من قبل أزلام البعث المقبور لقيادته العزاء الحسيني لتنتقل إلى نجله السيد ثامر القزويني الذي تواصل منذ سقوط النظام البعثي عام 2004م وحتى الآن زعامة هذه التظاهرة وقيادتها الجماهيرية. ([27])

5:قدسية الركضة:

بعد ان مر الحديث بنا عن تاريخ نشأة ركضة طويريج و ان الحب الحسيني كان من وراء اندفاع الجماهير الغفيرة للحضور والمشاركة في هذه الشعيرة، اما العامل المهم الذي جعل هذه الشعيرة تزداداً زخماً من الجماهير عاماً بعد عام هو مباركتها من قبل صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه، وذلك عند حضوره مع المعزون عند مشاهدته من قبل العلامة السيد محمد مهدي بحر العلوم(قدس سره)، وهذا الخبر متداول والمشهور يتناقله الشيعة في العراق عند ذكر ركضة طويريج. ومفاد هذه القصة ان السيد بحر العلوم ([28]) وقف في يوم عاشورا مع عدة من طلبة العلوم الدينية في كربلاء، لاستقبال تلك الجموع التي جاءت من طويريج لاقامة عزاء سيد الشهداء وابي الاحرار الامام الحسين بن فاطمة( عليه السلام) وفجأة يرى الطلّاب ان السيد بحر العلوم على عظمته ومقامه العلمي الشامخ دخل وسط تلك الجموع لاطماً وجهه وصدره، باكياً مهرولاً معهم، فحاول الطلاب منع السيد والحدِّ من كل تلك الاحاسيس الطاهرة والخالصة فلم يفلحوا،وبعد اتمام العزاء سأل بعض الخواص والمقربين من السيد عن علة مشاركته على ذلك النحو، فقال  عندما وصلت الى تلك المجاميع المعزّية، رأيت بقيّة اللّه الاعظم (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) حافياً حاسراً بين تلك الجموع، وهو يلطم على صدره ويضرب على رأسه ويبكي، فلم اطق الاّ ان شاركت بخدمته في العزاء ([29]).

ولكن هذه الحادثة يرفضها الواقع التاريخي وذلك عند دراستنا تاريخ تأسيس منطقة الهندية او طويريج نصل الى نتيجة بانها متأخرة عن تاريخ وفاة المرحوم محمد مهدي بحرم العلوم التي كانت في عام 1212 هـ اي 1791م، بينما تاريخ تمصير الهندية في عام 1870 م وتاريخ تاسيس الركضة قد بدأ بحدود 1303 هــ المصادف 1885 م فكيف يمكن تصور مشاركة العلامة بحر العلوم في هذه الشعيرة الحسينية؟

وفيما يلي نشير الى تاريخ تأسيس قضاء الهندية وكذلك ركضة طويريج مع المطابقة لحياة السيد العلامة محمد مهدي بحر العلوم ليتضح مدى صحة او عدم صحة القصة المذكورة حول ركضة طويريج:

5/1:تسمية الهندية, تعرف محلياً باسم طويريج بلدة عراقية ومركز قضاء في محافظة كربلاء. كانت تتبع سابقاً لمحافظة بابل. تبعد حوالي 25 كم شرق مدينة كربلاء، المسافة نفسها تقريبا غرب مدينة الحلة(أي منتصف المسافة ما بين الحلة وكربلاء). تقع على ضفاف شط الهندية أحد فروع نهر الفرات والذي يتصل بشط الحلة. تتميز المدينة ببساتين النخيل والحمضيات المجاورة لها.

5/1:تمصير المدينة :أما تاريخ نشوئها وظهورها على شكل تجمع  سكاني أو مدينة، قد أشير إلى الهندية (أو طويريج) كبلدة أو مدينة، في عدد من المؤلفات والروايات التاريخية. من ذلك ما أورده الدكتور علي الوردي فيقول:((ظهرت خلال تلك المدة مدن كثيرة لم يكن لها وجود من قبل، أو كانت قرى صغيرة فنمت. وفي ما يلي أسماء تلك المدن مرتبة حسب سنوات تأسيسها، أو بداية نموها: العمارة 1861 ـ علي الغربي 1864 ـ |العزيزية 1865 ـ قلعة صالح 1868 ـ المحمودية 1868 ـ الكوت 1869 ـ الهندية 1870....)) . ([30])

يقول الرحالة والمستشرق س.هـ لونكريك في كتابه ما نصه:((وعلى هذا أصبح العراق التركي بشكله الأخير يومئذ (سنة 1879) يحده سنجق دير الزور الذي لا يتبع أية ولاية، وولاية ديار بكر...، وإيران. وكان يتألف من ولايات ثلاث هي: ولاية الموصل... وولاية بغداد التي كانت تضم سنجق المركز...، وسنجق كربلاء وأقضيته الهندية وقضاء الرزازة الصحراوي...)) ([31])

 مما تقدم يظهر أن مدينة الهندية (طويريج) كانت قد بدأت بالظهور كتجمع مديني في زمن يسبق العام 1870. والثابت أنها تشكلت كنواة مدينة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

و بالعودة إلى كتاب لونكريك أعلاه يتحدث واصفا العراق عام 1500 ميلادي (906 هـ) قائلا:((... وقد كانت تقع إلى الغرب (أي غرب الفرات) في أرض تتعرض للفيضان في الربيع، الرماحية والكوفة والعتبات المقدسة. أما البالاكوباس ـ أعني ـ فرع الهندية من الفرات فقد كان جافا مطمورا مهجورا... ولم تكن طويريج قد مصرت بعد)) ([32])

5/3:إقطان السكّان: بدأ توافد الناس على منطقة الهندية بعد أن صارت المياه تتدفق في شط الهندية مع مطلع القرن التاسع عشر. فمع وفرة المياه والأراضي الصالحة للزراعة التي لم يكن يستثمرها أحد، صار الناس ينزحون إليها زرافات ووحدانا. وكان في مقدمة المستوطنين الجدد، أولئك الذين كانوا يقطنون على شط الحلة (نهر الفرات الأصلي)، الذين جفت أراضيهم جراء تناقص كميات المياه في شط الحلة، فصار بعضهم ينتقل إلى جوار النهر الجديد (شط الهندية). وآخرون وفدوا من مناطق أبعد كتلك العشائر التي جاءت من الحويزة([33]) .

 يقول الباحث حمود حمادي الساعدي:((... وأهل الحويزة (الأقليم المعروف في عربستان) هؤلاء هم أول من سكن منطقة الهندية من أبناء العشائر العربية وزرع فيها الشلب....و بعد مرور مدة على توطنهم في الهندية، أخذ يهاجر إليها أهل الحسكة (عشائر الديوانية) أمثال بني حسن وآل فتلة وگريط وذلك على أثر موت أراضيهم من جراء تحول الفرات عن مجراه البابلي.... وقد نشأ على اثر هجرة عشائر الحسكة إلى الهندية نشوب معارك دامية بين أهل الحويزة وبينهم على حساب حيازة الاراضي، آلت بالأخير إلى تغلب أهل الحسكة عليهم وتفريق شملهم)) ([34])

وعليه حسب هذه النقولات التاريخية لا يمكن تصور الحادثة التي اشتهرت بين الناس وتناقلتها الألسن؛ كون العلامة بحر العلوم التي قد بارك واشترك في هذه الشعيرة، وذلك لعدم التزامن التاريخي بين تأسيس الركضة وحياة السيد بحر العلوم الذي سبقت وفاته تمصير قضاء الهندية وبداية شعيرة طويريج .

وربما الذين دسوا هذه القصة في قضية ركضة طويريج يهدفون الى منح الركضة قدسية خاصة حتى تأخذ مكانتها بين المعزون من باب كون السيد بحر العلوم له قصص تنقل بين الناس في كثرة لقائه بصاحب العصر والزمان(عجل الله فرجه الشريف) وانتساب مثل هذه الوقائع الى سماحته تاخذ مشروعية ومصداقية كبيرة بين الناس. والله العالم

6:حوادث مر بها عزاء طويريج:

تعرض موكب عزاء طويريج منذ تأسيسه وحتى بعد عام 2003م الى عدة  حوادث  سقط على أثرها عدد من الشهداء وفيما يلي نمر على هذه الحوادث الاليمة:

6/1:الحاثة الاولى :وقعت في عام 1911م اذ اصطدم  موكب الركضة ( عزاء طويرج ) بعزاء  السقاية  عند  مدخل  الصحن  الحسيني  الشريف  وكان الحادث من تدبير  السلطة المحلية  حسب المصادر  التي أدت إلى استشهاد السيد صادق  ال طعمة  والحاج جاسم كلكاوي([35]).

 6/2:الحادثة الثانية :وقعت في عام 1917م اذ سيطرت على كربلاء  قوة عسكرية  بقيادة  ضابط انجليزي  يدعى (سارجين ميجر)فهجموا  على القائد  وذهبوا به بعيدا  واطلق سراحه  دون اذى ([36]).

6/3: الحادثة الثالثة: اما الحادثة الثالثة التي مربها موكب عزاء طويريج فيتمثل بالمضايقات  والمنع  الذي تعرض اليه الموكب من قبل الحكومة العراقية آنذاك فقد منع  رئيس الوزراء  ياسين الهاشمي([37])جميع المواكب  الحسينية  و كان  هذا  الرجل شديد العداء لآل البيت (عليهم السلام)  وللشيعة([38]). لكن هذا القرار الظالم لم يمنع موالي ومحبي أبي الاحرار( عليه السلام)  فقد ورد بانّهم تحدوا هذه الأوامر العدوانية وخرجوا من وسط بساتين كربلاء ليظهروا لهؤلاء الظلمة بان المآتم  الحسينية  عصية على  المنع.

6/4:الحادثة الرابعة: والتي هي جديرة بالذكر هي حادثة 1966م عندما تساقط  عدد هائل  من افراد المواكب من باب  قاضي الحاجات  وأدى الى جرح  150 شخصاً، واستشهاد  32 واقيمت  مجالس الفاتحة  في حينها  على ارواح الشهداء  حتى جاوز عددها  الثمانين مأتما  وكتبت الصحف العراقية  عن الحادث([39]).

وأبرز الحوادث التي مرت بها شعيرة ركضة طويريج عند وصول النظام البعثي على سدة الحكم في العراق، حيث شدد هذا النظام الظالم وكما تعودنا عليه من قبل الأنظمة الدموية  على مر التاريخ على منع الطقوس والشعائر الحسينية،فقد جابه صدام الشعائر الحسينية وحارب معنويات الناس، وقام بتعذيب رجال الدين والقائمين على الشعائر الدينية ما ادى الى هجرة الكثير منهم الى خارج البلاد. واما ركضة الطويريج التي أصبحت المنفذ المهم للشيعة للاعلان عن حقوقهم المشروعة خصوصا تلك الشعارات المناهضة التي اطلقتها الجماهير بعد استشهاد آية الله محمد باقر الصدر في الثمانينات من القرن الماضي وهي(أبد والله ما ننسى حسينا) أدت الى استياء النظام الصدامي حيث قام باستعمال أساليب غير انسانية لترهيب المشاركين في الركضة مثل استخدام العصي الكهربائية أو رش ملابسهم بالطلاء ، واعتقال القائمين على هذه الركضة وزجهم في المعتقلات، وقاموا باعدام الشهيد موسى محي القزويني -قادة الركضة خمسة سنوات- لقيادته العزاء الحسيني في هذه الفترة([40]). لكن الشيعة لم ترهبهم هذه الاساليب من الاعتقالات والقتل و.. واستمروا باحياء شعيرة ركضة طويريج الى عام 1991م أي بعد الانتفاضة الشعبانية، وبعد تلك الانتقاضة المباركة اصدر النظام قراراً بمنع الركضة[41]) وأستمر المنع حتى سقوطه في عام 2003م ، حيث خرج المحبون مرة ثانية للمشاركة بعزاء طويريج، وأوكلت قيادة الركضة الى السيد ثامر القزويني الذي لايزال يقود هذه الشعيرة الحسينية.

     لكن طريق الشهداء والدم في سبيل الحرية الذي رسمها سيدنا ومولانا الامام ابو عبدالله الحسين( عليه السلام) لم ينتهي بسقوط الصنم، فقد قام الارهاب بجريمة كبرى لم تعرف لها ركضة طويريج مثيلاً في تاريخها حيث قدمت هذه الشعيرة الحسينية في محرم عام 2004 م نحو 115 شهيداً و3005 جريحاً أثر تفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة في طريق الزوار([42]).

فلو عرضنا ركضة طويريج على الاقسام التي مر ذكرها آنفاً فلا يمكن إدخالها ضمن الشعائر الحسينة بالنسبة لمن يذهبون الى توقيفية الشعائر الحسينية بحسب الأقسام التي مر ذكرها، امّا الركضة بالنسبة للقسم الثاني الرافضين للتوقيفية فهي من الشعائر وليس فيها إساءة او تشويه للمذهب.

7:وصف ركضة الطويريج:

كما مرعلينا في الصفحات السابقة ان شعيرة ركضة طويريج بعد سقوط نظام البعث أصبحت من الشعائر الشيعية الثابته، حيث لم يقتصر أداء هذه الشعيرة على أهالي كربلاء او العراقيين فحسب بل ان المشاركة فيها تعدت الحدود الجغرافية العراقية وتجد اليوم في هذه الشعيرة الآلف من الإيرانيين ودول الخليج، والهند وباكستان والجالية الاسلامية في الدول الاوربية... وفيما يلي وصف هذه الشعيرة الحسينية حسب مشاهدتنا وأخبار المشاركين فيها:

7/1:الاصطفاف:

تبدأ الجموع الغفيرة من المعزون باستشهاد الامام الحسين(ع) التوافد والاتجاه نحو سدة السلام -التي تبعد نحو 2 كم من الضريح المقدس- من داخل كربلاء والزوار الذين وصلوا اليوم العاشر لكربلاء من داخل وخارج البلاد، كما ان أهالي طويريج كعادتهم يبدأؤون بالحركة نحو هذا المكان منذ ليلة العاشر من المحرم ويصلون هذا المكان التاريخي في ظهر يوم العاشر .

7/2:صلاة الظهرين:

 من أروع ما تضم شعيرة ركضة طويريج هي صلاة الجماعة وذلك اقتداءاً بصلاة يوم العاشر من المحرم الذي اقامها الامام الحسين( عليه السلام)  في تلك الظروف الصعبة؛ليبيّن للناس بأن حركته تهدف لأحياء دين جده رسول الله لا لشي آخر. فاعتاد اصحاب موكب ركضة طويريج بان يؤمهم أحد السادة من الأسرة القزوينية، ففي وقتنا الحالي سماحة السيد ثامر القزويني قائد الركضة هو الذي يقوم بهذه المهمة الدينية، لكن كثرة المشاركين أدت الى كثرة أئمة هذه الشعيرة لاقامة صلاة الظهرين وهذا أمر طبيعي.

 7/3: زي المعزون ومشاركة النساء: لايوجد هناك زي معين للمشاركين في هذه التعزية والشعيرة الحسينة، وانما تأسياً بما مر على سيد الشهداء( عليه السلام)  وأخوانه واولاده وكذلك اصحابه الخلص يرتدي المعزون الملابس السوداء مبرزين حُزنهم على هذه الحادثة الاليمة، ويبتعد المشاركون من لباس الزينة، بل هناك من يضع الوحل على جبينه او رأسه، او ملابسه.

اما بالنسبة الى مشاركة النساء في هذه الهرولة فلم نجد حضور للنساء في الركضة مع الرجال ، وانّما يختصر حضور النساء في الوقوف سماطين· من الجهتين،والبكاء والعويل لا أكثر ابتعادا عن الاختلاط.

 7/4:أنطلاق الركضة وشعار المعزون:

 بعد الانتهاء من صلاة الظهر في اليوم العاشر من محرم تتهيأ الجماهير المشاركة، الذي يصل عددها الى مئات الالآف للزحف نحو مرقد الامام الحسين ( عليه السلام) وتبدء الركضة بعد ان يتقدم سماحة السيد ثامر القزويني الجماهير ، علما بان هناك من يلتحق بهذا الموكب من نصف الطريق لعدم استطاعته الحضور في نقطة البدء. فالجميع يهرولون تارة ويلطمون على الصدور ويذرفون الدموع تارة أخرى.

اما بالنسبة الى الشعار الذي يردده المعزون في هذه الشعيرة اثناء الركضة فهو استجابة لنداء أبي الاحرار "هل من ناصر ينصرنا" فقد بدأ الشعار الاول لهذه الركضة "واحسين" ويردد المعزون هذا الشعار مع ردات أخرى، لكن وجدّ ان الشعار قد تغير في زمن حكام الجور وأصبح شعار المعزون بعد اعتقال القائمين على هذا الموكب الى شعار"ابد والله ما ننسى حسيناه" و"هيهات منا الذلة" واليوم ازدات هذه الشعارات وهناك لردات حسينية وقصائد خاصة بهذه الركضة اصبحت تدوي فوق رؤوس المعزون.

7/5: الطواف حول ضريح الحسين(ع):

تزداد المواكب الحسينية من داخل العراق وخارجه يوماً بعد يوم حتى اليوم العاشر من محرم في اليوم العاشر من محرم الحرام، وعندما لم تبق سوى سويعات من نهار يوم العاشر يصل الموكب الجماهيري الكبير المتمثل بركضة طويريج ضريح الامام الحسين ( عليه السلام)  تلبية لنداء" هل من ناصر ينصرنا " وفي هذه الاثناء تنقسم الجماهير سماطين لتفتح المجال امام المعزون في ركضة طويريج، وعندذلك يقوم المعزون بالطوف حول ضريح ابي الاحرار الحسين الشهيد( عليه السلام)  وتزداد التعزية أتناء الطواف من بكاء وعويل ولطم على الصدور معتذرين لابي الاحرار لعدم استطاعتهم تلبية نداء الامام ( عليه السلام)

 

7/6:حرق الخيام:

ذكرنا فيما سبق بان الركضة تنطلق من قنطرة السلام مرورا بشارع الجمهورية فشارع الامام الحسين ثم يدخلون، وهم يلطمون على رؤوسهم وينادون يا حسين يا حسين، إلى الضريح من باب القبله ويجتازون منطقة بين الحرمين (المنطقة المحصورة بين ضريحي الامام الحسين وشقيقه العباس) إلى ضريح الامام العباس، ثم يخرجون من الباب المقابل لمرقده، وبعد ذلك تذهب الجماهير الى المخيم  وحرق الخيام التي نصبت من قبل -تشبيها بخيام أبي الاحرار (عليه السلام) الذي حرقها الاعداء في اليوم العاشر – وبذلك تنتهي هذه الشعيرة الحسينية.

 

المصادر:

  1. القران الكريم
  2. جريدة المراقب العراقي العدد - 152 - الثلاثاء 5 / تشرين الاول / 2011 .
  3. موقعhttp://www.alrsool.orgموسسة الرسول الاكرم(ص).
  4. عوائد الايام، للملا احمد النراقي، مركز الابحاث والدراسات الاسلامية،قم،1357)
  5. حديث عاشوراء،السيد محمد فضل الله، اعداد جعفر فضل الله،دار الملاك، بيروت،1418)
  6. السيد الخوئي، (المسائل الشرعية 2/337) .
  7. المراسم العاشورائية بين المشروعية والشعائرية ،حسين الخشن، جريدة البينات-العدد 302.        القريشي،عبدالامير،عزاء  طويريج ، منشورات العتبة العباسية، الطبعةالاولى.                                                                                    موقع هدى المتقين، المقال للسيد مازن احمد امين، ماذا تعرف عن ركضة طويريجwww.huda-n.com                                            
  8. احمد القزويني، النوادر في الاخبار والاشعار والطرف الادبية، مقدمة الجزء الاول، دار النشر والطبع، بيروت، لنبان.
  9. الساعدي، حمود،دراسات عن عشائر العراق، الطبعة الاولى
  10. الوردي، علي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق، الطبعة الاولى
  11. لونكريك، اربعة قرون من تاريخ العراق، ترجمة:جعفر الخياط ،الطبعة الخامسة، العراق. موقع الحوار المتمدن، http://www.ahewar.org

 

([1])اُنظر: ابن منظور، لسان العرب، ج5،ص125.

 

([2])اُنظر: الطريحي، محمد فخر الدين، مجمع البحرين،ج2،ص212.

 

([3])البقرة، آية 158.

 

([4]) روي عن الامام الرضا (عليه السلام) : (( يابن شبيب ان كنت باكياً لشئء فأبك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فانه ذبح كما يذبح الكبش,  اُنظر: الصدوق، الأمالي ، ص192.

 

([5])اُنظر: الشامي، حسين بركة، مقدمة في الاصلاح والتجديد، ص23.

 

([6]) لأجل الوقوف على معنى الشعائر والشعيرة راجع كتاب عوائد الايام، للملا احمد النراقي،ص23(مركز الابحاث والدراسات الاسلامية،قم،1357)

 

([7]) الّفَ السيد محمد حسن ترحيني العاملي كتاباً بعنوان الشعائر الحسينية ذكر فيها 13 موردا من الشعائر التي ورد فيها نص من قبل اهل البيت (عليهم السلام).

 

([8])اُنظر: الدكتور الشيخ يوسف عمرو، شعائر عاشوراء عند الشيعة ،ص46.(دار الصفوة بيروت، 2011م)

 

([9])الامين، محسن، التنزية في اعمال الشبيه،المقدمة ص3.

 

([10]) وقد سبق محسن الامين في التحريم الميرزا حسين النوري ^ في كتابه اللؤلؤ والمرجان.

 

([11]) يقول الشيخ مرتضى مطهري،ان التطبير والطبلة عادات ومراسم جاءتنا من الارثوذكس والقفقاز وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم،اٌنظر: الملحمة الحسينية،ج1،ص28؛وكتاب الجذب والدفع في شخصية الامام علي$ ص53.

 

([12])اُنظر: فضل الله، احكام الشريعة، ص247؛ والدكتور الشيخ يوسف عمرو، شعائر عاشوراء عند الشيعة ،ص46.

 

([13])اُنظر: الدكتور الشيخ يوسف عمرو، شعائر عاشوراء عند الشيعة ،ص46.

 

([14])اُتظر: السيد محسن الأمين، المجالس السنية،مقدمة الجزء الاول، ؛ حديث عاشوراء،السيد محمد فضل الله،ص22(اعداد جعفر فضل الله،دار الملاك، بيروت،1418)،والسيد الخوئي رحمه الله نفى "شعارية التطبير" معللاً ذلك بعدم النص على الشعارية (المسائل الشرعية 2/337) ويفهم من كلام السيد أنّه يذهب الى ذلك، وأن كان في بعض فتاواه ذهب الى الراي الثاني وهو عدم توقيفية الشعائر بشرط ان لا تسيء الى المذهب، حديث عاشوراء، ص221.

 

([15]) يذكر ان المرجع السيد ابو الحسن الاصفهاني زعيم الحوزة العلمية في عصره قد دعا اصحاب المواكب الحسينية من اهالي قم الى النجف من اجل توجيههم وارشادهم الى الالتزام باحياء الشعائر الحسينية الحقيقية، والابتعاد عن العادات السيئة والمستجدات التي تشوّه معالم المذهب الحق ، وتعكس صورة غير مرضية عن الشعائر الحسينية، لكن اصحاب المواكب اجابوه بانهم يقلدوه في طوال ايام السنة الا هذه الايام العشرة الاولى من المحرم الحرام.اُنظر:مطهري، مرتضى، الملحمة الحسينية، ج1، ص64.

 

([16])يقول ان ما تراه من ضرب الاجسام وغسالة الدماء هو من فعل عوام الناس وجهالهم، ولا يفعل ذلك أي واحد من العلماء بل هم دائبون على منعه وتحريمه .اُنظر: السماوي، التيجاني، كل الحلول عند آل الرسول ،ص150؛ الشامي، حسين، ص246.

 

([17])اُنظر: الدكتور الشيخ يوسف عمرو، شعائر عاشوراء عند الشيعة ،ص46.

 

([18]) العسكري، مرتضى، جريدة الكيهان العربي، العدد 3، محرم الحرام،1415هـ.

 

([19]) للمزيد راجع كتاب،دست بنهان، دفتر فرهنكي فخر الائمة(عليهم السلام)، ص44؛ الشامي حسين، مقدمة في الاصلاح والتجديد، ص237-249.

 

([20]) اُنظر:السند،حسن، الشعائر الحسينية بين الاصالة والتجديد، ص132.

 

([21]) اُنظر:حب الله،حيدر، بحث التطيين والتطبير، الموقع الرسمي الخاص به.

 

([22])موقع هدى المتقين، المقال للسيد مازن احمد امين، ماذا تعرف عن ركضة طويريجwww.huda-n.com

 

([23]) المتفق عليه هو عام1303هـ ق.

 

([24])قنطرة السلام تبعد نحو 2 كم عن كربلاء المقدسة ومنها ينطلق المعزون باتجاه الحرم الشريف بعد اقامة صلاة الجماعة فيها.

 

([25])هذه الحادثة مشهورة بين الأهالي وكلما وجهنا الاسئلة عن الشرارة الاولى لانطلاق هذه الشعيرة الحسينية كانت الاجابة بما ذكرناه.

 

([26])احمد القزويني، النوادر في الاخبار والاشعار والطرف الادبية، مقدمة الجزء الاول(ص11). دار النشر والطبع، بيروت، لنبان.

 

([27]) مقابلة مع سماحة السيد ثامر القزويني، موقعhttp://www.alrsool.orgموسسة الرسول الاكرم(ص).

 

([28])ذكرت هذه القصة في بعض الكتب  ككتاب"الاربعون في المهدي (عج)، و قصة الجزيرة الخضراء " تاليف السيد جلال الموسوي وينقله ايضا أي هذا الكتاب موقع مركز ال البيت العالمي للمعلومات، كما وان الكثير من المنتديات تذكر القصة مثلا منتديات مدرسة الامام الحسين عليه السلام الدينية، ومنتديات ياحسين، وغيرها من المطبوعات والمواقع.

 

([29])هذه القصة مشهورة على الالسن واليوم كل من تسأله عن مشروعية ركضة طوريج يقول لك كيف لا اشارك وقد حضرها السيد بحر العلوم، والسيد المازندراني،وهناك ايضا قصائد كثيرة انشدها الشعراء لتوثيق هذه الحادثة، واحد الرواديد الحسينين له لطمية باسم"ركضة طويريج" تخليدا لحضور الامام المهدي(عج) فيها.

 

([30]) الوردي، علي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق،ج3،ص6. الطبعة الاولى

 

([31])لونكريك، اربعة قرون من تاريخ العراق، ترجمة:جعفر الخياط ط5 ص376 .

 

([32])المصدر السابق، ص14 .

 

([33])الحويزة، أقليم في جنوب ايران، وكان في السابق يطلق على المناطق التي يسكن فيها العرب في ايران الحويزة.

 

([34])كتابه (دراسات عن عشائر العراق) ص 101 ،ط 1.

 

([35]) القريشي،عبدالامير،عزاء  طويريج ، ص32.

 

([36]) المصدر السابق،ص34.

 

([37]) ياسين الهاشمي شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 10 أشهر وأصبح عبد المحسن السعدون رئيسا للوزراء من بعده. ثم شغل مناصب حكومية مختلفة لمدة عشر سنوات حتى أصبح رئيسا للوزراء للمرة الثانية عام 1935 واشتهر ياسين الهاشمي لكونه أول رئيس وزاء عراقي يتم الاطاحة به عن طريق انقلاب عسكري حيث قام بكر صدقي بانقلابه الشهير عام 1936. نتيجة لهذا الانقلاب فر الهاشمي إلى سوريا ومكث في دمشق إلى ان مات بعد شهرين من فراره.

 

([38])جريدة المراقب العراقي العدد - 152 - الثلاثاء 5 / تشرين الاول / 2011 .

 

([39]) القريشي،عبدالامير، عزاء  طويريج ، ص35، منشورات العتبة العباسية، الطبعةالاولى.

 

([40])مقابلة مع قائد الركضة السيد ثامر القزويني ،موقع مركز النور الثقافي.

 

([41])ظهر أكثر من تقرير صحفي ، وعمود سياسي بجريدة الثورة ، والجمهورية ، وغيرها بعد منع الرکضة داعية الناس لنبذ هذه الشعيرة والإستعاظة عنها بمارثون جماهيري ينطلق من بغداد صوب قرية (العوجة)، لتهنئة عائلة الطاغية بولادة مسخهم يوم 28 نيسان ، وفعلا جرت مثل هكذا ممارسة من بعثيين  طلبا للمال والدرجة الحزبية.اُنظر: مقال، الجبوري،حامد،توظيف الشعائر الحسينية سياسياً،موقع الحوار المتمدن، http://www.ahewar.org

 

([42]) اُنظر:وكالة انباء فارس الايرانية،عام 2004م.

  •  

    . السمط : هو السطر او الخط ، يعني ان تقف النساء بخط مستقيم حول جهتي موكب العزاء او تسير على هذا النحو