فتوى الجهاد الكفائي للمرجعية الدينية في العراق

وأثره في مواجهة الإرهاب الداعشي

 

 

أ.م.د جودت حسن خلف الساعدي

كلية اصــــــــــــــــول الدين الجامعة بغداد

المقدمة

المرجعية الدينية الإسلامية في النجف الاشرف لها أثر كبير ومهم في توجيه وتحصين أفراد المجتمع العراقي وتحصينه من الانحراف والابتعاد عن مبادئ الدين الإسلامي وضعف الأيمان وعدم التعاون والمساواة .

وتوجيهات المرجعية الدينية ظهرت بشكل واضح في مواجهة الإرهاب الداعشي وخاصة عندما أطلقت فتوى الجهاد الكفائي ، ذلك النداء المقدس والموجه إلى المسلمين كافة ولاسيّما أبناء المجتمع العراقي لمواجهة الأعمال التفكيرية والتخريبية والطائفية .

لقد تناولنا في هذا البحث المرجعية الدينية ودفاعها عن العقيدة الإسلامية ، وبعض معطيات منابع القدرات والإمكانيات في الدولة الإسلامية ، في التركيب العقائدي والنفسي إلى الإنسان ، وتم تناول أثر المرجعية الدينية الإسلامية في مواجهة الإرهاب والفساد والتخلف فضلاً عن التطوع والمشاركة في هيئة الحشد الشعبي المقدس .

وقد لمسنا ذلك في خطب الجمعة المباركة ، ان فتوى الجهاد الكفائي لم تدع مذهب دون آخر بل تعدت إلى دعوة غير المسلمين في الدفاع عن الوطن والعرض والدين والمبادئ السامية الايجابية ، أن تاريخ الإسلام وفي بداية الدعوة النبوية الإسلامية لم تكن شيعية أو سنية .

ان الصراع القائم بين الطائفة أو المذهب داخل المجتمع الواحد المسلم لم يكن فيه غالب ولا مغلوب بل المستفيد الوحيد هو العدو الذي يريد أن يكرس المحاصصة الطائفية وتحقيق الفائدة الشخصية مما يؤدي الى تأخر البلاد وأضعاف السلوك ووجدنا من الضروري الإشارة إلى الدولة الإسلامية بين عافية المذهبية وأعتلال الطائفية ، وأن الوحدة والتعاون ونبذ الخلافات هي سر رفعة الأمة والدولة الإسلامية.

منهجية البحث :

اعتمد البحث على استعمال المنهج المعرفي ، أي منهج الفهم الذاتي والتحليل المعرفي ، وهي الطريقة الفكرية التي سار عليها البحث في معالجة الموضوع وكتابته ، أن هذا المنهج يفترض وجود كل الأفراد الذين يعيشون في مجتمع واحد يتميزون في ثقافة واحدة ، ولهم نسق واحد فكري ومعرفي ، يعمل على تنظيم حياتهم في الأمور المادية والمعرفية والمشكلات والظواهر التي قد تواجههم.

هدف البحث :

يهدف إلى بيان أثر المرجعية الإسلامية في النجف الأشرف في توجيه أفراد المجتمع ، وخاصة اصدار فتوى الجهاد الكفائي وصد الإرهاب الداعشي الكافر .

أهمية البحث :

تتجلى أهمية البحث في بيان أثر فتوى الجهد الكفائي وحث المسلمين على محاربة الكافرين وفق مبادئ الدين الإسلامي الحنيف والتحلي بالسلوك الايجابي في ضوء مبادئ الدين والعدالة والمساواة .

حدود البحث :

تم تحديد مضمون البحث بأثر المرجعية الدينية الإسلامية في مواجهة الإرهاب الداعشي وإصدار فتوى الجهاد الكفائي وإسناد المتطوعين من الحشد الشعبي المقدس.

 

المرجعية الدينية الإسلامية ودفاعها عن العقيدة الإسلامية :

إنَّ قناعتنا وإيماننا ؛ مما تؤديه المرجعية الدينية الإسلامية ليس بالأمر المحسوم فحسب ، بل يتعدى ذلك الى آفاق واسعة لأنَّ ما تقوم به المرجعية في مواجهة (داعش الإرهابي ) ولاسيما فتوى الجهاد الكفائي في 13/6/2014م ذلك النداء المقدس الموجه الى كل المسلمين في العراق عندما داهم خطر الإرهاب والتطرف والطائفية مدناً كثيرة من العراق حتى وصل حدود العاصمة بغداد أن المرجعية الدينية الإسلامية تعد امتداداً للنبوة والإمامة([1]) ويفترض في تلك المرجعية أن تتوافر فيها شروط لتحمل هذه المسؤولية الدينية ، منها :

  1. أَن يحافظ المرجع الديني على الشريعة والرسالة الإسلامية ويرد عنها كيد الكافرين وشبهات الفاسدين .
  2. أَنْ يقوم المرجع وباستمرار ببيان وإيضاح وتفسير أحكام ومبادئ الإسلام ومفاهيمه بوصفه الممثل الاعلى للأيديولوجية الإسلامية .
  3. أَنْ يكون مشرفاً ورقيباً على احترام العقيدة الإسلامية وتطورها وترسيخها عند الضرورة لإعادة الأمور الى نصابها إذا انحرفت عن طريقها الصحيح إسلامياً.

وبالإمكان أن نستخلص من ذلك أن الإسلام بما يؤكد عليه وما تقود المرجعية به ودفاعها عن العقيدة إلى توفير الأجواء الصحية للإنسان بالقدر الممكن دائماً . وبهذا نرى ان المرجعية تؤدي وظيفتها مما يضمن عدم انحراف الإنسان في المجتمع ، وتشرف على سلامة المسيرة وتحدد لها معالم الطريق من الناحية الإسلامية والحضارية .

فمراجع الدين العظام هم عادة أوعى الناس في المجتمع الإسلامي وأكثرهم عطاءً ونزاهة في التوجيه والتوعية ولهم آراء صائبة في المشكلات والمتغيرات الزمنية في هذه الحياة وهم ملمون في أوضاعها الاجتماعية والسياسية والثقافية والدينية والاقتصادية . وقادرون على اتخاذ القرارات التي تصب في صالح الشعب .

إن المرجع الديني على الأرض له أثر بشري اجتماعي توجيهي يستمد قيمه وعمقه من وجود الإنسان وسلوكه وثقته بالمرجع وإيمانه بمبادئ الإسلام .

ان قدرات المرجعية تارة تدرس بما هي ضرورة شرعية لانها تريد أقامة حكم الله على الأرض وتجسد دور الإنسان وعمله وسلوكه على وفق مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وتارة أخرى في ضوء هذه الحقيقة ، ولكن من ناحية معطياتها الحضارية العظيمة وقدرتها الهائلة التي تتميز بها عن تجربة اجتماعية اخرى .

من هذا نعرف بوضوح ان الدولة الإسلامية ليست ضرورة شرعية فحسب ، بل هي إضافة الى ذلك ضرورة حضارية ، لأنها المنهج الوحيد الذي يمكنه أَن تمييز طاقات الإنسان وإمكانياته في العالم الإسلامي والارتفاع به إلى مركزه الطبيعي على صعيد الحضارة الإنسانية وإنقاذه من ألوان التشتت والتبعية والضياع في الحياة الدنيا.

أثر المرجعية الدينية الإسلامية في مواجهة الإرهاب والفساد :

كثيرة هي التعريفات التي تناولت مفهوم الإرهاب ، وكذلك الفساد وتعددت هذه التعاريف ولكننا نستطيع القوى ان الإرهاب والفساد يندرج تحت أي شيء يؤذي الإنسان الآخر بتعمد أو بقصد أو بغيرهما ونجد أن الإرهاب أنواع منها (إرهاب الدولة ، وإرهاب الأفراد والجماعات ، وإرهاب الفساد بكل أنواعه ، وإرهاب ديني مذهبي ، وإرهاب سياسي ، وإرهاب أجرامي .. الخ) .

ان التأثير المتبادل بين أثر المرجعية الدينية ، وسلوك الإنسان في الحياة بمختلف جوانبها يكوّن علاقة متبادلة ترابطية وسببية ، من ذلك يتضح لنا أهمية المرجعية الدينية في مواجهة ما يسميّ ((الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام(داعش)) هذه التسمية التي ظهرت بعد اجتياح داعش الإرهابي لمحافظات عدة من العراق حتى وصلوا الى حدود محافظة بغداد العاصمة وأسسوا لهم مراكز قوى وتهديد خاصة وأن أعمالهم وإرهابهم وكل أساليب القتل والتهجير كانت موجه الى أبناء المذهب الشيعي ، على الرغم من انهم تناولوا في تخريبهم وإرهابهم أماكن عبادة مقدسة تخص المذهب السني أيضاً فقتلوا وانتهكوا جميع الحرمات لهذا المذهب ، واستخدموا وسائل القتل كافة للكبار والصغار والنساء والرجال ومارسوا اتجاهاً فكرياً جديداً يرغمون الناس على مبايعتهم ، وجاءوا بأعمال تفخيخ العجلات والعبوات الناسفة ، وأخيراً استخدام أساليب الانفاق وتفخيخ البيوت والبنايات الحكومية العامة والطائرات المسيرة وكل شيء من اجل العبث والتخريب والسعي للبقاء .

أمام كل هذا الإرهاب نجد ان أول ما تصدى لهم وعلى نحو مباشر هي المرجعية الدينية في النجف الاشرف بأصدارها فتوى الجهاد الكفائي ، والطلب من كل مسلم قادر عل حمل السلاح أن يتطوع لمواجهة هؤلاء الإرهابيين الكفرة ومنعهم من التجاوز على كل القيم والمبادئ الإسلامية التي تحترم حقوق الإنسان والقيم البشرية والحرية والعدالة الإلهية في كل جوانب الحياة .

وعلى أساس فتوى الجهاد الكفائي تطوع كثير من الشيوخ والشباب ورجال الدين فيما أطلق عليه (الحشد الشعبي) أو المتطوعين كما تسميهم المرجعية الدينية لقد أنقذ متطوعو الحشد الشعبي والقوات المسلحة كافة البلاد والعباد من أعمال العصابات الإرهابية وسلوكها ، وأحبط كل وسائل داعش الإرهابي وأساليبها ، لقد استمرت توجيهات المرجعية الدينية ولاسيّما ما تؤكد عليه في خطب الجمعة المعروفة والطلب من المتطوعين الجهاديين بالضرب بكل قوة كافة عناصر داعش الإرهابي أين ما كانوا وتحرر الأرض والمدن والمناطق من وجودهم على الرغم من الإسناد والدعم المادي والأشخاص من الداخل والخارج الأقليمي والدولي الذي تحصل عليه عصابات داعش ، لكن كل هذا الدعم الهائل للإرهاب لم يقف أمام متطوعي الحشد في مقاومة الإرهاب أين ما يكون في العراق ، وبأسناد من الدول المسلمة الشقيقة والصديقة التي ترفض كل ما جاءت به داعش الإرهابي وما تقوم به من تخريب كل شيء .

هذه حالة رائعة تلمحها عند بعض العلماء والفقهاء فتعبر لنا عن امتزاج وتعاون ايجابي بين المذاهب ، وفيها اروع مثال على التعامل المذهبي الجيد ، وإذا ما رجعنا الى الصراع بين الطائفية والدولة نجده غير موجود سابقاً على نحو علني في أقل تقدير ، لكن هذا الصراع قد ظهر بشكل لافت للنظر بعد العام 2003 م خاصةً بعد سقوط عهد (صدام) وجئ الاحتلال لامريكي وتطور على نحو واضح عندما جاء ما يسم (داعش الإرهابي) وظهر لهذا الصراع المذهبي والطائفي زعماء مثقل (أبي مصعب الزرقاوي ، وأبي بكر البغدادي) وغيرهم .

أن هذه الحالة من الصراع انعكست سلبياتها عل المجتمع العراقي واخذة لها ركائز في المحافظات التي تسكنها الطائفة الشيعية والمحافظات السنية على الرغم من وجود علاقات المصاهر والسكن المختلط في اغلب المناطق وفي الدوائر والمؤسسات الحكومية وغيرها ، ورغم الوضع السياسي الاجتماعي الحرج الذي تسببت بوجوده والسعي لتنميته وتطويره العصابات الإرهابية الذي يسعى العراق بحشده الشعبي وقواته المسلحة كافة للتخلص من ذلك وبكل الوسائل والطرق الممكنة وسوف يتم ذلك إن شاء الله وبعونه سبحانه وتعالى وفي الوقت القريب .

إزاء هذه الصورة نرى ان المرجعية الدينية الشيعة وبعضاً من اتباع المذهب السني يدعون الى التسامح والتعاون والوحدة والسعي الى تجاوز هذا الصراع الطائف المذهبي واللجوء الى التعامل بروح الايمان الايجابي بين كافة المذاهب ، خاصة في العقيدة والتقييم التاريخي وردع اتباعهم وحثهم كي يتعاملوا بروح التسامح وتجاوز الخلافات للصول الى المستويات الدينية العليا الايجابية كما نجد تلك الحالة عند اتباع المذهب الشيعي والبعض من أفراد المذهب السني .

روي عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) انه أوصى أصحابه بأن : صلوا عشائركم ، واشهدوا جنائزهم ، وعودوا مرضاهم ، وأدوا حقوقهم ، فالرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الامانة ، وحسن خلقه مع الناس حتى قيل هذا جعفري ، يسرني ذلك ويدخل عليَّ منة السرور ، وقبل إن هذا أدب جعفر"([2]).

وفي ضوء ذلك نجد أن الأئمة الاطهار يؤكدون على العلاقات الحسنة ، والتعامل الجيد ، وعدم التمسك بالنزاعات غير المفيدة ، وعدم الغرور العلمي والسلوك غير المقبول في الحياة .

أن كل ذلك لا يرضي الإرهابين والاشرار الذين لا يريدون للآخرين إلا الشر وعدم الاستقرار والتعاون والوحدة وتجاوز السلبيات وكسب مودة الناس الآخرين وعدم التعصب والعصبية لهذا المذهب أو ذلك .

ان هذا الصراع والاساءة وتخريب كل شيء لا يستفاد منه المجتمع وامور أخرى كثيرة جاءت في بها عصابات داعش ومن معهم وفتاواهم التكفيرية المخالفة لمبدء الايمان واحترام الاديان السماوية ، كل هذا تسبب في كوارث يشبب لها الوليد . لقد اشتد الهجوم على العلوم الدينية الفقهية والعاملين بها سواء من الشيعة أو من السنة ، وراحت التهم تطال المذاهب والااء كلها ، وقد زاد عمل عصابات داعش الإرهابي وتخريبها كل شيء وحولوا البلاد الواحدة الى القطاعات ، وزاد التحريم والتكفير والرمي ضد الآخر و جعله مقدمة للقتل وانتهاك الاعراض وإتلاف الممتلكات والكتب الدينية ، وهدم المساكن واماكن العبادة ونشر الرعب وغيرها الإرهاب في نفوس الناس من أساليب.

الدولة والامة الإسلامية بين العافية المذهبية وأختلال الطائفية

عندما تفرط الدولة والامة الإسلامية بوحدتها وتعاون ابنائها وتطورها فإنها تفرط بالكثير من مبادئ الدين الإسلام أولاً ، ومستلزمات واحتياجات أبناؤها ودنياها ثانياً.

ان الوحدة سر رفعة الامة والدولة وقدرتها على القيام بمهامها الرسالية ومن هذه المهام تبليغ رسالة الإسلام ومبادئه للناس كافة على النحو الصحيح و الايجابي ، وشرط الشهادة ان تكون حاضرة وفاعله ([3]).

والدولة عندما تكون قد فقدت وحدتها تصبح غير قادرة على الفعل والعطاء بل والعدالة والمساواة ، لذلك اجاز المراجع والفقهاء قتل الخارج على الجماعة الذي لا يلتزم بالمبادئ الإسلامية الصحيحة او يسئ لها في سلوكه ولا نبالغ إذا قلنا ان تفريط المسلمين بوحدتهم هو أول ثمار عدم فهمهم لدينهم وسيطرة الجهل على عقولهم ، لأن الإسلام هو دين الوحدة والتوحيد والعدالة والمساواة والسلوك الجيد من اجل القيم الاجتماعية الجيدة .

لقد قامت المرجعية الإسلامية بكثير من التوجيهات والوصايا والارشادات التي قام بها العلماء والفقهاء وبيتوا أحكام العبادات والمعاملات والقيم الإنسانية والدعوة الى محاربة الكفر والفقر والفساد والظلم ، واستنباط مبادئ ونصوص القرآن الكريم ، وهذا ما نجده واضحاً في نهج الشيخ الدكتور احمد الوئلي (رحمة الله عليه) واستمراره على اخذ آية من القرآن الكريم وتفسيرها وشرح وتوضيح معناها وما تهدف اليه ، ثم يتناول البعض من قصة جهاد واستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأتباعه وأصحابه الغر الميامين في معركة الطف التي خلدها المسلمون على مرَّ الزمن من التاريخ الإسلامي وهذه المسألة راسخة في ضمائرهم عند اصحاب المذهب الشيعي الجعفري الإمامي على نحو خاص .

بمثل هذه الإيضاحات والأستشهادات وهذه القناعة والايمان بشهادة الحسين (عليه السلام) وما تؤكد عليه المرجعية الإسلامية وكل العلماء والمسلمين الواعين، تتم المطالبة يتجاوز الضعف والوهن والاعتلال فإن الامور في النهاية تكون لصالح الإسلام والمسلمين .

وبوقفه متأينة والنظر الى الدولة والأمة الإسلامية بين عافية المذهبية واعتلال الطائفية ، نجد أن الامة الإسلامية هي اكبر من الدولة ولهذا يجب ان يتوافر للأمة الإسلامية شروط وصفات منها :-

  1. الامة الإسلامية تعني هي الامة والجماعة والكتلة البشرية التي آمن أفرادها بأن لا الله إلا لله وأن محمداً رسول الله (صلى الله عليه وآله) .
  2. الامة الإسلامية هي امة التزمت باركان ومبادئ الدين الإسلامي ومبادئه وأصبح واجب عليها تطبيق العدالة والمساواة .
  3. يجب ان يكون معلوماً وواضحاً بأن الالتزام بالعقيدة وبأركان الإسلام إنما يتحقق بالتنفيذ والتطبيق على أرض الواقع .
  4. بعد هذا تأتي اهمية المرجعية الدينية الإسلامية ولوجهاء والعلماء و القائمين على الامر بالمعرف والنهي عن المنكر من اجل حمل الناس على تطبيق الاحكام الشرعية الإسلامية .
  5. ينبغي ان يكون معلوماً ايضاً وجود الامة الإسلامية قد لا يتحقق بوجود أفراد متفرقين أو جماعات مشنتين وإن تبعدت المسافات بينهم وتفاوتت الاجتهادات بين علمائهم .

ونود أن نشير هنا الى إنه لابد للأمة الإسلامية ان يكون فيها الالتزام الكامل بكتاب الله تعالى ورسوله ونبيه محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) وأن تتوافر فيها القيادة الواحدة التي تتحمل مسؤولية تنفيذ الاحكام الشرعية وتطبيقها ، والحرص والالتزام بمبدأ الشورى بين اهل العلم والاختصاص في شؤون الحياة كافة. وآخيراً ان تتجاوز جميع السلبيات واسباب الفرقة والتمزق والانشغال بالمشاحنات و الابتعاد عن الاختلافات بين أفرادها وجماعاتها ولا يتم ذلك إلا بالالتزام والتمسك بالايمان الحقيقي وبمبادئ الدين الإسلامي قولاً وفعلاً .

قال الله سبحانه وتعالى P يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ O(الحجرات 13) .

ومن اجل وحدة الامة الإسلامية والنهوض بها ونحن في زمن توحدت فيه القارة الاوربية عى ما كان بين دولها من حروب سقط خلالها الملاين من القتلى وعلى ما في مصالحها من تعارض وتزاحم ، فالأولى لنا معشر المسلمين أن تفكر في واقعنا المتخلف والذي نعيش فيه  من عالة على الحضارة ، وأن نجلس حول طاولة واحدة للنهوض بهذا الواقع وتغييره نحو الأفضل ونرفع الصوت عالي بأن لامكان للتقوقع والانعزال والفرقة بيننا ونستفيد من كل ما توصل اليه العلم والمعرفة من وسائل التقارب والاتصال والعلاقات الجيدة .

دور المرجعية الإسلامية في التخلص من داعش الإرهابي ومن التفرقة الطائفية:

من المعروف أن للمرجعية الإسلامية دوراً كبيراً جداً وواضحاً في التخلص من الإرهاب ومن التفرقة الطائفية والتشتت المدني والضعف في المجتمع الذي نجده يطغي على المشهد الاجتماعي والسياسي والثقافي عموماً الآن واكثر من أي وقت مضى بحيث أصبح يهدد البلاد العربية والإسلامية على نحو غير مسبوق .

ان الازمة الطائفية التي يقودها الإرهاب الداعشي كادت ان تعصف بأكثر من يلد عربي وبالعراق على نحو خاص . وهذه ليست بعيدة عن المشروع التوسعي (للاميربالية الامريكية/الاسرائيلية) الذي يقوم عل استغلال وتغذية الاتناقضات في البنية الاجتماعية والمعرفة الدينية وعلى مستوى المذاهب ، إلا أن (الفتتة الطائفية بوصفها مشروعاً امريكياً صهيونياً) قد كشف وأصبح أكثر وضوحاً معبراً عن الخلل الفكري الداخلي لدينا ، نحن المسلمين  مما سهل المهمة على اصحاب هذا المشروع وأظهر السلوك السلبي الشمولي ورؤية احادية تلغي الآخر و تصادر حقه في الوطنية والمواطنة ولذلك نجد ان أول ما تم التركيز عليه هو الغاء روح الايمان بمبادئ الإسلام ومحاولة إظهار نهج جديد وتربية النشأ الجديد عليه من افكار بعيدة عن كل مبادئ الدين الإسلامي والدعوة الى الخصومات والتفرقة . وقد لاحظنا ذلك بكل وضوح بعيداً عن التعاون والمساواة والحوار مع الذات اولاً ومع الآخرين في المجتمع والتفاهم معهم يروح ايجابية ونبذ الصراع وتأجيج الطائفية ثانياً ، بدلاً من العمل على اجتناب السلوكيات الاستفزازية واحلال التفاهم والخروج من هذا التفكك الاجتماعي الذي بجلب الكثير من الكوارث والمصائب كما حدث في العراق والمطلوب اليوم الاتجاه نحو السلوك الايجابي في الجميع .

امام كل هذه التحديات السلبية وما جاء به الإرهاب الداعش ظهرت على نحو جلي وواضح أثر المرجعية الدينية في توجيه الحياة الحرة الكريمة للعراقيين عن طريق اصدارها فتوى الجهاد الكفائي ضد داعش وأعداء العراق ، وقد لبى العراقيون الغيارى هذه الفتوى وتطوعوا للجهاد الحقيقي وصد كل انواع الشر والكفر ونبذ الصراع الطائفي أو المذهبي وتمزيق المجتمع العراقي .

من هنا يتضح لنا المتابعة الجيدة والتوجيه لمنع انتشار التعصب المطلق و العدوان على المقدسات ، الذي تظهر باشكال مختلفة ، وقد سهلت شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) انتشار المواقع المعادية ، كلها ولابد للروح الإسلامية المتمثلة بدور المرجعية من أن تتحرك في وجه هذا الخطر الداهم لمنع بقاء الامة الإسلامية ضعيفة مفككة ، ومنها معالجة ازمة الإرهاب الداعشي التي هي من اخطر الازمات التي من الممكن ان تعصب بالبناء الاجتماعي متفودة نحو التصادم والتحارب .

وقد تمثلت هذه الوظيفة الدينية التي قامت بها المرجعية الدينية بأنه مثقلهم من كلمة امير المؤمنين الامام علي (ع) التي خاطب بها جماعة من جيش العراق سمعهم يسبون اهل الشام في قتاله في صفين حيث قال: (اني أكره لكم ان تكونوا سباسبين ولكنكم لو وصفتم عمالهم وذكرتم حالهم كان اصوب في القول وابلغ في الضرر ، وقلتم مكان سبكم إياهم ، اللهم احقن دماؤنا ودماؤهم واصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي من الغي والعدوان من لهج به) ([4]) .

لقد اصبح دور المرجعية الإسلامية بالوقت الحاضر أكثر وضوحاً ومعالجة للأزمة المذهبية/الطائفية والفساد في العراق ، وما اصدار فتوى الجهاد الكفائي الاعلاج مهم وواضح وضروري وسريع للحد من الفرقة والتمزق الطائفي والإرهاب وهذا يتطلب منا المؤازرة والإسهام والمشاركة في صد الإرهاب الداعشي بكل انواعه واساليبه وخاصة ما سببه في تباعد والقطيعة بين المذاهب والطوائف في العراق واشاعة روح التعاون ومودة العلاقات المشتركة بين ابناء الشعب الواحد .

ان من آثار الإرهاب الداعشي اجتياحه عدد من المحافظات في ايام قليلة ومعدودة واستمرار هذا الإرهاب في التحديات المصيرية واهمها الدفاع عن المشروع (الامريكي/الاسرائيلي) الاستكباري والعمل من اجل ضرب مبادئ الدين الإسلامي .

لذلك نجد من الضروري ولا يجوز أن يتبادل اتباع أهل السنة واهل الشيعة الاتهامات على نحو عشوائي لأن ذلك يعني الخروج عن النصوص القرآنية ويسهل مهمة الإرهاب واهدافه واعداد المسلمين في كل مجالات الحياة .

لقد لمسنا ذلك على نحو واقعي عن طريق التأييد والتفاعل الشيعي الكبير الذي ظهر بشكل واضحاً في ردع فلول عصابات داعش أو ما اسموه ب (الدولة الإسلامية في العراق والشام) في كافة لمناطق من البلاد ، وهذا ما يؤكده التطوع والمشاركة في الحشد الشعبي من قبل الشباب والرجال الكبار وبعض العلماء والشيوخ ورجال الدين ومن اغلب المذاهب (الشيعة ، والسنة ، والمسيح والايزيدين ..) وغيرهم وهذا يؤكد تلك الانتصارات الكبيرة والعزيمة التي حققها ابناء القوات المسلمة والحشد الشعبي المقدس .

لكننا في الأغلب عاصرنا وشاركنا وعشنا هذه الانتصارات المتحققة وما قام به ابناء القوات الامنية والحشد الشعبي من حماية للمدن والمناطق وردع كل ما تقوم به عصابات داعش من تخريب وقتل ودماء وتدمير الى الاماكن الإسلامية المقدسة والآثار وغيرها .

لقد أرس متطوعو الحشد الشعبي عن طريق انتصاراتهم متعة وروح الصمود لمقاومة الكفر والصراعات المختلفة . لذلك فإنّ أثر المرجعية الدينية الإسلامية الشيعية اصبح واضحاً جداً ، وان ما نشاهده وما يحدث اليوم من جهد وانتصارات في اغلب المحافظات ما هو إلا نتيجة لفتوى المرجعية للجهاد الكفائي ، واستمرار توجيه المرجعية ودعواتها في طرد داعش الإرهابي الكافر ، وقد وجدنا لها تأكيداً خاصاً في خطب الجماعة المباركة واستمرار المرجعية الإسلامية بالاشارة الى الانتصارات والصمود ومواجهة الاذى الذي اصاب البلاد وكل التحديات اليوم ، ومنها المتمثل بالاعتداءات السافرة من قبل الإرهاب الداعشي ، وأبرزها هذا التحدي المتمثل حالياً بالغزو الغربي الأمريكي الإسرائيلي والصراع الطائفي والمذهبي في مختلف الدول الإسلامية ([5]) .

ان دور المرجعية الإسلامية (الشيعية) قد تميز بحث كتائب الإيمان وجحافل النصر ودفعهم للجهاد والتضحية بالنفس وبكل غالٍ وقد أعلنت المرجعية الإسلامية بصراحة ووضوح ان الإسلام وكل القيم والاعتبارات الاجتماعية في خطر ، وأن الإرهاب الكافر والفساد هو العدو الأول ، وهذا يتطلب ضرب وهدم قواعده وكل ما يدعو إليه من حقد وكفر بكل المبادئ السامية التي يدع إليها الإسلام والمسلمون.

ان دور المرجعية الدينية وفتواها الشرعية في مواجهة الإرهاب والفساد والظلم لحماية للإنسان في المجتمع واحترام حريته ، وعقله ، وفكره ، وإرادته ، وهي دعوة كذلك الى العدالة والمساواة وردع الظلم والتكفير وكل هذا امر جوهري ينبغي ان لا يغيب عن أذهان أبناء المجتمع الإسلامي.

ان حضارة الامة الإسلامية تقوم على أسس من الايمان والمعرفة ، فهي امة واحدة ذات دين واحد ، وكتاب واحد ، ورسول واحد ، هذه الاصول الثابتة التي تشترك فيها الامة الإسلامية ، فأن ذلك يجعل منها امة واحدة تلتقي على : وحدة الغاية ، والمنهج الإسلامي الحقيقي ، والعقيدة والقيم ، وهذه حقيقة يجب ان تتضح في اذهان المسلمين إذ يقدر وضوحها والتزامهم بها بقدر ما يتيسر للأمة الوضوح والنقاء حول تصحيح المفاهيم .

والعقيدة الإسلامية تعد الأساس الذي يرتفع عليه بناء الدين . فأذا قوي الاساس سهل على الامة الإسلامية تصحيح اوضاعها وأمكن لها التقدم والحضارة في كل المجالات ، ومهما يكن مقدار الخلاف النظري في العلوم الاعتقادية فإنه لم يمس لب الإسلام ولا شك فيه او في اصل من اصوله والتي تعد من اركان دين الإسلام التي يقوم عليها بناؤه .

وبكل تأكيد ان المذاهب الإسلامية ، ومدارس الفكر الإسلامي الحقيقي تسعى إلى التعبير عن تراثهم العقلي والروحي والى استدامة الصلة بين اصول دينهم وبين واقع الحياة المتطور . فالخطاب القرآني كلام تتسع معانيه وتعدد وجوه الدلالة فيه ، ان الاختلاف الذي وقع بين المذاهب الإسلامية بنته الاصلية المستمدة من خصوصية النص القرآني والحديث النبوي إنما هذه تقهر كل الاختلافات السلبية والتعصب المذهبي و الصراع بين هذا وذلك من المذاهب .

إذن نحن :

انما نحتاج أول ما تحتاج اليه إلى الاعلان عن حق الاختلاف الذي هو حق من حقوق الإنسان إن لم يكن من أبرزها . حتى يكن اختلاف الاخر عن الانا امر لا جدال فيه ، أي حتى يتم قبول كل فريق لفريق الآخر ، كما هو معتقده ومذهبه . وقد أتم الله على الامة الإسلامية وحدة السلوك الإنساني ووحدة العقيدة ، ووحدة المصدر ، ووحدة الشعور ، ووحدة العبادات .

نعم انَّ إختلاف العلماء المجتهدين رحمة للامة الإسلامية سواء في العقائد أو في الفقه بعيداً عن الصراع والتعصب والتحيز ، فإن الاختلاف في الفروع ضرورة طبيعية ويستحيل استحالة مادية ولن يكون جمع الناس على مذهب واحد أو رأي واحد في مسائل ظنية هي موضع نظر واجتهاد إلى يوم القيامة (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة) (سورة هود : 118) .

وما دام مرجع الجميع كتاب الله وسنة رسوله ، والخلاف في الفرعيات ناتج عن الفهم والتوجيه وطلب الحق فلا خصومة قط ونما التناصح على بساط الحب في الله والاقتراب مما هو أهدى وأجدى إيمانا واحتساباً .

الاستنتاجات

من خلال مضمون البحث وما توصلنا إليه من التقصي والبحث تم التوصل إلى الاستنتاجات التالية :

  1. تبين أن ضعف الإيمان الواضح في الجانب الديني وانعدام العلاقات الانسانية المثنية أثر بشكل مباشر في الحالة السلوكية للإنسان في المجتمع العراقي (إلا القليل منهم) وهذا ما سهل ظهور الأزمات والمشكلات والشدّ النفسي والحساسية وعدم التعاون وتفشي ظاهرة الفساد المالي والإداري والرشوة وحالات كثيرة في المجتمع منها (نهب وسرقة المال العام....) إضافة إلى شراء الذمم وأضعاف القيم الإنسانية الأخلاقية مقابل حفنة من المال وغيرها .
  2. المجتمع العراقي الآن بأمس الحاجة إلى توجيه أفراده والمتابعة والمحاسبة والمعالجات السريعة خاصة في المجال التربوي والإيماني ، وهذا يعدّ سبباً رئيساً ومهما جعل من المرجعية الدينية الجعفرية في النجف الاشرف أن تتصدى لهذا الواقع السيء وضعف الإيمان بمبادئ الإسلام ، وسوء الخدمات بكافة أنواعها وبروز موضوع (التسييس ، والتخريب ، والتعصب) كهذا وذلك داخل المجتمع. ان هذه الحالات وغيرها تكاد تكون متزامنة مع الاعمال التخريبية و التكفيرية لعصابات الإرهاب الداعشي .
  3. يظهر على نحو واضح أثر واهمية توجيهات المرجعية الدينية في مواجهة الإرهاب ، تصدي للأزمات والمشكلات ومن أهمها حالات الصراع بين المذاهب ، ومكافحة الفساد ، وتكفير عصابات الإرهاب وضرورة معالجة الفقر والبطالة ، وعدم العدالة والمساواة ، وضرورة تقديم افضل الخدمات للمواطنين في الوقت الحاضر .
  4. لقد لمسنا كثيراً من التوجيهات من قبل المرجعية الدينية في النجف الاشرف والتأكيد عليها واشعار المسؤولين كافة ومن يايديهم القرار لمعالجة طلبات الناس وفق القانون والاصول والمساواة حيث يجري ذلك في خطب الجمعة المباركة المستمرة .
  5. كانت وما زالت المرجعية الدينية توجه وتؤكد بالدفاع عن سيادة العراق وعن الشرف والعرض والمقدسات كافة ، وخاصة ما تطلبهُ الآن من مجاهدي الحشد الشعبي المقدس ، على الرغم من الصعوبات والتضحيات والقتال المستمر وتقديم الشهداء والجرحى والمعاناة لكي يصدون اعمال وجود (عصابات دعش الإرهابية .  
  6. تؤكد المرجعية الدينية وباستمرار بالابتعاد عن الصراعات وتطير الاختلافات الطائفية والمذهبية ، وتدعو الى احترام لآخر مهما كن دينهُ السماوي ، وعرقهُ وقوميتهُ ، لأن الاحترام المتبادل والتعاون في محالات الحياة الإنسانية ، وتجاوز السلبيات يجعل من الامة الإسلامية ان تتوحد وتسم نحو التقدم الافضل والتطور والتعاون .

                               

الأستاذ المساعد الدكتور

جودت حسن خلف الساعدي

                                                                     رئيس قسم القانون

كلية أصول الدين الجامعة بغداد

                                                                                07703922330

E-mail : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

المصادر

  1. الشهيد محمد باقر الصدر ، الإسلام يقود الحياة ، بغداد ، مطبعة ستار ، ص149 .
  2. رشيد الخيون ، الأديان والمذاهب بالعراق ، مكتبة العلوم الإسلامية ، ص232 .
  3. الدستور العراقي لسنة 2005 ، المادة (1 ، 2 ، 3).
  4. تاريخ الإسلام للذهبي ، ج9 ، ص228 .
  5. عوالم الإمام الصادق للبحراني ، ج2 ، ص635 .
  6. الأمة بين المذهبية والطائفية ، المؤتمر الدولي / 23 للوحدة الإسلامية ، طهران ، 2011 ، ص596 .
  7. عز الدين الخطيب التميمي ، نظريات في الثقافة الإسلامية ، دار الفرقان ، عمان ، ص31 .

 

 

 

([1]) الشهيد السيد محمد باقر الصدر ، الإسلام يقود الحياة ، بغداد ، مطبعة ستار ، ص 149 ، السنة لم تذكر 

 

 

([2]) عوالم الامام الصادق للبحراني ، ج 2 ، ص 635 . 

 

 

([3]) الامة بين المذهبية والطائفية ، المؤتمر الدولي/23 للوحدة الاسلامية ، طهران ، 2011 ، ص 596 ، آ.د توفيق علي وهبه الامه الاسلامية في مواجهة التعصب والتحديات المعاصرة . 

 

 

([4]) الامة بين المذهبية والطائفية ، مصدر سابق ، ص 112 .

 

 

([5]) عز الدين الخطيب التميمي ، نظريات في الثقافة الاسلامية ، دار الفرقان ، عمان سنة 1984 م ، ص31.