دور المرجعية في أحياء الشعائر الإسلامية

(السيد فضل الله انموذجاً)

الباحث : د . جاسب غازي رشك                                               الباحث : د . حسين شريف العسكري

جامعة ميسان / كلية التربية الاساسية                                     عميد كلية أصول الدين . فرع قم .

 

 

 

المقدمة :

بسم الله الرحمن الرحيم وصل اللهم على محمد وآله الطاهرين

كانت الشعائر الدينية والحسينية منها مثاراً للكلام والجدل من حيث مشروعيتها الدينية ودورها السياسي والاجتماعي والثقافي في المجتمع، فقد برزت في المجتمع الإسلامي فئتان، الفئة الأولى التي أعترضت على إقامة الشعائر وتعظيمها برمتها وليس كلّ ما يصدر من الشارع هو من الشعائر بدعوى فقدان الدليل الشرعي المجيز لإحياء الشعائر أو وجود الدليل المانع، وأمّا الفئة الأخرى التي تدعو إلى إقامة الشعائر وتعظيمها برمتها .

وليس من الضروري تفسير كلّ سلوك أن يكون حسينيّاً من حماس شبابي أو تهوّر غير عقلاني، ولا واقعي، و أنّه ليس من السليم تفسير رؤية كلّ من يتّخذ موقفاً حسنياً على أنّه عميل أو متخاذل أو جبان أو .. ؛ بل يفترض أن تدرس الأمور بنمط عقلاني وعلمي ، بعيداً عن الاتهامات المتبادلة للوصول إلى أكبر قدرٍ ممكن من التفاهم .

وقد سعى فريق من كبار العلماء المصلحين، كان أوّلهم السيد محسن الأمين([1]) ، وآخرهم السيد علي الخامنئي، وبينهم الكثير من العلماء كالشهيد المطهري، والعلامة فضل الله و..، سعوا إلى إصلاح الشعائر الحسينية، وقد شكّلت رسالة (التنـزيه) للسيد الأمين عام 1346هـ منعطفاً في التأريخ الحديث للطائفة الشيعية ، رغم ما لاقاه صاحبها من حملات طالت المرجع الديني السيد أبا الحسن الإصفهاني آنذاك لدفاعه عن آراء الأمين الإصلاحية.

وللسيد محمد حسين فضل الله (رحمه الله) رأي في أحياء الشعائر ، أذ كان عالماً مجتهداً يراعي ظروف العصر ، ويأخذ في حساباته مصلحة الإسلام العليا ، ويحرص على وحدة الصف الإسلامي ، وكان السيد فضل الله اضافة إلى أنّه رمز من الرموز العلمائية الاجتهادية المتنورة ، كان قائداً اجتماعياً واعياً لمشاكل الأمة ، وساعياً لتحقيق مصالح الإسلام الحقيقية ، وداعياً لخلق الوعي الديني والسياسي السليم.

فمع سعة الموضوع على المستوى العام ، كان لزاماً علينا كتابة هذا البحث تحت عنوان: (دور المرجعية في احياء الشعائر الإسلامية السيد فضل الله انموذجاً) .

 والهدف من هذا البحث بلورة رؤية صحيحة عن موضوع دور المرجعية في إحياء الشعائر الإسلامية وبيان رؤية السيد فضل الله ونظريته في الشعائر الحسينية .

وفي هذا البحث نستعرض تعريف الشعائر الدينية وأنواعها ودورها السياسي والاجتماعي والثقافي في المجتمع، والمعيار الشرعي والفقهي لتحديد الشعائر، عند السيد فضل الله (ره)، ونظرية السيد في إحياء الشعائر الحسينية، وخاتمة بأهم النتائج.


 

السيد فضل الله :

ولد السيد محمد حسين فضل الله في مدينة النجف الأشرف عام 1935.

ترعرع السيد فضل الله في أحضان الحوزة العلمية في النجف ، وبدأ دراسته للعلوم الدينية في سنّ مبكرة جداً .. ففي حوالي التاسعة من عمره، بدأ بالدراسة ، وتدرّج حتى انخرط في دروس البحث الخارج في سنّ السادسة عشرة تقريباً، فحضر دروس كبار أساتذة الحوزة آنذاك، أمثال: المرجع الديني السيد أبو القاسم الخوئي، والمرجع الديني السيد محسن الحكيم، والشيخ حسين الحلي (قدّس سرهم)، وحضر درس الأسفار عند الملا صدرا البادكوبي.

ومن أهم أنشطة السيد شارك في تأسيس الحركة الإسلامية (حزب الدعوة الإسلامية) مع السيد الشهيد الصدر والسيد مرتضى العسكري والشيخ شمس الدين وآخرين .. وفي تأسيس مجلة الأضواء في النجف ، وعضو في منتدى النشر ... وترك النجف مبكراً ، حيث قال عنه الشهيد محمد باقر الصدر كلمته المشهورة: (كلّ من خرج من النجف خسر النجف إلّا السيد فضل الله، فعندما خرج من النجف خسرته النجف) .

وكتب في التفسير، والفكر، والفقه، والسيرة، والشعر ... ، حيث ترك أكثر من مائة وعشرين كتاباً ومن أهمها: تفسير من وحي القرآن، وفقه الشريعة، وحوارات الندوة، وسيرة أهل البيت (ع)، وديوان على شاطئ الوجدان ...

وفي العام 1966 عاد إلى لبنان ليؤسس حوزة المعهد الشرعي الإسلامي وجمعيات خيرية ومبرات للأيتام، وكان دائم التواصل مع جمهوره والقنوات الإعلامية والندوات الفكرية والاجتماعية.

ومن أهم ما عرف عنه :

  • عرف بفتاواه المتنورة حيث أمتلك السيد فضل الله الجرأة العلمية على طرح نظرياته الفقهية .
  • يعدّ من أكثر العلماء الشيعة انفتاحاً على التيارات الأخرى .
  • اشتهر المرجع الشيعي الراحل بآرائه الاجتماعية والدينية المعتدلة .
  • كان أوّل من دعا إلى إثبات هلال شهر رمضان من خلال الأرصاد وعلم الفلك.
  • يُعَدّ السيد فضل الله أول فقيه أفتى بطهارة كلّ إنسان .
  • لم يكن سماحتة يؤمن بوظيفة عالم الدين التقليدي الذي يجلس في بيته وينتظر الناس يأتون إليه ليسألوه فيجيب ؛ بل كان يحاول أن يستهدي حركة النبي (ص) والأئمة الهداة من أهل بيته(ع) في حركتهم المتنوعة في المجال الفقهي والأخلاقي والسياسي والثقافي والاجتماعي.
  • أخذت الأبعاد الأخرى للدين مساحة كبرى في حركة سماحة السيد، فنظر إلى قضايا المسلمين السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
  • تميّز سماحة السيّد بتجربة فقهية وأصولية متميّزة جعلت منه مجدّداً في هذا العالم، متابعاً لمسيرة السلف الصالح من الفقهاء، وممهّداً الطريق نحو اجتهاد أصيل في فهم الكتاب والسنّة، وقد ساعده على ذلك فهمه العميق للقرآن الكريم، انطلاقاً من تفسيره )من وحي القرآن(، وذوقه الرفيع في اللغة العربية وآدابها، والذي يُعَدّ الركن الأساس في فهم النصّ.
  • كان السيِّد فضل الله عملاقاً في قلبه الّذي ينبض بالحبِّ، فلا يملك إلا أن يحبَّ كلّ النّاس، ولذا أحبّه كلّ من التقى به وحاوره وعرفه عن قرب، أو عرفه من خلال كتبه الغزيرة وفكره الثّرّي .

وفي يوم 4- 7 -2010م أنتقل إلى جوار ربه عن عمرٍ يناهز الخمسة وسبعين عاماً([2]).

 

 

الشعائر :

 

تعريف الشعائر:

لغة : جمع شَعِيرَة ، وهي العلامة ،كعلائم الإسلام مثل الأذان([3]). وقال ابن فارس : والشعيرة واحدة الشعائر وهي أعلام الحج وأعماله([4]).

وقال الشيخ أبو علي : اختلف في معنى شعائر الله على أقوال : منها لا تحلوا حرمات الله ولا تتعدوا حدوده، وحملوا الشعائر على المعالم، أي معالم حدود الله وأمره ونهيه وفرائضه، ومنها أنّ شعائر الله مناسك الحج، أي لا تحلوا مناسك الحج فتضيعوها، ومنها أنّ شعائر الله هي الصفا والمروة والهدي من البدن وغيرها([5]).

وقال الراغب الاصفهاني أن الشعائر : مع شعور أي احساس ومنه قوله رهيف المشاعر أي رقيق الحواس، ومشاعر الحج : معالمه الظاهرة للحواس([6]).

اصطلاحاً : هو ما ندب الشرعُ إِليه ، وأمر بالقيام به([7]).

 

الشعائر في السياق القرآني :

 ورد التعبير عن الشعائر في آيات عديدة من كتاب الله العزيز، وبتعابير مختلفة، نكتفي بعرض بعض الآيات القرآنية :

قوله تعالى : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)([8]).

قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ)([9]).

قوله تعالى : (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)([10]).

قوله تعالى : (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)([11]).

وحسب ما جاء في تفاسير الآيات الكريمة أن لفظة الشعائر تدلّ على العلّامة والرمزية والمكان والمعالم([12]).

فالشعائر كما يتضح من معناها مجموعة من الأمور التي يتمّ إقامتها من قبل جميع طبقات المجتمع وشرائح المجتمع الإسلاميّ، بدون اختصاص بفئة دون فئة، أو مجموعة دون مجموعة، يراد منها التركيز على جانب الإعلام الدّينيّ، كنشر الدّين، أو معنى من معانيه، أو حكم من أحكامه، بهدف إعلاء الدّين وإقامة معالمه في النفوس والسلوك الاجتماعيّ

 

أنواع الشعائر:

والشعائر: هي أعلام الدين الظاهرة.

قال الشيخ الطوسي: (الشعائر هي المعالم للأعمال، فشعائر اللَّه: معالم اللّه التي جعلها مواطن للعبادة، وهي أعلام متعبداته من موقف، أو مسعى، أو منحر، وهو مأخوذ من شعرت به: أي علمت، وكلّ معلم لعبادة من دعاء، أو صلاة، أو أداء فريضة، فهو مشعر لتلك العبادة)([13])،

ويصدق تعظيم الشعائر: كلّ شعيرة بحسبها من الإجلال والقيام بها، وإكمالها على أحسن وجه.

لقوله تعالى : (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)([14]).

 

الشعائر الزمانية:

  1. الأشهر الحرم:

في قوله تعالى : (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّه)([15]).

قال مغنية: (كان العرب يحرمون القتال في الأشهر الحرم، وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، وأقرّ النبي هذه العادة، لأنّ فيها تقليلاً للشر وسفك الدماء، وقد أقرّ الإسلام بوجه عام كلّ عادة مستحسنة أو غير قبيحة كانوا عليها في الجاهلية، ولكن العرب الذين كانوا يقدسون هذه الأشهر قد انتهكوا حرمتها، وأعلنوا فيها الحرب على الرسول سنة ست من الهجرة)([16]).

قوله تعالى : (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)([17]).

وفي هذه الآية قال الطبرسي: (من هذه الاثنى عشر شهراً أربعة أشهر حرم ثلاثة منها سرد ذو القعدة وذو الحجة والمحرم وواحد فرد وهو رجب ومعنى حرم أنه يعظم انتهاك المحارم فيها أكثر مما يعظم في غيرها)([18]).

  1. شهر رمضان :

في قوله تعالى : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقرآن هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)([19]).

  1. العشر الأواخر من من شهر رمضان :

وروي : (أنّ النبي صلى الله عليه وآله كان يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان)([20]).

  1. العشر الأوائل من الحج :

قوله تعالى : (وَلَيَالٍ عَشْرٍ)([21])، أي (العشر من ذي الحجة)([22]).

 

الشعائر المكانية:

  1. مكة المكرمة :

 لقد نص القرآن الكريم على حرمة مكة ومكانتها ، وعدهّا من الشعائر الإلهية ، وحدد جملة من المواضع فيها التي تحظى بمزيد الشرف والقداسة كالكعبة المشرفة والمسجد الحرام ومقام إبراهيم وعرفات والمزدلفة ومنى ... والصفا والمروة .

قوله تعالى : (جَعَلَ اللهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ)([23]).

وقوله تعالى : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا)([24]).

  1. المساجد :

فهي دور العبادة ويعبر عنها في كلماتهم بيوت الله التي أذن الله سبحانه أن ترفع ويذكر أسم الله فيها:

قوله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ)([25]).

والمساجد هي من أكبر الشعائر الإلهية، ومن أكثرها حرمة المسجد الحرام، ثم مسجد النبي (ص)، ومسجد الكوفة والمسجد الأقصى، ويأتي بعدها المسجد الجامع في كلّ بلد ، ثم سائر المساجد الأخرى ...

قوله تعالى : (وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين)([26]).

قال الرسول الأكرم (ص) : (فإنّ صلاتي في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلّا المسجد الحرام والمسجد الأقصى)([27]).

وباعتبار علو هذه المساجد وكرامتها ، وقال الرسول الأكرم (ص) : (الصلاة في المسجد الحرام مائة ألف صلاة ، والصلاة في مسجد المدينة عشرة ألف صلاة ، والصلاة في مسجد بيت المقدس ألف صلاة ، والصلاة في المسجد الأعظم مائة صلاة والصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة ، والصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة صلاة ، وصلاة الرجل وحدة في بيته صلاة واحدة)([28]).

  1. مراقد الائمة المعصومين (ع) :

وتلحق بالمساجد مراقد المعصومين (ع) ، وتؤكد الأحاديث أن قداسة بعض المساجد مكتسبة منهم ، قال الإمام الصادق(ع) : ( فما من مسجد بني إلّا على قبر نبي أو وصي نبي قتل ، فأصاب تلك البقعة رشة من دمه ، فأحبّ الله سبحانه أن يذكر فيها ، فأد فيها الفريضة والنوافل ، واقض فيها ما فاتك)([29]).

وقد ورد في الأخبار: (أن الصلاة عند علي(ع) بمائتي ألف ركعة)([30]).


 

الشعائر الحسينية شعائر الإسلام :

إنّ الشعائر الحسينية هي شعائر دينية، وذلك لكونها تهدف إلى توحيد الناس وتحقيق الثواب وهي من أهم أهداف الشعائر الإسلامية، إضافة إلى أنّ الشعائر جاءت بمعنى (جمع شعار وشعيرة)، ومعناه كلّ ما يشعر ويتحدد المراد منها بحسب الاضافة، فيقال (شعائر الله) أي كلّ ما يشعر به سبحانه ويقوده إلى طاعته، و(شعائر الحسينية) أي كلّ ما يشعر بمصيبة الإمام الحسين (ع) وما نزل به من ظلم ، وهذا كلّه في مقابله (شعائر الباطل أو الفساد)([31]).

ومن الشعائر الحسينية التي يمارسها المسلمون الشيعة لاستذكار معركة كربلاء ومقتل الإمام الحسين (ع)، وغالباً ما تنشط ممارسة هذه الشعائر في شهري محرم وصفر، وبالأخص في يوم عاشوراء في يوم العاشر من المحرم وهو الذي أستشهد الإمام الحسين وأصحابه (ع) فيه عام 61هـ([32]).

ويوم الأربعين يوم العشرين من شهر صفر، وهو مرور أربعين يوماً على استشهاد الإمام الحسين (ع) ويختص يوم الأربعين بزيارة قبر الإمام الحسين (ع) في كربلاء، فيتوافد المسلمون من شتى البلدان عليه بالأعداد المليونية عبر التاريخ ابتداءاً من أول زيارة في التاريخ، حيث إن أول من زار الإمام الحسين(ع) الصحابي جابر الأنصاري الذي تزامن مع رجوع حرم الإمام مع الإمام السجاد (ع) وهي أول زيارة للإمام الحسين(ع) يوم الأربعين .

وقد ورد في الأخبار (أوّل من زار قبر الإمام الحسين (ع) وشهداء كربلاء في يوم الأربعين بعد استشهادهم، وبكى على أبي عبد الله كثيراً)([33]).

وقد أكّد الأئمة (ع) على هذه الزيارة وعّدوها من علامات الإيمان، فقد روي عن الإمام أبي محمد العسكري(ع): (أنه قال: علامات المؤمنين خمس صلاة الإحدى والخمسين، وزيارة الأربعين، والتختم في اليمين، وتعفير الجبين، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم)([34]).

ومن الشعائر الأخرى هي إقامة مجالس العزاء بمناسبة شهادات ووفيات الأئمة الأطهار (عليهم السلام).

 

دور الشعائر في المجتمع الإسلامي :

  1. التقرب إلى الله :

إنّ كلّ الشعائر الدينية بأنواعها الزمانية والمكانية تهدف إلى التقرب إلى الله، وإنّ الهدف من أدائها هو التقرب إلى الله وتحصيل الثواب، كأداء الصلاة، والحج، والعبادة في المسجد، وإقامة المجالس والمراسيم الدينية ... (رحم الله من أحيا أمرنا)([35]).

  1. توحيد المجتمع :

تهدف الشعائر الدينية الى تحقيق الوحدة بين أفراد المجتمع فهي تخاطب افراد المجتمع كافة، وبغض النظر عن الاختلاف والتباين الثقافي بينهم، وإنّ اقامة صلاة الجماعة وغيرها في المسجد تجمع أفراد المجتمع جميعهم الرئيس والمرؤس، الغني والفقير، الأبيض والأسود، الكبير والصغير في صفوف الصلاة، كذلك نلاحظ هذا التجمع في مراسيم الحج والمجالس والمناسبات الدينية الأخرى الزمانية والمكانية، وهذا يخلق عامل وحدوي من خلال المشاركة الجماهيرية في المواساة لأهل البيت(ع).

  1. نشر تاريخ وعلوم أهل البيت (ع) وبيان فضلهم:

ولا يخفى عظيم الحاجة إلى ذلك لما تعرض له هـذا التاريخ من تشويه ودس لاسيما في العصرين الأموي والعباسي، وما عملته وتعمله الأقلام المأجورة إلى يومنا هذا.

قال الامام الصادق (ع) (حدثوا عنا ولا حرج رحم الله من أحيا أمرنا)([36])، فأمرنا المقصود منه العلم .

  1. وسائل للتعبير عن انشداد الجمهور إلى عاشوراء وارتباطهم العاطفيّ بهذا الحدث المهمّ:

ويُعَدّ هذا من أهمّ أحداث التاريخ الإسلاميّ، حيث خلق الترابط العاطفي مع أهل البيت(ع) والذي هو نص صريح ورد في القرآن الحكيم في قوله تعالى : (قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودّة في القربى)([37]).

  1. دور فاعل في إذكاء جذوة الثورة والتحريك ضد الطغاة :

 فإنّ للشعائر الحسينيّة دور التعبير عن عواطف الجمهور، ودور التفعيل للحالة الثوريّة والحركيّة ضد الطغاة والظلمة . من أهم أهداف ثورة الحسين (ع) هو رفض الظلم والطغاة : (انا اهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة بنا فتح الله وبنا يختم ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله)([38]) . فكانت ثورة الحسين (ع) منطلق الثورات كثورة التوابين وثورة المدينة وثورة المختار([39]).

  1. إعداد النفس وتربيتها لنصرة إمام العصر:

من خلال ترسيخ القيم والمبادئ السامية، مثل المواساة و التضحية ونصرة الحق وغيرها، والتحقير والتنفير للصفات المذمومة، مثل الظلم وقسوة القلب والطمع وغيرها، حيث قال الإمام الحسين(ع) : (إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ومحل الرحمة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب للخمر قاتل للنفس المحترمة معلن بالفسق ومثلي لا يبايع مثله)([40]).

  1. نشر الثقافة :

تساهم الشعائر بأنواعها في نشر الثقافة، فعلى مستوى موسم الحج تساهم في نشر تعاليم الإسلام والتبليغ بمبادئه الحنيفة من خلال التجمع السنوي لموسم الحج ، (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كلّ فَجٍّ عَمِيقٍ)([41]) .

 أما الشعائر الحسينية ، فهي من خلال المنابر والتي تعتبر من الوسائل الثقافية، فمن خلالها تطرح علوم أهل البيت(ع) بمختلف أبعادها العقائدية والأخلاقية والسلوكية .. وتمثل الخط الأصيل للإسلام ، والتي كانت تواجه في بعض الأدوار التاريخية الحظر والارهاب الفكري والجسدي، أو تواجه مشكلة عدم توفر الوسائل البشرية والمادية لنشر هذه الثقافة ، فكانت المجالس الحسينيّة المدرسة الثقافية المتحركة التي تلبّي هذه الحاجات المختلفة .

  1. الدور العميق في حفظ الرسالة الإسلاميّة:

إنّ للشعائر الحسينية دوراً مهماً في بقاء الدّين الحقّ، وهو الدّين المحمّديّ الأصيل، وإحيائه من جديد، فإنّ الإمام الحسين(ع) إنما استشهد للإسلام، ولسان حاله: (إن كان دين محمد لم يستقم إلّا بقتلي يا سيوف خذيني)([42]) ، وقال الرسول (ص) : )حسين منى وأنا من حسين)([43]) .

  1. الدور الأساس في تثبيت أهداف نهضة الإمام الحسين (ع) في نفوس الموالين والمحبّين والمسلمين:

الهدف من ثورة الإمام الحسين (ع) هو الإصلاح في المجتمع من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي تعدّ إقامة الشعائر الحسينيّة من أوضح مظاهر إحيائه، لذا قال الإمام الحسين (ع): (إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر)([44]).

 

معيار تحديد الشعائر عند السيد فضل الله([45]):

ذكر السيد فضل الله أن معيار تحديد الشعائر من غيرها لابدّ من إخضاعها للموازين :

  1. الأدلة الشرعية :

قال السيد فضل الله : إنّ الشعائر هي التي جاءت بها النصوص القرآنية عن الله تعالى فهي من الأمور التوقيفية :

قوله تعالى : (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ)([46]).

قوله تعالى : (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)([47]).

فلابدّ للشعيرة من ورود نص، وكلّ شيء لم يرد فيه نصّ وانّما يستحدثه الناس فإنّه ليس من الشعائر في شيء، ولقد ذكر السيد الخوئي في كتاب المسائل الشرعية -طبعة بيروت وهو عبارة عن مجموعة من استفتاءاته- حيث سئل عما يعمل باسم الشعائر (هل من الشعائر) قال لا ليس من الشعائر، فكل من تعجبه قضية من القضايا يفرضها على الناس بشكل عاطفي لتصير شعيرة من الشعائر في حين يجب أن نلاحظ الحكم الشرعي .

  1. ملاحظة النتائج في المجتمع :

قال السيد فضل الله : أن نلاحظ النتائج السلبية على مستوى الأمة، فإن مشكلتنا هي أن هذه القضايا لا يوجد من يضبطها، ومن انبرى يعترض فإنّه يواجه بالقول أنّ أهل البيت(ع) قالوا بذلك، والحال أنّ أهل البيت(ع) براء منه، حيث قال الإمام الباقر(ع) : (اجابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن يقول : أحب علياً وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالاً ؟ فلو قال : إني أحب رسول الله فرسول الله (ص) خير من علي(ع) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته...)([48]). إن المشكلة هي أن هذه الأمور تحولت إلى فوضى يلعب فيها كلّ لاعب .

 

نظرية السيد فضل الله في أحياء الشعائر :

نظرية السيد فضل الله حول أحياء الشعائر الدينية وخصوصاً الشعائر الحسينية ، حيث ذكر (رحمه الله) أن الشعائر لابدّ أن تركز وتبحث في الأمور التالية :

  1. التأكيد على المبادئ الإسلامية :

أن يكون المنبر الحسيني منبراً للإسلام كلّه، بحيث يكون الخطيب الحسيني مثقفاً ثقافة إسلامية واسعة يستطيع من خلالها أن يمنح الثقافة الإسلامية للجمهور المسلم، وأن يحدث الناس أن الإمام الحسين(ع) يمثل قيمة إسلامية ورمزاً إسلامياً بما هو الرمز الإسلامي الحي للإمامة، حتى نستطيع أن نحقق ما أراد الإمام الحسين(ع) أن يحققه، وهو التأكيد على مسألة القيادة السياسية للأمة([49]).

  1. التأكيد على المبادئ الثورية :

لا نريد أن نستعيد الأشخاص التاريخيين بزمانهم لنحارب باسمهم، ولكن نريد أن نأخذ من التاريخ انموذجاً، لنجد في كلّ مرحلة من مراحل التاريخ انموذج جماهير الإمام الحسين(ع) في الخط الرسالي للإنسان، وجماهير يزيد في خط الطغيان والظلم والعدوان، لقوله تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ)([50]).

فنحن لا نستعيد التاريخ لنستغرق فيه أو نعيش في ذاتياته ، وإنما ننفتح على التاريخ لنتحرك في كلّ القضايا الإنسانية الإسلامية الحركية ... ولكي ندعو إلى تجديد قضية الذكرى بأن لا تكون الذكرى مجرد استحضار جامد للتاريخ، وأن لا تكون الذكرى مجرد مناسبة للبكاء كما لو كانت أمراً ذاتياً جداً؛ بل أن نستعيد القضايا الحيوية في التاريخ، وأن نستعيد الرموز العظيمة في التاريخ، ولا سيما الرموز التي لا تقتصر رساليتها على المرحلة التي عاشت فيها([51]).

  1. توثيق السيرة الحسينية :

 لابد من توثيق السيرة الحسينية لطرد ما وضعه الوضّاعون وما كذبه الكذّابون ، لأن اعتبار الماساة أساسية في إثارة العاطفة لا يبرر لنا أن نكذب ولا يبرر لنا أن نضع الأحاديث ، لأن المسألة كما قال الإمام الصادق (ع) : (وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل)([52]).

  1. أداة للثقافة والوعي :

لابدّ للمنابر الحسينية أن تكون منابر تثقيف وتوعية وتحريك للواقع كلّه ، وأن تكون منبراً للحق لا للباطل ، وأن تكون منبراً للعلم لا للجهل ، وأن تكون منبراً للتقدم لا للتخلف([53]).

  1. عدم الاساءة للإسلام :

 أن نستبدل بما يفعله بعض الناس من ضرب الرؤوس أو الظهور بالسلاسل، التبرع بالدم لمساعدة الجرحى والمرضى الذين يحتاجون إلى دمائنا التي قد تشارك في إنقاذ حياتهم، وهذا أفضل من المظاهر التي قد تسيء إلى صورة الخط الإسلامي في منهج أهل البيت(ع)([54]).

وفي موضع آخر عند اجابته عن حرمة التطبير، قال السيد فضل الله : فإنّ الاضرار بالنفس المعتدّ به محرم ولو لم يصل إلى حدّ التهلكة، والتطبير فيه إضرار بالنفس، كما أنّه من جهة يؤدي إلى الإساءة إلى حرمة مذهب أهل البيت(ع)، وعلى هذا المبدأ يحرم التطبير، وهذا ما أشار إليه السيد الخوئي(قدس) في بعض إجاباته، حيث يقول بحرمته مع الاساءة للمذهب([55]).

  1. التعبئة الجماهرية :

إن من الضروري أن تبقى القضية الحسينية متحركة في التعبئة الجماهيرية الواسعة بكل الوسائل التعبوية، لأنّ القضية الحسينية كالقضية الإسلامية لابدّ أن يتزاوج فيها العقل والعاطفة، ولابدّ أن يتزاوج فيها الإيمان والحس ..([56]).

  1. الابتعاد عن الاساطير والخرافات :

التركيز على حقيقة القضية وواقعها بعيداً عن الخرافات والأوهام التي تسيء إلى القضية بشكل وآخر .

إن الإمام الحسين(ع) كان يقول: (إنّما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)([57]).

والائمة (ع) يقولون: (احيوا أمرنا ، رحم الله من احيا امرنا)([58]).

قيل لهم : كيف هو أحياء أمركم ؟ قال : أن يعلم الناس علومنا ويحدثهم بمحاسن كلامنا، فإن الناس إذا عرفوا محاسن كلامنا، أحبونا واتبعونا، بينما نحن ما زلنا نفسر (احيوا امرنا) ، أي تطبروا ، واضربوا الزنجيل، أو امشوا على النار، أو ازحفوا على خدودكم ... مما يعني أننا حولنا قضية الإمام الحسين(ع) إلى تقاليد تدلّ على التخلف الذي نعيشه واعتبرنا ذلك مقدساً([59]).

  1. نبذ الخلافات والتأ كيد على مبدأ الاصلاح :

إن الحديث عن الإمام الحسين (ع) ينبغي أن يؤخذ من خلال المضمون الذي تحدث به الإمام (ع) (خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي)، فكلّ حالة من الحالات السلبية الموجودة في المجتمع الإسلامي، لابدّ لنا من معالجتها وفق المنهج الذي نهجه الإمام(ع)، وإن نسير بسيرته ونحمل شعاراته في مجتمعنا.

ولذلك على الخطباء والعلماء أن يعملوا على الإصلاح في أمة الإسلام بشكل عام، وعليهم أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر على مستوى الأسرة والمجتمع والأمة([60]).

 

 

النتائج :

بعد هذا العرض السريع في مسألة (دور المرجعية في إحياء الشعائر الإسلامية السيد فضل الله انموذجاً) ، يمكننا في نهاية الأمر أن نخرج بعدة من النتائج المهمة :

  1. إن الشعائر الحسينية هي شعائر دينية ومن شعائر الإسلام .
  2. إن للشعائر الإسلامية ومنها الحسينية خصوصاً تؤدي دوراً مهماً في المجتمع على المستويات المختلفة السياسية والاجتماعية.
  3. المعيار الحقيقي لتحديد الشعائر في نظر السيد فضل الله هو مادل علية الشرع من نصوص شرعية .
  4. نظرية السيد فضل الله في أحياء الشعائر أن الشعائر لابدّ ان تركز وتبحث في الأمور التالية: التأكيد على المبادئ الإسلامية، والثورية، وأن تكون أداة للوعي والثقافة، والتأكيد على مبدأ الاصلاح ونبذ الفرقة، وتوثيق السيرة الحسينية، وعدم الاساءة للإسلام، والابتعاد عن الأساطير والخرافات.
  5. نظرية السيد فضل الله تدعو المجتمع بأنْ يعيشوا عطاءات الثورة الحسينية بشكل عملي وواقعي ، أذ يدعو إلى أن يعيش المجتمع مبادئ  الثورة وروحها ، وأن لا نستسلم للظلم وان نرفض الذل ، ليس الغاية أن نبكي أو نلطم أو نجرح أنفسنا ، بل الغاية أن نعيش مبادئ الثورة سلوكاً وعقلاً وعاطفة .
  6. نظرية السيد فضل الله تدعوا المجتمع إلى أحياء قضية أهل البيت (ع) بالطريقة الحضارية الإسلامية ، التي من خلالها ندخل قضية الحسين (ع) للعصر كلّه بالصورة المشرقة الوضاءة التي لا تخلّف فيها ، وأنْ ندخل قضية الحسين إلى الإنسان والعالم كلّه ، وأنْ نطور أساليب التعبير عن الحزن والمأساة ، وكذا أساليب النثر والشعر التي تتحدث عن القضية الحسينية .
  7. لابدّ من توجيه الشعائر الحسينيّة:
  • التمسك بنصوص وروايات أهل البيت (ع) في إقامة مجالس العزاء الحسيني، والاعتماد على الروايات المعتبرة .
  • أن لا يكون في هذه الشعائر ما يسبب الوهن أو الضعف للإسلام والمذهب .
  • أن تعكس ظلامة أهل البيت (ع) والماسي التي مرت عليهم.
  • أن تعكس ثورة أهل البيت (ع) وحركتهم وخروجهم على الظالمين.
  • أن تحفظ للجمهور عاطفته وإنشداده لماساة أهل البيت والانشداد للمأساة.
  • أن تعكس رسالة أهل البيت ووعيهم للإسلام ويكون طريقاً لدعوة الناس للإسلام ولأهل البيت (ع)، ومجالاً خصباً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعوة الناس لإقامة الفرائض.

 

 

المصادر:

القرآن الكريم .

  1. الارشاد ، محمد بن محمد بن النعمان المفيد، تحقيق مؤسسة أهل البيت(ع)، دار المفيد، بيروت، ط2، 1993م.
  2. أعيان الشيعة ، محسن الامين ، دار التعارف ، بيروت .
  3. احيوا امرنا ، جعفر العاملي ، المركز الإسلامي للدراسات ، بيروت ، ط2 ، 2009م .
  4. الامالي ، محمد بن الحسن الطوسي ، تحقيق مؤسسة بعثة ، دار الثقافة ، قم ، ط1 ، 1414هـ .
  5. بحار الأنوار ، محمد تقي المجلسي ، مؤسسة الوفاء ، بيروت ، ط2 ، 1983م .
  6. تاريخ اليعقوبي ، احمد بن ابي يعقوب اليعقوبي ، دار صادر ، بيروت .
  7. التبيان في تفسير القرآن ، الطوسي ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ، ط 1.
  8. العروة الوثقى ، كاظم اليزدي ، جامعة مدرسين ، قم ، ط1 ، 1417 هـ .
  9. فقه الشعائر ، فاضل الصفار ، مكتبة ابن فهد الحلي ، كربلاء ، طبع لبنان ، 2013م .
  10. قراءة في رسالة التنزية ، محمد الحسون ، مؤسسة الرافد ، قم ، ط1 ، 2011م .
  11. الكاشف ، مغنية ، دار الكتاب الإسلامي ، قم ، ط1 ، 1424 هـ
  12. الكافي ، الكليني ، دار الكتب الإسلامية ، طهران ، ط3 ، 1388ش .
  13. الكشاف ، الزمخشري ، دار الكتاب العربي ، بيروت ، ط 3 ، 1407 هـ .
  14. اللهوف في قتلى الطفوف ، ابن طاووس ، قم .      
  15. مجمع البحرين ، فخر الدين الطريحي ، ناشر مرتضوي ، طهران ، 1362 ش .
  16. مجمع البيان ، الطبرسي ، ناصر خسرو ، طهران ، ط3 ، 1372 ش .
  17. مسند أحمد ، أحمد بن حنبل ، دار صادر بيروت .
  18. مصباح المتجهد ، الطوسي ، مؤسسة فقه الشيعة ، بيروت ، ط1 ، 1991 م .
  19. معالم المدرستين ، مرتضى العسكري ، مؤسسة النعمان ، بيروت ، ط2 .
  20. المعتبر ، المحقق الحلي ، مؤسسة سيد الشهداء ، قم.
  21. معجم الفاظ الفقه الجعفري ، أحمد فتح الله ، مطابع الدمام ، ط1 ، 1995 م .
  22. معجم مقاييس اللغة ، أحمد ابن فارس، مكتب الاعلام الإسلامي ، قم ، 1404 هـ .
  23. المعلى بن خنيس ، حسين الساعدي ، دار الحديث ، قم ، ط1 ، 1425 هـ .
  24. مفردات الفاظ القرآن الكريم ، الراغب الاصبهاني .دار القلم ، دمشق .
  25. مناقب الإمام امير المؤمنين (ع)، محمدبن سليمان الكوفي ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ، قم، ط1، 1412هـ.
  26. من هدى القرآن ، محمد تقي المدرسي ، دار محبي الحسين ، طهران ، ط1 ، 1419 هـ .
  27. الندوة ، محمد حسين فضل الله ، دار الملاك ، بيروت ، ط1 ، 2000م .
  28. هداية الأمة إلى أحكام الأئمة (ع) ، الحر العاملي، مجمع البحوث الإسلامية ، مشهد، ط 1، 1412هـ.

 

 

([1]) ولد محسن الأمين في قرية شقرة من جبل عامل سنة1283هـ ونشأ فيها وأكمل مقدّماته العلميّة بها، ثمّ هاجر إلى العراق، حتى بلغ رتبة الاجتهاد ، وغادر النجف وأقام في دمشق والشام ، وجعلها وطنه الدائمي. وهناك ظهرت علومه الجمّة ، وطار صيته في الآفاق الإسلاميّة عامّة والأقطار العربيّة خاصّة.

 

من مؤلّفاته: أعيان الشيعة في تراجم طبقات أعلام الشيعة ، معادن الجواهر ، المجالس السنيّة ، الدرّ المنتقاة، الدرّ الثمين ، لواعج الأشجان ، كشف الارتياب في أتباع محمّد بن عبد الوهّاب ، مفتاح الجنّات ، الرحيق المختوم ، الدروس الدينيّة ، الدرّ النضيد في رثاء الشهيد، حاشية على كتاب القوانين . توفّي في 4من شهر رجب سنة1371هـ، الموافق 30- اذار سنة 1952م. انظر قراءة في رسالة التنزية ، محمد الحسون : ج ص1 .

 

 

([2]) موقع السيد فضل الله (ره) . الذكرى الأولى لرحيل المرجع السيد محمد حسين فضل الله (ره) .

 

 

 

([3]) معجم الفاظ الفقه الجعفري ، أحمد فتح الله : ص 245 .

 

 

 

([4]) معجم مقاييس اللغة ، أحمد ابن فارس: ج 3 ، ص 194 .

 

 

 

([5]) مجمع البحرين ، فخر الدين الطريحي : ج 3 ، ص 346 .

 

 

 

([6]) مفردات الفاظ القرآن الكريم ، الراغب الاصفهاني: ص 456 .

 

 

 

([7]) انظر مجمع البحرين ، فخر الدين الطريحي : ج 3 ، ص 349 . ومعجم الفاظ الفقه الجعفري ، أحمد فتح الله : ص 245 .

 

 

 

([8]) سورة البقرة الآية 158 .

 

 

 

([9]) سورة المائدة الآية 2 .

 

 

 

([10]) سورة الحج الآية 32 .

 

 

 

([11]) سورة الحج الآية 36 .

 

 

 

([12]) انظر: تفاسير الكشاف ، الزمخشري : ج 1، ص 208 . ومجمع البيان ، الطبرسي : ج 1، ص439 . والكاشف ، مغنية : ج1 ، ص 244 . ومن هدى القرآن، المدرسي : ج 1 ، ص 296 .

 

 

 

([13]) التبيان في تفسير القرآن ، الطوسي : ج2 ، ص 42 .

 

 

 

([14]) سورة الحج الآية 32 .

 

 

 

([15]) سورة البقرة الآية 217 .

 

 

 

([16]) تفسير الكاشف ، مغنية : ج1 ، ص 324 .

 

 

 

([17]) سورة التوبة الآية 36 .

 

 

 

([18]) مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : ج 5 ، ص 42 .

 

 

 

([19]) سورة البقرة الآية 185 .

 

 

 

([20]) المعتبر ، المحقق الحلي : ج2 ، ص 725 . ومسند أحمد ، أحمد بن حنبل: ج6 ، ص 168 .

 

 

 

([21]) سورة الفجر الآية 2.

 

 

 

([22]) مجمع البيان في تفسير القرآن ، الطبرسي : ج1 ، ص 736 .

 

 

 

([23]) سورة المائدة الآية 97.

 

 

 

([24]) سورة البقرة الآية 158 .

 

 

 

([25]) سورة النور الآية 36 .

 

 

 

([26]) سورة البقرة الآية 191 .

 

 

 

([27]) بحار الأنوار ، المجلسي: ج 37 ، ص 52 .

 

 

 

([28]) بحار الأنوار ، المجلسي: ج10 ، ص 380 .

 

 

 

([29]) الكافي ، الكليني: ج 3 ، ص 370 . وتهذيب الأحكام ، الطوسي : ج3 ، ص 358 .

 

 

 

([30]) العروة الوثقى : اليزدي ، ج2 ، ص 402 .

 

 

 

([31]) انظر فقه الشعائر ، فاضل الصفار: ج1 ، ص 128.

 

 

 

([32]) انظر تاريخ اليعقوبي ، اليعقوبي : ج2 ، ص 243.

 

 

 

([33]) مصباح المتجهد ، الطوسي: ص 787 .

 

 

 

([34]) المصدر نفسه: ص 788 .

 

 

 

([35]) الامالي ، الطوسي : ص 135 . وأحيوا أمرنا ، جعفر العاملي : ص43.

 

 

 

([36]) مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) ، محمدبن سليمان الكوفي : ج2 ، ص 155 .

 

 

 

([37]) سورة الشورى الآية 23 .

 

 

 

([38]) اللهوف في قتلى الطفوف ، ابن طاووس : ص 17 .

 

 

 

([39]) معالم المدرستين ، مرتضى العسكري : ج3 ، ص 200 . والمعلى بن خنيس ، حسين الساعدي : ص 23 .

 

 

 

([40]) اللهوف في قتلى الطفوف ، ابن طاووس : ص 17 .      

 

 

 

([41]) سورة الحج الآية 27 .

 

 

 

([42]) معالم المدرستين ، مرتضى العسكري : ج 3 ، ص303 . وأعيان الشيعة ، محسن الامين : ج 1 ، ص 58 .

 

 

 

([43]) مسند أحمد ، أحمد بن حنبل : ج 4 ، ص 172 .

 

 

 

([44]) بحار الأنوار ، المجلسي : ج 44 ، ص 329 .

 

 

 

([45]) انظر الندوة ، محمد حسين فضل الله : ج7 ، ص 517 .

 

 

 

([46]) سورة البقرة الآية 158 .

 

 

 

([47]) سورة الحج الآية 32 .

 

 

 

([48]) الكافي ، الكليني: ج2 ، ص 74 .

 

 

 

([49]) الندوة ، محمد حسين فضل الله ، ج10 ، ص 591 .

 

 

 

([50]) سورة يوسف الآية 111 .

 

 

 

([51]) الندوة ، محمد حسين فضل الله: ج10 ، ص 591.

 

 

 

([52]) الارشاد ، المفيد:، ج 2 ، ص 119 .

 

 

 

([53]) الندوة ، محمد حسين فضل الله : ج10 ، ص 593 .

 

 

 

([54]) المصدر نفسه : ج19 ، ص 633 .

 

 

 

([55])المصدر نفسه .

 

 

 

([56])المصدر نفسه : ج1 ، ص 456 .

 

 

 

([57]) معالم المدرستين ، مرتضى العسكري : ج 3 ، ص 302 .

 

 

 

([58]) هداية الأمة إلى أحكام الأئمة (ع) ، الحر العاملي : ج5 ، ص 137 .

 

 

 

([59]) الندوة ، محمد حسين فضل الله: ج 14 ، ص 495 .

 

 

 

([60]) المصدر نفسه : ج20 ، ص 413 .