العــــــلامــــــة النــقــــــــدي

فـــي ظــــــلال المرجـــعيــة فــي ميــــسان

الباحث : السيد ستار البخاتى الموسوي

دور المرجعية في بناء الدولة العراقية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام  على محمد والة الطيبين الطاهرين ،

أما بعد ...

يأتي التعريف بميسان ، ليكون كاشفا عن عمقها الشيعي عبر التاريخ ، وصلتها بأجيالها حاضرا ومستقبلاً ، وعلى رغم من ان التعريف بتشيعها العلوي ، قد جاء على لسان اشهر المؤرخين والبلدانيين ، وهم من غير الشيعة ، ومن بين تلك الإشارات الواضحة والصريحة التي حملتها لنا مصنفات البلدانيين، اشارة  الحموي صاحب ( معجم البلدان) عندما زارها في القرن السابع ، إذ وصف أهلها بقوله :( أهلها شيعة طغام أشبه بالأنعام ) والنص يحمل من القسوة والفجاجة مالا يحتمل ، لكنها معلومة تاريخية مهمة تؤكد ان أهل ميسان كلهم شيعة  منذ القرن الثالث والرابع ، لذا نجد العديد من اهل العلم  ورواة الحديث من شيعه ميسان .

لم تتوقف هذه الحملة تجاه الميسانيين الشيعة ، فقد سار على نفس المنهج بعض المؤرخين المحدثين ، فأشاروا الى التشكيك في عروبة عشائرها ، وترفضها ، ولوا تمعنا عند تلك المفردات ، نجدها مفردات تحمل خلف سطورها المساس بعروبتها وتدينها ، وكل هذا آتٍ كونها تزخر بالعمق العربي والجذر الإسلامي والتشيع العلوي الذي اجتمع في أهلها ، عمدوا الى نعتهم بالترفض ، وكإن الترفض مثلبة تحسب على سكانها ، ولكنها أحدى الحسنيين .

هذه المعلومات تعطينا أحد أهم المصاديق  التي واجهها اتباع مدرسة أهل البيت (ع) في ان تلصق بحقهم التهم المغرضة ، وتظلل الحقائق ، ببرقع مسيس ، ونظرة ضيقة ، ونفسٌ عنصري ، تمسكوا بالقشور تاركين اللب ، ولم يعلموا ، ان ركاب ال محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) هو الثقل الذي أوصى به الحبيب المصطفى محمد ( صلى الله عليه واله وسلم) والعروة الوثقى التي لا انفصام لها .

ان أهل ميسان ، في الماضي والحاضر ، لهم  مالهم ، من العلم والمعرفة والشجاعة والذود عن حمى الدين ، واتباع نهج المرجعية الدينية الرشيدة .

 ربطا للتسلل التاريخي ، فقد حاولنا ، استعراض ما يمكن استعراضه من معلومات ، في امتدادها العلوي الشيعي ، في القرون المتأخرة ، والذي يطالع ما كتب في التاريخ ، والجغرافيا ، وادب الرحلات ، سوف يعرف الحجم الكبير الذي تعرضت له بلاد ما بين النهرين ، من حروب ، وخراب ، ودمار ، وامراض ، وفيضانات ، قضت على مظاهر الحياة لفترات طويلة ، فأحوال العراق شهدت ما شهدته من أحداث طويلة وكثيرة ، فكانت ميسان قبل القرن العاشر على الأرجح خالية من الوجود السكاني أو التجمعات البشرية ، على حد تعبير علماء جغرافيا البشرية ، ان تلك البقاع ، او البطائح ، او السهل الرسوبي ، الذي تشغل منه ميسان نسبة كبيرة ، كانت تلك المساحات الشاسعة قد غمرتها المياه لفترات طويلة ، وبعد ان عاد دجلة الى مجراه القديم في القرن العاشر ، لوحظ اسم شط العمارة ونهر العمارة واشارات سكانية وبلدانيه ، جاءت بها كتب رحلات في تلك الفترة ، وتوالت الاخبار عن تلك المنطقة ، كهجرة القبائل العربية ونشوء الامارات القبلية ، على مسرح الحياة ، ان تلك التجمعات سواء على اليابسة والماء ، بني اسد ، وربيعه ، وهما من القبائل الشيعية ، او من وفد اليها من عشائر هي الأخرى ما لبثت طويلا حتى أصبحت شيعه المذهب والعقيدة ،  اما بخصوص ما يمكن ان يعد ربطا للتسلسل التاريخي المتفاوت ، فكاني أرى امتداد أمير البطائح ، عمران بن شاهين ، وقيام العشائر الشيعية وتحالفها في مساندة السيد محمد بن فلاح المشعشع في بناء دولة المشعشعين، وغيرها على تلك الرقعة الجغرافية التي هي اليوم ميسان بكامل امتدادها في الماضي والحاضر .

العلامة النقدي في ظلال المرجعية في ميسان ، العنوان بحد ذاته ، يترك للقارئ التساؤل ، عبر مقدمة للتعريف بهذا الامتداد الطبيعي لشيعة ميسان عبر تاريخ ، في ظلال المرجعية الرشيدة ، بل ثم أسئلة سوف نترك لها مجالاً مرناً في ثنايا البحث ، عبر تغريده متواصلة ستظل في اذهان القراء والباحثين ، ان العلامة النقدي شاء له الله (جل جلاله) أـن يكون حينذاك في ظلال بلدته الشيعية ، ومرجعية الابوية ، قائدا ومربيا واديبا وفقيها وقاضيا ومصلحا ، في ساعات وايام وشهور وسنين هي الأكثر، تعقيدا في تاريخ العراق ، الحرب العالمية الأولى ، والانتقال من العهد العثماني الذي جثم على الصدر العراق تاركاً وراءه ، تركة كبيرة من التخلف والجهل والامراض ، الى عهد جديد ونوع جديد من الاحتلالات الاستعمارية التي تشهدها البلاد والعباد بين الفينة والأخرى ، العمارة الذات التنوع الأيكولوجي ، والديموغرافي ، والقبلي ، ذلك التنوع والظروف الحرجة التي تمر بها البلاد ، هي التي جعلت المرجعية وعليه القوم من تمسك بالشيخ النقدي لمسك زمام الأمور ، لأنه كان قادراً على معرفة القواسم المشتركة بين سكانها ، عارفا لعاداتهم واخلاقهم وتطلعاتهم ، فكان كيسا فطنا ، راجحا بعقله وفعله وعمله وعلمه ، مما مكنة من امتلاك مقدرة على التأثير في نفوس الناس.

العلامة النقدي في ظلال المرجعية في ميسان ، وكيلا لكبار اساطين الحوزة العلمية وزعيما لشيعه ميسان من قبل  العالم الإسلامي ، الامام اليزدي ( اعلى الله مقامة)، ثم قاضيا شرعيا في محاكم الدولة ، هذا الارتباط من الجهتين جعل للعلامة النقدي الكف الراجحة واليد الطولى ، في تطبيق الشريعة الإسلامية ، والقانون بين الناس على مدى العقد من الزمن .

وهنا نستطيع القول لقد كان للعلامة النقدي دوراً كبيراً في ربط اتباع أهل البيت في ميسان بالمرجعية الرشيدة ، كما ان عمله في احدى اهم مؤسسات الدولة السلطة القضائية ، يعد اسهاما كبيرا من اسهامات المرجعية في بناء الدولة العراقية.

لقد اختمرت عندي فكرة البحث عن العلامة النقدي ، منذ عشر سنوات ، وخلال المطالعة والبحث المستمر تعرضت الى كل ما كُتب عن الشيخ النقدي من كتابات وابحاث وتراجم ، ووقفت على مقالاته ، وأبحاثه ، التي نشرها في المجلات العراقية والعربية ، فضلا عن مطالعة كتبه المطبوعة ، وخلال تلك الرحلة ، وجدت للشيخ النقدي ، الذكر الطيب ، ولكنه لم يشبع من البحث والدراسة ، خصوصا ما يتعلق في سنوات تواجده في العمارة ، كما سيأتينا خلال البحث إن شاء الله ، وعندما أعلنت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية في ميسان ، عن عزمها في أقامة مؤتمرها الأول عن دور المرجعية الدينية في بناء الدولة العراقية ، فرأيت لزاما علي ان أخوض غمار البحث فوجدت خير المصاديق دلالة  (  العلامة النقدي في ظلال المرجعية في ميسان ) ، وأني اسدي أيات الشكر والعرفان الى أخي الفاضل الأستاذ  الباحث حسين الساعدي ، رئيس مؤسسة الهدى ،  الذي اخذ يبث في كل لقاءات الثقافية والعلمية ، جهودي إزاء العلامة النقدي ، ومتابعة اثاره وحياته ، فتكلل عن ذلك ، نشر احدى مقالاتي في صحيفة المرحلة عن العلامة النقدي ، الى غير ذلك من اسهامات معرفية وتاريخية ، فكان الساعدي يشاطرني ويساندني بهذا الشعور والاحساس والاتجاه ، وتمثلاً عن ذلك فقد قامت مؤسسة الهدى للدراسات ، من إقامة ندوة فكرية في قراءة كتاب زينب الكبرى ، للعلامة النقدي ، وبحضور احفاد النقدي في العمارة ، وتمنى الساعدي بعد ان شكر حضورهم الندوة ، ان يقام مؤتمر خاص عن الشيخ النقدي لبيان نتاجه العلمي والادبي ومحطات حياته .  

وقد أنتظم البحث في فصلين أساسيين ، لدراسة البيئة التي عمل في أرجائها الشيخ النقدي ، وجهوده وآثاره التي بذلها وإنتاجها في ظلال المرجعية .

الفصل الأول:- يتناول التعريف بميسان وما اشتملت عليه من تاريخها القديم والحديث، ضم الفصل الأول عدة نقاط ركز عليها الباحث ، كونها إحدى البراهين التي تعطي التصور الواضح على صلة أبناء ميسان بالتشيع العلوي ، عبر تاريخها القديم والحديث وصلتها بالمرجعية الدينية في كل أدوارها التاريخية .

الفصل الثاني :-  فقد تناول سيرة العلامة النقَّديْ(رحمه الله) وأهم أدواره ومشاريعه وتوثيق صلة أبناء العمارة بالمرجعية الدينية، فقد كانت المرجعية الدينية وكذلك الدولة العراقية على علم ومعرفه بقابلية النقدي  للتأثير في أوساط العمارة ومجتمعها القبلي حيث لعب العلامة النقدي دورا هاما وتاريخيا سُجل له بأحرف من نور وهو يجسد صور الإسلام خير تجسيد  فلقد أسهمت إنجازاته واعماله ومواقفة ببناء الدولة العراقية ، عبر الرافد الكبير الذي يحقق عزة المسلمين ووحدتهم وبناء دولتهم.

إني إذ أقدم بحثي هذا ،  امام تلك الشخصية العلمية الفذة ، التي كانت ذائبة في رحاب وحب الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) وخلال الأيام المباركة من ميلاد الامام علي (ع ) وانا منشغلٌ في كتابة مقدمة البحث ، أسال الله العلي القدير بشأن مولانا وسيدنا اسد الله الغالب ابي الحسن علي بن ابي طالب ، ان يتغمد الشيخ النقدي ، بفيض رحمته الواسعة ، وان يسكنه فسيح جناته ، وان يشملني بعطفه ورعايته ، في التسديد بالقول والعمل. وان يسدد خطى مراجعنا العظام ، في نشر فكر أهل بيت النبي (صلى الله عليه واله وسلم) .

ومن الله العون والتوفيق والسداد ....

                                                  

                            الـــبــــــاحـــــــــــث

                                ســـــــــتــــار البـــخــاتي المــــوسوي

                                                         15  رجب 1438 ه              

                                                         12 نيسان 2017م   

                                         

                                         

الفصل الأول

﴿ التشيع في ميسان عبر التاريخ ﴾

  • تعريف بميسان
  • التشيع في ميسان
  • ارتباط أهالي ميسان بالمرجعية الدينية
  • العوائل العلمية في ميسان
  • وكلاء المرجعية والمبلغين في ميسان

 

 بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الأول

﴿ التشيع في ميسان عبر التاريخ ﴾

  1- تعريف في ميسان

تشير أغلب المصادر الى أن ميسان هي المدينة التي بناها الإسكندر الكبير سنة 324ق م عند ملتقى نهر كارون بنهر دجلة العوراء واسماها الإسكندرية ([1]) وكان الهدف من بنائها عند الاسكندر ان تكون الميناء التجاري الرئيسي والمخزن المهم لتجارة الشرق([2])

وأشارت الدراسات التاريخية الى ان ميسان دولة نشأت في جنوبي ارض بابل تحت حماية السلوقيين ([3]) وقد لعبت مملكة ميسان دورا بارزا في الاحداث السياسية والاقتصادية في العراق ([4])وقد تعاقب على مملكة ميسان ثلاثة وعشرون ملكا.([5])

 اما سكانها فقد كانوا من الاراميين وفي الدراسات الحديثة ان الاراميين هم عرب الجزيرة العربية([6]) اما ميسان في زمن الفتح الإسلامي فكان يضرب المثل في خصوبتها وتجارتها ([7])وعاصمتها المذار ([8])وقد فُتحت في عهدِ عُمَر بن الخطاب بقيادة عتبة بن غزوان وان الذي غزا ميسان وفتحها هو المغيرة بن شعبة ([9]) ، والمذار من اهم معالم ميسان التي ترتبط بمملكة ميسان القديمة وفي الوقت الحاضر تقع الى الجنوب الشرقي من قضاء قلعه صالح وُيرى موضِعُها في الخريطة التي الحقها لسترنج في كتاب ابن سرابيون.([10])

وقد سميت المحافظة باسم (ميسان ) تيمنا باسم دولة ميسان وكانت تُعرف منذُ الحكم العثماني باسم لواء العمارة ([11]) انشأ ولاة بغداد سنة 1858 معسكرا عرف بـــ (الأوردي ) والعمارة هي من اعمال الوالي العثماني محمد نامق باشا الدياربكرلي وبعد ان توسعت أُصدرت أوامر من الدولة العثمانية بجعلها مركز قضاء تابع الى ولاية البصرة وكان أوَّلُ قائمقامٍ لها عبد القادر الكولمندي وأنشأ فيها مسجدا كبيرا ومحلة عرفت باسمه .([12])

والعمارة اليوم بلدة جميلة ، حسنة الموقع ، وهي بلدة الخصوبة والرخاء, تقع في الجزء الجنوبي من العراق , تحدها من الشمال واسط ، ومن الجنوب البصرة، ومن الشرق إيران ومن الغرب محافظة ذي قار ([13]).

2- التشيع في ميسان :-

أ- الشيعة في ميسان من خلال اخبار البلدانيين :

الوجود الشيعي في ميسان موغل بالقدم من خلال هذه الطائفة من الاخبار ، قال الحموي :المذار في ميسان بين واسط والبصرة ، وبها مشهد عامر كبير جليل عظيم ، قد أنفق على عمارته الأموال الجليلة وعليه الوقوف وتساق اليه النذور ، وهو قبر عبيد الله بن علي بن ابي طالب ، وأهلها كلهم شيعة غلاة طغام ([14])وذكر القزويني ان ميسان كورة كثيرة القرى والنخيل ، أهلها شيعة طغاة ، بها مشهد عزير النبي ([15]) كما وصف الحموي أهلهَا في غير مورد بتشيعها فقال الفاروث قرية كبيرة ذات سوق على شاطئ دجلة بين واسط والمذار أهلها كلهم روافض وربما نسبوا الى الغلو([16]).

ب- التشيع من خلال رواة الحديث الشيعة الذين نسبوا الى المذار :-

 ومن خلال استعراض سريع احصينا طائفةً من رجالِ الحديث العلماء وهم من الثقات الاجلاء الذين صرحت بهم كُتُبُ الرجالِ والحديثِ وجميعهمُ نُسبوا الى المذار .

1- إبراهيم بن محمد بن معروف أبو أسحاق المذاري : وكان من الثقات ومن وجوه الشيعة ([17])

2- جعفر بن عبد الله رأس المذاري العلوي: ثقة جليل وفقيه وأوثق الناس في حديثه . ([18])

3- عبد الله بن العلاء أبو محمد المذاري : وهو من الثقات ووجوه الشيعة واجمَعَ أصحابُ الرجال على ثقته([19]).

ج- وجود الامارة المزيدية في ميسان وعشائر أخرى :- وهي من الامارات الشيعية التي أسست في جنوب العراق في ميسان 398ه ثم انتقلت الى الحلة والنيل بعد صراعات ومعارك بين طَراّد بن دَبيِس وعلي بن مزيد بعد ان تقلد الجزيرة الدبيسية ، والمزيد يون بطن من بطون بني اسد

وعندما علا شأنهم واتسع نفوذهم ، اعترف بهم البويهيون ، وجاء في مراصد الاطلاع والحلة : حلة بني دبيس بن عفيف الاسدي قرب الحويزة من ميسان بين واسط والبصرة ([20]) كما ان الامارة الدبيسية التي أسسها دبيس بنُ صدقة في القرن الرابع في بطائح العراق قد لعبت دورا مهما وبقيت لفترات طويلة في ميسان ([21]) اما امارة ربيعة لمياح وصباح فقد كانت في الجزيرة الدبيسية تأسست بحدود 935ه وإزاحتهم بني لام بعد مجيئها الى العمارة فوق من الشيخ سعد ([22])

د- تشيع القبائل العربية في ميسان :-

من أبرز القبائل العربية في ميسان وأكثرها عددا وتوسعا هي بني لام والبو محمد وكان مجيء تلك القبيلتين الى العمارة حينذاك سنتين وقد تشيعتا، بفضل سكانها والمؤثرات التي فيها ، ففي العام 1575م سكن بني لام تلك المنطقة الممتدة على جانب دجلة ([23])جاء في دليل الخليج (بنو لام باستثناء القليل منهم شيعه ([24])، بينما أشار اوبنهايم ان بني لام تعتنق المذهب الشيعي الذي يعتنقه جميع من حولهم ([25])، وأشار ابن محبوبة الى تشيع بني لام ويعود ذلك الى ال زاير دهام التي كانت لها اليد الطولى في الارشاد والهداية في انحاء العمارة وبإرشادهم تمسكت بني لام بالحق وانابت الية وكانت قبلا مالكية المذهب([26])، واما عشائر البو محمد فكان اول من هاجر منها محمد بن سعد بن مروح العزاوي الزبيدي الى العمارة الذي عاش في القرن 16م جاء في دليل الخليج والبو محمد، شيعة مسلمون ما عدا القليل منهم من السنة ([27]) ، وفي عنوان المجد ان البو محمد من عشائر العمارة وترفضوا عن قريب وتمعدنوا ([28]) .

3- ارتباط أهالي ميسان بالمرجعية الدينية :-

أ- الاستجابة لفتاوي المرجعية وتلبية دعوى الجهاد

كان لأهل العمارة دور بارز في حركة الجهاد خلال الحرب البريطانية 1914، اذ تميزت بكونها قاعدة انطلاق المجاهدين ، وكانت العمارة مقرا للسيد محمد نجل الامام اليزدي (قد) بقصد توحيد العشائر والتهيؤ للجهاد([29]) ، كما ارسل السيد اليزدي رسائل الى الشيخين محمد وعلي نجلي العلامة الشيخ احمد الانصاري كما ضمن الرسالة دعوة الى أهالي العمارة من وجهاء وتجارة لأجل تلبية دعوة الجهاد ([30]) وبعد أيام قليلة وصلت الى العمارة مجموعة كبيرة من الكاظمية يتزعمهم السيد مهدي الحيدري وعند وصوله عقد اجتماعاً في مسجدها الكبير والقى خطبته وامرهم بالجهاد([31]).

وعند وصول بطل الإسلام الشهيد الامام الخالصي وحث أبناء العمارة على ضرورة تلبية الجهاد فقد تحركت باخرته متوجهة الى العمارة مارة بسوق جنديل ثم الى علي الغربي وكان في استقباله مشايخ بني لام (ال عبد العالي) وال مزبان ويقول فأجابوا ما دعوناهم ، ثم تحرك نحو الكميت وصولاً الى العمارة ويصفها نجله وقد غصت بالناس من أهلها والقبائل المحيطة تلبية لدعوتة الجهادية ([32]) اذا لم تقف عشائر العمارة موقف المتفرج بل حشدت جميع استعداداتها لمواجهة القوات البريطانية ([33])كما نقل الشيخ صلال الموح لقاءة الذي جمعهُ بمجلس الشيخ غضبان البنية وذكر عدد المجاهدين حول الشيخ غضبان وقال يقدر اعدادهم بالآلاف كما اثنى على رحابة الشيخ وحسن استقباله ([34])، ونقل الشيخ كشكول النجفي كذلك مواقف الشيخ غضبان في حركة الجهاد ويعد الشيخ غضبان اول من التزم بفتوى المرجعية([35]). ونقل الشيخ الشبيبي في مذكراته العديد من المعارك والاحداث التي قام بها المجاهدون في شمال العمارة ضد القوات البريطانية([36]).

وقد مثلت هذه المشاركة الجهادية الثورة الحقيقية  لموقف أفراد عشائر العمارة المعادي لقوات الاحتلال البريطاني([37]).

9- ب ـــ التقليد والحقوق الشرعية :-

كان أبناء العمارة يلتزمون بفتاوي المراجع في النجف الاشرف , وقد اخذت المرجعية على عاتقها ارسال العلماء والخطباء للتبليغ استجابة لما يرد اليهم من وفود عمارية طالبة وفادة رجال الدين بينهم ، وقد وفرت عشائر العمارة كل وسائل الرعاية والاهتمام، فوفرت للمبلغين وسائل الراحة والسكن ليسهل للناس الاتصال بهم والتزود من معارف الدين الإسلامي الحنيف، وكانت هنالك وقفيات من الأراضي والعطايا التي كانت موقوفة لعلماء الدين في النجف ، وكان لأسرة ال زاير دهام وبعض وكلاء الشيخ محمد طه نجف , ومن الفقهاء الأصوليين الذين قلدهم أبناء العمارة الشيخ محمد جواد الحولاوي النجفي (قد) وهو احد فقهاء النجف وعلمائها وقد رجعت الية عشائر العمارة في التقليد([38]).

4ـــ العوائل العلمية في ميسان :-

نبغت العديد من الاسر التي هاجرت من العمارة لتحط رحالها في رحاب وجوار امير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (علية السلام) طالبة الحصولّ على المعارف الإسلامية من العلوم العقلية والنقلية ، ومن بين تلك الاسر التي نالت حظوتها من العلم والشهرة والكمال .

من عشيرة السودان نبغت بعض الاسر، وأول من هاجر منهم الى النجف الشيخ محمد علي الشهير بهلال السوداني وكان عالما فاضلا، ومن تلك العشيرة أيضا  نبغ الشيخ طاهر بن الشيخ حسن السوداني ووالده اول من هاجر الى النجف ونجل الشيخ طاهر الشيخ كاظم وهو من العلماء الشعراء ونجلة الشيخ محمد جواد السوداني المولود في العمارة 1327ه من مشاهير الشعراء ونبغ كذلك الشيخ باقر السوداني وكذلك نبغ الشيخ عبد الرحيم السوداني ولد في ضواحي العمارة وله اثار قيمة واشعار كثيرة ([39])،ومن عشيرة السواعد نبغ فيها بعض العلماء منهم العلامة الشيخ مهدي الشهير بصحين كان من العلماء الادباء، وكذلك نبغ نجله الشيخ محمد صالح وكان عالم اديب فاضل وكذلك الشيخ كاظم الشيخ عودة الساعدي فكان عالما واستاذا([40]).     

ومن ال الغراوي نبغ الكثير من العلماء والادباء الذين هاجروا من العمارة الى النجف ومنهم الشيخ ناصر بن جاسم المعروف بالمحزم ، والشيخ إبراهيم الغراوي والاديب الشيخ محمد رضا الغراوي والشيخ محمد صالح الغراوي ([41]) ونبغ من عشيرة الفرطوس علماء اعلام وأول من هاجر منهم من العمارة جدهم الأعلى الشيخ حسن الفرطوسي أواخر القرن الثاني عشر، واخيرً نبغ منهم العلامة شاعر العراق  المشهور الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ([42]) ونبغ من عشيرة البهادل الشيخ احمد بن الشيخ كاظم السدخان وهو من العلماء الاعلام([43]).

5- وكلاء المرجعية والمبلغين في ميسان :-

تقلد العديد من الشخصيات العلمائية القيام بواجبهم الشرعي لهداية الناس وارشادهم في عموم بلدة العمارة، فكان لآل زاير دهام الدور البارز في عموم المحافظة وفي كافة انحاء العمارة كالشيخ حسن ال زاير دهام والشيخ عبد الهادي ال زاير دهام والشيخ العلامة محمد باقر ال زاير دهام الذي انشأ المدرسة الباقرية في العمارة ومن وكلاء المرجعية ال الانصاري واولهم جدهم العلامة الشيخ احمد الانصاري، فكان وكيلا لابن عمه العلامة الكبير الشيخ مرتضى الانصاري (قد) ومن الوكلاء كذلك الشيخ العلامة الشيخ حبيب إبراهيم العاملي، فكان وكيلا للسيد أبو الحسن الاصفهاني وقد تصدى لحملة التبشير التي تهدف لنشر المذهب البروتستانتي بين المسلمين، وكذلك حل في علي الغربي العلامة السيد محمد علي العلاق وكيلا للسيد أبي الحسن الاصفهاني واما في قلعة صالح فكان اول وكيل فيها هو السيد ياسر الياسري وحصل على إجازة من الشيخ محمد طه نجف ثم اعقبه العلامة الكبير محمد حسين العاملي والشيخ راضي ال مشكور الحولاوي، وعن المبلغين فمن بين الذين عرفتهم العمارة مبلغون ومرشدون وخطباء الشيخ العلامة الخطيب الشاعر محمد علي اليعقوبي والشيخ محمد مهدي الآصفي والسيد حسن الكشميري والشيخ احمد الوائلي والسيد محمد امين الصافي النجفي والسيد جواد شبر وغيرهم الكثير([44]).

الفصل الثاني

﴿ العلامة النقدي في ظلال المرجعية﴾

  • سيرته العطرة
  • أدواره ومشاريعه

                                                  الفصل الثاني

﴿ العلامة النقدي في ظلال المرجعية ﴾

 1 سيرته العطرة :-

لازالت أنفاسه العطرة تملئ أرجاء العمارة ، فكرا وعلما وموعظة وادبا ، ولازالت أعماله وإنجازاته تشكر وتذكر ، هو الذي بين اهل العلم والفضيلة مدار الرحى ، ولعشاق العلم فاعظم شغفا به وعشقا ، هو احد اعلام عصرة ومشاهير زمانه ، هو المتحلي بمكارم الاخلاق , والمرتدي رداء الادب ، الذي تجده في الفقه فقيها متبحراً ، وفي سعة الاطلاع متنوراً ، وفي الادب اديبا بارعا يحسن المنثور ، وفي الكتابة باحثا مجيدا متتبعا ، وفي الشعر شاعرا ماهرا ، وفي الصحافة صحفيا مقتدرا ، وفي الإفتاء والقضاء خبيرا وحازما ، وللمظلوم عونا ومنصفا ، وفي المجالس متحدثا مفوها ، وبين الناس واعظا ومرشدا مصلحا ، تألق في سماء العلم والمعرفة ، انه العلامة الفاضل الشيخ جعفر النقدي (رضوان الله علية )

أ ــ اسمة ونسبه :- هو الشيخ جعفر بن الحاج محمد بن عبد الله بن محمد تقي بن الحسن بن الحسين بن علي النقي الربعي النزاري النقدي ( طيب الله ثراه ) ([45])ينحدر من أصول عربية فيعود نسب أسرته الى عشيرة ربيعة المعروفة([46]).

ب ــ ولادته :- في ليلة الرابع عشر من شهر رجب 1303ه 18 نيسان 1886م أذنت الحياة بوليد العمارة ، فتهلل وجه ابوية فاحتفي به بين قومة بيمن وسرور ، عسى الله ان ينفع به أمته ، فكان لها ما كان ، وقد ارخ ولادته أحد الادباء فقال :

               بشرى بني النقدي أرباب العلى

                              في مولد أضحى به بشر البشر

                خذ واحد العصر وقل في جعفر

                              حقق بقد وأرخ ( الدين ظهر )([47])

ج ــ نشأته :- نشأ على ابيه الذي كان من ذوي اليسار فعني بتربيته، واحس منه رغبة نحو العلم والادب ، فأرسله الى مدينة النجف الاشرف فحل بها معززا مكرما([48]).

د ــ أساتذته :- تتلمذ العلامة النقدي على كوكبة من مشاهير علماء النجف الاشرف ووصل الى مراحل عالية في دروسه  ،  فدرس النقدي في مدارسها العلوم العربية والدينية ، واتسمت دراسته بالجد والمثابرة في مختلف أبواب المعرفة ، حتى حضر أبحاث كبار الفقهاء، فقد درس الفقه على يد المجتهد الكبير السيد محمد كاظم اليزدي (ت 1337) والأصول على يد الشيخ محمد كاظم الخراساني (ت 1329) وقد حاز على مراتب عالية ، حتى اصبح من العلماء البارزين .

وفي سيرته الدراسية العديد من المحطات ، فقد اخذ النقدي علوم الحساب والهندسة والفلسفة فدرس تلك المعارف على السيد هبة الدين الشهرستاني ( ت 1967) . ([49])

ح ــ مؤلفاته :- فقد قدم الى المكتبة العربية والإسلامية كتبا رصينة ومفيدة ، فان السمة التي غلبت على مؤلفات النقدي هي قدرته على معالجة القضايا التاريخية والاجتماعية معالجة دقيقة متفحصة ، فقد قدم أطروحاته ونظرياته بشكل عصري سلس داعما أفكاره وإراءه وأطروحاته بالدليل والبرهان القاطع ، وله من المطبوع ثلاثون كتابا منها أباة الضيم في الإسلام – الإسلام والمرأة – الحجاب والسفور – تاريخ الكاظمين – الانوار العلوية والاسرار المرتضوية ، وله مخطوطات كثيرة اشهرها كتابه الروض النضير في شعراء وعلماء القرن المتأخر والأخير وهذا الكتاب مفقود ، وخزائن الدرر في ثلاثة مجلدات . ([50])

ط ــ صفاته وأخلاقه وما قيل في الشيخ النقدي :- وعن نهجه وصفاته وموقفه اتجاه المظلوم يحدثنا الأستاذ عبد الحميد الكنين في مقاله المنشور في مجلة البلاغ بعددها الأول من سنتها الرابعة 1972 ص 20 ( والله يشهد أنَّ الشيخ جعفر كان معوانا لكل ضعيف ، ومسعفا لكل محتاج وشفيعا لكل من لفقت تهمة بحقة من التهم )([51]).

قال عنه الطهراني: (عالم خبير متبحر وشاعر معروف) وقال عنه الدكتور فؤاد صالح السيد : من أبرز علماء العراق وأدبائه في النصف الأول من القرن العشرين ، عالم أمامي ، باحث دقيق ، من أدباء الفقهاء . قاض، فقيه ،وهو من المؤلفين المكثرين .وقال عنة السماوي في الطليعة : فاضل مشارك في جملة من العلوم ، واديب حسن المنظوم والمنثور. وقال عنه الخاقاني أحد أعلام عصره وممن حاز على شهرة واطلاع واسعين ، وقال عنة الشيخ محمد حرز الدين في معارف الرجال : من اهل الفضل والكمال والادب ، شاعر سريع البديهة كثير النظم. ([52])

ه ــ وفاته :- لقد كان لرحيل العلامة النقدي ( طيب الله ثراه ) صدى كبير في العراق والعالم الإسلامي ، فقد لبى نداء ربة في السابع من محرم 1370- 1951 في حسينية ال ياسين في الكاظمية في مجلس التعزية ، فارتجت الكاظمية لفقده وحمل يوم التاسع من محرم الى النجف الاشرف ودفن في الصحن المطهر ، وقد رثاه الشيخ العلامة عبد الغفار الانصاري (رحمه الله) بمقطوعة أرخ في اخرها عام وفاته :

          قد طار اقصى القلب في رزئه            أرخته ( غاب بدار السلام ) ([53])

        وارخ وفاته كذلك السيد محمد السيد حسين الحلي النجفي :

              فجع الدين بندب         ورثته الادباء

             جعفر النقدي أرخـــــــــــــــه    بكته الفضلاء ([54])

وفي ذكرى أربعين النقدي يكتب الأستاذ علي الخاقاني مؤبنا ذكراه الأليمة في مجلة البيان في عددها 83 لسنتها الرابعة 1951 مقالا بعنوان (خلود النقدي) ص 251.

عشت ومت ولا ادري هل بين موتك وحياتك من فرق فانت حي بذكرك ومآثرك , وانت حي بخلودك في الأفواه والتاريخ , وانت حي في الأندية والمجتمعات فلا يمر ذكرك على بشر الا وعطر فمه بذكرك واندفع يروي الاحاديث الطيبة عنك , ولا يمر على ناد الا وعج أعضاؤه بالترحم وتصور الفضائل التي كانت تتحلى بك ، رحمك الله يا ابا محمد واسكنك فسيح جنانه , وهنيئا لك على ما خلفت من الباقيات الصالحات التي تنطق بفضلك واخلاصك ما بقي الدهر . ([55])

1- أدواره ومشاريعه :-

عاد الشيخ جعفر النقدي  الى العمارة بطلب من أهلها وقد الزمه أستاذه اليزدي في العودة اليها بعد امتناع وكان ذلك في شعبان 1334ه فكانت داره في محلة المحمودية عبارة عن نادي ادبي وعلمي يرتادها كل من طمحت نفسه الى العلم والمعرفة، وبقي في العمارة يبث روح المعرفة ويرشد أهلها الى التقوى والإصلاح([56]) , بعد ان عززه العلامة اليزدي بالشهادات الناطقة بفضله والمعربة عن تفوقه ونبوغه والاطمئنان اليه في معرفة الفقه والدين , وفي سياق ذاته يقول الخاقاني (فرأى الناس فيه الرجل الصالح والمصلح ، والقائد والمربي ، وانتفعوا به نفعا حببه الى معظم الطبقات ، وانقاد لرأيه سائر وجوه البلد)([57]).

وعندما احتل الجيش البريطاني العمارة في الخامس عشر من مايس عام 1915م كانت حكومة الاحتلال ترسل له الدعاوي الشرعية فكان (رحمه الله ) يرفض ذلك ، فاجتمعوا بالأهالي وطلبوا منهم تعيين قاضِ جعفري من أهل العمارة فوقع الاختيار على الشيخ النقدي ولكنه رفض مرة أخرى ، فشكل وجهاء العمارة وفدا للقاء بالمرجع السيد اليزدي ، فطلب منه تولي المنصب ، فظل النقدي في العمارة يقضي بين أهلها بطلب من المرجعية التي كلفته بذلك ([58])، وهنا نبدأ  أول أدوار الشيخ النقدي وهو تسلمه مهمة القضاء بطلب من المرجعية الدينية ، وسيأتينا الحديث عن توليه منصب القضاء خلال البحث ان شاء الله .

لقد مارس الشيخ النقدي دور الارشاد والتبليغ منذ أن وطأت أقدامه العمارة ، فهو مسارب نور قد شعت في العمارة ، وعمامة تبعث الحنين والدفء في نفوس العماريين صغارا وكبارا([59]).

المحنا الى أن أول أدوار النقدي التي تدخل في صميم حياة المجتمع العماري بصورة عامة وهي توليه منصب القضاء الشرعي الذي ألزمه بقبول هذا المنصب الخطير حينذاك أستاذة الامام اليزدي (قدرس سره ) فأن تلك المهمة ليست بهمه عادية ، ليس الامر يقع على كفاءة العلامة النقدي فحسب ، فكان النقدي اهلاً لها واهلاً لتحمل المسؤولية ، وانما طبيعة المجتمع آنذاك وما كان يعانيه من تخلف وجهل وشيوع الاقتتال والمنازعات حول الأراضي والمشاكل العشائرية الكثيرة ، نظرا للعديد من المهام والمسؤوليات التي كانت ملقاة على عاتق العلامة النقدي ، إضافة الى تربص المارقين والافاكين ، لانهم يرون الشيخ النقدي عالما واعظا منصفا للحق يقضي على  أفكارهم وخططهم واغراضهم ، ولكن الشيخ النقدي مضى عاملا متوكلا على الله في إنجاح مسيرته وعزمه بلا هوادة او تكاسل فكان دأبه وديدنه العمل في خدمة الإسلام والمسلمين وجميع أبناء الإنسانية .

أ ـــ تولية منصب القضاء الشرعي : -

عندما أحتل الجيش البريطاني العمارة في الخامس عشر من مايس 1915باشر في إعادة تشكيل الجهاز الإداري ، واستحدثوا وظيفة تشبه (النقابة ) في العهد العباسي , فوقع الاختيار على أثنين من العلماء الأفذاذ وهما الشيخ سليم أفندي المفتي والشيخ جعفر النقدي ([60])، فقد جاء استحداث محاكم شرعيه للشيعة من قبل البريطانيين على خلفية إن الشيعة أيام الحكم التركي كانوا يجبرون على تقديم قضاياهم الشخصيّة الى محاكم الشرع السنية التي كانت تحكم بها بموجب قواعد الشرع السني لكون الامر عولج على خلفية ما كان يتظلم منه الشيعة منذ أمد طويل بالسماح لهم بإحالة دعاويهم إلى قضاة منهم، وكما جاء في بيان المحاكم الذي اعترفت بأهميته حكومة الاحتلال البريطاني ، الذي جاء على لسان المستر بونهام كارتر، في 1917حيث أشار إلى الاحترام الذي يكنه المسلمون لمثل هكذا محاكم "2"، وعلى اثر هذا الامر استحدثت محاكم شرعية يقضى بها من قبل قضاة شيعة في العديد من الالوية العراقية، وعلى اثر هذا الاستحداث عين النقدي بوظيفة سميت آنذاك بـــــ (نائب الجعفرية ) وكانت تلك الوظيفة تشكل حلقة وصل بين السلطة التنفيذية المحلية وبين الأهالي , وبواسطتها يرجع الحاكم العسكري للاسترشاد بـــــ ( النائب ) كلما طرحت أمامه قضية تستوجب الاسترشاد

ألا ان حكمة الشيخ النقدي جعلته يتروى في قبول المنصب ، الا ان اهل العمارة علمائها ووجهائها اجمعوا على عدم قبول غيرة ، فقبل مكرها مجبورا وذلك سنة ( 1337ه 1920م) "4"

وقبل ان يباشر في منصبة سافر الى حج بيت الله  الحرام , وعند رجوعه وجد أهل العمارة بلهفة وشوق الى مرآه فقوبل بغاية الاكبار والاجلال والاحترام.  

وعند ايابه من الحج نظم العلامة الشيخ محمد السماوي صاحب ( الطليعة ) قصيدة يمدح النقدي جاء فيها :

           أهلا بمقدمك السعيد          وقلت الألفاظ شكرا

         ما عدت الا يوم عيد            لي وللأعداء  نحرا

        بوركت يا أرض العمارة         اذ أتاك وطلت عمرا

        صاغتك آيات العلى           صدفا وجعفر فيك درا

        ولقد يطول تعجبي              من جعفر فأزيد فكرا

        كيف استطاع البحر يحمل          فوقه للبيت درا ([61])

واستمر العلامة النقدي في  القضاء الشرعي الى سنة ( 1343ه 1926م ) وعن هذه المرحلة الحساسة التي شغلها الشيخ النقدي في القضاء يحدثنا الكاتب عبد الحميد الكنين ، الذي كان من معاصريه ، فنقل انطباعه عن قضاء النقدي ، ( والله يشهد أن الشيخ جعفر كان معوانا لكل ضعيف ، ومسعفا لكل محتاج وشفيعا لكل من لفقت تهمة بحقة من التهم التي تلفق عادة أيام الاحتلال ضد أناس أبرياء من قبل خصوم مغرضين )([62]).

هذا هو الشيخ النقدي قد عرف بالكفاءة في عمله وجهودا في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية وفق منهج علمي راعى فيه التعاليم القرآنية وعمل بكل جهد دون كلل او ملل على مدى نصف قرن تقريبا([63]), وفي سياق متصل يؤكد لنا القاضي فتحي الجواري في كتابه اعلام القضاء في العراق الذي عد الشيخ النقدي مدرسة في أمور الفقه والقضاء يجب الرجوع  اليها وتزود منها ، اذ يقول :

عرف المرحوم جعفر النقدي بعلو مكانته الفقهية وعمق قراراته العادلة التي اتسمت بالالتزام بقاعدة التوازن المنصف ، والتيسير في الإفتاء وهو ما حبب الناس فيه وتقربهم منه ، ولو تسنى للباحثين في أمور الفقه والقضاء ، الرجوع الى قراراته في احكامه الأولية ، او التمييزية ، لوجدنا كنزنا ثمينا من التراث الفكري والقانوني الذي يمكن الاستناد اليه كمرجع من المراجع الأساسية في الفقه والقانون والقضاء([64]).

ثم نقل الشيخ النقدي من العمارة الى قضاء بغداد ثم الى عضوية مجلس التمييز الشرعي الجعفري ثم الى كربلاء والحلة ثم الى البصرة ، ثم عاد الى العمارة ، وهكذا ظل الشيخ النقدي بين البصرة وبغداد والعمارة قاضيا مميزا برجاحة الفكر وقوة الحجة الى أخريات سني عمره.([65]) 

ب: مواجهة الحركات التبشيرية :-

تعود جذور التبشير المسيحي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ، فقد جاء هؤلاء بأدواتهم المختلفة لتثبيت نفوذهم على المستوى البعيد ، ومنها فرِق التبشير المسيحي مستغلين ظروف الفقر والحاجة عند الناس ، وقد ركز البريطانيون جهدهم في جنوب العراق وخصوصا مدينة العمارة([66]).

ومن الواضح أن الإرساليات البروتستانتية ، حين اختارت (العمارة ) لتكون المركز الرئيس لمشروعها التنصيري ، فقد انطلقت من معرفة دقيقة بأحوال المنطقة اجمالا. وأن التنفيذ قد سبقة دراسات وبحوث على (العراق) وأحواله انتهت الى اختيار جنوبه .

ومن المعلوم أن جنوب (العراق ) منطقه ذات حساسية فهو قلب الكثافة السكانية الشيعية في (العراق) بالإضافة الى انه يطل من جهة على وسطه ومن جهة أخرى على أكبر مراكز للتشيع في العالم أرض  ( إيران) وشعبها . بحيث أن أي شيء يحصل  في المركز يمكن أن يتداعى بيسير جُهدٍ في جميع الأطراف . ([67]) وعندما شعرت المرجعية الدينية بمخاوف الحملة الصليبية ، ومخططات الاستعمار أرسلت حبيب العاملي (رحمة الله ) الى هناك .([68]) فدخل الشيخ حاضرة الجنوب سنة 1927، عاقداً العزم على أن ينازل تلك الحملة في عقر دارها ، بما فيها من عشرات المبشرين الخبراء في فنون الدعاية الدينية والمجهزين بكل ما يلزم من مالٍ ورجالٍ وأدوات . المعتضدين بالأطباء والممرضين والمدرسين وفي النشر والطباعة .([69]) فقد اخذت تلك الحملة ببناء مستشفى لها يعالجون به المرضى ومدرسة ومكتبة وما الى ذلك .([70]) فقد وجد الشيخ العاملي ان الإنكليز يمتلكون الإمكانات في تحقيق مآربهم من المال والسلطة ، والعديد من الوسائل التي بواسطتها يبثون أفكارهم الضالة ، كما وجد الشيخ العاملي في بدايات إقامته في العمارة أن احد وجهاء الاكراد ان يكتب وصيته والتي تضمنت شؤونه المالية وكيفية التصرف بها بعد وفاته ، فأعلمه الشيخ العاملي ان استثمار أمواله في حياته افضل له ، فاتعظ الوجيه ودفع له المال وكان خمسين ليرةً ذهبيةً   ، فقرر الشيخ العاملي (رحمة الله ) أنشاء مكتبة مقابل المكتبة التبشيرية ، التي أسهمت في احتضان الشباب المسلم وتراجعهم من المكتبة التبشيرية ، ثم اقدم الشيخ العاملي على فتح المستشفى فصادف هناك احد الأطباء اللبنانيين وهو مسيحي  في العمارة وكان يتردد على الشيخ ويريد وده فطلب منة الشيخ معالجة المرضى على نفقته الخاصة ، فأبدى هذا الطبيب استعداده، ثم اصدر الشيخ تحريم مراجعة المستشفى التبشيري ، وقد قطع الطريق الثاني للحملة ، ثم اقدم الشيخ على خطوته الثقافية وهي اصدار مجلة ( الهدى ) سنة 1928. ([71])

فقد كان للشيخ النقدي دورا مها في الكتابة فيها ، فقد ساهم الشيخ النقدي في جميع أعدادها ، وكان العلامة النقدي من اصفياء الشيخ العاملي ومناصريه .([72]) وعندي تنويه مهم حول مواجهة التبشير عند الشيخ النقدي ( رحمة الله ) فقد تصدى النقدي الى تلك الحملة ، قبل ان يقوم بنشر مقالاته وبحوثه في مجله الهدى العمارية ، فقد كان الشيخ النقدي في وقتها في مهام عمله في القضاء بــ (بغداد ) ووجد امامه احد اهم المنابر الإعلامية ليوظف كل طاقاته في هذا المجال الحساس والمهم ، فكان منبراً مهماً اتخذ منه طريقاً لمواجهة التبشير الا وهو المجلة الرصينة مجله المرشد البغدادية ، التي كان يصدرها محمد الحسيني و صالح الشهرستاني . فقد اخذ الشيخ النقدي بنشر مقالاته الرصينة والهادفة والتي تتبنى الرد على أفكار المبشرين والمستشرقين وعلماء الغرب وكافة المغرضين واعداء الإسلام ، فقد تصدرت مقالاته في اغلب اعداد المجلة المذكورة ، خصوصا في المجلدين الثاني والثالث([73]). اذاً لو، كان الشيخ النقدي وقتها موجودا في العمارة ، هل يقف مكتوف اليدين ، والجواب لا والف لا ، فهو الذي عرف بحزمة وقوته ودفاعه عن الإسلام ، ولهذا تراه من اول المساندين الى الشيخ العاملي ويقف الى جانبه في تلك المهمة الرساليه النبيلة ، فقد شرع النقدي في نشر بحوثه ومقالاته على صفحات مجلة الهدى منذ صدورها سنه 1928. ([74]) ولم يكتفِ الشيخ النقدي عند هذا الحد فقد وظف طاقاته وجهوده في الدفاع عن الإسلام ، فقد اخذت مقالاته عن التبشير رواجا واسعا واخذ ينشر في اكثر من مجال اعلامي فقد تخطت بحوثه نطاقها المحلي واخذ في النشر في المجلات اللبنانية والمصرية والسورية ، وكان الشيخ النقدي يقف من المبشرين موقفا يردهم عن غاياتهم فيقول ( ماذا فعل المبشرون إزاء أراء الأساقفة الذين أعلنوا بالأمس إيمانهم بنظرية التطور وجحدوا سفر التكوين قائلين : إن الكتاب المقدس ليس كتابا علميا فيجب أن لا نعتمد عليه في معارفنا العلمية. ([75])

ومن خلال هذا الاستعراض تبين لنا ان الشيخ النقدي ، لعب دورا مهما في طرد وفضح المبشرين في العمارة الى جانب صفيه الشيخ العلامة حبيب العاملي ( رحمة الله ) وكذلك الصحفي والمربي الكبير السيد عبد المطلب الهاشمي وغيرهم من الشخصيات التي أسهمت في طرد اخر مبشر من العمارة ، رحم الله النقدي وأخدانه من العلماء والمربين والمصلحين العاملين.

ج ــ دور الشيخ في إخماد الفتن والصراعات القبلية عند عشائر العمارة

ذكر الخطيب السيد حسن الكشميري في برنامج مع الصادقين في حلقته التي تناول فيها الشيخ النقدي (رضوان الله عليه ) فقال : من الصادقين بجهودهم وجهادهم وفي بركاتهم وفي عطائهم الخ .... وعندما اصبح الشيخ جعفر النقدي من الشخصيات البارزة على السطح علما وفقها وادبا وخُلقا ، فقد طلب منه العلامة السيد اليزدي (قد) وبإلحاح أن يتجه الى العمارة ، بعد ان عززه بشهادات عالية وخوله صلاحياته ، والنقدي خطيب لسن وشاعر لبق ، وكان وجوده هناك في العمارة خير وبركة ، لان منطقة العمارة كانت تعج بالمشاكل القبلية ، وان من اكبر القبائل المهمة في الجنوب  هي بني لام ، البو محمد ، ال زيرج ، فيصف الكشميري حالة العمارة آنذاك وهو من الخطباء الذين قرؤوا التعزية الحسينية لثمان سنوات عند ال ازيرج ، مشاكل وعراك ودماء ، والغريب ان السلطة كانت تعجز عن ذلك ، فكانت الحكومة الملكية آنذاك ، تستنجد بالمرحوم النقدي ، لأنها اعرف بمقامة وعظمته ، فكان يتحرك لإخماد الفتن وهي في أول نطفتها .([76])

د ــ الشيخ النقدي وكيلا للسيد أبو الحسن الاصفهاني :- عاد الشيخ النقدي مرة أخرى الى مدينة العمارة في اربعينيات قرن العشرين ، مشتغلا في التأليف والكتابة ، وفي اثناء بقائه في العمارة اغتنم وجوده الزعيم الديني المرحوم آية الله العظمى السيد أبو الحسن الاصفهاني (قد) فبعث له بوكالة عامة ينوب بها عنة في العمارة وكمرجع تحل من قبله المشاكل الدينية ، فقام بأعباء النيابة والتمثيل أصدق قيام . ([77])

2ــ مشاريعه :- أ- الجانب الفكري والثقافي :- عمل الشيخ النقدي طوال حياته على أنجاز الكثير من المشاريع الفكرية والتربوية ، وقد مارس مشاريعه من خلال التدريس والقاء المحاضرات والتبليغ الديني وهداية الناس، من خلال الارشاد والنصح ، وكان النقدي مبسوطا بين الناس ، متواضعا، جم الاخلاق ، طيب الفؤاد ، مؤثراً في نفوس العامة والخاصة ، فقد تميز العلامة النقدي بضخامة إنتاجه الفكري ، فهو غزير القلم متعدد الاهتمامات ، صنف في العديد من الموضوعات الفكرية والتاريخية والاجتماعية والدينية والأدبية ، فلا تجد مجالا من المجالات الا وطرق له النقدي باباً ، ففي الشعر طرق مختلف أغراض الشعر العربي ، وفي مجال العلم قدم اطروحات عصرية علمية دقيقة ، اما كتبه في مجال أهل البيت ( عليهم السلام ) فقد طرق باباً جديدِ في وقتة حيث كان المؤلفون تقليديين في طرحهم المواضيع ، أما النقدي فقد نحى منحى اخر في تناوله المواضيع التاريخية حيث بدا يحلل النص ويستنطق سطوره ، ونجده في كتبه التاريخية التي بلغت  خمسة عشر  كتابا من بين ثمانية وعشرين  كتابا مطبوعا بينما الكتب الاجتماعية فقد بلغت ستة كتب .

فقد وجد النقدي ضرورة ملحة ومسؤولية كبيرة وواجبة في الدفاع عن منابع التاريخ الإسلامي وما لحق بتاريخ الإسلامي من أضاليل واكاذيب وتهم زائفة ومغرضة وضعها أعداء الإسلام , فقد تصدى للدفاع عن ابي طالب (ع) في كتابٍ فريدٍ من نوعه بعنوان (اسلام ابي طالب ) يفرغ به كل ما يستطيع جهبذ محايد منصف مفضال من الأدلة والمأثر والبراهين المنقولة والمعقولة ليدعم بها رأيه، واما في كتبه الاجتماعية فنجده في كتابه ( تنزيه الإسلام ) الذي طبع في العمارة , مستعرضا اراء المستشرقين وعلماء الغرب رادا عليهم بصورة علمية عصرية , بينما في كتابه ( الإسلام والمرأة ) طبع مرتين 1929- 1954 الذي يعتبر مصدرا تاريخيا واجتماعيا , ويعد من   مشاريعه الإصلاحية في الدفاع عن المرأة وحقوقها في الإسلام ، وخلال حياته العلمية والفكرية والاصلاحية , قدم النقدي العديد من الاعمال والمشاريع , إضافة الى أبحاثه ومقالاته التي نشرها في أمهات الصحف والمجلات العربية والعراقية  كــــ العرفان والمرشد والتهذيب والفضيلة والنور والهدى والاعتدال وغيرها. ([78])

ب ــ بناء المساجد

ومن أبرز الأعمال والمشاريع والآثار الباقية الحسنة،  التي قام بها الشيخ النقدي بناء مسجد كبيرٍ   وسط العمارة ، لازال عامراً الى الان ، ويقع اليوم في ما يعرف بسوق النجارين ، كما عرف المسجد بهذا الاسم أيضاَ ، وكان يعرف في بداية تأسيسه بمسجد الشيخ جعفر ،  تعاقب على تولي المسجد بعد الشيخ النقدي ، الشيخ محمد باقر ال زاير دهام ، والشيخ كاظم عودة الساعدي ، والشيخ علي العبادي خلفا للشيخ كاظم الساعدي ، وذكر دكتور كريم علكم في مقاله له: ان تاريخ المسجد يعود الى سنة 1920 وجاء في مجلة الهدى في ج2 من سنتها الأولى – أيلول 1928م في ص 79 في أنباء اللواء الشهرية قد أقيمت حفلة في المولد النبوي الشريف وأذكرها بالنص ( وأقيمت ليلة 17 منه في الجامع الجديد المعروف بــــــ جامع الشيخ جعفر حفلة حضرها العلماء والامراء والاشراف وذلك بمناسبة ولادة النبي (ص) ) اذاً هذا ما يؤكد ان المسجد شيد حديثا ،  ونقل المرجاني في كتابه النجف الاشرف في حديثه عن العلامة النقدي قوله: وفي العمارة انشأ بواسطته جامعا للصلاة وكان اماما فيه ، وكان يعرف بمسجد الشيخ جعفر([79]) . مسك الختام : لقد كان العلامة النقدي بحق مرأة تعكس ، روح الإسلام وقيمه الاصيلة ، في كل الأدوار التي عاشها النقدي في مدينته العامرة ميسان ، والعمارة التي عرفت منذ الأزمنة البعيدة ، بالولاء للرساله الإسلامية وحبها لأهل البيت ( عليهم السلام ) والمرجعية المباركة ، وازدهت بالتدين وتشرفت بالجهاد ، ودافعت عن الدين والأرض والعرض ، ( والبلد الطيب يخرج نباتة بأذن ربة والذي خبُث لا يخرج إلا نكِداً) ([80])

صدق الاسم فيك يا ذا المعالي          أن  جـــدواك للمــؤمــــــل نقـــــــــدي

أنت بعد الإله غاية سؤلي             أين أنجو إن لم أجدك بقصدي

 عدلت عيسي المذاهب طراً           ثم قالت ( بجعفر ) كان رشدي ([81])

الخاتمة والاستنتاجات :- توصل الباحث من خلال دراسته لموضوع العلامة النقدي في ظلال المرجعية الى مجموعة من الحقائق الاتية :-

 1- لقد كان للعلامة الشيخ جعفر النقدي ( طيب الله ثراه ) الدور البارز في وثيق الصلة والارتباط بالمرجعية الدينية في ميسان على مدى ربع قرن من الزمن .

 2- على الرغم من المكانة الدينية التي كان يتمتع بها النقدي ، وبلوغه درجات سامية في النجف الاشرف ، الا ان استجابة الى أستاذه السيد اليزدي ( قد) ليكون وكيلا عنه في العمارة كان لها الصدى الكبير ، والبعد الاجتماعي المؤثر ، فقد عمل على توثيق صلة أبناء العمارة وعشائرها بالمرجعية الدينية في النجف الاشرف .

3- لقد كان مجلس الشيخ النقدي وداره في العمارة ، ملاذا لحل كل المشاكل الاجتماعية التي كانت تحدث على الدوام والاستمرار وان حكمة ورجاحة عقليه الشيخ النقدي في الحلول واخماد الفتن ، كان لها العامل الأكبر في امتثال شيوخ العشائر والوجهاء لآراء المرجعية الدينية ، وتطبيق أحكام الدين الإسلامي تحت ظلال المرجعية .

4- أن تقلده منصب القضاء في العمارة ، يعد انعكاسا إيجابيا لرجل الدين ووكيلا لأكبر المراجع في العالم الإسلامي ألا وهو الامام السيد كاظم اليزدي (قد) فان احقاق الحق ودحر الظالم من الاعمال المؤثرة تأثيرا بالغا في نفوس الناس ، وربطهم في ظلال المرجعية الدينية .

 5- عمل الشيخ النقدي على ربط اتباع أهل البيت (عليهم السلام ) في العمارة بماضيهم وارثهم الإسلامي والحضاري ، مذكرا إياهم الاقتداء بالرسول الاكرم  محمد ( صل الله علية واله وسلم ) وأهل بيته الطيبين الطاهرين وسيرة العلماء والتوجيهات السديدة للمرجعية الدينية .

 6- كان موقف الشيخ النقدي من مساندة أخوانه العلماء والشخصيات العلمية والدينية في العمارة ، من مواجهة التبشير المسيحي ، كان لها الأثر الكبير في رسم صور التعاون الإسلامي في اذهان الناس وربطهم بالمرجعية الدينية .

 7- جاءت اعمال الشيخ النقدي وأفكاره حاملة مصاديق الأمانة والدقة والحيادية والموضوعية والانصاف ، التي من شأنها أن تترك الاثار الطيبة والايجابية في الارتباط بالمرجعية الدينية .

8- لقد اعطينا صورة وافية عن صلة  أبناء ميسان بالتشيع العلوي ، عبر تاريخها القديم والحديث وصلتها بالمرجعية الدينية في كل أدوارها التاريخية ، مما يعزز الدراسة ، كون تلك المحافظة حظيت بصلتها وعمقها الشيعي عبر التاريخ .

9- اعماله الفكرية وأثارة الخالدة ، تعد انعكاساً اخر يضاف الى مشاريعه الإصلاحية في المجتمع ، وهي من أهم الروافد التي تربط الناس عبر الأجيال جيلا بعد جيل في توثيق الصلة والارتباط بالمرجعية الدينية .

أخر دعوانا سائلين العلي القدير ان يكتب لنا النجاح والتوفيق في دار الدنيا، وقبول الاعمال ورضا الله تبارك وتعالى  في دار الاخرة ، انه سميع مجيب ، وصل الله على محمد وال محمد .  

أسماء المصادر والمراجع :-

1- القران الكريم

2-  أبن الاثير ، الكامل في التاريخ ، ط 1 ، 1966، دار صادر بيروت – لبنان .

3- أوبنهايم ، ماكس ، البدو، ج 1-4 ، تحقيق ماجد شبر ، ترجمة محمود كبيبو ، الطبعة العربية الثانية، 2007، شركة دار الوراق لنشر المحدودة ، لندن .   

4- الأبطحي ، محمد علي ، تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي ، ط2 ، 1417، ايران – قم المقدسة .

5- الاصفهاني ، أبو الفرج ، مقاتل الطالبين ، ط2 ، 1965، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها في النجف الاشرف .

6- الاميني ، د- محمد هادي ، معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال الف عام ،  الطبعة الأولى ، 1384- 1964.

7 – الامين ، السيد محسن ، أعيان الشيعة ، حققه واخرجة حسن الأمين ، دار التعارف للمطبوعات. بيروت – لبنان ، ط2 ، 1992.

8- الأمين ، حسن ، مستدركات اعيان الشيعة ، ط1، 1992، دار التعارف للمطبوعات ، بيروت لبنان.

9- الانصاري عبد الغفار ، ذكريات الأحبة ، ديوان شعر ، مطبعة دار الكفيل للطباعة والنشر والتوزيع، العراق – كربلاء المقدسة .

10- آل محبوبة ، جعفر الشيخ باقر،  ماضي النجف وحاضرها ، ج1-3، ط2، 2009، دار الأضواء للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت – لبنان .

11- ايرلاند ، فيليب ، العراق دراسة في تطوره السياسي ، ترجمة جعفر الخياط ، ط1 ، 2013، دار ميزوبوتاميا للطباعة والنشر والتوزيع .

12- البعاج ، السيد وليد ،

* ابن النهشلية ، عبيد الله بن علي بن أبي طالب (علية السلام )، طبعه بدون تاريخ.

* موجز تاريخ قلعة صالح ( شطرة العمارة ) طبعة بدون تاريخ .

13- البلاذري ، أبو الحسن أحمد ، فتوح البلدان ، مطبعة السعادة – مصر ، 1959.

14- البروجردي ، علي أصغر ، طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال ، تحقيق مهدي الرجائي، ط1،  مطبعة بهمن ، 1410، ايران – قم المقدسة .

15-البغدادي ، صفي الدين ، مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع ، تحقيق علي محمد البجاوي ، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت – لبنان ، 1955

16- التستري ، محمد تقي ، قاموس الرجال ، ط1، 1419، ايران – قم المقدسة .

17- الجويبراوي ، جبار عبد الله :

 * تاريخ ميسان وعشائر العمارة ، منشورات المكتبة العصرية ، 1990.طبع شركة الاديب البغدادية

* تاريخ التعليم في العمارة 1917- 1958 ، طبع الشركة العامة لإنتاج المستلزمات التربوية – مطبعة رقم /1 ، ط 1 ، 2001 .

* الميسانيون من بُناة الحضارة في بغداد عاصمة الثقافة العربية ، ط1، 2013، دار ومكتبة عدنان .

* التعايش السلمي في العراق – محافظة ميسان أنموذجاً ، شبكة الاعلام العراقي ، دار الفراهيدي للنشر والتوزيع ، بغداد – شارع السعدون ، ط1 ، 2014.  

18- الجواري ، القاضي فتحي عبد الرضا ، سدنة العدالة – اعلام القضاء في العراق ، ط1، 2007.

19-الجبوري ، كامل سلمان :

 * النجف الاشرف وحركة الجهاد عام 1914، ط1 2002 ، اصدار مؤسسة العارف للمطبوعات ، بيروت – لبنان .

* مذكرات الحاج صَلاح الفاضل (الموح) من رجال الثورة العراقية 1920، ط1 1986، مطبعة العاني – بغداد .

 20- الجبوري ، عبد الله ، من شعرائنا المنسيين ، دار الجمهورية – بغداد، 1986.

21- الحسني ، عبد الرزاق ، العراق قديما وحديثا ،ط1 ، 2013، الرافدين للطباعة، لبنان – بيروت .

22- الحلي ، الشيخ يوسف كركوش ، تاريخ الحلة ، ج 1-2، ط1، 1430 مطبعة شريعت .

23- الحيدري ، إبراهيم فصيح ، عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد ، تحقيق معن حمدان ، الناشر ، مصر مرتضى للكتاب العراقي ، سنة الطبع ، 2013، العراق – بغداد – شارع المتنبي .

24- الحسيني ، عبد الرزاق كمونة ، مشاهد العترة الطاهرة وأعيان الصحابة والتابعين ، مطبعة الآداب في النجف الاشرف ، 1968.

25- حرز الدين ، الشيخ محمد :

* معارف الرجال في تراجم العلماء والادباء ، تعليق محمد حسين حرز الدين ، ج1-3، مطبعة النجف ، النجف الاشرف ، 1964.

* مراقد المعارف ، تحقيق محمد حسين حرز الدين ، ج1-2، مطبعة الآداب في النجف الاشرف ، 1971.

26- حسينية أهل البيت ، العمارة صور من تاريخها الجهادي ، اصدار عام 1994. 

27- الحموي ، ياقوت ، معجم البلدان ، ط 1979، دار إحياء التراث العربي ، بيروت – لبنان .

28- الخوئي ، السيد أبو القاسم الموسوي ، معجم رجال الحديث، ج 1- 24، ط 5 ، 1992.

29- الخالصي ، محمد ، بطل الإسلام الشهيد الامام الشيخ محمد مهدي الخالصي – وثائق وأحداث العراق في حركة الجهاد والثورة 1914- 1925م ، ط 1 ، طهران ، الناشر مركز وثائق الامام الخالصي .

30- الخاقاني ، علي ، شعراء الغري ، ج 1-12، المطبعة الحيدرية – النجف ، 1954.

31- رؤوف ، د- عماد عبد السلام ، الأسر الحاكمة ورجال الادارة والقضاء في العراق في القرون المتأخرة ، بغداد : جامعة بغداد : كلية التربية الأولى ، 1992.

32- رشيد ، خليل ، اعلام من ميسان ، ط1 ، 1969.

33-  الزركلي ، خير الدين ، الأعلام ، قاموس تراجم ، ج2، ط16، 2005، دار العلم للملاين

34-السماوي ، محمد ، الطليعة الى شعراء الشيعة ، تحقيق كامل سلمان الجبوري ، ج1، ط1، 2001، دار المؤرخ العربي ، بيروت – لبنان .

35- سركيس ، يعقوب ، مباحث عراقية ، بغداد ، طبع شركة التجارة والطباعة المحدودة ، 1948.

36- السيد ، د – فؤاد صالح ، أعظم الأحداث المعاصرة ، ط1 ، بيروت – لبنان ، 2015.

37- سعد ، د- كاظم شنتة ، جغرافية محافظة ميسان الطبيعية والبشرية والاقتصادية ، ط1 ، 2014، دار الضياء للطباعة ، النجف الاشرف .

38- شبر ، جواد ، أدب الطف ، ط 1، 2001، مؤسسة التاريخ ، بيروت – لبنان .

39- شبر ، حسن ، تاريخ العراق السياسي المعاصر ، ج 1-2، ط1 ، 1990.

40- الشاهرودي ، الشيخ علي النمازي ، مستدركات علم رجال الحديث، مطبعة شفق ، طهران ، ط1 ، 1412.

41- الصكر ، دعاء محسن علي ، مملكة ميسان ومكانتها في تاريخ العراق القديم ، مطبعة العمارة ، ط1 ، 2013.

42- الطوسي، ابي جعفر محمد ، رجال الطوسي، تحقيق جواد القيومي الاصفهاني ،ط1، 1415، الناشر : مؤسسة النشر الإسلامي ، قم المقدسة .

43- الطهراني، العلامة الشيخ اغا بزرك ، طبقات أعلام الشيعة ، ط 1، 2009، دار إحياء التراث العربي ، بيروت – لبنان .

44- العامري ، ثامر عبد الحسن ، موسوعة العشائر العراقية ، ط1 ، 1992.

45- عواد ، كوركيس ، خزائن الكتب القديمة في العراق – منذ أقدم العصور حتى سنة 100 للهجرة ، دار الرائد العربي ، ط2، 1986، بيروت – لبنان .

46- عبد الله ، د- عمار يوسف ، السياسة البريطانية تجاه عشائر العراق - 1914-1945 ، ط 1، بغداد ، 2013.

47- عيسى ، رزوق ، مختصر جغرافية العراق ، ط1، المطبعة الكاثوليكية في بغداد ، 1922.

48- العزاوي ، المحامي عباس :

 * تاريخ العراق بين احتلالين ، ج 1-8 ، ط1 ، 2004، الدار العربية للموسوعات ، بيروت – لبنان

* عشائر العراق ، م 1-2، ط 2 ، 2010 ، مكتبة الحضارات ، بيروت – لبنان .

49- الغراوي ، الشيخ عبد الرحيم ، ديوان الغراوِي ، تحقيق مهدي الشيخ عبد الرحيم الغراوي ، ط1 ، 2014، دار المؤرخ العربي ، بيروت – لبنان .

50- الغروي ، السيد محمد ، مع علماء النجف الاشرف ، م 1-2، ط1، 1999، دار الثقلين ، بيروت – لبنان .

 51- الفتلاوي ، كاظم عبود ، مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف ، ط2، 2010، الناشر: العتبة العلوية المقدسة .

52- القزويني ، زكريا ، اثار البلاد وأخبار العباد ، دار صادر ، بيروت ، بدون تاريخ .

53- القزويني ، جودت ، تاريخ القزويني – في تراجم المنسيين والمعروفين من أعلام العراق وغيرهم (1900- 2000) الخزائن لأحياءالتراث ، بيروت – لبنان .

54- كحالة ، عمر رضا ، معجم المؤلفين ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت – لبنان .

55- لسترنج ، كي ، بلدان الخلافة الشرقية ، مطبعة الرابطة – بغداد ، 1954.

56- لو ر يمر ، ج . ج ، دليل الخليج ، القسم التاريخي والجغرافي ، طبعة مكتب أمير دولة قطر .

57-المالكي ، عقيل عبد الحسين ، ميسان وعشائرها – قديما وحديثا، مطبعة الجاحظ ، بغداد ، 1992.   

58- موسى ، سعيد زاير ، نسب ربيعة وأخبار عشائرها ، ج1، ط1، 2003، مطبعة نهاد – بغداد.

59- المرجاني ، حيدر ، النجف الاشرف – قديماً وحديثاً ، ج1-2، مطبعة دار السلام – بغداد ، 1988.

60- المهاجر ، الشيخ د- جعفر :

* المهاجر العاملي الشيخ حبيب آل إبراهيم – سيرته ، أعماله، مؤلفاته ، شعره ، (1304- 1384) ط 1، 2010، النشر : مؤسسة تراث الشيعة.

* أعلام الشيعة ، ج 1-3، ط1 ، 2010 ، دار المؤرخ العربي ، بيروت – لبنان .

61- المطبعي ،  حميد ، موسوعة أعلام وعلماء العراق ، ط 1 ، 2011، اصدار مؤسسة الزمان الدولية للصحافة والنشر والمعلومات – بغداد .

62- النوري ، الشيخ الميرزا حسين الطبرسي، خاتمة المستدرك ، ط1، 1415، مطبعة ستارة ، إيران- قم المقدسة

63- النبهاني ، العلامة الشيخ محمد ، التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية ، ط1 ، 2004، المكتبة الوطنية ، البحرين – المنامة .

64- الهاشمي ، طه ، جغرافية العراق الثانوية ، مطبعة دار السلام في بغداد ، 1348- 1929.

65- اليعقوبي ، محمد علي ، ديوان اليعقوبي ، ج 1، ط1، 1957، مطبعة النعمان – النجف .

66- النجفي ، السيد محمد الحلي ، مجموعة التواريخ الشعرية ، مطبعة الآداب في النجف الاشرف – 1968.

67- الورد ، باقر أمين ، أعلام العراق الحديث ، قاموس تراجم ، ج 1 ، مطبعة أوفسيت الميناء – بغداد 1978. 

البحوث :

1- الساعدي ، حسين جلوب ، العشائر والسياسة في العراق ، اصدار مؤسسة الهدى للدراسات ،2016.

المجلات :

1- البكر ، د- منذر عبد الكريم ، دولة ميسان العربية ، مجلة المورد ، م15،ع 13، لسنة 1986.

2- الجد ، حيدر ، الشيخ جعفر النقدي ، محاور مضيئة من السيرة العطرة ، مجلة ينابيع ، ع 27، كانون الأول ، 2008.

3- الخاقاني ، علي ، خلود الشيخ النقدي ، مجلة البيان ، العدد 82-83 ، السنة الرابعة ، شباط 1951.

4- الساعدي ، محمد حسين زبون، أهالي لواء العمارة وثورة عام 1920 دراسة في ضوء نظرية التحدي والاستجابة ، مجلة أبحاث ميسان ، م8 ، ع 15، لسنة 2009.

5- الصالحي ، د- واثق إسماعيل ، نشوء وتطور مملكة ميسان ، مجلة المورد ، م15،ع 13، لسنة 1986.

6- الكنين ، عبد الحميد ، الشيخ جعفر نقدي - الفقيه الأديب الشاعر ، مجلة البلاغ ، ع 1، السنة الرابعة ، تموز 1972.

7- المدني ، علي عبد المطلب علي خان ، الشيخ جعفر النقدي – حياته وجهوده الفكرية ، 1885- 1950، دراسة تاريخية تحليليه ، مجلة مركز دراسات الكوفة ، ع32، 2014.

الصحف :

1- الكعبي ، د – كريم علكم ، الشيخ جعفر شاعراً ، الحلقة الأولى ، جريدة ميسان الثقافية ، ع 38، تموز 2014.

الانترنت :

1- بزون ، علاء ، الشيخ جعفر آل إبراهيم ، أبن حناويه المهاجر ، موقع حناوية ، مقال منشور في 27- 7- 2013.  

 القنوات الفضائية :

1- النعيم ، قناة فضائية ، برنامج مع الصادقين ، تقديم الخطيب السيد حسن الكشميري ، حلقة خاصة عن الشيخ جعفر النقدي ،    YOUTUBE))  تاريخ النشر : 22- 2- 2014، الوقت : 43/15 .

 

 

[1] . منذر عبد الكريم البكر ، دولة ميسان العربية ، مجلة المورد ، م15 العدد 13 -1986- ص19

 

[2] . المصدر نفسة ، ص 19

 

[3] . جبار عبد الله الجويبراوي ، تاريخ ميسان ، ص 25

 

[4] . واثق إسماعيل الصالحي ، نشوء وتطور مملكة ميسان ، مجلة المورد م15 العدد 13- 1986 ص 5

 

[5] . دعاء محسن الصكر ، مملكة ميسان ومكانتها في تاريخ العراق القديم ، ص54

 

[6] . منذر البكر ، مصدر سابق , ص 21

 

[7] . خليل رشيد , اعلام من ميسان , ص 14-15

 

[8] . لسترنج , بلاد الخلافة الشرقية , ص 295

 

[9] . البلاذري , فتوح البلدان , ص 338و ابن قتيبة , المعارف , ص 295

 

[10] . كاظم شنتة سعد , جغرافية محافظة ميسان , ط1 2014 دار الضياء , ص 5 و كوركيس عواد , خزائن الكتب القديمة في العراق , دار الرائد العربي – بيروت , ط2 1986 ص 161.

 

[11] . الدليل الإداري للجمهورية العراقية , ج2 , 1989-1990, ص 259 وسميت ميسان بموجب قرار مجلس وزراء المرقم (343) في 2-4-1970 .

 

[12] . د عماد عبد السلام رؤوف , الاسر الحاكمة , ص 442 و عباس العزاوي , تاريخ العراق بين احتلالين , ج7, ص 161

 

[13] . عبد الرزاق الحسني , العراق قديما وحديثا , ص 190 و الدليل الإداري , ص 292 وعن لواء العمارة انظر ( لوريمر , دليل الخليج العربي , القسم الجغرافي ج1 , ص 92 و يعقوب سركيس , مباحث عراقية ج1,ص 264 و النبهاني , التحفة النبهانية ص 346 و رزوق عيسى , مختصر جغرافية العراق , ص 183 و طة الهاشمي , جغرافية العراق ص 278.

 

[14] . الحموي ، معجم البلدان ، ج5 ص 88 للمزيد حول عبيد الله بن علي (ع) انظر مقاتل الطالبين ، الاصفهاني /84  ومشاهد العترة الطاهرة ، عبد الرزاق كمونة الحسني  /235، ومراقد المعارف ، محمد حرز الدين2/48 و ابن النهشلية عبيد الله بن علي (ع)، وليد البعاج

 

[15] . القزويني ، اثار البلاد واخبار العباد ، ص 464

 

[16] . الحموي ، معجم البدان ، ج4 ص 229

 

[17] . العاملي ، أعيان الشيعة ، 2/219و السيد الخوئي ، معجم رجال الحديث ،1/262 و البروجردي ، طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال ، 1/ 148

 

[18] . العاملي ، 4/ 115و الشاهر ودي ، مستدركات علم رجال الحديث ،6/ 300و الابطحي ، تهذيب المقال ، 4/393.

 

[19] . الميرزا النوري، خاتمة المستدرك ، 4/ 58 و الخوئي ،11/ 277و التستري ، قاموس الرجال ، 9/ 200

 

[20] . صفي الدين البغدادي , مراصد الاصلاع,1/ 419 والحموي , معجم البلدان ,2/295 وانظر ابن الاثير, الكامل في تاريخ ,9/249و ماكس أوبنها يم , البدو 3/ 650 و الزركلي , الاعلام 3/224 ويوسف كركوش الحلي , تاريخ الحلة , ق1 /21

 

[21] . حسين جلوب الساعدي , العشائر والسياسة في العراق ,ص12- 13  

 

[22] . سعيد زاير موسى , نسب ربيعة واخبار عشائرها , ج1 92- 132 و البدو 3/ 509

 

[23] . اوبنهايم, البدو 3/656

 

[24] . لوريمر , القسم الجغرافي , 4/ 1353

 

[25] . البدو, 3/ 665

 

[26] . جعفر الشيخ باقر ال محبوبة , ماضي النجف وحاضرها ,2/ 306

 

[27] . لوريمر , ق-ج 4/1589 

 

[28] . إبراهيم فصيح الحيدري ، عنوان المجد ، 113 و ثامر عبد الحسن العامري , موسوعة العشائر العراقية .2/177

 

[29] . عقيل المالكي ، ميسان وعشائرها , ص20  

 

[30] . العمارة صور من تاريخها الجهادي , اصدار حسينية اهل البيت , 1994ص 21.        

 

[31] . كامل سلمان الجبوري , النجف وحركة الجهاد , ص 27

 

[32] . محمد الخالصي , بطل الإسلام الشيخ الخالصي وثائق واحداث العراق في حركة الجهاد والثورة , ص 107.

 

[33] . د عمار يوسف عبد الله , السياسة البريطانية تجاه عشائر العراق , ص 100

 

[34] . كامل الجبوري , مذكرات الحاج صلال الموح , ص 55 .

 

[35] . مصدر سابق , ص 19 .

 

[36] . مذكرات الشبيبي ورحلاته , صفحات متفرقة .

 

[37] . محمد حسين زبون الساعدي, أهالي لواء العمارة وثورة عام 1920 دراسة في ضوء نظرية التحدي والاستجابة ,مجلة ميسان م8 /ع 15/2009,ص 29

 

[38] . معارف الرجال 2/222،وماضي النجف 2/176،واغابزرك , طبقات اعلام الشيعة 13/ 341ومحمد الغروي , مع علماء النجف الاشرف 2/379.

 

[39] . ال محبوبة، 2/ 360- 356-358و عبد الله الجبوري , من شعرائنا المنسيين , ص 116و شعراء الغري 4/406 و7

/ 173و5/366 وكاظم الفتلاوي , مشاهير المدفونين في الصحن الشريف ,ص   70و-310و جبار الجويبراوي , تاريخ التعليم ص 326و296.

 

[40] . معارف الرجال 3/ 161و مع علماء النجف 2/ 487و الغري 12/247و4/350 وتاريخ التعليم 341- 238-214و حيدر المرجاني , النجف الاشرف ج2 ,ص 69

 

[41] . ال محبوبة 3/35 والغروي 2/55و الغري 8/398وديوان عبد الرحيم الغراوي ،تحقيق مهدي الشيخ عبد الرحيم ,ص 411

 

[42] . ال محبوبة 3/62- 68وشعراءالغري 6/ 3 والغروي 2/ 139- 534وطبقات 2/565

 

[43] . الجويبراوي , تاريخ لتعليم ,ص 259

 

[44] . ال محبوبة 2/44 و ذكريات الاحبة , مقدمة ديوان الشيخ عبد الغفار الانصاري ,ص22و تاريخ التعليم ,ص 214و صالح كاشف الغطاء , النجف الاشرف ,1/332و الغري ج10 ص 105و د- جعفر المهاجر , المهاجر العاملي ,سيرته وأعماله , ص 58و السيد وليد البعاج, موجز تاريخ قلعه صالح ,ص 36- 40 واليعقوبي, ديوان اليعقوبي 1/ 119- 127.

 

[45] . طبقات اعلام الشيعة 13/296  و جواد شبر , أدب الطف ,10/8       

 

[46] .بصري ، مير ، أعلام الأدب في العراق الحديث، 1/242  ، وميسانيون , 533

 

[47] . طبقات/13/296و تاريخ القزويني 3/303و مجلة ينابيع عدد27 كانون الأول 2008, الشيخ جعفر النقدي , محاور مضيئة من السيرة العطرة , حيدر الجد ص 58

 

[48] . طبقات اعلام الشيعة 13/297

 

[49] . شعراء الغري , 2/73 و اعلام الشيعة , د جعفر المهاجر , 1/399و طبقات 13/297

 

[50] . محمد هادي الاميني , معجم رجال الفكر والادب في النجف , 3/1297وعمر كحالة , معجم المؤلفين , 3/ 148وتاريخ القزويني ,3/403 وفتحي الجواري , اعلام القضاء في العراق , ص 61

 

[51] . مجلة البلاغ , العدد 1, السنة الرابعة , تموز 1972, الشيخ جعفر النقدي, الفقيه والاديب الشاعر, عبد الحميد الكنين , ص 19

 

[52] . طبقات 13/296و اعظم الأحداث المعاصرة ، د فؤاد صالح السيد ، ط1 ، بيروت 2015، ص 348 و الطليعة 1/181 و الغري 2/72و معارف الرجال 1/ 184 . 2- طبقات 13/298 3 - مجموعة التواريخ الشعرية ، ص 138. 4- الخاقاني ، مجلة البيان ، العدد 38، السنة الرابعة ، 1951 ، ص 251

 

[53] . شعراء الغري 2/73           

 

[54] . جواد شبر ، أدب الطف ،10/8

 

[55] . البلاغ , 19, و جريدة ميسان الثقافية , د - كريم علكم الكعبي , الشيخ جعفر النقدي شاعرا , ح -1 العدد38- تموز 2014 ص 9 .

 

[56] . مجلة البلاغ , ص,20 ومجلة ينابيع , ص 60    

 

[57] . ايرلاند ، العراق دراسة في تطوره السياسي ، 165

 

[58] . البلاغ : ص 20 

 

[59] . طبقات , 13/297 و أدب الطف , 10/8 .         

 

[60] . شعراء الغري , 2/74

 

[61] . شعراء الغري , 10/ 491

 

[62] . مجلة البلاغ , مصدر سابق , ص 20

 

[63] . علي عبد المطلب علي خان المدني , الشيخ جعفر النقدي حياته وجهوده الفكرية 1885-1950 , دراسة تاريخية تحليلية , مجلة مركز دراسات الكوفة , العدد 32, 2014, ص 185.

 

[64] . اعلام القضاء في العراق , ص 60-61

 

[65] . مجلة ينابيع , مصدر سابق , ص 61 , وحسن الأمين , مستدرك اعيان الشيعة , 4/41

 

[66] . علاء بزون , الشيخ حبيب آل إبراهيم ابن حناوية المهاجر , موقع حناوية , انترنت , في 27/7/2013

 

[67] . د جعفر المهاجر , المهاجر العاملي الشيخ حبيب , ص 58-59

 

[68] . حسن شبر , تاريخ العراق السياسي المعاصر , ج2 , ص 306- 307

 

[69] . المهاجر , مصدر سابق , ص 61

 

[70] . المصدر نفسة , ص 134- 135

 

[71] . حسن شبر، مصدر سابق ، ص 306-307

 

[72] . المهاجر ، ص 240

 

[73] . انظر مجلة المرشد ، م 2- 3 لسنة 1927-1928 في اغلب اعدادها

 

[74] . انظر مجلة الهدى ، من سنة 1928- 1931،في ثلاث مجلدات

 

[75] . مجلة البلاغ ، مصدر سابق ، ص 62

 

[76] . قناة النعيم الفضائية ، برنامج مع الصادقين ، تقديم الخطيب السيد حسن الكشميري ، حلقة خاصة عن الشيخ النقدي ،YouTube  ، تاريخ النشر 22/2/2014 المدة 15:43دقيقة .

 

[77] . شعراء الغري ، 2/ 74 و اعلام العراق الحديث ، 1/207

 

[78] . الكنين  ، 21 وعلي عبد المطلب ، 186 و حيد الجد ، 62 و جعفر المهاجر ، 398

 

[79] . عبد الكريم علكم ، ص9 و الهدى، 79 و جبار الجويبراوي ، التعايش السلمي في العراق ، ميسان أنموذجاً ، ص 277- 281 و ادب الطف 10/8  و المرجاني ، النجف الاشرف ، 2/31 .

 

[80] . الأعراف : 58

 

[81] . شعراء الغري ، 3/277