دور المرجعية الدينية والحوزة العلمية في

بناء المجتمع الاسلامي من

وجهة نظر السيد محمد باقر الحكيم" قدس سره "

الباحث : أ.م.د. كاظم عبد فريح

جامعة ميسان / كلية التربية / قسم اللغة العربية

المقدمة .

في ضوء العطاء الفكري الثر للسيد محمد باقر الحكيم " قدس سره " يتعذر على الباحث الامساك بموضوع ما من المواضيع التي طرحها لما عرف به من تعدد زوايا النظر للموضوع الواحد فيما الف وكتب غير ان هذا لم يكن بالمانع بقدر ما كان حافزا للولوج في موضوع (دور المرجعية والحوزة العلمية في بناء المجتمع الاسلامي) من وجهة نظره (قدس سره) الذي اخذ حيزا كبيرا من المساحة الفكرية في كتاباته سواء اكان في العناوين الجانبية والمضمنة في ثنايا الكتب ام في طرحها كعناوين بارزة لمؤلفات حملت تصريحا مصطلح ( المجتمع ) كما في كتابة ذائع الصيت ( المجتمع الانساني في القران الكريم ) .

لقد اولى (قدس سره) المجتمع جل عنايته فلا يمر بنا مؤلف من مؤلفاته الا وجدنا هذا الجانب قد اخذ حيزا فيه لا دراكه خطورة هذا الموضوع في الحياة السياسية والفكرية والعقائدية للمسلمين .

وكان المنطلق البحثي لهذا الموضوع هو العطاء الفكري الثر في المؤلفات المتنوعة للسيد الحكيم (قدس سره) لاسيما موسوعته التي تناول فيها قضايا المرجعية والمراجع بالتفصيل لذا فقد كان لها الحضور الكبير في هذا البحث الذي توزع على مباحث عدة اتت بعد هذه المقدمة والتمهيد الذي تناول الباحث فيه ( المرجعية وحركة الواقع الاجتماعي ).

ان اول هذه المباحث جاء لبيان ( الحوزة والقضايا الاجتماعية ) وما لها ولرجالاتها من دور في المجتمع الاسلامي والانساني والثاني منها خصص لدراسة ( المرجعية وفهم المجتمع وقيادته وادارته ) وبيان كيفية فهم هذه الدور اما الثالث فقد جاء لتناول ( المرجعية والمشروع الحضاري في اصلاح المجتمع الانساني ) والوقوف عند اهم محاور ومصاديق هذا الدور في الاصلاح الاجتماعي الانساني .

لقد اعتمد الباحث مصادر عدة ومن ابرزها مؤلف السيد الحكيم ( قدس سره ) الذي خصصه لدراسة الحوزة العلمية والمرجعية في الموسوعة الكبيرة التي كان موضوع البحث في الجزء الاول منها على وجه الخصوص .

صدر عن المركز الاسلامي المعاصر بيروت لبنان , 2003م , ويقع في (507) صفحة .

 

التمهيد

"المرجعية وحركة الواقع الاجتماعي"

عند دراسة حركة المرجعية في الواقع الاجتماعي واثره في بناء ذلك الواقع فان علينا ان نفهم المنطلق الاساس لتلك الحركة من خلال النظرة الاجتهادية الاسلامية في خطط اهل البيت ( عليهم السلام ) والذي انطلق من فكرة ان الساحة اذا فرغت من حضور الامام في حركية امامته فالله لا يترك الارض خالية من الحجج سواء اكانت الحجة حجة اولية فيما تعطي النبوة او الامامة من اصالتها او كانت حجة ثانوية فيما تتحرك فيه الامامة لتمنح للعلماء امتداداتها من خلال امتدادات كل المفاهيم التي تتحرك في الحياة سواء في المضمون الفكري الذي يغني الذهن بالإسلام عقيدة وفقها ومنهجا وقاعدة للحياة او في المضمون الحركي الذي يدور في الفلك الاجتماعي او على الاقل حين يكون الافق الاجتماعي محورا رئيسيا من محاوره .

ولعل المنطلق لتلك الحركية للمرجعية ما جاء في التوقيع المبارك للأمام المنتظر " اما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم حجتي عليكم وانا حجة الله من هنا نهض العلماء بهذا العبء الثقيل الذي حفظ الشريعة وانار الدرب للأجيال والشعوب على مر العصور بعد الغيبة الكبرى .

ان في الفقة الاسلامي ما يؤسس لتلك الحركية الاجتماعية للمرجعية بالاضافة الى ما تقدم وهو ان بعض المفردات الفقهية يمكن ان تمنح الفقه حركية الواقع بحيث يستطيع ان يوجه الناس الى ان يدخلوا في صميم الواقع حتى لو كان العنوان الكبير للواقع عنوانا لا يملك الشرعية هناك عنوان ( حفظ النظام ) ومسالة حفظ النظام العام الذي تحفظ به اموال الناس ودماؤهم واعراضهم وكل خط السير في حياتهم هذا الواجبات الكفائية على الناس جميعا لا يجوز لاي انسان سواء اكان الحكم شرعيا ام غير شرعي ان يسيء الى نظام الناس باعتبار ان ذلك لا ينسجم مع الخط الشرعي في ان الله لا يريد الفوضى من أي انسان في الوضع الاجتماعي من هنا نجد الفقهاء يتفقون على الرغم من بعض الاختلافات الاجتهادية على انه اذا توقف حفظ النظام على ادارة الواقع من قبل حاكم او سلطة ودار الامر بين الفقيه وبين غير الفقيه فان الفقيه يكون هو المتعين فيكون وليا لا من خلال ان موقع الفقاهة يفرض ولايته ولكنه وليا باعتبار توقف حفظ النظام على ان يكون هناك قائد وعندما يدور الامر بين الفقيه وغيره فان قيادة الفقيه هي التي تفرض نفسها على ذلك الاساس ومن هنا نجد الدور الفعال للمرجعية في قيادة المجتمع بصورة مباشرة او غير مباشرة والحفاظ على مصالح المستضعفين في فترات حكم انظمة الجور حتى زرعوا الارض والتاريخ بقوافل الشهداء والسعي بالمجتمع نحو مراتب الكمال التي رسمتها النظم الاسلامية ولاسيما النظام الاجتماعي منها .

اذن لم يكن العلماء بمنأى عن المجتمع الذي عاشوا فيه تبعا لمسؤولياتها الشرعية فاصبحوا في خضم الاحداث لاسيما الاجتماعية منها فوقفوا بوجه الحركات الهدامة والداخلية مثلما تصدى أئمتنا من قبلهم لمثل هذه الاخطار التي تتجدد بتجدد الاعداء للملة والدين والتي انتهت بسلسلة الاستعمار الحديث للامة في القرون الماضية وما جرى للعالم الاسلامي بعيد الحرب العالمية الثانية وما استتبعها من الحركات التبشيرية والغزو الثقافي بوجوهه المتعددة والتي انتهت اخيرا بعنوانها البراق ( العولمة ) .

امام هذا كله وقف المرجعية طودا صامدا تكسرت علية امواج الغواية والتضليل التي نادرا ما خرجت منه الامم الاخرى سالمة بل على العكس من ذلك استطاعت اعادة بناء الامة بعد التشرذم والخواء الفكري والتردي الاجتماعي فاسست حلم الانبياء المتمثل في قيام الجمهورية الاسلامية في ايران وفي الوقت الذي نشهد فيه ضياع الاخر في تيه الغزو الثقافي حتى نزع حروفه واستبدل بها بالحرف الغربي وغدى جزءاً لا يتجزأ من البناء الغربي المتهتك كما هو الحال في تركيا ولعل ذلك يعود الى غياب المرجعية في البناء العقائدي لاولئك .

وهكذا اصبح من اليسر والسهولة ان نشير الى العشرات من العلماء المجتهدين الذين تركوا اثارهم في البناء السياسي والفكري والاجتماعي على وجه الخصوص في جسد الامة الذي اصبح منيعا امام كل صنوف العداء والتخريب وحتى اولئك الذين تركوا بعضا من هذه الاثار عند اخواننا في الطرف الاخر نلمح اثار مدرسة اهل البيت في تركيبتهم ومنظومتهم الثقافية كما هو الحال عند السيد ( جمال الدين الافغاني )والشيخ ( عبد الرحمن الكواكبي ) .

لم يقتصر الدور العلمائي على الفقه والعلوم الدينية فقط بقدر ما كان دورا شاملا في كل نواحي الحياة والدليل على ذلك ما نجده في التقسيم الواضح في الرسائل العملية من ( عبادات ) و ( معاملات ) في معالجة الامور الدينية والدنيوية لديمومة بناء المجتمع المحمدي الاصيل .

ان الحوزة العلمية مؤسسة رئيسة من مؤسسات الدولة الاسلامية عندما شاء الله ان يكون نصيب الرسالة الخاتمة التي هي خاتمة الرسالات الالهية والكيان السياسي بكل امتداداته([1]) والتي يعد البعد الاجتماعي واحدا من ابرزها لارتباطه ببناء اللحمة الاساسية للمجتمع الاسلامي ثم انها تشكل جزءاً مهما من اجزاء الرسالة المحمدية ([2]) وكانت المشروع الرئيسي لاهل البيت ( عليهم السلام ) الذين كانوا يحققون من خلاله اهدافهم ويمارسون نشاطهم العام في المجتمع الاسلامي ( ([3]واستطاعت الحوزة بعلمائها المجتهدين ان تصمد عبر العصور امام المحن والابتلاءات وعمليات القمع والابادة والمطاردة التي واجهتها في التاريخ فقدمت الشهيد تلو الشهيد في سلسلة ذهبية كان اخرها السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب ( قدس سره ) ولم ينحصر رجالها في المساجد والتكيات في ابراج عاجية كما اراد لها اعداء الامة .

لقد تعددت الادوار والساحات التي خاضها المجتهدون ولم يتركوا مساحة دونما اثر اصلاحي بالاضافة الى دورهم في حفظ الشريعة ومعالم الدين الحنيف فكانوا المحرك الفعال للامة الذي يحسب له الاعداء الف حساب كما هو الحال في مراجعنا اليوم والذي يمثل السيد السيستاني ( دام ظله ) مصداقا من مصاديقهم .

المبحث الاول

الحوزة العلمية

و

القضية الاجتماعية

المبحث الاول .

" الحوزة العلمية والقضية الاجتماعية في راي السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره)

بين السيد الحكيم ( قدس سره ) خصائص الحوزة العلمية والتي حددها في :

اولا : العالمية في الحوزة العلمية والتي قصد بها عالمية المحور الحركي للحوزة وعلمائها على الصعد كافة باعتبارها تنبع من رسالة عالمية جاء بها المصطفى للعالم اجمع .

ثانيا : الحالة التطوعية للحوزة فهي تطوعية في كل شيء والانتماء لها والارتباط بها ليس مجرد ارتباط بمهنية او حرفة حتى لو كانت تلك المهنة من المهن الشريفة .

ثالثا : الاجتهاد المنضبط لذا فان ابقاء الحركة العلمية نشيطة منفتحة قاره على مواجهة كل المشكلات والحوادث التي تعيشها الامة وفي ضمن الضوابط والاصول الموضوعية لهذا الحركة من القضايا التي جعلت هذه المؤسسة قادرة على التكيف ومواجهة المشكلات والاحداث والتطور والنمو وعدم الجمود والوقوع في حالة الانفلات والخروج عن الحالة الضبطية وهذا واحد من الاسباب التي يجب ان تجاهد لاجلها وتقف فيها موقفا صلبا كما وقفه ائمة اهل البيت ( عليهم السلام ) .

رابعا : التقوى والاخلاق وهي من اهم المميزات في حوزتنا العلمية التي اكد عليها الاسلام فلا بد ان يتمتع المجتهد بالروحية التي كان يجسدها رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) والائمة الاطهار ليكونوا قدوة كما كان رسول الله وليكونوا قادرين على التاثير في حركة مسيرة الامة .

خامسا : استقلالية الحوزة وهو احد العناصر المهمة وهذه قضية مهمة جدا في مسيرة الحوزة وعلمائها فقد اريد لها ان تعبر عن الارادة الالهية وان لا تخضع لايةِ ارادة اخرى فقد اريد للحوزة ان يكون لها هذا الدور ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا )([4]) فاحتفظ العلماء بالاستقلالية في قرارهم على مر العصور ولم يتاثروا بالوعد او الوعيد الصادرين عن الامراء والسلاطين مما جعل لهم صورة مشرقة ومشرفة الى يومنا هذا واصبح لهم تأثير في النفوس والعقول وفي قيادة الامة والتاثير فيها .

سادسا : الاهتمام بالقضية السياسية باعتبار ان السياسة جزء رئيسي من قضايا الامة واعتبار الحركة السياسية حركة ربانية اسلامية يراد منها ابلاغ الرسالات وهي افضل عمل عند الله يمكن ان يقوم به الانسان عندما يكون ضمن الضوابط والالتزامات الشرعية التي وضعها الله سبحانه وتعالى .

سابعا : اهتمام الحوزة بالقضية الاجتماعية فالحوزات العلمية بعلمائها اريد ان يكون لهادور في حركة الامة وبنائها الاجتماعي فالانسان عنصر مهم ورئيسي في الرسالة الاسلامية([5]) وهذه الخصيصة هي التي ينطلق منها البحث في العنوان المطروح .

ولعل المنطلق من هذه الخصيصة _ في ضوء رؤية السيد الحكيم _ هو ان المجتهد عند انتمائه للحوزة لايعني ان يكون متعبدا فيلزم الحرم الشريف بالعبادة ويكون مكبا على الكتاب ليلا ونهارا وان يكون زاهدا متواضعا ولكن لابد ان يفهم ان هذا الانتماء هو انتماء الى الرسالة وليس انتماء الى الذات فمن يريد ان يكمل نفسه ببعض الامور يفقد هدفه وغايته ودوره وبالتالي يفقد نفسه ولذلك دللت الروايات على ان طالب العلم افضل من العابد لان طلب العلم يراد منه نشر العلم والعمل به فاذا فقدت هذه الغاية فقد اصل هذا الانتماء .([6])

ويرى ( قدس سره ) ان الحوزة العلمية بعلمائها تحتاج الى ان تنفتح بمجموع حركتها على الامة وهذا وعي لابد ان يترسخ في اعماق هذه الحوزة ..... فمن الضروري ان تنفتح على مشاكل الامة لان امتنا الاسلامية تعيش مشاكل كثيرة من خلال الغزو الفكري والثقافي للاعداء ([7]) وانتهى ذلك كله بالتاثير في القيم الاجتماعية وبنيتها التي رسمها القران الكريم لان الغزو الثقافي يقابل بما تقوم به الحوزة والمرجعية من اعطاء الجواب الصحيح والرؤية الواضحة التي تنطلق من الاسلام في قبال ما يشاع من ضلالات وانحرافات وبدع واثارات تؤدي الى تشويش افكار الناس وبالتالي يعم الخراب الاجتماعي حين يتفرقون ويتمزقون ويضرب بعضهم رقاب بعض .

ان الامة كما يرى ( قدس سره ) لديها مشاكل اجتماعية حقيقية والرسالة الاسلامية رسالة كاملة وفيها حل لكل مشكلة وحادثة والحوزة والمرجعية هي التي تقوم بذلك كله([8]) من هنا تحتاج الى الانفتاح على الامة لحل مشاكلها والرقي ببنيتها الاجتماعية.

وقبل هذا وذاك تأخذ المرجعية دور الاصلاح على عاتقها بل اخذته طيلة قرون طوال ولعل الحقبة الاخيرة التي تمثلت بفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وما استتبعها من احداث ولغاية سقوط صدام اخرجت للناس امثلة واضحة للمصلح المرجع ابتداء بالسيد الحكيم الاب ( قدس سره ) ومرورا بالشهيدين الصدرين           ( قدس سرهما ) وانتهاء بالدور الفعال للسيد الخميني ( قدس سره ) في قيادة الامة والعروج بها نحو مدارج الكمال وبما يقوم به المراجع اليوم في ردم الخراب الاجتماعي الذي حل بعراق اليوم بسبب الانفتاح المفاجئ على العالم بصورة كاملة والذي مثل فيه السيد السيستاني ( دام ظله ) مصداقا من مصاديق هذا التصدي .

المبحث الثاني

المرجعية وفهم المجتمع

و

قيادته وارادته

المبحث الثاني :

" المرجعية وفهم المجتمع و قيادته وادارته "

رسم السيد الحكيم ( قدس سره ) صورة كاملة وواضحة في بيان فهم المرجعية للمجتمع وقيادته وادارته على اساس نظرية الاسلام الكاشفة عن دور الانبياء (عليهم السلام ) والاوصياء من بعدهم ومنهم ائمة اهل البيت ( عليهم السلام ) ثم العلماء باعتبارهم ورثة الانبياء كما جاء في الحديث النبوي الشريف :" ان العلماء هم ورثة الانبياء "([9]) وباعتبارهم اولي الامر وهم في الوقت نفسه يمثلون القيادة السياسية للمجتمع والقضاء الذين يفصلون الخلافات بين الناس ([10]) .

ان لهم في ذلك اسوة باهل البيت ( عليهم السلام ) الذين قاموا بدورهم في قيادة المجتمع الاسلامي وادارة شؤونه على الرغم من الاستبداد الاموي والعباسي لهم فقضوا بين مقتول ومسموم باستثناء الامام الحجة ( عج ) الذي سيكون له الدور العالمي في قيادة البشرية نحو العدل ليملا الارض قسطا وعدلا بعد ان ملئت ظلما وجورا .

وتمثل هذا الدور في الطليعة الاولى للمرجعية حتى يومنا هذا بدءا من مؤسس حوزة النجف الاشرف قبل اكثر من الف عام الملقب بـ(شيخ الطائفة) اذ تعرض للمطاردة والتشريد فهجم على بيته واحرقت مكتبته ومنبره وهكذا الامر بالنسبة للشهيدين الاول والثاني اللذين يعتبران من اعلام المراجع الكبار وما زالت مؤلفاتهم تدرس الى يومنا هذا وهكذا توالت شهادات العلماء نتيجة قيادتهم للاحداث التي ترتبط بمصالح الامة حتى توج بالانتصار الكبير الذي حققه الامام ( الخميني ) ( قدس سره ) باقامة دولة الاسلام بعد ان تعرض لالوان النفي والتشريد مثلما تعرض للسجن والاعتقال ([11]) وفي المجتمع العراقي تصدى الكثير من المراجع الذين كان لهم دور ريادي في حركة المجتمع بكل ابعادها ومرتكزاتها ومن ابرز هولاء المراجع العظام الذين اشار السيد الحكيم ( قدس سره ) في معرض حديثة عن الدور الريادي للمرجعية في المجتمع نجد :

1ــ مرجعية السيد محسن الحكيم ( قدس سره ) .

وقد كان عالما ربانيا شهدت له الحوزات العلمية بكل حواضرها من خلال كتبه وطلابه على الرغم من ابتلائه بمختلف الامراض في اواخر ايام حياته غير انه لم يترك دور التربية والتعليم الى جانب وقوفه مع حق الامة والتصدي للظالمين فعبا الامة روحيا ومعنويا وحاول وضع الحواجز بين البعثيين والشعب العراقي ([12]) لدرء الخطر الهدام عن بنية المجتمع العراقي وكيانه .

وحرصا منه على وحدة المجتمع العراقي بسنته وشيعته بكرده وعربه افتى تلك الفتوى ذائعة الصيت التي حرم فيها القتال ضد الاخوة الكرد بجانب النظام البعثي ابان الحملة القمعية التي قام بها النظام البعثي المقبور ضد الاكراد والتي حقنت دماء الكثير من ابناء المجتمع الواحد وما زال الكرد يذكرون اثر هذه الفتوى في حقن دمائهم التي استرخصها فقهاء كثيرون ممن هم يحسبون على مذهبهم واستطاع النظام البعثي الحصول على فتاوى جاهزة جهلا من هؤلاء بدور العلماء في وحدة الامة .

لقد استطاع هذا العلم الرباني ان يقود الامة ليصل بها الى حد الامتثال للأمر الالهي الذي يضمن وحدة وقوة نسيج الامة الاسلامية في المجتمع العراقي الواحد في اشد ظروف القمع السياسي .

2ــ مرجعية الامام الشهيد الصدر ( قدس سره ) .

وهو العالم بكل ما تعنيه الكلمة من معنى الذي كان عارفا وعالما بمختلف ابعاد المعرفة الاسلامية و مؤلفاته وكتبه وابحاثه ونتائجه واثاره العلمية التي اصبحت واضحة للعيان وقد كان متميزا في عمله وفضله وعمقه وسعته وتناوله لكل الابعاد العلمية ... لكنه في الوقت نفسه كانت له مواقف تضحية لا يمكن ان يتحملها الا مثل هذا العالم الرباني([13]) .

لقد اخذ دوره الفاعل في قيادة المجتمع من خلال تصديه للواقع بان انتصار الثورة الاسلامية في ايران مع علمه بخطورة هذا الموقف وبكل ما استتبعه من اخطار و قدم نفسه بعد ذلك قربانا من اجل القيم والمثل والمبادئ وضحى بنفسه واخته العلوية الفاضلة الشهيدة ليضرب المثل الاعلى للتضحية في هذا العصر ([14]) .

وللدليل على حركيته الاصلاحية الاجتماعية نجد الكثير من الشباب والشابات المؤمنين والمؤمنات من اطباء ومهندسين وموظفين وعسكريين وفلاحين وكسبة من مختلف الطبقات الاجتماعية قد انخرطوا في العمل تحت لواء هذا العالم الرباني العامل بكل تفاني واخلاص وكانت الواجهة الوجه الناصع الصحيح لهذه الحركة كانت دائما هي الحوزة العلمية التي تتقدم في هذا الطريق لان هذا الموقف يمثل اصلا من اصولها ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تتنازل عنه ([15]) .

3ــ مرجعية الامام الخوئي ( قدس سره ) .

وله ( قدس سره ) دوره الفاعل والفعال في البعد الاجتماعي في حياته الشريفة والتي من اوضح مصاديقها ما كان له من دور في الانتفاضة الشعبانية التي اندلعت في ( 15 ) شعبان عام 1422 هـ بعد هزيمة صدام في حرب الخليج الثانية التي عبر فيها الشعب العراقي المسلم عن موقفه الواقعي والحقيقي تجاه حزب البعث الكافر فهو ( قدس سره ) مع انشغاله بالدرس والتدريس وقيادة الحوزة العلمية التي كان زعيمها قام بوظيفته الشرعية عندما تصدى لقيادة الامة وتحمل في سبيل هذه الوظيفة مختلف الوان الاذى والاضطهاد ويقول السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره) في هذا الخصوص : " لازلت اتذكر تلك الرسالة الشريفة التي ارسلها الامام الخوئي لي على يد بعض العلماء عندما جاؤوا الى ( قم ) وطلبوا لقاء خاصا وكان اللقاء من اجل ابلاغي هذه الرسالة التي كان يقول فيها هذا العالم قل لفلان ويقصد السيد الحكيم انني بذلت كل ما في وسعي من اجل هذا الامر وهذا ما أستطيعه " ([16]).

ونظرا للظروف القاسية التي عاشها بعد اعتقاله تدهورت صحته فتوفي في 8/8/1991 م في الكوفة وكانت وفاته اشبه بالشهادة ان لم تكن كذلك .

اذن فالعلماء من ناحية التفاعل مع الحدث الاجتماعي كان لهم دورهم في قيادة الامة وتوجيهها فقدموا مختلف الوان التضحية والفداء وتركوا اثارا في الاصلاح والاصلاح الاجتماعي ابتداء من الاسرة وانتهاء بالبنية الاجتماعية الكبرى للامة .

المبحث الثالث

المرجعية والمشروع الحضاري

في

اصلاح المجتمع الانساني

المبحث الثالث :

" المرجعية والمشروع الحضاري في اصلاح المجتمع الانساني "

لايخفى على احد دور الاسلام في بناء المشروع الحضاري للمجتمع الانساني والذي اصبحت المرجعية فيه مرحلة من مراحل استكمال هذا البناء الذي تهيا وانطلق من ضرورة قيادة العلماء للامة بعد الغيبة الكبرى للامام ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) لذا فقد اصبح من السهل ان نتصور حيوية الاسلام ونظمه وحركيه علماء الامة في عملية صنع الحضارة الانانية بكل ابعاده والتي كان البعد الاجتماعي واحدا منها .

ان المرجعية هي الضامن لصون الامة من العثرات ومواجهة التحديات وانفتاحها على التجربة الانسانية والاسهام في التفاعل الحضاري للامم والشعوب والذي بات اليوم يمثل هاجسا للامم والشعوب مما يعرف بالعولمة اذ لولا الدور الريادي للمرجعية في ادارة دفة المجتمع الاسلامي وسط هذا السيل العالمي من الشبه والانحرافات والابتذال المعرفي لغدت الامة واحدة من الامم التي جرفها السيل فتغدو بعيدة عن دينها وثقافتها ولغتها كما هو الحال في كثير من الشعوب حتى في الاطار الاسلامي عند اخوتنا اصحاب مدرسة الخلفاء كما حصل للشعب التركي حين فقد هويتة الاسلامية وانسلخ منها بسبب غياب المرجعية في البنية الاجتماعية في الوقت الذي حاول فيه المستعمرون تطبيق مثل هذا الامر على الشعب الايراني المسلم بان حكم الشاه وابيه الا ان الوجود المبارك للمرجعية وقف حائلا دون ذلك بل واصل مشواره ليحقق حلم الانبياء على يد مؤسس الثورة الاسلامية السيد الخميني ( قدس سره ) .

ولم يقف الامر عند هذا الحد وتعداه ليجعل من المجتمع الاسلامي رائدا في بناء الحضارة الانسانية على الصعد كافة لاسيما الصعيد الاجتماعي منها ([17])

  • مناهج الاصلاح .

وضح السيد الحكيم ( قدس سره ) مناهج الاصلاح من وجهة نظره فوضعه في منهجين رئيسيين قد يلتقيان في بعض المفردات والمصاديق ولكنهما يختلفان بشكل رئيسي في المنطلقات الاساسية والتصور العام وهما :

1ــ منهج الاصلاح الكلي وهو الانطلاق بالاصلاح من النظرية الاسلامية عقائديا وفكريا وسياسيا واجتماعيا وهو محل البحث والنظرية العامة في هذا المنهج هي نظره كلية وشمولية تؤمن بالترابط الموضوعي والعلاقة التركيبية والتاثيرات المتبادلة الايجابية او السلبية بين المفردات والاجزاء والمصاديق وهو منهج ينطلق من الروية الكلية العامة والمسؤوليات الرئيسة للامة والقضايا التي تعيشها في أي عصر وزمان وهذا المنهج ينطلق من تصور شامل وعام بحيث يرى ارتباطاتها بعضها بالبعض الاخر ويتفاعل معها ويؤثر العمل في هذا الميدان من قضايا الامة على الميادين الاخرى اذا فهذا المنهج ينطلق من نظرة كلية شمولية لمجموع قضايا الامة وتمثل هدفا رئيسيا شاملا بالنسبة لاهداف الامة ويرتكز على نقطتين :

  • النظر للقضايا العامة لا الجزئية والمفردات التفصيلية هنا وهناك .
  • يركز بين هذه القضايا بنظرة شمولية بحيث يعتبر القضايا بعضها مع البعض الاخر.

وهنا امران يؤكدان على امرين مهمين هما :

أ ــ اعتبار الحوزة وعلمائها المنطلق للاصلاح و الاطار العام له .

ب ــ الاهداف والهموم الكلية يمكن ان تنطلق من اصغر قضايا الامة وابسطها .

2ــ منهج الانطلاق بالاصلاح من مفردات المشاكل القائمة على المجتمع الانساني وتفاصيلها الجزئية لمعالجتها واحدة بعد الاخرى ضمن النظام القائم و الواقع المعاش وحسب الامكانات الميسورة في هذا الشخص وهذه الجماعة و الاولويات في فهم المشكلة وحجمها واهميتها في المجتمع او دورها في الاصلاح العام ([18]) .

والنظرة في هذا المنهج نظرة تجزيئية وهي ترى ان اصلاح الاجزاء والمفردات والمصاديق وضم بعضها الى الاخر يؤدي في النهاية الى اصلاح الكل لان الكل هو مجموع هذه الاجزاء او انها ترى ان الميسور من الاصلاح او الممكن منه هو الاصلاح الجزئي في هذه المفردة او تلك لان الاصلاح العام يتعذر ([19]) ويرى السيد محمد باقر الحكيم ان هذين المنهجين يلتقيان في الاهتمام بهذه المفردة او تلك الا انهما يختلفان بينهما بصورة اساسية في المنطلقات لفهم عملية الاصلاح والنظرة العامة للاشياء او التقدير للظروف الاساسية او               الاجتماعية ([20]) .

ويرى ( قدس سره ) ان حركة الاصلاح التي قامت بها الحوزة وعلماؤها شهدت في تاريخها المعاصر كلا من المنهجين ولكل منهما رجاله وشخصياته من الناحية الخارجية والظاهرية والتي استكشفت من خلال السلوك              والمواقف ([21]).

وتمثل دور المرجعية في قيادة حركة الاصلاح من وجة نظر السيد الحكيم (قدس سره) في محاور ولكل محور رواده وهي :

1ــ محور الحركة الاصلاحية المنطلق من مؤسسة الحوزة ورجالها المنطلق الى اطار عام للعمل الاسلامي ليستوعب اوساط الامة كلها تنظيما لتتبنى هموم الامة وقضاياها المصيرية من اجل اصلاح المجتمع والاوضاع العامة للامة للانطلاق بها لقيادة المجتمع الانساني وتمثل ذلك في مصاديق عديدة منها ما قام به علماء الحوزة العلمية في قيادة ثورة العشرين في العراق وفي الخامس عشر من شعبان سنة 1338 هـ ضد التسلط العسكري بعد الحرب العالمية الاولى ومن العلماء الذين قاموا بذلك فأبعدتهم قوات الانتداب البريطاني اية الله الشيخ الخالصي والمرجع الشيخ اية الله النائيني واية الله السيد الاصفهاني .

ومن مصاديقها ايضا السيد المرجع محسن الحكيم ( قدس سؤه ) في العقدين الثامن والتاسع والعاشر الهجريين حين تصدى للمد الشيوعي الذي غزا العالم اجمع وامتد خطره الى العالم الاسلامي فاستطاع ان يوقف ذلك المد ويحد من خطورته .

2ــ محور الالتزام في اتجاه الاصلاح بالحوزة العلمية ومؤسساتها التي قامت بالاعمال الاتية :

أ ــ ايجاد المؤسسات المساندة المختصة للقيام بالأعمال والنشاطات الخاصة كمؤسسات النشر والتحقيق او المكتبات العامة او الاعمال الخيرية .

ب ــ محاربة الفئات الضالة في الامة الاسلامية عقائديا كالبهائية و الوهابية والنواصب والغلاة وحركات التبشير المسيحي .

ت ــ تاسيس المدارس الدينية الحديثة التي تجمع بين المنهج العام والتربية الدينية الخاصة وكذلك المؤسسات الثقافية الحديثة الدينية كالمنتديات والجمعيات والمدارس الاهلية .

ث ــ الانفتاح على اوساط المذاهب الاسلامية علماء ومثقفين ومفكرين وادباء بهدف التقريب المذهبي والتعاون المشترك .

ج ــ تطوير وتنشيط حركة التبليغ وارسال البعثات التبليغية في مناطق الفراغ او الحج واستخدام الاساليب الجديدة في التبليغ والنشر كاصدار المجلات والمنشورات والدوريات وتبسيط المفاهيم الدينية وشرحها .

ومن مصاديق علماء هذا المحور السيد البروجردي والشهيد البهشتي واية الله العظمى السيد شرف الدين والمرحوم الشيخ الاخوند الخرساني([22]) .

3 ــ محور الحركة الاصلاحية في الالتزام بالمنهج الشمولي الكلي في الاصلاح والذي كان معنيا باصلاح الاوضاع السياسية العامة والتي استخدم المراجع العلماء فيها المؤسسات الدينية والنشاطات الشعائرية العامة كالاحتفالات والمجالس الحسينية بالحوزة واجهات لا عمالها ونشاطاتها او مركزاً تنطلق منه ولعل من ابرز الاحزاب الاسلامية التي اسسها العلماء حزب ( -جمعية النهضة الاسلامية ) التي اسسها السيد ( محمد بحر العلوم ) والعلامة الشيخ ( محمد جواد الجزائري ) واخرون اثناء حركة الجهاد ضد الاستعمار الانكليزي التي ينسب اليها ولبعض افرادها عملية ثورة النجف الاشرف سنة 1338 هـ وكذلك حركة ( فدائيان اسلام ) في ايران التي قادها العلامة السيد ( نواب صفوي ) وبرعاية ودعم من اية الله السيد ابي القاسم الكاشاني وحركة ( امل ) التي اسسها السيد العلامة ( موسى الصدر ) في لبنان ومن ابرز مصاديق هذا المحور رائد الاصلاح الاجتماعي العصر الحديث السيد اية الله العظمى الخميني ( قدس سره ) والذي حقق حلم الانبياء بتأسيسه دولة الاسلام في ايران ([23]) .

وذهب السيد محمد باقر الحكيم بتفصيل دقيق ليبين الدور الفاعل للحوزة ورجالها في قيادة الامة والسعي بها الى معارج النور في موسوعته التي خصصها لهذا الموضوع بالاضافة الى ما سجله قلمه الشريف من كتابات متناثرة بين ثنايا المؤلفات الكثيرة له ( قدس سره ) .

  

المصادر والمراجع :

ــ القران الكريم .

ــ بحار الانوار , محمد باقر المجلسي , ت ( 1111 ) هـ , مطبعة مؤسسة الوفاء , بيروت , 1983 .

ــ الكافي , ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني , دار الاضواء , بيروت , 1405هـ ق .

ــ الكنى والالقاب , عباس القمي ت ( 1359 )هـ , مطبعة النجف الاشرف( د.ت ).

ــ المجتمع الانساني في القران الكريم , السيد محمد باقر الحكيم , المركز الاسلامي المعاصر , بيروت , لبنان , 2003م .

ــ موسوعة الحوزة العلمية والمرجعية , السيد محمد باقر الحكيم , مؤسسة تراث الشهيد الحكيم , النجف الاشرف , 2005 م .

 

 

[1]  . ينظر : موسوعة الحوزة العلمية و المرجعية , السيد محمد باقر الحكيم مؤسسة تراث الشهيد الحكيم ,النجف الاشرف , 2005, ج 1 / ص:23.

 

[2] . ينظر : المصدر السابق : ص : 25 .

 

[3] . ينظر : المكان نفسه .

 

[4] . سورة الاحزاب : 39 .

 

[5] .  فصل السيد الحكيم ( قدس سره ) هذه الخصائص بالتفصيل , وقد ذكرناها للانطلاق الى الخصيصة الاخيرة باعتبارها محل الدراسة والبحث , فمن ارادة التفصيل فعليه الرجوع الى :

موسوعة الحوزة العلمية والمرجعية , الجزء الاول / ص34ـ 69 .

 

[6] . المصدر السابق , ج1/ص:65 ـ 66

 

[7] . المكان نفسه .

 

[8] . ينظر : المصدر السابق , ج1 / ص :67 .

 

[9] . ينظر ما ورد في خصوص الحديث في :

بحار الانوار , محمد باقر المجلسي , ت ( 1111) هـ مطبعة مؤسسة الوفاء , بيروت , 1983 م , ج 108 / 24 .

والكافي , ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني , دار الاضواء , بيروت , 1405 هـ ق , ج 1/ 32 , الحديث الثاني .

 

[10] ) ينظر : الحوزة العلمية والمرجعية , ج 1 / 227 .

(*) وهما : الشهيد الاول الفقيه ( محمد بن مكي جمال الدين العاملي , ولد عام 734 هجرية في جنوب لبنان واستشهد في سنة 786 هـ على يد الملك ( بيدمر ) في دمشق .

* واستشهد الثاني هو الشيخ ( زين الدين بن نور الدين العاملي الجعبي , ولد في 13 من شوال سنة 911 في جنوب لبنان واستشهد سنة 965 هـ بعد ان قبض عليه بامر السلطان سليم ملك الروم وقتل عن طريق البحر الى قسطنطينية وبقي مطروحا ثلاثه ايام ثم القوا جسده الشريف في البحر .

* الكنى والالقاب عباس القمي ت ( 1359 ) هـ مطبعة النجف الاشرف ( د.ت ) ج 2 / 378 .

 

[11] . ينظر : الحوزة العلمية والمراجعية ج 1 / 238 ـ 239 .

 

[12] . ينظر : المصدر السابق ج 1 / 241 .

 

[13] . ينظر : المصدر السابق ج 1 / 242 .

 

[14] . المصدر السابق ج 1 / 243 .

 

[15] . المكان نفسه .

 

[16] . المصدر السابق ج 1 / 245 .

 

[17] . ينظر : المصدر السابق ج 1 / 273 .

 

[18] . ينظر : المصدر السابق ج 1 / 274 ـ‘ 275 .

 

[19] . ينظر : المكان نفسه .

 

[20]. ينظر : المكان نفسه .

 

[21].  ينظر : المكان نفسه .

 

[22] . ينظر المصدر السابق ج 1 / 288 ـ 299 .

 

[23] .  ينظر : المصدر السابق ج 1 / 300 ـ 301 .