آيدلوجيّة الخطاب الديني في المجتمع... العراق أُنموذجاً

د. هيام طعمة مطلك([1])

جامعة طهران- برديس فارابي، كليّة الإلهيّات، قسم اللغة العربيّة وآدابها

الملخّص:

      لقد احتوت آيدلوجيّة الخطاب الديني في المجتمع على دراسة موضوعيّة ذات جاذبيّة رائعة، فقد تضمّن البُعدين الديني والاجتماعي، فالمقال تضمّن دراسة موضوعيّة للإعلام الإسلامي المتمثّل في المنبر الديني في المستويين الديني والاجتماعي, وذلك لأهميّتهما في الدّراسة الموضوعيّة، وكذلك تضمّن أنواع المنابر الثلاث(المنبر الماحل، المنبر الفاشل، والمنبر العامل)، فالمنبر الماحل، أي المجادل الذي يشحن الأمّة بالبغضاء والتناحر  والتدابر ومصداقه في قوله تعالى:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾(البقرة/204)، والحائل، أي المانع، وهو المنبر الذي يتكأ على الخرافات والاساطير التي لا تسمن ولا تغني من  جوع، وتروي من الظمأ، وهو مانع للحقيقة، ومصداقه قوله تعالى:﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ ﴾(الحج/11)، والعامل، أي المؤثّر الناجح، وهو المنبر الواعي الذي يواكب تطوّرات ومتطلّبات الظروف الرّاهنة من رتق الفتق، وجمع الكلمة والعمل على الأصول التبشيريّة في جذب أفراد الأمّة والخطاب المتّزن والمعتدل الهادف إلى احترام الجميع مع عدم نسيان الهدف الأصيل:﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي         نَفْسَهُ ﴾(البقرة/207)، أو:﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ ﴾(آل عمران/64).

    وأيضاً تضمّن ما يتوجّب على  خطيب المنبر الديني، وكذلك غايات المنبر وتطلّعاته في أدلجة الإسلام الحقيقي، ودوره في حلّ المشاكل الاجتماعيّة.

   ومن النتائج التي توصّل إليها المقال هي: الاهتمام بدور المنبر الديني في الاعتدال، واستعمال الآيدلوجيّة الصادقة البعيدة عن الخرافة، وكذلك الأساليب الناجعة والظافرة في جذب المتلقّين، ونشر ثقافة الاعتدال والتّسامح بينهم.

Summary:

      The article included an objective study of the Islamic media represented in the forum at the religious and social levels, because of their importance in the objective study. It also included the types of the three platforms (the Tribal Forum, the Failed Platform, and the Platform). The worker, the Almnabr Almahl, ie, arguing that the nation is charged with hatred, rivalry and perseverance and its credibility in the verse:) The people who you like to say in the life of the world)(cow / 204((

, And al-Hail, which is the inhibitor, which is the platform that rests on the myths and legends that do not fatten and starve from hunger, and narrated from thirst, which is contrary to truth, and its credibility: The successful performer, which is the conscious platform that keeps abreast of the developments and requirements of the current circumstances of the hernia, and the gathering of the word and work on the missionary assets in attracting the nation's members and the balanced and moderate discourse aimed at respecting everyone while not forgetting the original goal:, Or: "Say, O People of the Book, come to a common Word" Al-Imran, 64

And also guarantees what is required of Khatib Husseini, as well as the goals and aspirations of the platform in the real argument of Islam, and its role in solving social problems.

    One of the findings of the article is: the interest of the role of the Husseini platform in moderation and tolerance, the use of sincere ideology away from superstition, as well as effective methods and attractiveness in attracting the recipients, and the dissemination of a culture of moderation and tolerance among them.

Opening words: Ideology, moderation and tolerance, objective study, al-Husseini pulpit.

كلمات مفتاحيّة: الخطاب الديني، الاعتدال، الآيدلوجيّة، العراق.

المقدّمة:

        لاشكَّ حينما يصبح الإعلام جمالاً، وحركة العقل وهجاً يعانق إشراق الكلمات, وشوقاً راقياً إلى فنون التسامح البديعة يتماهى الوعد في الفعل، فيتجلّى عن دراسة موضوعيّة تتناول أساليب، وآثار المنبر الديني في إطار يجمع بين الأصالة القديمة، والمعاصرة عند المنبريّينَ العاملينَ، فدراستنا(آيدلوجيّة الخطاب الديني  في المجتمع...العراق أُنموذجاً) قد استقرّت عند مرافئ عديدة من شواطئ الاعتدال والصفاء, فارتاحت النّفس لدى أطياف النّخب المنبريّة في رسم الحقيقة, واستودعت فيها أنماط البيان والبهاء في آيدلوجيّة الاعتدال والتسامح، خصوصاً في العراق.

        وللخطاب الديني أفنانٌ وألوانٌ أبدعتها ذاكرة الخطباء، فلم يقف الحُسْن في الكلام والحياة والفنّ، والاعتدال والتسامح بين الجميع عند حدٍّ معيّن لديهم، وإنّما كان يُبنى بناءً جميلاً يمتدّ إلى آفاق إنسانيّة رحبة, ومثيرة، فما خلَّفه لنا الخطيب الديني من أساليب جماليّة في فنون الاعتدال، إنّما يدلّ على مدى ولعه بالحُسْن والتسامح في كلّ شيء، ولمّا كان التّسامح روح الأثر الديني لديه، فإنّه غدا وجهاً من وجوه الوجود الحيّ والفاعل، فالحسنُ في الاعتدال الذي ترتاح إليه العين قبل النّفس أصبح سمة مشخّصة في كلّ أسلوب من أساليب كلام الخطيب العامل, وكان لخطابه منزلة كبرى في هذا المجال.

        كذلك دفعتنا الرّغبة إلى تلمّس مواطن غايات المنبر وتطلّعاته المستقبليّة، وإدراك العناصر المتألّقة الفاعلة في المجتمع، والحاملة لقيم نبيلة رفيعة صافية صفاء نفوس أهلها، فقد دفعتنا الرغبة إلى استجلاء ملامح ذلك وبيان قيمتها في دراسة موضوعيّة.

        إنّ دراستنا الموضوعيّة لآيدلوجية الخطاب الديني الديني  لم يكن على اعتبار النسخ والتقليد أو التبعيّة والاستحضار لكلّ ما قاله القدماء والمحدثون، بل كان على وجه التحليل والدرس والفهم والاستقراء في إهاب ثوبٍ لطيفٍ شفّافٍ نسج خيوطه الذهبيّة مع معين المنابر الهادفة. إنّها دراسة تستند إلى مفهوم الاعتدال الممتد المؤثّر في جوهر العقول، فكلّما تأمّلناها بعيون مفتوحة، وقلوب يقظةٍ أبانت لنا عن مخزون عميق ناجح لا ينفد ولا ينقطع على مرّ الأجيال، فللخطاب الديني في العراق  دورٌ مهمٌّ في عصرنا الحاضر، وما يتحمّل من أعباء كبيرة في تربية الأُمّة وإعدادها، وربطها بمفاهيم الإسلام الحقيقي، بالإضافة إلى دوره التّاريخي الهادف إلى إبقاء أهداف الرسالة تتجاوب معها الأرواح وتنفعل معها المواقف, ولأنّه أصبح الآن جزءً من التراث الديني، كان لا بدّ لنا أنّ نستكمل آيدلوجيّته في الاعتدال والتّسامح، مؤسّسين لـه بمدخل يبين مفهوم الآيدلوجيّة، وتعريف المنبر الديني في العراق، وتحدّيد ماهيّة من خلال الدراسة الموضوعيّة باعتبارها منهجاً تحليليّاً للدراسة،  لذا إرتأينا أن نكتب بحثاً في أيدلوجيّة الاعتدال والتسامح من خلال منبر الاعتدال الديني, لنظهر الصورة الحقيقيةّ لذلك الإعلام المطلوب، وذكرنا أيضاً عدّة أيدلوجيّات في المنبر الديني، وقد لفت نظرنا آثار ذلك المنبر وأبعاده ، فأظهرنا ما كان مغموراً في طيّات الأذهان، والعقول، وربما يكون السبب في غمور ذلك هو الإعلام المزيّف، أو الابتعاد عن الحقيقة، وكذلك السياسة المقيتة التي تعاقبتها السلطات، لذا نحاول إظهار بعض المفاهيم والأفكار العظيمة، ومن الضروري بيان ذلك للعالم كي ينظر إلى عين الحقيقة، وقد بذلنا جهدنا في إظهار الحقيقة ، وأعملنا فكرنا لنضع هذا البحث المتواضع بالمستوى المطلوب ليكون لنا زاداً في أولانا وأخرانا﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾( هود/88).

خلفيّة البحث:

        يُعدّ المنبر الديني ركناً رئيساً في نشر ثقافة الاعتدال والتّسامح، ففيه جمع شمل الأمّة، والقضاء على التناحرات المقيتة ، لذا يمكن القول: إنّ خطاب المنبر الديني في العراق يمثّل مرحلة من مراحل تثبيت دعائم الإسلام، ولهذا السبب ازداد اهتمام الباحثين في دراسة آثاره، وأفكاره، وغاياته.

     وأمّا الدراسة الموضوعيّة للاعتدال والتّسامح لدى المنبر الديني دراسة موضوعيّة يبدو أنّها لم تدرس بشكلٍ مكثّفٍ، لذا وجدنا بعض الدراسات التي تطرّقت لدراسة لغويّة، وبعضها تحليليّة، وبعضها نقديّة، وبعضها تهجّميّة تروم التسقيط، لذا لم نجد دراسة تطرّقت لدراسة موضوعيّة مشابهة لبحثنا تماماً، ولذلك شرعنا بالبحث عن كنوز ذلك الركن الرئيسي.                                        

أسئلة البحث:

  1. أين يكمن الاعتدال والتّسامح في المنبر الديني؟

      أ‌- ما دور المنبر الديني في نشر ثقافة الاعتدال والتّسامح؟

      ب‌- ما أثر المنبر الديني في حلِّ قضايا المجتمع؟

      ت‌- هل يمكن أن يكون المنبر الديني إعلاماً للسّاحة الأسلاميّة؟

فرضيّات البحث:

  1. يكمن الاعتدال والتّسامح في المنبر الديني في الموارد الآتية:

    الخطاب المعتدل، المصداقيّة، الدعوة للوحدة، ترك الخرافات، ونبذ الطائفيّة.

     أ‌- إنّ دور المنبر الديني في نشر ثقافة الاعتدال والتّسامح هو إظهار قيم الإسلام الحقيقي.

     ب‌- المنبر الديني له أثرٌ كبيرٌ في حلِّ قضايا المجتمع.

     ت‌- يمكن أن يكون المنبر الديني إعلاماً ناجحاً للإسلام لما فيه من مضامين عظيمة.

الأيدولوجيّة:

        مصطلح لاتيني في الأصل يعني علم الأفكار، وهو علمٌ يدرس مدى صحّة أو خطأ الأفكار التي يحملها النّاس. هذه الأفكار التي تُبنى منها النظريات والفرضيات، التي تتلاءم مع العمليّات العقليّة لأعضاء المجتمع. وقد انتشر استعمال هذا الاصطلاح بحيث أصبح لا يعني علم الأفكار فحسب، بل النّظام الفكري والعاطفي الشامل الذي يُعبّر عن مواقف الأفراد من العالم والمجتمع والإنسان. والأيديولوجيّة هي فكرة يتقيّد بها المفكرون إلى درجة كبيرة، بحيث تؤثّر على حديثهم وسلوكهم ، وتحدّد إطار علاقاتهم بالفئات الاجتماعية المختلفة([2]) .

   لقد أصبحت الأيديولوجية عبارة عن نظام الأفكار المتداخلة كالمعتقدات التي يؤمن بها جماعة معيّنة أو مجتمع ما وتعكس مصالحها واهتماماتها الاجتماعيّة و الأخلاقيّة و الدينيّة و السياسيّة و الاقتصاديّة وتبرّرها في الوقت نفسه، وهي عقيدة شاملة والمظلّة الأخلاقيّة والعقائديّة الكُبرى لتنظيم المُجتمع([3])، ولو تأمّلنا مليّاً في آيدلوجيّة الاعتدال والتسامح لدى المنبر الديني لوجدناه فكراً عظيماً يستحقّ الدراسة.

المنبر الديني لغةً:

إنّ لفظ المِنبَر يعود إلى الفعل نَبَرَ حينما يقال: نبر الشيء نبراً, أي رفعه. ويقال: نبر في قرءاته أو غنائه، أي رفعها... انتبر الشيء: ارتفع...المنبر: مرقاة يرتقيها الخطيب جمعها منابر([4]).

وقال الجوهري: «نبرتُ الشيء أنبره نبراً، رفعته»([5])، وقال الفيروزآبادي «فالنّبرة هي كلُّ مرتفع من الشّيء»([6]).

وإضافة مفردة الديني إلى المنبر، فهي نسبة إلى الإسلام المحمّدي, لأنّ الخطيب الذي يرتقي المنبر يذكر الإسلام، وأهدافه، وآثاره...

المنبر الديني اصطلاحاً:

    هو نوعٌ من أنواع الخطابة الدينيّة عند المسلمين، والخطيب يذكّر النّاس بالآداب الإسلاميّة، وإرشادهم، وتوعيتهم، فهو إِعلام رساليّ داعويّ بنَّاء، وأسلوب من أساليب التأثير في الجماهير والرأي العام بشأن العقيدة الدينية، وهو أكبر من مجرد عمليّة الإخبار أو الإعلام, لأنّه يفترض وجود علاقة ولاء قائمة أو ممكنة، فهو ليس دعاية, لأنه يرفض كل تشويه أو تمويه([7]).

آيدلوجيّة الخطيب الديني:  

   إنّ عمل الخطيب الديني هو عمل الأنبياء، ونحن نعلم أنّ الأنبياء خدموا الأمم من خلال التبليغ، ونقل الحقائق والإرشادات السّماويّة للنّاس، دون كذب أو تحريف أو زيف، بل إنّ التبليغ هو عمل الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم): ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ﴾(العنكبوت/18)، فعمل الخطيب العامل هو عمليّة نقل المعلومات والحقائق إلى المتلقّي بطريقة إسلاميّة حقيقيّة، بعيداً عن الخرافات، وداعياً إلى الوحدة والالتفاف حول مبادئ الإسلام من خلال ذكر سيرة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، وأهل بيته الأطيبين الأطهرين.

   ينماز الخطيب العامل بصراحته، فهو واضح لا يكتنفه الغموض، عفيف الأسلوب والعرض، نظيف الوسيلة والطريق، شريف القصد والهدف، ويتميّز بأن غايته الحق، وقوله الصدق، لا يضلّ ولا يُضلل، ولا يتبع الأساليب الملتوية ولا الدنيئة في العرض والبيان، ولا يسلك سبل التغرير والخداع والكذب، فهو يبيع نفسه لله سبحانه، وخدمة للدين الحنيف: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ﴾([8]) , بل طريقه التثبّت والدقّة والوضوح والاستقامة النّابعة من حقيقة الإسلام، وعقيدة المسلم المبنيّة على تحري مَواطن العلم واليقين بالأمور، والابتعاد عن مَواطن الظنّ والوهم، والشبهة والريبة، وأسلوبه اللِين والحكمة، والإرشاد القويم في الدعوة إلى منهج الدين الحنيف، كما أمر الباري رسولَه الكريم، فقال عز وجل﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾([9]) ، ويكون أسلوب الخطيب العامل سمحاً يروم الاعتدال والتسامح والتشجيع عليهما، فقد مدح الله(Y) هذا الأسلوب في نشـر الرسالة الإسلاميّة: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ من اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا من حَوْلِكَ﴾([10]) ، ولاشكّ أنّ هذا الأسلوب والطريقة في الدعوة والعرض تبعث روح التآخي والمودة في المجتمع الإسلاميّ، ويزرع التسامح في نفوس المسلمين، وتزرع الألفة والمحبة بين أبنائه على اختلاف طبقاتهم ومذاهبهم،تمسكاً بقوله تعالى ﴿واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا﴾([11]) .                                     

ما يتوجّب على الخطيب الديني:

لابدَّ للخطيب الديني أنّ يكون بمُستوًى عالٍ من الثّقافة العامّة, حتى يُغني المنبر بالبحث والنّقاش، ويفتح آفاق المستمعين  على اختلاف مستوياتهم العلميّة والثقافيّة، بما يدور في المجتمع، من أفكار وآراء وأطروحات، بل وما يدور في عموم العالم المحيط بنا، ولو بالسؤال والاستفسار من خلال البحث والمتابعة عن ذلك، فضلاً عن معرفته ودرايته بثقافة مجتمعه، وما يحيط  به من أحداث ومشاكل ورؤى على كافة الصعد, حتى ينير ذهنيّة المستمع والمتلقي، ويوضّح له الطريقَ الصحيح في الحياة، بأسلُوبٍ سليم، ذي مطالب واضحة ليست بالغريبة، وحقائق علميّة ثابتة ليست بالفرضيّات، مما تتقبله القلوب والعقول، لا أن تنفر منه الطباع والنفوس، أو يثير التساؤل والتشكيك، كذلك يتوجّب عليه أن يكون مستوثقاً في نقله للروايات والأخبار على المنبر،  مميِزاً الغثّ منها عن السّمين، وإن كان باعتماده على الكتب المعتبرة والموثّقة والمحقّقة، وألاّ يكون عَرْضُهُ للأفكار والآراء إلا بعد دراستها وتمحيصها، بعد تتبُّع أصولها ومنابعها، ثم التشاور والتباحث فيها مع أهل العلم والفضل والتحقيق, لأن الخطيب قد يقع في الخَلط أو التشويش من حيث لا يشعر، وذلك بعرْض كل ما صادفه من رأي ـ أو سمعه من قول، أو قرأه من  كتاب ـ على المنبر، بدون تدقيق أو مراجعة أو تأمّل فيها، وهذه آفة المنبر وهدم دوره البنَّاء في خلق مجتمع إسلامي واع. كذلك ينبغي عليه أن ينأى بالمنبر عن سَرد القضايا الشخصيّة والآراء النفسيّة وغلبة الهوى، حيث يتطاول على بعض الناس ويسفّه أفكارهم وعقولهم ويستهزئ بهم, لمخالفتهم رأيَه الشخصـي مثلاً، ونحن نشاهد ونسمع الخطباء العراقيّين خصوصاً امتثالهم لمبادئ الإسلام المحمّدي، فهم يبثّون روح الاعتدال والتسامح في النسيج العراقي، مبتعدين عن الفرقة على رغم اختلاف الأعراق والمذاهب في العراق.

آيدلوجيّة الاعتدال:

        لاشكّ أنّ للاعتدال دوراً رياديّاً في تعزيز الوحدة وإشاعة مظاهر الألفة والأخوة بين أبناء الوطن الواحد وتحقيق المصلحة العليا للوطن وتأكيد وحدة الصف، فلابدَّ من التشديد على ضرورة نبذ التطرّف والتعصّب, وذلك لتعزيز مظاهر الوحدة الإسلامية ووشائج اللحمة الوطنيّة ومواجهة كافّة صور الإرهاب والقضاء على أسباب وعوامل الفتن الطائفيّة.

        إنّ التحدّيات الجسيمة الحاليّة وغير المسبوقة التي يشهدها مجتمعنا الإسلامي، والتي لم تعد خطورتها مقتصرة على بلد دون آخر، تفرض على الجميع المزيد من مراعاة الدقّة وتوخّي الحذر في التقييم خصوصاً في الخطاب الديني المعتدل من خلال المنابر العاملة، فعلى الجميع اليقظة والتنبّه لمجابهة المخاطر المحدقة بالأمّة الإسلامية في وقتنا الراهن، ونشر روح التّسامح، والنأي بالمجتمع عن أسباب التفرقة وعدم إثارة ما يشقّ وحدة الصفّ، الأمر الذي يستدعي تكاتف الجميع لتعزيز وشائج اللحمة الوطنية وتنقية الأجواء لتفويت الفرصة على الذين يسعون للنيل من أمتنا الإسلامية والكيد بها والنيل منها.

إنّ آيدلوجيّة تحكيم الاعتدال والتّسامح، والقيم والمبادئ والمثل العليا للإسلام، ونشر ثقافة السلم الأهلي، ونبذ العنف هي جوهر آيدلوجيّة الإسلام وقوامه وقاعدته، من خلال المنابر الدينيّة التي تحرص على رصّ الصفوف وتنشر المحبة والمودّة بين النّاس، وتأخذ على عاتقها نشر مقاصد الشّريعة الإسلامية السّمحة، والإخاء والرحّمة والتّعاون على البر والتقوى وصولاً إلى المجتمع المتماسك الذي يسوده الحبّ والوئام والألفة لحمايته من الموجات الطائفيّة والإرهابيّة التي تجتاح المنطقة والعالم، فالأمّة الإسلامية بحاجة ماسّة اليوم إلى خطاب بنائي وليس إنشائيّاً، يدفع حركة المجتمع عبر الفرز بين قيم التّحلّي وقيم التّخلّي، وإدراك سنن التغيير الحضاري، بحيث يعيد للإنسان دوره وفاعليته وحضوره في حركة المجتمع، خطاب ينبع أولا من طبيعة الإسلام الذي ينطوي على دعوة مستمرّة إلى التّجديد، والاعتدال والتّسامح.

أبعاد المنبر العامل:

        إنّ في كلّ مرحلة من المراحل كان الخطيب الديني يتواكب مع أوليّات واحتياجات الشّعب، وله جنبتان مهمّتان: الأولى: الجانب الدفاعي والمقاومة للحفاظ على الهويّة في مواجهة الغزو الخارجي، وحفظ الإسلام من الأخطار الفكريّة، والجنبة الأخرى: بثّ ثقافة الاعتدال والتّسامح بين المجتمعات- الإسلاميّة وغيرها- ، لذا فإنّ الخطاب المنشود لا بدَّ أن يستلهم روح الظروف والمتغيرات التي حدثت وتحدث في المستقبل، فمن الضروري الانطلاق في إعادة بناء المسلم المعاصر ليكون إنساناً حضاريّاً فاعلاً في مجتمعه ومنتجاً وليس عالةً على الآخرين، يفهم حقيقة الإسلام ومهمّته، وهي عبادة الله وتعمير الأرض. فالخطاب الديني وفق مبادئ الشريعة الإسلاميّة يؤصّل الأفكار السّلمية والإيمان بالاعتدال والتّسامح ونبذ العنف، وبالتالي نفي تهمة العنف التي ألصقها الإعلام المزيّف بالإسلام، فالإسلام هو السّلام والتّسامح.

المنبر العراقي عين الاعتدال والتّسامح:

        منبر العراق قمّة الجمال في الاعتدال والتّسامح، فقد دعى منذ الوهلة الأولى إلى الوحدة والابتعاد عن الفرقة، وجسّد حقيقة التّسامح الذي جاء به الأنبياء ، فلو تأمّلنا خطاباتهم، وفي أحلك الساعات التي مرّت على العراقيّين، لوجدناها في قمَّة الجمال في الاعتدال والتّسامح، فهو خطاب لايريد أن يقع النّاس في الهلكة، ولو تتبّعنا ما صنعه الخطباء من الوفاء لإبناء وطنهم لوجدناهم في قمّة الروعة والجمال في الاعتدال، وإذا ذكرنا تضحياتهم في أحلك السّاعات لكانت عين الجمال في الاعتدال، فلا يمكن لأحدٍ أن يجرأ ويقول: يوجد نقص في جماليّة الخطاب الديني العراقي، فقد جسّدتها المنابر الدينيّة، فما أجملكِ، ومااعظمكِ يامنابر الاعتدال والوفاء والعطاء.

        إنَّ مصيبةَ داعش الصهيوتكفيري لَهيَ من أعظم النّعم علينا، فالبلاء الذي وقع على العراق العظيم كان بلاءً حسناً، فقد كانت غاية الانتصار تمثِّل قمَّة النّجاح في الدعوة للتّسامح، ورفض الظلم والباطل، وانتصار الحقّ، ورفع راية الاعتدال، لذا نستطيع أن نقول:  إنّ العراق سيحقّق هذا النصر العظيم، ويجعله معمولاً به في كلِّ أرجاء المعمورة، فبلاء العراق بداعش لم يثنهم عن الجمال الحقيقي للاعتدال ، فخطيب المنبر الديني له دور كبير في نقل روح الثّورة المحمّديّة المعتدلة، فهو يترجم أهدافها بكلّ وعي وإخلاص من خلال إبراز موقعية الثّورة وأبعادها المختلفة في مسيرة الإسلام والتاريخ في الاعتدال، وربطها بواقع الحال اليوم، وغرسها في وجدان النّاس وعقولهم، كي تظلّ فعلاً حيّةً تحرِّك العقول وتدفعها إلى المواجهة والنّهوض إلى مهام الإصلاح الاجتماعي المتعدّد الجوانب.

آيدلوجيّ المنبر الديني في القضايا العامة:  

        إنّ المنبر الديني العامل الحاذق يجب أن يكون ماهراً في ملامسة قضايا النّاس والواقع، ومقاربتها عبر رؤية تصحيحيّة نقديّة تنسجم مع الحاجات والتطلّعات، من خلال تلاوة السّيرة والحديث عن التاريخ الإسلامي الناصع، إذ ليس معقولاً أن يبقي السّيرة في حدود عرض المأساة فقط، والغوص في تفاصيل لا طائل منها، ولا تخدم الأهداف الكبرى في الرّبط الحيّ والفاعل لحركة الرسول والأصحاب والأتباع في خطّ  الاعتدال والحريّة ومواجهة الفساد وغير ذلك، ومن خلال السيرة المشرقة يستطيع المنبر إحياء النّفوس التوّاقة إلى مزيد من الكرامة والحريّة، بل يُحيي بها كلّ أملٍ في مواجهة الفساد، وبثّ روح التّسامح.

إنّ آيدلوجيّة المنبر الديني، خصوصاً في العراق القضايا العامّة مبنيّة على التّوعية، فهو منبر حركة وثورة، وهو منبر الإسلام كلّه، فلايمكن تجميده للموعظة فقط، وعزله عن الواقع، بل لابدّ أن يلامس القضايا الحيّة التي تثير حساسيّة المجتمع، فالمنبر دار الاعتدال يجمع النّاس كما لم تجمعهم مناسبة أخرى، فهو مدرسة واسعة الأرجاء تمثل شمول الإسلام، وسعة أفقه الموجه للإنسان في مختلف مجالات الحياة.

        يُعتبر المنبر الديني من أهمّ الركائز التي يعتمد علها المجتمع في معرفة الحقائق والقضايا العامّة، فهو متنوّع في القضايا بحسب المجتمعات، فهناك منبر يركّز على البُعد العقدي، ومنبر آخر يركّز على البُعد السلوكي الاجتماعي، ومنبر ثالث يركّز على الجانب التاريخي، ومنبر رابع يهتمّ بأمور السياسة كونه له الدور في الرؤية المستقبليّة في المجال السّياسي، ولأنّه يبحث عن الاعتدال في شؤون الناس، والحفاظ على حقوقهم، وكيف ينبغي أن يعيش النّاس الاهتمام السياسي في عصرهم وأوطانهم؟ وهناك منابر متعدّدة أعرضنا عن ذكرها لضيق المقام.

        ربما يعترض بعضهم عن زجّ المنابر في الخوض بأمور السياسة، وهذا ليس صحيحاً, لأنّ المنبر الديني مبنيٌّ على مبادئ الدعوة للاعتدال في الحقوق، وحثّ النّاس للعدالة، وقد رأينا في التاريخ دخول رجالات الدين في معترك السّياسة ، لذا من الممكن للخطيب أن يعطي رؤية حول موضوعات السياسة.

أهداف المنبر الديني:

   لاشكَّ أنّ المنبر الديني يتربّع على أكبر قاعدة جماهيريّة لنشر الوعي وتنمية الفكر لما له من طاقات خاصّة تتداعى لها كلّ الجماهير وبشتّى الفئات والأصناف، وخلال هذه الطفرة المعلوماتيّة وتزايد وسائل الإعلام وطرق دعوتها بقي المنبر محافظاً على شكله ومضمونه ممّا أوجد هوّة سحيقة بينه وبين التطّور المعاش، ومع ذلك كلّه استطاع المنبر أن يحفظ مكانته ويعيش على قمّة الهرم، وذلك كلّه من أسرار المنبر وسحره، فرغم تزايد الوسائل المطروحة إلاّ أنّها لم تكن تلبّي جميع الرّغبات عند الإنسان بل أنّها أخذت تغذّي قسماً على حساب الأخر، وهذا ما لا نجده في المنبر الديني الذي يلبّي كلّ حاجات الإنسان والمجتمع، وأهدافه هي:

  • إحياء أمر العقيدة.
  • نشر الوعي.
  • الإصلاح الاجتماعي.
  • الاعتدال والتسامح.
  • المقاربة من الواقع الاجتماعي.
  • التصدّي للاختراقات الثّقافيّة.
  • توثيق الوازع الديني.
  • الحفاظ على الاتزان السلوكي.
  • توثيق الروابط الاجتماعيّة.

        إنّ الخطيب العامل صاحب الأهداف الإسلاميّة ينبغي له من أن يتحلّى بعدّة أدوات تجعله مرتبطاً بالناس ارتباطاً وثيقاً، وهي:

القدوة، الأسلوب، التّحصيل العلمي والثّقافي، الانفتاح على الثّقافات، استخدام وسائل مساعدة، توزيع الموضوعات، التركيز على الإيجابيّات.

آيدلوجيّة المنبر الديني في تقويم المجتمع:

إنّ المنبر الديني هو أحد الوسائل الفعالة من أجل إمتداد منهج الرسول الأكرم، وتركيز مبادئه في النفوس على طول الخط، ولذلك اتّخذه المسلمون منذ عهد الرسالة النبويّة وإلى هذا اليوم وسيلةً لبثِ روح الاعتدال، ولشحذ الهمم نحو نشر حقيقة السّيرة العطرة على نهجها القويم.

إنّ آيدلوجيّة المنبر في تقويم المجتمع هي : إصلاح الذّات، ومعرفة الذّات ومعرفة الواقع، والاعتدال في المادّة والمعنى.

نتاج المنبر الديني:

إنّ للمنبر الديني نتاجاً ضخماً في المجتمع، فتأثيره الوجداني على قطاعات واسعة من المجتمع، بسبب الانشداد الطبيعي له وقدرته على المزج بين العاطفة والعقل، وكونه مركزاً ثقافيّاً مفتوحاً للجميع، فهو يترك أثراً في المجتمع بصورة تفوق وسائل الإعلام الجماهيريّة الأخرى. لذا بدأت الدراسات العلميّة الأكاديميّة بدراسته على جميع الأصعدة، فهنالك تأثير كبير للمنبر على صعيد ثقافة المجتمع العامّة.

لاشكّ أنّ البعد الإعلامي للمنبر الديني يُأثّر بالظرف الاجتماعي والسّياسي، كونه يخلق حالة تفاعليّة مع مختلف فئات المجتمع بما في ذلك الجانب النّسوي، فلابدّ من تفعيل دور المنبر الديني عبر القرب من القضايا الاجتماعية والانفتاح على مختلف الطوائف الأخرى بطرح أفكار إبداعيّة في جميع مجالات الحياة، فقد رأينا نتاج المنبر الديني في العراق حينما قامّ بحثّ النّاس للدفاع عن الدين والعرض والأرض، ورأيناه في المعركة، وفي الجامعة، وفي الشارع، وفي البيت، وكذلك رأينا نتاجه من خلال مشروع الاعتدال بالخطاب، والدعوة للتسامح والمحبّة، بل رأينا نتاجه من خلال التبرع بالدم للمجاهدين، والذي يخدم مختلف أبناء المجتمع العراقي .

        إنّ نتاج المنبر الديني لا يختزل في موسم، أو في مكان وزمان، بل طوال أيّام السّنة، لذا نرى أنّ من الضروري التّعاون بين الخطباء والمثقّفين من رجالات الدين والأكاديميّين, لأنّه أصبح مستوعباً لجميع التّطوّرات الفكريّة.

آيدلوجيّة مدرسة المنبر الديني:

        ثمّة مدرستان للمنبر الديني، أحدهما: مدرسة تقليديّة تدعو إلى إبعاد المنبر عن المستجدّات الحديثة في المجتمع وإبقائه مقتصراً على أغراضه التقليديّة، وهي استعراض وقائع الإسلام بكلِّ ما ورد فيه من قضايا، والأخرى مدرسة تجديديّة سعت لإدخال التّنوير في مؤسّسة المنبر، وإدخال المنبر في أغلب القضايا.

        لقد أثبت المدرسة المنبريّة العراقيّة نجاحها من خلال آيدلوجيّتها المتنوّرة والمفتوحة على جميع الصُعد العلميّة والفكريّة والاجتماعيّة، فالمدرسة العراقيّة هي المدرسة الوحيدة المسيطرة على الخطاب المنبري في العالم الإسلامي، ولم تظهر مدارس أخرى لحد الآن، وأنّ المنبر كبقية المؤسّسات الثّقافيّة يواجه تحدّيات ومقاومة من أجل التحديث والتّطوير فيه، وأنّ السّعي لتطويره قائم على قدم وساق لما يمتلك من ميزات إيجابيّة، ومنها القرب من الجمهور والقدرة على الحشد، وطبيعة التأثير الوجداني للمنبر، والمحافظة على حرية التعبير عن المعتقد، ودفع المجتمع للاعتدال والتّسامح.

        إنّ المنبر الديني في العراق شكّل حالة متميّزة وفريدة، حتّى أضحى الآلة الإعلاميّة الأولى والأساسيّة التي تعتمدها الطائفة من أجل التذكير الدائم والمستمر للالتزام بالمبادئ الإسلاميّة، ونشر ثقافة المحبّة.

مزايا المنبر الديني في العراق:

    يحتلّ المنبر الديني في العراق أعلى مراتب التأثير والتوعية في النّاس قياساً إلى بقيّة الوسائل المتاحة وذلك لتميّزه عن غيره من وسائل التوعية بمزايا كثيرة أهمّها: استخدامه الأُسلوب الخطابيّ في عرض العقائد والأفكار والآراء، وهذا الأُسلوب يمتاز باستعمال سلاح البيان وأداة الكلام، ويعتبر حُسن البيان أقوى وسيلة وأمضى سلاح للتأثير في النّفوس، وإقناع الجمهور وتثقيف وتوعية المجتمع ورفع مستواهم الفكريّ والثقافيّ، لذ ورد عن الإمام الكاظم(u) أنّ انتصار الرسول الأكرم بالبيان، حيث يقول:«إنّ الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحُججَ بالعقول، ونصر النبيّ بالبيان»([12]).

        كذلك يمتاز بتكليم الخطيبُ الجماهيرَ بصورة حيّة، ويخاطبها بشكل مباشر وجهاً لوجه، وهما يتفاعلان معاً، والكلام المباشر له تأثير عظيم في نفوس المستمعين, إذ تتلاقى بين الخطيب والمستمعين الأنفاس والنّظرات والقلوب، وقد ثبت بالتجربة أنّ المستمعين يفضّلون الاستماع إلى الخطيب مباشرة مع النظر إلى وجهه وحركاته، فهو بذلك يليّن القلوب ويرقّقها عند الموعظة، ويثير حميّة الجماهير عند الحاجة.

   كذلك يمتاز المنبر الديني بأُسلوب خاصّ، فالخطبة الدينيّة تحتوي على مزيج من العلوم والمعارف المتنوّعة: التفسير، الحديث، الفقه، الكلام، الأخلاق، التاريخ، الأدب، القصّة، النادرة، النكتة، السيّاسة، كما تشتمل على فكرة وعاطفة وعظة وعبرة.

   كذلك يمتاز بالخطاب المعتدل الذي يجمع المسلمين وغير المسلمين على المحبّة والتسامح، وهذا ما رأيناه في العراق.

النتائج

  1. آيدلوجيّة الاعتدال والتسامح الناجحة من خلال المنبر الديني.
  2. تعميق الارتباط بالعقيدة الإسلاميّة في معناها وأبعادها الحقيقة.
  3. الدور التثقيفي من خلال نشر فكر ومفاهيم الإسلام وتعاليمه المرتبطة بمختلف شؤون الإنسان وحياته، ومن خلال تقديم رؤية إسلامية ناضجة ومتقدمة وقادرة على أن تعكس الصورة الحقيقية لرسالة الإسلام ومبادئه.
  4. مقابلة كل الشبهات والإشكالات: التي توجه إلى الإسلام في مختلف أبعاده ومجالات طرحه، سواء منها الإشكالات العقائدية أو الفكريّة أو غيرها، خصوصا مع الحضور الواسع للجماهير المؤمنة الحاضرة والمتفاعلة مع الخطيب.
  5. دور المنبر الديني في رسم الصورة الحقيقية للأحداث التاريخية والقيام بدور التحليل التاريخي العميق والصادق، والقدرة على بيان العوامل المؤثرة في حركة الأحداث التاريخية.
  6. تمثّل المنابر الدينيّة فرصة مناسبة للتلاقي بين المجتمع، ودورها في معالجة المشاكل الاجتماعية القائمة في الوقت الراهن، فهو استثمار أمثل لحلِّ قضايا الناس ومشاكلهم وعلى كافة الأصعدة.

المصادر

القرآن الكريم

  1. بدوي،أحمد زكي، معجم مصطلحات الإعلام،ط2،دار الكتاب اللبناني، بيروت ، لبنان،1994م.
  2. الحسيني، مفاهيم علم الاجتماع، ط1، ناشر، طهران،إيران،2006م.
  3. الجوهري، الصحاح،ط6،دار احياء التراث العربي،بيروت،لبنان،2009م.
  4. الفيروزآبادي، محمد بن يعقوب، القاموس المحيط،ط3، دار احياء التراث العربي، بيروت، لبنان،2007م .
  5. دي تراسي، موسوعة مقاتل من الصحراء - مفهوم الأيديولوجيا، ط2،الأعلمي، بيروت، لبنان،2009 م.
  6. الكليني، محمّد،أصول الكافي، ط2، انتشارات ناصر خسروا،طهران،إيران،1424ه.
  7. مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط،ط2،انتشارات ناصر خسروا،طهران،إيران،د.ت

 

 

([1]) جامعة طهران- برديس فارابي، كليّة الإلهيّات، قسم اللغة العربيّة وآدابها.

([2]) دي تراسي،موسوعة مقاتل من الصحراء مفهوم الأيديولوجيا،ط2،الأعلمي، بيروت، لبنان،2009م: ص194.

([3]) الحسيني، مفاهيم علم الاجتماع، ط1، ناشر، طهران،إيران،2006م: ص89.

([4]) مجمع اللغة العربية، المعجم الوسيط،ط2،انتشارات ناصر خسروا،طهران،إيران،د.ت: ج2، ص 897.

([5]) الجوهري، الصحاح،ط6،دار احياء التراث العربي،بيروت،لبنان،2009م: ج 2، ص 821.

([6]) الفيروزآبادي، محمد، القاموس المحيط،ط3، دار احياء التراث العربي،بيروت،لبنان،2007م: ج 3، ص 143.

([7]) بدوي،أحمد زكي، معجم مصطلحات الإعلام،ط2،دار الكتاب اللبناني،بيروت،لبنان،1994م: ص130.

([8]) سورة البقرة:207 .

([9]) سورة  النّحل:125 .

([10]) سورة  آل عمران: 159.

([11]) سورة آل عمران:103.

([12]) الكليني، محمّد،أصول الكافي، ط2، انتشارات ناصر خسروا،طهران،إيران،1424ه، ج1ص10، ح 12.