المجموعة: بحوث كتب بواسطة: hussen الزيارات: 1425

 التواصل الاجتماعي الالكتروني بين الايجاب والسلب على المجتمع العراقي بعد عام 2003م

    م. م سلام عبد الرحمن عبد العباس شــــعلان                           أزهــــــار جبر هـــــــادي

كليه الإدارة والاقتصــــاد / جامــــعة الكوفـــــــــــة                  العتبة العلــــــوية المقدسة

 ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ ([1]) .

المقدمة :

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين ، وعترته الطاهرين الميامين، وصحبه المنتجبين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين، من ألان إلى يوم الدين وبعد:

تطور العلوم في شتى مجالات الحياة وخاصة في التكنولوجيا لا ريب انه أمر مهم ومفيد، حيث أصبح العالم كالقرية الصغيرة التي يمكن التواصل بين أهلها والتأثير فيهم بسهولة ويسر، ولكن لكل تطور جوانب سلبية كما له جوانب ايجابيه، وهذا التطور دعاني إلى بحث احد أهم الأمور المتعلقة بالتكنولوجيا ألا وهو جانب التواصل عبر أجهزة التكنولوجيا المتطورة، لتيسر لي الغور في الكتابة عن (التواصل الاجتماعي الالكتروني بين السلب والإيجاب على المجتمع العراقي بعد عام2003م) والتدبر في الأمور التي تجعل منها مواد مفيدة واستخراج الأدلة التي تبين سلبياتها فضلا عن التطرق للأمور التي تشكل مشاكل لمستخدمي مواقع التواصل ووضع حلولا لها وعلى جميع الأصعدة الاجتماعية منها والأخلاقية وذلك عن طريق المنهج التحليلي والنقدي الذي لا يخلوا من إبداء وجهة نظر وان كانت قاصرة إلا إننا نرجو ان تكون مفيدة.

تميز العراق عن غيره من البلدان بميزات جعلته فريدا بين بلدان العالم اليوم، كما يحتل مركز القلب من العالم الإسلامي، ولهذا فقد كان العراق مهدا لأقدم الحضارات والعلوم في العالم، وأكثرها تطورا ونتاجا على طول التاريخ، كما كان العراق مهبط الأنبياء (عليهم السلام) ومستقر الأئمة والأولياء، ومراقد الأئمة المعصومين الأطهار (عليهم السلام)، ومن تلك التطورات التي ظهرت في العراق بعد عام 2003م ، هو انتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي شكلت اثر في حياة العراقيين وأصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم، مما أسهم في تغيير أوجه الحياة المختلفة في زمن قياسي، وسرعة في نقل الإحداث التي تجري حول العالم، فأصبحت المسافة بين المعلومة والإنسان قريبة جدا.  

لذلك قسم الباحث بحثه الموسوم (التواصل الاجتماعي الالكتروني بين السلب والإيجاب على المجتمع العراقي بعد عام 2003م): إلى مقدمة، وثلاث مباحث، وخاتمة ، وقائمة المصادر.

يحتوي المبحث الأول على ثلاث مطالب ، المطلب الأول تعريف التواصل الاجتماعي لغة واصطلاحا، إما المطلب الثاني فكان عن التواصل في القرآن مع ذكر الآيات التي ورد فيها التواصل، والثالث عن الأحاديث التي تحبب التواصل وتحث عليه.

إما المبحث الثاني فكان عن ايجابيات التواصل الاجتماعي الحديث في مطالب ثلاث:

الآثار الايجابية على الفرد والأسرة العراقية والثاني : الآثار الايجابية على المجتمع العراقي والثالث: تنمية وتطوير الايجابيات في التواصل الاجتماعي الحديث.

 وأما المبحث الثالث بعنوان: سلبيات التواصل الاجتماعي الحديث وبعض حلولها ومطالبه كالتالي: المطلب الأول: الآثار السلبية على الفرد والأسرة العراقية ، المطلب الثاني : الآثار السلبية على المجتمع العراقي، المطلب الثالث: بعض الحلول والاقتراحات لتفادي الآثار السلبية للتواصل الاجتماعي الحديث.

وقد اعتمدت في بحثي هذا على مجموعة من المصادر والمراجع والتي من أبرزها، تفسير الامثل لناصر مكارم الشيرازي وبحار الانوار للمجلسي ، وكتاب وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية،  لجمال السند السويدي، وكتاب التواصل في القرآن للكاتب إبراهيم حسن، وعبد الرحمن بن إبراهيم وكتابه مواقع التواصل الاجتماعي والسلوك الإنساني، وكتاب استخدام المرأة مواقع التواصل الاجتماعي والاشباعات المتحققة منه، فضلا عن مجموعة كتب تتحدث عن صلة الرحم منها: صلة الرحم (الآثار الروحية والمعنوية على الفرد والجماعة) لمحمد جعفر السعيد.

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

 

المبحث الأول : أهمية التواصل الاجتماعي

الإنسان بطبيعة يألف المخالطة والتواصل ويصعب عليه العيش منعزلا عن مجتمعة، وهذا ما حث عليه الدين الإسلامي، فقد حث على الجماعة في العبادة كالصلاة والحج لاستغلالها في التعرف والتواصل، فان العامل الأساس والمحرك لعملية التواصل الاجتماعي هو ذلك الإحساس الفطري الذي أودعه الله في نفس كل إنسان، وفطرة الإنسان وتفكيره المنطقي يقوده إلى هذه الحقيقة،وهي التودد إلى الناس، كما ان التعاليم الدينية تؤكد على أهمية حسن العلاقة بين الناس.                                                                                                                     يذهب اغلب الباحثين، ان المجتمع الإنساني لا يستطيع الحياة دون اتصال، كما ان الاتصال لا يمكن ان يحدث الا داخل ومن خلال نسق اجتماعي([2])، ومما لا شك فيه ان للتواصل أهدافا، لا بد ان تتحقق من عملية التواصل ، اذ ان أي عمل لم يضبط بأهداف وغايات يكون بلا جدوى ووضوح ويكون عبثيا. قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾([3])، فأن هذه الآية تجمع في طياتها عددا من أهداف التواصل .

ان الملاحظ لأحوال المجتمعات الإنسانية في القديم والحديث يلاحظ عليها صفة مشتركة لا تختلف في مجتمع عنها في المجتمعات الأخرى مهما كانت ظروف ذلك المجتمع متميزة عن غيره، تلك الصفة هي التغير الذي يصيبه من خلال إفراده وأحوالهم بين فترة زمنية وأخرى،  فأن ما تجده مستقر في مجتمع في وقت من الأوقات لا تجده في نفس المجتمع في فتره زمنية لاحقة او سابقة. من هنا تأتي أهمية التواصل الاجتماعي ومعرفة المتغيرات في المجتمعات الأخرى.

إذن التغيير سنة إلهية حتمية مسلمة وبينة، فلا تثبت المجتمعات على حال، وهذا لا يحتاج الى دليل، ولكننا يمكننا ان نستدل على إمكانية توجيه التغيير إلى الاتجاه الصحيح والايجابي، وكيفية إصلاح المجتمعات والإفراد([4]).

المطلب الأول: تعريف التواصل الاجتماعي لغة واصطلاحا :

  1. التوصل في اللغة:

بالرجوع إلى مادة وصل، فأن (الواو والصاد واللام: أصل واحد يدل على ضم شيء إلى شيء حتى يعلقه)، والوصل ضد الهجران([5]).

وكل شيء اتصل بشيء فما بينهما وصلة والجمع (وصل)([6]).

وذكر الزبيدي في تاج العروس، اتصل الشيء بالشيء لم ينقطع([7]).

وفي لسان العرب ذكر أيضا: الوصل ضد الهجران، والتواصل: ضد التصارم. وفي الحديث من أراد ان يطول عمرة فليصل رحمه، قال ابن الأثير: وهي كناية عن الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والعطف عليهم والرفق بهم والرعاية لأحوالهم، وقطع الرحم ضد ذلك كله([8]).

اورد الراغب في المفردات، الاتصال: اتحاد الأشياء بعضها ببعض كاتحاد طرفي الدائرة، ويضاد الانفصال، ويستعمل في الوصل في الأعيان، وفي المعاني([9]).

وقيل: الوصيلة هي الأرض الواسعة كأنها وصلت بأخرى، يقال: قطعنا وصيلة بعيدة، وفي الحديث " ان النبي ( صلى الله عليه واله وسلم) لعن الواصلة والمستوصلة"، قال ابو عبيد: هذا هو الشعر، وذلك ان تصل المرأة شعرها بشعر آخر والمستوصلة: الطالبة بذلك([10]).

والموصل، كمجلس: ارض بين العراق والجزيرة. والموصلان: هي والجزيرة([11]).

اذن من خلال معجم وقواميس اللغة يتضح بأن التواصل يعني جميع أشكال التفاعل والتكامل المنبثق عن الإحسان، والرفق والرعاية استنادا إلى المعنى المتضمن لصلة الرحم التي تعني عند كافه أهل علم اللغة والتفسير والفقه، هو الإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار والعطف عليهم.

  1. التواصل في الاصطلاح:

       يدل التواصل في الاصطلاح على: عملية نقل المعلومات والقيم والمثل والأفكار والحقائق والمشاعر والأحاسيس من شخص لأخر او بين جماعات، بغرض إيجاد نوع التفاهم المتبادل بينهم([12]).

التواصل هو انفتاح الذات على الآخر في علاقة حيه لا تنقطع حتى تعود من جديد([13]).

اما وسائل التواصل الاجتماعي أو شبكات الإعلام الاجتماعي (محور البحث) تعرف بأنها: مواقع أو تطبيقات أخرى مخصصة لإتاحة القدرة للمستخدمين للتواصل فيما بينهم من خلال            وضع معلومات، وتعليقات، ورسائل، وصور،...الخ([14]).

كما عرفها شريف اللبان" خدمات توجد على شبكة الويب تتيح للإفراد بناء بينات شخصية عامة او شبه عامة خلال نظام محدد، ويمكنهم وضع قائمة لمن يرغبون في مشاركتهم الاتصال ورؤية قوائمهم أيضا للذين يتصلون بهم، وتلك القوائم التي يصنعها الآخرون خلال النظام"([15]).

ذكر احد الباحثين: هي شبكة مواقع فعالة جدا في تسهيل الحياة الاجتماعية بين مجموعة من المعارف والأصدقاء، كما تمكن الأصدقاء القدامى من الاتصال بعضهم البعض وبعد طول السنوات، وتمكنهم أيضا من التواصل المرئي والصوتي وتبادل الصور وغيرها من الإمكانات التي توطد العلاقة الاجتماعية بينهم([16]).

ان عملية التواصل الاجتماعي بصورة عامة التي تتم بين البشر بعضهم البعض هي: إرسال واستقبال المعلومات والإشارات او الرسائل عن طريق الكلمات والإيماءات والرموز الأخرى من كائن إلى أخر([17]).

أذن مواقع التواصل الاجتماعي هي مجموعة من المواقع على شبكة الانترنت، تتيح التواصل بين الأفراد في بنية مجتمع افتراضي، يجمع بين أفرادها اهتمام مشترك، يتم التواصل بينهم من خلال الرسائل، او الاطلاع على الملفات الشخصية، ومعرفة أخبارهم ومعلوماتهم التي يتيحونها للعرض.

لقد لعبت الأحداث السياسية والطبيعية في العالم دورا بارزا في التعريف بهذه الشبكات، وبالمقابل كان الفضل أيضا لهذه الشبكات في إيصال الأخبار السريعة والرسائل النصية ومقاطع الفيديو عن تلك الأحداث، الأمر الذي ساعد شهرة وانتشار هذه الشبكات وأهمها :( الفيس بوك، تويتر, واليوتيوب، وانستجرام)([18]).                                                        

المطلب الثاني : أهمية  التواصل الاجتماعي في القرآن الكريم :

إن التطور الحاصل في الحياة في ظل المنهج الإلهي (القرآن الكريم) لا يعاني مجافاة الحياة أو إهماله لها، ولكن يعني إن طبيعة المنهج الذي رسمه الله للبشر يحتوي على كل الإمكانيات، وله القابلية على استيعاب هذا التطور بلا خروج على أصل أو فرع، وان كل تطور كان محسوبا له حساب من قبل الله تعالى، لأنه عز وجل لم يكن ليخفى عليه شيء، وهو العالم بما كان وسيكون، او ليدع الناس حيارى لا يهتدون سبيلا، بل قد أكمل لهم الدين، مع علمه بما ستقع من تطورات تبرز الحاجة إلى ان يكون للشرع الحنيف رأيه فيها([19])، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾ ([20]).

فأن القرآن كتاب ابدي خالدي ينطوي على أبعاد مختلفة وبطون لا يمكن للبشر أن يكشف جميعها جملة واحدة، وإنما يكتشف في كل عصر بعدا من أبعاده، وحقيقة من حقائقه، قال تعالى في محكم كتابة : ﴿الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ﴾([21]).

 إن الإسلام رسالة عالمية شاملة، وبوصفه رسول الله الرحمة المهداة للعالمين، فأنه يسع الكون وما فيه، ومن ضمن تشريعاته انه ارتقى بالإنسان من الفردية إلى الجماعية من خلال التواصل، وان الإسلام بتعاليمه السمحة الخالدة تجاوز بفكرة التواصل بين المسلم وغيره فردا أو جماعة من التواصل الشكلي المحدود إلى التواصل الفكري الموضوعي الواسع الشامل، ومن التفاعل السلبي إلى التفاعل الايجابي الرشيد([22]).

ان الإنسان مهما كانت سلطته أو مكانته أو جاهه، لا يمكن ان يعيش بمفرده منعزلا عن الآخرين دون حاجتهم أو التعامل معهم، وهذا ما أكد عليه القرآن الكريم من خلال الآيات الشريفة الدالة على التعارف والتواصل.

قال تعالى: ﴿يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾([23])، وهي من الآداب الإنسانية العامة، التي لا تستغني عنها الأمم والأفراد ولا يمكن تحقيق العلاقات التعاملية بدونه، ولذلك كان التعارف من أهم الآداب الإسلامية التي أبرزها القرآن في هذه الآية  فبالتعارف يحصل التواصل وهذا التواصل بين الشعوب والقبائل الذي ينشأ عن إقامة العلاقات وبنائها مع الأخر لتؤدي إلى عملية التواصل المنشود([24])، وقد فسرها القرطبي بقوله: خلق الله الخلق بين الذكر والأنثى انسابا وأصهارا وقبائل وشعوبا، وخلق لهم منها التعارف، وجعل بها التواصل للحكمة التي قدرها([25]).

من هنا فأن اتصال الناس ببعضهم سلوك فطري وحاجه حيوية تقتضيها نزعة التعارف وضرورات العيش، فأن مفهوم التواصل في المنظور الإسلامي يشير إلى التفاعل الايجابي النابع من رغبة صادقة في التفاهم مع الآخر.

وردت كلمة التواصل التي أصلها (وصل) بعدة صيغ، وجميعها تشمل كل أنواع وقواعد التواصل. من هذه الآيات: 

قوله تعالى:﴿وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾([26])، كلمة وصلنا من الوصل بمعنى الارتباط والاتصال، والمراد من هذا الاتصال تتابع التذكير الإلهي وتتاليه او يكون المضامين متفقة ومتوافقة([27])، وقال ابن زيد: أي وصلنا لهم خبر الدنيا بخبر الآخرة حتى كأنهم في الآخرة في الدنيا([28]).

وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ﴾([29])، أكثر المفسرون ذهبوا إلى ان القطع المذكور في الآية يعني قطع الرحم، لكن مفهوم الآية ـــ في نظرة أعمق ـــــ اعم من ذلك، وما قطع الرحم الا احد مصاديقها، لان الآية تتحدث عن قطع الفاسقين، لكل ارتباط أمر الله ان يوصل، بما في ذلك ارتباط الرحم، وارتباط الصداقة، والارتباط الاجتماعي، والارتباط بهداة البشرية الى الله، والارتباط بالله، ولا دليل على حصر الآية بارتباط الرحم، بعض المفسرين ذهبوا إلى ان الآية تشير إلى قطع الارتباط بالأنبياء والمؤمنين، وبعضهم فسرها بالارتباط بأئمة أهل البيت (عليهم السلام)([30])، وقالوا أنها التكاليف وقد أمروا بإقامتها وحفظها فإذا لم يقيموها فقد قطعوها، وهذا المعنى الأخير هو المعنى العام الذي يجمع الجميع([31])، فلا يخفى ان ما أمر الله به ان يوصل: إنما هو لتكميل الأنفس وإيصالهم الى سعادتهم وتأمين صلاح الاجتماع، كما ان القطع وإيجاد الفصل في هذه الأمور المأمور بها: إنما ينتج فسادا وشرا وخسرانا وضلالا وسوء عاقبة([32]).

قال تعالى:﴿قالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ﴾([33])، (قال سنشد عضدك بأخيك) أي سنقوي كيانك بهارون([34])، (فلا يصلون إليكما)، أي لا يؤذونكما بسوء وهو القتل ونحوه([35]), أي ان من جعل الله له سلطانا فليس بواصل له احد.

ومن مشاهد القرآن الكريم في التواصل، قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ﴾ ([36])، فسر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في كتابة الأمثل هذه الآية: "لا نجد صيغة أوسع من هذه في هذا المجال، فالإنسان له صلات وروابط كثيرة، صلته مع ربه ومع الأنبياء والقادة وروابط مع الأصدقاء والجيران والأقرباء ومع كل الناس، والآية تأمر ان تحترم هذه الصلات، وتنهى عن أي عمل يؤدي إلى قطع هذه الصلات والروابط"([37])، عندما يسود المجتمع ، أي مجتمع ثقة متبادلة بين أبنائه فأن تفاعل هذا المجتمع مع بعضه يجري كمجرى الدم في العروق السليمة، وكلما ازداد التفاعل والتكامل بين أعضاء المجتمع كلما كان اقرب إلى الحضارة، والحضارة هي حضور الإنسان عند الإنسان، وسيادة العدالة والثقة المتبادلة، أما إذا انعدمت هذه الشروط في الحضارة فأنها ستضمحل ويحل محلها التخلف حتى وان ظهرت على السطح صورة حضارية([38])، وكلما كانت الصلة بين أبناء المجتمع امتن، كلما كانت رحمة الله إليهم اقرب.

قال تعالى:﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾([39]).

من ابرز صفات الكفار نقض عهد الله، ومن ينقض عهد الله فهو لا يحترم نفسه، ومن لا يحترم نفسه لا يحترم الآخرين، وأخيرا فهو يتحدى الله ويخالف أمره، ان للإنسان أربع علاقات: (علاقته مع ربه، ومع نفسه، ومع الناس، ومع الطبيعة)، وعلاقة الكافر بهذه الأصناف مقطوعة او هي علاقة سلبية، فعلاقته مع ربه مقطوعة، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثاقِهِ﴾([40])، وعلاقته مع نفسه مقطوعة اذ انه لا يحترمها، وعلاقته مع الناس كذلك كما قال الله سبحانه:﴿وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾([41])، وعلاقته مع الطبيعة سلبية كما قال تعالى: ﴿وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ﴾([42])، أي ان إقامة أي صلة من هذه الصلات، هي في الواقع مصداق للآية:                   قال تعالى :﴿يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾([43])، وقطعها قطع لما أمر الله به ان يوصل، لان الله سبحانه وتعالى امر بأن يوصل ولا يقطع، فالإنسان ليس منزويا او منفكا من عالم الوجود، بل تحكم كل وجوده الصلات والروابط.

ومن المشاهد أيضا في القرآن الكريم عن التواصل قوله تعالى: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ﴾([44])، فوردة بصيغة (يصلون) ويشتمل هذا اللفظ في هذه الآية على معاني كثيرة من معاني التواصل التي قد سبق ان بينها، يقول احد المفسرين في هذه الآية: ومن ثم يجعل كل يلجأ ويتصل ويعيش بين قوم كعاهدين، عهد ذمة او عهد هدنة، شأنه شأن القوم المعاهدين([45]).

وأما قوله تعالى:﴿ما جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ﴾، فوردت بصيفة (وصيلة)، قال المفسرون: الوصيلة كانت في الشاة خاصة، كانت الشاة اذا ولدت أنثى فهي لهم، واذا ولدت ذكرا جعلوه لإلهتهم، فإذا ولدت ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فلم يذبحوا الذكر لإلهتهم([46]).

ان تاريخ التواصل طويل وقديم، قدم وجود الإنسان على وجه الأرض، اما عن طريق كيفية تواصل الناس مع بعضهم البعض فكان عن طريق لغة الجسد التي تبعها الإنسان الأول قبل اثنين مليون ونصف سنة، ليتبادل من خلالها بأحاسيسه ومشاعره مع الأخر ووصولا بحضارتنا الحالية واستخدام الهاتف النقال ووسائل الانترنت للتواصل مع بعضها البعض([47]).

 لو تأملنا وما بينته التفاسير فيما ذكرنا، ان التواصل في القرآن شامل وعام لكل كبيرة وصغيرة ليس في العبادات فقط، وإنما تدخل في حسن التعامل والتعايش بين البشر جميعا لحفظ هذا العالم، وان ذكر اية التواصل في أول ربع من القرآن الكريم، يمنحها أهمية بليغة في عملية التواصل، لان دعوة الإسلام أصلها التواصل والتعامل مع كافة الناس بلا تمييز. 

 

المطلب الثالث: أهمية  التواصل الاجتماعي في الروايات الشريفة :

ذكرنا في المطلب السابق بعض الآيات التي ورد فيها صريح لفظ عبارة أصل (التواصل)، والتي لم يرد فيها لفظ التواصل، إلا أنها تدل على التواصل، على رأي اغلب المفسرين، وفي هذا المطلب سوف نتحدث عن التواصل في الروايات الشريفة.

         أعار الإسلام اهتماما بالغا بصلة الرحم والتودد إلى الأهل والأقارب، قال تعالى في محكم كتابه  :﴿ وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْ‏ءٍ عَلِيمٌ﴾ ([48]).

يعتبر موضوع صلة الرحم وقطعها من الموضوعات الهامة التي وردت في شأنها الآيات والروايات الكثيرة، وقد اهتم الشارع بهما حتى عد، في الأخبار، قطع الرحم من الكبائر وقد لعن القاطع للرحم في الكتاب والسنة([49]).

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)" لا تقطع رحمك وان قطعتك"([50]).

كما قال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ *أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمى أَبْصارَهُمْ﴾([51])، الآية في مقام التحذير لضعفاء الإيمان الذين في قلوبهم مرض وتنبيههم على أنهم اعرضوا عن كتاب الله والعمل بما فيه او خصوص الجهاد يكون المتوقع منهم الإفساد في الأرض وقطع الرحم . ومن أسوء أقسام قطع الرحم ان لا يهتم الإنسان بالرحم الفقير، وان يكتفي بصلة قريبه الغني، وهذا الفعل ليس صلة رحم حقيقية، بل هو اهتمام بحال الدنيا([52]).

صور رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أهمية صلة الرحم بقوله: (صلة الرحم تعمر الديار وتزيد في الأعمار، وان كان أهلها غير أخيار"([53]).

كما أورد ألمجلسي باب تحت عنوان " صلة الرحم، وأعانتهم، والإحسان إليهم، والمنع والقطع"([54])، ومنها:

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الرحم معلقة بالعرش، تقول اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، وهي رحم محمد ورحم آل محمد ورحم كل مؤمن، وهو قولة                   تعالى : ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾([55]).

وروي عن رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:" خياركم أحسنكم أخلاقا، الذين يألفون ويؤلفون"([56]) .

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام)، انه قال:" طوبى لمن يألف الناس ويألفون على طاعة الله"([57]).

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " لا خير فيمن لا يألف ولا يألف "([58]) .

وعنه أيضا: ( رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس)([59]).

وعنه أيضا:" مداراة الناس نصف الإيمان"([60]) .

وعنه أيضا:" أقربكم مني غدا أحسنكم خلقا وأقربكم من الناس"([61]) .

عن ابن سعد، عن الازدي قال، قال كان ما كان يوصينا به أبو عبد الله (عليه السلام) البر والصلة([62]).

هذه نبذه من الروايات الدالة على وجوب صلة الرحم وعدم المقاطعة والتودد الى الناس، والروايات المتضمنة للأمر والحث على صلة الرحم كثيرا جدا لا يتسع المقام لسردها، وجميعها تتضمن نفس المعنى وهو وجوب صلة الرحم والإحسان إلى الأقربين من ذوي النسب والأصهار ، والعطف عليهم، والرفق بهم، والرعاية لأحوالهم وان بعدوا وأساءوا. والمتتبع لهذا الموضوع فليراجع البحار باب صلة الرحم كما ذكرنا سابقا.

ان فطرة الإنسان، وتفكيره المنطقي، يقوده إلى هذه الحقيقةــ(صلة الرحم والتودد إلى الناس)ـــ كما ان التعاليم الدينية تؤكد على أهمية حسن العلاقة بين الناس، وتعتبر نجاح الإنسان في علاقته مع الآخرين مؤشرا على عمق تدينه تدينه ونضج عقله([63]).

السبب في كل هذا التأكيد الإسلامي على الرحم هو إن عملية إصلاح المجتمع وتقوية بنيته وصيانته مسيرة تكامله وعظمته في الحقول المادية والمعنوية، تفرض البدء بتقوية اللبنات الأساسية التي يتكون منها البناء الاجتماعي، وواضح ان المجتمع يزداد قوة وعظمة كلما ازداد التماسك والتعاون والتعاضد في الوحدات الاجتماعية الصغيرة المتمثلة في الأسرة، والى هذا يشير الحديث الشريف : " صلة الرحم تعمر الديار"([64])، كما ان الأرحام واجهه اجتماعية معنوية ومادية للفرد تزيد من مقبوليتة واحترامه، فيشعر بعد ذلك ان له وزن وأهميته وسط                                                                                        مجتمعه الذي يعيش فيه.

ان المتأمل في الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الرحم وحيثياته وما يرتبط به، يجدها تتبع أسلوب الترغيب من جهة والترهيب من جهة أخرى، فهي تذكرنا بنعم الله التي أعدها لأهل التواصل مع أرحامهم، وتحذرنا عواقب القطيعة تجاههم، لان أكثر طرق الحرام والمعصية والرذيلة متأتية من الغفلة عن نهج اليقين([65]) .

ان التطور التكنولوجي الذي حدث ومازال يتقدم في وسائل التواصل الاجتماعي ، قد غير كثيرا من العادات والسلوكيات لدى اغلب فئات المجتمع العراقي بعد عام 2003م، وفوق ذلك كثرت مبتكرات الإلهاء وتعددت أوجهها، وصار كثير من الناس يقضي أكثر أوقاته في تلك الأشياء، فالتكنولوجيا سلاح ذو حدين، من جانب هي قربت لنا البعيد، وسهلت علينا الصعاب، واختصرت الزمان، ووفرت علينا الجهد، فيمكن الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تمتين العلاقات الرحمية وذلك باستخدام أجهزة الهاتف والانترنت، والاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي واستثمارها ايجابيا بما يتلاءم وأدبياتنا الإسلامية ، فهل يستطيع احد ان ينكر فائدة الهاتف والانترنت في دعم تلك العلاقات  وتعزيزها،  ولكن في الوقت نفسه فأن الاستخدام السيئ لها قد انتج لنا سلوكيات وربما أصبحت عند البعض عادات من شأنها ان تؤثر سلبا على كثير من متبنيها، ومن السلوكيات تلك والظواهر هي الانحلال من كل أشكال القيم الدينية والقيود الاجتماعية([66]).

 

المبحث الثاني: ايجابيات التواصل الاجتماعي الحديث

كانت مواقع التواصل الاجتماعي موضوعا مثيرا للاهتمام والبحث منذ نشأتها، أثارت سرعة تبنيها واستخدامها من قبل مستخدمين حول العالم العديد من الأسئلة المهمة حولها، مثل كيف، لماذا، اين، ومن قبل من يتم استخدامها.

فتح ظهور شبكات التواصل الاجتماعي عصرا جديدا من عصور الاتصال، والتفاعل بين البشر، فقد تخطت شبكات التواصل الاجتماعي حدود ما هو تكنولوجي إلى ما هو أنساني، واجتماعي، واقتصادي، وسياسي، وأصبح العلم الافتراضي الالكتروني يؤثر على ما هو واقعي، وتغلغلت استعمالاتها في مجالات الحياة([67]).

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ألحديثه " منبر من لا منبر له"، فكل من لا يملك القدرة على الظهور في وسائل الإعلام المختلفة او يعتلي أي منبر إعلامي يستطيع بث ما يريد ليستقبله عدد كبير من متابعي وسائل التواصل الاجتماعي، كما أضحى المستخدم" مرسلا إعلاميا" سواء في النقل المباشر للصورة من مكان الحدث نفسه والإخبار الفورية او في التعبير عن مواقفه تجاه الإحداث الجارية، ثم التأثير في الرأي العام([68]).

وسنرى هذا واضحا من خلال مطالب هذا المبحث حيث سنعرض الآثار الايجابية على الفرد والأسرة والمجتمع وكيفية تنمية هذه الايجابيات .

المطلب الأول: الآثار الايجابية على الفرد والأسرة العراقية :

تعتبر الأسرة الوحدة الأساسية في المجتمع، وتعتبر كذلك مصدر للعادات والتقاليد وقواعد السلوك والآداب العامة، في عامة الدين والمحافظة على دعم طقوسه ووصاياه وعن طريقها يصبح الفرد اجتماعيا يعمل على تدعيم بنيان المجتمع([69])، والأسرة أذا اهتمت بتربية الأبناء، وقامت على رعايتهم والعناية بهم من جميع الجوانب دون تقصير، نشـأ الأبناء أسوياء صالحين يفتخر بهم المجتمع، أما أذا لم يكن هناك اهتمام ورعاية، بل إهمال وشدة وقسوة ومشكلات أسرية، نشأ الأبناء فاسدين غير أسوياء، يعانون من أمراض نفسية وجسمية، وبالتالي يخسر المجتمع اكبر مورد وقوة اجتماعية يمتلكها([70]).

ان الآثار الايجابية أو السلبية لإعمال الفرد والأسرة، هي نتيجة إعماله الصالحة او الطالحة، وبعبارة أخرى، كما هو معروف في علم الفيزياء، هناك قانون يقول: ان لكل فعل رد فعل، مساو له في المقدار وماكس في الاتجاه، ان الفرد ليس وحدة في هذا العالم، ليعمل ما يشاء، بل هو جزء صغير في هذا العالم الكبير يتفاعل وينفعل، يؤثر ويتأثر، وعليه ينبغي ان يكون الفرد عنصر خير فاعل في هذا العالم، ولا يعد عنصر شر لا يجني منه العالم سوى الشر والأذى([71]).

أدت وسائل التواصل الاجتماعي في العراق دورا كبيرا ومهما في إحداث تغيرات فارقة في تكوين الشخصية العراقية، حيث أتاحت الحصول على المعلومات والتعبير عن الآراء والأفكار، ما شكل عنصرا إضافيا جديدا لم يكن متاح في تكوين الشخصية، حيث بدأ المواطنون العراقيون تحديدا، تذوق ما يمكن تسميته طعم (الحرية الالكترونية) التي تقود بلا شك في مرحلة ما إلى الانتقال نحوا البحث عن الحرية ([72])، فربما كان هذا الشخص خجولا لا يستطيع التعبير عن ذاته وعما يجول في خاطره من مشاعر فيلجأ إلى هذا التعارف غير المباشر مع الناس، وهذه الحرية كان يفتقر إليها المجتمع العراقي  قبل عام 2003م.

         يرى العديد من الباحثين الى ان وجود مساحة لحرية التعبير عن الرأي والنقاش حول مختلف الموضوعات بين الفرد وأفراد أسرته يجعل الفرد حريصا على الحفاظ على العلاقات الاجتماعية الايجابية بينه وبينهم، واقل ميلا لاستخدام الانترنت كوسيلة للهروب من الواقع([73]).

باتت شبكات التواصل الاجتماعي تضطلع بدور مهم في إعداد الأفراد وتنشئتهم، واكتسابهم عادات وسلوكيات صحيحة، وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي، لما تتيحه من تفاعل مع الآخرين عبر الأنشطة المختلفة للجماعات التي يمكن تكوينها في فضاء شبكات التواصل الاجتماعي، وتخطيها الحدود وتمكين الفرد من التأثير والتأثر واكتساب الخبرات وتنمية المسؤولية الذاتية عن طريق هذه الأنشطة والتفاعل مع الآخرين ([74]).

شهد العراق بعد انتهاء الحرب عام(2003م)، انتشار شبكات التواصل الاجتماعي الالكتروني وحلها لمشكلة ضعف التواصل الاجتماعي، فالتواصل مع الأصدقاء والأقارب، يساعد الشخص على توطيد علاقاته الاجتماعية من خلال التهنئة بالمناسبات، والنجاح، وبث كلمات المودة، والتعبير عن المكونات وغيرها، وقد أثبتت الدراسات ان التواصل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني يساعد على تدعيم التواصل وجها لوجه مع الأصدقاء والأقرباء([75]).

توفر مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمى (بالحضور الدائم غير المادي)، وهو إمكانية التواصل بين مستخدم وآخر من دون الحاجة لان يلتقيا في وقت متزامن، وذلك عن طريق ترك رسالة نصية، او صورة او معلومات او غيرها من مجالات اهتمام الشخص الآخر الذي بمقدوره ان يرد عليه بالطريقة نفسها، ويمكن له ان يتواصلا مباشرة سواء عن طريق الدردشة النصية او الشفهية([76]).

من الآثار الايجابية أيضا التي ذكرها السويدي في كتابه وسائل التواصل الاجتماعي : ما يسمى بكسر عزلة المسنين " ان الظروف التي يمر بها المسن تسمح له بوقت كبير يمكن استخدامه في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي من دون عناء وبذل مجهود كبير او إرهاق جسدي، ما سوف يكسر عزلة المسن، ويسمح له بامتداد اجتماعي افتراضي يكون بديلا لنقص تواصله الاجتماعي مع أقاربه وأسرته، ويضيف إلى عمرة زمنا جديدا ومعارف جديدة"([77])، فهو أمر لا يرتبط بسن معين او شخص محدد، ما سيمكنه من بناء شبكة جديدة من المعارف والأصدقاء ويكسر من عزلته الاجتماعية.

كما ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة كبيرة من النساء لتقوم بالتسوق الالكتروني عبر الانترنت ، وذلك لشراء البضائع التي ترغب بها من مواقع الصفحات التجارية، لان معظم التجار اليوم أصبح لهم صفحة خاصة بهم، تستقبل فيها طلبات البيع والشراء، وتوفر أيضا خدمة توصيل البضائع الى الزبائن، وكذلك ساعدت على معرفة الأخبار والأحداث اذ تقوم العديد من وكالات الأنباء العالمية بنشر إخبارها عبر الانترنت([78]).

ومما تقدم يتضح ان مواقع التواصل الاجتماعي أحدثت انعطافة حقيقية في أساليب الحياة وفي سرعة انجاز العمل وكفاءته ودقته، على نحو بدا فيه العالم يحقق قفزات غير مسبوقة وصار ما كان يتحقق في سنوات ينجز في شهور، بل وفي أيام او دقائق في بعض الأحيان.

المطلب الثاني : الآثار الايجابية على المجتمع العراقي :

بدأت الأمم تنشد التقدم والتطور مع بداية الألفية الثالثة ومراجعة استراتيجياتها وتقويم أدائها، وتحليل نقاط القوة والضعف فيها، لتعزيز الايجابيات وتلافي السلبيات، لتجد لها مكانا على خارطة الحضارة الإنسانية، وبشكل مستمر للاطمئنان على قدرتها لإعداد أجيال لمجتمع القرن الحادي والعشرين([79])، ومن هذه التطورات مواقع التواصل الاجتماعي وفي ما يلي سنوضح بعض اثاره الايجابية على المجتمع العراقي بعد عام 2003م. 

مع غياب الرقابة والسيطرة وإتاحة حرية التعبير عن الرأي وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي مقصدا للعديد من الإفراد الذين وجدوا فيها متنفسا للتعبير عن أرائهم السياسية التي لا يستطيعون الجهر بها، كما تعد شبكات التواصل الاجتماعي أداة للعمل السياسي، ووسيلة لحشد الجماهير، والتحركات المعارضة فكانت للشبكات دور رئيسي في العديد من الثورات، كما وأثبتت الدراسات ان شبكات التواصل كان لها دور بارز في الحملات الانتخابية، ولم يقتصر دور وسائل التواصل الاجتماعي على الحملات الانتخابية، والتأثير على الناخبين، بل تعدى إلى ممارسة دور مهم في نشر وتدعيم ثقافة المواطنة وحماية حقوق الإنسان([80])، و في المقابل وفرت أيضا نافذة واسعة للسلطات والحكومات لاكتشاف حدود المواجهة ومساحات المعارضة، وإتباع  إستراتيجية التريث في مواجهة موجات المعارضة الانترنيتية، حيث تمنحها المدى الزمني لاستنفاذ شحنات الغضب وتنفيس موجات الاحتقان([81]).

        كما ان لمواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني في العراق دور مهم في البحث العلمي حيث يساعد في حل المشكلات التي تواجه الباحثين، عن طريق الحصول على المراجع العلمية الحديثة، والمتنوعة، والوصول إلى المعلومات المرتبطة بالبحث في أي مكان بالعالم، بالإضافة إلى تحديد المشكلات البحثية وتنمية مهارات تصميم البحوث العلمية، وإجراءات                 البحث العلمي([82]).

كما وأضحت وسائل التواصل الاجتماعي ملاذ الأقليات والمستضعفين، فبعض الأقليات في العراق والدول العربية استطاعت أن تستفيد من الفراغ الافتراضي، وأنشأت صفحات الكترونية بأعداد كبيرة في كل وسائل التواصل الاجتماعي لشرح مطالبها وما تتعرض له من اضطهاد، الأمر الذي دفع بكثير من المنظمات الدولية الى الاهتمام بهذه الأقليات والدفاع عنها، وكذلك حال الفئات التي شعرت بالظلم الاجتماعي، ومن أهم الأمثلة على ذلك وجود كم هائل من الصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعبر عن الأكراد في العراق والمسيحيين وعرب الأهواز في إيران وغيرها من الصفحات([83]).

وأصبحت عملية البحث في مواقع التواصل الاجتماعي في العراق عملية يسيرة لكل فئات المجتمع بما فيها فئة الاحتياجات الخاصة، التي قد تواجه بعض المشكلات عند البحث في المصادر المختلفة لغرض إعداد مهام أو متطلبات متعلقة بدراستهم، ان شبكات التواصل تعد وسيلة اتصال مهمة بين المهتمين بشؤون الإعاقات سواء على صعيد المؤسسات الحكومية أو الأهلية أو الأفراد، والتواصل معهم يتيح للمعوق السؤال والاستشارة وتبادل الآراء ([84]).  

كما أتاحت مواقع التواصل الاجتماعي الفرصة للتواصل والدعوة مع الآخرين مسلمين أو غير مسلمين، وإنشاء الكثير من الدعاة صفحاتهم الخاصة ومواقعهم الثرية، وهو انتقال ايجابي للتواصل الاجتماعي في ظل أنظمة تعوق التواصل المباشر([85]).

كما ظهر في الاونه الأخيرة ما يسمى التطبيب عن بعد وهو إحدى سمات التغير الذي حصل في المجتمع العراقي بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتقدم البرامجيات والتكنولوجيا في الممارسات الطبية، فمن الناحية الفنية، يشير الى تشخيص المرضى وعلاجهم عن بعد، ومن ناحية أخرى، فأن التكنولوجيا تغير الممارسة الطبية من خلال السجلات الالكترونية المشتركة، والرصد عن بعد، والجراحة عن بعد، والعديد من الأدوات الأخرى([86])

يرى الباحث ان الإنسان العصري أدرك انه يستطيع ان يحقق اهدافة في تسهيل أمور حياته ورفع مستوى معيشته من خلال وسائل جديدة وهي وسائل التواصل الاجتماعي، فلم يعد يضطر للسفر مسافات طويلة لأجراء صفقة مربحة، ولم يعد يعاني من نقص المعلومات المتاحة في مجال عملة واختصاصه، فيمكنه الان من الاتصال والتواصل مع آخرين في دول أخرى بل وفي قارات أخرى وأصبحت لديه القدرة على تخزين ملفات الكترونية سهلة التحديث والحفظ لتسهيل عمله، ومن أهم المجالات التي تساهم في تطوير المجتمع هو مجال التعليم حيث ان تأهيل الجيل الجديد من الطلاب والشباب والخرجين للتعامل مع مواقع التواصل يرفع من قدرتهم التنافسية على مستوى العالم ويفتح أمامهم أفاق المعرفة التي تمثل الحجر الأساس للتنمية البشرية في كافة المجالات. ولكن مع مراعاة مراقبة أولياء الأمور للمواقع التي يتصفحها أفراد الأسرة، ومع ضرورة رفع مستوى الوعي والإدراك لدى الأبناء تجاه ما يمكن ان يصلهم من محتوى غير لائق، وكذلك الاتفاق على وقت محدد في اليوم لاستخدام الانترنت.

المطلب الثالث: تنمية وتطوير الايجابيات في التواصل الاجتماعي الحديث :

أكد القران في أكثر من مورد ان تقوى الآباء وقولهم السديد يؤدي إلى حفظ الأبناء من حوادث الدهر، والاطمئنان على مستقبلهم، لوجود ملازمة دائمة ومتكررة ([87])، فالأبناء يمثلون الامتداد والاستمرار لذات الإنسان، فهم جزء حقيقي من الوالدين، ويحملون الكثير من صفاتهم وملامحهم، وينسبون اليهما، لذلك يرى الوالدان فيهم ذاتيهما، وبقاء ذكرهما([88])، حيث يتحتم على الآباء معرفة ما ينبغي وما لا ينبغي متابعته من مواقع التواصل الاجتماعي، وضرورة غرس القيم الدينية، فوجود الإيمان بالله عز وجل مع إدراك الفرد لكافة العبادات، والمعاملات يكون له اكبر اثر في خلق الرادع الذاتي للإنسان للابتعاد عن الرذيلة والتمسك بالفضيلة والسمعة الحسنة، هذا إضافة إلى وجود النموذج الطيب داخل الأسرة الذي يوفق بين القول والفعل الحسن([89])، فيجب على الإباء ان يعلموا أولادهم بأن الله رقيب عليهم في جميع تصرفاتهم.

صحيح ان الإنسان يتقدم بجده واجتهاده، وبكفاءاته وقدراته، ولكن توفير الفرص وتهيئة الظروف، هو الذي يمكنه من تفجير طاقاته، وتفعيل نشاطه، والمجتمع المتقدم يوفر لأبنائه فرص التقدم، بينما المجتمع المتخلف تنعدم او تقل فيه تلك الفرص([90])، فكم تمتلك مجتمعات امتنا الإسلامية من قدرات وإمكانيات هائلة، لكن ما تحتاجه هو التوجه لاستثمارها وتنميتها وتوظيفها من اجل التقدم والازدهار .

يمكن توظيف خدمة التواصل الاجتماعي في البحث العلمي من خلال تخصيص منتديات تعنى بالموضوعات العلمية والمتخصصة التي تطرح كل ما هو جديد في التخصصات المختلفة، وتمكن مستخدميها من المشاركة وتبادل الأفكار وتقييم الموضوعات، وهذا ما قام به مستخدمو مواقع التوصل الاجتماعي، من الطلبة والأساتذة بتبادل الأفكار، والمواد التعليمية، وتبادل الأخبار، والمعلومات، والخبرات، والبحث عن المصادر، وتطوير المصادر([91])، فهي تمكن الباحثين الاطلاع على ما يهمهم في أبحاثهم كما ويمكنهم أيضا بالاستعانة بالمكتبات الالكترونية.

تشجيع المؤسسات التعليمية على إنشاء صفحات لها على شبكات التواصل الاجتماعي ونشرها معلومات، ومصادر، ومواد تعليمية، بأسلوب الوسائط المتعددة، فضلا عن قيام بعض الأساتذة بوضع مقالاتهم ومحاضراتهم، او روابط تحيل الى بحوث، ودراسات علمية مهمة([92]).

يجب تنمية الحوار الهادف بين أفراد المجتمع والتعود على تقبلنا للآخر مهما اختلفت وجهات النظر بيننا وان نبدأ بتكوين علاقاتنا وأحكامنا على الآخرين من خلال أفكارهم وانسجامهم معنا بصرف النظر عن الجنسية او الديانة والعمل على توسيع الأفق بيننا في التعامل والتسامح الذي دعت إليه الديانات السماوية كافة([93]).

ان شبكات التواصل الاجتماعي يمكن عن طريق تفاعليتها وخاصيتها التشاركية ان تفتح ما يسمى "بالمساحات من اجل التغيير" التي تعمل على توازن المعرفة مع القوة وان قدرة شبكات التواصل الاجتماعي على إحداث التغيير بشكل ناجح تتوقف على معرفة وفهم قدرات المجتمع([94])، فهي تعد مساحة خصبة للأجر والثواب لهداية الناس وإصلاح دينهم ودنياهم، فقد تدخل في باب الصدقة الجارية التي لا ينقطع ثوابها.

تنمية التنشئة الاجتماعية لتوفير رصيد مشترك من المعرفة يمكن الناس من ان يعملوا كأعضاء لهم فاعلية في المجتمع، ويتصل بهذا الدور الذي تقوم به وسائل التواصل الاجتماعي، في نقل التراث الاجتماعي والقيم وأنماط السلوك من جيل إلى جيل([95]).

التسلح بمعطيات التكنولوجيا الحديثة والتقنيات التربوية المتطورة، وتطويعها لخدمة رسالة الأمة الإسلامية المتسلحة بالعلم والمعرفة من خلال شبكات التواصل الالكترونية والحاسوب المتطور في عصر العلم والتقنية والتفجير المعرفي([96]).

تنمية مواقع جمع التبرعات والقضايا المهمة، فلوا افترضنا انك تود القيام بمشروع لا تمتلك التمويل اللازم له، كل ما عليك هو تقديم دراسة المشروع لهذه المواقع ومن ثم يقوم القائمون على الموقع بدراسة المشروع وفكرته ثم عرضة على المستخدمين منها:  causesــــkick starter([97]).

تعزيز دور المدارس، وتفعيل دور المساجد والمنابر والمواقع الإسلامية في توعية الأبناء لمنع وقوعهم ضحايا لجرائم تقنية المعلومات والاتصالات.

المبحث الثالث: سلبيات التواصل الاجتماعي الحديث وبعض حلولها

من المؤكد ان التكنولوجيا الحديثة ومن بينها شبكة الانترنت وما تحتويه من مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الرغم من فوائدها المتعددة لفئات المجتمع وطبقاته، إلا أنها لا تخلوا من بعض السلبيات التي لا تتوافق مع قيم المجتمع، وتكمن هذه السلبيات في سوء استخدام الشخص وعدم توجيه تفكيره في المسار الصحيح الذي يؤدي إلى الإفادة من خدمات الانترنت بسهولة .

ولعل البعض منها يشكل خطورة كبيرة تهدد النسيج الاجتماعي والقيمي للمجتمعات، وكما هو معروف فأن كل وافد جديد يحمل في طياته ايجابيات يجب استثمارها وسلبيات يستوجب العمل على تقليصها او تجنبها فقد أكدت العديد من الدراسات وجود مخاطر تنتج عن الاستعمال غير السليم لتلك الشبكات([98]).

ان معرفة الإنسان قاصرة، وانه قد يعتقد بصحة أمور بينما هي على خلاف ذلك، بل قد يكون فيها مفسدة له ولمجتمعة، كما يستطيع الإنسان ان يشخص احتياجاته الى حد ما، الا انه يمكن ان يكون مخطئ في الكثير من الأحيان، الأمر الذي يتطلب العمل وفق القاعدة الذهبية والمنطقية والقائلة بضرورة (عودة الجاهل الى العالم والقاصر الى الكامل)([99]).

المطلب الأول: الآثار السلبية على الفرد والأسرة العراقية :

للأسر العراقية دور هام في تعليم الأبناء الإدراك الصحيح للتكنولوجيا وفلسفة وجودها في المجتمع، ودورها في تقدم المجتمع العراقي، ومدى تأثيرها الايجابي اذا أحسن استخدامها في الحياة، (كما بينا في المبحث الثاني)، ومدى تأثيرها السلبي اذا لم يحسن استخدامها، (كما سنوضحه في هذا المبحث)، وما هي الطرق الأساسية التي يجب ان تتبع لترشيد استخدام التكنولوجيا، وما هي الأخطار والسلبيات التي تنتج عن استخدام هذه التكنولوجيا استخداما سلبيا على الفرد والمجتمع. 

من أهم سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي على الأفراد والأسر العراقية هو الإدمان على التواصل الالكتروني مع الآخرين، فلا شك في ان الاستغراق في التعامل مع مواقع المحادثة والتحاور او مواقع الألعاب والرياضة او الدخول على المواقع الإباحية، او الوقوع في براثين عضوية جماعة مجهولة الأهداف الحقيقية يعد إهدارا للوقت والجهد([100]).

وكذلك يؤدي الإدمان الى إرهاق العين الباصره ، كما يؤدي الى تلف جزئي للخلايا الدماغية لان يرتبط الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي بتغيرات في الدماغ مشابه لتلك التي تحدث عند الأشخاص المدمنين على الخمر والكوكايين والحشيش([101])، وبسبب الجلوس الطويل على مواقع التواصل بشكل غير سليم، يؤدي الى أمراض في العمود الفقري والمفاصل، وكذلك يسبب زيادة الوزن بسبب تناول المأكولات السريعة أثناء الانشغال بالانترنت([102]).

يعتبر الوقت هو الحياة، هذه الحقيقة التي نعيش من خلالها حياتنا بكل أجزائها ففي الوقت نعمل، وخلاله نتعلم، وخلاله نربي أبناءنا، ويمارس الأبناء أنشطتهم ويحققون رغباتهم أيضا، فالوقت هو الحياة، وبقدر ما تستطيع امة من الأمم تنظيم وقتها وتسخيره لتحقيق أهدافها، تحقق مستويات أعلى من النجاح، وليس ذلك على مستوى الأمة، بل حتى على مستوى الفرد نجاحه مرتبط بتنظيم الأوقات، فالطالب الذي يستطيع تنظيم وقته هو الطالب الذي يحقق أهدافه غالبا، والفشل في تنظيم الوقت يسبب سلسلة متلاحقة من أنواع الفشل([103])، فأن مواقع التواصل الاجتماعي باتت تسيطر اليوم على أوقات أفراد الأسرة فكان لها الوقع الخطير على العلاقات الاجتماعية الأسرية  وصلة الأرحام.

كما وأطلق مصطلح أرامل الانترنت الذي طرح عل نطاق محدود برغم صدقيته، فالمدمنون على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يعاني أزواجهم او زوجاتهم غياب الشريك، وعدم قيامه بأي دور حقيقي في حياة أسرته، والمقصود بالترمل غياب الشريك في العلاقة الزوجية بوقوعه فريسة لإدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي([104]).

يؤدي استخدام المرأة العراقية المفرط للانترنت الى مشكلات أسرية، فتتصف بعض النساء باللامبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية إمام واجبات البيت او حتى متطلبات الأبناء واحتياجاتهم. 

وابرز ما ترتب على انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات والقنوات الفضائية على الأسرة العراقية هو ان كل فرد من أفراد العائلة صار له جوه الخاص به وضاع الجو العائلي الذي كان يضم الجميع، الأمر الذي انتهى بكل فرد وبالتالي المجتمع بأكمله إلى الكآبة والوحدة والأفكار السوداوية([105])، فأنها تحدث زعزعة في عملية التفاعل الأسري، وتتقلص ساعات جلوس الأسرة مع بعضها. وان الكثير من الكلام تحول من اللسان إلى الأصابع، فصارت تتحدث أكثر من الألسنة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، فالبيوت الحية بأهلها صارت خاوية صامتة .

وان معايشة الأبناء، وخاصة في سن المراهقة، لشبكات التواصل الاجتماعي تجعلهم اقل تأثرا بقيم الأسرة، وتضعف إدراكهم لتوجيهات الآباء، وفي المقابل يزداد تأثير المجتمع الافتراضي والأسرة الافتراضية ([106])، فقد تناولت الصحف والعربية والأجنبية حوادث انتحار لبعض مستخدمي الفيس بوك من الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14و 25عاما، ما يشير الى وجود دور لوسائل التواصل الاجتماعي في نشر الاكتئاب الذي يدفع بصاحبه في النهاية الى الانتحار([107]).

سلبية أخرى بدأت تنتقل من الواقع لتترسخ في شبكات التواصل وهي إفشاء الأسرار دون معرفة مصدرها مما يؤدي إلى المبالغة في الكشف عن أسرار الحياة الشخصية والأسرية، والعلاقات الاجتماعية الحميمة .

من اخطر السلبيات على الأسرة العراقية هو انتشار المواقع الإباحية على شبكة الانترنت، التي تستهدف الأفراد على نحو عام والنساء على نحو خاص، وتعمل على إغوائهم بسبل عديدة، وكثرت أيضا غرف الدردشة غير الأخلاقية والتي تشجع على الفساد وفعل الرذيلة والانحلال الأخلاقي، ومن جانب أخر تتعرض بعض النساء للتحرش من بعض مستخدمي المواقع الالكترونية([108])، ان مستقبل وطننا، ومستقبل شباب الوطن وأبنائه مهدد بالضياع والدمار اذا ما اتسع انتشار هذه المواقع الاباحيه، نسأل الله تعالى ان يحفظ بلادنا ومجتمعنا من كل مكروه وان يوفق المسئولين والعاملين ذوي الجهود الخيرة والمبادرات الصالحة للتقدم والنجاح.  

والخلاصة ان التكنولوجيا هي جيدة او سيئة مثلها مثل الطبيعة البشرية، ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان يكون قوة ايجابية لخلق الصلات الاجتماعية وتعزيزها، او تكون قوة سلبية، تنطوي عند إساءة مستخدميها على العديد من المخاطر على الفرد والمجتمع ومنها، المخاطر الصحية للاستخدام المفرط، والمخاطر البيئية، والمخاطر اجتماعية، فضلا عن مخاطر الجرائم الالكترونية. 

 المطلب الثاني : الآثار السلبية على المجتمع العراقي :

لقد مر العراق بمراحل مفصلية خطيرة يلعب فيها طلاب السلطة ورواد السياسة أدوارا جهنمية يتلاعبون فيها بالشعوب ويفتحون لهم أبواب الفوضى، عاشت الأمة نتيجة ذلك في هرج ومرج وضياع([109]).

فأن عدم وجود رقابة على مواقع كثيرة تتضمن موضوعات مختلفة، منها ما يحث على الرذيلة، ومنها ما يحث على العنف والعنصرية، او تطرح أفكارا ضالة، ومضللة قد تشوه رؤية المجتمع وتشوشها([110]) .

فأن غياب المسئولية الاجتماعية والضبط الاجتماعي الذان يعدان من أهم مقومات السلوك الاجتماعي، والتي تؤدي الى نشر الإشاعات، والنقاشات التي تبتعد عن الاحترام وغيرها من الأمور السلبية، التي تؤثر عل المجتمع.

من الآثار السلبية أيضا لمواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع العراقي هو تغير منظومة القيم الاجتماعية، وسوف يجري تعزيز القيم الفردية والشعور بالذات، وتراجع قيم المجتمع والنمو الاجتماعي والسمات الانفعالية للفرد، في ظل تنامي الرغبة في الوحدة والعزلة وخاصة بين المراهقين والشباب، الأمر الذي سيزيد من انفصال الفرد عن مجتمعه ويقلل من شعوره تجاه معاناة الآخرين ومن ثم عدم تكوين صداقات([111]).

ومن بين ابرز التأثيرات الاجتماعية لوسائل التواصل الاجتماعي ايضا، تأثر اللغات بأعتبار ان اللغة هي اداة التواصل على هذه الوسائل ومنها اللغة العربية بطبيعة الحال، ، فأن حالة التحول العالمية نحو الخيار الرقمي، تسهم بالضرورة في تشكيل مستقبل اللغات([112]).

وقد عبر الباحثين عن قلقهم الفعلي من ان تواجه اللغة العربية الفصحى ولغات اخرى عديدة في عصر وسائل التواصل الاجتماعي مصير اللغة اللاتينية، حيث تبقى بصفتها لغة مكتوبة تعيش مفرداتها وقواعدها الى الابد، لكنها في الوقت ذاته تبقى خارج الاستعمال، فقد تحول المشهد اللغوي العربي في عصر وسائل التواصل الاجتماعي الى ان تبقى للغة العربية الفصحى سيادتها الرسمية ، في حين انتزعت اللغة العربية العامية سلطة الممارسة الفعلية، بل انها تتطور وتستمد شرعيتها وقوتها تدريجيا من كثرة استخدامها في وسائل التواصل الاجتماعي، ونجاحها في استقطاب اللسان العربي([113])، ونرى ذلك واضحا من خلال ظهور لغة جديدة بين الشباب العراقي من شأنها ان تضعف لغتنا العربية وإضاعة هويتها، وكما يلاحظ فأن مستخدمي التواصل الاجتماعي لا يتكلمون باللغة العربية لعدم وجود حوار شفهي، واذا كتبوا النصوص يعتمدوا لغة عربية غير صحيحة وفيها عبارات أجنبية([114])، ان كثرة استخدام وسائل التواصل الالكتروني عبر الكتابات النصية والأوامر الالكترونية، تؤدي الى زعزعة منظومة المفردات اللغوية للفرد مما يؤدي الى إضعاف الذاكرة اللغوية العربية.

ويعد استخدام الهواتف الذكية، باعتبارها، احد أنماط وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترات أو ظروف محددة، مثل قيادة السيارات على الطرق السريعة، احد أسباب الحوادث المرورية، وبالتالي استخدام هذه التطبيقات يؤدي إلى تداعيات أمنية واجتماعية سلبية([115]).

المطلب الثالث: بعض الحلول والاقتراحات لتفادي الآثار السلبية للتواصل الاجتماعي الحديث:

من يتابع التاريخ الإنساني يجد ان طموح الإنسان وأمل البشر جميعا هو ان يكون الغد أفضل من الحاضر، فالإنسان يحلم دائما بتحقيق أشياء كثيرة تعينه على ما يواجهه في حياته وعملة ومجتمعة، وسنتناول في هذا المطلب بعض الحلول للتغلب على الآثار السلبية لعملية التواصل الاجتماعي الالكتروني على المجتمع العراقي:

ان أول الأمراض الذي يبدوا صغيرا في البداية هو الجهل والشعور بالعجز والقلق وعدم الالتفات الى القدرات الذاتية والغفلة عن القوى الفيزيقية، مما يؤدي إلى الانحراف عن جادة الصواب في مسار الحياة، ويتعين في مجال معرفة النفس تحديد هذه الأمراض، والمبادرة إلى علاجها عن طريق التعلم والاعتماد على النفس ومعرفة القابليات المعنوية والمادية([116]).

ان ما يتمتع به الشباب من الحيوية والنشاط والكفاءات الواسعة والقابليات الهائلة والحماس والجد والمثابرة من العناصر التي تجعل من جيل الشباب أعضاء مؤثرين في الحياة الاجتماعية([117]).

يجدر بالإنسان حينما يقف على مفترق طريق العقل والشهوة، ان يكبح شهوته الجنسية غير المشروعة، لأنها تقف حائلا دون معرفة النفس والتكامل الإنساني ، وعلية ان يرفع من مستواه الفكري والعقلي، لان قيمة الإنسان تكمن في عقله وفكره، الا ان اختيار طريق العقل والتدين باهظ الكلفة وهو بحاجة الى وعي ومراقبة دقيقة وجهد حثيث([118]).

ان مجتمعنا اليوم في حاجة ماسة لتفعيل دور العلماء وطلاب العلوم الدينية، ان التطورات في العلم والتكنولوجيا، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، تثير أمام شبابنا العديد من التساؤلات العقدية والثقافية والأخلاقية، فلا بد من تصدي العلماء العارفين بالدين، والإجابة على هذة التساؤلات والتحديات، وهذا النشء الجديد من الفتيان والفتيات، والذي قد لا يتوفر له التوجيه الديني المطلوب ضمن العائلة والأسرة، نظرا لانشغالات الوالدين، او لمحدودية مستواهما، فأنه بحاجه الى الاستيعاب والتوعية بقيم الدين وإحكامه، وإلا كان عرضة للضياع والفساد، كما يحدث لقطاع كبير من هذا الجيل، وفي المجتمع مشاكل وقضايا تحتاج إلى التصدي والمعالجة، فالدور المتوقع من الوسط العلمي الديني هو بث معارف الإسلام، وتوفير التوجيه والتربية لجيل الناشئين، والتصدي لمشاكل المجتمع وقضاياه([119]) .

الحياة بالنسبة الى كل إنسان تعتبر تجربة جديدة، فهو يأتي إليها لسفرة واحدة فقط، غير قابلة للتكرار، لذا فأن الفشل في تجربة الحياة لا يمكن تداركه او تعويضه، وكما يقول الله تبارك وتعالى:﴿ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ﴾([120])، ولكن كيف ينجح الإنسان في تجربته الواحد والوحيدة في هذه الحياة وهي مليئة بالشهوات والمغريات، فالحل هو وجود القدوة الصالحة وهم الأنبياء والأئمة، فأنهم قدوة للبشر على امتداد التاريخ، لذلك خلد الله تعالى ذكرهم وسيرهم، عبر وحيه وقرأنه([121])، وفي هذا العصر بالذات ما أحوج المجتمعات البشرية الى القدوة الصالحة، لان مواقع التواصل الاجتماعي توهم الناس بالقدوة الزائفة الفاسدة، التي تجاهر بالانحراف والفساد الأخلاقي.

لذلك نحن بحاجة الى الرجوع الى نهضة الإمام الحسين(عليه السلام)التي لا تزال تتذكرها الأجيال جيل بعد جيل، فهي خالدة حية في نفوس المؤمنين، ونستخلص منها الدروس والعبر فهي جزء منا ونحن جزء منها، فقد تغلغلت في أعماق الأمة بشكل عام، والشيعة بشكل خاص، بحيث ما زالت تسهم بدور هام في تكوين الشخصية الثقافية والأخلاقية، والاجتماعية والسياسية لكل الأحرار في العالم([122]).

ان الوضع الذي يعيشه المسلمون اليوم، وما تعاني منه مجتمعاتهم، يضع المسؤولية الكبيرة على عاتق الطليعة الواعية والمؤمنة, لكي تكثف من نشاطها، وتعمل جاهدة بكل جد ونشاط من اجل إعادة الإسلام إلى الحياة من جديد، وتطبيق قوانينه التي فيها السعادة في الداريين([123])، فالرسالة الإسلامية بما تضمنت من أحكام شرعية، وما دعت إلى التحلي بالأخلاق الفاضلة الحميدة، ونبذ الرذائل والصفات الذميمة لقادره على ان تخلق الإنسان الحي والمجتمع الحي، حيث تكون العلاقة بين أفراده قائمة على أساس من القيم السليمة والعمل الصالح، فجميع أفراد المجتمع مسئولون عما تحت أيديهم، فإذا رأوا خللا او فسادا، لزمهم السعي لإصلاحه، ليكونوا قد أدوا الواجب الملقى على عاتقهم.

من الأمور الهامة في حياة الأطفال والشباب العراقيين في حاضرهم ومستقبلهم مستوى تحصيلهم العلمي، لان هذه الفترة من العمر(فترة الطفولة والشباب) هي المرحلة العمرية التي تتكون فيها المعارف، لذا كان لازما على المعنيين بأمور التربية والتعليم التعرف على البيئة ذات التأثير على التحصيل العلمي سلبا أو ايجابيا للتعامل معها بما يخدم الأهداف ويساعد على تحقيقها وتلافي كل المؤثرات السلبية لينشأ الجانب المعرفي في شخصية الفرد قويا ومتينا، وسليما من أمراض المعرفة، ولا شك ان مواقع التواصل الاجتماعي يعتبر احد المؤثرات الكبيرة في البيئة المعاصرة([124]).

من الأمور الواجب مراعاتها هي تنمية وظيفة الرقابة التي تضطلع بها وسائل الاتصال الاجتماعي، عن طريق كشف المخاطر التي يتعرض لها المجتمع وإشكال الفساد الإداري والاجتماعي للقيام بردعة ومحاسبة المسئولين عنه([125])، فقد ظهر في الآونة الأخيرة عدد من البرامج التي يمكن ان تمثل ما يمكن ان نسميه "حارس البوابة" حيث ان هذه البرامج تقوم بمراقبة استخدام الأطفال والأولاد والبنات لشبكة الانترنت، وذلك لكي لا يدخلوا الى مواقع إباحية او أي مواقع لا يفضلوا الدخول إليها، ومن هذه البرامج برنامج "سايبر باترول" الذي يعتبر واحدا من أفضل البرامج في هذا المجال، يستخدم البرنامج نظام مراقبة مبينا عليه قوائم بعناوين المواقع الممنوعة والمواقع المسموحة([126]).

 

 الخاتمة

من خلال البحث حاولت ابراز اهم النقاط التالية:

  1. يستدل من خلال الآيات القرآنية على أهمية التواصل والحث على تعلمه وتعليمه وضرورة توظيفه في مجالات الحياة التربوية والعلمية والعملية، وبالتالي يتوجب استعماله في ما يرضي الله، حتى يؤدي إلى نتيجة ايجابية تقرب بين المسلمين.
  2. التأمل في تراثنا العظيم الذي أثراه آل البيت (عليهم السلام) من عبق الرسالة وأريجها الأصيل لوجدنا نماذج لا تعد ولا تحصى من العبر والفوائد الدينية والإيمانية.
  3. ان كل مجتمع يطمح ان يسقى ماء غدقا، وتنفتح عليه بركات من السماء والأرض، ويأكل من فوقه ومن تحته، ولا يرى الفساد يستشري في حناياه، عليه ان يجعل الإرادة الإلهية نصب عينيه، فيأتمر بأوامر الله وينتهي بنواهي، ولا يقترف بإرادته واختياره ما يمكن ان تعود عليه وعلى المجتمعات الأخرى بالفساد.
  4. اختلفت أراء الباحثين حول تأثير الانترنت على العزلة الاجتماعية وعلى حجم التفاعل الاجتماعي بين الأفراد، فهناك مجموعة من الباحثين الذين ينتمون الى المدخل الايجابي الذي يرى ان الانترنت أدت الى توسيع العلاقات بين الأفراد وزيادة التواصل الاجتماعي بينهم، بينما يرى أنصار المدخل السلبي ان استخدام الانترنت أدى إلى تقليل فرص الاتصال الشخصي وزيادة العزلة بين الأفراد.
  5. تكمن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في إتاحة المجال واسعا أمام الإنسان للتعبير عن نفسه ومشاركة مشاعره وأفكاره مع الآخرين، خاصة وان هناك حقيقة علمية وهي ان الإنسان اجتماعي بطبعه وبفطرته يتواصل مع الآخرين .
  6. من الأمور الواجب مراعاتها هي تنمية وظيفة الرقابة التي تضطلع بها وسائل الاتصال الاجتماعي، عن طريق كشف المخاطر التي يتعرض لها المجتمع وإشكال الفساد الإداري والاجتماعي للقيام بردعة ومحاسبة المسئولين عنه.
  7. لمواقع التواصل الاجتماعي الالكتروني في العراق دور مهم في البحث العلمي حيث يساعد في حل المشكلات التي تواجه الباحثين، عن طريق الحصول على المراجع العلمية الحديثة، والمتنوعة، والوصول الى المعلومات المرتبطة بالبحث في أي مكان بالعلم، بالإضافة إلى تحديد المشكلات البحثية وتنمية مهارات تصميم البحوث العلمية، وإجراءات البحث العلمي.
  8. ان اختلاط الذكور والإناث بطريقة منافية للضوابط الدينية والشرعية من أهم سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما قد ينجم عنها من انحلال بطيء للقيم الروحية والمعنوية .

ختام بحثنا هذا:

الحياة ميدان سباق يتفوق فيه رواد التطوير والتجديد، فالمجتمع الأكثر تجديدا، والأسرع تطورا، يحرز التقدم ويفرض نفوذه وهيمنته، بينما المجتمع الراكد البطيء الحركة تتدهور أوضاعه، ويصيبه الهرم، وخاصة في هذا العصر، حيث انعدمت المسافات، وسقطت الحدود والحواجز، ولم يعد مجال للجمود، فأن المشاكل والتحديات التي تواجه المجتمع تتطلب نوعا من التجديد في الأفكار، والتطوير في البرامج، والتحديث في الوسائل والأساليب، ونحن نلاحظ كيف ان التحديات، ومشاكل الحياة هي التي دفعت الإنسان للاكتشاف والاختراع، فأبتدع الأساليب والوسائل في مختلف المجالات، وبذلك تجاوز تلك التحديات والمشاكل الى حد كبير، وكذلك على مستوى المجتمع العراقي، لا بد من أبداع وتطوير، يمكن المجتمع العراقي من مقاومة سلبيات الواقع، والتغلب على إفرازات الظروف والأوضاع الصعبة، التي مر بها مجتمعنا بعد عام 2003م، ان المعرفة والتخصص والتمكن من ملف شبكات التواصل الاجتماعي، هي المدخل العلاجي والوقائي السليم .

فهرس المصادر

القرآن الكريم :

  1. ابن عاشور، محمد الطاهر، تفسير التحرير والتنوير(المعروف بتفسير ابن عاشور)،ط1، (بيروت: مؤسسة التاريخ).
  2. ابن فارس، ابن الحسين احمد بن زكريا القزويني، (ت: 395ه)، معجم مقاييس اللغة، (بيروت: الدار الاسلامية، 1990م).
  3. ابن منظور(ت:711ه)، لسان العرب،(تحقيق: علي شيري) ،ط1،( بيروت: دار احياء التراث، 1988م).
  4. ابو حسنية، حسن ابراهيم، التواصل في القرآن الكريم، ط1،(عمان: دار كنوز المعرفة، 2014م).
  5. ابو حميدان، يوسف عبد الوهاب، العلاج السلوكي لمشاكل الاسرة والمجتمع، والمدرسة وللعاملين في مجال الرعاية النفسية والاجتماعية مرجع للاسرة، ط1، (الإمارات العربية المتحدة: دار الكتاب الجامعي، 2012م).
  6. ابو عرجة، تيسير احمد، الاتصال وقضايا المجتمع، ط1، (عمان: دار الميسرة ،2013م).
  7. الازهري، ابي منصور محمد بن احمد،(ت:370ه)، تهذيب اللغة، (تقديم:فاطمة محمد اصلان)، ط1،( بيروت: دار احياء التراث العربي،2001م)، ج12، ص 167.
  8. الاصفهاني، الراغب(ت:425ه)، مفردات الفاظ القرآن، (تحقيق: صفوان عدنان داوودي)، ط4، (بيروت: الدار الشامية،1425ه).
  9. آل زغبر، سعيد مبارك، التلفزيون والتغير الاجتماعي في الدول النامية،(بيروت: دار ومكتة الهلال، 2008م).
  10. جرير، ديفد الان، حدود الابتكار التكنولوجي التكنولوجيا الجديدة ومشكلة الاستقرار المؤسسي،"التكنولوجيا التأثيرات والتحديات والمستقبل"، مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ط1،( ابوظبي: مركز الدراسات والبحوث، 2015م).
  11. الحجاج، ابو يوسف، اعرف نفسك واكتشف شخصية الاخرين، (شخصيتك من تعاملاتك مع النت)، ط1، ( القاهرة: دار الكتاب العربي،2010م).
  12. الحر العاملي (ت: 171)، هداية الامة الى احكام الائمة (ع)، ط1، (مشهد: مجمع البحوث الاسلامية، 1414ه).
  13. الحزم آبادي، حسن الظاهري، صلة الرحم وقطيعته، ط3،(قم: مؤسسة النشر الاسلامي، 1415ه).
  14. الخوري، نسيم، الإعلام العربي وانهيار السلطات اللغوية ، (لبنان: مركز دراسات الوحدة العربي،2003م).
  15. الرازي، محمد بن ابي بكر بن عبد القادر، مختار الصحاح،(تحقيق: محمود خاطر)، (القاهرة: الهيئة المصرية، 1976م).
  16. الرحال، موفق هاشم، صلة الرحم، ط1، (كربلاء: دار الكفيل، 2016م).
  17. الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني، تاج العروس، (تحقيق: نوااف الجراح،ط1، (بيروت: دار صادر، 2011م) .
  18. السعيد، محمد جعفر، صلة الرحم ( الاثار الروحية والمعنوية على الفرد والجماعة)، بحث منشور في مجلة الشعائر، (العدد، 56، 2014م).
  19. السويدي، جمال السند، وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة الى الفيس بوك، ط1، (د.م: د.مط، 2013م).
  20. سيد قطب، في ظلال القرآن، ط5، (بيروت: دار احياء التراث،1967).
  21. السيد، ابراهيم جابر، المشكلات الاجتماعية داخل المجتمع العربي، السلول المدرسي، الزواج العرفي، الطلاق، الانحراف الجنسي، ادمان الانترنت، (الاسكندرية: دار التعليم الجامعي،2014م).
  22. شاش، سهير محمد سلامة، اضطرابات التواصل ـــ التشخيص ـــ الاسباب ـــ العلاج، ط1، (القاهرة: مكتبة زهراء،2007م).
  23. الشاعر، عبد الرحمن بن ابراهيم، مواقع التواصل الاجتماعي والسلوك الانساني، ط1، (عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع،2015م).
  24. الشايب، عبد الرؤوف، القرآن والتغيير الاجتماعي دراسة تحليلة مقارنة، ط1، (بيروت: دار المحجة البيضاء،2013م).
  25. الشيرازي، ناصر مكارم، الامثل في تفسير كتاب الله المنزل، ط1،(بيروت:مؤسسة البعثة،1992م).
  26. الصادقي، احمد، ما يحتاجه الشباب مقالات في التربية الروحية والأخلاقية ،ط1، (بيروت: دارالبحار،2009م).
  27. صبيح، ازهار،واحمد، اسيل شاكر، استخدام المرأة مواقع التواصل الاجتماعي والاشباعات المتحققة منه، ط1، (عمان: دار امجد للنشر، 2017م).
  28. الصفار، حسن موسى، أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع، ط1، (بيروت: مؤسسة البلاغ، 2003م).
  29. الطبرسي، ميرزا حسين النوري (ت: 1320ه)،مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، (تحقيق: مؤسسة ال البيت عليهم السلام لاحياء التراث)، ط2، (بيروت: مؤسسة آل البيت لاحياء التراث،1988م).
  30. الطوسي، ابي جعفر محمد بن الحسن، (ت: 460)، الامالي ،(تحقيق: قسم الدراسات الاسلامية)، ط1، ( قم: دار الثقافة، 1414ه).
  31. عفيف، علاء الدين محمد، الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي العالمية، ط1، (الإسكندرية: دار التعليم،2015م).
  32. الغريفي، ابو الحسن حميد المقدس، التحولات الاجتماعية في العراق بعد احتلال عام 2003م، ط1، (بيروت: دار المحجة البيضاء، 1015م).
  33. الفتاح، علياء سامي عبد، الانترنت والشباب دراسة في اليات التفاعل الاجتماعي،ط1، (القاهرة: دار العالم العربي،2009م).
  34. الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب (ت: 871)، القاموس المحيط (تقديم: محمد عبد الرحمن المرعشلي)، ط2، (بيروت: دار إحياء التراث العربي، 2003م).
  35. قراءتي، محسن، تفسير النور،( ترجمة: السيد علي الموسوي)، ط2،(بيروت: دار المؤرخ العربي،2014م).
  36. القرطبي، ابي عبد الله محمد بن احمد الأنصاري، (ت: 671ه)، الجامع لأحكام القرآن،(بيروت: دار احيائ التراث العربي،1952م).
  37. القمي، ابي العباس عبد الله بن جعفر الحميري، قرب الإسناد ويليه الاشعثيات،(طهران: مكتبة نينوى الحديثة، د.ت).
  38. الكليني، ابي جعفر محمد بن يعقوب بن اسحاق الرازي،(ت:329ه)، ط7، (طهران: دار الكتب الاسلامية، 1383ش).
  39. اللبان، درويش شريف، مدخلات في الإعلام البديل والنشر الالكتروني،(القاهرة: دار العالم العربي، 2011م).
  40. المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر إخبار الأئمة الأطهار، ط3،(بيروت: مؤسسة الوفاء، 1983م).
  41. المدرسي، محمد تقي، من هدى القرآن، ط2، (بيروت: دار القارئ،2008م).
  42. مركز البحوث والدراسات، اكادمية شرطة دبي، حماية الطفل من جرائم تقنية المعلومات والاتصالات، ط1، (دبي: مركز البحوث والدراسات، 2010م).
  43. مركز نون، فقه التواصل الاجتماعي، سلسلة الفقه الموضوعي، ط1،(بيروت: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية،2014م).
  44. المصطفوى، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ط1، (طهران: اعتماد، 1385ه).
  45. الموسوي، عباس علي، الواضح في التفسير،ط1،(بيروت: مركز الغدير للطباعة والنشر،2012م).
  46. الموسى، عصام سليمان، المدخل في الاتصال الجماهيري، ط6،(عمان: اثراء للنشر, 2009م).
  47. النجار، عبد الامير، مقالات اسلامية (مجموعة رائعة من كلمات الناشر على عدد من مؤلفات الامام الشيرازي قدس سره)، ط1،(كربلاء المقدسة: مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر، 2013م).
  48. النجار، عبد الامير، مقالات إسلامية (مجموعة رائعة من كلمات الناشر على عدد من مؤلفات الامام الشيرازي قدس سره)، ط1، (كربلاء المقدسة: مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر، 2013م).
  49. هاني، محسن ظاهر، الثقافة الإسلامية لدى الأبناء ودور التنشئة الاسرية في تعزيزها في ظل التحديات الراهنة دراسة ميدانية، بحث منشور في (البحوث التي ألقيت في مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي السابع، ط1، كربلاء: دار الكفيل للطباعة، 2013م).
  50. هتيمي، حسين محمود، العلاقات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، ط1، (عمان: دار اسامة للنشر،2015).
  51. الهندي، علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين،( 975ه)، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، (تحقيق: اسحاق الطيبي)، (السعودية: بيت الافكار الدولية، د.ت).

 

 

 

([1]) الحجرات الآية: 13 .

 

 

([2]) ظ: آل زغبر، سعيد مبارك، التلفزيون والتغير الاجتماعي في الدول النامية،(بيروت: دار ومكتة الهلال، 2008م)، ص56.

 

 

([3]) سورة الحجرات/ اية:13.

 

 

([4]) الشايب، عبد الرؤوف، القرآن والتغيير الاجتماعي دراسة تحليلية مقارنة، ط1، (بيروت: دار المحجة البيضاء،2013م)، ص176.

 

 

([5]) ابن فارس، ابن الحسين احمد بن زكريا القزويني، (ت: 395ه)، معجم مقاييس اللغة، (بيروت: الدار الاسلامية، 1990م)، ج6، ص115.

 

 

([6]) الرازي، محمد بن ابي بكر بن عبد القادر، مختار الصحاح، (تحقيق: محمود خاطر)، (القاهرة: الهيئة المصرية، 1976م)، 725.

 

 

([7]) الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني، تاج العروس، (تحقيق: نوااف الجراح،ط1، (بيروت: دار صادر، 2011م) ، ج10، ص793.

 

 

([8]) ظ: ابن منظور(ت:711ه)، لسان العرب،(تحقيق: علي شيري) ،ط1،( بيروت: دار احياء التراث، 1988م)، ج15، ص318.

 

 

([9]) الاصفهاني، الراغب(ت:425ه)، مفردات الفاظ القرآن، (تحقيق: صفوان عدنان داوودي)، ط4، (بيروت: الدار الشامية،1425ه)، ص873.

 

 

([10]) الازهري، ابي منصور محمد بن احمد،(ت:370ه)، تهذيب اللغة، (تقديم:فاطمة محمد اصلان)، ط1،( بيروت: دار احياء التراث العربي،2001م)، ج12، ص 167.

 

 

([11]) الفيروز آبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب (ت: 871)، القاموس المحيط (تفديم: محمد عبد الرحمن المرعشلي)، ط2، (بيروت: دار احياء التراث العربي، 2003م)، ص986.

 

 

([12]) ابو حسينة، ابراهيم حسن، التواصل في القرآن الكريم، ط1، (عمان: دار كنوز المعرفة،2014م)، ص28.

 

 

([13]) ظ: الموسى، عصام سليمان، المدخل في الاتصال الجماهيري، ط6، (عمان: اثراء للنشر, 2009م)، 28. 

 

 

([14]) ظ: السويدي، جمال السند، وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في التحولات المستقبلية: من القبيلة الى الفيس بوك، ط1، (د.م: د.مط، 2013م)، ص20.

 

 

([15]) اللبان، درويش شريف، مدخلات في الإعلام البديل والنشر الالكتروني، (القاهرة: دار العالم العربي، 2011م) ، ص 86.

 

 

([16]) ظ: هتيمي، حسين محمود، العلاقات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، ط1، (عمان: دار اسامة للنشر،2015)، ص82.

 

 

([17]) ظ: شاش، سهير محمد سلامة، اضطرابات التواصل ـــ التشخيص ـــ الاسباب ـــ العلاج، ط1، (القاهرة: مكتبة زهراء،2007م)، ص18.

 

 

([18])عفيف، علاء الدين محمد، الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي العالمية، ط1، (الإسكندرية: دار التعليم،2015م)، ص160.

 

 

 

([19]) ظ:النجار، عبد الامير، مقالات إسلامية (مجموعة رائعة من كلمات الناشر على عدد من مؤلفات الامام الشيرازي قدس سره)، ط1، (كربلاء المقدسة: مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر، 2013م)، ص256.

 

 

([20]) سورة المائدة / اية: 3 .

 

 

([21]) سورة هود/ اية: 1.

 

 

([22]) ابو حسنية، حسن ابراهيم، التواصل في القرآن الكريم، ط1،(عمان: دار كنوز المعرفة، 2014م)، ص125.

 

 

([23]) سورة الحجرات / اية: 13.

 

 

([24]) أبو حسنية، حسن ابراهيم، التواصل في القرآن الكريم، ص42.

 

 

([25]) القرطبي، أبي عبد الله محمد بن احمد الأنصاري، (ت: 671ه)، الجامع لاحكام القرآن،(بيروت: دار إحياء التراث العربي،1952م)، ج16، ص343.

 

 

([26]) سورة القصص /آية: 51.

 

 

([27]) قراءتي، محسن، تفسير النور،( ترجمة: السيد علي الموسوي)، ط2، (بيروت: دار المؤرخ العربي،2014م)، ج7، ص57.

 

 

([28]) القرطبي، الجامع لإحكام القرآن، ج13، ص295.

 

 

([29]) سورة البقرة / آية: 27.

 

 

([30]) الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ط1، (بيروت: مؤسسة البعثة،1992م)، ص126.

 

 

([31]) الموسوي، عباس علي، الواضح في التفسير،ط1، (بيروت: مركز الغدير للطباعة والنشر،2012م)، ص111.

 

 

([32]) المصطفوى، التحقيق في كلمات القرآن الكريم، ط1، (طهران: اعتماد، 1385ه)، ج13، ص139.

 

 

([33]) سورة القصص/ آية: 35.

 

 

([34]) المدرسي، محمد تقي، من هدى القرآن، ط2، (بيروت: دار القارئ،2008م)، ج6، ص343.

 

 

([35]) ابن عاشور، محمد الطاهر، تفسير التحرير والتنوير(المعروف بتفسير ابن عاشور)،ط1، (بيروت: مؤسسة التاريخ،)، ج20، ص54.

 

 

([36]) سورة الرعد / آية: 21.

 

 

([37]) الشيرازي، الأمثل ،ج7، ص342.

 

 

([38]) المدرسي، محمد تقي، من هدى القرآن،ج4، ص203.

 

 

([39]) سورة الرعد / آية: 25.

 

 

([40]) سورة الرعد / آية: 25

 

 

([41])  سورة الرعد / آية: 25

 

 

([42]) المدرسي، محمد تقي، من هدى القرآن،ج4، ص205.

 

 

([43]) البقرة : 27 .

 

 

([44]) سورة: النساء/ آية:90.

 

 

([45]) سيد قطب، في ظلال القرآن، ط5، (بيروت: دار إحياء التراث،1967)، ج5، ص186.

 

 

([46]) ابن منظور، لسان العرب، ج15، ص319، مادة وصل.

 

 

([47]) أبو حسنيه، التواصل في القرآن الكريم، ص19.

 

 

([48]) سورة الأنفال/ آية:75.

 

 

([49]) الحزم آبادي، حسن الظاهري، صلة الرحم وقطيعته، ط3، (قم: مؤسسة النشر الإسلامي، 1415ه)، ص8.

 

 

([50]) الكليني، أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الرازي، (ت:329ه)، ط7، (طهران: دار الكتب الإسلامية، 1383ش)، ج2، باب قطيعة الرحم، ص347.

 

 

([51]) سورة محمد/ اية22ـــ 23.

 

 

([52]) السعيد، محمد جعفر، صلة الرحم ( الآثار الروحية والمعنوية على الفرد والجماعة)، بحث منشور في مجلة الشعائر، (العدد، 56، 2014م)، ص52.

 

 

([53]) الطوسي، ابي جعفر محمد بن الحسن، (ت: 460)، الامالي ، (تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية)، ط1، ( قم: دار الثقافة، 1414ه)، ص481.

 

 

([54]) ألمجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر إخبار الأئمة الأطهار، ط3، (بيروت: مؤسسة الوفاء، 1983م)، ج3، ص87ــــ139.

 

 

([55]) سورة الرعد / اية: 21.

 

 

([56]) الطبرسي، ميرزا حسين ألنوري (ت: 1320ه)، مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، (تحقيق: مؤسسة ال البيت عليهم السلام لإحياء التراث)، ط2، (بيروت: مؤسسة آل البيت لإحياء التراث،1988م)، ج8، ص451. رقم الحديث 9971.

 

 

([57]) نفس الصدر، ج8، ص451. رقم الحديث 9972.

 

 

([58]) الحر ألعاملي (ت: 171)، هداية الأمة إلى أحكام الأئمة (ع)، ط1، (مشهد: مجمع البحوث الإسلامية، 1414ه)، ج5، ص171.

 

 

([59]) الهندي، علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين،( 975ه)، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، (تحقيق: إسحاق ألطيبي)، (السعودية: بيت الأفكار الدولية، د.ت)، المجلد الأول ، ص238. رقم الحديث5173.

 

 

([60]) الحر ألعاملي، هداية الأمة، ج5، ص 171.

 

 

([61]) ألمجلسي، بحار الأنوار، ج71، ص 395.

 

 

([62]) ألقمي، أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري، قرب الإسناد ويليه الاشعثيات، (طهران: مكتبة نينوى الحديثة، د.ت)، ص21.

 

 

([63]) الصفار، حسن موسى، أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع، ج2، ص48.

 

 

([64]) الشيرازي، الأمثل، ج1، ص128.

 

 

([65]) الرحال، موفق هاشم، صلة الرحم، ط1، (كربلاء: دار الكفيل، 2016م)، ص16.

 

 

([66]) نفس المصدر، صلة الرحم ، ص20 . بتصرف.

 

 

([67]) ظ: هتيمي،حسين محمود، العلاقات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، ط1، (عمان: دار أسامة للنشر،2015)، ص95.

 

 

([68]) ظ: السويدي، جمال السند، وسائل التواصل، ص27.

 

 

([69]) السيد، إبراهيم جابر، المشكلات الاجتماعية داخل المجتمع العربي، السلول المدرسي، الزواج العرفي، الطلاق، الانحراف الجنسي، إدمان الانترنت، (الإسكندرية: دار التعليم الجامعي،2014م)، ص322.

 

 

([70]) مركز البحوث والدراسات، اكادمي شرطة دبي، حماية الطفل من جرائم تقنية المعلومات والاتصالات، ط1، (دبي: مركز البحوث والدراسات، 2010م)، ص147.

 

 

([71]) النجار، عبد الأمير، مقالات أسلامية (مجموعة رائعة من كلمات الناشر على عدد من مؤلفات الإمام الشيرازي قدس سره)، ط1، (كربلاء المقدسة: مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر، 2013م)، ص280.

 

 

([72]) السويدي، جمال السند، وسائل التواصل الاجتماعي، ص68 بتصرف .

 

 

([73]) الفتاح،علياء سامي عبد، الانترنت والشباب دراسة في اليات التفاعل الاجتماعي،ط1، (القاهرة: دار العالم العربي،2009م)، ص105.

 

 

([74])هتيمي،حسين محمود، العلاقات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، ص101.

 

 

([75]) مركز الحرب الناعمة، شبكات التواصل، ص57.

 

 

([76]) صبيح، أزهار، استخدام المرأة، ص69.

 

 

([77]) السويدي، جمال السند، وسائل التواصل الاجتماعي، ص75.

 

 

([78]) صبيح، أزهار، استخدام المرأة، ص64.

 

 

([79]) ظ: هتيمي، حسين محمود، العلاقات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، ص95.

 

 

([80]) نفس المصدر، ص97ــــ98.

 

 

([81]) السويدي، جمال السند، وسائل التواصل الاجتماعي، ص118.

 

 

([82]) ظ: الشاعر، عبد الرحمن بن إبراهيم، مواقع التواصل الاجتماعي، ص76.

 

 

([83])  السويدي، جمال السند، وسائل التواصل الاجتماعي، ص24.

 

 

([84]) ظ: الشاعر، عبد الرحمن بن إبراهيم، مواقع التواصل الاجتماعي والسلوك الإنساني، ط1، (عمان: دار صفاء للنشر والتوزيع،2015م)، ص77. 

 

 

([85]) الشاعر، عبد الرحمن بن إبراهيم، مواقع التواصل الاجتماعي، ص69.

 

 

([86]) جرير، ديفيد ألان،حدود الابتكار التكنولوجي التكنولوجيا الجديدة ومشكلة الاستقرار المؤسسي،"التكنولوجيا التأثيرات والتحديات والمستقبل"، مركز الأمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، ط1،( أبو ظبي: مركز الدراسات والبحوث، 2015م)، ص47.

 

 

([87]) الشايب، عبد الرؤوف، القرآن والتغيير الاجتماعي دراسة تحليلة مقارنة، ط1، (بيروت: دار المحجة البيضاء،2013م)، ص286.

 

 

([88]) الصفار، حسن موسى، أحاديث في الدين، ص392.

 

 

([89]) ظ: أبو حميدان، يوسف عبد الوهاب، العلاج السلوكي لمشاكل الأسرة والمجتمع، والمدرسة وللعاملين في مجال الرعاية النفسية والاجتماعية مرجع للأسرة، ط1، (الإمارات العربية المتحدة: دار الكتاب الجامعي، 2012م)، ص194.

 

 

([90]) الصفار، حسن موسى، أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع، ط1، (بيروت: مؤسسة البلاغ، 2003م)، ج1، ص230.

 

 

([91]) هتيمي،حسين محمود، العلاقات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، ص96.

 

 

([92]) ظ: هتيمي، حسين محمود، العلاقات العامة، ص96.

 

 

([93]) عفيف، علاء الدين محمد، الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي العالمية، ط1، (الإسكندرية: دار التعليم،2015م)،ص4.

 

 

([94]) هتيمي، حسين محمود، العلاقات العامة، ص102.

 

 

([95]) ابو عرجة، تيسير احمد، الاتصال وقضايا المجتمع، ط1، (عمان: دار الميسرة ،2013م)،ص30.

 

 

([96]) هاني، محسن ظاهر، الثقافة الإسلامية لدى الأبناء ودور التنشئة الأسرية في تعزيزها في ظل التحديات الراهنة دراسة ميدانية، بحث منشور في (البحوث التي ألقيت في مهرجان ربيع الرسالة الثقافي العالمي السابع، ط1، كربلاء: دار الكفيل للطباعة، 2013م)، المجلد الأول ص416.

 

 

([97]) مركز نون، فقه التواصل الاجتماعي، سلسلة الفقه الموضوعي، ط1، (بيروت: جمعية المعارف الاسلامية الثقافية،2014م) ص15.

 

 

([98]) هتيمي،حسين محمود، العلاقات العامة وشبكات التواصل الاجتماعي، ط1، (عمان: دار أسامة للنشر،2015)، ص103.

 

 

([99]) الشايب، عبد الرؤوف، القرآن والتغيير الاجتماعي دراسة تحليله مقارنة، ص179.

 

 

([100]) صبيح، أزهار،واحمد، أسيل شاكر، استخدام المرأة مواقع التواصل الاجتماعي والاشباعات المتحققة منه، ط1، (عمان: دار امجد للنشر، 2017م)، ص48.

 

 

([101]) مركز الحرب الناعمة للدراسات، شبكات التواصل الاجتماعي منصات الحرب الأمريكية الناعمة، ط، (بيروت: د.مط، 2016م)، ص34. 

 

 

([102]) مركز نون، فقه التواصل الاجتماعي، ، ص56.

 

 

([103]) آل زغير، سعيد مبارك، التلفزيون والتغير الاجتماعي، مصدر سابق، ص206.

 

 

([104]) ظ: السويدي،جمال السند، وسائل التواصل،ص69.

 

 

([105]) الحجاج، أبو يوسف، اعرف نفسك واكتشف شخصية الآخرين، (شخصيتك من تعاملاتك مع ألنت)، ط1، ( القاهرة: دار الكتاب العربي،2010م)، ص38. 

 

 

([106]) السويدي، جمال السند، وسائل التواصل الاجتماعي، ص75.

 

 

([107]) السويدي، جمال السند وسائل التواصل الاجتماعي، ص76.

 

 

([108]) صبيح، أزهار، استخدام المرأة مواقع التواصل الاجتماعي،47.

 

 

([109]) الغريفي، أبو الحسن حميد المقدس، التحولات الاجتماعية في العراق بعد احتلال عام 2003م، ط1، (بيروت: دار المحجه البيضاء، 1015م)، ص9.

 

 

([110]) صبيح، أزهار، استخدام المرأة ،مصدر سابق، ص48.

 

 

([111]) السويدي، جمال السند، وسائل التواصل، ص68.

 

 

([112]) ألخوري، نسيم، الإعلام العربي وانهيار السلطات اللغوية ، (لبنان: مركز دراسات الوحدة العربي،2003م)، ص445.

 

 

([113]) ألخوري، الأعلام العربي، ص477.

 

 

([114]) مركز الحرب الناعمة، شبكات التواصل الاجتماعي، ص36.

 

 

([115]) السويدي، جمال السند، وسائل التواصل، ص91.

 

 

([116]) ألصادقي، احمد، ما يحتاجه الشباب مقالات في التربية الروحية والأخلاقية ،ط1، (بيروت: دار البحار،2009م)، ص12.

 

 

([117]) ألصادقي، احمد، ما يحتاجه الشباب، ص12.

 

 

([118]) ألصادقي، احمد، ما يحتاجه الشباب، ص16.

 

 

([119]) الصفار، حسن موسى، أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع، ج3، ص199.

 

 

([120]) سورة الحج: آية:11.

 

 

([121]) الصفار، حسن موسى، أحاديث في الدين والثقافة والاجتماع، ص38.

 

 

([122]) النجار، عبد الأمير، مقالات أسلامية (مجموعة رائعة من كلمات الناشر على عدد من مؤلفات الإمام الشيرازي قدس سره)، ط1، (كربلاء المقدسة: مؤسسة المجتبى للتحقيق والنشر، 2013م)، 65.

 

 

([123]) النجار، عبد الأمير، مقالات إسلامية، ص234.

 

 

([124]) آل زغير، التلفزيون والتغير الاجتماعي، مصدر سابق، ص209.

 

 

([125]) أبو عرجه، تيسير احمد، الاتصال وقضايا المجتمع، ط1، ص26.

 

 

([126]) ظ: اللبان، شريف درويش، تكنولوجيا الاتصال والمجتمع، القضايا والإشكاليات، ط1، (القاهرة: دار العالم العربي،2009م)، ص68.