المجموعة: بحوث كتب بواسطة: hussen الزيارات: 1841

وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالقيم الاجتماعية عند الشباب

(الفيس بوك أنموذجا)

دراسة تطبيقية على طلبة كلية المستقبل / قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة

   م.م. عباس محمود عبيد

العراق / كلية المستقبل الجامعة

 

المقدمة :

إنّ منظومة القيم الاجتماعية والمعايير الاخلاقية المتعارف عليها والسائدة في أي مجتمع من المجتمعات هي التي تحدد علاقات الأف الأفراد مع بعضهم البعض، وكذلك مع البيئة التي تحيط بهم, لأن القيم هي المصدر الرئيس لسلوك الإنسان، وفي خلاف ذلك نجد أنّ عدم التمسك بهذه القيم يؤدي الى تضاؤل وجودها المادي، فالفرد في المجتمع هو مصدر السلوك وهو الذي يقرر أساليب التعامل والتفاعل المميزة مع ما يحيط به، معنى ذلك أنّ الفرد لديه كمٌ من الرغبات والأهداف الاجتماعية والإنسانية والمُثل العليا التي تعطي لحاجاته العضوية أبعاداً جديدة يسعى لتحقيقها، ولمعرفة السلوك الاجتماعي يجب الوقوف عند مستوى السلوك الفردي والتكوين العام لشخصية الفرد وكيفية تعامله مع الظروف المحيطة به سواء كانت اجتماعية أو مادية، وغيرها من الظروف التي يكون فيها الفرد على تماس مع مجتمعه.

وتلعب مواقع التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في العديد من التحولات والتغيرات في جميع مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، فقد أثرت في بنيتها وتركيبتها واستقرارها, فأصبحت أغلب الأُسر العربية تعاني الكثير من المشكلات الاجتماعية مثل التفكك الأسري والتطرف والعنف ، وقد ازدادت نسب الجريمة بشكل كبير وملحوظ وهذا ما أدى إليه انتشار وسائل التواصل الحديثة كالكمبيوتر والتلفاز والعديد من الوسائل الأخرى التي أصبحت تحيط بنا من كل اتجاه .

فقد أصبح الشباب العربي منشغلاً باستعمال شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة, مما أدى إلى الانعكاس السلبي على القيم الاجتماعية وهذا بدوره يؤدي إلى تغيّر فكرهم واتساع الفجوة  بينهم وبين أُسرهم والبيئة المحيطة , لأن استعمال تلك المواقع بشكل متواصل يؤدي الى السيطرة على مستخدميها وعلى عقولهم بل وعلى أوقاتهم ونشاطهم المختلفة .

و إيماناً من الباحث بأهمية الموضوع المطروح من خلال هذا البحث ألا وهو                            (وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالقيم الاجتماعية عند الشباب) كان لابُدّ من التطرق إليه بشيء أكثر تفصيلاً من خلال الحديث عن العديد من الجوانب الخاصة بهذا الموضوع ومناقشتها والتوصل إلى بعض التوصيات الهامة والتي سيتم عرضها في نهاية البحث.

 

مستخلص البحث :  

يهدف البحث الحالي الى التعرف الى علاقة وسائل التواصل الاجتماعي بالقيم الاجتماعية ، ولغرض تحقيق هدف البحث ، أعتمد الباحث مقياس (عبد الرحمن ، 2017) ، وقد تكونت أداة البحث من (18) فقرة، وعمد الباحث الى حذف فقرتين لأنهما لا تتناسبان وهدف البحث ، ثم شرع الى توزيع الاستبانة الى عينة البحث ، ولغرض استخراج النتائج عمد الباحث الى تفريغ البيانات ومعالجتها احصائياً بالاستعانة ببرنامج التحليل الاحصائي (spss) ، واسفرت نتائج البحث عن وجود علاقة طردية موجبة بين استعمال الفيس بوك والعلاقات الاجتماعية عند الشباب ، فقد بلغت القيمة المحسوبة لمعامل الارتباط (0,71) وقد كانت القيمة الجدولية لمعامل الارتباط (0,195) ودرجة الحرية (103)، من خلال دراستنا للعلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والقيم الاجتماعية عند الشباب نستنتج أنّ تأثر الوسط الجامعي له دورٌ كبيرٌ في تغيير شخصية الطلبة الجامعيين، وذلك من خلال تأثير وسائل التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) على النسق القيمي عند الشباب ، وفي ضوء تلك النتائج أوصى الباحث عدة توصيات منها عقد ندوات خاصة تهدف الى إرشاد الطلبة الى كيفية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة المجتمع العراقي بما يتناسب وعادات وتقاليد المجتمع الاجتماعية والدينية، و تفعيل دور المؤسسات التربوية بزرع القيم الاجتماعية من خلال إعداد برامج من قبل باحثين متخصصين وتكون الأولوية لوزارتي التربية والتعليم العالي في تطبيق هذه البرامج كونها تؤثر في عقلية وسلوكيات الطلبة، وتوعية الأسرة في متابعة أبنائها، وعدهم تركهم عرضة لاكتساب عادات وتقاليد جديدة ودخيلة قد تكون مدمرة في بعض الأحيان، و الحاجة الى تقديم خدمات الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي والاجتماعي للطلبة الجامعيين، خاصة في مجال تنمية مهارات الحوار والنقاشات الهادفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

واستكمالاً للبحث الحالي اقترح الباحث مقترحات عدة منها إعداد دراسة مشابهة للدراسة الحالية بعنوان : تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على قيم المواطنة عند الطلبة الجامعيين و إعداد دراسة مشابهة للدراسة الحالية بعنوان : عادات وسلوكيات استعمال مواقع التواصل الاجتماعي عند الشباب.

المبحث الأول : التعريف بالبحث

مشكلة البحث:

شهد العراق في الآونة الأخيرة جملةً من التغيرات على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومن بينها انتشار الانترنت ومواقع التواصل بشكل غير مسبوق، وأصبح لها أدوار مضاعفة على بنية علاقات الأفراد, إذ شهدت سنة 2003 الانطلاقة الفعلية لها مع موقع "الفيسبوك"  بـ 600 مليون مشترك , وقد تزايد استعمال هذه المواقع بشكل مذهل وثمة دراسة أعدها " ديوان الاتصالات البريطاني" تؤكد أن نموّه السريع وانتشاره الحالي يشيران إلى أنه من تقنيات الاتصال السائدة حاليا لكثير من الناس، إلى درجة أنه من لا يملك صفحة خاصة يبدو منعزلاً عن العالم([1]).

وقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الوحيدة التي فرضت سيطرتها على المجتمعات جميعاً وأصبح مستخدموها يتجاوزون المليارات وأصبحت وسيلة شديدة التأثير في المجتمعات والأسر العربية بشكل كبير وخطير, وذلك لأنها أصبحت تستعمل أساليب جذب لا حصر لها, فهي تستهوي متابعيها من جميع الفئات ومن جميع الأعمال وهو ما يجعلها سلاحاً ذي حدين فهي من شأنها زيادة ثقافة المرء وحثه على العديد من القيم الإيجابية, ولكنها على النقيض ساهمت بشكل كبير في فرض الكثير من السلوكيات السيئة والتي أصبح المجتمعات وخاصة المجتمعات العربية تعاني منها معاناة شديدة فقد ساعدت على انتشار العنف والجريمة وساهمت كثيرا في تفكك العديد من الأسر العربية وغيرت فكر الشباب العربي([2]).

ومن هنا جاءت الدراسة الحالية لكي تبين بصورة ميدانية الآثار السلبية والإيجابية                        لشــبكة التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " وعلاقتها بالقيم الاجتماعية، وذلك من خلال الإجابة عن التساؤل الرئيس التالي: هل يوجد علاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " والقيم الاجتماعية عند الشباب ؟ .

أهمية البحث :

يستمد البحث الحال أهميته كونه يمس مجموعة كبيرة من الشباب الذين يستعملون مواقع التواصل الاجتماعي, ولما لها من أثر كبير في تغيير منظومة القيم للطلبة الجامعيين, حيث أنه بسبب التطور المذهل للتكنولوجيا التي غزت جميع قطاعات الإعلام والاتصال , وتغلغلت خلال القرن 21 , بسبب التطور السريع لشبكة الانترنت, مما ساعد على تزايد استعمال الأفراد للوسيلة حيث تنشئ لديهم الرغبة بضرورة مسايرة كل ما هو جديد ومعاصر, ونظراً لانتشار ظاهرة استعمال الشبكات الالكترونية في المجتمعات العربية وفي الوسط الجامعي وما خلفه هذا الاستعمال من ايجابيات وسلبيات.

  1. يستمد هذا الموضوع أهميته من طبيعة فئة الشباب داخل المجتمع ودوره، فهذه الفئة تُعدُّ طاقة بشرية مهمة ومؤثرة في كيان المجتمع، وتحتاج للعناية والمحافظة عليها لتأمين مستقبلها ومستقل المجتمع.
  2. الوقوف على بعض الجوانب والنقاط المهمة والمؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلاقتها بالقيم الاجتماعية عند فئة الشباب.
  3. تمهيد الطريق أمام إجراء عدد من الدراسات التي تتناول موضوعات مماثلة للدراسة الحالية بصورة علمية وشاملة والتي تضيف المزيد من المتغيرات المؤثرة في هذه الدراسة، بما يسهم في تحقيق التراكم المعرفي والبحثي لخدمة المجتمع العراقي.

      وقد أصبح الشباب العراقي منشغلاً باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي، والألعاب ومشاهدة الأفلام التي تدعو إلى العنف, وهذا الأمر ينعكس سلباً على القيم التي تُغرس بداخلهم، مما أدى تغير فكرهم وارتباطهم بأسرهم وهو ما عمل على اتساع الفجوة بينهم وبين آبائهم مما انعكس بالسلب على المجتمعات العربية.

والشباب فئة عمرية لها دورها وأهميتها داخل المجتمع، ونظرا لأنها تحمل في طياتها الأمل في البناء والمستقبل الزاهر لأمتنا، ولما تمتلكه من القدرة والحيوية على العمل والتغييرنحو الأفضل فيما يخدم المجتمع، من خلال ما يمكن أن يكتسبه الشباب من خلال الاستخدام الموجه والمدروس لمواقع التواصل الاجتماعي من المهارات والخبرات والقدرات الاجتماعية المفيدة والتي تؤثر في القيم الاجتماعية, إذ أنها نتاج اجتماعي يكتسبه الفرد و يتعلمه تدريجياً ، ويدخله الى الاطار المرجعي لسلوكه من طريق التنشئة الاجتماعية ،ومن طريق التفاعل الاجتماعي([3])، مما دفع الباحث الى القيام بدراسة علاقة مواقع التواصل الاجتماعي بالقيم الاجتماعية عند الشباب، متخذاً الفيسبوك إنموذجاً لدراسته.

أهداف البحث :

يهدف البحث الحال الى التعرف على العلاقة بين استعمال مواقع التواصل الاجتماعي                      (الفيس بوك) والقيم الاجتماعية عند الشباب .

حدود البحث :

يتحدد البحث الحالي بما يأتي:

أ. الحدود البشرية: طلاب وطالبات كلية المستقبل الجامعة.

ب. الحدود المكانية: بابل / كلية المستقبل الجامعة / قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة.

ت. الحدود الزمانية: العام الدراسي 2018 – 2019.

ث. الحدود المعرفية : مواقع التواصل الاجتماعي والقيم الاجتماعية.

مصطلحات البحث:

  1. مواقع التواصل الاجتماعي:

هي منظومة من المواقع الإلكترونية تسمح للمشتركين فيها بإنشاء موقع خاص بهم ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي إلكتروني مع أعضاء آخرين لديهم نفس الاهتمامات والميول، أو جمعهم مع أصدقائهم([4]).

ويعرفها الباحث إجرائياً بأنها: المواقع التي يستعملها طلبة كلية المستقبل للتواصل مع أصدقائهم بأشكال متعددة ومتنوعة حسب الامكانات المتاحة.

  1. القيم الاجتماعية :

هي مجموعة من التعاليم والضوابط الاخلاقية التي تحدد سلوك الأفراد وترسم لهم الطريق السليم الذي يقودهم الى أداء واجباتهم الحياتية ودورهم في المجتمع الذي ينتمون اليه، كما تعد الجدار المنيع الذي يمنعهم من الوقوع في الأخطاء ويحول بينهم وبين ارتكاب أي عمل يخالف ضمائرهم ويتنافى مع اخلاقهم([5])، فهي لبُّ الثقافة التي تحكم حياتنا وأنماط  سلوكنا، وهي بذلك ليست مجرد تعبير عن رغبات الأفراد وحاجاتهم بل هي خلاصة لتجربتهم وخبراتهم المختلفة ، ويُعرفها الباحث اجرائيا بأنها: الدرجة الكلية التي يحصل عليها الطالب في مقياس الذي أعده والذي يشمل مجموعة من المحاور تقيس القيم الاجتماعية.

  1. الفيس بوك:

هو موقع من مواقع التواصل الاجتماعي، يسمح للمشتركين به بالتواصل مع بعضهم البعض عن طريق استخدام أدوات الموقع وتكوين روابط وصداقات جيدة من خلاله، كما يسمح للأشخاص الطبيعيين بصفتهم الحقيقية أو الأشخاص الاعتباريين كالشركات والهيئات والمنظمات بالمرور من خلاله وفتح آفاق جديدة للتعريف المجتمع بهويتهم ([6]).

ويُعرفه الباحث اجرائياً بأنه: أحد وسائل التواصل شائعة الاستعمال في المجتمع العراقي والتي سيعمد الباحث الى جعلها أنموجٍ لدراسته.

المبحث الثاني : جـــوانــب نــــظريــــــــة ودراسات سابقة

أولاً : جوانب نظرية :

  1. مواقع التواصل الاجتماعي :

شهد العراق في السنوات الأخيرة نوعاً من التواصل الاجتماعي في فضاء إلكتروني افتراضي، قرّب المسافات بين أفراده، وألغى الحدود ومزج بين الثقافات، وقد سُمي هذا النوع من التواصل بين الناس (مواقع أو شبكات التواصل الاجتماعي)، وتنوعت هذه المواقع ولاقت جمهوراً واسعاً من المتلقين، وللأحداث السياسية الاقتصادية والاجتماعية دورٌ بارزٌ في التعريف بهذه الشبكات، وبالمقابل لا يُغفل عن دور هذه الشبكات في إيصال الأخبار السريعة والرسائل النصية ومقاطع الفيديو عن تلك الأحداث، الأمر الذي أدى شهرة وانتشار هذه الشبكات.

وقد حظيت شبكات التواصل باهتمام كبير من مستخدمي الانترنت في أنحاء العالم      المختلفة ، إذ أصبحت مكاناً مهماً لتداول القضايا السياسية والاجتماعية ، ومناقشة الآراء والأفكار، وإنشاء الصداقات بأنواعها المختلفة ، ولتحقيق الأهداف الشخصية المختلفة ([7])، وتُعدُّ حقبة التسعينيات من القرن الماضي البداية الحقيقية لظهور شبكات التواصل الاجتماعية على الانترنت، حيث صمم (راندي كونرادر) موقعا ًللتواصل مع أصدقائه وزملائه في الدراسة في مطلع عام 1995 م ، وقد أطلق عليه اسم (Classmates) ، وبهذا الحدث تم تسجيله أول موقع تواصلي إلكتروني افتراضي بين سائر الناس([8]) .

    ومن هنا يبرز السؤال : ما هي المواقع الاجتماعية ؟ .

وبإجابة أولية يمكننا القول بأنها : شبكات إلكترونية افتراضية ، تتيح للجماعات أو الأفراد التواصل فيما بينهم عبر هذا الفضاء الافتراضي ، لتحقيق غايات مشتركة .    

وتتباين تعريفات مواقع التواصل الاجتماعي، وتختلف من باحث الى آخر ، ومن بين تلك التعريفات أنها : منظومة من الشبكات الالكترونية التي تسمح للمشترك فيها بإنشاء موقع            خاص به، ومن ثم ربطه من خلال نظام اجتماعي الكتروني من أعضاء أخرين لهم نفس الاهتمامات والميول([9]).

أو هي مجموعة من المواقع على شبكة الانترنت ظهرت مع الجيل الثاني للويب تتيح للأفراد التواصل في بنية مجتمع افتراضي يجمع بين أفرادها اهتمام مشترك أو شبه انتماء ( بلد ، مدرسة ، جامعة ، شركة ... الخ ) يتم التواصل بينهم من خلال الرسائل أو الاطلاع على الملفات الشخصية ، ومعرفة أخبارهم ومعلوماتهم التي يتيحونها للعرض([10]) .

وعلى الرغم من تباين ما ورد من تعريفات ، فإنّ الباحث يرى أن جميعها يدور حول مرتكز رئيس واحد مفاده تحقيق غايات مشتركة من قبل المستخدمين ، وسرعة انتشار هذه المواقع دليلٌ واضحٌ على ذلك .

وقد اثبتت احدى الدراسات إلى أن الشباب والمراهقين من أكثر الفئات التي تستعمل شبكات التواصل الاجتماعي حيث أشارت ان الفئات العمرية من (16-17) سنة لديهم ملف شخصي في هذه الشبكات كما اشارت دراسة اخرى إلى تغلغل هذه الشبكات في أوساط الشباب الجامعي ، حيث وصلت نسبتهم 71%، ويقضي هؤلاء دقيقة 20 في المتوسط  يومياً على هذه الشبكات، ويدخل نصف هؤلاء على هذه الشبكات أكثر من مرة يوميا بما يعادل 80 مليون عضو                  في هذه الشبكات في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها، وطبقاً للإحصائيات التي قامت                      بها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بشأن واقع الإنترنت في العالم العربي                   العام 2009 ، فقد بلغ عدد مستخدمي الفيس بوك قرابة 12 مليون مستخدم حتى إن                     مجلة (  Magazine  Week ( Business ، وقد وصفت الجيل الجديد من شباب الولايات الأمريكية المتحدة بأنه جيل ( (My Spaceوهي إحدى شبكات التواصل الاجتماعي المعروفة([11]).

كما اشارت بعض الدراسات التي اجريت في البدان العربية الى احصائيات ارتياد مواقع التواصل الاجتماعي من قبل المجتمع العربي الى أن العراق يقع رابعاً في استعمال الانترنت على مستوى الوطن العربي بواقع (13) مليون مستخدم اي ما يقارب نسبة 40% من عدد السكان الكلي ، وفيما يأتي مخطط يوضح عدد مستعملي الفيس بوك في الوطن العربي([12]) :

 

الشكل (1) يبين نسبة التفاوت في استعمال الفيس بوك في الوطن العربي (تصميم الباحث)

أنّ من يُمعن النظر في الشكل أعلاه يجد أن الوطن العربي قد حقق نسباً متفاوتة في ارتيادهم للفيس بوك ، ويُعزي الباحث هذا التفاوت الى ارتكاز تأثير الفيس بوك في جانبين ، الأول : يمثل الحتمية التكنولوجية ، والذي ينطلق من قناعة بأنّ قوة التكنولوجيا هي                      وحدها المالكة لقوة التغيير في الواقع الاجتماعي ، والمؤيدون للتكنولوجيا يرونها بأنها رمزٌ لتقدم البشرية ، وعاملُ مهم لتجاوز اخفاقاتها في مجال الاتصال الديمقراطي ، أما الثاني فينطلق من البُنى الاجتماعية التي تتحكم في محتويات التقنية الحديثة وأشكالها ، أي أن القوى الاجتماعية المالكة لوسائل التواصل الاجتماعي هي التي تحدد محتواها([13]) .

الآثار الإيجابية والسلبية لاستعمال الفيس بوك:

التأثيرات الايجابية :

مما لا شك فيه أن مواقع التواصل أضافت بعداً إيجابياً جديداً على حياة الكثير من الناس، لما أحدثتها من تغييرات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية في حياة المجتمعات بأكملها، ومن أهم هذه الآثار الايجابية:

التأثيرات السلبية :

إن مواقع التواصل الاجتماعي سلاحٌ ذو حدين، فكما كان لها تأثيرات إيجابية يكون لها تأثيرات إيجابية، ومن بين تلك التأثيرات ما يأتي:

  1. القيم الاجتماعية:

     يُعد مفهوم القيم من المفاهيم الشائعة في مختلف العلوم الاجتماعية والانسانية ، إلا أنه لا يوجد اتفاق بين العلماء حول تعريف موحد حول هذا المفهوم, وذلك لاختلاف منطلقاتهم الفكرية وحقولهم الدراسية، ولقد تعددت تعريفات القيم في الادبيات الاجتماعية والنفسية بقدر يكاد يوازي من تحدثوا فيها ، ومن بين التعريفات المحتفلة لمفهوم القيم ما يأتي : يُعرّفها بارسونز بأنها : عنصر نسق رمزي مشترك يُعد معياراً، أو مستوى للاختيار بين بدائل التوجيه التي توجد في الموقت([17]) ، ويُعرّفها شورات بأنها : عبارة عن مفاهيم أو تصورات للمرغوب ، تتعلق بضرب من ضروب السلوك أو غاية من الغايات ، وتسمو وتعلو على المواقف النوعية، يمكن ترتيبها حسب أهميتها النسبية  ، أو هي اعتقادات عامة تحدد الصواب من الخطأ والأشياء المفضلة من غير المفضلة([18]).

ويرى الباحث أن القيم هي مجموعة من المبادئ والمعتقدات التي تكمن عند الافراد وتعمل على توجيه سلوكياتهم وضبطها، وتنظم علاقاتهم في المجتمع مي مختلف مناحي الحياة.

وتُعد القيم الاجتماعية عنصراً مهماً في العلاقات بين أفراد المجتمع, لأنها تعكس ثقافة الناس، فهي أساس كل نشاط انساني، ولها دورٌ مهمٌ في تشكيل الكيان النفسي للفرد, فهي التي تُعطيه القدرة بين الصواب والخطأ والحسن والقبيح وتتخذ معياراً على السلوك([19]).

وإنّ منظومة القيم الاجتماعية والمعايير الاخلاقية المتعارف عليها والسائدة في أي مجتمع هي التي تحدد علاقات الأفراد ببعضهم البعض، ومع البيئة المحيطة بهم , لأنها المصدر الأساس لسلوك الإنسان، وفي خلاف ذلك نجد أنّ عدم التمسك بهذه القيم يؤدي تضاؤل وجودها المادي، فالفرد هو مصدر السلوك وهو الذي يقرر الأساليب المميزة  للتعامل والتفاعل مع ما يحيط  به، معنى ذلك أنّ الفرد لديه رغبات وأهداف اجتماعية وإنسانية ومُثل عليا تُعطي لحاجاته العضوية أبعاداً جديدة يسعى لتحقيقها، ولمعرفة السلوك الاجتماعي, فالضرورة تقتضي الوقوف عند مستوى السلوك الفردي والتكوين العام للشخصية وكيفية تعامله مع الظروف المحيطة به سواءً كانت اجتماعية أو مادية، وغيرها من الظروف التي يكون الفرد على تماس فيها مع مجتمعه([20]) .

  1. دور مواقع التواصل الاجتماعي في تغيير القيم الاجتماعية:

إن الثورة المعلوماتية والتكنولوجية في العالم ، والآفاق المفتوحة أمام المعلومات انعكست على مناحي الحياة المختلفة ، سواء أكانت اقتصادية أم سياسية أم اجتماعية، فالدول المتقدمة  تعمل على انتاج ما يقارب 90% من تكنلوجيا المعلومات، وقد استغلت هذا التطور في نشر ثقافتها وهيمنتها الاجتماعية على المجتمعات المختلة والمجتمع العربي كان أرضاً خصبة لذلك ، محاولةً منها في السيطرة عليها وتحقيق مصالحها ، لذا تُعد الثورة المعلوماتية سلاحٌ ذو حدين، أحدهما ينمو ويزدهر من خلال اكتساب المعرفة والثقافة بشرط أن تتناسب مع مبادئ وقيم المجتمع، أما الثاني فهو الجانب المظلم الضار بالمجتمع ، فلم توضع ضوابط وأُسس لاستيراد هذه لثقافات والقيم الطارئة الى المجتمعات([21]) .

 وقد شهد المجتمع العراقي تغيرات اجتماعية مختلفة, نتيجة لانتشار وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير, مما ادى الى تصدع بعض القيم وظهور قيم اخرى تعبّر عن الحالة الاجتماعية الجديدة، وهذا ما أدى بدوره الى نزاع ما بين القيم الجديدة والقيم القديمة أي ما بين من يتبنون القيم الجديدة ومع من يتمسكون بالقيم القديمة، وفي حالات اخرى فقد حدث هذا الصراع داخل الفرد نفسه عندما عاش الفرد بين حدود قيميتين داخل أسرته أو مجتمعة, مما يؤدي الى جعل سلوك الفرد متذبذباً وتفكيره قلقاً مما يجعل الفرد يسلك شتى أنواع السلوك من أجل تحقيق حاجات حتى لو تطلب ذلك التجاوز والاضرار بهم([22]) .

لذا من الضروري معرفة السلوك الانساني لكل من يعمل في مجال التواصل الاجتماعي والاعلام, لأن فهم السلوك يُعد استجابات تصدر من كائن بيولوجي يتفاعل من البيئة المادي والاجتماعية، وهذا السلوك يتغير كلما تغيرت المنبهات البيئية. ويرى الباحث أن وسائل التواصل الاجتماعي إحدى المنبهات أو المثيرات التي تغير السلوك البشري, لذا لا بُدَّ من القيام بتحليل وتفسير السلوكيات الفردية أو الجماعية بهدف التعرف الى الأسباب التي تدفع الأفراد الى القيام بتصرفات أو سلوكيات مُعينة، مما يساعد في الحصول على تنبؤات بالسلوكيات المستقبلية، من ثم العمل على توجيهها والسيطرة عليها والتحكم فيها, فالقيم الاجتماعية تعمل على ضبط السلوكيات تنظيمها لأنها توضح أساس العلاقات الاجتماعية وتقدم للمجتمع دستوراً للتعامل بين أعضائه وما يتضمن هذا الدستور من قيم ومعايير منبثقة من تجارب الجماعة فمن دون هذا الدستور لا يرجى للحياة الاجتماعية أن تسير في مجراها الطبيعي وتكون النتيجة أن يقف الافراد شيوخاً وشباباً مواقف متناقضة وتشيع الفوضى, مما يسبب هدراً وتمزيقاً للكيان الاجتماعي للمجتمع .

وقد كان لتأثير الثورة المعلوماتية ووسائل التواصل الاجتماعي على وجه التحديد تآكل وإضعاف لبعض القيم الاجتماعية، مما أدى الى نمو قيم دخيلة وطارئة, ويرجع ذلك الى الخطاب الإلكترو معلوماتي وأدواته الاتصالية الحديثة، حيث يتخاطب الفرد بمعزل عن المرجعية الثقافية والاجتماعية العائلية، مما يجعله أكثر عُرضةً للاختراق في ظل غياب هذه المرجعيات التوجيهيّة، مما ينعكس سلباً على القيم الاجتماعية والنسيج الاجتماعي والأُسري, مما يؤدي الى تفككه وطغيان بعض مظاهر التحلل والضعف([23]).

ثانياً : دراسات سابقة :

  1. دراسات عربية سابقة :

          هدفت هذه الدراسة الى تحديد تأثيرات استعمال مواقع التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية ، وقد بينت الدراسة التي أجريت على عينة من الشباب من الفئات العمرية الصغيرة والمراهقين وأن أسباب استعمالهم لها هي المتعة والفائدة الترفيهية وقضاء أوقات الفراغ وهو ما يعلل وجود مقاهي الانترنت في المجتمع المحلي ، كما بينت الدراسة ما يترتب على سوء استعمال هذه المواقع من آثار اجتماعية ونفسية وقضاء أوقات طويلة أما الحاسوب يؤثر على العلاقات الاجتماعية والاسرية الحقيقية([24]).

        وقد أجريت هذه الدراسة في دولة قطر وطبقت على عينة من الشباب في مدينة الدوحة ومن كلا الجنسين وقد بلغ حجمها (471) شخصاً، وقد هدفت الدراسة الى معرفة الابعاد النفسية والاجتماعية والثقافية التي يسببها الانترنت بوصفه وسيلة من وسائل الاتصال الالكتروني الحديثة، وتأثيره على العلاقات الاجتماعية للشباب بأسرهم وتفاعلاتهم الاجتماعية، وقد اعتمد الباحث على منهج المسح الاجتماعي وتم استعمال الاستبانة كأداة للبحث، وقد توصلت الدراسة الى عدة نتائج منها أن نسبة من أفراد العينة قد تحدوا اليات الضبط الاسري والاجتماعي وقاموا بلقاءات مباشرة وجهاً لوجه بمن تعرفوا عليهم عبر الانترنت، وقد نجم عن استعمال الشباب للأنترنت تراجع في مقدار التفاعل اليومي بينهم وبين اسرهم وتراجع في عدد زياراتهم الى اقرابهم ، كما اشارت الدراسة الى وجود نوع من العزلة والاغتراب النفسي لديهم([25]).

  1. دراسات أجنبية سابقة :

ب. دراسة (كروات وآخرين: 2011) بعنوان استخدام الانترنت وعلاقاته مع الحياة الاجتماعية والنفسية.

وأكدت نتائج هذه الدراسة على أن الأفراد الذين يفرطون في استعمال الانترنت يفتقدون للسعادة التي تجلبها العلاقات الاجتماعية الحقيقية والمقابلات الفعلية التي تحدث بين الأهل والأصدقاء والأقارب ، كما اشارت هذه الدراسة أن الأشخاص الذين يدمنون استعمال مواقع التواصل الاجتماعي يعانون من الإحباط والاكتئاب الشديد ومحاولة تجنب النشاطات الاجتماعية التي تعرض إليهم للقيام بها بهدف الترفيه عنهم ، ويفضلون الجلوس خلف شاشات الحواسيب لفترات طويلة دون أي محاولة للتخلي عن تلك العادة، وفتح أفاق اجتماعية جديدة مع من حولهم([27]).

  1. التعقيب على الدراسات السابقة :

من خلال التطرق لما تم عرضه من دراسات سابقة نجد أن هناك تفاوتاً، وعدم انسجام في النتائج الخاصة بكل دراسة منها حول مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع، فقد أغفلت العديد من الدراسات العلاقة بين مواقع التواصل الاجتماعي والقيم الاجتماعية  ومدى الترابط الذي يحدث نتيجة لاستعمالها، فقد ركزت أغلبية الدراسات على تأثير استعمال مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمع ، وهذا ما جعل الدراسة الحالية مختلفة عما تم عرضه من الدراسات السابقة ، وهذه نقطة يجب أخذها في الاعتبار لما لمواقع التواصل الاجتماعي من علاقة وطيدة بالقيم الاجتماعية ، كما أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن المجتمع على اختلافه وعلى اختلاف مستوياته وطبقاته وفئاته أصبحوا في حالة استعمال دائم لتلك المواقع وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية فمن البديهي ستؤثر على منظوماتهم القيمية .

المبحث الثالث : منهج البحث واجراءاته

  1. منهج البحث :

استعمل الباحث المنهج الوصفي القائم على الدراسة المسحية بوصفه أكثر المناهج ملاءمة لإجراءات بحثه، والذي يعتمد على دراسة العلاقة ودراسة النمو والتطور والدراسات التتبعية, لأنه يُعنى بتحديد الوضع القائم للظاهرة المبحوثة، كما هي، ووصفها بطريقة تعتمد على تحليل بنيتها الظاهرة، وبيان العلاقات بين مكوناتها أو عناصرها المختلفة.   

ويُعرّف المنهج الوصفي بأنه : أحد أساليب البحث المسحية التي تستعمل لوصف الظاهرة المدروسة  وصفاً موضوعياً ومنطقياً منظماً وكميّاً من طريق جمع المعلومات والبيانات المقننة عن الظاهرة وتصنيفها وتحليلها في ضوء وحدة التحليل المستعملة([28]).

  1. اجراءات البحث :

وتتضمن هذه الخطوة  تحديد مجتمع البحث وعينته، إذ ينبغي على الباحث أن يحدد مجتمع بحثه والمجال الذي يجري في البحث، فضلاً عن تحديد عينة البحث، ويُعرف مجتمع البحث بأنه مجموعة العناصر التي تجري عليها العمليات البحثية ، و لابد للباحث من أن يحدد مجتمع بحثه بشكل دقيق، وإن مجتمع البحث الحالي هو طلبة قسم التربية البدنية وعلوم الرياضة في كلية المستقبل الجامعة من (722) طالباً وطالبةً:

أما عينة البحث فهي جزء من المجتمع الظاهر قيد الدراسة ، لذا عمد الباحث الى اختيار نسبة 20 % بوصفها عينة ممثلة يمكن الاعتماد عليها في تعميم النتائج لأن مجتمع البحث محصور بين (500 -  1000) ، بناءً على ذلك يمكن تعميم النتائج([29])، وقد تكون عينة البحث الحالي مما يأتي :

لتكون بذلك عينة البحث الكلية (144) طالباً وطالبة ، تم اختيارهم بشكل عشوائي .

لغرض إعداد أداة البحث ، عمد الباحث الى مراجعة الأدبيات التربوية والدراسات والأبحاث المتعلقة بالبحث الحال ، فأعتمد مقياس ( عبد الرحمن ، 2017)([30])، الخاص بالقيم الاجتماعية , لأنه يتناسب وطبيعة البحث الحالي ، وتكونت الأداة من ( 18 ) فقرة ، وقد تم حذف فقرتين لأنهما لا تتناسبان مع طبيعة البحث الحالي ليصبح عدد الفقرات (16).

استعمل الباحث معامل ارتباط بيرسون لحساب العلاقة الارتباطية بين استعمال مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) والقيم الاجتماعية عند الشباب، بالاستعانة ببرنامج التحليل الاحصائي  (spss) .

المبحث الرابع : عرض النتائج وتفسيرها والاستنتاجات والتوصيات والمقترحات

  1. عرض النتائج وتفسيرها:

يتضمن هذا المبحث عرضاً لما تم التوصل اليه من نتائج بالإضافة الى تفسيرها ومناقشتها من خلال الإجابة عن تساؤلات البحث ، من ثم تقديم الاستنتاجات والتوصيات والمقترحات ، وقد سعى البحث الى التعرف الى العلاقة بين استعمال وسائل التواصل الاجتماعي والقيم الاجتماعية عند الشباب ، وبعد ذلك عمد الباحث الى تفريغ البيانات، وقد تمت المعالجات الإحصائية لما تم تجميعه من بيانات من أداتي البحث تبعاً للمتغيرات، وذلك بالاستعانة ببرنامج التحليل الاحصائي spss)) ، وقد كانت النتيجة كالاتي :

جدول (1) يبين متغيرات البحث والقيمة المحسوبة والقيمة الجدولية والدلالة الإحصائية لمعامل الارتباط

المتغيرات

القيمة المحسوبة لمعامل الارتباط بين المتغيرات

القيمة الجدولية لمعامل الارتباط بين المتغيرات

الدلالة الإحصائية عند مستوى (0.05)

استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك )

0.71

0.195

دالة

القيم الاجتماعية

  يوضح الشكل (1) بأنّ القيمة المحسوبة لمعامل الارتباط هي (0.71) والقيمة الجدولية (0.195) ، عند درجة حرية (103) وهذا يدل على وجود علاقة طردية موجبة بين استعمال الفيس بوك والعلاقات الاجتماعية ، ويمكن تفسير ذلك مما تقدم فأن التغيرات التي أحدثها استعمال وسائل التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) في العراق لها أثرها الكبير على سلوك الافراد ولاسيما الشباب منهم، فقد ظهرت ممارسات وسلوكيات لم يألفها المجتمع العراقي من قبل فأخذ البعض منهم يسلك طرق منحرفة وأنماط سلوكية تتعارض مع القيم الاجتماعية وكلما زاد استعمالهم للفيس بوك كلما تغيرت قيمهم وتقاليدهم نتيجة لضعف الالتزام بالمعايير والقيم الاجتماعية، وهذا بدوره يؤدي الى سقوط بعض من الشباب في هاوية الانحراف والجريمة بسبب عدم توازنه مع المجتمع.

  1. الاستنتاجات :

من خلال دراستنا للعلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والقيم الاجتماعية عند الشباب نستنتج أنّ تأثر الوسط الجامعي له دور كبير في تغيير شخصية الطلبة الجامعيين، وذلك من خلال تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) على النسق القيمي عند الشباب ، مهدداً بذلك الشباب وعاداتهم ومنظوماتهم القيمية .

  1. التوصيات :

في ضوء ما تقدم من استنتاجات، عمد الباحث الى تقديم بعض التوصيات والآتي :

  1. المقترحات :

استكمالاً للبحث الحالي يقترح الباحث مقترحات عدة منها :

المصادر والمراجع

مصادر عربية :

  1. إسماعيل ،علي سعيد ، الأصول الفلسفية للتربية، جامعة عين شمس ، دار الاكر العربي. القاهرة 2000.
  2. إيهاب خليفة، مواقع التواصل الاجتماعي، أدوات التغيير العصرية عبر الإنترنت، المجموعة العربية للتدريب والنشر، الطبعة الأولى، 2016م..
  3. باسم الجعبري، الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، الرواد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2009.
  4. الجابري، محمد عابد، قضايا في الفكر المعاصر، ط1 بيروت، لبنان، مركز دراسات الوحدة العربية،2002.
  5. جرار، ليلى أحمد ، الفيس بوك والشباب العربي ، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، الكويت ، 2017.
  6. الجودر ، داوود محمد ، أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي الافتراضية على العلاقات الاجتماعية الواقعية لفئة الشباب في مملكة البحرين ، مركز معلومات المرأة والطفل ، 2011.
  7. الحديثي ، معاذ أحمد حسن ، العولمة وتغير القيم الاجتماعية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بغداد، كلية الآداب علم الاجتماع، 2004 .
  8. الخوالدة، ناصر أحمد ، اسهام معلمي التربية الإسلامية في اكتساب طلبة التعليم الثانوي للقيم الاجتماعية بدولة الامارات العربية المتحدة، بحث منشور في مجلة كلية التربية، جامعة الإمارات العربية المتحدة العدد 22، 2005 .
  9. راضي، زاهر، استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي ، بحث منشور في مجلة التربية ، العدد15 ، عمان، 2003 .
  10. الربيعي ، فريد على امين ، اثر بعض المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية على الجريمة في العراق ، اطروحة دكتوراه غير منشورة، 1998.
  11. الساري، حلمي خضر، ثقافة الإنترنت، دراسة التواصل الاجتماعي ، منشورات وزارة الثقافة، عمان، الأردن٢٠٠٩ .
  12. السبعي، مراد , استخدام التواصل الاجتماعي وأثره على القيم، جامعة قاصدي مرباح ورقلة ، 2014.
  13. الشهري، علي فايز، الشبكات الاجتماعية لم تعد للمراهقين، جريدة الرياض العدد 14776، 2008 .
  14. عبد الرحمن، ظريف ، الفيس بوك وتأثيره على القيم لدى الطلبة الجامعيين ، الجزائر ، 2017.
  15. عبد الرؤوف، سامي، الإنترنت في العالم العربي: دراسة ميدانية على عينة من الشباب العربي، بحث منشور في المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، عدد 4، 2000 .
  16. عبد الصادق ، حسن ، تعرض الشباب الجامعي لمواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت وعلاقته بوسائل الاتصال التقليدية ، مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، بحث منشور في مجلة التعاون ، عدد1 ، 2013.
  17. عبد الطيف عبدالحميد العاني ، العولمة واختراق منظومة قيم الامة العربية ، بحث منشور في مجلة الاجيال، العدد الاول، 2002، ص47.
  18. العياضي، نصر الدين، الرهانات الابستمولوجية والفلسفية للمنهج الكيفي، نحو آفاق جديدة لبحوث الاعلام والاتصال في المنطقة، بحث منشور في مجلة ابحاث المؤتمر الدولي، جامعة البحرين، 2009.
  19. ليلى داود، أحمد الأصفر، السلوك الاجتماعي خصائصه ومظاهره، دمشق، 2008 .
  20. محـمد سيد فيمي ، فن الاتصال في الخدمة الاجتماعية، دار الوفاء والطباعة والنشر، الاسكندرية، ط 4. 2010.
  21. مرسلي ، أحمد ، مناهج البحث العلمي ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، 2005 ،.
  22. المقدادي، خالد غسان، ثورة الشبكات الاجتماعية / ماهية مواقع التواصل الاجتماعي وأبعادها، دار النفائس للنشر والتوزيع، الطبعة 1، 2014م .
  23. منصور، تحسين ، تأثير الاتصال عبر الانترنت في العلاقات الاجتماعية الإيجابيات والسلبيات ، قطر2003 . 5 .
  24. نومار ، مريم نريمان، استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية ، جامعة الحاج الاخضر ، 2012 .
  25. الهاشمي ، عبد الرحمن ، محسن علي عطيّة ، تحليل محتوى مناهج اللغة العربية رؤية نظرية تطبيقية ، ط1 ، دار صفاء للنشر ، عمان-الاردن ، 2009 .
  26. وليد ، رشاد زكي ، نظرية الشبكات الاجتماعية من الايدلوجيا الى الميثولوجيا ، المركز العربي لأبحاث الفضاء الالكتروني ، القاهرة ، 2012 .

مصادر أجنبية :

  1. Hofstad, Measuring Organizational Cultures: A Qualitative and Qualitative Study Across Twenty Cases, Administrative Science Quarterly,
  2. Kraut, Robert, , The Internet and Social Participation Contrasting Cross-Sectional and Longitudinal Analysis, 2004.
  3. Nie, Norman and Erbing, Lutz Internet and Society A preliminary Report Standford Institute for the Quantitative study of Society. Intersurvey Inc., and Mckinsey and co, 2009.
  4. Parsons, Talcott , Social Structure and personality, The free press New York 1994.

 

 

 

([1]) الجابري، محمد عابد، قضايا في الفكر المعاصر، ط1 بيروت، لبنان، مركز دراسات الوحدة العربية،2002، ص 148.

 

 

([2]) عبد الرؤوف، سامي، الإنترنت في العالم العربي: دراسة ميدانية على عينة من الشباب العربي، المجلة المصرية لبحوث الرأي العام، عدد 4، 2000م، ص35.

 

 

([3]) عبد الطيف عبدالحميد العاني ، العولمة واختراق منظومة قيم الامة العربية ، مجلة الاجيال، العدد الاول، 2002، ص47.

 

 

([4]) الشهري، علي فايز، الشبكات الاجتماعية لم تعد للمراهقين، جريدة الرياض العدد 14776، 2008 ص 12.

 

 

([5]) إسماعيل ،علي سعيد الأصول الفلسفية للتربية، جامعة عين شمس ، دار الاكر العربي. القاهرة 2000، ص 8.

 

 

([6]) إيهاب خليفة، مواقع التواصل الاجتماعي "أدوات التغيير العصرية عبر الإنترنت"، المجموعة العربية للتدريب والنشر، الطبعة الأولى، 2016م، ص114.

 

 

([7]) نومار، مريم نريمان، استخدام مواقع الشبكات الاجتماعية وتأثيره في العلاقات الاجتماعية، جامعة الحاج الاخضر، 2012 ، ص44 .

 

 

([8]) السبعي، مراد , استخدام التواصل الاجتماعي وأثره على القيم، جامعة قاصدي مرباح ورقلة ، 2014، ص 23 .

 

 

([9]) راضي، زاهر، استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي ، مجلة التربية ، العدد15 ، عمان، 2003 ص 23 .

 

 

([10]) وليد ، رشاد زكي ، نظرية الشبكات الاجتماعية من الايدلوجيا الى الميثولوجيا ، المركز العربي لأبحاث الفضاء الالكتروني ، القاهرة ، 2012 ، ص 3 .

 

 

([11]) عبد الصادق ، حسن تعرض الشباب الجامعي لمواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت وعلاقته بوسائل الاتصال التقليدية ، مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، مجلة التعاون ، عدد1 ، 2013 ، ص 10 .

 

 

([12]) جرار، ليلى أحمد ، الفيس بوك والشباب العربي ، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع ، الكويت ، 2017 ، ص 36.

 

 

([13]) العياضي، نصر الدين، الرهانات الابستمولوجية والفلسفية للمنهج الكيفي، نحو آفاق جديدة لبحوث الاعلام والاتصال في المنطقة، ابحاث المؤتمر الدولي، جامعة البحرين، 2009، ص 18 – 19.

 

 

([14]) باسم الجعبري، الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، الرواد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2009، ص121.

 

 

([15]) الساري، حلمي خضر، ثقافة الإنترنت، دراسة التواصل الاجتماعي. منشورات وزارة الثقافة، عمان، الأردن٢٠٠٩، ص 43.

 

 

([16]) المقدادي، خالد غسان، ثورة الشبكات الاجتماعية / ماهية مواقع التواصل الاجتماعي وأبعادها، دار النفائس للنشر والتوزيع، الطبعة رقم 1، 2014م، ص35.

 

 

)[17]( Parsons, Talcott (1964). Social Structure and personality, The free press New York 1994, p 12.

 

 

([18]) Hofstad, Measuring Organizational Cultures: A Qualitative and Qualitative Study Across Twenty Cases, Administrative Science Quarterly,  1990, p 286 .

 

 

([19]) الخوالدة , ناصر أحمد ، اسهام معلمي التربية الإسلامية في اكتساب طلبة التعليم الثانوي للقيم الاجتماعية بدولة الامارات العربية المتحدة، بحث منشور في مجلة كلية التربية، جامعة الإمارات العربية المتحدة العدد 22، 2005 ، ص66.

 

 

([20]) ليلى داود،  أحمد الأصفر، السلوك الاجتماعي خصائصه ومظاهره، دمشق، 2008 ، ص 324 .

 

 

([21]) محـمد سيد فيمي فن الاتصال في الخدمة الاجتماعية، دار الوفاء والطباعة والنشر، الاسكندرية، ط 4. 2010 ، ص 57.

 

 

([22]) الربيعي ، فريد على امين ، اثر بعض المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية على الجريمة في العراق ، اطروحة دكتوراه ، 1998، ص 144.

 

 

([23]) الحديثي ، معاذ أحمد حسن ، العولمة وتغير القيم الاجتماعية، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة بغداد، كلية الآداب علم الاجتماع، 2004 ، ص74 .

 

 

([24]) الجودر ، داوود محمد ، أثر استخدام شبكات التواصل الاجتماعي الافتراضية على العلاقات الاجتماعية الواقعية لفئة الشباب في مملكة البحرين ، مركز معلومات المرأة والطفل ، 2011 ، ص4 .

 

 

([25]) منصور، تحسين  ، تأثير الاتصال عبر الانترنت في العلاقات الاجتماعية الإيجابيات والسلبيات ، قطر2003 ، ص5 .

 

 

(1)  Nie, Norman and Erbing, Lutz Internet and Society: A preliminary Report. Standford Institute for the Quantitative study of Society. Intersurvey Inc., and Mckinsey and co, 2009, p 34 .

 

 

)[27]) Kraut, Robert, et al.; (2004). "The Internet and Social Participation  Contrasting Cross-Sectional and Longitudinal Analysis". [Web page]. Retrieved July 24, 2006, from world wide web: http://jcmc.Indiana.edu/vollo/issue 1/shklovshi- kraut.html

 

 

([28]) الهاشمي ، عبد الرحمن ، محسن علي عطيّة ، تحليل محتوى مناهج اللغة العربية رؤية نظرية تطبيقية ، ط1  ، دار صفاء للنشر ، عمان-الاردن ، 2009 ، ص65 .

 

 

([29]) مرسلي ، أحمد ، مناهج البحث العلمي ، ديوان المطبوعات الجامعية ، الجزائر ، 2005 ، ص 87 .

 

 

([30]) عبد الرحمن، ظريف ، الفيس بوك وتأثيره على القيم لدى الطلبة الجامعيين ، الجزائر ، 2017 ، ص 173 -176 .