المجموعة: بحوث كتب بواسطة: hussen الزيارات: 1317

 العنف الالكتروني الموجه ضد الطفل وأثاره النفسية والاجتماعية على شخصيته دراسة وصفية

 

 

      م.د. حسين حسين زيدان                                    م.د سلمى حسين كامل

المديرية العامة لتربية ديالى/ العراق                كلية التربية الاساسية جامعة ديالى

 

الملخص :

يهدف البحث الى الكشف عن مستوى العنف الالكتروني لدى الاطفال ، وإيجاد الفروق ذات الدلالة الاحصائية للعنف الالكتروني المكتسب حسب متغير النوع للطلبة والتلاميذ (ذكور-اناث) ، إيجاد الفروق ذات الدلالة الاحصائية للعنف الالكتروني المكتسب حسب متغير المرحلة الدراسية ألابتدائي المتوسطة) ، ويهدف ايضا الى الكشف عن مظاهر العنف الالكتروني التي يواجهها الطفل ، والكشف عن الاثار النفسية والاجتماعية التي تنعكس على شخصية الطفل. ولتحقيق اهداف البحث قام الباحث ببناء اداة العنف الالكتروني المكونة من (24) فقرة مقسمة على ثلاث مجالات ، اختار الباحث عينة البحث من اولياء امور طلبة الدراسة المتوسطة والابتدائية وبلغ عددهم (100) ومن الذكور والإناث، واستخدم الباحث الحقيبة الاحصائية (SPSS) في التحليل الاحصائي ، اظهرت النتائج ارتفاع مظاهر العنف الالكتروني لدى الاطفال ، وان مظاهر العنف مرتفعة لدى الطلاب الذكور مقارنة بالإناث، وان طلبة الدراسة المتوسطة اكثر تأثر بمظاهر العنف الالكتروني من طلبة الدراسة الابتدائية ، وحدد الباحث نظاهر العنف الالكتروني التي يتأثر بها الاطفال والتي تتحدد بين الوسط الحسابي (4.65) والوسط الحسابي (3.70) وكذلك حدد البحث بعض الاثار النفسية والاجتماعية التي تؤثر في شخصية الطفل منها الاهمال واللامبالاة وكتساب سلوكيات عدوانية ، ووضع الباحث عدد من التوصيات والمقترحات.

كلمات مفتاحية ( العنف الرقمي ، الانترنت ، الالعاب الالكترونية ،الاطفال ،العولمة)

 

Abstract :

The study aims to detect the level of electronic violence in children and to find the statistical significance of the electronic violence acquired by gender variable for students and male students to find the statistical significance of the electronic violence acquired according to the variable stage (primary and intermediate) To detect the manifestations of electronic violence faced by the child، and to detect the psychological and social effects that are reflected on the personality of the child. In order to achieve the objectives of the research، the researcher built the tool of electronic violence consisting of (24) divided into three areas، the researcher chose the research sample of the parents of the students of the middle and primary school and the number of (100) and male and female، and the researcher used statistical bag (SPSS) in the statistical analysis ، The results showed an increase in the manifestations of electronic violence in children، and that violence is high among male students compared to females، and that students in the middle school were more affected by the manifestations of electronic violence of students in primary school. The researcher identified the phenomenon of electronic violence affecting children، Yen arithmetic mean (4.65) and the arithmetic mean (3.70) as well، select Find some psychological and social effects that affect the child's personality، including neglect، indifference and aggressive behavior Katsav، and the researcher put a number of recommendations and suggestions.

Keywords (Digital Violence، Internet، Electronic Games، Kids، Globalization).

المقدمة :

ان التحولات التي تعرض لها المجتمع العراقي بعد عام 2003، ما هي إلا تحولات متسارعة ومتقلبة غير منتظمة تحولت بالمجتمع من مجتمع شبه منغلق غير متطلع وغير مواكب للتغيرات في العالم من حوله، الى مجتمع انتقلت اليه كل وسائل التكنولوجيا الرقمية وتقنيات الاتصال والانترنت والانفتاح الاعلامي والتعبير عن الرأي تحت مسمى الحرية والديمقراطية الجديدة، في مقايل ذلك لا يمتلك افراد المجتمع مهارات التعامل مع هذه الادوات الجديدة التي ادت الى ثورة من التغير في المجتمع مع سوء استخدام وفهم لهذه الادوات، مما ادى الى حدوث عملية تأثير وتأثر لكل افراد المجتمع وانتقل ذلك الاثر الى سلوكه وتكوين شخصيته، ودخل كذلك هذا التغير الى جميع ألمجالات التي يعيشها الفرد في المجتمع، وتعرضت لها جميع فئات ألمجتمع، وتركت اثارها على المجتمع العراقي، وتعد هذه المرحلة من اهم المراحل التي احدثت تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية، وانعكست هذه التغيرات على المنظومة القيمية  لكافة شرائح للمجتمع بمختلف انتمائتهم ومستوياتهم الايديولوجية والثقافية والتربوية والاجتماعية، وتعد الاسرة والطفل من المكونات المجتمعية التي تأثرت وبعمق وشدة بذلك التغير، اذا كانت الاسرة قبل عام 2003 ذات نظام مترابط داخليا ومتماسك اجتماعيا ومنسجم ومتوافق نفسيا ومتفاعل بين اعضاء الاسرة افضل مما هي عليه النظام الاسري ما بعد 2003 وتأثرت الاسرة بالمتغيرات والتحولات الدخيلة، ولا تزال وسائل التكنولوجيا والاتصال والأجهزة الذكية وشبكة الانترنت لم تدخلت الحيز الاجتماعي والأسري والتي ألقت بأثرها على الاسرة وأفرادها ويعد الطفل احد افراد تلك الاسرة ،وكان الطفل قبل عام 2003 لا يتعامل مع هذه الأدوات الذكية ومواقع الانترنت، وان ما يراه الطفل من نماذج في بيئته تعد مصادر تشكيل انماط السلوك وبناء لشخصيته وتكوين مفهوم الذات، وكان الطفل سابقا عضو مؤثر ومهم في الاسرة يشاركهم نشاطاتهم اليومية ويذهب الى المدرسة ولديه عدد من الاصدقاء وكان يكتسب سلوكياته من توجيه الوالدين والتعلم من اخونه وأصدقائه في المدرسة او الروضة  وأبناء الجيران ممن هم في عمره وإرشادات المعلم، وكانت برامج التلفيزيون محددة بقنوات رسمية لا تتجاوز القناة الواحدة او ألاثنتين وكانت فترات برامج الاطفال محددة في اوقات معينة، وهذه القنوات لم تكن تعمل على مدار اليوم بل يبدأ بثها في وقت محدد ويغلق في وقت محدد كذلك، كان الطفل وخاصة في مرحلة الطفولة الوسطى يقضي اكثر اوقاته في اللعب خارج المنزل او في باحة المنزل وحسب نوع جنس الطفل، وكانت الرقابة الابوية مباشرة وصارمة ومستمرة، لذا كان سلوك الاطفال يقوم بشكل مستمر سواء في المنزل او المدرسة او المجتمع المحلي، اما انماط العنف التي يتعرض لها الطفل هي اقل بكثير مقارنة بعد عام 2003، وكان الطفل يتأثر بنماذج اجتماعية معروفة بالمجتمع والأسرة كالتأثر بالمعلم او الاب او احد الاقارب وكان الطفل ملتزم بالقيم الاسرية والمجتمعية التي تنمي شخصيته وسلوكه وتفاعله مع الآخرين .

اما بعد عام 2003، وحدوث موجة من التغير المجتمعي، وتصدع منظومة القيم المجتمعية، والانفتاح المفاجئ للمجتمع بعد ان كان مجتمع منغلق لا يمتلك أي وسائل للتكنولوجيا والاتصال والتنوع الإعلامي اذ اصبح جهاز التلفاز يتضمن مئات القنوات بمختلف المجالات سهولة تشغيل تلك ألقنوات ودخول ثورة الاتصالات والانترنت مع جهل التعامل مع الادوات والتقنيات ألحديثة ،وانتشار اجهزة الاتصال واللعاب الفيديو ومواقع التواصل الالكتروني، وأصبحت الاسرة منشغلة بالتعرف على هذه التغيرات التي دخلت عالمها مع سوء معرفة سوء استخدام وإهمال جوانب ووظائف اسرية مهمة، ترك اثار وأعطى مجالات لبقيت افراد الاسرة ومنهم الطفل الى التعامل المباشر مع هذه التغيرات، وأصبح الطفل يحقق اشباعه النفسي والعاطفي من خلال هذا العالم الافتراضي التقني ألرقمي وأصبح الطفل يتابع كل شيء حتى موضوعات هي اكبر من سنه ويشاهد صور العنف والقتل والإباحية وبدء يكتسب سلوكيات وثقافات جديدة غريبة عن المجتمع في المقابل ضعف تام من رقابة الوالدين وولي الامر وإعطاء الحرية والوقت للطفل في الجلوس خلف شاشات الهواتف والحواسب والأجهزة اللوحية في ممارسة الالعاب والتحدث مع من هم اكبر سنا ومشاهدة كل شيء مما جعل الاطفال يتعرضون لأنواع من العنف الالكتروني الممنهج سواء النفسي والاجتماعي والذي انعكس على سلوكياتهم بالتعامل مع من حولهم سواء في المنزل او المدرسة وأصبحت ظاهر العنف الالكتروني ظاهرة منتشرة في مختلف مناطق العراق وبمختلف الاعمار للأطفال والمراهقين مع ضعف المعالجات والتقويم المقدم لهذه المشكلة.

مشكلة البحث :

      يعد سلوك الطفل من اهم المؤشرات التي تفسر وتوضح البناء النفسي للطفل، اذ يمثل سلوك الطفل جانب من العفوية اكثر من التصنع في السلوك،  عندما يكون سلوك الطفل متقلب ومضطرب ذو مؤشرات غير مفهومة انما هو نتيجة للبيئة التي يعيش بها وأسلوب التنشئة الاسرية التي ينشأ عليها، ان سلوكيات الطفل ونماط شخصيته قبل عام 2003، اذا ما تمت مقارنتها يسلوك وشخصية الطفل بعد ام 2003 سوف نجد اختلاف كبيرة نتيجة المتغيرات الجديدة التي طرأت على الاسرة والمجتمع، اذ كان الطفل سابقا ذو سلوك حركي اثر مما هو عليه الان لأنه كان عضو ضمن جماعة اللعب وعلية واجبات ولديه حقوق، ويكتسب سلوكياته من المجتمع والاسرة والمدرسة، اما الان اكثر سلوكيات الاطفال حسية من خلال الجلوس ساعات طويلة على اجهزت الاتصال واللعب ويشاهد ويكتب من غير ان يتحرك من مكانه بل ويهمل ويقصر في كثير من الواجبات التي عليه فيصبح منعزل لا يتواصل مع الاسرة والأصدقاء ولا يتابع الواجبات المدرسية لا يكتسب أي خبرات من المجمع ولا يحثث نمو نفسي واجتماعي لحاجاته النفسي  التي تظهر ضمن مراحل نموه .

ان التواصل الالكتروني الطويل يترك على سلوكه اثار نفسية وعلى شخصيته اثار اجتماعية منها ضعف التفاعل وعدم القدرة على تعلم سلوك اجتماعي وضعف فهم الذات والتوافق، والتعرض للقلق والتوتر المستمر والشعور بالخوف والانعزال والخوف من الفشل ويصبح منطوي على نفسه، نلاحظ المشكلات التي انتشرت في سلوك الاطفال مقارنة قبل 2003، اذا انتشر العنف والعدوان في سلوكهم بمختلف انواعه اللفظي والجسدي، وظهرت مشكلات طيف التوحد والتنمر والانعزال وانخفاض التحصيل الدراسي والتمرد على المعلم والوالدين، وانتشار تعاطي المخدرات والثقافات الاباحية ألوضيعة، وانتشار ظاهر الوشم والترويج للانتحار وقصات الشعر والملبس والتقليد الاعمى لبعض النماذج العربية الشاذة وانتشار سلوكيات الانحراف الجنسي كالمثلية وغيرها، كل ذلك تم اكتسابه من خلال سوء استخدام وفهم الانترنت والاجهزة الذكية وانتشار ظاهرة الكوفي شوب، هذه المشكلات تجعل من اطفالنا افراد ذوي سلوك عنيف تعلموه من خلال المتابعات الالكترونية بمختلف انواعها وممارسة الالعاب الالكترونية ومشاهدة الافلام في الفضائيات ومقاطع الفيديو في اليوتيوب والفيس بوك وغيرها، مع ضعف الرقابة الابوية وعدم تطبيق القوانين وسيطرة الحكومة على مثل هذه المصادر التي تهدم الفكر والسلوك لدى الأطفال وانتشار ظاهر الفكر التطرف والقتل والاعتداء وتسبب بضياع مئات الاطفال من خلال تأثرهم بذلك الفكر الالكتروني المنحرف([1]).

       ان الوسائط الإلكترونية بمختلف مسمياتها فتحت مجالاَ واسعا للطفل الى الدخول في عالم افتراضي واسع ، وان سوء استخدام الأطفال لهذه الوسائط قد يتسبب في الكثير من المشكلات السلوكية أو الأخلاقية ، ولا شك إن استعمال الوسائط الإلكترونية رغم أهميتها وفوائدها ، قد أفرز الكثير من التأثيرات على واقع الطفل وثقافته ومنها ما عكسته هذه الوسائط على لعب الطفل ونشاطه من تأثيرات تحمل الكثير من المضار على الطفل من جراء الجلوس لساعات طويلة أمام الحواسيب والهواتف المحمولة والأجهزة اللوحيه والبليستيشن ، فيكون هذا التأثير ضار وخاصة على صحته الجسدية والنفسية والعقلية والسلوكية ، وعلى مجموعة أنماط ثقافته بشكل عام. وذلك عبر ما تفرزه من نتائج خطيرة منها اضطرابات في التركيز وقلة النوم وتجاهل أنماط ثقافية أخرى ، إلى جانب مرض السمنة والاكتئاب ، وكذلك إشاعة ثقافة العنف في سلوك الطفل والانفصال عن الاخرين ويصبح شخص منطوي متوحد على نفسه لا يتواصل مع الاخرين من اسرته وأصدقائه وتضعف لديه مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي ولا يكتسب المهارات اللازمة لبناء شخصيته وفهمه لذاته([2]).

ان العنف الالكتروني اصبح ظاهرة خطيرة وأصبحت ثقافة عامة انتشرت في المجتمع بمختلف مسمياتها وبشكل كبير وخاصة لدى الاطفال ، اذا نشاهد ايام المناسبات والأعياد اقبال الاطفال على شراء الاسلحة البلاستيكية وهي المسدسات والبنادق وغيرها من الاسلحة والأدوات وخاصة التي تسمى العاب الصجم ، ويقسم الاطفال انفسهم الى مجموعات ويترأس احد الاطفال المجموعة ويتقمص دور رئيس المجموعة بصوته وحركاته ويقسم المهام بين اعضاء المجموعة وهكذا في المجموعة الاخرى ، وتقسم المنطقة التي يسكنون فيها الى شوارع وفروع ، وتبدأ المعركة بينهم ، هذا الشكل من اللعب وتقسيم المهام يدل على نوع من السلوك ينتقل في عملية تسمى اثر التعلم والنمذجة أي انه شاهده في برامج اطفال والألعاب الكترونية ومواقع اليوتيوب والتطبيقات وألان الاطفال يمتلكون من الاجهزة الحديثة ويتعاملون مها باحترافية وبوجود انتشار لشبكات الانترنت في ما يسمى الكوفي شوب او امام البيت او اعطاء الرمز السري لدخول الشبكات للأطفال مقابل اشتراكات رمزية او احد الاطفال يعطي الرمز لأصدقائه ويجلسون في الشارع بمجموعات وهم يتصلون بالشبكة ويتواصلون بالانترنت وتنزيل التطبيقات ، كل هذه السلوكيات بمختلف مسمياتها سوف تفرز لنا يحمل هؤلاء الاطفال افكار وسلوكيات تنمي لديهم الرغبة نحو العنف الذي يهدد طفولتهم ومجمعهم وتعايشه السلمي ويكونون اداة سهلة للانقياد والانحراف وترويج للعنف([3]).

       نلاحظ الان انتشار غير مسبوق للمشكلات لم تكن منتشرة الخمسة عشر عام الماضية منها مشكلات الاغتصاب والقتل وانتشار المخدرات والطلاق والتسرب المدرسي والمشكلات الصحية والكثير من المشكلات الدخيلة على مجتمعنا ما هي إلا نتيجة هذه الثقافات الالكترونية الدخيلة مع سهولة اقتنائها ولمختلف الاعمار وضعف المحاسبة القانونية والمتابعة الاسرية التي اصبحت مشغولة بتوفير مختلف حاجات اليومية على حساب متابعة الطفل وسلوكه في البيت والمدرسة فمما تحتاج هذه الظاهرة الى دراسة علمية وفق منهج علمي واضح ، وقد اجرى الباحث دراسة استطلاعية يحدد من خلالها حجم المشكلة ومدى انتشارها في المجتمع ، فقدم استبانة مفتوحة الى اولياء امور الطلبة بلغ عددهم (15)، وعدد من المعلمين والمدرسين وبلغ عددهم (15) وكان افراد العينة من اولياء يمثلون طلاب وطالبات والمدرسين والمعلمين من الذكور والإناث يدرسون بمدارس لكلا الجنسين من الطلبة ، بعد تحليل اجابات افراد العينة اتضحت ان (90%) يؤكدون وجود مشكلة العنف الالكتروني فسواء في البيت او المجتمع المحلي او المدرسة ، وان العنف الالكتروني قد انعكس على ابنائهم وطلبتهم سواء اللفظي او السلوكي،  لذا س يجيب البحث عن التساؤلات الاتية :-

  1. هل العنف الالكتروني اصبح ظاهرة سلبية منتشرة في المجتمع.
  2. ما هو الاختلاف في سلوكيات الطفل ما قبل عام 2003 وما بعددها.
  3. ماهي الاسباب طرأت على سلوكيات الطفل خلال الخمسة عشر العام الماضية فتسبب في ظهور مشكلة الدراسة الحالية.
  4. هل يؤثر العنف الالكتروني في سلوكيات الاطفال وخاصة النفسية والسلوكية وبناء الشخصية.

اهمية الدراسة :

تتضح اهمية البحث الحالي من خلال اهمية عينة الدراسة وهي شريحة الاطفال، اذ يعد الاطفال من اهم مكونات المجتمع وهم بحاجة ماسة للتمتع بالاستقرار النفسي والشعور بالطمأنينة النفسية والأمن الاجتماعي، ان البناء النفسي للاطفال قد تعرض للتلوث النفسي والاجتماعي نتيجة ما يتعرضون لهو من مثيرات الكترونية ومشاهد الفضائيات وتواصل الاجتماعي السلبي الذي شوه البنى المعرفية لديهم مقارنة بالاطفال قبل خمسة عشر عام مما تستدعي الحاجة لتوفير الاطر التي تضمن الحماية لهذه الشريحة المهمة التي تمثل رجال المستقبل وهم صناعة وعندما ينشأ جيل صاعد يمتلك من العنف والعدوان وخاصة الالكتروني ونحن نلاحظ ان العالم كل يوم في قفزات تقنية متقدمه ، هذا يتسبب في زيات الفجوات وأتساع المشكلات، مما تستدعي الحاجة الى تشخيص هذه المشكلة المتفشية والوقوف على اسبابها وطرح الحلول المناسبة لمعالجتها ضمن اطار منهجي علمي يساهم في حل المشكلة او تخفيف من اثارها([4]).

وتتضح ايضا اهمية دراسة ظاهرة العنف من خلال الإنتشار مؤشرات سلوك العنف الالكتروني لدى الطفل الذي يتعامل مع الألعاب الإلكترونية وزيادة عدد ساعات ممارستها من قبل ألأطفال  بدأ يثير قلق المربين وعلماء النفس وعلماء الاجتماع حول آثارها سواء النفسية منها أم الاجتماعية وأصبح هذا الموضوع مثار جدل قائم فيما يخص سلبياتها وايجابياتها ، فاللعبة الإلكترونية ليست تسلية بريئة بل هي وسيلة إعلامية تتضمن رسائل مشفرة يهدف المرسل من خلالها إلى تحقيق أهداف وغايات  ثقافية ، فقواعد اللعبة تفرض على اللاعب وهو في العادة يكون من الاطفال على تقمص أدوار مفروضة عليه وانغماس في واقع معين من الحرب الفكرية أو الثقافية او التربوية او العدوانية وتكمن الخطورة أيضا في إمكانية تقريب اللاعب بين الخيال والواقع إلى درجة أنه يحاول تطبيق مضامين هذه الألعاب في حياته اليومية مما يعني تنميط السلوك على النحو الذي يرغب فيه صانعو هذه الألعاب وهذه  هي مظاهر العنف الالكتروني التي تنتشر بالمجتمع وخاصة الاطفال لأنهم هم اكثر من يمارس تلك الالعاب والتطبيقات([5]) .

ان اهمية الدراسة الحالية تتأكد من خلال اهمية العينة التي تتضمنها الدراسة الحالية وهم شريحة الاطفال الذين يمثلون اهم فئة في المجتمع والذين هم قادة المستقبل وقادته ، وأن دراسة مثل هذه الظواهر وأثرها على السلوك يجعلنا أكثر تحكما في الظاهرة على الاطفال ، مما يساعد المهتمين في التخفيف من حدتها وتوسع انتشارها ، وما لا يمكن تجاهله هو أن هذه الدراسة تكشف خبايا مخاطر العنف الالكتروني الذي يؤدي للإدمان الالكتروني والعدوان والتنمر والانعزال عن الاخرين وخفض مستوى الاداء في انجاز المهام الدراسية وغيرها والاصابة بإعراض الاكتئاب ، لذا تتبين اهمية الدراسة الحالية كونها تساهم في بيان ما سبق وتتضح اهمية الدراسة بشكل جلي من خلال ما يأتي :-

الاهمية النظرية :

  1. توضح المشكلات التي تواجه الطفل قبل 2002 وما بعدها وأسباب ظهور وانتشار هذه المشكلات التي يعد العنف الالكتروني جزء منها.
  2. انها تناقش موضوعا في غاية الاهمية وهو ذو مخاطر كبيرة وغائب عن اذهان الكثير من اولياء الامور والمختصين.
  3. انها تستهدف شريحة مهمة وهم الاطفال وهم على تأثير مباشر مع هذه المشكلة .
  4. حاجة المجتمع لتوعية بسبب الانتشار السريع لثقافة العنف الالكتروني مع قلة انتشار اجراءات التوعية والإرشاد.

الاهمية التطبيقية :

  1. يقدم البحث تشخيص لظاهرة العنف الالكتروني ومظاهرة ومؤشراته تفيد الباحثين في العمل البحثي ضمن تلك المجالات.
  2. يقدم البحث اداة تساهم في تشخيص وقياس اثر الظاهرة وانتشارها في المجتمع باسلوب علمي مقنن.
  3. سوف يقدم البحث توصيات ومقترحات عملية تساهم في تقديم افكار ومعالجات هذه الظاهر وما ينتج عنها من سلوكيات سواء في البيت او في المدرسة وذلك في ضوء النتائج التي سوف يتوصل اليها البحث.

اهداف البحث :

  1. الكشف عن مستوى العنف الالكتروني لدى الاطفال.
  2. إيجاد الفروق ذات الدلالة الاحصائية للعنف الالكتروني المكتسب حسب متغير النوع للطلبة والتلاميذ (ذكور-اناث) .
  3. إيجاد الفروق ذات الدلالة الاحصائية للعنف الالكتروني المكتسب حسب متغير المرحلة الدراسية (الابتدائي- المتوسطة).
  4. الكشف عن انماط العنف الالكتروني التي يواجهها الطفل.
  5. الكشف عن الاثار النفسية والاجتماعية التي تنعكس على شخصية الطفل.

حدود البحث:

  1. الحدود الموضوعية:- اقتصر البحث الحالي على مفهوم العنف الالكتروني.
  2. الحدود المكانية :- اقتصر البحث الحالي محافظة ديالى.
  3. الحدود البشرية:- اقتصر البحث الحالي على اولياء امور الطلبة في الدراسة الابتدائية والمتوسطة.
  4. الحدود الزمانية:- انجزت هذه الدراسة في العام 2018.

تحديد المصطلحات:

  1. العنف الالكتروني / عرفه الكعبي (2016) : هو احد انواع العنف الذي يأتي من خلال استخدام احد الوسائل التكنولوجيا سواء عبر الانترنت او الاجهزة الذكية من حواسيب وأجهزة الهواتف والأجهزة اللوحية وأجهزة الالعاب مثل الاكس بوكس والبليستيشن ، والتي يرى الاشخاص من خلالها مظاهر العنف او يسمعونها من خلال مشاهدة صور او فيديوهات او كلمات مكتوبة تؤثر في الجانب الفكري للشخص فتصبح سلوك يمارسه في مختلف جوانب حياته ومن اهم تلك المؤثرات الالعاب الالكترونية ([6]) .
  2. الطفل : عرفه غيث (2006) هو الصغير في كل شيء ، وأصل اللفظ من الطفولة أو النعومة ، وكلمة طفل تطلق على الذكر والأنثى وهي كذلك  المرحلة العمرية التي يعيشها الإنسان وهو تحت سن الثامنة عشر، وهي كلمة مشتقة من طفيل، والطفيل هو الذي يعتمد على الآخرين([7]).
  3. الآثار النفسية والاجتماعية / عرفها الباحث : مدى تأثر الاطفال بالضرر الناتج عن العنف الالكتروني الموجه ضدهم من الوسائل والأجهزة والمواقع الالكترونية المختلفة وقد ترك ذلك تأثيرا عليهم في الجوانب الشخصية ، والنفسية ، والاجتماعية ، والصحية والأسرية ، ودراسية.
  4. الشخصية /عرفها بيم (2009) : هي صيغة منظمة نسبياً لنماذج السلوك والاتجاهات والمعتقدات والقيم النمطية المميزة لشخص معين، والتي يعترف بها الآخرون ، حيث تعتبر الشخصية محصلة الخبرات الفردية في بيئة ثقافية معينة ومن خلال تفاعل اجتماعي متميز([8]).

الإطار النظري والدراسات السابقة :

مفهوم العنف الالكتروني :

لم يكن قبل عام 2003 تنتشر هذه المشكلات النفسية والاجتماعية والاسرية ومنها العنف الالكتروني وهي مشكلات ومعوقات ظهرت مع دخول الانترنت والاجهزة الذكية والقنوات فضائية، وبدء الطفل يتعامل معها بشكل مباشر مما تسببت في ظهور العنف كسلوك وأداء وزاد اقبال الطفل على هذا التقنيات مع سوء فهم واستخدام وضعف رقابة ابوية، فاصبح لدينا طفل يمتلك مؤشرات العنف مقارنة بالاطفال قبل عام 2003، اذ كانت الالعاب التي يلعبونها تنمي قدراتهم وأفكارهم، وتحقق لهم التفاعل مع الاخرين، وان العنف الالكتروني هو كل فعل ضار بالآخرين عبر استخدام الوسائل الالكترونية مثل الحواسيب والهاتف النقال وشبكات الاتصال الهاتفية ، شبكات نقل ألمعلومات شبكة الانترنيت متمثلاً بألفاظ القذف والسب والشتم بين الافراد وكذلك الترويج والتحقير الفرد ، كما يمكن وصفه ايضا بأنه كل سلوك غير أخلاقي وغير مسموح به يرتبط بوسائط الالكترونية وانطلاقاً من هذان التعريفان يمكن ان نعد العنف الالكتروني من أخطر أنواع العنف اذ انه يمس الحياة الاجتماعية والنفسية للأفراد فهذا قد يؤدي بهم الى ارتكابهم جرائم تهدد الاستقرار الأمني والاجتماعي مروراً بالأسرة وانتهاء  بالمجتمع وهناك انوع من العنف الالكتروني.

انواع العنف الالكتروني :

  1. العنف اللفظي عن قصد ومتعمد: يهدف هذا العنف الى التعدي على حقوق وحريات الآخرين بإيذائهم عن طريق الكلام او الالفاظ الغير مسموح بها ويتجلى هذا النوع من العنف في رفع الصوت عند المخاطبة والاهانة والشتم والسب والتحقير المتمثل بنعت الشخص بألفاظ غير مقبولة اذ يرتكز العنف اللفظي عند الكلام عبر شبكات الاتصال وذلك من اجل إيذاء وخلق جوء من القلق النفسي والاجتماعي.
  2. العنف الجسدي(البدني): يختلف هذا النوع من العنف عن العنف اللفظي اذ انه يستخدم فيه الضرب والركل باليد للأجهزة الحواسيب والهاتف فهذا النوع من العنف غالبا ما يصاحبه حالة من الغضب والعدوان([9]).

خصائص العنف الالكتروني :

  1. لا يحتاج الى استعمال القوة والضرب باليد بل يحتاج الى وجود حاسوب وهاتف متصل بالانترنيت يستعمل به الشخص الفاظ تمس الطرف المقابل متمثلا بالقذف والسب والشتم والترويج له.
  2. يعد العنف الالكتروني جريمة متعدد الحدود ومنتشرة في كافة جوانب الحياة وغير خاضه لنطاق قانوني.
  3. صعوبة معرفة الأشخاص الذين يمارسون العنف نتيجة لنقص الخبرة لدى الأجهزة الأمنية والقضائية في التعامل مع مثل هذا النوع من العنف.
  4. يساهم العنف الالكتروني في قيام بعض الأشخاص باختراق المواقع الرسمية او الشخصية او الاستيلاء عليها ما اجل الحصول على الأموال.
  5. ان مرتكبي العنف يكونون في العادة من ذوي الاختصاص في مجال الأنترنيت او على الأقل الأشخاص الذين لديهم معرفة قليلة في التعامل مع الحاسوب وشبكات الاتصال([10]).

الاثار السلبية للعنف الالكتروني :

يسعى العنف الالكتروني الى تحقيق جملة من االامور ويمكننا بيان أبرزها:

  1. نشر القلق الاجتماعي والنفسي بين الافراد الذين يمارسون الانترنيت وشبكات التواصل.
  2. تعرض سلامة الاسرة والمجتمع وأمنه للخطر والانتقام من الخصوم.
  3. الدعاية والإعلان وجذب الانتباه وإثارة الرأي العام وجمع الأموال والاستيلاء عليها.
  4. الاخلال بالنظام العام لشبكات الانترنيت مما قد يؤدي الى ممارسة العنف ضد الافراد.
  5. التشهير وتشويه السمعة لدى بعض الافراد المعرضون للخطر.([11])

الاثار النفسية والاجتماعية للعنف الالكتروني على الطفل وشخصيته :

ان فهم المخاطر الاجتماعية للعنف الالكتروني ومعرفة اثارها على الحياة الاجتماعية على الطفل و يستدعي الوقوف عليها، فهذا لا يتم إلا من خلال التغيرات التي يشهدها العالم اليوم ومن بين اهم هذه التغيرات ما يتعلق بعلاقتها بشبكة الانترنيت وما تحمله من برامج ومواقع وخدمات ثقافية غربية تتناقض مع قيم مجتمعاتنا العربية والإسلامية والتي قد تؤدي بالأفراد الى سلك سلوكيات شاذة ومنحرفة كالانحرافات اللفظية والضرب والسب والتحقير الشخص بألفاظ غليظة تمس حياته الخاصة والتي لا تلقي قبولا اجتماعياً.([12])

ولعل من اهم مخاطر العنف الالكتروني منها تصدع التنشئة الاسرية اذ انه يعمل على اظهار ظاهرة العدوان والتقليد والانعزال والتنمر في سلوك الطفل ، وهذا ما قد يعمل على إشاعة القلق والتوتر والصراع بين الاطفال وبالتالي قد يؤدي بهم الى ارتكاب جرائم مخلة بالأدب الإنساني والاجتماعي فضلا عن احداث مشاعر عدوانية وعدائية كالتهجم بالألفاظ والعبوس واحمرار الوجه وكذلك بالنظرات الغاضبة عن طريق العيون او باستخدام الفم عن طريق البصق او اصدار أصوات الاحتقار والاستنكار فيلوح الطفل الغاضب بالثأر والتهديد والانتقام فضلا عن استخدامها بالفعل في الايذاء بالشتم والقذف عبر الوسائط الالكترونية ، وزيادة على ذلك فان تصدع عملية التنشئة الاسرية على مستوى البيت او المدرسة قد تودي دوراً مهما في ممارسة العنف الإلكتروني وهذا راجع الى القلق وانعدام الدفء وعدم الشعور بالأمان والاطمئنان النفسي للطفل، فالطفل الذي يعيش في بيئة تتسم بالعدوان والإحباط تؤدي به الى قيام بأفعال غير مسبوقة من قبله وهذا ما قد تترك اثارها على الاسرة وعلى حياته الاجتماعية([13]) .

ولا شك فيه ان العنف الالكتروني الصادر من خلال الوسائل الإلكترونية الحديثة سواء كان في الفيس بوك او تويتر وغيرها من مواقع التواصل الالكتروني وأجهزة الهواتف الذكية واللوحية وأجهزة الفيديو كيم يعد جريمة لما فيه من اعتداء على سمعة الفرد كما ويعد من الامراض الخطيرة التي يتعدى شرها الى كل فئات المجتمع فهو يطال اعراض الناس وحرماتهم خاصة في ظل التطور الالكتروني الذي يشهده العالم اليوم وقد عده العنف الالكتروني عبر وسائل الإلكترونية من قبل المختصين في الحقوق القانونية جريمة بل من اشنع الجرائم لسرعة انتشاره.

النظريات التي تفسر العنف الالكتروني :

1. نظرية التبادل الاجتماعي لجورج هومانز (1910-1989( :

      تحظى نظرية التبادل الاجتماعي بأهمية منهجية خاصة أضفت عليها نوعاً من العلمية جعلت بالإمكان تفسير كل من الظواهر بالاعتماد على مقارباتها،لا لسهولة مفاهيمها فحسب بل لأنها اتخذت من التفاعلات اليومية القائمة بين الإفراد وحدة تحليلية رئيسية يمكن عن طريقها تفسير العمليات الاجتماعية التي تحكم البنيات المعقدة للجماعات والمجتمعات ، تطرح التبادلية في تفسيرها للعنف الالكتروني اتجاهين ، الأول يؤكد على التناسق والتكافؤ في نوع السلوك المتبادل، ويمكن التعبير عن هذه الحقيقة من خلال الطبيعة لمشاعرنا تجاه الآخرين ، إذ إن المشاعر التي تظهر على وجه الشخص هي انعكاس للمشاعر التي على وجه الشخص الأخر، وبذلك يكون العنف شكلاً من إشكال السلوك المتبادل بين الأشخاص طبقاً للقاعدة التي تطرحها هذه النظرية ، وبهذا فأن أي سلوك عدواني من قبل أي فرد سوف يقابله سلوك مماثل، أي إن العنف على فق الصيغة السابقة لا يتعدى إن يكون سلوكاً انتقامياً يعوض من خلاله الفرد من أذى خلق لديه قدراً من الألم والمعاناة ومن ثم فهو هجوم مضاد يرمي الى تحقيق العدالة ([14]) .

إما الاتجاه الثاني فيؤكد إن العنف لا يحدث نتيجة لعمليات تبادل القوة أو الأثر المؤذي فحسب، وإنما ينشأ نتيجة لوجود خلل اسماه جورج هومانز (التوازن العلمي العظيم) أو يحدث عندما تكون المنافع أو الفوائد المترتبة على سلوك معين اقل من الكلفة أو الخدمة، وفي مثل هذه الحالات يجد الناس أنفسهم في مواقف ضاغطة ومحبطة تنعدم فيها البدائل إمامهم عند ذاك يفشل التبادل ويظهر التوتر ويصبح الصراع هو البديل المحتمل إمامهم ([15]) .

      وتؤكد أيضاً هذه النظرية على انه إذا قام شخص ما بسلوك عدواني ضد شخص أخر فلا بد إن تكون النتيجة سلوكاً عدوانياً مماثلاً، ويمكن إن يوجه العنف ضد المؤسسة الاجتماعية سواء كانت الأسرة ، او المدرسة، او مؤسسة اقتصادية أو اجتماعية ، فالسلوك المعتاد هو استجابة للعنف الذي تمارسه مؤسسات المجتمع ضد الفرد المتجسد في الجزاءات والضوابط.

  1. النظرية التفاعلية الرمزية لهربرت بولمر (1900-1986) :

      الفكرة الأساسية لهذه النظرية إن الإفراد يتصرفون حيال الأشياء على أساس ما تعيش تلك الأشياء المعروفة المعاني ، ويقدم هذا الاتجاه منظوراً معرفياً في دراسة الشخصية يعتمد على تحليل التفكير وعملياته من خلال تأكيده على المعاني، فالتفاعل الرمزي هو ذلك النشاط الذي يفسر الناس من خلاله أفعال بعضهم وتصرفاتهم وإيحاءاتهم على أساس المعنى الذي يضفيه هذا التفسير وعادة ما يتصل ذلك التفسير بالسلوك الخارجي.

وبما إن هذه النظرية تعتبر الرموز والكلمات والإشارة من مبادئها الأساسية لذا يعتبر العنف الالكتروني الموجه ضد الإفراد سواء أكان العنف لفظياً أم جسدياً واحداً من تلك التعبيرات الأساسية للنظرية التفاعلية الرمزية ، وبهذا فإن سلوك الفرد والجماعات ما هو إلا تجسيد للرموز التي يشاهدها الفرد ويتأثر بها سلباً أو إيجاباً بشكل مباشر، وان العمليات الإدراكية والمعرفية عند الإفراد هي التي بإمكانها معرفة وتحديد نوع العلاقات بين الإفراد وباستطاعتها إن تكبح العدوان أو تسهله ([16]).

وتجدر الإشارة  الى إن التفاعلية الرمزية تعاملت مع العنف بوصفة مشكلة اجتماعية تهدد الاتفاق الجماعي المشترك بشأن الواقع ، إذ إن الصراع بين الإفراد والجماعات يؤدي الى انهيار الاتصال بين هذه الجماعات المتصارعة ويصبح من الصعوبة إمكانية الاتفاق بشأن القضايا المشتركة ، وفيما يتعلق بأسباب العنف نجد إن التفاعلية الرمزية قد تعارضت عن التغيرات البيولوجية والنفسية وأضحت بدلا من ذلك بتقصي الظروف التي تحت ظلها يلجأ الناس الى العنف في إدارة علاقاتهم الاجتماعية.

الدراسات السابقة :

  1. دراسة Dmitri & Marko (2010) بعنوان (العنف الافتراضي على الانترنت):

      تهدف الدراسة الى التعرف الى اهم المؤثرات على مستخدمي الالعاب الالكترونية والانترنت للعنف ، استخدم الباحثان المنهج التجريبي للدراسة ، وتم اختيار عينة البحث من المستخدمين للانترنت بشكل مستمر ، تم اخيارهم بطريقة عشوائية ، بلغ عدد افراد العينة (213) فرد منهم (167) ذكور و(46) اناث وكان شرط البدء بالدراسة ان يتواصل كل افراد العينة بالانترنت لمدة خمس ساعات وقد قسم الباحثان العينة الى مجموعتين ضابطة وتجريبية وتم تطبيق الدراسة ، اظهرت النتائج ان المؤثرات التي تؤدي الى العنف عبر الانترنت والألعاب التي يمارسها المشتركون هي مكان اللعب ونوع اللعبة والتفاعل مع اللعابين الاخرين ومدة البقاء في العب ([17]).

  1. دراسة عبد الحسين وعبيد (2017) بعنوان (ممارسة العنف الالكتروني لدى الشباب الجامعي):

        تهدف الدراسة الى التعرف على العنف الالكتروني لدى الشباب الجامعي ، و والفروق في العنف الالكتروني لدى الشباب الجامعي وفق متغير االنوع (ذكور، اناث)، وقد قام الباحثان ببناء اداة لقياس العنف الالكتروني ، وتم اختيار طلبة جامعة بغداد كعينة للبحث وبلغ عددهم (90) طالب وطالبة ، اظهرت نتائج البحث ان طلبة جامعة بغداد يمارسون سلوكيات العنف الالكتروني وبشكل وأضح كما اشارت النتائج ان الذكور اكثر ممارسة للعنف الالكتروني من الاناث داخل الوسط الجامعي والاسري ، والمجتمع المحلي ([18]).

 

اجراءات البحث :

منهج البحث :

استخدم المنهج الوصفي التحليلي باعتباره انسب المناهج والتي تتلاءم وأهداف البحث الحالي.

مجتمع البحث :

        تمثل مجتمع البحث بأولياء امور الطلبة .

عينة البحث :

بلغ عدد افراد عينة البحث الحالي (100) فرد والجدول (1) ادناه يوضح ذلك .

جدول (1)

يوضح عينة البحث

افراد العينة

عدد الافراد

اولياء امور طلبة الدراسة الابتدائية

50

اولياء امور الطلبة للدراسة المتوسطة

50

المجموع

100

خطوات بناء اداة البحث (الاستبانة) :

لتحقيق أهداف البحث الحالي ولعدم حصول الباحث على أداة مناسبة ، وبعد الاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة ، وقد اجرى الباحث كذلك دراسة استطلاعية ميدانية من خلال استبانة مفتوحة الى اولياء امور الطلبة في الدراسة الابتدائية والمتوسطة وبلغ عددهم (15) فرد ، وعدد من المعلمين والمدرسين وبلغ عددهم (15) فرد ، وكان افراد العينة من اولياء يمثلون طلاب وطالبات والمدرسين والمعلمين من الذكور والاناث ويدرسون بمدارس لكلا الجنسين ،  وبعد تحليل اجابات عينة الدراسة الاستطلاعية التي ساهمت ايضا في بناء اداة البحث الحالي ، من خلال الخطوات السابقة التي تم استعراضها ، قام الباحث ببناء اداة البحث الحالي :-

 (العنف الالكتروني) وتكونت الاستبانة من اربع مجالات هي (المظاهر الاسرية ، المظاهر الاجتماعية ، المظاهر النفسية والتربوية) وكل مجال يتكون من (6) فقرات ، لذا تكونت الاستبانة من (24) فقرة  وأمام كل فقرة ثلاث بدائل (دائما- احيانا- ابدا) ولكل بديل وزن يمثل درجة وهي (3،2،1) للفقرات الايجابية والعكس للفقرات السلبية  وكانت اعلى درجة للمقياس (72) واقل درجة (24) وما الوسط الفرضي فيبلغ (84).

صدق الاداة (الصدق الظاهري للاستبانة) :

الصدق هو الخاصية السايكومترية التي تكشف عن مدى تأدية المقياس للغرض الذي أُعد من اجله ، وهو دليل على قياس الفقرات لما يفترض أن تقيسه ، ولأجل التحقق من صدق أداة البحث قام الباحث باستخراج الصدق الظاهري الذي يعد من مستلزمات بناء المقياس وذلك بعرض فقرات  مقياس العنف الالكتروني للمحكمين ، وفي ضوء تحكيمهم للفقرات تم الابقاء على الفقرات التي حصلت نسبة (٨٠(%  فأعلى وهي تمثل نسبة قبول وبذلك فكانت جميع الفقرات قد حازت على هذه النسبة مع اجراء بعض التعديل لبعض الفقرات مع الحفاظ على المعنى العام للفقرة والمقياس ككل.

تحليل فقرات القياس احصائيا :

لحساب القوة التمييزية لكل فقرة من فقرات المقياس تم اجراء الخطوات الآتية :-

  1. تطبيق المقياس على عينة التحليل ثم تحديد الدرجة الكلية لكل استمارة .
  2. ترتيب الاستمارات تنازلياً بحسب درجاتها الكلية من أعلى درجة إلى أوطأ درجة
  3. تعيين (27%) من الاستمارات الحاصلة على أعلى الدرجات في المقياس و(27%) من الاستمارات الحاصلة على أدنى الدرجات وتمثلان مجموعتين بأكبر حجم وأقصى تمايز ممكن، وبلغ عدد الاستمارات في كل مجموعة (27) استمارة وعليه فان عدد الاستمارات التي خضعت للتحليل يكون (54) استمارة.
  4. استخراج الوسط الحسابي والانحراف المعياري لدرجات المفحوصين لكل مجموعة عن كل فقرة من فقرات المقياس ثم طبق الاختبار التائي لعينتين مستقلتين لاختبار الفروق بين درجات المجموعة العليا والمجموعة الدنيا في كل فقرة عند مستوى دلالة (0.05) وبدرجة حرية (98) وقد تبين جميع الفقرات مميزة وجدول (2) يبين ذلك :

جدول (2)

القوة التميزية للفقرات

ت

المجموعة العليا

المجموعة الدنيا

القيمة التائية المحسوبة

الوسط الحسابي

الانحراف المعياري

الوسط الحسابي

الانحراف المعياري

1

3.553

0.555

2.220

0.613

2.221

2

2.464

0.664

2.2024

0.6970

4.525

3

1.381

0.597

2.023

0.725

3.925

4

4.053

0.728

2.057

0.781

6.650

5

2.470

0.637

1.892

0.804

7.554

6

2.285

0.701

2.107

0.815

2.168

7

2.642

0.613

2.119

0.824

5.536

8

2.684

0.548

2.154

0.773

6.239

9

2.723

0.573

2.071

0.823

7.536

10

2.595

0.591

1.982

0.761

9.237

11

2.452

0.607

1.982

0.687

10.643

12

2.756

0.552

2.232

0.773

3.141

13

2.535

0.618

1.982

0.754

3.360

14

2.750

0.486

2.089

0.756

3.519

15

2.678

0.539

2.178

0.720

7.200

16

2.440

0.616

2.006

0.754

3.783

17

2.571

0.574

2.083

0.753

4.676

18

2.333

0.763

1.964

0.749

5.471

19

2.339

0.636

1.963

0.749

6.071

20

2.684

0.503

2.184

0.739

10.247

21

2.761

0.492

2.154

0.728

9.861

22

2.660

0.556

2.154

0.773

7،882

23

2.285

0.701

2.107

0.815

3.168

24

2.750

0.486

1.892

0.804

5.554

 

ارتباط الفقرة بالدرجة الكلية للمقياس:

يقصد بها معامل الارتباط بين الأداء على كل فقرة والأداء على الاختبار بأكمله، إِذ انَّ من مميزات هذا الأسلوب أَن يقدم مقياساً متجانساً في فقراته ، إذ إِن الفقرة التي ترتبط ارتباطاً ضعيفاً جداً مع المحك (المقياس) تعد غالباً فقرة تقيس سمة تختلف عن تلك السمة التي تقيسها فقرات المقياس الأخرى إِذ يجب استبعادها ، بمعنى ان الفقرة تقيس المفهوم الذي يقيسه المقياس بصفة عامة ، وتوفر أحد مؤشرات صدق البناء  . لذا تُعد هذه  الطريقة من أكثر الطرائق استعمالاً في تحليل فقرات الاختبارات والمقاييس.

        ولحساب معامل الارتباط بين درجة كل فقرة من الفقرات والدرجة الكلية للمقياس استعمل الباحث معامل ارتباط بيرسون (Pearson Correlation Coefficient )، وقد تبين أن معامل الارتباط بين درجة الفقرة والدرجة الكلية جميعها ذات دلالة إحصائية عند مستوى(0.05) لأن جميع معاملات الارتباط أعلى من القيمة الجدولية البالغة (0.088) وبدرجة حرية (99) والجدول (3) يوضح ذلك. 

جدول(3)

معاملات الارتباط بين درجة الفقرة والدرجة الكلية للمقياس

تسلسل الفقرة

معامل الارتباط

تسلسل الفقرة

معامل الارتباط

1

0.126

13

0.218

2

0.224

14

0.236

3

0.245

15

0.168

4

0.137

16

0.245

5

0.330

17

0.355

6

0.242

18

0.108

7

0.182

19

0.119

8

0.195

20

0.163

9

0.223

21

0.182

10

0.144

22

0.354

11

0.275

23

0.425

12

0.171

24

0.213

 

 مؤشرات الثبات :

يقصد بالثبات الدقة في أداء الأفراد والاستقرار في النتائج عبر الزمن ، وعدم تأثر نتائج الاختبار بصورة جوهرية بذاتية المفحوص، أو إن الاختبار فيما لو كُرر على المجموعة نفسها بعد فترة زمنية نحصل على النتائج نفسها أو مقاربة ، وقد تم استخراج قيمة معامل الثبات الفا- كرونباخ Cronbaach Alfa Method، فكانت قيمة معامل ثبات المقياس (0.84) وكذلك تم استخراج الثبات بطريقة اعادة الاختبار ولنفس العينة بعد مدة زمنية بلغت (15) يوما فكانت قيمة الثبات (0.87) .

الوسائل الاحصائية:

استخدم الباحث برنامج (spss) لتحليل الفقرات واستخراج النتائج  .

عرض النتائج :

سوف يتم عرض النتائج على وفق الاهداف التي تم وضعها :

اولا: الكشف عن مستوى العنف الالكتروني لدى الاطفال :

وبعد تحليل استجابات الافراد على الاستبانة ، اظهر التحليل الاحصائي  للبيانات ان المتوسط الحسابي لمستوى للعنف الالكتروني هو (63.5) وبانحراف معياري قدره (5.5) اما المتوسط الفرضي فقد بلغ (48) ولمعرفة الفرق بينهما تم استخدام الاختبار التائي لعينة واحدة وعند مقارنة القيمة التائية المحسوبة البالغة (5) مع القيمة الجدولية البالغة (3.98) عند مستوى دلالة (0.05) واظهر ان الفرق دال احصائيا كما في جدول (4) .

جدول (4)

الوسط الحسابي والانحراف المعياري والقيمة التائية لعينة واحدة

العينة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

المتوسط الفرضي

القيمة التائية المحسوبة

القيمة التائية الجدولية

مستوى الدلالة

100

63.5

5.5

48

5

3.98

0.05

توضح المؤشرات الاحصائية في الجدول (4) ان مستوى العنف الالكتروني لدى الاطفال مرتفع من خلال المؤشرات السلوكية التي يراها والدي الطفل من خلال اجاباتهم على اداة البحث وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة عبد الحسين وعبيد (20017)، ويتضح ان الطفل قد تعلم الكثير من السلوكيات التي تنمي مظاهر العنف من خلال ممارساتهم الالعاب الالكترونية ومشاهدة الفيديوهات في الانترنت والأجهزة الذكية بمختلف انواعها مع قضاء وقت طويل في هذه الالعاب وضعف الرقابة والمتابعة الاسرية  .

ثانيا: إيجاد الفروق ذات الدلالة الاحصائية للعنف الالكتروني المكتسب حسب متغير النوع(ذكور-اناث):

توجد فروق دالة إحصائيًا في الدرجات بين الذكور والإناث ، اذ وجد أن الوسط الحسابي للذكور(19.2) بانحراف معياري قدره (4.17) والوسط الحسابي للإناث (15.7) بانحراف معياري قدره (2.24) ، وقد استخدم الباحث الاختبار التائي لعينتين مستقلتين، فأظهرت نتائج استخدام الاختبار التائي لعينتي إن الفروق بين متوسط درجات الذكور ومتوسط درجات الإناث على مقياس العنف الالكتروني دال إحصائيًا عند مستوى دلالة 0.05 حيث كانت القيمة التائية المحسوبة (3.11) وهذه القيمة أكبر من القيمة الجدولية البالغة (1.96) والجدول (5) يوضح ذلك .

جدول (5)

قيمة المتوسط الحسابي والانحراف المعياري

الجنس

العدد

الوسط الحسابي

الانحراف المعياري

درجة الحرية

القيمة التائية المحسوبة

القيمة التائية الجدولية

مستوى الدلالة

ذكور

50

19.2

4.17

98

2.29

1.96

0.05

إناث

50

15.7

2.24

توضح المؤشرات الاحصائية في جدول (5) ان الذكور هم اكثر عرضة للعنف الالكتروني من الاناث وتتفق هذه الدراسة مع دراسة Dmitri & Marko) ) ، وتفسر النظرية التفاعل تلك المؤشرات في ضوء التفاعلات الاجتماعية بين الطفل الذي يستخدم الالعاب الالكترونية ومواقع االانترنت وخاصة بشكل مفرط ولساعات طويلة فانه يتأثر بها بشكل تفاعلي حسي سلوك وينقل ذلك التأثير الى بيئته الاجتماعية التي يعيش بها وان مجتمعنا يعطي مساحات كبيرة للذكور في تعلم سلوكيات جديدة وتجربتها فيكتسب خبرات جديدة سواء ايجابية ام سلبية ، لذا توضح هذه النظرية ن الذكور هم اكثر تأثيرا لأنهم اكثر تفاعلا مقارنة بالإناث وان الاسرة تقلل الرقابة على الذكور مقارنة بالإناث ويسمح لهم بالخروج وتكوين علاقات اجتماعية فيكتسبون ويتعلمون مظاهر العنف من خلال استخدام الانترنت وممارسة الالعاب وحتى اوقات متأخرة من اليل.

ثالثا: إيجاد الفروق ذات الدلالة الاحصائية للعنف الالكتروني المكتسب حسب متغير المرحلة الدراسية (الابتدائي- المتوسطة) :

توجد فروق دالة إحصائيًا في الدرجات بين المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة ، اذ وجد أن الوسط الحسابي للابتدائي (17.9) بانحراف معياري قدره (3.13) والوسط الحسابي للمتوسطة (22.3) بانحراف معياري قدره (6.52)، وقد استخدم الباحث الاختبار التائي لعينتين مستقلتين، فأظهرت نتائج استخدام الاختبار التائي لعينتي إن الفروق بين متوسط درجات المرحلة الابتدائية ومتوسط درجات المرحلة المتوسطة في على مقياس العنف الالكتروني دال إحصائيًا عند مستوى دلالة 0.05 حيث كانت القيمة التائية المحسوبة (4) وهذه القيمة أكبر من القيمة الجدولية البالغة (1.96) والجدول (6) يوضح ذلك .

جدول (6)

قيمة المتوسط الحسابي والانحراف المعياري لمتغير المرحلة الدراسية

الجنس

العدد

الوسط الحسابي

الانحراف المعياري

درجة الحرية

القيمة التائية المحسوبة

القيمة التائية الجدولية

مستوى الدلالة

الابتدائية

50

17.9

3.13

98

4

1.96

0.05

المتوسطة

50

22.3

6.52

توضح المؤشرات الاحصائية في جدول (6) ان طلبة الدراسة المتوسطة هم اكثر تأثيرا بالعنف الالكتروني من الطلبة الدراسة الابتدائية ، توضح نظرية التفاعلية الرمزية ذلك بسبب ان طلبة الدراسة الموسطة اكثر نضجا مقارنة بطلبة الابتدائية وان طلبة المتوسطة يسعون لتحقيق حاجات تختلف عن الابتدائية لأنهم اجتازوها فحققوا بها اشباع لذا فان اشد حاجة يرغبون في تحقيقها هي الاستقلال واثبات الذات وخاصة بعيد عن الاسرى لذا فأنهم يمارسون هذه الالعاب ويتبادلونها الكترونيا لأنها تحقق لهم الاحساس بالاستقلال الرمزية وأنهم قادرون على تحقيق ما يريدونه حتى وان كان ضمن العالم الافتراضي ، مما نجدهم شديد الاندماج بالألعاب ومواقع الانترنت ومشاهدة الفيديوهات التي تحقق رغباتهم ، لذا هم اكثر تأثير بمظاهر العنف الالكتروني كونهم ضمن مرحلة المراهقة التي تتدفق بها الطاقة النفسية المفرطة فتسبب لهم القلق والتوتر مما تدفعهم لاكتساب سلوكيات العنف الالكتروني وتحويلها كسلوك في عالمهم وبيئاتهم التي يعيشونها مما يفسر رغبتهم في تقليد العنف المشاهد واستعمال اسلحة القتال وأدواته في هذه المرحلة العمرية للأطفال مع ضعف الرقابة الاسرية وتوفر الاجهزة الذكية وشبكات الانترنت والإفراط بالاستخدام مع سوء الاستخدام من الاطفال.

 رابعا: الكشف عن انماط العنف الالكتروني التي يكتسبها الطفل :

لغرض تحقيق الهدف الثاني استخدم الباحث الوسط الحسابي ،والنسبة المئوية لتحديد مظاهر العنف الالكتروني التي تعلمها الطفل ، وقد رتبت الفقرات تنازليا حسب قيمة الاوساط المرجحة وكما موضح في جدول (7) .

جدول (7)

مظاهر العنف الالكتروني مرتبا تنازليا

ت

المظاهر

الوسط

الحسابي

النسبة المئوية

1

يرغب باختراق البريد الإلكتروني لشخص ما، والسطو على حساباته الالكترونية.

4.65

87.56

2

يمارس الالعاب الالكترونية التي توجهه نحو العنف في البيت والمدرسة

4.63

86.60

3

يميل نحو ممارسة سلوك االتمرد بالتعامل مع الاخرين

4.60

85

4

يحب السيطرة على الاخرين من حوله

4.58

84.23

5

الاندماج مع الالعاب التي تحقق له اشباع لغرائز العنف والعدوان

4.55

83

6

تظهر لديه مؤشرات تأثير العنف الالكتروني من خلال ادائه اللفظي والسلوكي

4.51

82.12

7

سوء استخدام الانترنت يوجه انظار الطفل نحو الجوانب الجنسية والاباحيه والانحلال الاخلاقي

4.47

81.54

8

عندما بدء الطفل بقضاء ساعات طويلة على الانترنت ظهر لديه سلوكيات جديدة كالصراخ وإهمال الواجبات المدرسية والميل الى التدخين

4.43

79.34

9

يكون مجموعات الكترونية على مواقع التواصل تضم من هم يشاركونه في العاب القتال والعنف والحرب

4.41

78.13

ت

المظاهر

الوسط

الحسابي

النسبة المئوية

10

الطفل الذي يكثر من العاب العنف يكون قلق شديد الانفعال ولديه حالة الانطواء والانسحاب

4.40

76.56

11

ينشر في مواقع الانترنت افكار وصور تحرض على العنف والكراهية .

4.38

75

12

نشر الشائعات والأكاذيب الإلكترونية حول خصوصيات شخص ما لغرض التسلية  والانتقام.

4.35

72.26

13

يطبق الطفل الحركات التي يراها او يلعبها الكترونيا في البيت والمدرسة

4.32

71.62

14

يميل الى الالعاب التي تتضمن القتال والحرب واستخدام الاسلحة

4.30

69.31

 

ت

المظاهر

الوسط

الحسابي

النسبة المئوية

15

يتصرف بعنف وعدوانية عندما يتم منعه من ممارسة الالعاب الالكترونية او تصفح الانترنت

4.26

67

16

يشتري الملابس التي تحمل رموز وصور وشعارات وكتابات تمثل العنف والقوة

4.19

65.12

17

يقضي الطفل وقت طويل في اللعبة والفيديو الذي يتضمن القوة والعنق مقارنة بالألعاب  الاخرى

4.17

65.54

18

يتبادل الطفل العاب العنف مع اصدقائه بشكل مستمر

4.10

65

19

تدفع الالعاب الالكتروني الطفل الى الانعزال عن الاسرة والأصدقاء

4.05

64.33

20

يقلد الطفل مشاهد العنف التي يراها في الالعاب ومشاهد الفيديو من الانترنت

4.00

63

21

يتعلم الطفل من خلال تصفح مواقع الانترنت مبدأ القوة في الحصول على ما يريد

3.91

62

22

يفضل  اللعب  الالكتروني على  اللعب مع اصدقائه

3.85

60.43

23

يتعلم الطفل حمل الاسلحة واستخدامها من خلال مشاهدتها وممارستها  الكترونيا

3.79

59.22

24

يشعر الطفل انه احد المقاتلين الابطال في اللعبة

3.70

58.31

ومن خلال الجدول (7) تم تحديد انماط العنف الالكتروني المتعلم وفق المؤشرات الاحصائية التي تم استخراجها بالوسط الحسابي والنسبة المئوية ، ورتبت تنازليا فكانت الاوساط الحسابية المحددة بين (4.65) باعتباره اعلى وسط حسابي وبين (3.70) اقل وسط حسابي ،  وتعد هذه المؤشرات الاحصائية  لفقرات الاستبانه لذا رتبت ترتيب من الاعلى الى الادنى أي ان الفقرات التي تحمل وسط حسابي ووزن مئوي تعد من اكثر انماط العنف الالكتروني المكتسبة تأثيرا على الجانب النفسي والاجتماعي لسلوك الاطفال .

خامسا: تحديد بعض الاثار النفسية والاجتماعية التي يتسبب بها العنف الالكتروني على شخصية الطفل:

وقد حدد الباحث الاثار النفسية والاجتماعية التي يسببها العنف الالكتروني على شخصية الطفل من خلال تحليل اجابات العينة الاستطلاعية التي تمثلت باولياء الامور والمعلمين والمدرسين ،وكذلك اجابات العينة الاحصائية ، التي طبق عليها البحث والتفسيرات النظرية التي استعرضها الباحث في الاطار النظري، والمقارنات مع نتائج الدراسات السابقة ، كذلك في ضوء المرحلة العمرية ومتطلبات وحاجات النمو النفسي والاجتماعي والأسري لتلك المرحلة سواء الابتدائية او المتوسطة وعرض الباحث تلك الاثار في جدول (8).

 

جدول (8)

بعض التأثيرات النفسية والاجتماعية للعنف الالكتروني على شخصية الطفل

1

شخصية انعزالية عن المحيط الاسري والاجتماعي

2

شخصية ذات استعداد لممارسة السلوكيات العدوانية

3

الاهمال والعجز النفسي

4

الادمان الالكتروني

5

ضعف التحصيل الدراسي والأكاديمي

6

شخصية متمردة

7

يكتسب سلوكيات غير مرغوب فيها

8

شخصية مفككة قلقة

9

تقليد ومحاكاة النماذج السيئة المحرضة على العنف

10

انخفاض في التحصيل الدراسي

 

 التوصيات : في ضوء نتائج البحث يوصي الباحث

  1. تنظيم وقت الطفل اليومي والمتابعة الاسرية للطفل بشكل مستمر ويستخدم الانترنت والأجهزة الذكية امام انظارهم .
  2. تفعيل النشاطات المدرسية اللاصفية والاجتماعية لإشغال وقت فراع الطفل ومتابعة سلوكياته وعلاقاته مع اقرانه.
  3. يوجه المرشد التربوي في المدرسة الطلبة حول مخاطر سوء استخدام الانترنت والأجهزة الذكية وأجهزة العاب الفيديو والإفراط في الوقت وتوجيه الاباء في متابعة الابناء وتقويمهم.

 

المقترحات

  1. اجراء دراسة بعنوان  ( العولمة وإثرها على سلوك المراهقين ).
  2. اجراء دراسة بعنوان  (التماسك الاسري وعلاقته بالشخصية الايجابية للطفل ).
  3. اجراء دراسة بعنوان  ( دور الارشاد التربوي في خفض مظاهر العنف الالكتروني لطلبة المرحلة الثانوية).

المصادر

  1. الاخرس ، ابراهيم (2008) الاثار الاقتصادية والاجتماعية لثورة الاتصالات وتكنلوجيا لثورة الاتصالات وتكنولوجيا  المعلومات على الدول العربية ، ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع ، مصر.
  2. بشور، نجلاء( 2004) الألعاب الإلكترونية، إيجابيات وسلبيات"، المجلة التربوية، العدد 29، الأردن.
  3. بودهان ، يامين محمد (2012) الشباب والانترنت ، ط1، مجدلاوي للطبع والتوزيع، الكويت.
  4. جبر، أحمد (2009) طفلك والألعاب الإلكترونية، مزايا وأخطار ، مجلة المتميزة ، العدد 23، الاردن.
  5. جميل ، اسماء (2007) العنف الاجتماعي ، ط1 ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد.
  6. حسين ، يوسف محمد (2014) دور برامج التلفزيون في نشر ثقافة العنف لدى الأطفال ، مجلة الاكاديمي العدد24 ، كلية الفنون الجميلة ، جامعة بغداد .
  7. داماني، بيجال (2011) العنف الرقمي كيف نحمي أبناءنا منه ، ترجمة عمر خليفة ، بوابة مكتب التربية العربي لدول الخليج.
  8. رؤوف ، كعواش و رضا ، بوغرزة (2016) التعرض للعنف عبر شبكة الانترنت وتأثيره على سلوكيات الشباب ، مجلة التراث ، المجلد السابع ، العدد الرابع ، جامعة الجلفة الجزائر.
  9. الشحراوي ، مها (2008) الالعاب الالكترونية في عصر العولمة مالها وما عليها ، ط1 ، دار الميسرة ، الاردن.
  10. شلنج ، كرس (2008) النظرية الاجتماعية، ترجمة منى البحر، نجيب الحصادي، ط 1، دار العين للنشر ، القاهرة.
  11. الصوالحة ،علي سليمان (2016) علاقة الالعاب الالكترونية العنيفة بالسلوك العدواني والسلوك الاجتماعي لدى طلاب الروضة ، مجلة جامعة القدس المفتوحة للابحاث والدراسات التربوية والنفسية ، المجلد الرابع ، العدد 16، فلسطين.
  12. عبد الحسين ، بشرى وعبيد ، انعام مجيد (2017) ممارسة العنف الالكتروني لدى الشباب الجامعي ، مجلة البحوث التربوية والنفسية ، العدد 55، مركز البحوث النفسية ، جامعة بغداد.
  13. عبد المجيد ، محمد سعيد وعبد اللطيف ، وجدي شفيق (2006) الاثار الاجتماعية للانترنت على الشباب ، دار ومكتبة الاسرار، القاهرة.
  14. عثمان ، ابراهيم عيسى (2008) النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، ط 1، دار الشروق للنشر و التوزيع ، الاردن.
  15. غيث ، محمد عاطف(2006) قاموس مفاهيم علم الاجتماع ، ط1، دار المعرفة الجامعية للطبع والنشر والتوزيع ،الإسكندرية.

الكعبي ، فاضل (2016) الطفل واللعب ثقافة العنف الإلكتروني ، اصدارات المركز العربي لأبحاث الفضاء الالكتروني ، بيروت.

  1. المسيليني ، هادي (2017) ثقافة الطفل في ظل الوسائط الإلكترونية ، مجلة دراسات وابحاث ، العدد 27، جامعة قرطاج ، تونس.
  2. الن، بيم (2009) نظريات الشخصية الارتقاء – النمو – التنوع، ترجمة علاء الدين كفائي و مايسه النيال وهير محمد ، دار الفكر، عمان.
  3. الهشمري ، محمد قطب (2009) مشكلة العدوان في سلوك الطفل ، ط1 ، مكتبة العبيدكان ، الكويت.
  4. ورتيه ، ج.ف. (2011 ( العلوم الإنسانيّة ، ط.2. ترجمة جورج كتورة ، المؤسسة الجامعيّة للدراسات والنشر والتوزيع ، أبو ظبي- الإمارات العربيّة المتّحدة.

ملحق (1)

مقياس العنف الالكتروني

ت

الفقرة

دائما

احيانا

ابدا

1

يشتري الملابس التي تحمل رموز وصور وشعارات وكتابات تمثل العنف والقوة

     

2

يقضي الطفل وقت طويل في اللعبة ومشاهدة الفيديو الذي يتضمن القوة والعنف مقارنة بالألعاب  الاخرى

     

3

يتبادل الطفل العاب العنف مع اصدقائه بشكل مستمر

     

4

تدفع الالعاب الالكتروني الطفل الى الانعزال عن الاسرة والأصدقاء

     

5

يقلد الطفل مشاهد العنف التي يراها في الالعاب ومشاهد الفيديو من الانترنت

     

6

يتعلم الطفل من خلال تصفح مواقع الانترنت مبدأ القوة في الحصول على ما يريد

     

7

يفضل  اللعب  الالكتروني على  اللعب مع اصدقائه

     

8

يتعلم الطفل حمل الاسلحة واستخدامها من خلال مشاهدتها وممارستها  الكترونيا

     

9

يشعر الطفل انه احد المقاتلين الابطال في اللعبة

     

10

ينشر في مواقع الانترنت افكار وصور تحرض على العنف والكراهية .

     

11

نشر الشائعات والأكاذيب الإلكترونية حول خصوصيات شخص ما لغرض التسلية  والانتقام.

     

12

يطبق الطفل الحركات التي يراها او يلعبها الكترونيا في البيت والمدرسة

     

13

يميل الى الالعاب التي تتضمن القتال والحرب واستخدام الاسلحة

     

14

يتصرف بعنف وعدوانية عندما يتم منعه من ممارسة الالعاب الالكترونية او تصفح الانترنت

     

15

تظهر لديه مؤشرات تأثير العنف الالكتروني من خلال ادائه اللفظي والسلوكي

     

16

سوء استخدام الانترنت يوجه انظار الطفل نحو الجوانب الجنسية والاباحيه والانحلال الاخلاقي

     

17

عندما بدء الطفل بقضاء ساعات طويلة على الانترنت ظهر لديه سلوكيات جديدة كالصراخ وإهمال الواجبات المدرسية والميل الى التدخين

     

18

يكون مجموعات الكترونية على مواقع التواصل تضم من هم يشاركونه في العاب القتال والعنف والحرب 

     

19

الطفل الذي يكثر من العاب العنف يكون قلق شديد الانفعالومنطوي على نفسه

     

20

يرغب باختراق البريد الإلكتروني لشخص ما، والسطو على حساباته الالكترونية.

     

21

يمارس الالعاب الالكترونية التي توجهه نحو العنف في البيت والمدرسة

     

22

يميل نحو ممارسة سلوك االتمرد بالتعامل مع الاخرين

     

23

يحب السيطرة على الاخرين من حوله

     

24

الاندماج مع الالعاب التي تحقق له اشباع لغرائز العنف والعدوان

     

 

ملحق (2)

اسماء المحكمين

الاسم

مكان العمل

أ.د سالم نوري صادق

كلية التربية للعلوم الانسانية-جامعة ديالى

أ.د عدنان المهداوي

كلية التربية للعلوم الانسانية-جامعة ديالى

أ.د هيثم احمد

كلية التربية للعلوم الانسانية-جامعة ديالى

أ.م.د اخلاص علي حسون

كلية التربية الاساسية-جامعة ديالى

أ.م.د خنساء العبيدي

كلية التربية المفنوحة ديالى

 

 

 

([1]) الهشمري ، محمد قطب (2009) مشكلة العدوان في سلوك الطفل ، ط1 ، مكتبة العبيدكان ، الكويت.

 

 

([2]) المسيليني ، هادي (2017) ثقافة الطفل في ظل الوسائط الإلكترونية ، مجلة دراسات وابحاث ، العدد 27، جامعة قرطاج ، تونس.

 

 

([3]) حسين ، يوسف محمد (2014) دور برامج التلفزيون في نشر ثقافة العنف لدى الأطفال ، مجلة الاكاديمي العدد24 ، كلية الفنون الجميلة ، جامعة بغداد .

 

 

([4]) رؤوف ، كعواش و رضا ، بوغرزة (2016) التعرض للعنف عبر شبكة الانترنت وتأثيره على سلوكيات الشباب ، مجلة التراث ، المجلد السابع ، العدد الرابع ، جامعة الجلفة الجزائر.

 

 

([5]) بودهان ، يامين محمد (2012) الشباب والانترنت ، ط1، مجدلاوي للطبع والتوزيع، الكويت.

 

 

([6]) الكعبي ، فاضل (2016) الطفل واللعب ثقافة العنف الإلكتروني ، اصدارات المركز العربي لأبحاث الفضاء الالكتروني ، بيروت.

 

 

([7]) غيث ، محمد عاطف(2006) قاموس مفاهيم علم الاجتماع ، ط1، دار المعرفة الجامعية للطبع والنشر والتوزيع ،الإسكندرية.

 

 

([8]) بشور، نجلاء ( 2004) الألعاب الإلكترونية، إيجابيات وسلبيات"، المجلة التربوية، العدد 29، الأردن.

 

 

([9]) الصوالحة ،علي سليمان (2016) علاقة الالعاب الالكترونية العنيفة بالسلوك العدواني والسلوك الاجتماعي لدى طلاب الروضة ، مجلة جامعة القدس المفتوحة للابحاث والدراسات التربوية والنفسية ، المجلد الرابع ، العدد 16، فلسطين.

 

 

([10]) مرجع سبق ذكره (الهشمري،2010: 31).

 

 

([11]) عبد المجيد ، محمد سعيد وعبد اللطيف ، وجدي شفيق (2006) الاثار الاجتماعية للانترنت على الشباب ، دار ومكتبة الاسرار، القاهرة.

 

 

([12]) الاخرس ، ابراهيم (20008) الاثار الاقتصادية والاجتماعية لثورة الاتصالات وتكنلوجيا لثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الدول العربية ، ايتراك للطباعة والنشر والتوزيع ، مصر.

 

 

([13]) مصدر سبق ذكره (عبد المجيد، وعبد اللطيف ،2006 :53).

 

 

([14]) الن،بيم (2009) نظريات الشخصية الارتقاء (النمو)التنوع، ترجمة علاء الدين كفائي و مايسه النيال وهير محمد ، دار الفكر، عمان.

 

 

([15]) شلنج ، كرس (2008)  النظرية الاجتماعية، ترجمة منى البحر، نجيب الحصادي، ط 1، دار العين للنشر ، القاهرة.

 

 

([16]) عثمان ، ابراهيم عيسى (2008) النظرية المعاصرة في علم الاجتماع، ط 1، دار الشروق للنشر و التوزيع ، الاردن.

 

 

([17]) داماني، بيجال (2011) العنف الرقمي كيف نحمي أبناءنا منه ، ترجمة عمر خليفة ، بوابة مكتب التربية العربي لدول الخليج.

 

 

([18]) عبد الحسين ، بشرى وعبيد ، انعام مجيد (2017) ممارسة العنف الالكتروني لدى الشباب الجامعي ، مجلة البحوث التربوية والنفسية ، العدد 55، مركز البحوث النفسية ، جامعة بغداد.