عولمة الفكر الوهابي

 

عباس خالد 

يرجع تنامي الفكر الوهابي إلى مؤسسة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي هيمن فكره وشغل جزاءاً مهما من شبه الجزيرة العربية مستوحيا أفكاره من ابن تيمية.  وظهر هذا الفكر على تكفير المسلمين والطوائف والديانات والغزو والقتل كل من يعارض أفكاره وارءه .وأسس لوجوده من خلال الغزو والقتل بمحيطه ثم وجد بتوفر البيئة ملائمة لاحتضانه متمثلة بال سعود حكام الدرعية. وتوسع وأصبح اليوم فكرا عالميا مستثمرا كل الآليات والوسائل الحديثة للانتشار. أسس  له في إطار دولة المملكة السعودية ممثلة بالنظام العالمي والسياسي والاقتصادي والسعودية اليوم من دول العشرين في الاقتصاد العالمي ولها نفوذ وتأثير دولي من خلال تحالفاتها مع الغرب  والولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى موقعها في العالم الإسلامية  ولجود الكعبة المشرفة وقبر النبي(ص واله) والتي تهوى إليها أفئدة كل المسلمين لهذه الحيثيات اصبحت أهم العناصر التي ساهمت بنشر الفكر الوهابي وأمست الغطاء السياسي لانتشاره عالميا وفق استراتيجية ممنهجة. موظفة التحولات السياسية والإقتصادية وثورة المعلومات والإتصالات  التي ساهمت باسراع انتشاره وتنفيذ فصول الخطة ،أصبح الفكر الوهابي اليوم حاضرا في كل القارات يتخذ غطاء سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وثقافياً ليتجذر في العالم من خلال سفارات المملكة السعودية.التي خصصت ملحقية خاصة في سفاراتها تحت عنوان (الملحقية الدينية) مهمتها نشر المذهب والفكر الوهابي في عواصم الدول لها صلاحيات فوق العادة والموافقات السياسية والاقتصادية تمر من خلاله بشرط ضمان حرية التحرك لمشاريعهم وهذه المجموعة مرتبطة بجهاز كبير يعنى بإدارة النشاطات الدينية حول العالم حيث يقوم بتشكيل وإدارة شبكة عالمية من الذين يرتبطون بالمؤسسة الدينية التي يشرف عليها أحفاد الشيخ محمد عبد الوهاب في السعودية وهذه المؤسسة هي من توفر تمويلا لبناء المساجد والجامعات والجمعيات الخيرية والمنح الإغاثية وتسيير رحلات حج وعمرة مجانية وتوزيع الكتب الدينية والثقافية تحت غطاء الدبلوماسية وهي تحمل صفة دبلوماسية وليس دينية. ولا يتوقف عمل هذه الملحقيات على نشر الفكر والمذهب الوهابي بل تقوم بدعم الإعلام والمؤسسات الموجودة في دول العالم وكذلك الأشخاص والاستفادة من كل هذه النشاطات لتعزيز موقعها وتحسين صورتها في هذه الدول والهيمنة والتأثير على الجاليات المسلمة في الغرب وأسست لقاعدة بيانات ضخمة حول الاقليات المسلمة  بأعدادهم وتوجهاتهم واحتياجاتهم لتستطيع استقطابهم واقناعهم بالمذهب والفكر الوهابي. .فإن السعودية تمتلك في هذا العمل حسب التقرير السنوي المنشور على موقع وزارة الشؤون الدينية في المملكة اربعين مكتب دعوة في الخارج و2500 موظفاً داعية بصفة دبلوماسياً أو غطاء آخر ذات صلاحيات. .وإحصائيات النشاطات في السنة السابقة 2015 تشير إلى ثلاثة ملايين نشاط متنوع على مستوى العالم في عدة مراكز أنشأتها أو مولتها أو نسقت معها وهذه النشاطات تمثل تحركات المؤسسة الدينية التي تغطي حركتها الدولة السعودية وتنشط في كل القارات وتتفاوت نشاطات هذه المؤسسة من خلال هامش الحرية وهي نشطة في الدول التي تعاني من فقر وضعف اقتصادي وهشاشة نظام سياسي مثل شرق آسيا وأفريقيا وبعض الدول أمريكا الاتينية. .وتنشط في إندونيسيا مستثمرة الديانة المسلمة والحيثيات التي ذكرناها وبعض هذه النشاطات شاهدتها ولمستها في إندونيسيا وماليزيا واستراليا وحتى سوريا. وكل هذا التحرك هو ضمن استراتيجية نشر المذهب والفكر الوهابي في العالم وفي الفترة الأخيرة نشر موقع وكليكس وثائق عن دور السعودية في نشر مذهبها الفكري ودور المؤسسة الدينية ، ومن يريد الإطلاع ليتعرف أكثر عليه ان يطلع على  منهجية ودور هذه المؤسسة بنشر هذا الفكر ومدى دور المملكة بتهيئة الغطاء لها للتحرك عالميا بحرية كبيرة تحت غطاء الإعانات والمدارس والجامعات والمنح ولنشر العقيدة الوهابية بكل الوسائل العصرية وبأشخاص مؤهلين ومدربين يعتمدون خطط متكاملة من خلال برامج واستقطاب و يرصد لها عشرات المليارات وهي ضمن الميزانية للدولة وبإشراف المؤسسة والملك.وهذه السياسة هي جزء لا يتجزأ من السياسة السعودية والمؤسسة الدينية لنشر عقيدة الفكر والمذهب الوهابي عالميا بل أصبح نشاطها مع بعض الدول مؤطراً باتفاقيات ثنائية لممارسة تبشيرها تحت عناوين متعددة هذا التوجه ليس وليد اليوم بل منهجية عقود من السنين من أول يوم اتفاق ال سعود مع الشيخ محمد عبد الوهاب مؤسس المذهب في قرية الدرعية المغمور ة والهامشية في الجزيرة العربيه حتى اصبح هذا المذهب والفكر عالميا وتاثرت واعتنقت فكره عدة منظمات عالمية ولدت الخراب والدمار والقتل  كالقاعدة وداعش إضافة إلى الكثير من الجمعيات والأحزاب والمجتمعات وصنف هذا المذهب المجتمعات والعالم على أساس طائفي ورفض كل الديانات وكفرت واباح قتلها والشواهد اليوم حاضرة للعالم القتل الذي يمارسه الإرهاب الذي يرتكز على فكر واحد وهو المذهب الوهابي الذي يجيز القتل والغزو والخراب والدمار تحت عناوين مختلفة وتكاملت هذه الخطة الإستراتيجية لدمار العالم والهيمنة بطريقة مرعبه بين سياسة ال سعود والمؤسسة الدينية وملخص القول بعد هذا السرد المقتضب نريد التاكيد على ضرورة المواجهة الفكر التكفيري الوهابي الذي يحتاج العالم العمل على القضاء ومحاصرة هذا الفكر الذي يحتضن كل الحركات الإرهابية في العالم ويغذي التطرف والطائفية وتعتبر السعودية المدرسة الفكرية للقاعدة وداعش والإرهاب العالمي. الذي يتخذ فتاوي وفكر محمد عبد الوهاب تسويغا فقهيا وعقائديا واجتهاديا لممارساته الإرهابية والسعودية الدولة التي توفر الغطاء القانوني الدولي من خلال نفوذها وتأثيرها على العالم وهذه الحرب الكونية التي يشنها هذا الفكر أنتج السلوك الإرهابي وشرع واباح له القتل والدمار والموت والكراهية والرعب والطائفية والغزو واحتلال ونهب الشعوب وتدميرها. إن هذا الفكر والمذهب يحتاج الى موقف وقرار من كل الدول والقارات لحضر هذه النشاطات التي تمارسها السفارات السعودية المنتشرة في العالم وإيقاف النشاطات التي تمارسه تحت غطاء المكتبات والجامعات والجمعيات باسم التبادل الثقافي وتشريع قوانين دولية ومحلية تحضر هذا الفكر كما حدث بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وحضرت الأفكار والعقيدة النازية والشوفينية والأفكار التي تساهم بتدمير العقول والحضارات وإبادة الإنسان تحت كل حجر ومدر. ..وهذه القوانين هي من توقف عولمة الكراهية والموت والرعب المتمثلة في الفكر التكفيري الوهابي.

 

أصبح الفكر الوهابي اليوم حاضرا في كل القارات يتخذ غطاءاً سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً وثقافياً

 

يرتكز على فكر واحد وهو المذهب الوهابي الذي يجيز القتل والغزو والخراب والدمار تحت عناوين مختلفة