حلم ... الاهوار

جمعه المالكي

مئات الزوارق تعلو على سطح المياه الزرقاء الجميلة شباكُ صيد مهيأة للعمل وسواح يقضون أوقاتاً طويلة تجولا ً ومرحا ً بين الأهوار (وكواهينها) يمسكون بالقصب والبردي صوت الطيور داخل الأعشاش يصدح , يشدوا خيوط صنارتهم يلقوها ينتظروا  سمكة يحبوها .

وارى أهالي الأهوار مرتسمة البهجة على محياهم واحلم بان هناك المنتجعات السياحية تعلو فوق علو القصب والبردي وقد تكون خمسة نجوم يرتقي قمتها السياح يطلون من فوقها على الأهوار, وازداد متعتاً حين ارى حلمي في استقبال السواح الى المنتجعات كما تستقبل الاهوار موجات الطيور المهاجرة ليستمتع الزائر بالطبيعة واصوات البط والحذاف والخضيري والجوشمه وغيرها من الطيور التي تأنس بالانسان وتأمن من شد الاخطار التي كان يهددها وتجر الاسراب الاخرى من الطيور المهاجرة بأن الاهوار اصبحت محمية امنة يحج اليها الناس من كل صوب ويستمتع الزائر  بالنظر الى ذلك الحيوان الكريم بالعطاء الودود بالتعامل رغم كبر حجمه والذي عرف بحبه للهور بل أمتزج مع الماء فهو يشعر بالأسى والحيف عندما يشعر بالماء لا يعلو على ظهره الجاموس الذي عرف بطيب الحليب .

هذا الحلم بدأ يراودني منذ الأعلان عن ضم الأهوار الى لائحة التراث العالمي بأشراف منظمة اليونسكو .

نتمنى المباشرة ببناء الأرض الحلم ونود أن يحسن التعامل مع هذا القرار ويتحول لصالح شعبنا الذي حرم من حقوقه لسنين طوال لتستثمر الفرصة وجعلها ترتقي الى أحلام الفقراء أكيد ستكون هناك ألاف الوظائف في مشروع الأهوار ستمتص الفقر وتبعده عن أرض الجنوب الكريمة المعطاء .

بالتأكيد يستطيع العراقيون أن يحولوا هذا القرار من حبر على ورق الى أمر واقع فوق مسطحات ماء الأهوار ولكن هذا يحتاج الى أرادة وتظافر جهود وأصرار وصبر وأبتعاد عن كل ما يعكر صفو العمل ونجاحه والسماح للخبرة والنزاهة ليشمروا عن سواعدهم السمراء ليحققوا الحلم.

           ومن الله التوفيق  

 

الكواهين : جمع كاهن وهي الممرات المائية بين القصب والبردي