المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع ( الحلقة الرابعة)

المجموعة: مقالات رئيس المؤسسة كتب بواسطة: hussen

المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع.

الحلقة الرابعة

 حسين جلوب الساعدي

أولا. الظروف التي انطلقت فيها المظاهرات.

نتابع حلقات دراسة المظاهرات ومطالبها الصادقة وفي مقدمتها الكهرباء والماء التي صارت ازمة مستعصية يعاني منها المواطن طوال السنين وخصوصاً البصرة التي حدثت فيها ازمة إنسانية وبيئية والتي كادت ان يفتك بها مرض الكوليرا، فقد تناولنا في الفقرة (8 – 9) من الدراسة هذه الظاهرة.

8- انقطاع التيار الكهربائي في فصل الصيف الذي يجعل المواطن يدرك عجز الحكومة في معالجة هذه الازمة الأبدية مع ذكر ارقام خيالية للأموال المصروفة على انتاج ونقل الكهرباء لتجعل المواطن اكثر انفعالاً في الاعتراض والمطالبة بتحسين الكهرباء ثم يأتي برنامج الخصخصة ليكون عامل استفزاز ومورد تحريض حيث ان المبالغ التي قررتها الوزارة والشركات لا ينسجم مع الخدمات المقدمة وبعد المظاهرات ضد برنامج الخصخصة تراجعت الحكومة وحاولت تخفيف الامر لكت الرأي الجماهيري ظل ينتابه الغضب من انقطاع التيار الكهربائي وبرامج الحكومة في ادارته وفي مواسم الصيف ترتقع درجات الحرارة ويزداد انقطاع الكهرباء وتصبح مطلب ضروري لا يمكن الاستغناء عنه وحين تتجاهل الحكومة في برامجها لهذه الازمة تزداد حدة المطالبة بها والخروج في مظاهرات صادقة صاخبة ومنددة.

 اذاً ازمة الكهرباء المستعصية ظلت مجال اثارة وموضع انفعال لدى المواطن.

9- شحة المياه وأزمة السدود ومشكلة ماء البصرة وضعف مشاريع الري الذي أصبحت احدى القضايا المهمة في النقد والملاحظة حيث ان شحة المياه بسبب قلة هطول الامطار والسدود العملاقة في تركيا والتي تهدد حياة المواطن في العراق وضعف خطاب المفاوض وتعدد الجهات المفاوضة مع الجانب التركي جعلت الازمة تتزايد، إضافة لقلة السدود وتنظيم الرأي وانعدام مشاريع تقنين الرأي أدت الى ازمة حقيقية.

ويأتي ماء البصرة المالح الاجاج الذي اهملت الحكومة معالجته وصعود اللسان الملحي في شط العرب حتى أصبحت البصرة مدينة بحرية وليس نهرية ورغم الاستغاثة التي يطلقها اهل البصرة لا توجد اذان صاغية وإرادة جادة لمعالجة الازمة ويزداد الغضب حين يدرك المواطن البصري ان العراق بأكمله يتنفس الحياة الاقتصادية من خلال نفط وموانئ البصرة وهي تعاني هذا الإهمال.

فمشكلة المياه يدركها المواطن ويحمل الحكومة المسؤولية ويعلن صوته في المطالبة والاحتجاج في أي فرصة تكون لان هذه القضية تمثل حالة احتقان تتفجر حين تجد متنفس لها وحين تتحول الى كارثة إنسانية وبيئية ويصاب الالاف من المواطنين وتتعامل الحكومة باستعلاء وعدم الاكتراث بما يحدث وتقليل الازمة فينفجر المواطن بالاحتجاج والمظاهرة والغضب والتنديد.