المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع( الحلقة الثامنة)

المجموعة: مقالات رئيس المؤسسة كتب بواسطة: hussen

المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع

الحلقة الثامنة 

 حسين جلوب الساعدي

13- تحالف التيار الصدر مع التيار المدني والحزب الشيوعي وهو تحالف غير متجانس في الأفكار والمطلقات والبرامج والأخلاق ومتناقض حد التكفير في العقيدة والمنهج ويحمل ارث تاريخي مثقل بالصراع والتحدي وجدل واسع قد ملئ الدنيا في وقتها وتصدي السيد محمد باقر الصدر لهذه الظاهرة فكرياً وعملياً واستكمل مشروع للمواجهة والتصدي السيد محمد الصدر الرد في اليوم الموعود وافتت المرجعية بكفر الفكر الشيوعي (الشيوعية كفر والحاد) واستحكمت القطيعة بين الالحاد والايمان وهزمت الشيوعية ومقولاتها في العالم وبعد تغيير النظام عانت العزلة والرفض ولم تحقق أي شيء يذكر في الانتخابات المتكررة رغم الضجيج الإعلامي المصحوب بالحقد والثأر للحركة الإسلامية والمرجعية الدينية وبعد هذا وذاك يتفاجئ الجميع ان التيار الصدري يكون حليفاً قوياً للحزب الشيوعي هذا الشكل اربك الفهم الاجتماعي لطبيعة التحالف السياسي الذي يتخطى الثوابت والعقائد الأساسية للمجتمع ويعطي رسالة تكوين التحالفات الانتخابات لا تلتزم بالحقائق التاريخية والأفكار والعقائد ويمكن تلتقي الاتجاهات المتناقضة في اطار واحد.

وهذا يختلف بشكل جذري عن مقولة الحوار الوطني والشراكة الوطنية التي تأتي بعد تمييز الأطراف من حيث الحجم الانتخابي و التوجه والرؤى .

وهذا التحالف الجديد مكن للحزب الشيوعي والتيار ألمدني في الاسفادة من رصيد الحركة الإسلامية و اعطى غطاءاً جماهيرياً لنزعة الحزب الشيوعي المنفلته وغير المنضبطة والمجاهرة بالعداء للإسلام والمستهدفة لأضعاف الحركة الإسلامية وارتفاع نبرة النقد والتحريض ضد الحركات الإسلامية بلا تردد وانضباط.

والتقى هذا التوجه مع التيار المدني الذي يتكون من مؤسسات المجتمع المدني ذات التكوين والدعم من المنظمات العالمية في مقدمتها أمريكا وبريطانيا فحصل التحالف مع التيار الصدري ليوفر الأجواء لإعلان عن مشاريعهم في تغيير بنية المجتمع ومعاداتهم للإسلام والحركة الإسلامية.

ولم يعكس أي تحول فكري اوسياسي لديهم ولم يغيير  من منهجهم المعادي للاسلام والمسلمين ولم نشهد تحول في خطابهم ومقولاتهم المعايدة.

فالتحالف الصدري الشيوعي المدني اوجد ارباك كبير في الساحة من حيث الفهم والمشاعر ووفر غطاء سياسي للأعمال القوى المعادية للإسلام والمناهضة للحركة الإسلامية.

إذا إحدى ظروف المظاهرات هو اندفاع الحزب الشيوعي والتيار ألمدني بأن تستمر الساحة ساخنة ومتخذي التيار الصدري غطاءا لهم الذي وفره التحالف .