من حياة المفكر الاسلامي الكبير الشهيد محمد هادي السبيتي (رحمة الله)الذكرى السنوية (٣٢ ) لشهادة القائد الشهيد

من حياة المفكر الاسلامي الكبير الشهيد محمد هادي السبيتي (رحمة الله)الذكرى السنوية (٣٢ ) لشهادة القائد الشهيد

 

(اني اريد ان اسمع رأي السبيتي في القضايا السياسية)

 السيد الشهيد محمد باقر الصدر( قدس سره )

  ولد المفكر الإسلامي والداعية المخضرم المهندس محمد هادي السبيتي (قده). في مدينة الكاظمية عام (۱۹۳۰)م. والده العلامة الشيخ (عبد الله السبيتي) صاحب کتاب (سلمان الفارسي)   جده لأمه هو سماحة الإمام الكبير السيد (عبد الحسین شرف الدين الموسوي العاملي(قده) صاحب كتاب (المراجعات) والمصنفات المشهورة الأخرى .

أنهى دراسته الأولية في مسقط رأسه، ثم أكمل دراسته الجامعية ليتخرج في جامعة بغداد كلية الهندسة – قسم الكهرباء –  عمل بعد تخرجه في محطة كهرباء بغداد حني شغل منصب رئيس المهندسين فيها في الستينات .

مارس نشاطاته الإسلامية المنظمة من خلال انضمامه إلى حزب (التحرير) يومذاك وكان من أبرز قياداته في الخمسينات، ومن قبله كان في حركة (الأخوان المسلمين).

   أشتد نشاطه الإسلامي المنظم في الخمسينات أيام الحكم الملكي في العراق فاعتقلته سلطه (نوري سعيد)، بسبب نشاطه الإسلامي وأودع معتقل (نقرة سلمان)، لعدة أشهر.

عام(۱٩٦٩م) سافر إلى أمريكا في بعثه دراسية لمدة ستة أشهر، وما ذكر إنه كان يمارس عمله السياسي ونشاطه الفكري من خلال كتابة المقالات الفكرية – أثناء وجوده في أمريكا - ونشرها باسم (ابو إسلام) في جريدة (السياسة الكويتية)، التي كانت في ذلك الحين إسلامية التوجه ويرأس تحريرها الأستاذ (عبد الرحيم الولايتي،

أحد مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية بعد خروجه من حزب التحرير احتجاجا على رئيس الحزب تقي الدين النبهاني بعد صدور كتابه الخلافة الذي يرد فيه على عقيدة الشيعه في الإمامة.

كان الأستاذ السبيتي قبلها أحد قيادي حيث حزب (التحرير) وقبله في حركة (الأخوان المسلمين)، وجرت محادثات بين السيد مهدي الحكيم (قده) والأستاذ السبيتي لتاسيس حزب ينهض في العمل الإسلامي في العراق .

اختيار الأستاذ السبيتي سنة (١٩٦٤م) لتولي مهام القيادة و الأشراف والتخطيط والمراقبة العامة على التنظيم، كما أصبح المنظر الأول للدعوة.

مما ترك تسلمه مقاليد القيادة بصمات عميقة على حياة (الدعوة الإسلامية) الداخلية، وكان تأثيره منصبا في البداية على الجانب التنظيمي حيث حولت الدعوة في عهده إلى حزب حديدي صارم في انضباطه، وبهذا الصدد يشهد أعداء الدعوة الإسلامية بذلك كما جاء على لسان المجرم برزان التكريتي (مدير المخابرات العراقية) قوله : ((لقد اعتمد هذا التنظيم - ويقصد الدعوة الإسلامية مسبة ووسائل خاصة للاتصال، غير مألوفة بالنسبة للمنظمات والأحزاب والسياسة وذلك من خلال تبنيه صيغة (الاتصالات الخيطية)، في الداخل وتكون هذه الخيوط ذات ارتباطات رأسيه مباشرة مع عناصر قيادتها في الخارج بقصد سلامتها واقتصار المخاطر والعقاب على عناصر الخيوط في الداخل، واعتمدت هذه الخيوط برنامجاً دقيقاً للاتصالات والنشاطات لا تعتمده إلا المؤسسات الاستخبارية والجاسوسية العالمية))،

وقد كان تأثير الأستاذ السبيني (قده)، على الجانب الفكري واسعاً، وعميقاً حيث تفرد الأستاذ السبيتي بكتابة النشرة المركزية للتنظيم (صوت الدعوة) تقريبا، ويذكر السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قده) هذا التأثير مخاطبا أحد قيادات الدعوة الإسلامية في العراق قائلا : ((لقد أتخمتم الأمة بالفكر حتي حولتموها إلى حوزة كبيرة))؛ تمكن الأستاذ السبيتي (قده)، من رسم خط سير الدعوة وفق متبنيات فكرية وتنظيمية وسياسية نابعة من رؤيته ونظرته القرآنية للحياة، فكان طابع الإسلام العام هو سمة الدعوة منذ نشأتها وأراد الأستاذ السبيتي(قده) تعميق هذا المفهوم في نفوس المجتمع الإسلامي لأنه يواجه تحديات الفكر المادي العلماني والشيوعي الذي يستهدف الهوية الإسلامية ، فأستطاع الأستاذ السبيتي (قده). أن يمسك التنظيم بقبضه من حديد مع أنه لم يكن على تماس مباشر مع الدعاة، وذلك بفضل هيمنته المطلقة على القيادة، فقد كان (الشيخ عارف البصري) - كما يصفه السيد مرتضى العسكري - يذوب في شخص (الأستاذ السبيتي)، أما الحاج المجاهد الشهيد (عبد الصاحب دخيل) فقد كان المترجم الأمين لأفكاره على الصعيد العملي وهو الذي أفنی کل وجوده في الدعوة .

  في عام (۱۹۷۳م) اقتحمت منزله في بغداد - شارع فلسطين - مدرعة عسكرية مع مجموعة من قوات الأمن التابعة لنظام العفلقي البائد وزمرته البعثية لاعتقاله ولم يكن موجود حينها فيه لسفره إلى لبنان وسورية، وعلى أثرها سارع شقيقة المهندس (مهدي السبيتي)، إلى الاتصال به وكان وقتها في دمشق عائدا في طريقة من لبنان إلى العراق، فأبلغه بما حدث فأمتنع عن العودة، ولبث في لبنان فترة ثم أنتقل بعدها إلى الأردن حيث أستقر في مدينة الزرقاء، وعمل مديرا لمركز الطاقة الحرارية في الزرقاء .

  قام الشهيد محمد هادي السبيتي (قده) بزيارات لكل من سوريا وإيران ولبنان لقيامه بنشاطاته السياسية فيها، كما وزاره في الأردن عدد من العلماء والدعاة من العراق والمهجر من بينهم آیة الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي مبعوثا عن السيد الشهيد آية الله العظمی محمد باقر الصدر (قده). للتداول في شأن التحرك الإسلامي والعمل السياسي في العراق أثناء قيام الثورة الإسلامية في إيران .

أعتقل القائد المخضرم (السبيتي) من قبل المخابرات الأردنية (٩/٥/١٩٨١) بطلب من المخابرات العراقية التي طالبت بتسليمه إليها بعد أن تكرر قدوم (المجرم برزان التكريتي) – مدیر المخابرات العراقية أنداك وأخ المجرم صدام غير الشقيق - الذي كان يحمل رسالة خاصة من (الطاغية صدام)، نفسه لغرض تسليم الأستاذ السبيني (قده)، قبل أن كان السبيني (قده)، على وشك مغادرة الأردن نهائيا بعد تحذيرات وصلته باحتمال تعرضه للخطر.

   اعتقل السبيني(قده)، بعدها من قبل المخابرات، ونقل في العديد م السجون الأردنية كان أخرها معتقل (الجفر) الصحراوي والذي حصل فيه على فرصة تبادل الرسائل مع عائلته عن طريق (الصليب الأحمر)، ((وذكرت مجلة الهدف الفلسطينية إن الحكومة العراقية مارست ضغوطاً مركزة على الأردن في تموز وآب (۱۹۸۱م) من اجل تسليم المهندس السبيتي أحد البارزين في حزب الدعوة والذي يعمل مديرا لمركز الطاقة الحرارية في الأردن، وقد تصدت نقابة المحامين الأردنيين لمحاولات النظام العراقي، يمساعي وجهود المرحوم احمد الجلبي. وقام بنشاطات واسعة مع العديد من النقابات المهنية الأخرى لمنع تسليم (السبيتي) أحد قادة المعارضة العراقية إلى سلطات بلده،

ويذكر أن رئيس المخابرات العراقية (برزان التكريتي )، سافر شخصية إلى الأردن عدة مرات لهذا الغرض، وحمل في إحداها توصية خاصة من (صدام حسین) شخصيا من اجل الحصول على السبيتي)) .

  تحركت أوساط إسلامية وشخصيات عديدة من أجل إطلاق الحكومة الأردنية سراح الأستاذ السبيتي (قده)، ومنع تسليمه إلى (المجرم صدام)، فمن تلك المساعي ما قام به آية الله السيد (محمد حسين فضل الله) (دام ظله)، و الذي تحرك عن طريق أشخاص من المؤثرين على (الملك حسين ملك الأردن) وفي مقدمتهم (الشيخ طالب السهيل). الذي رجع جواب مفاده (إن صاحبكم منتهي) كما قام الأمام الشيخ (محمد مهدي شمس الدين) (قده). بتحرك مماثل، وكذلك السيدة (رباب الصدر) شقيقة الأمام المغيب السيد موسى الصدر (قده)، قامت بالتوجه شخصيا إلى الأردن لهذا الغرض ولكن بدون نتيجة تذكر، كانت معلومات قد ترشحت أن السلطات الأردنية سلمت الأستاذ السبيتي (قده) إلى مخابرات النظام الصدامي التي قامت بتحويله إلى مديرية الأمن العامة لاستكمال التحقيق معه .

  في عام(١٩٩٥م) كان أحد السجناء من حركة (الأخوان المسلمين) قد أفرج عنه من سجن (أبي غريب) قد كتب رسالة إلى من يهمه أمر (أبي حسن) يبدي إعجابه بشخصية (الشيخ أبي حسن السبيتي)، المصنف ضمن قاطع السياسيين المحكومين بالإعدام - ويشير إلى قوة عزيمته وثباته أمام (الجلادين) ويقول كنت أسمع صوته الجميل منبعث من زنزانته يتلو القرآن، ويضيف :

(لقد سألته كيف تقضي أوقات فراغات داخل السجن طوال هذه السنين فاجابني: ليس لدي فراغ، إني على اتصال دائم مع ربي).

بعد انهيار سلطة نظام (صدام) في بغداد عام (۲۰۰۳م) تبين من خلال العثور على بعض سجلات الأمن العامة إن الأستاذ (الشهيد محمد هادي السبيتي) (قده)، قد استشهد بتاريخ (٩/١١/١٩٨٨م)، وقد دفن في مقبرة (الكرخ الإسلامية) المعروفة ب(مقبرة محمد السكران)، في أبي غريب ببغداد وقد ثبتت على موضع دفنه لوحة تحمل رقم (١٧٧) .

   ابقى ولده (حسن) جثمان والده في نفس المقبرة المذكورة بعد ان رصف له قبراً متواضعاً كتب عليه اسمه وتاريخ استشهاده .

أثاره ونتاجاته الفكرية

 

يعتبر الأستاذ الشهيد (أبو حسن السبيتي) المنظر الفكري والسياسي الرئيسي (للدعوة الإسلامية) ففي الأردن أصدر کتاب (مقالات إسلامية) طبع في لبنان وهو يتضمن المواضيع الفكرية التي أصدرتها (الدعوة) في العراق، كما كتب في الأردن (صوت الدعوة) نشرة الدعوة الإسلامية المركزية من العدد (۲۰) إلى العدد (۳۲) وكانت يومذاك تطبع في لبنان، کم کتب في (الأردن) كذلك سلسلة أبحاث (أضواء على المسيرة) تحت عناوين عده نذكر منها :

1-   المقدمة معالم المسيرة الحضارية

2-   دراسة الوقت والعمل

3-   الاجتماع الحزبي ... وغيرها

وفي عام (١٤٠٠هـ) كتب كتابه العظيم الخالد الذي أسماه (حديث الدعوة إلى جميع الناس في الأقليم العراقي)، ولحقته بعدها أبحاث غاية في الروعة والأهمية نذكر منها:

1-   القراءة الكونية دروس من علم النبات .

2-   رسالة المسجد .

3-   صور عملية من القرآن .

4-   المهاجرون .

5-   العراق في مهب الرياح الدولية.

6-   الهزات الاجتماعية.

7-   العمل السياسي والثقافة السياسية .

8-   نحن ومن حولنا.

إضافة إلى مواضيع وأبحاث عديدة أخرى. كما سبق أن أثرى (الحركة الإسلامية) - عندما كان في العراق - بالكثير من النتاج الفكري الهادف الذي طبع أغلبه في كتاب (ثقافة الدعوة الإسلامية) في أربعة أجزاء من القطع الكبير، وفقدت الباقي بسبب ظروف المحنة التي مرت بها (الدعوة الإسلامية) في العراق، وبعد اعتقاله في الأردن وجد بين أوراقه مسودة موضوع تحت عنوان (اوراق حمراء) وهو آخر ما كتبه ولم يطبع .

 

مقتطفات من أقواله

 

ولا يفوتنا وخن فتفل بالذكرى السابعة عشر لاستشهاد هذا الفكر والقائد العملاق أن ننقل مقتطفات مختارة من أقواله العظيمة لكي يطلع عليها ويستفيد منها ويقيمها المسلم وغير المسلم في هذه العالم الكبير .

   ([إننا] ندعو إلى انطلاق الانسان المسلم من قيود التخلف والتبعية، وقيود التحكم الفردي الجاهلي العالم، ليأخذ هذا الإنسان مكانه تحت الشمس، ويبني حضارته المتميزة عنت الحضارة الوضعية السائدة) .

   ([إننا] ندعو لنبذ الفرقة الذهبية والعنصرية وكل ما يتصل بالتعصب الذميم في جميع المجالات، ومع جميع الناس) .

(ان الصراع السياسي والفكري مع عملاء الاستعمار احد مهمات العاملين في سبيل الله، بل هو من افضل العبادات) .

(سيلجأ المستعمرون واذنابهم لتفريق المسلمين بإشارة الخلافات المذهبية والعصبيات العرقية، فكونوا لي حدر من هذه اللعبة الاستعمارية الخبيثة التي يلجأ إليها المستعمرون بقاعدة (فرق تسد) .

  (نحن نعتقد إن الحل الإسلامي هو الحل الطبيعي لكل قضاياهم وقضايا سائر القوميات على أساس معاملة القوميات بمستوى واحد وضمن اطار الإسلام، إذ يرفض الإسلام التعصب العرقي والإذلال القومي، كما يرفض تجزئة البلاد وتقطيعها إلى أوصال) ([نحن] نعتقد إن جمهور الشيوعيين ثم لم يعملوا مع الشيوعية لألحادها، ولا لفكرها المعادي للإسلام، وإنما عملوا معها لاعتقادهم إنهم يعملون ضد الاستعمار، ويعملون ضد العلم الاقتصادي الواقع على بلاد المسلمين، ولذا فإن من مقومات الدوافع لهذا العمل هي من الفكر الإسلامي المتأصل في النفوس لمكافحة العلم والتسلط والميمنة) .

(أيها العراقيون من أعضاء الأحزاب وانصارهم .. نطلب منكم أن تتعاونوا معنا في الأعمال التي تتفق مع أهدافكم، وتتحملوا تبعية الأعمال التي ستقع علينا وعليكم نتيجة ذلك) .

   (أيها المهاجرون من العراق، أيها المخرجون من دياركم، أيها الطلاب ورجال الأعمال العراقيين في الخارج، كونوا لجان مسانده لنصرة الشعب العراقي في محنته، أجمعوا التبرعات لعوائل الشهداء والمعتقلين، افضوا المعالم التي تقع على الإنسان في العراق، أفشوا السرقات والأموال المهربة في البنوك الرأسمالية، أرفعوا أصواتكم ولا يأخذكم الخوف .. فان علیکم واجبا يقتضية الإصلاح لبلادكم فلا تقصروا) .

(أيها النقابيون واصحاب الجمعيات والتنظيمات المهنية، أيها العمال والفلاحون والأطباء والصيادلة والمهندسون، أيها الزراعيون والكيمياويون والجيولوجيون والاقتصاديون والحقوقيون، أيها المعلمون والطلاب .. إن تغيير الأوضاع لا يتم بالسكوت عن الحق، والرضا بالمظالم والأعمال الشائنة ولذا فإننا ندعو جميع النقابيين إلى التأمل والتفكير في اوضاع نقاباتهم، واوضاع البلاد بكل جدية وإخلاص، ويدعو إلى إعادة النظر في جميع أوضاعنا بشجاعة وإقدام) .

  (أيتها الأقليات الدينية، يا نصارى العراق، ويا صابئة العراق، إننا نؤمن بجميع الأنبياء والمرسلين، ومهم الأنبياء والمرسلين الذين تعتقدون بهم وتؤمنون .. ونطلب منكم أن لا تنفروا من دعوتنا الإسلامية، ومن التزامنا الكامل بالإسلام.. إن الحياة الكريمة لنا ولكم مضمونة في ظلال الإسلام، وسيتاح لکم العيش في ظلال احكام دينكم عندما يتاح للإسلام أن يعود إلى الحياة) .

لا يجوز لأي حاكم في بلد إسلامي أن يمنع المسلمين عن العمل السياسي، ومن يفعل ذلك، فليس من الله في شيء، وهو يحكم بغیر ما انزل الله سبحانه، وعلى المسلمين أن يعملوا التغيير هذا الوضع لأنه من أعظم المنكرات) .

(إن احتكار العمل السياسي لشخص واحد أو لبضعة أشخاص أمر مستهجن ولا يطبق إلا في البلاد المتخلفة، ولا يطبقه إلا رجل عميل فرضته القوة الاستعمارية على البلاد لتنفيذ أغراضها وتحقيق أهدافها، أو رجل مصاب بعاهة نفسية يتصور من خلالها بأنه رجل متميز له حق التصرف في رقاب الناس) .

   (إن العمل السياسي ليس منحة يتفضل بها الحاكم ويهبها للشعب، وإنما هو حق من حقوق الإنسان الإلهية لا يجوز المساس بها، لأن السياسة هي رعاية الناس ضمن اطار معين ومتفق علية والإنسان الممنوع من ممارسة حق العمل السياسي والمحاسبة السياسية وإنما يعامل معاملة الحيوان، ومن يقوم بذلك ينزل بظلمه من درك التعامل الإنساني إلى الدرك الحيواني) .

([إن] أول الأمور التي ينبغي التفكير فيها لإعادة حقوق الإنسان في العراق هو إلغاء.. القوانين الصادرة بتوجيه عقلية إجرامية مستهترة بحقوق الإنسان) .

  (إن ظهور التحرك الإسلامي في أي بلد من بلاد المسلمين يعني ظهور خط الارتداد على جهود المستعمرين، وإن رعب كلمة (الله أكبر) لا يزال في نفس أوروبا وامتدادها في القارات الجديدة، والذي اثارهم في الماضي لا يزال يثيرهم، وإن أصبحت الإشارة محصورة في الأوساط الحاكمة والأوساط السياسية، والفكرية، والدينية العليا) .

  (إن عملنا السياسي الإسلامي المبني على الأسس القويمة التي تتبنى خدمة مصالح الإنسان ودرء المفاسد عنه يحتاج اول ما يحتاج إلى إمكانيات لتأمين استمراره، إذ إن أعضاء هده المدرسة من العمل السياسي يملكون الإمكانيات التي تمكنهم من شن حرب ضروس وطويلة الأمد لمحاولة خنق أنفاس هذه المدرسة، ولذلك ما لم تتوفر إمكانية الاستمرار لا يجوز لنا الشروع بالعمل السياسي على النطاق الواسع السائر نحو الكفاية وتغطية ساحة العمل واستلام زمام الأمور) .

   (العالم الإسلامي ملئ بالعمل السياسي غير الهادف، ومن ثم بالسياسيين عديمي الثقافة السياسية، ولا يخلو من أصحاب الثقافة السياسية العاجزين عن القيام بالعمل السياسي جنبا ورکوناً إلى الدعة) .

(إن العمل السياسي عمل قيادي ومن بديهيات العمل القيادي معرفة الأهداف وتحديدها، ومعرفة الوسائل لتحقيق الأهداف ومعرفة الظروف الموضوعية التي تؤثر بالمجتمع وتحيط به) .

(الثقافة السياسية غير المرتبطة بعمل سياسي ترف فكري بل سفه في بلاد خالية من العمل السياسي الهادف، والعمل السياسي بدون ثقافة سياسية تخبط وارتجال ضرره أكثر من نفعه، والسياسي المثقف خط عمله واضح، وأهدافه القريبة واضحة، وأهدافه البعيدة محددة) .

(الثقافة السياسية تنمو وتتسع وتتعمق بتجارب العاملين ومن خلال المعاناة والسير في خط العمل السياسي، أي العيش السياسي بمعناه الواسع، ولا يمكن أن ننتظر فكرا سياسيا صائبا صادرا من فكر لا يمارس العمل السياسي ولا يسير في خط الممارسة)

   (إن العمل السياسي والثقافة السياسية أمران متلازمان في العمل الذي يستهدف خدمة المجتمع لتغييره، أو إصلاحه كليا أو جزئيا، وليس هناك من ضرورة لدعم فكرة إن العمل السياسي يحتاج إلى ثقافة سياسية فإنها واضحة، وبحكم البديهة في نظر الجادين من أبناء أمتنا) .

(إن الفعل الاستعماري المستمد في إذلال امتنا ونهب ثرواتنا وإخضاعها لنفوذه وإبقاء هذا النفوذ يقابل من الأمة بردود فعل دفاعا عما تدركه من اخطاء ومكائد، وهذا الفعل وردود الفعل يسببان هزات عنيفة وغير عنيفة، وهذه الهزات تؤثر إيجابياً على تزايد إدراك أمتنا لمشاكلها وزيادة وعيها لوجودها) .

  (ان ما حدث ويحدث من تبدلات جزئية نحو الأحسن في بلادنا الإسلامية ما هو إلا نتيجة لبدء وعي الأمة لمكائد المستعمرين ...) .

(إن التحفز الشعبي في العراق يتأثر بالنشاط السياسي ولذلك فإن الاستعمار يكبح جماح النشاط السياسي لكي لا يفلت الزمام من يديه فهو يعطي بعض الحرية لبعض الوقت لیتلافی الانفجار الشعبي، ثم يسلب الحرية بعد أن ينفس عن مشاعر الناس المكبوتة، وقبل أن يتحول النشاط السياسي إلى فعاليات حقيقية) .

   (أن يكون للمسلمين في العراق كرامة وعزة واحترام، وأن يكون للعراق وزن سياسي في عالم اليوم منوط بالتزامه بالإسلام) .

(إن الالتزام بالإسلام وحده القادر على التغيير وعلى العمل السياسي الإصلاحي الذي يصب في تيار التغيير) .

حسين جلوب الساعدي

٢٠٢١/١١/١٠

العراق/ العمارة.