جمعة المالكي 

أقامت مؤسسة الهدى للدراسات الإستراتيجية حفلا ً تأبينيا ً بالذكرى الخامسة والثلاثين لاستشهاد السيد محمد باقر الصدر على يد طاغية العصر المقبور صدام وأزلام البعث الكافر، وألقيت عدد من الكلمات التي تحدثت عن حياة وعلم ومؤلفات وأهداف  الشهيد الصدر وتضحياته من أجل مبادئ الإسلام والنهوض بالأمة الراكدة .وتحدّث الشيخ حسين جلوب الساعدي في كلمته قائلاً :  ان مدرسة الصدر بدأت في الوعي المبكر الذي تمتع به الشهيد الصدر مضيفاً اننا عندما نقرأ أفكار الشهيد الصدر نجد أنه بدأ من الوعي وتمثل بداية مشروعه وكل الإعمال والنتاج الفكري والعلمي ارتكز على هذه النقطة وعلى هذه القضية لافتا ً إلى أن الشهيد الصدر خط شروط النهضة في ثلاثة مبادئ وهي وجود المبدأ ووجود المبدأ لايكفي وأنما لابد من الايمان بالمبدأ والايمان بالمباديء لايكفي ان لم يكن فهم متكامل لهذا المبدأ ،والسيد الصدر يقول ان المبدأ موجود وهو الإسلام الا أن المشكلة هي في  فهم المبدأ والفهم الخاطئ للإسلام ويضيف الساعدي : ان صاحب الذكرى كان يدعو لبناء المجتمع على أسس اسلامية فبدأ عمله بكثير من الاعمال يصل حتى الشهادة في سبيل المشروع الذي يؤمن به ويختم حديثه بالقول لقد حرّك الشهيد الصدر المسلمين في باكستان وكذلك حرّك الحركة العلمية والثقافية في أفغانستان وفي لبنان وايران والخليج ومناطق كثيرة وبعيدة في العالم لذلك ظل الشهيد الصدر مدرسة ً حيّة  بنفوس من انتمى لهذه المدرسة أو عرفها أو سمع بها فظلت ذاكرة خالدة على مر الأيام  .

أما الدكتور سلمان كاظم السدخان والذي كانت كلمتهُ عبارة عن بحث استعرض فيه جوانب عديدة من حياة الشهيد الصدر من بداية حياته إلى يوم استشهاده والذي ذكر بأن السيد الصدر عرف بالذكاء والنبوغ والعبقرية منذ نعومة أظفاره وان النتاج الفكري للسيد الصدر بكل أبعاده المعروفة يظهر عمق وأصالة وحيوية وتجديد ،ولم يكتف السيد الصدر بإبداع ما أكتسب في طيات الكتب أو حصره بمجموعة من طلابه ومريديه وانما أطلقه في الهواء الطلق إذ جعل تعاليم الإسلام فعلاً متحركا ً في واقع الحياة، وكذلك ينقل السدخان قول الدكتور سليمان دنيا أستاذ الفلسفة في جامعة القاهرة عندما قال يحلو لي أن أشير إلى مفخرة من مفاخر المسلمين يحق لنا أن نعتز بها ونفاخر تلكم هي كتب السيد الصدر ما أظن ان الزمان قد جاء بمثلها في مثل هذه الظروف التي وجدت فيها وكذلك ذكر شهادات الدكتور شبلي الملاط والشيخ النعماي بحق نبوغ وفكر السيد الصدر .

وأشار السدخان إلى مؤلفات السيد الصدر والقدرة والمنهجية العالية التي أمتلكها شاب طموح في وسط ديني مكثف كالنجف وهو في الثامنة عشر من عمره ومحاولات السيد في اصلاح شؤون الحوزة العلمية من حيث الهيكل ومناهج الدراسة ومهد لمشروع اصلاحي قطع في تنفيذه خطوات مهمة واستعرض وبشكل مفصل دور السيد الصدر على مستوى التجديد في المناهج وتقديمه مشروعاً متكاملاً  ودوره الرئيسي في انشاء كلية أصول الدين، وفي مجال مؤلفات السيد الصدر أعتبر السدخان بأنها تتحرك معه في سلم مواجهة الواقع والارتفاع بمستوى الوعي الجماهيري إلى درجة أرفع، وفي ختام كلمته أكد على أن السيد الصدر في مجال الإبداع والتجديد يتمتع بقدرة على التجديد واستطاع أن يحدد المذهب الاقتصادي الإسلامي وقدم أطروحة في البنك اللاربوي ورسم دراسته في الأسس المنطقية للاستقراء وقدّم تفسيراً جديداً مخالفاً لأرسطو وبرتراند رسل سمّاه المذهب الذاتي .

أما الشيخ محمد العبادي فكانت له كلمة رائعة أشار فيها إلى عديد من مفاصل حياة الشهيد الصدر العلمية ونبوغه ومعرفته والى الرسائل المتبادلة بين طاغية العصر صدام والسيد الصدر متكلماً عن رسالة صدام والتي جاء فيها : اننا نحب العلماء وندعمهم ما داموا لايتدخلوا في ما لايعنيهم من شؤون السياسة والدولة  ولاندري لماذا حرمتم حزبنا على الناس ؟ ولماذا دعوتوا الى القيام ضدنا ولماذا أيدتم أعداءنا في إيران الى أن ينتهي بالتهديد والوعيد الذي أرسله المجرم صدام للشهيد الصدر بقوله: ان قيادة الثورة تشعر بأنكم خصمها العنيد وعدوها اللدود وأنتم تعرفون ما موقفها ممن يناصبها العداء وحكمه في قانونها.

 بعد ذلك يتكلم العبادي عن رد الشهيد الصدر والذي جاء فيه أظننتم أنكم بالموت تخيفونني وبكر القتل تلوونني وليس الموت الا سنّة الله في خلقه (كلا على حياضه واردون ) أوليس القتل على أيدي الظالمين الا كرامة الله لعباده المخلصين فأجمعوا أمركم وكيدوا كيدكم واسعوا سعيكم فأمركم الى تباب وموعدكم سوء العذاب لا تنالون من أمرنا ولا تطفئون نورنا وأعجب ما في أمركم مجيئكم لي بحيلة الناصحين تنتقون القول وتزورون البيان . 

والقى الدكتور محمد جاسم الصبيحاوي قصيدة من الشعر العمودي تغنى فيها بحب العراق واشار الى ظلم الطغاة وسلبهم حقوق أهله وحصدهم رؤوس المؤمنين وقتلهم الشهيد الصدر لشجاعته وعدم استسلامه لهم ولأفكارهم وكفرهم .