بسم الله الرحمن الرحيم

( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي)

 بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نباء رحيل الداعية الكبير المفكر المجاهد السيد هاشم الموسوي اسكنه الله فسيح جنانه والهم ذويه ومحبيه واخوانه الصبر والسلوان ونعزي اخانا السيد ابا رضوان الموسوي ونشاطره الحزن واللوعة والدموع برحيل استأذنا الفقيد تغمده الله برحمته الواسعة. نؤبن جيل مؤسسي الدعوة الاسلامية برحيل الداعية الكبير المفكر السيد هاشم الموسوي جيل تصدى وأعطى وعمل وأنتج وقاد وأثر وانتصر جيلُ تصدى لمظاهر التخلف والانحطاط والانبهار ليعيد للأمة الاسلامية هيبتها وعزتها وكرامتها . جيل أعطى من الفكر ما يصد هجمات الانحراف والإلحاد والهزيمة ليجعل الإسلام مشروعاً للحياة. جيل عمل من خلال اسمى الاساليب والطرق في تنظيم الافكار وادارة الجهود والاعمال حتى اضحى تياراً عالمياً. جيل انتج تيار الدعوة الاسلامية ومدرسة الوعي في العالم الاسلامي حتى اصبح شاخصاً بيناً يستدل به ويُقتدى به في مجالات التفكير والعمل. جيل قاد الحركة الإسلامية لحمل الاسلام مشروعاً وانقاذ المسلمين هماً وبناء الحياة على هدى الاسلام منهجاً. جيل ترك أثاره في كل الميادين التي سار في دروبها بالفكر والعمل والاخلاق والسلوك و الجهاد والصمود والشهادة. جيل انتصر وقاد الانتصار في مواجهة التيارات الفكرية من خلال التعريف بالاسلام الاصيل والدفاع عنه ورد الشبهات. انتصروا في حمل الاسلام مشروعاً حضارياً انسانياً في كل محطة من محطات العمل. انتصروا في مواجهة الطغات رغم الظروف الصعبة التي مرت بها الامة وتقدموا بخطى ثابتةٌ ومطمئنة نحو الشهادة والاستشهاد . من وحي انتصاراتهم قال العلامة السيد مرتضى العسكري(قدس سره) في الذكرى الخامسة عشر لشهادة الشهيد محمد باقر الصدر (قدس سره) مخاطباً جيل الدعاة في اجواء المحنة والغربة والهجرة والانكسار (ايها الشهيد الصدر يا ابا عصام يا عارف البصري والله لقد انتصرتم ان الدعوة والاسلام التي حملتموها هماً ورسالة وجهاداً قد ملئت العالم فكراً ونشاطاً بجهود ابناءكم الذين فرضت عليه الظروف والمحنة والهجرة الى ارجاء الدنيا ليتحول كل واحد منهم الى مشروع في كل مكان حلوا فيه مركزاً ثقافياً او مؤسسة او مدرسة او مجال استقطاب) . نؤبن جيل المؤسسين برحيل الداعية المفكر السيد هاشم الموسوي الذي كان داعية وقائداً ورمزاً في كل محطات الدعوة الاسلامية. في انطلاقة الدعوة الاسلامية في العراق كان الراحل من الرعيل الاول الذي انتمى لها لتلتقي مع روحه ومشاعره لينفتح معها على هموم المسلمين وقضايا العالم الاسلامي حتى اعطى كل حياته وجهده وجهوده في طريقها ليبرز بين اقرانه واخوانه منظراً ومفكراً وعاملاً صامتاً ليضيف زهده وتواضعه وقاراً وهيبةً على حركته ونشاطه. فقد سد فراغاً كبيراً بعد ان رحل اخوانه من جيل المؤسسين حيث تصدى لقيادة الدعوة مع من تبقى بعد شهداء قبضة الهدى واصبح رافداً فكرياً للدعوة في تحمله المسؤولية بكتابة النشرات في صوت الدعوة ثم ليواصل عطاءه الفكري في التأليف والكتابه من خلال اصدارات دار التوحيد في الكويت ودار البلاغ في طهران التي لم يذكر اسمه عليها وكانت تنشر باسم (لجنة التأليف) ويكتب فيها للتعريف بسيرة اهل البيت(عليهم السلام) وفق منهج موضوعي واعٍ للتعريف بخطهم وكانت تلك الكتب والكتيبات تطبع وتوزع على انحاء العالم ثم بادر لسد فرغاً كبيراً في كتابة مناهج التربية للمدارس التي ترجمت لعشرات اللغات في انحاء العالم حتى اصبحت مادة التدريس لاكثر من (2000)مدرسة في افريقيا واسيا واوربا. وواصل عطاءه في كل الميادين التي سار في دروبها بلا كلل او ملل ولا نكسار ,فقد كان صامداً صامتاً وقوراً معطاءاً يواصل العمل بهمة عالية ولم يثنه مرض اوضيق حال ولم يشغله الضجيج الذي يحيط به ولم تضعفه المحنة التي المت بالدعوة والدعاة فقد كان قريب على جميع اخوانه وأبناءه حتى وان اختلف معهم في رأي او موقف. رحم الله سيدنا واستاذنا المفكر الاسلامي السيد هاشم الموسوي الذي نؤبن برحيله جيل الدعاة من المؤسسين والشهداء وانتقلت الامانة التي سهروا عليها لمن تبقى منهم ليكونوا مصداقاً لقوله تعالى (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)

                                                                                                     حسين جلوب الساعدي

مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية/ ميسان

2016/11/13 م

14 صفر 1438 هـ