اقامت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية وبالتعاون مع رابطة المشرفين التربويين في ميسان ندوة حوارية حول الواقع التربوي في العراق (ميسان أنموذجا ً) لدراسة سير العملية التربوية والتعليمية وتشخيص المشكلات التي تواجه الواقع التربوي في العراق واتخاذ ميسان مجالا ً للقراءة والملاحظة،أدار الندوة الدكتور عباس عودة الحميداوي وسلط الضوء على أهمية الموضوع وخطورته في مثل هذه الظروف وبدأت الندوة بكلمة ترحيبية بالحضور من قبل الأستاذ حسين جلوب الساعدي رئيس المؤسسة داعيا ً الحضور لأعداد مخرجات عملية تنهض بالواقع التربوي على ضوء ما يقدم من أفكار ورؤى بالندوة,وتضمنت الندوة ثلاثة أوراق قدمها الباحثون كل من الأستاذ المشرف التربوي (جبار بنيان ) رئيس رابطة المشرفين التربويين في ميسان والدكتور (حسين جبار الساعدي ) والدكتور ( سعيد غني ) وشارك في الندوة الأستاذ (عبد الحسين عبد الرضا) رئيس لجنة التربية والتعليم العالي في مجلس محافظة ميسان للإجابة على الأسئلة التي تضمنتها الندوة وتسليط الضوء على الجهود والمبادرات للحكومة المحلية.

وقدم الأستاذ (جبار بنيان) ورقته التي أكد فيها على أهمية التعليم في بناء المستقبل والنهوض بالواقع العراقي وتجاوز ركام الماضي من خلال التعليم وبناء الأجيال قائلا ً رغم ادراكنا للظروف الصعبة التي يمر بها العراق في الوقت الحاضر في استنزاف ثرواته وأمنه واستقراره لمحاربة داعش وما يشهده من ركود اقتصادي لا يمنعنا من تشخيص المشكلات التي يعاني منها العراق والمحافظة وقد ركز على عدد من القضايا المهمة مثل : المباني المدرسية , والمعلم ,والكتاب , والإدارة المدرسية مشيراً الى أن المباني تفتقد المواصفات الصحية ولم تستوعب أعداد الطلبة وتوقف البناء خلال السنوات الثلاث الماضية وأن المعلم بحاجة الى مواكبة التطور في الأساليب والأدوات التربوية والتعليمية مطالبا ً وصول الكتاب الى الطالب في أول الأيام الدراسية ليواصل دروسه بانتظام ومنبها ً على التغيير المربك للمنهاج وتطرق الى معاناة الأساتذة في الأشراف التربوي بانعدام المخصصات المالية لحركة المشرفين وتحديد صلاحيات الأشراف بسبب التدخلات الأجتماعية والسياسية ومن الجهات المعنية بالواقع التربوي . 

وجاءت ورقة الدكتور ( حسين جبار الساعدي ) بعنوان (( مديرية تربية ميسان بين الواقع والطموح )) على ترابط المراحل التاريخية التي مر بها التعليم في الدولة العراقية وقدم احصائية عن الملاك التربوي في ميسان في هذه المرحلة التي تمثل بنى تحتية في نهوض الواقع التربوي كحملة الدراسات العليا ( 132 ) أستاذ وعدد المدرسين (3956 ) مدرسا ً و ( 12935 ) معلما ً مشيرا ً الى المشكلات المتعلقة بالطالب والمعلم والكتب وطرائق التدريس وركز على ضعف التخطيط العام في أدارة التربية التي أهمها الأوقات الزمنية في الدوام الثلاثي وصعوبة الأسئلة الوزارية وسوء التوزيع للكوادر التخصصية ومعالجة التسرب وغياب الطلاب من المدرسة وفقدان الوسائل التوضيحية والمختبرات المدرسية وكثرة العطل واضطراب الدوام وغيرها .وأكد على ضرورة تجاوز هذه المشكلات بالتخطيط الصحيح والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.

وعرض الدكتور سعيد غني في ورقته التي حملت عنوان ( تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ودورها في التعليم النشط المعاصر طرح آلية بين فيها على أسلوب التواصل بين المدرسة وولي أمر الطالب وأسلوب دفتر المتابعة الأسرية وتفعيل مشروع التواصل المعرفي.
وتحدث الأستاذ عبد الحسين عبد الرضا الساعدي حول دور المجلس الرقابي في التربية والتعليم الذي رصد رداءة بناء المدارس في المحافظة وتعطيل القرارات الصادرة من المجلس التي تهدف دعم المعلم ورعايته في توزيع قطع الأراضي مؤكدا ً على أهمية التعاون بين جميع الجهات الإدارية والرقابية والتنفيذية المعنية بشؤون التربية والتعليم في المحافظة . 

وفُتح باب الحوار والمناقشة للحضور الذين أثروا الندوة في تشخيص الواقع المتمثل بقلة المدارس وازدحام الطلاب في الصف الواحد والدوام الثلاثي في المدارس وتأخر توزيع الكتب وتغيير المناهج وغياب وسائل التوضيح وانعدام المختبرات العلمية والخدمات الصحية وقلة المستلزمات الدراسية وضعف الصيانة وغياب الأنشطة الفنية والرياضية والنشاطات اللاصفية وانتشار ظاهرة العنف في المدارس والغش والتجاوز على المعلم . فيما أجمع الحضور على تداخل القرارات والتهديد العشائري وضعف التوزيع القطاعي والاضطراب بالمناهج التعليمية في دمج المواد التي أربكت معلم المادة والطلاب.

وخرجت الندوة بجملة من التوصيات أهمها : ضرورة وضع إستراتيجية من قبل وزارة التربية والمديرية في ميسان للنهوض بالواقع التعليمي , ومعالجة مشكلة المباني , ووضع معايير دقيقة لاختيار المعلم والموظف والمدير مع أقامة دورات تطويرية , وأن تأخذ دائرة التخطيط دورها في المعالجات ذات البعد التخطيطي . 

 وناشد الحضور السلطة المحلية لوضع تشييد الأبنية المدرسية في أولويات عملها بأعمار المحافظة . 

واختتمت الندوة بتقديم الشكر الى مؤسسة الهدى ورابطة المشرفين التربويين في ميسان على المشاركة في الواقع اتربوي وحضر الندوة عدد من وسائل الأعلام والقنوات الفضائية.اقيمت الندوة على قاعة مؤسسة الهدى للدراسات