أن المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رض) الذي قتله الطغاة الظالمون صبرا ً في مثل هذه الأيام قبل سبعٍ وثلاثين سنة لايشك أمرءٍ أن هذا الشهيد العملاق يمثل في تاريخ العراق الحديث الرمز الأكبر في قضية الأسلام والأنسان ونهضته أن مرتكبي جريمة قتلهاستباحوا في تلك الجريمة البشعة حرمة شعب العراق برمته حيث هتكت عقيدة الأمة وأعتدي على قيمها ومقدساتها من خلال تلك الجريمة الوحشية الحمراء .

وبهذه المناسبة أقامت مؤسسة الهدى للدراسات الإستراتيجية حفلا ً تأبينيا ً بالذكرى السابعة والثلاثون لاستشهاد العالم و المرجع الكبير محمد باقر الصدر ( رض ) تخللته كلمات وقصائد تحدثت عن الذكرى .

أفتتح الحفل بكلمة بقراءة معطرة من الذكر الحكيم تلاها القارئ أحمد الدراجي بعدها كانت الكلمة للشيخ محمد العبادي والذي بدئها بالتعزية للحضور بهذا المصاب الكبير أشار بعدها الى تأسيس الشهيد الصدر في حياته مدارس الفقه والأصول والسياسة ودخل معترك السياسة منذ نعومة أظفاره ليصيح رمزا ً وملهما ً للثوار خصوصا ً الحركات الأسلامية ويضيف العبادي بأن الشهيد الصدر فيلسوف عنيد قارع فلاسفة الدنيا ففي أربعينيات عمره أصبح مرجع تقليد من المراجع الكبار المهمين في النجف الأشرف ويختتم العبادي كلمته بالقول في السادسة والأربعون أصبح شهيدا ً للأمة وكما قال الشهيد  أصبح لابد من أن يراق دم كدم الحسين (ع ) . وبعده جاءت قصيدة الدكتور عبد الحسين طاهر والذي ذكر فيها علمه وكراماته ومنزلته ونظرياته في الأقتصاد والفلسفة . ومن ثم جاءت قصيدة الشاعر محسن قاسم الأمارة وكانت من الشعر الحر وتغنت بوقوف الشهيد الصدر بوجه الطغاة الى أن نال شرف الشهادة .

بعدها جاءت كلمة الأستاذ حسين جلوب الساعدي رئيس مؤسسة الهدى والذي بدئها بالقول : بعد مرور سبعة وثلاثون عاما ً على شهادة السيد محمد باقر الصدر ( رض ) نحيي ذكراه لنستوحي منه الانتصار في كل الميادين التي سار في دروبها وفي كل السبل التي فتح أبوابها في سبيل العمل وفي مجال الفكر وفي عالم الملكوت والشهادة . ويكمل حديثه قائلا ً في الوقت الذي كانت الأمة غارقة بالخضوع والهزيمة والانبهار بالبعث والانجذاب للمصالح الدنيوية التي كانت تهيمن على ذهنية عموم الناس فأنبرى الشهيد الصدر ومعه ثلة من العلماء والمفكرين الذين رافقوه في حركته وشاركوه في شهادته كالشهيد مهدي الحكيم والشهيد محمد هادي السبيتي والشهيد عبد الصاحب دخيل والشهيد عارف البصري فالتحدي الذي دفع هؤلاء الشهداء بالانطلاق والعمل بعقيدة ثابتة وأراده راسخة وبصيرة ثاقبة متمثلة بالحركة الإلحادية والذي أخذ يعمل على تجزئة المجتمع والأمة الأسلامية ويحاصر الأسلام وينادي بعزلة عن الحياة المدنية والسياسية وما رافقه من أنحطاط حضاري يعيش ظروفه المسلمون وما رافقه من أستلاب وأنبهار وأنسلاخ وأنجذاب وتقليد حضاري أصيب به المجتمع الأسلامي وما ظهر من أتباع للسياسيينوالأحزاب والمثقفين والأعلام للغرب والشرق وأضحوا دعاة متحمسين للنظام الرأسمالي والشيوعي وغياب المشروع الحضاري للأسلام وأندثار نظام الحكم في الأسلام فأمسى دعاة الأسلام محاصرين متهمين بالرجعية والتخلف في هذه الأجواء أنطلق الشهيد محمد باقر الصدر وأخوانه . ويؤكد الساعدي في ختام كلمته أن الجبهات التي قاتل فيها الشهيد الصدر تفتح من جديد وأن الأفكار التي ردها تظهر من جديد وأن السلوكية المنحرفة التي قومها أخذت مديات ملحوظة بين شبابنا .



وأختتم الحفل بقصيدة للشاعر الحسيني فرحان العلوان والتي حيى فيها تضحيات الشهيد الصدر وأخوانه المجاهدين .