بحضور رئيس وأعضاء مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية أقام مهجرو الشبك في مسان مهرجان الوفاء لميسان عرفانا ً منهم بكرم الضيافة وتيمنا ً بتحرير سهل نينوى وقرب عودتهم والقى الأستاذ حسين جلوب الساعدي رئيس مؤسسة الهدى كلمة بالمناسبة ابتدائها قائلا ً نلتقي بأجواء النصر وفي أجواء تضميد الجراحات وقد أوصاني أكثر من أخ بأن ميسان هي التي تقدم الشكر لكل شبكي أختار هذه المحافظة محطا ً لترحاله وهجرته فنحن نقدم لهم الشكر لأن اختاروا محافظة ميسان .

 بعد ذلك يقول الساعدي : الأقليات احدى القضايا التي اصبحت موضوع اهتمام الباحثين والدارسين وإحدى مفردات الخطاب السياسي الدولي والإقليمي ومن ابرز قضايا المشهد الميداني في العراق . ويستدرك الساعدي ذاكرا ً رغم مالها من اهتمام فقد عانت من الاضطهاد والانتهاك منذ قيام الدولة العراقية الجديدة وذلك في تجاهل أكثرهم وعدم الاهتمام لهم. وفي اشارة الى المكون الشبكي يقول الساعدي ثم جاءت الأمواج المتمثلة بالإرهاب وداعش التي عصفت بسهل نينوى لترميهم بعيدا ً عن ديارهم فقتل الإرهاب 1200 شبكي بوسائل شتى من اغتيال واختطاف وتفجير وترحيل . ويشير الساعدي بأن هذا اللقاء الذي يقيمه الشبك في ميسان هو ليس للتوديع أو الشكر وإنما هو دعوة أن يقف أبناء ميسان من سياسيين وشخصيات مؤثرة في مركز القرار السياسي والديني في حماية الشبك وتمكينهم وإعادة أعمار قراهم ليواصلوا الحياة في أراضيهم التي عاشوا فيها . وقد طرح الساعدي مجموعة من الأفكار التي يجب أن تكون برنامج عمل لتمكين المكون الشبكي وأهمها : لابد من الإدارة الذاتية للأقليات داخل سهل نينوى والمناطق الأخرى التي يشكلون كثافة سكانية ضمانا ً لحقوقهم وأتساقا ً من نص المادة ( 125 ) من الدستور , وتطبيقا ً لقاعدة المساوة بين جميع المكونات من العدالة أدخال اسم المكون الشبكي في الدستور العراقي في أي تعديل دستوري مقبل سواء في ديباجته او في نص المادة (125)التي عددت الأقليات الدينية والقومية في العراق , دعوة مجلس النواب العراقي الى ضرورة تشريع قانون حظر التمييز العرقي والديني والاثني والطائفي والمذهبي لما له من أهمية في حماية الأقليات والحفاظ على حقوقهم , من الأهمية البالغة في العراق تشريع قانون اللغات بسبب التعددية اللغوية التي يعيشها المجتمع العراقي , دعوة وزارة التربية الى تضمين مفردة تاريخ الأقليات العراقية وبالخصوص مكون الشبك , العمل الجاد لعودة النازحين الشبك الى ديارهم , تسهيل انخراط ابناء الشبك وباقي المكونات في المؤسسات الأمنية , المطالبة بتحويل بعض القرى الشبكية الكبيرة الى نواحي ليسهل تقديم الخدمات البلدية فيها وتحسين واقعها المعاشي والصحي , أمكانية تشكيل لجنة عليا للعمل على إتاحة المقومات الضرورية اللازمة للعودة الطوعية للاجئين والمهجرين العراقيين الى مناطقهم لاسيما ابناء المكونات كالشبك والمسيح والأيزيديين والصابئة . ويشدد الساعدي في ختام كلمته على أن الاهتمام بهذه التوصيات وتحويلها الى برامج عمل جاد لتمكين وحماية احدى المكونات المهمة في العراق . وألقى معاون مدير دائرة الهجرة كلمة في ميسان ذكر فيها عدد من المواقف التي سجلت من قبل أهالي ميسان أثناء استقبالهم النازحين الوافدين الى المحافظة مذكرا ً بمواقف عشائر ميسان والمنظمات الغير حكومية والحكومة المحلية. 

 ومن ثم جاءت كلمة الدكتور جاسم فتحي ممثلا ً عن الشبك في ميسان والتي بدئها بقراءة رسالة بعث بها أحد شيوخ الشبك الذي لا يسمح له التقدم بالعمر والمرض من الحضور في الحفل وقدم فتحي الشكر والعرفان للحضور والى الشعب الميساني وقدم خلال كلمته عرضا ً عن المكون الشبكي ومناطق سكناه في سهل نينوى ذاكرا ً بأن الشبك يعدون من المكونات الرئيسة للشعب العراقي ويبلغ تعدادهم 450000 الف نسمة في العراق ويتكلمون اللغة الشبكية والقى الأستاذ كاظم جعفر الشبكي قصيدة تغنت بحب ميسان وكرمها وشجاعة وتفاني أهلها من أجل حماية العراق وشعبه . وفي ختام المهرجان وزعت الدروع على عدد من فصائل الحشد الشعبي والجهات الحكومية التي عملت على استقبالهم واستقرارهم وكان حصة مؤسسة الهدى أحد تلك الدروع