تحت شعار ( السيد العسكري ... رجل العلم والعمل ) أحيت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية الذكرى السنوية العاشرة لرحيل السيد العسكري وبدأ الحفل الذي قدمه الأستاذ غازي الزركاني بقراءة من القرآن الكريم للقارئ الدولي حيدر الخزاعي .
والقيت بعض الكلمات بالمناسبة كان أولها كلمة الدكتور هاتو حميد حسين وهو أحد طلاب كلية أصول الدين في ستينيات القرن الماضي والتي أسسها العلامة العسكري ( قدس ) يذكر الدكتور هاتو بعض المعلومات عن العسكري أهمها ولد السيد العسكري في مدينة سامراء عام 1911 ويرجع نسبه الى الأمام موسى الرضا عليه السلام وتوفي والده وهو صغير وتكفل رعايته جده ويذكر حسين أن تعلم العسكري كان في بداية الأمر بواسطة ما يسمى بالكتاتيب وبعد ذلك أنتقل الى مدينة قم وهو في سن مبكرة من عمرة ليكمل دراسته هناك وعاد الى بغداد في عام 1942 وتحدث حسين عن مشاريع العسكري ويذكر أهمها اسس جمعية التربية الإسلامية , فتح مستوصفات في الكرادة الشرقية والكاظمية , أدخل مادة التفسير في حوزة قم , أنشيء مدرسة في سامراء ومدارس اخرى ,أسس مؤسسة منتدى النشر في الكاظمية , أسس مدرسة الأمام الكاظم , أسس كلية أصول الدين في آيران والعراق عام 1964 ولديه العديد من المؤلفات والنشاطات والمؤتمرات توفي عام 2007 .
وفي كلمة الدكتور عبد الحسين طاهر جاء فيها عرض للبحث التاريخي عند السيد العسكري ويقول طاهر الحديث عن العلامة العسكري ذو شجون وبعد ذلك يختار زاوية من زوايا حياة وإنجازات العسكري بالقول لماذا ألف كتبه ويجب على سؤاله بالقول : البواعث التي دعته الى تأليف الكتب ومن ثم المنهج المتبع في التأليف التاريخي ولخص البواعث بأن صاحب الذكرى وجهة كل كتبه لما رأه افتراء على المذهب الشيعي أو الفكر الشيعي وحصر لنا هذا الافتراء هو بأن شخصا ً أو مؤلف أسمه (سيف أبن عمر التميمي) هذا الرجل متوفى في القرن الثاني الهجري وسيف هذا ألف كتابين كبيرين الكتاب الأول أسمه ( الفتوح والردة ) والكتاب الثاني عنونه ( الجمل ومسير عائشة وعلي ) و هذان الكتابان حشاهما بأشياء غريبة جدا ً هذا المؤلف الوضاع فهو جاء بحوادث مختلقة لا وجود لها بالتاريخ وزيف الحوادث الثابتة وأختلق لرسول الله ( ص ) أصحاب لا يعرفهم رسول . ورحل سيف وجاء المؤرخون بعده ووجدوا هاذين الكتابين من مصادر التاريخ الإسلامي دون فحص أو تمحيص وأخذ عن سيف للأسف الشديد (شيخ المؤرخين الطبري ) ولم يـتأمل هذا المؤرخ على عظمته بان هذه الحوادث لا تمت الى الأئمة بأي صلة ونقل عن الطبري كثير من المؤرخين ونقلوا ما نقلوا عن سيف أبن عمر ونقلوا ما نقلوا من أكاذيب عن الأمام علي ( ع) والأئمة الأطهار ولم ينتبه طيلة هذه الفترة الى فحص النصوص أو عرض التاريخ الى التحقيق الى أن جاء صاحب الذكرى العلامة العسكري وهنا ياتي المنهج ويذكر طاهر بما بدأ العلامة العسكري قائلا ً يقول العسكري شغلني منذ طفولتي ماذا يجري في التاريخ الإسلامي الى أن يخلص طاهر بالقول بدأ العسكري بالقراءة الواعية والتأمل ومحاكمة النصوص وجمع مادته من المصادر وما تركته الأثار ومن كل النصوص ووصل الى نتائج مذهلة منها مائة وخمسون صحابي مختلق وعبدالله ابن سبأ لاوجود له والف الكتب ونشر عدد من المواضيع في هذا الشأن .
وأختتم الحفل بكلمة للأستاذ حسين جلوب الساعدي وهو أحد مساعدي وتلاميذ والمقربين من السيد العسكري ويبدأ الساعدي حديثه عن العسكري وكيف هو كان مع العسكري وتجربته مع العسكري ويقول السيد العسكري عالم عامل محقق باحث حركي صاحب مبادرات ومشاريع وأفق واسع عمل على التراث بجهد كبير وعمل لمستقبل الحركة الإسلامية وللعالم الإسلامي بأفق واسع واصفا ً السيد العسكري بأنه مدرسة متكاملة الجوانب من حيث المنهج وتعدد الجوانب من حيث النتائج والتأثير ويتحول الساعدي الى علاقته مع العلامة العسكري فيذكر بأجواء العمل في حزب الدعوة وما سمعنا من مكانة عالية للسيد العسكري بين أوساط الدعاة عرض علي بأن أذهب لمساعدة السيد العسكري في أعماله وهذا كان عام 1992 وكان جوابي بأن هذا شرف ما بعده شرف أن أكون مع السيد العسكري واعينه في بعض أعماله وعند لقائي بالسيد العسكري ذكر لي بأنه لديه أعمال علمية وطلب مني مساعدته وأبلغته بالموافقة وبدون أي مقابل ولكن ذكرت له بأن اريد أن أتعلم منك وأول عمل استلمته أحاديث أم المؤمنين عائشة المجلد الثاني وفي الجزء الأول عند صدور الكتاب حدثت ضجة بسبب الطريقة التي تناول بها أم المؤمنين عائشة فلم يتناولها قبله لا علماء السنة ولا الشيعة بشكل مستوفى وفي المجلد الثاني كانت جنبة تطبيقية يدرس فيها روايات الأفك عن عائشة وروايات نزول الوحي وروايات خطبة الوداع وغيرها فيقول الساعدي أنا اشتغلت على هذا الكتاب وهو المجلد الثاني ويكمل الساعدي ويتحول الى العمل الأخر الذي كلف به من قبل العسكري هو كتاب خمسون ومائة صحابي مختلق المجلد الثالث وبدأت في هذا الكتاب وأكملته وفي حينها قال لي العسكري أنا أصبت بجنون المشاريع وأنت أصبت بجنون البحث والعمل الأخر الذي ساهمت به هو كتاب القرآن الكريم وروايات المدرستين بثلاثة مجلدات وكان الموضوع أثر قضية وحادثة وهي أن ( أحسان الهي ظهير) عالم سني باكستاني من لاهور كتب سلسلة من الكتب عن الشيعة والتي يثبت بها بالقول بان الشيعة يقولون بتحريف القرآن وعندما وصلت هذه الكتب قرر العسكري أن نعمل على هذا الموضوع وبدأنا بالعمل والدراسة والبحث ووضع الخطة فأكتشف العلامة العسكري في التراث الشيعي ما أكتشفه في التراث الإسلامي وضاع وكذاب ومتهالك أخر ملأ التراث الشيعي بالموضوعات وهو ( أحمد أبن محمد أبن سيار السياري ) صاحب كتاب القراءات أو كتاب التنزيل والتحرف وهذا الكتاب هو لمؤلفه المذكر أحمد السياري يصفه علماء الجرح والتعديل عند الشيعة أنه كذاب متهالك وفي هذا الكتاب سبعمائة وثلاثة وعشرون رواية والتي تشير الى تحرف القرآن وهذه انتشرت بالتراث الشيعي وردا ً على هذا التحريف وما وجده من تحريف في كتب السنة كتب كتابه من ثلاث مجلدات المجلد الأول تمهيد والمجلد الثاني القرآن الكريم ومدرسة الخلفاء والمجلد الثالث القرآن الكريم وروايات أهل البيت وعملت مع السيد العسكري في تأليف هذه الكتب .
وحضر الاحتفال عدد من الشخصيات الميسانية ومن مختلف الشرائح وأقامت مؤسسة الهدى مأدبة أفطار للحضور على شرف صاحب الذكرى العلامة السيد مرتضى العسكري ( قدس(