أقامت لجنة الشباب والتطوير في مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية دورة تدريبية لمجموعة من الشباب ضمن برامجها المتواصلة في رفع المستوى العلمي والثقافي ورصد احتياجات الشباب ولأهميتهم ودورهم في بناء الدولة وفق الأسس العلمية عقدت الدورة التدريبية الاولى حول (بناء قدرات الشباب وفق الثقافة الاسلامية) واستهدفت الدورة مجموعة من الشباب والذين تتروح اعمارهم من 19 الى 25 سنة وأغلبهم من طلبة كليات او من الخريجين ممن لهم الرغبة في ان يكونوا مؤثرين وقادة في المستقبل وتضمنت الدورة محورين الاول للأستاذ حسين جلوب الساعدي رئيس مؤسسة الهدى للدراسات وكانت محاضرته حول الثقافة الاسلامية ودورها في بناء المجتمع وقدم الساعدي نبذة مختصرة عن المؤسسة والمشاريع التي تنهض بها ودور الشباب في المرحلة القادمة وحدد الهدف الاساس من هذه الدورات (بناء قدرات الشباب ومهاراتهم ورؤاهم وفق المفاهيم الاسلامية) وتكون الركيزة الاساس هي الثقافة الاسلامية وعرج بإيجاز على مصادر الثقافة الاسلامية ودورها في بناء الحضارة وبعض الاشكالات التي تطرحها التيارات المخالفة للفكر والعقيدة الاسلامية ومميزات وصفات الشخصية وفق المعتقد الاسلامي وما يثار حول الاسلام من زوبعة تريد طمس الهوية الاسلامية في محيط الشباب وأكمل الساعدي حديثه حول خصائص الثقافة الاسلامية (اللاهية ,متوازنة ,ايجابية, مرنه ,وشمولية, عقلانية انسانية ) وستطرد الباحث في شرح وتوضيح كل خاصية من هذه الخصائص وبعدها عرج الساعدي الى مجالات الثقافة الاسلامية واهم علومها ومن هذه المجالات 1- الافكار والمفاهيم 2- الاحكام والآداب والتشريعات 3- المسيرة العملية للامة الاسلامية وفي ختام المحاضرة تحدث الساعدي على مستويات الثقافة وهي ثلاث مستويات (المستوى الادنى وهو الاطلاع على العقيدة والسيرة والأحكام الشرعية والمستوى الثاني التلقي الحسن ويرتكز على حسن الاختيار والعطاء واصالة الافكار اما المستوى الاخير فهو المستوى العالي وهو الفكر المتكامل والقدرة على الانتاج) مؤكدا ً على الشاب تحديد المستوى الذي هو فيه ليتسنى له النهوض بواقعه من مستوى الى اخر ليتكامل لديه النضوج الفكري ويصبح شخصية اسلامية تحمل الرؤى والافكار والمتبنيات والهموم الاسلامية.
وبعدها تحدث الاستاذ غازي الزركاني مسؤول التنمية البشرية في المؤسسة عن مقومات الشخصية وما هي العوامل التي توثر على الشخصية فهناك ثلاث عوامل تشكل المنظومة التي تقوم عليها الشخصية وهي ( الافكار والعواطف وبعدها تتحول الى سلوك) وهذه القواعد وضعها المفكرون الاسلاميون ومنهم الشهيد عارف البصري ( رض ) وقسم الشخصية الى شخصية ملتزمة وشخصية غير ملتزمة وقارن بين الشخصيتين وعلينا ان نميز انفسنا من اي نوع نحن وهل يوافق سلوكنا وعملنا عواطفنا ويرتكز على الافكار والمنظومة القيمية التي نؤمن بها وفي المحاضرة الثانية كانت حول (رؤية او منظور ستيفن كوفي للشخصية) والتي تقوم على انك (تزرع فكرة تحصد عمل , وتزرع عملا تحصد عادة , وتزرع عادة تحصد شخصية , وتزرع شخصية تحصد مصير) واكمل الزركاني حديثه وعرف العادات: هي نقطة التقاء المعرفة والمهارة والرغبة وثم قام بشرح كل من هذه المفاهيم التي يتكون منا التعريف واثر الثقافة او الفكر على التوجهات والسلوك والعواطف وبعدها اوضح مصطلح (مفهوم البردايم) وهو (العدسات او النظريات - الخرائط – النموذج و...) كل هذه المصطلحات تقارب مفهوم البردايم يعني الرؤية التي يمتلكها الانسان واثرها في رسم الصور التي تعزز الافكار وتشكل العواطف وتنعكس على السلوك وبذلك نرى ان هناك مقاربة كبيرة بين الفكر والمفكر الاسلامي والمفكر الغربي الذي تقف خلفة منظومة كبيرة ومؤسسات عملاقة بينما المفكر الاسلامي يعتمد على ذاته ومن اجل بث التشويق وتخلل الندوة مجموعة من التمارين والانشطة التي تقارب المضمون وشارك بها جميع الحضور وتركة انطباعاً عن اهمية الحضارة والفكر الاسلامي في بناء الامم والشعوب .
وعقدت الدورة على مدى يومين في قاعة المؤسسة حضرها عدد من أعضاء المؤسسة أضافة الى اللجنة المذكورة وقرر الحضور على أستمرار القاءات وعقدت الندوات وأقامت الدورات بشكل مستمر