أقامت لجنة الشباب والتطوير أحدى أقسام مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية ورشة بعنوان ( الألحاد الجديد ) وقدم الباحث ( غازي جلوب كريم ) بحثا ً عن ظاهرة الألحاد التي اجتاحت الدول العربية والإسلامية مبينا ً علاقة الأنسان والدين ثم نظرية ظهور الدين ظهور الدين في حياة الأنسان وفق علوم تاريخ الأديان , تطور الأديان , مقارنة الأديان . وتلك العلوم قائمة على المنهج العلمي والتحليل الفلسفي التي بينت أن الدين ملازم دائم للإنسان , وكان التوحيد أولا ً وهو أحدى النظريات التي تؤكد هذه الحقيقة – ملازمة الدين للإنسان – وبعد ذلك تعرض التدين الى تحديين هما الشرك والألحاد . وبعد المقدمة تعرض الباحث الى ظاهرة الألحاد باعتبارها موضوع البحث وبدأ بجذورها التاريخية مبينا ً سيرة الحركة الإلحادية وخطابها الإلحادي منذ زمن فلاسفة الإغريق الذين عبروا عن الألحاد بمقولتهم (( أن الآلهة في المكان المقدس قد ماتت )) ثم تحول الباحث الى مرحلة الألحاد في عصر التنوير الأدبي الذي عبر عنه نتشه (( لقد مات الله )) في القرون ( 16 – 17- 18 ) الميلادية بعد ذلك يتطرق الباحث الى مرحلة الألحاد الشيوعي في القرن العشرين الميلادي والذي عبر عنه ماركس (( الدين أفيون الشعوب )) وأخيرا ً مرحلة الألحاد المعاصر الذي ظهر عقب تفجير برجي التجارة العالمي في أميركا بتاريخ 11/ 9 / 2001 م .
ويركز الباحث على ظاهرة الألحاد الجديد مستعرضا ً منهجية ( الدائرة الرباعية المشكلة ) التي أصلت لها جامعة هارفارد في موضوع مواجهة المشاكل وحلها مبينا ً أهم النقاط وهي : اولا تحديد الظاهرة وبين فيها الباحث الألحاد ومصطلحاته وأهم دعاة الألحاد , والمحتوى الموضوعي لمقولات الخطاب الإلحادي محددا ً أهم سمات الألحاد وهي : الدعوة للألحاد , وعدائية الخطاب الإلحادي للدين وللإسلام على وجه الخصوص , وعلموية الألحاد . ثانيا ً تحليل ظاهرة الألحاد وهنا أشار الباحث الى أهم العوامل الحضارية والتاريخية التي هيئة المناخ المناسب وولادته وعادها بمجموعة من النقاط : تبني الفلسفة المادية والوضعية التي تختزل الوجود بالمرفوضة فقط , الحضارة المادية الغربية وفكرها المادي الذي أختزل الوجود أيضا ً بالمادي فقط , العامل السياسي عقب تفجير البرجين العالميين الذي يستهدف الأنسان العربي والمسلم باعتباره إرهابي .
ويكمل الباحث بالقول هذه العوامل الثلاث شكلت الخلفية البيئة الخاصة لاستدعاء الخطاب الإلحادي لاستهداف عقل الأنسان المسلم عامة والعرب خاصة .
وفي النقطة ثالثا ً يذكر الباحث اسباب الظاهرة معتبر الأسباب تنقسم الى نوعين منها موضوعية فكرية واخرى ذاتية وشخصية واجتماعية . فيما يعتبر الباحث بأن هناك عوامل ساعدت على إشاعة الظاهرة منها شبكة المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي والخطاب المتطرف , والتجربة المتواضعة التي أبداها الإسلام السياسي في بلاد الربيع العربي وغيرها
وفي نهاية البحث ركز الباحث الى طريقة علاج الظاهرة وأهمها هو تشخيص الظاهرة والوقوف على أسباب عواملها معتبرا ً هذا يشكل مقدمة ناجعة لتقديم المعالجة والحلول لها طبقا ً لأسباب وعوامل نشوء تلك الظاهرة وأهميتها مختصرها بنقطتين : معالجة الأسباب الموضوعية للظاهرة , ومعالجة الأسباب الذاتية للظاهرة. وشارك في الندوة عدد من الشباب أعضاء لجنة الشباب والتطوير في جو هادف من الحوار وتبادل الآراء