الأمام المهدي بن الحسن (عجل الله تعالى له الفرج ) تتوجه له أمال الأمة الإسلامية لتخلص من عذاباتها وهمومها ومنها بلدنا العزيز العراق الذي لايزال شعبه يعاني جملة من التحديات , ونحن نعيش ايام شهر شعبان المباركة وما يحمله هذا الشهر الفضيل من مناسبات وولادات أهل البيت عليهم السلام وأهمها ولادة الأمام المهدي المنتظر (عج ) وبمناسبة ذكرى الانتفاضة الشعبانية الخالدة أقامت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية وبالتعاون مع منظمة شواهد لحقوق الأنسان ندوة ثقافية بعنوان ( الانتفاضة الشعبانية ثورة شعب , وجريمة دكتاتور).

 قدم الندوة وأدارها غازي جلوب الزركاني مرحباً بالحضور وتحدث خلال كلمته الترحيبية عن الأمام المهدي بن الحسن عليهم السلام وانتظار الأمة الى فرج ظهوره كونه يمثل الأمل للخلاص من العذابات , وقدمت في الندوة ثلاث أوراق وكانت الأولى للأستاذ حسين جلوب الساعدي رئيس مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية تحدث في مطلع كلمته عن الخامس عشر من شعبان بالقول : كأنما للخامس عشر من شعبان قدر في التاريخ العراقي وكأنما في هذا اليوم يراد أن يؤرخ للعراق ويضيف الساعدي بأن مثل هذا اليوم بدأت حركة تأسيس الدولة العراقية التي اختُطفت وتحولت الى دولة طائفية وفي مثل هذا اليوم أن تكون انتفاضة لرفض النظام الصدامي الدكتاتوري ويؤكد الساعدي بأن ثورة العشرين كانت في الخامس عشر من شعبان وكذلك الانتفاضة الشعبانية في عام 1991م كانت في الخامس عشر من شعبان وبين 1920 وعام 1991 هي قصة طويله فيها العديد من الأحداث والمحطات وفيها كثير من المحن والاضطهاد وحالات التمييز وتمثل مفارقة كبيرة في تأريخ الدولة العراقية ويشير الساعدي الى الاضطهاد والتهميش والتفكيك التي تعرضت له الأكثرية في العراق وكذلك يتحدث عن المواقف ازاء هذا الاضطهاد وكان أولها عام 1932م عندما صدرت مذكرة الملك فيصل لمعالجة القضايا في داخل الدولة العراقية وبعد أن توفى الملك جاءت مذكرة حسين كاشف الغطاء المعروفة بميثاق الشعب التي تتناول الأمور الذي يراد معالجتها وعلى أثرها اندلعت ثورة الفرات الأوسط عام 1936م , وبعد ذلك جاءت مذكرة محمد رضا الشبيبي عام 1965م وكانت بدافع من اية الله العظمى السيد محسن الحكيم (رض) المعروفة باسم مذكرة محمد رضا الشبيبي وكانت تتناول نفس المحتويات ونفس القضايا وبعد ذلك جاء بيان التفاهم عام 1980 لمعالجة مثل هذه القضايا جاء بعدها اعلان عام 2000 م من قبل شخصيات شيعية ناظر الى موضوع الدولة العراقية , ويؤكد الساعدي بأن ذروة المحنة كانت في زمن نظام حزب البعث التي تضمن السجن والقتل والتعذيب والتشريد والتجويع والاضطهاد بكل ما يحمل من معنى ومسميات وجمعت الأمم المتحدة وثائق جرائم النظام أكثر من (4500000 )اربعة ملايين وخمسمائة الف وثيقة ويختم الساعدي كلمته بالقول أن الانتفاضة الشعبانية هي حدث تراكمي لبداية تأسيس الدولة العراقية فهي لم تكن حدثا ً عابرا ً وإنما هي رأي شعب وفي أحداثها وكل ما تضمنت مثلت ثورة من قبل الشعب وجريمة من قبل النظام الصدامي حتى كانت المقابر الجماعية التي هي أكبر شاهد شاخص للأعيان حسب تعبير الساعدي . 

 وتحدث الشيخ محمد العبادي عن الانتفاضة الشعبانية ووجهة في بداية حديثه الشكر والثناء الى مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية على اهتمامها وأقامت هذه الندوة المهمة التي لم يذكرها احد في العراق كله حسب تعبير العبادي وبدا العبادي حديثه بالقول الحديث الانتفاضة الشعبانية هو حديث ذو شجون وأعدها هي بداية منطلق الحركة الإسلامية للجهاد لغرض أسقاط النظام السابق يقول العبادي في عام 1991م تبلورت الفكرة لدى المعارضة العراقية الإسلامية بالتحرك وبجد لأسقاط النظام ونبثق خلال الانتفاضة وما حصل في الانتفاضة مشروع أسقاط صدام حسين لدى الشخصيات الإسلامية والعلمانية ويضيف العبادي لنا الشرف بأننا ساهمنا في الانتفاضة الشعبانية ويشير الى أن الكثير منا لا يعرف ماهي الانتفاضة الشعبانية ويعتبرها وكما اراد لها النظام السابق بأنها غوغاء أو حركة غير مرغوب بها وكثير من المسميات التي سميت فيها الانتفاضة الشعبانية لغرض الإساءة أليها وعدم الاهتمام بها وبما قدمه الثوار من تضحيات ويعزي العبادي بأن السبب الذي يجعل البعض لا يحترم الانتفاضة كونهم ليس لهم يد في انطلاقها ولا لهم أي مشاركة فيها وحاولوا بكل جهدهم طمس أسم الانتفاضة الشعبانية , ويواصل حديثه بالقول لو أردنا التحدث بكل المفردات والتفاصيل يطول بنا المقام وذكر مجموعة من البطولات والتضحيات التي قدمها أهالي ميسان وحتى عند القاء القبض عليهم من قبل قادة قمع الانتفاضة المجرم عزة الدوري وصباح هشام الفخري الذي أعدموا الكثير من النساء والشباب وبدون اي محاكمة وكذلك يتطرق العبادي الى المقابر الجماعية التي ضمت رفات الكثير من أبناء الشعب العراقي وقتلهم ودفنهم بشكل جماعي من قبل عصابات النظام الصدامي وكذلك يشير العبادي الى الملايين الذين شردوا في مخيمات في ايران والسعودية وما حصل من ظلم وملاحقة داخل العراق . 

وتحدث السيد جاسم الهاشمي مدير مؤسسة السجناء في ميسان  عن أثار الانتفاضة وانعكاساتها داخل السجون والإعدامات الجماعية وبشكل عشوائي للسجناء السياسيين والتعذيب والتحقيق ويذكر بأنه كان في سجن ابو غريب وعاش ردت فعل النظام معتبرا ً وقوع خطأ من قبل الثوار وهو عدم توجههم الى رأس النظام وأسقاطه وهذا أدى الى تمكن النظام من أبادة الثوار في كل المناطق التي حصلت فيها الانتفاضة والاساءة الى المنتفضين وتسميتهم ونعتهم بأسوأ المسميات وكذلك يعتبر الهاشمي عدم وجود دور فاعل للأعلام واختصاره على محطة تلفزيونية واحدة تعمل لصالح النظام جعل من الصعوبة الاتصال والتنسيق بين الثوار ويتكلم الهاشمي عن ما تم العثور عليه بعد أسقاط النظام من جرائم يندى لها جبين الإنسانية والكيفية التي تم دفن فيها عوائل بأكملها والنساء التي تحتضن أطفالها وكيف تم القائها في حفر ودفنها بواسطة الآلات وهم أحياء وذكر عدد من المواقف التي تم تسجيلها وتوثيقها وهي كثيرة . 

 وحضر الندوة عدد من العلماء والأساتذة الذين عاشوا ايام الانتفاضة وما حصل من قمع وقساوة الرد من قبل النظام البعثي وقد عقب الكثير منهم بالشارة الى بعض الشواهد والمواقف التي سجلت في الانتفاضة الشعبانية وكذلك المطالبة بتسجيل المقابر الجماعية في الأمم المتحدة على أعتبرها ذاكرة العراق .