نظمت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية ندوة حوارية حول ما تداولته الاخبار عن خروج العراق من المستوى المعرفي , ادار الندوة الدكتور رائد حمدان المالكي وافتتح الندوة بحديث جاء فيه بان اي دولة مرهون في بنائها الثقافي والمعرفي وميزة الحضارة في العالم اليوم هو مقدار المساهمة في النتاجات العلمية والمعرفة العالمية , ومن الناحية الاقتصادية فان اقتصاد المعرفة اصبح اليوم من اقوى اقتصاديات في العالم بحيث نجد أن الدول المتطورة في المجال المعرفي إيراداتها المالية تفوق الدول التي تملك موارد طبيعية مثل العراق ويختم المالكي حديثه نحن اليوم موجودين هنا لنسلط الضوء على هذا الموضوع والوقوف على التداعيات والأسباب والتعرف على مؤشر المعرفية وأهميته .

وقدم (أ.م.د معن عبود علي ) محاضرة بدئها بتعريف مؤشر المعرفة وهو مقياس للمفهوم الشامل للمعرفة أبتكر من خلال مبادرة مشتركة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد ال مكتوم , وكذلك تناول علي مفهوم المعرفة لغة ً واصطلاحا ً بعد ذلك تحول الى أنواع المعرفة والمتكونة من المعرفة الحسية , والمعرفة الفلسفية والمعرفة العلمية , وكذلك تطرق الى تعريف قاموس أكسفورد والذي عرفها : بأنها الخبرة المكتسبة عن طريق التجربة والتعلم والاستيعاب العلمي والنظري , ويخلص علي على أن المعرفة هي الأدراك وفهم الحقائق من خلال التفكير المجرد أو من خلال اكتساب المعلومة عبر التجارب والخبرات أو التأمل في مكنونات الأمور أو التأمل في الذات .

ويضيف علي بأن مؤشر المعرفة العالمي أستند الى مفهوم شامل للمعرقة ومن ثم يجب الاعتماد على قطاعات متكاملة تمثل المعرفة وتتمثل هذه القطاعات : التعليم قبل الجامعي , التعليم التقني والتدريب المهني , التعليم العالي , تكنلوجيا المعلومات , الاقتصاد . ولأن القطاعات المكونة تعمل في البيئة نفسها فقد أضيفت ركيزة سابعة تمثلت بثلاثة محاور أساسية هي : السياسة والمؤسسات , الاقتصاد والمجتمع , الصحة والبيئة , ويؤكد علي على أن التنمية لم ترتبط بالمعرفة جزافا ً بل جاء ذلك بسبب التطورات العلمية والتقنية الجديدة وأصبحت قوة البلد لا تقاس فقط بقدراته الإنتاجية وفعالياته السياسية وهيمنته العسكرية بل بما يمتلكه من المعرفة ومدى تسخير هذه المعرفة لأحداث التنمية ولا يمكن أحداث تنمية شاملة ما لم تصبح المعرفة جزءا ً وثيقا ً من الثقافة المجتمعية .

ويوضح علي من هذا الأساس أسس هذا المؤشر الى مفهوم جديد للمعرفة لا يحصرها في معرفة الحقائق وادراك المفاهيم وتراكم المعلومات , وانما يشمل كل العمليات التي تعالج المعرفة لتوظيفها في تطوير الأفكار والمفاهيم والنظريات , فالمعرفة وحسب المؤشر كل إبداعات الأنسان في مجال العلوم الطبيعية والتكنلوجيا والأدب والفنون , ويستخلص علي الى تصنيف المعرفة الى جزئيين أولهما التعليم المؤسسي وهو المحرك للتنمية الصناعية والأخر المعرفة التقليدية التي تكتسب من خلال الممارسة والخبرة التي تستمد من البيئة الثقافية , وفي كل الجزئيين هو المهم أن تكون المعرفة جهدا ً يسعى الى الابتكار من أجل تحقيق مضامين تلك المعرفة بهدف أحداث تغييرات إيجابية

ويؤكد علي مرة أخرى على أن لابد من أيجاد مؤشر لقياس المعرفة ويلخص فوائد المؤشر في : قياس المعرفة في مفهومها الشامل في الدولة , يتيح المقارنة بين الدول , تتيح الدولة معرفة القطاعات المكونة للمؤشر معرفة تفصيلية .

بعد ذلك يتناول المحاضر مكونات المؤشر في مجموعة من النقاط وأهمها : التعليم قبل الجامعي , التعليم التقني والتدريب المهني , التعليم العالي , البحث والتطوير والابتكار, تكنلوجيا المعلومات والاتصالات , الاقتصاد . وثم يتحول علي الى سبب اختفاء العراق من المؤشر المعرفي والذي يعزيه الى عدم توفر البيانات الخاصة .

ويذكر التداعيات بثلاث نقاط مهمة : كارثة ضعف قاعدة البيانات في العراق , خسارة ما يوفره المؤشر من فوائد كبيرة , أنتشار السمعة السيئة .

وجرى خلال الندوة نقاش عدد من القضايا التي تخص التعليم في العراق من قبل الحضور واختتمت الندوة بالتوصيات التالية :

  1. بناء رؤية استراتيجية للمعرفة في العراق تتبناها الدولة وليس الحكومة لتكون قضية وطنية كبرى .
  2. ربط التعليم قبل الجامعي بالترفيه والاستفادة من التجارب العالمية .
  3. الاهتمام الحقيقي بالتعليم والتدريب المهني , وربطه بسوق العمل من خلال توفر مراكز خاصة له وتشريع قوانين تسهل عمله .
  4. أعادة النظر بمعايير جودة التعليم التي تتبناها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
  5. ان البحث والتطوير والابتكار لا يحدث ألا بتحفيز مادي مجز ٍ , ومن ثم فلابد من خلق فرص لاستثمار الابتكار , وأهمها دعم قطاع خاص قوي يستثمر هذه الابتكارات .
  6. على الجهاز المركزي للإحصاء أن يتحمل المسؤولية ويبني قاعدة بيانات التي يطلبها مؤشر المعرفة , على أن يتوخى الدقة والمصداقية عند جمعها .

وحضر الندوة عدد من المختصين في مجال التعليم والمتابعين الى مؤشر المعرفة وطالبوا الجهات ذات العلاقة في العلم والمعرفة الاهتمام في المؤشر المعرفي وإعطاء التربية والتعليم في العراق أهمية قصوى وعدم السماح الى اي جهة سياسية التدخل في هذا القطاع البالغ الأهمية وأبعاده من الموازنات والسجالات السياسية ، وكذلك حضر عدد من وكالات الأنباء والصحف والقنوات الفضائية