استضاف ملتقى ميسان الثقافي الاستاذ جعفر فلحي العلوي والمحكم الدولي للصوت في أمسية تناغمت بين وتريات الصوت البشري وجمال الانغام الموسيقية ودلالتها الساحرة لقراءة محاضرته الموسومة "جماليات القراءة القرآنية بين الصوت البشري والانغام الموسيقية " وادار الجلسة الاستاذ الدكتور سلام الغضبان وسط حضور ثقافي وأكاديمي مائز في مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية تناول فيها العلوي كيفية النشأة الموسيقية عبر العصور وامتدادها والتي انبثقت من المعابد والحاضنة الدينية انذاك معززا بذلك بالكشف ما ورد من الدراسات التي اكتشفت التراتيل والتواشيح والترانيم الدينية معتمدا على اللغة السومرية والاشورية والفرعونية وأشار الباحث إلى العصر القوطي والتحول الذي تحولت فيه الموسيقى من الغناء الديني إلى الغناء الماجن والفنون الراقصة. كما نوه العلوي إلى تعدد القراءات والصوت البشري المؤثر كاعجاز قراني والتداخل النعمي والصوتي واستخدامه للمد في المقامات كالحجاز وغيرها من المقامات التي استخدمت في ترتيل القرآن ومن تناغم الحروف بمدياتها القواعدية المؤثرة مستشهدا بانبليون بونابرت حين دخل مصر واستمع إلى مؤذن ذا صوت حسن واخر ذا صوت بشع وأعطى المؤذن البشع ما قيمته دينار مصري والمؤذن ذا الصوت الحسن ربع دينار فسأل عن ذلك فقال بفضل هذا الذي كاد يدخلني الإسلام وذاك اخرجني منه. وتطرق العلوي كيف ان السمفونيات الغربية والموسيقى هي نتاج من التواشيح الدينية وان الآلات الموسيقية هي بأسماء عربية. مشيرا إلى أن الحصري هو أعلى صوت متكامل وصوته فاق الأوبرا وهذا ما اثبتته الدراسات وأضاف إلى أن عثمان الموصلي قام بتأسيس مدارس التواشيح الدينية عند ذهابة إلى تركيا وان الموصلي تتلمذ على يديه عمالقة الفن المصري أمثال الحمولي والسنباطي وغيرهم من عمالقة الفن ومن الجدير بالذكر أن اغنية ام العيون السود لناظم الغزالي هي من تأليفه وأكد العلوي ان الموسيقى هي روح الدين وان الدين هو الموسيقى وان كل ما صدر من تحريم في الفتاوى الدينية للموسيقى لا علاقة له بالدين كما أشار الباحث في دراسته القيمة إلى بقية الدراسات التي جاءت في الصوت ومعاجز القرآن الكريم على باقي الصوتيات والفنولوجيا العربية وفيزياء الصوت ومن أسس لهذه العلوم الصوتية كالفراهيدي وسيبويه وكيف ان الفراهيدي تذوق طعم الحروف ناهيك عن بقية الأبواب الممتعة التي لم يستطع الباحث تناولها لضيق الوقت وفي ختام الجلسة فتح باب المناقشة للحاضرين والتي طرحت من الجمهور الذي تفاعل بسرد هذي السمفونية التي اضاءت القاعة بمفرداتها الشيقة