شبابنا تحت القصف
غازي الزركاني
كثيرة التحديات التي تواجه الشباب , وعظيمة هي المخاطر التي تعترض مسيرتهم في صناعة المجد لاممهم ودولهم , ومن هذه المخاطر تلك التحديات هي : ازمة الهوية والقيم الوافدة , البطالة , التسرب من التعليم, الفكر المتطرف , الهجرة , حيث تطول هذه القائمة ولا تنتهي الا ان الاغرب في هذه المشاكل ان يقع شبابنا تحت القصف الالحادي ؟!
ففي زيارتي الاخيره لامريكا لامسَ سمعي انباء تتحدث عن شيوع افكار الالحاد بين اوساط طلبتنا الجامعيين هناك وقلت عندها لاعجب ان يقع اولادنا فريسة تحت مرى الحضارة الغربية بما فيها من مجالات رفاهيه وما تمتلكه من اجهزة ومؤسسات اعلامية كبيرة ورصينة خصوصا وهم يعيشون في كنف هذه الحضارة وتأثيراتها فضلا عن غياب ومحدودية تأثير مراكزنا الاسلامية في تلك البلاد .
لكن بعد عودتي الى ارض الوطن وعن طريق الصدفة التقيت بأحد الشباب الذي تركته مؤمنا وعاملا في احد صفوف حركتنا الاسلامية واذا به ينهال عليَ بسيل من الشبهات التي تطال الاسلام فكرا ومنهجاً وتاريخاً .
وتكرر معي هذا المشهد مرارا وتكرارا في مناسبات عدة الا ان الغريب بهذه الشبهات انها صادرة من شباب لهم حظ ونصيب من التعليم الحوزوي والحركي الاسلامي فما بالك مما يصدر من الشباب الذين لم توفر لهم هذه الفرصة -التعليم الاسلامي- خصوصا الذين يرتادون الشبكه العنكبوتية لاكثر من اربع ساعات يومياً حسب بعض الدراسات الاخيرة ,والا نكى من كل ذلك ان نجد من ابناء جلدتنا واولاد حارتنا دعاة مخلصين لظاهرة الالحاد (كبسام العراقي) في السويد المعروف باشهر ملحد في اوربا ,وملحد مانهاتن في امريكا .
نحن حقيقة امام موجة الحاد واثق وعنيد يغزو أبناءنا ويطال واقعنا العربي والاسلامي وينال من مقدساتنا متمسحاً بمسوح العلم والتطور والعقلانية .هذا ومؤسساتنا الحكومية والدينية -حسب اطلاعي- لم تحرك ساكنا وكأن الامر لا يعنيها والمسؤولية لا تطالها , نعم هناك جهود فردية مشكورة وماجورة في هذا الاقليم او ذاك من ربوع وطننا العزيز ارتقت فيها الغيرة والحمية على اسلامها الحنيف فشمرت سواعد الجد - كالدكتور عمرو شريف في مصر والدكتور محمد العوضي في الكويت مثالا لا حصرا- لتذود عن اسلامها الحنيف شبهات المد الابيض القادم الينا من بلاد العم سام والقارة العجوز .