•عبد الزهرة عثمان محمد ( عز الدين سليم ) ولد في ناحية الهوير 1943م.
•أكمل دراسته الإبتدائية في مدرسة الهوير والمتوسطة في قضاء القرنة وتخرّج من دار المعلمين في البصرة عام 1964م .
•مارس التدريس في العراق والكويت من 1965 – 1980م
•تألق في عالم الدراسة والبحث في المجلات والصحف الثقافية في العراق والكويت وايران ولبنان .
•أحد قياديّ حزب الدعوة الاسلامية وعضو اللجنة المشرفة على تنظيمات البصرة عام 1961 – 1975م .
•بعد ظهور الخلافات في قيادة الدعوة شكّل الشهيد عز الدين سليم عام 1980م حركة الدعوة .
•عضو الشورى المركزية في المجلس الأعلى عام 2001م.
•عاد الى العراق يوم 17/5/2003 وتعرض للإغتيال يوم 17/5/2004 وهو رئيس مجلس الحكم في العراق .
•له العديد من المؤلفات وأكثر من (135) كتاباً طُبع منها (76) كتاباً .
الشهيد عبد الزهرة عثمان محمد المعروف بالأوساط السياسية والإعلامية بـ (عز الدين سليم ) داعية وحركي ومفكر ومنظّر ومجاهد وشهيد، تألق في كل المجالات التي سار في دروبها حتى اضحى من ابرز القيادات الاسلامية في الساحة العراقية .
أضفى طابعه الجنوبي وحياته الاجتماعية ونشأته الإيمانية لشخصيته وتأثيره الساحر لكل من التقى به وأحبه كل من عاشره ،التقت تلك الصفات بروح الإسلام وأخلاق الأنبياء والحركة والعمل والجهاد التي تحرك في فضاءاتها .
فالشهيد مدرسة متكاملة الجوانب مقرونة بالهدوء والرزانة والقوة والمرونة وحب الاخرين والنتاج الفكري والثقافي والاعلامي والسياسي الذي ابدع به الشهيد في تلك المجالات فكان مفكراً اسلامياً يعالج كثيراً من قضايا الفكر والتشريع اهمها التي تمثل مشروعه ( مكانة الإنسان في الاسلام) والاسلام رسالته الخالدة والقيمة الحضارية للإسلام وحول تشكيل العقل السليم وغيرها ،وفي مجال الاعلام كان رئيس مجلة الجهاد ومجلة رسالة التقريب ومجلة التقرير السياسي وجريدة الشهادة وجريدة الاعتصام وغيرها .
وقد اخذت السيرة النبوية وسيرة اهل البيت (عليهم السلام) الاهتمام الواسع في كتاباته وبحوثه ودراساته ومحاضراته فكان اول نتاج اطل به على الساحة العلمية اشتراكه في المسابقة العالمية عام 1967م بالكتابة عن فاطمة الزهراء (عليها السلام) بعنوان ( الزهراء فاطمة بنت محمد) الذي حاز الجائزة الثانية وكان له الأولى التي أعطيت للكاتب المسيحي سليمان كتاني في كتابه ( فاطمة وتر في غمد) تكريماً له لأنه مسيحي يكتب عن فاطمة بنت نبي الإسلام، ثم كتب عن سيرة المصطفى محمد(ص) ثم كتب عن أمير المؤمنين (ع) وعن سيرة الإمام الحسن (ع) وكتب أربعة كتب عن الإمام الحسين (ع) وعن حياة الأئمة حتى الإمام الجواد (ع).
وكان في كل ما كتب يتميز برشاقة العبارة وقوة البيان وتعدد المصادر واستنباط الأفكار العملية والرؤى الحركية من سيرة النبي (ص) وأهل البيت (عليهم السلام) .
ثم ارتقى في ما كتب للقضايا المنهجية في دراسة السيرة والتي أهمها كتابه ( هكذا نقرأ السيرة ) وهي مجموعة من البحوث والدراسات التي جمعها الشهيد في كتاب بهذا العنوان وبالمقدمة يقول : ( نقرأ في هذه المحاولة فصولاً من السيرة النبوية الشريفة ونعيش مقاطعاً من تاريخ الأئمة الهداة من آل محمد (ص) وهي تجسد رسالة الله تعالى وقيمها وإحكامها واقعاً حياً متحركاً في دنيا الناس لتضيف للرسالة الإلهية بعداً غضاً ينبض بالحياة والديناميكية والصدق والاستقامة . وعبر فصول هذه الدراسات الموثقة نجد الدور الرسالي العظيم الذي باشر قادة الأمة وهداتها والمناهج العملية التي أسدوا من خلالها أعظم الخدمات لهذا الدين والمسيرة الإنسان باتجاه التكامل وعلو الشأن ....)
(ان هذه الدراسات تتخطى طريقة الدراسات التأريخية التقليدية التي ألفناها عادة عند عرض السيرة وحوادث التاريخ الإسلامي ووقائعه المختلفة فتستلهم القيم الإنسانية العالية والخطط والبرامج والمشاريع الخالدة التي باشر به رسول الله (ص) وأهل بيته عليهم السلام عملية تنفيذها في ظروف مختلفة سياسية واجتماعية وثقافية ...
ان غرضنا الأساس من طرح هذه الدراسات الموثقة هو أن نوفر للإنسان المعاصر دروساً عملية من خلالها نساهم في بناء الحضارة الإنسانية الرفيعة ،حيث يركز في منهجه لدراسة السيرة المنهج العملي التي تساهم في بناء الإنسان والحضارة ويدرّس في كتابة هذه المباحث التالية التي تتناول المجالات فيما يتعلق بسيرة الرسول (ص) وحياة الائمة بشكل عام وجوانب تطبيقية في حياة الائمة ومواقف من قضايا السيرة .
فقد ذكر فيما يتعلق بسيرة الرسول (ص) في مبحثين هما ( هوامش على سيرة رسول الله (ص) ) الذي يركز فيها على الإعداد الروحي لشخصية النبي (ص) قبل البعثة واثرها في تكوينه ويعتمد على نماذج من السيرة المطهرة في القرآن الكريم التي أنْ جمعت واستنطقت معانيها لأعطت الصورة المشرقة والعقيدة الناصعة لشخصية الرسول ويورد من خلالها تخرصات المستشرقين وتقوّلات الاخباريين والذين حاولوا الاساءة والتشكيك بشخصية الرسول (ص) وعصمته وصدقه وينتهي الى ان الاعداد الرباني للنبي محمد (ص) من خلال القرآن الكريم والوثائق وروايات اهل البيت (عليهم السلام) .
ان إعداد النبي محمد (ص) كان إلاهياً منذ ولادته ومسيرة حياته وسيرته وتعاليمه واحكامه والتزامه بأعلى درجات الفضيلة .
بحث ( المعالم الأساسية للمنهج التفسيري عند الرسول الخاتم -ص-) الذي يرصد فيه أهم المعالم، وهي التدرّج من أجل بلوغ الاهداف من خلال تنامي الحركة النبوية في الواقع الاجتماعي والسياسي وإثراء القيم الاسلامية الكريمة بدءاً من قيم التوحيد والنبوة والقيامة والفرائض والقيم الاخلاقية والمفاهيم .
ويركّز على الواقعية في العمل والتخطيط من حيث السرية ،دعوة الاقربين ،والبحث عن مناخاة جديدة للدعوة والهجرة والمؤاخاة التي اتسمت في الواقعية من حيث الحركة والعمل والمبادرة التي اتصفت بالمرونة في التعامل مع المحيط الاجتماعي في مكة والمدينة .
ان هذه المرونة لم تكن على حساب الحق وانما كانت تواجه التحديات وترفض المساومات ، وكل سيرة كانت تحمل آمال والآم البشرية حيث يهدف الى تفسيرها على اساس العلم والعمل والتفاؤل والحذر والتحرك في حمل التجربة النبوية والانفتاح على افكار الآخرين واعتماد الحوار وعرض الرسالة الإسلامية بعطاء النموذج او الهدي النبوي .
في هذا المنهج الواعي للرسالة والرسول يعرض الاسس لفهم وقراءة السيرة بهدفية وحركية بما ينسجم مع شخصية الرسول التغييرية .
وفي إعداد منهج لفهم وقراءة سيرة أهل البيت (عليهم السلام) يركز الشهيد على التجربة العملية في حياة الائمة (ع) فقد اخذت تجربة امير المؤمنين (ع) مجالاً واسعاً في تفكيره فكتب كتابه ( المعارضة السياسية في تجربة امير المؤمنين -ع-) الذي يعتبره احب كتبه اليه ويقول عنه علمني أمير المؤمنين(ع) كيف اتعامل مع الناس في العمل السياسي .
وفي كتابه ( هكذا نقرأ السيرة ) يؤسس منهجاً لقراءة سيرة الائمة (ع) ويقول ( فهذه السيرة الهادية قد حملت مفاهيم وتصورات وخطوات عمل ومبادرات عديدة تبلورت في ضوء العديد من الظروف والتعقيدات والأوضاع التي كيّف الائمة اساليب عملهم وخطواتهم على ضوئها ).
فكل خطوة من خطواتهم ترتبط بالظرف الموضوعي الذي عاشه الامام وان اطروحتهم هي عملية تطبق مبادئ الدعوة الاسلامية على ضوء الاوضاع التي عاشوها فالسيرة العلمية والاحاديث المروية عنهم تشكل بمجموعها اساليب عمل ويركز في معالم منهاج الائمة على القضايا التالية :
•مصلحة الإسلام هي الحاكمة
•الحفاظ على الخط وتفسير الوسائل ومنهج التدرّج في عملية البناء التي تعتمد على موقع الأمة في في خط أهل البيت والعمل للإرتقاء بها والحفاظ على كيانها.
ثم يتوقف أمام الحركة التغيرية عند الامام الصادق (ع) من حيث المدلول والظروف وصيانة الخط وتوفير الوسائل بنشر العلم ورد الزنادقة والغلاة وفتح آفاق الحوارات والمناظرات مع الاتجاهات الفكرية المعاصرة لتكون سيرة الامام الصادق (ع) زاخرة في العطاء العلمي والحركة والبناء والإعداد والتوجيه والإمتداد .
اما الخط المناوئ الذي منشئه العقدة القريشية في صياغة احداث التاريخ بدءاً من الموقف القريشي الذي واجهه الرسول (ص) وحادثة زيد بن اسامة واجتماع السقيفة ودور الطلقاء في ادارة شؤون المسلمين وتصدي معاوية وحروبه للإمام علي(ع) وحربه مع الامام الحسين (ع) وشهادة الامام الحسين (ع) وما حدث عنها من حوادث كانت ناتجة عن العقدة القريشية .
ويطرح موضوع بغاية الأهمية من حيث المنهجية في قراءة السيرة وهي سيرة الائمة بين إيجاد العقيدة ودراسات السيرة تركز على موقعهم في الأمة الإسلامية ومكانتهم العقائدية والوصية والإمامة والعصمة وعلم الائمة التي تنعكس في قراءة سيرتهم ( عليهم السلام) .
ان القضية العقائدية في قراءة السيرة وعرضها وفهمها يمثل منهجاً تميز به الشهيد في دراسة وقراءته لسيرة الائمة،وان كتابات ودراسات وبحوث الشهيد عز الدين تمثل منهجاً متكاملاً في دراسة السيرة وقراءاتها بشكل صحيح التي حاولنا اثارتها في هذه المقالة المقتضبة .