القوى السياسية المشاركة في الانتخابات" الاثر الاقليمي والدولي"
الحلقة الخامسة
كان ولا يزال الأثر الإقليمي والدولي فاعلاً ومؤثراً في سير العملية السياسية في العراق وذلك لطبيعة تعدد المكونات والولاءات ومجالات النفوذ في الساحة العراقية .
واضحى العراق مسرحاً للصراع الدولي ومجالاً لنفوذ الأرادات والبرامج واستقطاب للأحزاب والشخصيات وتأتي طبيعة القضايا التي تكون مادة لهذا الاستقطاب للأحزاب والشخصيات .
منها الاحتلال وإسرائيل والطائفية والنزعة القومية وتراجع دور الأقليةالحاكمة (السنة) وتقدم الأكثرية (الشيعية) في إدارة الدولة وتشكيل الإقليم ومساعي الانفصال والمناطق المتنازع عليها والقومية الثالثة التركمان والأقليات وتمكينها والثقافة الوافدة والحفاظ على الهوية الإسلامية والتعددية الواسعة في العمل الحزبي والانتخابي وتركة النظام الدكتاتوري والتحول نحو الديمقراطية المربكة وكتابة الدستور وعناصر القوة التي يمتلكها الأكثرية الشيعية والتنافس بين القوى السياسية وتوظيف المال السياسي والدعم المالي لكل مكون حسب الامتداد والتأثير الإقليمي وتفكك التحالفات الكبيرة وحالات الإخفاق في إدارة الدولة بتقديم الخدمات والموارد الاقتصادية والخدمات اللازمة والضرورية وغيرها .
هذه القضايا المثقلة فيها الساحة العراقية تكون مجالاً خصباً مبرراً للصراع والنفوذ الإقليمي والدولي في أجواء يغيب فيها المشروع الوطني العراقي والأمة العراقية على مستوى الوعي والإرادة والموقف وان طبيعة الصراع الذي شهده العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وسيطرة الأقلية واضطهاد الأكثرية وقمع الكرد وتعذيب الأقليات وتعدد الانتماءات الفكرية القت بأثارها على العملية السياسية لتجعل الانتماء للمكون والحزب متقدم على الإنتماء للوطن واهم من الشعارات للدولة العراقية وأزاد الأمر تعقيداً بعد الحرب الطائفية والعمليات الإرهابية التي حصدت مئات الألاف من أبناء العراق وتركيز الانقسام الحاد بعد ان اصبح تشكيل الحكومات في العراق على أساس المكونات واضحى تقليداً سياسياً .
فهذه الأحوال الموضوعية والذاكرة التاريخية والممارسة العملية وعمقت الانقسام والذي يقود للانفصال وتقسيم العراق مجالاً واسعاً للنفوذ والتدخل والدعم والمساندة للدول والإقليم والمنظمات العالمية التي تحمل ثلاثة محاور وهي :
أولاً : المحور الأمريكي وحلفاؤه .
ثانياً : المحور التركي القطري .
ثالثاً : المحور الإيراني وخط المقاومة .
هذه المحاور الثلاثة الدولية والإقليمية التي لها نفوذ وتأثير في الحراك السياسي وسير توجيهات الانتخابات القادمة .
حسين جلوب الساعدي
٢٠٢١/٧/٢٦
يتبع