القوى السياسية المشاركة في الانتخابات"الاثر الاقليمي والدولي"
الحلقة السادسة
أولاً : المحور الأمريكي وحلفاؤه :وهذا المحور الدولي والإقليمي متمثلاً بأمريكا ونفوذها العالمي وإسرائيل والسعودية والأمارات والأردن ومصر ومن يسير بركبهم .
وهو محور يدعم التيار المدني ويدعو للتطبيع مع إسرائيل وقطع العلاقات مع ايران وتصفية المقاومة ويدعم الإرهاب ويعمل لأضعاف الشيعة والهيمنة على المنطقة ويساند تقسيم العراق ويحاول مسخ الهوية الإسلامية والسيطرة على خيارات البلاد والمنطقة .
وله نفوذ قوي في العراق من خلال التواجد الأمريكي السياسي والعسكري والمنظمات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني المدعومة والنفوذ السعودي في العراق الذي يعتمد الطائفية في المناطق السنية وشراء الذمم في الأوساط الشيعية والهبات الإماراتية ونافذة الأردن لاحتضان حزب البعث والشخصيات المطلوبة وحمل لعقد الاجتماعات والمؤتمرات والمامرات واختراق آسرائيل لإقليم كردستان والجيوش الإلكترونية ومنصات التواصل والفضاءات والأعلام المكثف والمدروس الذي يستقطب ويوجه الجماهير .
ان النفوذ الأمريكي في العراق يعود لحقبة اختلال العلاقة مع النظام الدكتاتوري بعد توريطه بدخول الكويت وإعلان مشروع تحرير العراق من حكومة كلنتون عام 1996 وبدء الاتصالات بالمعارضة العراقية وحتى تمخض عن مؤتمر لندن عام 2002 الذي شارك فيه اكثر القوى السياسية العراقية الكردية والقومية والإسلامية الذي رسمت فيه المعارضة ملامح الدولة العراقية الجديدة في ان يكون العراق جمهورية فدرالية ديمقراطية برلمانية تعددية .
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري وإعلان الأمم المتحدة الاحتلال الأمريكي للعراق .
ازداد النفوذ الأمريكي في كل مفاصل الدولة وإدارة المحافظات وكونت علاقات مع الكثير من الشخصيات التي دعمتها في سير العملية السياسية .
وقد رسخت إدارة الاحتلال المحاصصة وحكومة المكونات والنظام الديمقراطي التوافقي وواجهت تحديات وهي في طريقها للهيمنة على العراق .
1- نفوذ المرجعية الدينية واثرها في تكوين الوعي والإرادة والموقف لدى الأكثرية التي دعت لكتابة الدستور والانتخابات واستطاعت جمع الشيعة في الائتلاف العراقي الذي يحقق الفوز الساحق والأكثرية الفاعلة في البرلمان ليخرج الشيعة عن هيمنتها .
2- ظهور المجاميع الإرهابية في المناطق السنية وتشكيل اكثر من عشرين فصيلاً مسلحاً لمحاربة الاحتلال والحد من النفوذ الشيعي في إدارة البلد وفعالية تنظيم القاعدة ورواج الفكر التكفيري والوهابي والعنف والتطرف اتجاه الأمريكان والشيعة .
وقد تكبدت القوات الأمريكية الأف القتلى في مواجهة القاعدة والمجاميع الإرهابية .
3- تشكيل المجاميع المقاتلة والمسلحة في المناطق الشيعية التي ترفض التواجد الأمريكية والاحتلال والتدخل في البلاد وقد خاضت العديد من المعارك الحاسمة في مواجهة القوات الأمريكية .
4- الرغبة القوية من قبل الحكومة السابقة والقوى السياسية لأنهاء الاحتلال وإخراج القوات الأمريكية من العراق الذي تحقق عام 2011 في عهد حكومة المالكي.
هذه التحديات جعلت الأمريكان وحلفاءهم في حالة الانسحاب وترتيب الأوراق من جديد وفق برامج ومشاريع وادوات مؤثرة في التأثير على سير العملية السياسية في العراق .
يتبع.
حسين جلوب الساعدي
٢٠٢١/٧/٢٦