القوى السياسية والمشاركة في الانتخابات
الحلقة الحادية عشر
المحور الأمريكي وحلفائه
5- إظهار قدرتها في تحدي القوى الإسلامية : لإضعافها وهزيمتها من الداخل والسكوت عن أفعالها او استهدافها بعد عزلها عن محيطها الجماهيري والسياسي والحكومي .
فقد أظهرت السياسة الأمريكية قدرتها للتحدي للإرادة العراقية بسلسلة من الأعمال وفي مقدمتها تشكيل داعش باعتراف رئيسها لتعقيد المشهد السياسي في العراق وتحقيق مزيد من الانقسام ووهزيمة هذا المشروع بظهور الحشد الشعبي وفتوى الجهاد الكفائي من المرجعية فشل مخططها وان أوجدت تحدي حقيقي لوحدة العراق واستنزاف لقدرات العراق وبرزت القوى الإسلامية المقاومة والساندة لانتصارات الحشد الشعبي فأخذت تخطط لإضعافه وضربه وعزله من القوى الاجتماعية الساندة لقناع الرأي العام انه أتم المهمة ويستحق التكريم والتسريح التي تقضي بنزع السلاح بالإجبار والاختيار والتسريح باختيار الهوية أما سياسية او اجتماعية او اقتصادية او عسكرية ضمن الأجهزة الأمنية وتدمير الهوية وتعطيل الهيكلية وأسقاط قوات المجاميع وإعادة الدمج بإعطائهم المنح والوظائف ثم اطلاق مشروع تطوير الأجهزة الأمنية لمزيد من الهيمنة والسيطرة ليكون الحشد ضمن البرنامج والمشاريع الأمريكية فتفاعل معها قطاع واسع في الوسط السياسي وسكت البعض ورفضها الخط المقاوم وفي جوهر هذا عملية عزل وترويض لقصد الإجهاز .
ثم يبدأ الإجهاز بضرب قوات الحشد الشعبي المرابط في ساحات المواجهة والحدود العراقية السورية ومعسكرات الحشد في الأنبار وصلاح الدين والموصل وبغداد ان عملية القصف إمعان في عملية الأذلال والانتقال للمواجهة واذا قام خط المقاومة بالرد والانتقام تقوم أمريكا بتحريض الحكومة التي تكون مستجيبة في بعض مفاصلها ثم انتقلت خطوة أخرى في إصدار قرارات بأدراج بعض القوى المقاومة والشخصيات القيادية فيها ضمن قائمة الإرهاب لمزيد من المحاصرة والتحدي والعزل والإجهاض وأخيراً وليس اخرأً في هذا المسلسل قيام أمريكا باغتيال قادة النصر (الحاج سليماني وأبو مهدي المهندس) التي أرادت فيها أضعاف قدرات المقاومة ومحاصرتها والقضاء عليها وكان الرد الشعبي والجماهيري واسع والموقف السياسي شكلي والحكومي ضعيف .
ان إظهار قدرات أمريكا في التحدي للقوى الإسلامية وخط المقاومة قصد بأضعافها ومحاصرتها وتغيير المعادلة السياسية في العراق بشكل أوسع في الانتخابات القادمة .
حسين جلوب الساعدي
٢٠٢١/٨/٤