القوى السياسية و المشاركة في الانتخابات
الحلقة ( ١٣)
المحور الثاني. المحور التركي القطري.
المحور الثاني : المحور التركي القطري :
الذي اخذ يتبلور بعد سقوط حكومة الإخوان المسلمين في مصر والحصار الذي فرضته السعودية وحلفاءها (الأمارات والبحرين) على دولة قطر لدعمها للإخوان وعلاقتها بإيران .
تركز عمل المحور التركي القطري على دعم الحركات الإسلامية ذات الجذور الإخوانية في المنطقة وتقاطعات مع المحور الأمريكي السعودي في ذلك وأخذت تحاول العمل على تمساك التنظيم العالمي للإخوان الذي تهاوى تحت ضربات السيسي في مصر وانسحاب الغنوسي من التنظيم العالمي في تونس والحرب في ليبيا وسقوط النظام السوداني الإخواني فالمعركة على مستوى المنطقة الذي يأخذ العراق اهتمام هذا المحور .
فتركيا تعمل في العراق من اجل النفوذ والامتداد بعدة محاور التي تفرضها طبيعة العراق المتنوعة وهي :
1- الجانب الاقتصادي الذي تسعى الشركات التركية لمزيد من النفوذ والعمل المتواصل في العراق وقد كان لها الحضور المتميز والعمل الممدوح في جميع أنحاء العراق .
واصبح العراق السوق المفتوحة لكل البضائع التركية حتى وصل ما قيمة عشرات المليارات والعمل التجاري والشركات مهدت لمزيد من العلاقات مع تركيا .
2- العلاقة مع القوى الإسلامية الشيعية في محاولة منها لعرض تجربة حكم العدالة والتنمية كنموذج الناجح في الحكم والخطاب الإسلامي والانفتاح على الحياة والمرونة في الحكم والاستقرار والاستيعاب للمكونات والتعامل معها والنمو الاجتماعي والاقتصادي التركي في عهد حكم حزب العدالة والتنمية وحاولت بعض القوى في تعديل خطابها واستنساخ الأفكار والمفاهيم والأسلوب في الحكم التركي .
وقد فتحت اكثر الأحزاب الإسلامية الشيعية مكاتب لها في تركيا لأغراض تجارية وتعاون سياسي .
3- دعمت تركيا الحركات السياسية في الموصل وفي مقدمتهم بيت النجيفي فكان لهم حضوراً سياسياً في الدورات السابقة واحتضنت الشخصيات السياسية التي هربت من القضاء العراقي ورعت العديد من المؤتمرات التي أقامت بعض القوى السياسية التي تأخذ طابع المعارض للدولة العراقية فالجانب التركي على تواصل ورعاية للقوى السنية في العراق والموصل بالخصوص .
4- رعاية المكون التركماني في العراق وتمكينه في الحضور السياسي وجميع فصائله لغرض ان يكون له دور في العملية السياسية والدفاع عنه في المناطق المتنازع عليها وجعل قضية كركروك وتلعفر محورية في سياستهم وخطابهم واستقطابهم للمكون التركماني .
فالتركمان على مختلف توجيهاتهم الفكرية ومجاميعهم السياسية يلتقون في سقف الرعاية التركية .
5- العلاقة مع إقليم كردستان التي تأخذ طابع المصالح الاقتصادية من جانب في أخر هواجس امنيه باتخاذ حزب العمال الكردي ملاذاً في الأرض العراقية من إقليم كردستان التي تعمل تركيا في توثيق علاقتها مع الحزب الديمقراطي والحفاظ على العلاقة التاريخية معه ومنع حزب العمال في اتخاذ العراق موضع للانسحاب بعد مواجهة مع الجيش التركي .
فالإقليم مساحة صراع في السياسة التركية التي تعمل على إيجاد النفوذ فيها .
اذاً تركيا لديها امتدادات في العراق في الجانب الاستثمار والاقتصاد والتجارة وعلاقات مع بعض القوى الشيعية لنقل تجربة حزب العدالة والتنمية ودعم الحركات والأحزاب السنية واحتضان ورعاية المكون التركماني وعلاقات سياسية تاريخية مع الحزب الديمقراطي وهواجس امنيه لحزب العمال فأن هذه القضايا لها مدخليه في أجواء الانتخابات القادمة .
أما دولة قطر : كانت جزءاً من المحور الأمريكي والإسرائيلي والداعم لقوى القاعدة والمجاميع المسلحة في المنطقة السنية والباذل السخي في دعم القوى السنية في الانتخابات وشكلت لها محور سني قوي كالحزب الإسلامي وخميس الخنجر واحتضان بقايا حزب البعث .
وكانت على علاقة مع بعض القوى الشيعية وبعد قضية حكم الإخوان في مصر اختلفت مع السعودية التي دعمت الانقلاب في مصر وعملت أمريكا وإسرائيل لتغيير ثقل إدارة المنطقة من قطر الى السعودية تحول التنسيق اليها من قبل بعض القوى الشيعية واتجهت قطر لتطوير علاقاتها مع ايران في إدارة بعض القضايا في المنطقة بعد الحصار الذي فرضته السعودية وحلفاءها .
فالمحور التركي القطري لا زال له دور في العراق الذي يكون له مدخليه في سير الانتخابات وخصوصاً في المنطقة السنية .
حسين جلوب الساعدي
٢٠٢١/٩/٢