يُعد التصويت بضم الأهوار الى لائحة التراث العالمي في مؤتمر اسطنبول الخاص لمنظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة في دورتها الأربعين بضم اهوار العراق الى لائحة التراث العالمي أنجاز مميز جاء من خلال جهود مجهولة من قبل اولئك الذين يخططون ويتابعون ويتحركون من بينهم  أفراد ومنظمات المجتمع مدني ومؤسسات حكومية ساهمت وقدمت الكثير منذ تغيير النظام ولحد التصويت على هذا المشروع

مؤسسة الهدى للدراسات الأستراتيجية في ميسان أقامت ورشتها بعنوان " مستقبل الأهوار بعد ضمها ضمن لأحة التراث العالمي"

 وان  مؤسسة الهدى تهتم بالجوانب الثقافية والمعرفية والبحثية وكذلك الدراسات والبحوث والمشاريع الثقافية كانت لها مساهمة مهمة في قضية أدراج الأهوار ضمن لأحة التراث العالمي فهي كانت سباقة بأقامة مؤتمر أنعاش الأهوار عام 2004 وحضر في ذلك الوقت وكيل مدير الموارد المائية وكذلك الدكتور عزام وكثير من الشخصيات التي تهتم بشؤون الأهوار وفي الوقت الحاضر المؤسسة عاكفة على أنجاز موسوعة خاصة عن تاريخ وطبيعة وسكان الأهوار وتعد الأول من نوعها وكذلك لها مشاركة مهمة مع الجانب التركي في أواخر شهر أيار من العام الجاري حول مواضيع المياه وزيادة الأطلاقات المائية وتنظيم المياه التي تخصص للاهوار والحفاظ على البيئة .

وقد تضمن برنامج الورشة كلمة للأستاذ جاسب كاظم الحجاج النائب الأول لمحافظ ميسان وجاء في كلمة الحجاج : ما تحقق من أنجاز هو نتيجة التعاون وتظافر جميع الجهود وتحقق ما كنا نطمح اليه مبينا ً الأهمية الكبرى للأهوار على المستوى الوطني معتبر تجفيف الأهوار قضية خطرة أستهدف من خلالها أهالي الجنوب وتعرضوا الى التهجير والقضاء على ثروة حيوانية وسمكية هائلة فقد نزح أبناء الأهوار الى المدن والهجرة خارج العراق وفي ذلك الوقت وقف العالم متفرجا ً حول ما حصل بحق أهالي الأهوار وأكثر الحيف والظلم وقع على أهالي ميسان على أعتبار هنالك خصوصية كون هور الأحويزة يشترك بحدود مع الأراضي الأيرانية . وختتم كلمته بالقول يجب أن تستكمل كل الدراسات خلال هذه السنة وعلى الجامعات العراقية في المحافظات الجنوبية أن تستكمل كل المسوحات بالتنسيق والتعاون المشترك مع الحكومة الأتحادية ووزارة الصحة والبيئة والوزارات والدوائر المعنية لكون كثير من الدراسات غير مكتملة وغير مفصلة .

أما الشيخ محمد العبادي والذي كان مسؤول ملف الأهوار في أحدى دورات مجلس المحافظة السابقة قائلاً : عملت على منطقة الأهوار عندما كنت رئيساً  ً للجنة أنعاش الأهوار وكثير من الأخوة الذين ساهموا معي بالعمل على ملف الأهوار لقد أشتركنا في عديد من المؤتمرات العلمية التي عقدت في العراق وخارجه وقدمنا كثير من البحوث والدراسات وتوصلنا الى أشياء مهمة ساهمت بوضع لبنة الأساس في تعاطي المعنين محليا ً وعالميا ً مع قضية الأهوار .

وقدم خلال الورشة بحثان الأول للباحث حسن جلوب الساعدي بعنوان (رؤى وأفكار لمستقبل الأهوار ) كان بحثا ً قيماً حظي باستحسان الحضور وطرح من خلال البحث مقترحات وتشريعات قانونية منها مطالبة بتشريع قانون حول الأهوار والسعي الى قانون يحدد نسبت المياه الواجب توفرها للأهوار وأقرار قانون حماية البيئة والمحافظة على بيئة الأهوار من التلوث وبكافة صنوفه وبالخصوص الملوثات الناتجة من الشركات النفطية التي تعمل في الأهوار وحافاتها وكذلك التأكيد على وضع قوانين صارمة تمنع الصيد الجائر وفرض عقوبات وغرامات كبيرة تنسجم مع ألتزام العراق بخصوص هذا الموضوع مع اليونسكو . وتضمن البحث المطالبة بأدراج الأهوار ضمن المناهج الدراسية وبطريقة علمية تشمل الجغرافية والتاريخ والفيزياء حول نسب التبخر وزيادة الملوحة والحفاظ على عذوبة المياه وغيرها من الدروس المهمة وكذلك تخصيص ميزانية خاصة للأهوار وتعيين قوات حرس خاصة بالأهوار وحسب نسبة الأهوار في المحافظات المشمولة وكذلك الأخذ بنظر الأعتبار الأوقات والدراسات اللازمة حول أعادة توطين سكان الأهوار وتوفير فرص العمل وتهيئة الظروف الملائمة لأعادتهم وأختم الباحث طرحه المطالبة بتأسيس كلية الأهوار في جامعة ميسان وتطوير مشاريع التنمية الأجتماعية والبشرية .

أما البحث الثاني فكان للباحث د محمد سلمان محمود بعنوان ( التكييف القانوني للأهوار العراقية في لأحة التراث العالمي ) والذي بين في بداية حديثه أن من أهم أهداف البحث وأهميته هو بعد أن أصبحت منطقة الأهوار تشكل نظام بيئي متكامل في العراق يعود تأريخه قبل أكثر من 5000 خمسة ألاف سنة وتشغل مساحة كبيرة من سطح العراق وأن بيان أهمية الاعتراف في الأهوار العراقية ضمن لأحة التراث العالمي يساعد على توضيح كيفية أستثمار المنطقة بالطرق والأسس الصحيحة لتحقيق الفائدة الكبرى منها مؤكدا ً على ضرورة ألتزام العراق بالمعايير الدولية للحفاظ وحماية الأهوار بعد أن أصبحت ضمن لأحة التراث العالمي .

كان بحثا ً مهما ً يتكون من عدة مباحث أهما مبحث الطبيعة التاريخية للأهوار ومصادرها والمعايير القانونية والألتزامات التي تترتب على العراق بعد الأعتراف بالأهوار وأختتم البحث بعدد من التوصيات أهمها عدم السماح للحكومات العراقية المتعاقبة بتجفيف الأهوار وأصدار قوانين تنظم دخول وخروج وحماية السائح وعدم السماح لدول المنبع ( تركيا , ايران ) من قطع أو تقليل الحصص المائية بما يؤثر على مياه الأهوار , والأستفادة الأقتصادية وتطبيق قانون الأستثمار .

وحضر الورشة عدد من اعضاء الحكومة المحلية ومؤسسات المجتمع المدني وعدد من الشخصيات المختصة بشأن المياه والأهوار والبيئة والصحة وشارك الحضور بمداخلات كانت غاية من الأهمية حول القضايا المهمة التي تساهم بالحفاظ على أنجاز ادراج الأهوار ضمن التراث العالمي .

 

وتبقى أهمية الجهد الحكومي المتمثل بوضع القوانين اللازمة للحفاظ على الأحياء المائية والحفاظ على البيئة وتشريع القوانين اللازمة بحماية الأهوار وأشراك الجامعات العراقية وبالخصوص المنطقة الجنوبية ومراكز الأبحاث من أجل أعداد الأبحاث والدراسات اللازمة للحفاظ على المنجز والأستفادة من الأهوار وفي كافة الميادين وأهمها الأقتصادية والبيئة والمساهمة وبشكل فاعل بالحفاظ على الثروة الحيوانية والسمكية وحتى تطوير بعض المحاصيل الزراعية وأهمها زراعة الرز  .