بدعوة من (مؤسسة العطاء والبناء والتنمية الاجتماعية في ميسان ) القى الأستاذ حسين جلوب الساعدي رئيس مؤسسة الهدى للدراسات الإستراتيجية محاضرة حول دور العشائر في بناء الدولة العراقية والمحافظة على أمن واستقرار وهيبة الدولة وبدأ محاضرته بقراءة آيات من سورة الحجرات وهي أحدى السور القرآنية التي تعالج القضايا الاجتماعية وبعد ذلك يقول اذا وقع في المجتمع خلاف حول قضايا المال أو الأرض أو العرض أو نحو ذلك يتحرك الأخيار من المؤمنين لجمع الشمل ولم الشعب وتأليف القلوب وتقريب المواقف وأيجاد الحلول .
ويتحول في حديثه الى قضية الإفساد في المجتمع بالقول يكون العمل فيه أفساد للمجتمع أفساد للحياة والجوانب الأخرى ولم أرى عقوبة قوية في التشريع الإسلامي مثل العقوبة التي وجهها الله سبحانه وتعالى للمفسدين ويعرف الساعدي المفسدين : قطاع الطرق , ممارسي عمليات السلب , مثيري الرعب والخوف عند الناس هؤلاء هم المفسدين وكل العقوبات لها حدود في الشرع ولكن هؤلاء المفسدين تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف وينفون ويمنع السلام عليهم ويمنع الادعاء بهم . وبعد أن قدم الساعدي عرضا ً عن الأحكام الشرعية وما نهى الله عنه يتحول بالحديث عن الغضب وكيف السيطرة عليه وتجنب ما يفعله الغضب عندما يكون في الصدور ضاربا ً عدد من الأمثال عن صحابة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ) وينبه الساعدي على أنه نحن أمام هذه الظاهرة اي ظاهرة الغضب وهي ظاهرة متجذرة وليس طارئة وتخفت وتعلو حسب الظروف التي نعيشها ويتحول الى موضوع قوة وضعف العشائر فأذا كانت الدولة قوية وفارضه نفسها والإنسان يشعر بقوتها فهنا يلجيء للدولة وهي من يتولى أرجاع حقه أما اذا كانت الدولة والحكومة ضعيفة فهنا يلجئ الى قوة تحميه ويضطر الرجوع الى القبيلة لكي يحميه . وينبه الساعدي على أن الضحايا اللذين ذهبوا نتيجة الصراعات العشائرية يوازي الشهداء بالقتال ضد داعش وهذه تعد جبهة جديدة على أهلنا وبيننا على حد تعبيره مطالبا ً القبائل المساهمة في بناء الإنسان والدولة والقضاء على البطالة ومساعدة من هم مبتدئين في الدخول في معترك الحياة ضاربا ً مثل في الصين وكيف استفادوا من تجمعاتهم القبلية في التكافل وإعطاء الأموال الى أصحاب المشاريع الصغيرة والبدائية لكي ينهضوا ويواكبوا نهضة الحياة والزمن .
ويتحول الساعدي في حديثه الى المبادرات ويعود الى تاريخ 19166 ليقول بعد أن انتشرت السرقات في ميسان وتحولت الى ظاهرة وكان هناك شيوخ لهم رأي وأجتمعوا ووضعوا السنائن والقيود على اللصوص ومنها من يقوم بهذه الأعمال دمه هدر ووضعوا مجموعة من العقوبات عليه مطالباً باننا نحتاج الى مبادرات وعلى أصحاب الرأي أعداد السنائن والضوابط وهذه الضوابط تعمم على العشائر بألية وهناك حوالي ستة وأربعون حالة يحتاج لها ترتيب وأعادة نظر ويختتم الساعدي محاضرته بقوله تعالى ( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) يجب علينا أن نقي أنفسنا لأننا من هذا المجتمع وأبناء عشائر وكذلك نقي أهلنا وذوينا وعشائرنا من النار التي وقودها الناس والحجارة .
وشكر الأستاذ خالد عبد الوحد كبيان رئيس مؤسسة العطاء والتنمية الاجتماعية في ميسان حضور الساعدي وما أفاد به من معلومات قيمة في محاضرته وحضر الندوة عدد من السادة والشيوخ والوجهاء والمثقفين والمتخصصين بالشأن العشائري وجرى حوار ومناقشة عدد من القضايا التي تحدث لدى العشائر في محافظة ميسان