نظمت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية وضمن برنامجها الأسبوعي الندوة النقدية الموسومة (الراوية والاقتصاد الأدبي) أدار الندوة الشاعر والأديب (ماجد الحسن ) والتي أفتتحها بالتعبير عن سعادته بالحضور معتبرها أمسية ستكون محتدمة بالنقاش والآراء كون المحاضر فيها باحث وناقد لا يشق له غبار وهو الدكتور (علي حسن هذيلي) ويكمل الحسن مقدمته بأن هذه الندوة سيكون محورها الرواية والاقتصاد الأدبي والكيفية التي تعامل فيها الرواة في بناء الرواية والقصص وقد تكون هذه الفكرة (الاقتصاد الأدبي) غير مطروحة على الساحة النقدية , وأعتبر الحسن بأن علي حسن هذيلي من النقاد القادرين على التقاط هذه الأشياء المهمة وأكد الحسن بأن الناقد هذيلي لا يستهدف شخص الرواية وانما يستهدف الكيفية البنائية التي تمت فيها الروايات المعنية بالبحث .
وقدم الدكتور علي حسن هذيلي محاضرة وتعريف عن الاقتصاد الأدبي في الروية مبتدئاً بالشكر والتقدير الى مؤسسة الهدى على تبنيها النشاطات الثقافية وكذلك شكر الحضور لاهتمامهم وتجشمهم عناء الحضور وبعد ذلك أبتدأ هذيلي محاضرته بالقول في نيتي أكتب كتاب عن الرواية في ميسان تحديدا ً , وذكر هذيلي بعض الروايات واسماء مؤلفيها مشيرا ً الى مواطن النجاح والهفوات في تلك الروايات معتبراً افضل رواية في رأيه هي رواية سالم حميد وفي نفس الوقت ذكر بعض الروايات بأنها لاتعد رواية وأن اعتبراها كاتبها رواية ولكن هذيلي يؤكد على أنها ليس رواية , ويتناول هذيلي روايتين في محاضرته الأولى ( موائد من رماد ) للدكتور لطفي جميل محمد والرواية الثانية ( جنون مملكة القصب ) للأستاذ ابراهيم دكسل الغراوي , ويعتبر هذيلي السبب في تناوله الروايتين لوجود عامل مشترك بينهما وتناول فصول الرواية موضحا ً ما جاء بتلك الفصول واشار الى بعض النقاط وما تحدث به الفصل الأول عن الرواية وتمثلات الواقع كذلك أعتبر هذيلي بأن الرواية الميسانية هي رواية سياسية ويذكر بأن هناك قضية متضخمة عند الروائي وهي قضية الجنس وكذلك أعتبر الرواية الميسانية بالذكية فهي تتحدث عن شيء وتمرر أشياء لأن الروائي له القابلية على التمرير , ويتحول هذيلي الى الفصول الأخرى والذي أسمها بالاقتصاد الأدبي ويقول هنا عندما تقرأ الرواية تكتشف كثير من الزيادات فهناك فصل أو أكثر يكون زائد أو تكون كل الرواية زائدة على حد تعبير هذيلي وأختار فصل من الروايتين وتحدث عنه معتبره مشترك بينهما في الثرثرة والهذيان والفائض وما يمكن أن يستغنى عنه وتحدث عن الروايتين وما كان فيهما من فائض مشيرا ً الى الروائي الغراوي صاحب رواية جنون مملكة القصب , بالقول كان ممكن أن تكون الرواية تسعون صفحة بدلاً من ثلاثمائة وخمسون صفحة , وفي معرض حديثه ذكر هذيلي ما قاله الروائي المعروف (فؤاد التكرلي ) بأنه لم يجعل في روايته كلمة زائدة ولا حرف واحد زائد. وحاول هذيلي من خلال تناوله للروايات أن يوضح بأن لا يوجد داعي ومبرر للثرثرة والزيادة والهذيان في القصة .
وحضر الندوة عدد من النقاد والأدباء والمهتمين بالشأن الثقافي في ميسان وجرى نقاش حول ما طرحه هذيلي في موضوع الاقتصاد الأدبي ومنهم من ذهب مع هذيلي ومنهم من عارضه رؤية هذيلي في موضوع حذف بعض الفصول من الرواية كما أعتبرها زائدة وهناك من عبر عن عدم قناعته في الطرح , وبعد طرح الأسئلة والملاحظات من قبل الحضور أجاب هذيلي عن كل الأسئلة والملاحظات .
وفي نهاية الندوة قدمت مؤسسة الهدى شهادة تقديرية للدكتور علي حسن هذيلي على ما قدمه من موضوع مهم وجديد على الساحة النقدية ,وشهادة تقديرية أخرى الى الأديب ماجد الحسن على تقديمه وأدارته الندوة .