خور عبد الله ممر مائي يقع بين شبه جزيرة الفاو العراقية وجزيرتي بوبيان ووربة الكويتيتين يبلغ طوله من ميناء البصرة النفطي الواقع في عرض البحر( خور الخفقة) وصولاً الى ميناء أم قصر في المياه العراقية 60 كم ( 32 ميل بحري ونصف الميل ).
خضع خور عبدالله لاتفاقية تنظيم الملاحة وهي اتفاقية دولية بين العراق والكويت تمت المصادقة عليها في بغداد بتاريخ 25 تشرين الأول (نوفمبر ) 2013 تنفيذاً للقرار 833 الذي اصدره مجلس الأمن الدولي في عام 1993 ضمن مجموعة من القرارات التي تلت اجتياح الكويت من قبل النظام البعثي هذا الاتفاق جاء على ضوء الإحداثيات المتفق عليها بين البلدين عام 1963 , أدت هذه الاتفاقية الى تقسيم خور عبد الله بين البلدين ولكن بسبب تقسيم الخور بالطريقة الصفرية وليس على طريقة خط التالوك ( الخط الذي يوصل بين اعمق النقط ) كما حدث في تقسيم شط العرب بين العراق وايران لتكون الملاحة حرة بين البلدين لكون الطريقة الصفرية تضر بالعراق من ناحية السيادة على المياه والناحية الاقتصادية .
في سياق برنامجها الأسبوعي أقامت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية ندوة حوارية بعنوان ( حرب الموانئ , الصراع بين ميناء مبارك الكويتي وميناء الفاو العراقي انموذجا ً) قدم فيها المهندس موحان ماهي شبيب الخفاجي الباحث المتخصص في الشؤون البحرية محاضرة بين فيها عدد من الجوانب المهمة تناول فيها ما أحدثه اعلان ميناء مبارك الكويتي في عام 2011 بعد عام واحد من وضع حجر الأساس لميناء الفاو الكبير العراقي من ازمة سياسية بين العراق والكويت لكون هذا الإعلان يُعد حرباً اقتصادية جديدة , وتحدث شبيب في بداية محاضرته عن تاريخ مشاكل الحدود بين العراق والكويت معتبرها من أعقد المشاكل التي شهدتها المنطقة بالعودة الى 129 سنة مضت منذ اتفاقية الحماية التي عقدها شيخ الكويت في 23 يناير 1899م مع المملكة البريطانية مروراً باتفاقية 1913 وصف الحدود العراقية الكويتية عام 1922م وكانت برعاية بريطانية وكان المندوب السامي البريطاني هو من يفاوض ويوقع بدلاً عن الكويت حسب ما يذكره الباحث , ويشير شبيب الى اتفاقية عام 1932 وينفي بأن يكون هناك اي توقيع لنوري سعيد باشا على الاتفاقية كما تدعي بريطانيا بانه كتب رسالة فلا وجود للرسالة ولا التوقيع حسب ما أكد عليه شبيب في رسالته للماجستير التي تضمنت موضوع الندوة واكده خلال الطرح في المحاضرة .
ويتطرق شبيب الى الموانئ المهمة في منطقة الخليج العربي ومدى التنافس بين تلك الموانئ مروراً بالموانئ العراقية ومدى الضرر الذي يلحقه ميناء مبارك الكويتي الذي يقع في مدخل خور عبد الله الممر الوحيد المؤدي الى مواني أم قصر وخور الزبير وميناء الفاو الكبير في حالة اكتماله وعمله , مبيناً قضية الأعماق التي تؤثر على دخول السفن ذوات الغاطس الكبير الى الموانئ العراقية كون ميناء مبارك سيؤثر على المنطقة العميقة في الممر الملاحي بسبب حاجز الأمواج وكذلك الخط الأعمق في خور عبد الله يكون اكثرهُ قرب الجانب الكويتي الذي سيجبر السفن الداخلة الى العراق برفع العلمي الكويتي وارشاد السفينة يكون كويتيا ً وهذا الأمر فيه اضرار اقتصادية تؤثر على العراق الذي كان هو مسؤول على ارشاد السفن الداخلة الى العراق مقابل مبالغ تستحصل من اصحاب تلك السفن , كذلك يؤثر تقسيم خور عبدالله بالطريقة المذكورة (الطريقة الصفرية) ووجود ميناء مبارك على العراق في قضية صيد الأسماك وجوانب اقتصادية اخرى , ويتناول شبيب في محاضرته ميناء الفاو واهميته وموقعه المتميز واهميته الكبيرة على المستوى المحلي والاقليمي والدولي واجمل شبيب اهمية ميناء الفاو بمجموعة من النقاط اهمها : تقديمه خدمة لقطاع النقل في العراق عبر عملية نقل البضائع داخليا ً , مساعدته على تطوير البنى التحتية في مدينة البصرة وقضاء الفاو , المساهمة في القضاء على البطالة وتوفير فرص العمل الكثيرة , تطوير الصناعات الاستراتيجية الحالية وبناء قاعدة صناعية قريبة من الاسواق العراقية , خلق منطقة سياحية مزدهرة . ويؤكد شبيب في معرض حديثه أن عمل ميناء الفاو سيساهم في احياء فكرة مشروع الربط السككي بين اسيا واوربا من خلال تنفيذ مشروع القناة الجافة التي تربط النشاط التجاري لأسيا ودول الخليج بتركيا ومنها الى اوربا وكذلك وسط اسيا , وكذلك يؤكد شبيب على انشاء هذا المشروع الحيوي والمهم سيوقف المحاولات المستمرة لاستلاب موقع العراق الاستراتيجي الواقع في نهاية الخليج العربي وحقه في الاستثمار في قطاع الموانئ , وبين شبيب امكانية تقريب المسافة بين شرق اسيا الصاعدة اقتصاديا مع اوربا وفرق وصول البضائع في حال نقلها عبر راس الرجاء الصالح وقناة السويس فهناك فرق كبير في الوقت وكذلك يساهم بتقليل تكاليف النقل , وتنال شبيب عوامل مهمة وكثيرة يساهم فيها ميناء الفاو وبالخصوص عندما يتم ربطه عبر القناة الجافة مؤكداً على أن انشاء ميناء مبارك في مكانه الحالي يعد حربا ً وتحديا ً اقتصاديا ً لكون الكويت لديها الإمكانية لأنشائه في جهة اخرى من جزيرة بوبيان وهو يؤدي نفس الغرض بالنسبة لدولة الكويت ولكن موقعه الحالي فيه أضرار كبيرة على العراق .
وحضر الندوة عدد من المتخصصين في المجال الجغرافي والسياسي وكانت اكثر المداخلات من قبل الحضور تنصب بالمطالبة بالإسراع بإكمال ميناء الفاو وكذلك العمل على ترسيم الحدود البحرية بين العراق والكويت على وفق خط التالوك لينصف البلدين من الناحية الاقتصادية والسيادة على المياه المشتركة بين البلدين .
وفي نهاية الندوة قدم الدكتور عامر زغير عميد كلية القانون في جامعة ميسان شهادة تقديرية للمهندس موحان ماهي شبيب نيابة عن رئيس مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية.