انت رحلة من المداد الى الدماء هي حياة المرجع الديني اية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الصدر ( رض) يعد السيد الصدر صورة مصغرة عن المعصوم وهو مصادق المؤمن الذي ذكره الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم .
بمناسبة الذكرى السنوية التاسعة والثلاثون لاستشهاد السيد محمد بقار الصدر(رض) أقامت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية ندوة فكرية القيت فيها ورقتان بحثيتان الأولى القاها الأستاذ حسين جلوب الساعدي والورقة الثانية للأستاذ العالم الإسلامي طاهر ال عكله , وجاء في الورقة الأولى التي قدمها حسين جلوب الساعدي , نعيش احياء ذكرى شخصية اسلامية مفكر وعالم ومرجع ديني حركي وشهيد الذي تتزامن ذكرى شهادته بمناسبة زوال الدكتاتور وزوال نظام حزب البعث , وبدأ الساعدي من زاوية من زوايا شخصية الشهيد الصدر وهي زاوية الانتصار ليؤكد الساعدي بأن الشهيد الصدر أنتصر في بداية مشروعه وانتصر في المواجهة ليتكلل انتصاره بشهادته ويكمل الساعدي حديثه بالقول شخصية السيد الصدر سلسلة من الانتصارات في كل محطات حياته فعندما ادرك أن الأمة الاسلامية بحاجة الى مشروع نهضة أنتصر بوعيه وبدأ وضع شروط النهضة ولخصها بثلاث شروط , شرط المبدأ وفهم المبدأ وركز على أن الخلل في نهضة الأمة الإسلامية بعدم فهمها للإسلام فكان هذا بداية الوعي ثم أنتقل الى أن فهم الإسلام فهما ً متكاملا ً وليس جزئياً وعندما طرح مشروعه الإسلامي اسس للنظرية وطرح أن مفاهيم الإسلام وأحكامه هي جزءا ً من كل فكان هذا الوعي يمثل بداية الانطلاق والانتصار , ويشير الساعدي الى ما اسسه الصدر للعمل الحركي والميداني هو مشروع الحركة الإسلامية وحزب الدعوة الإسلامية ومشروع جماعة العلماء ومشروع المرجعية ومثلت هذه المشاريع انتصاراً وامتدادا ً للسيد الصدر حسب تعبير الساعدي وأعتبر الساعدي بأن شهادة السيد الصدر أعطت بعد تعرفي أكبر وكذلك أنتشار أتباعه في كل بقاع العالم بعد تعرضهم للمحنة والملاحقة من قبل النظام البعثي المقبور وانتشرت مدرسة الوعي الإسلامي في كل العالم ويختتم الساعدي ورقته باعتبار احياء ذكراه انتصاراً .
وقدم الساعدي ضيفه العالم طاهر ال عكله شاكرا ً حضوره وتجشمه عناء السفر من كربلاء الى ميسان معرفه بأنه عالما ً مجداً مجاهداً خطيبا ًلديه كثير من الكتب والمؤلفات .
ويبدأ السيد طاهر ال عكله ورقته البحثية بتقديم الشكر الى رئيس المؤسسة على دعوته بأن يكون في رحاب مدينة العماره التأريخ والثقافة والعلم والطيب ويعرب عن سعادته كونه بين الحضور الكريم بمناسبة ذكرى استشهاد السيد الصدر (رض) بعد ذلك يفتتح ورقته البحثية وبعنوان ( المشكلة الاجتماعية, افاقها , وأبعاد حلها) ويبداْ ال عكله بطرحه سؤال هل هناك مشكلة اجتماعية أم لاء ويجيب نعم هناك مشكلة اجتماعية ويؤكد بالقول بأنها مزمنة وكبيرة ويكمل حديثه الإنسانية في مشكلة منذ نشؤها الى يومنا هذا ويبدو أنها ستبقى في مشكلتها والمشكلة التي يقررها السيد الصدر أن الإنسانية لا تستطيع أن تصل الى تكاملها وسعادتها وطمأنناها بشكل كامل قد تصل في بعض الأماكن وفي بعض الأزمان ثم تنتكس فتبقى المشكلة مزمنةً والمشكلة على مستوى النظام الذي يدير الإنسانية ويقول ال عكله أن السيد الصدر بحث المشكلة بعد مقارنات بين مصالح الأنسان على المستوى الفردي ومصالحه التي يطلق عليها المصالح الطبيعية والمصالح الاجتماعية , الأنسان لكي يصل الى سعادته وطمأننه لابد أن تتحقق له مصالحه الفردية ومصالحه الاجتماعية ويشرح ال عكله مصالح الأنسان وتحققها مع الطبيعة لكون الله اودع في الطبيعة ما يسعد الأنسان ويذكر ال عكله قول للسيد الشهيد : الله سبحانه وتعالى زود الأنسان بفطرة تستطيع تكتشف هذه الكنوز وزوده بدوافع لاستغلالها وأستثمارها ويقول ال عكله لذلك الأنسان لعلاقته في الطبيعة وصل الى أعلى المراتب وأستغل عقله أفضل استغلال وتراكمت تجاربه لينتج الصرح العلمي ونحن في قمته النسبية ويتناول ال عكلة المصالح الذاتية التي تتمثل بكنوز الطبيعة فهناك انسجام بين دوافعه ومصالحه ولا يوجد تقاطع , فيما يحدد ال عكله بأن المشكلة تكمن في القضية الاجتماعية ويبين ال عكله بأن هذا هو سر بحث السيد الصدر (رض) يقول السيد الصدر: الله سبحانه وتعالى زود الأنسان بفطرته حلولاً أم لم يزوده وهل هناك دوافع لتحقيق هذه المصالح الاجتماعية ويجيب ال عكله نعم توجد الدوافع , ويطوف ال عكله في المشكلة الاجتماعية على ضوء بحث السيد الصدر ليختم ورقته بالقول الإسلام ترك الأنسان على حالته تركه بفطرته لم يحاربها ولم يمسخها لكن أستطاع أن يقنعها أنها بتضحيتها سوف تفوز اذا عملت للمجتمع فأنها عملت لنفسها اذا عملة للصالح العام أشبعت رغباتها الذاتية ويشر ال عكله الى عدد من الآيات والسور القرآنية التي أكدت على هذا المبدأ .
وحضر الندوة عدد من الأساتذة والباحثين والعلماء وممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب ووسائل الأعلام وجرى في نهاية الندوة نقاش وتعقيب على ضوء ما طرحه الباحثين .