الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا ابي القاسم محمد واله الطيبين الطاهرين .

قال الله تعالى ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا )

وقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( الصدق روح الكلام ) و( الصدق كمال النبل) و(الصدق هو العدل ) و(الصدق لسان الحق ) وقال الأمام الصادق (عليه السلام ) (زينة الحديث الصدق ومن صدق لسانه زكى عمله ) و( أحسن من صدق قائله وخير من الخير فاعله ) .

في رحاب الصدق والصادقين والعلم والمعرفة والجهاد نلتقي لتأبين المرحوم الشيخ العالم المجاهد المحقق ( حسين جلوب الساعدي ) بمناسبة مرور أربعون يوما ً على رحيله الذي أتخذ الصدق خطا ًوالعلم والمعرفة والجهاد مسارا ًفي حياته , وفي مجال الفكر , وفي مجال الشعور , وفي مجال العمل وتنقل من موقف الى أخر ومن دور الى أخر بكل صدق وأمان , وعاش الصدق والحكمة في عمله وحركته وكيانه في امتداد حياته , وفي رحاب الأفاق التي تحرك بها والمسارات التي في دروبها فكان مثالاً للصادقين, وكان صدقه مقرونا ً بالشهداء والأنبياء والصديقين رحم الله الفقيد ورحم الله إخوانه قادة النصر الذين مضوا على دروب الصدق والجهاد والتضحية , الفقيد الراحل عاش عدة محطات في حياته وقد لا يكفيها تقرير ولا تحقيق صحفي مهما بلغ المعد من الدراية وحسن الأعداد , وكما جاء في كلمات الشيخ الدكتور (أركان التميمي ) الذي ادار وقدم الحفل معلقاً على الفقرة الأولى من الحفل والتي تضمنت فلما ً وثائقياً بأن ما جاء في الفلم غيضاً من فيض وهذه هي الحقيقة فهو شيء قليل عن حياة عالم نذر نفسه للبحث العلمي ورائداً في عالم السياسة كان محط أحترام وتقدير حتى من كانوا يختلفون معه في الرأي .

تضمن الحفل عدة فقرات وكما ذكرنا قدمهُ الدكتور الأديب ( أركان التميمي ) الذي كان مبدعاً ورائعاً في كل فقراته رغم ما كان يعاني منه من وضع صحي ولكن ابى الا أن يكون هو من يقدم تأبين أخيه وصحابه فقيدنا العزيز ( أبو مسلم الساعدي ) .

أفتتح الحفل بقراءة من الذكر الحكيم قدمها القاريء ( محمد أحمد الجويبراوي ) و القاريء(علي محمد ) وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء وروح صاحب الذكرى ,بعدها جاءت كلمة فضلاء ميسان قدمها فضيلة الشيخ ( محمد العبادي ) والذي أستعرض فيها علاقته ومعرفته بالفقيد عندما كنا في مدينة ( قم ) وانشغاله السياسي مع مؤسسي وقادة حركة الدعوة الاسلامية العلامة ( عبد الأمير علي خان ) والشهيد ( عز الدين سليم ) اضافة الى تواصله مع الدرس والبحث والعلم والمعرفة وهو معروف بأنه الذراع اليمنى للعلامة السيد ( مرتضى العسكري ) المعروف في الأوساط العلمية الاسلامية بالمستوى العلمي العالي والدقيق في مجال البحث والتحقيق وصاحب المؤلفات المعروفة والتي ملئت الأفاق , تلتها بعد ذلك قصيدة للأستاذ الدكتور الأديب ( عبد الحسين طاهر محمد ) وكما ذكر بأنه نظمها بعد وفاة صاحب الذكرى , والقى الشيخ ( كاظم دواي الساعدي ) كلمة عشائر ميسان التي أشاد فيها بتفاني واهتمام الراحل ابو مسلم الساعدي بأنساب العشائر العراقية والعربية وأصولها ودور العشائر العراقية ووقفها مع المرجعية الدينية في القضايا المفصلية التي مر فيها البلاد , وتلتها قصيدة من الشعر الشعبي للشاعر (حسين المانعي ) , وقدم الأستاذ الدكتور ( علي موسى الكعبي ) عضو اللجنة العلمية لمؤسسة الهدى محاضرة عن جهود المرحوم ابو مسلم الساعدي في تحقيق علم الرجال , واختتم الحفل بكلمة لنجل الفقيد الأكبر ( علي حسين الساعدي ) وبدأها بتعزية نفسه والحضور مبيناً مدى الفقد والحزن الذي تركه رحيل والده مذكراً على رمزيته في العلم والمعرفة والحكمة معبرا ً عن مشاعر الحزن والفقد والألم وفي ختام كلمته أكد الساعدي على الاستمرار على نهج والده والحفاظ على أرثه وديمومة عمل مؤسسة الهدى في مجالاتها الفكرية والعلمية والثقافية مقدم الشكر والتقدير لجميع من شارك في التشييع والعزاء ومن تجشم عناء السفر محيي الحضور الذي ملأ قاعة المؤسسة الذي جرى عليها حفل التأبين .

وأختتم الحفل بقراءة سورة الفاتحة على روح الفقيد