نظمت مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية الندوة البحثية الموسومة ( ظاهرة المخدرات , التشخيص , الأسباب , سبل المواجهة ) بالتعاون مع مديرية شؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في ميسان , حاضر فيها الدكتور ( حسن رشك غياض ) وقدم مختصر للدراسة التي أعدها بعنوان ( ظاهرة أنتشار المخدرات في ميسان التشخيص – الأسباب - سبل المواجهة ) وشارك في الندوة أستاذ( محمد طاهر عبد العباس ) مدير شعبة العلاقات والأعلام مديرية شؤون المخدرات والمؤثرات العقلية في ميسان , أدار الندوة (جمعه كريم المالكي ) بحضور الأستاذ (مرتضى علي حمود) النائب الأول لرئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب العراقي .

أفتتح الندوة جمعه المالكي بالترحيب بالحضور ومعرفاً بالمحاضرين وأهمية الندوة داعياً الحضور وكل شرائح المجتمع بالوقوف بوجه خطر المخدرات التي يطال خطرها الجميع اذا لم يكن هناك الاجراءات الكفيلة بتحصين الأبناء والتعاون مع القوات الأمنية وبالخصوص المختصة منها في مكافحة المخدرات .

بعد ذلك قدم الدكتور حسن رشك مختصراً عن دراسته الأنفة للذكر أبتدئها بالتعريف بالمخدرات وأنواعها ومدى تأثيرها على من يتعاطها وخطر الأدمان عليها مشيراً الى أن أكثر حالات الانتحار سببها يكمن في تعاطي المخدرات كذلك اشار رشك الى أنشغال أجهزة الدولة في مكافحة آفة المخدرات وتأثيرها على الاقتصاد , وبعد المقدمة التي قدم فيها شرح وافي عن المخدرات تناول الدلائل والعلامات الدالة على الفرد المتعاطي وكذلك ذكر الأسباب وهي عديدة نذكر منها حسب ما أفاده به رشك : ضعف الارتباط بالدين والتدين وعدم الاعتماد على الله تعالى ورسوله الكريم (ص) , غياب وانشغال الأبوين عن أبنائهم , وجود فراغ كبير وعدم الانشغال في الدراسة والعمل أو المطالعة والرياضة وغيرها , اعتقاد البعض بأن تعاطي المخدرات يزيد من القدرة الجنسية , فساد وتهاون بعض أفراد الأجهزة الأمنية , لجوء بعض تجار ومروجي المخدرات لتوريط الشباب وبالتالي وصولهم مرحلة الأدمان ليكونوا ضمن المتعاطين والمروجين , أصدقاء السوء ودورهم في اقناع الأخرين في التعاطي , العوامل الاقتصادية – ارتفاع نسبة الفقر – تنامي نسبة البطالة بين أوساط الشباب وانخفاض فرص العمل , وذكر كثير من الأسباب ووضحت الدراسة جداول اشارت فيها الى النسب العمرية والفرق بين فئة واخرى , ليتحول بعد ذلك الباحث الى أبرز أضرار تعاطي المخدرات للمجتمع ومنها أضرار صحية ونفسية وأجتماعية واقتصادية ( ولأهمية الدراسة سيتم نشرها بصورة كاملة على الموقع الإلكتروني لمؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية وصفحة مؤسسة الهدى فيس بوك) .

وبعد أنتهاء محاضرة رشك قدم محمد طاهر عبد العباس محاضرة حذر في بدايتها من قرب المخدرات من جميع العوائل لافتاً الأنتباه الى أختيار تجار المخدرات كل الأساليب وكل الطرق لترويج مخدراتهم والأطاحة بالشباب , منوهاً الى نسب التعاطي في ميسان أقل بكثير من بعض المحافظات والمناطق ويضيف عبد العباس بأن اكثر أنواع المخدرات تعاطي في ميسان هي                        ( الكرستال والكبتاجون ) وهي تصنع خارج العراق وتدخل عن طريق التهريب مؤكداً على أن أكثر الجرائم التي ترتكب هي بسبب تعاطي المخدرات عادها بأنها حرب من أخطر الحروب وأكثرها فتكاً مشيراً الى المواد القانونية التي يحكم فيها التجاور المحليين والدوليين وهي الاعدام بالنسبة للتاجر الدولي .

وفي مداخلة للنائب مرتضى علي حمود طالب فيها بأن تكون ندوة موسعة يشترك فيها عدد من الفئات المهمة مثل قائد شرطة ميسان وشيوخ العشائر وكل الأجهزة الأمنية التي تتعاون في ملاحقة تجار المخدرات اضافة الى الجامعات الحكومية والأهلية ومديرية تربية ميسان , وخلال حديثه أشار حمود الى التعديلات القانونية الخاصة بقانون المخدرات وكذلك رأي المجلس في تحويل لجنة مكافحة المخدرات من مسؤولية وزارة الصحة الى وزارة الداخلية لتوفر الأمكانيات اللازمة في الأخيرة .

وشارك في الندوة الأستاذ أحمد ستوري مدير مفوضية حقوق الأنسان في ميسان وعدد من الأكاديميين والمثقفين وشاركوا بمقترحاتهم وتسائلاتهم عن كيفية الحد من ظاهرة المخدرات ومنعها من الأنتشار بين أوساط الشباب وكافة الفئات العمرية في ميسان .