ودلاة الرسول الاعظم
حسين جلوب الساعدي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا رسول الله ونحن نحي ذكراك وخطك ونهجك ونحن امام تراكم السنين وتقلب الامور والدهور، ونبقى نتسم الحياة والحب والكرامة والعلم والمعرفة والقوة والصلابة والعطاء والاثراء والاستمرار والمواصلة من خلال نهجك الوضاء ودينك الكامل الشامل ، وندعوا ان تحيى البشرية من جديد بافق رحمة ربك من خلال رسالته التي حملتها وبلغتها وصنعت امة واجيال وشعوب لمواصلتها .
السلام على امام الهدى محي السنة ومميت البدعة، ناشر حديث النبي ومجدد مدرسته حين حاول الاعداء طمسها وتحريفها ، فكان همه الحفاظ عليها وتبليغها ورد المخربين والمخرفين والترفع عن الدنيا وغرورها واطماعها ليحي الدين من جديد ، انه سليل النبوة جعفر بن محمد الصادق (ع).
السلام على من سار على هديك ونهجك ، وحمل الرسالة هماً وعلماً وتضحية وعطاء وايثار ومحبة.
السلام على الثلة المؤمنة الرسالية التي قررت بمثل هذا اليوم ان تواصل الدعوة الاسلامية بمحتواها النقي وتستمر في عطاءها الثري وتؤدي الامانة بالشهادة والاستشهاد (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) انهم الدعاة المؤسسين الذين مزجز الفكر بالعمل والجهد بالجهاد انهم الشهداء .
السلام عليهم وانا اقف مكبراً للرسالة التي اليها ينتمون السلام عليهم وانا ادعي ان اكون جزء منهم في يوم من الايام السلام عليهم وانتم تعرفون المسيرة التي اينعت فكان ثمارها الفكر والثقافة والتحرر من الاوثان .
السلام عليكم سادتي الحضور ورحمة الله وبركاته .
اود ان اقف اجلالاً وتقديساً والتزاماً وتعبيراً عن حبي وايماني امام صاحب الذكرى العطرة الميمونة النبي الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ونحن نعيش اروع ذكرى مرت في حياة الانسان في يوم اشرف يوم في تاريخ البشرية سواء قيمنا الايام بما تشتمل عليه من احداث او بما تتمخض عن نتائج وبما خط من مسار في حياة البشرية فأن هذا اليوم يبقى هم يوم تلتقي فيه الافئدة على اساس حب النبي وآله الاطهار انه اليوم الذي استطاع فيه الانسان ان يبلغ ذروته التي رشحتها عشرات الرسالات النبوية .
ولو لاحظنا ما تمخض عن هذا اليوم العظيم يمكننا ان نتصور المقدار العظيم في الطاعات والعبادات والاعمال النبيلة الزاخرة بكل النبل والاخلاق التي اتى بها صاحب الذكرة العطرة .
ويمكننا ان نتصور العروش التي حطمت الجبابرة الذين قضي عليهم وعهود الظلم والطغيان التي تقوضت باسم صاحب هذا اليوم ويمكننا ان نتصور سقوط الجبابرة والحكومات والانتهازيين والمنافقين والمخربين والمحرفين الذي ناؤو هذه الرسالة وكيف تحطموا امام شمس الحقيقة وان حاولوا ان يكونوا غيوم لحجبها .
ويمكننا ان تصور الشخصيات العظيمة والبطولات المستميته في سيبل اقامة العدل على الارض باسم هذا اليوم .
هذا اليوم هو اليوم الاول في تاريخ البشرية سواء قيمناه على اساس ما حدث فيه او على اساس ما نتج عنه انه يوم النبوة الخاتمة .
لا يمكن ان نلم بمسيرة الرسالة والرسول واثارها ومعطياتها وما تزخر فيه من عقائد وقيم واخلاق وتشريع وواجبات ومحرمات ونتاج فكري وبناء حضاري وعطاء مستمر وتاريخ وفيه الذي فيه بوقفه متواضعة لكن نستطيع ان نقول انها غيرت الدنيا والحياة وفهمت الانسان الكون وما بعد الموت .
اخوتي الاعزاء عندما نقرأ القران وما فيه يقف رسول الله شامخاً مخاطباً لنا باملاء جبرئيل بامر الله وعندما نقرأ السنة نجده وما ينطق عن الهوى الا وحي يوحى وعندما نقرأ المسيرة تكتشف الخلق الرفيع وانك لعلى خلق عظيم وعندما نقرأ السيرة نجد الحكمة الربانية وعندما نقرأ التاريخ ورايت الناس دخلون في دين الله افواجاً لتنصهر كل الامم والشعوب والاقوام بالدين ويرى كل واحد منهم حقه فيه ووجوده منه وعندما نقرأ التراث في ازمنة المنع والتحريف والتخريب والحرق والصراع والقتال نجد ان التراث الاسلامي يتخطى كل شيء بسعة كبيرة هائلة ومرجعية فكرية ثابتة القران (انا انزلنا الذكر وانا له لحافظون ) والسنة ( ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذ منه بالوتين) ومكانه مرموقة للعقل وصياغته وصناعته والدعوة للتفكير والتعقل كل هذا وغيره جعل الشريعة حية ودائمة ومستمرة وشاملة وان هذه الاستمرارية نابعة من قواتها وما تحويه من مبادئ وقيم يتفاعل معها الانسان بوجدانه وعقله ليقرها بلسانة وافعالة .
ونحن امام هذا التفاعل معه في كل يوم نعترف ان السنة تعرضت للتحريف وان الاسلام تعرض لهجوم الاعداء ومحاولة محقه لكن الله سبحانه وتعالى جعل لكل قرن محي ومجدد الذين يطلق عليهم الابدال وجعل لكل قضية رجالها ومرحلة طبعتها ولكل بلد او مصر او قطريحميه من التيه والضلاله
فكان العراق الذي انطلقت منه مسيرة التشيع وتجحفلت فيه الجيوش للفتوحات وكان وكان وكان .
ثم كانت المحنة التي ألمت به بعد تاسيس الدولة العراقية بعد مقاطعة العلماء والمراجع للانتخابات وثم تسفيرهم الى ايران ثم عودتهم بعهود ومواثيق ووثائق على ان لا يتدخلوا بالشؤون السياسية لتتحقق مقولة فصل الدين عن السياسة في الحوزة العلمية ليعيش العراق موجة من التيارات القومية والعلمانية والالحادية وتسيطر على تفكيره فكانت الدعوة الاسلامية ومؤسسوها لينهضوا بتأسيس مدرسة فكرية وحركية وعلمية ليس لها نظير في تاريخ التشيع انها مدرسة الشهداء وانها مدرسة المفكرين والمحققين انها مدرسة الدعوة التي تتصف بامور قل من جمعها وبتجارب نخشى ان تضيع لقله من يحملها ويحميها ، فالدعوة تتمتع بخصائص تجعلها امتداداً لصاحب الذكرى اهمها :ـ
1. التغييرية والانقلابية : التي كتب السيد الشهيد الصدر (قدس) اكثر مواضيعها في رؤيته تغييريه تبدأ من النفس الى الاسرة والمجتمع بمفاهيم الاسلام واحكامه وتعاليمه.
2. المرحلية : التزاماً بالسنن الطبيعية بالنمو والتطور واقتدائاً بسيرة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وعمله المرحلي في الدعوة للاسلام يتدرج في طرح العقائد والمفاهيم والاحكام وما كانت تتصف به مسيرة الرسول واصحابه واهل بيته في اسلوب المراحل في طبيعية العمل والتحرك من الدعوة السرية الى الدعوة العلنية الى اقامة الجماعة الاسلامية ثم تأسيس المجتمع الاسلامي وبعدها الاعلان عن الدولة الاسلامية .
3. فهم الثابت والمتغير: في الشريعة والحياة والاحكام التي لا تقبل الاجتهاد القطعية الصدور التي من خلالها يقاس ايمان المسلم وهي الايمان بالله ورسوله والاخرة والمتغير ما تزخر فيه الحياة من تنوع وجديد وفهمه وتوجيه على ضوء الشريعة ليكون القران والسنة والعقل حكم على نتاج المسلمين الفكري.
4. الاصالة والتجديد : اتسمت الدعوة الاسلامية في التزامها الديني والرجوع الى المرجعيات الفكرية . ولكن ليس بصيغة سلفية وانما بروح تجديدية تتماشى مع متطلبات العصر ترتكز على ثوابت قطعية
5. فهم واعي للتراث وتداعياته : ومالاقاه حتى من تحريف وتخريف وكذب ووضع وتدليس من قبل الغلاة والزنادقة والشعوبيين والسلاطين ووعاظهم والنظرة العلمية التحقيقية الدقيقة اتي تتصف بها مؤلفات السيد مرتضى العسكري الذي يعد مدرسة خاصة في علم فهم التراث الذي انعكس على الدعوة في وعيها للتراث .
6. الواقعية : في العمل بعيداً عن الشعارات والمزيادات والانفعالات والتعامل مع القضايا بمقدرها وانتاج الافكار انطلاقاً من الحاجة الواقعية اليها بعيداً عن الترف الفكري هكذا كانت الدعوة في واقعيتها
7. القيادة : كان هم الدعاة الاوائل صناعة شخصيات قيادية في مواهبهم وقدراتهم وعلمهم وعملهم بعيداً عن الادعاء والظهور والغلبة والضغط ليعطو للقيادة فهماً علمياً واقعياً بمعنى ان القيادة ولادة من رحم الامة وامالها والامهالا يفرض من فوق فكانوا قياديين بحق في اثارهم ومسيرتهم فكانوا يختفون في الضلال ليدفعوا الدعاة في الظهور والتألق واذكر منهم وفاءاً لهم في شخصيتهم القيادية الفريدة وفهم لمعنى القيادية الوحيد استاذي مرتضى العسكري وما قام به وما يقوم به من اعمال قيادية انقذت الثورة الاسلامية في ايران عندما جمع المراجع الاربعة في تأييد الثورة والانتخابات من دون ان يعرف احد بمسعاة غير اللجنة المكلفة حتى افصح عن هذه الحقيقة احدهم بعد سنين واستطاع ان يسهم ببناء العراق وكان يرد كلمة نحن الدعوة مهمتنا صنع قيادة في امة . والشهيد محمد هادي السبيتي الذي كان فريداً في قيادية وتخطيطه في فكره في عمله حتى استشهادة والقليل من يعرف عن هذه الشخصية .
8. الشمولية : لم تعالج الدعوة قضية واحدة ولم تنظر من زاوية واحدة وانما انفتحت على الحياة بانفتاح الشريعة وتحرك في العمل بمقدار مفاهيم الاسلامية وحاجة الانسان اليها فكانت شموليتها نابعة الذكرى من شموليه الاسلام وصاحب الذكرى .ورغم ما للدعوة من خصائص فكرية ورؤية تجديدية وما كانت تتمع به من تألق وتاثير وما خطته من اتجاه فكري وتيار واعي لكن غابت وغيبت خصائصها من قبل اعدائها وابناءها لعدم الوفاء لخطها وتاريخها وعدم الحفاظ على نهجها لكن المؤمنون بها سوف يبقون يحملونها هماً ومعرفة وعطاءاً .
كالاساليب القديمة
كحكايات ابي جهل اللئيمة
عندما لونت الدعوة اجفان الحياه
بالشعاع الوادع السمح .
بألطاف الاله ..
عندما مرت خطى الايمان في أول درب
وحنت تحتضن الانسان في أطيب قلب
ورسول الله يدعو القوم في رفق وحب
واذا بالصوت محموم الصدى بالاثم
ساخر ..
انها دعوة مجنون
وساحر ..
وتخطت دعوة الاسلام اسوار الضلال
في انطلاق يتحدى بالسنى زهو الليال
وتوارى في ظلام ابطال الجريمة ..
ثم عدنا وابتدأنا
دربنا ..
عبر الرسالات العظيمه
وخطونا نحوها اول خطوه
وأثرنا الوعي في عزم وقوه
فالتقينا بالاساليب القديمه
بحكايات ابي جهل اللئيمه
بتعابير جديده
وضلالات عنيده
انها دعوة رجعي مكابر
انه الافيون قد جاء لتخدير الضمائر
***
غير انا سوف ندعو للاساليب الكريمة
وستندك مع الفجر الاساليب القديمـة
واخيراً اوجه كلمة بهذه المناسبات العطرة نحن بحاجة لفهم الشريعة والاسلام فهماً تجديداً وبحاجة لمواصلة المسيرة لنؤدي الامان بامان .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...