مستويات الوجود الإنساني في ملتقى ميسان الثقافي

ملتقى ميسان الثقافي بالتعاون مع مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية في جلسته النوعية والمتفردة والتي لم تقف عند بوابة الأدب باجناسه المعروفة لدى المثقف العربي على حد سواء. بل انبرى في فعالياته المائزة ووضع بصمة جديدة تنفتح على بوابة التنمية البشرية بافاقها ذات المتعة والجمال ليستضيف الاستاذ الدكتور زامل العريبي خبير التنمية البشرية الدولي وذلك في قاعة مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية لالقاء محاضرته الموسومة " مستويات الوجود الإنساني " وبحضور فاعل من النخب الثقافية بمستوياتها العالية وقدم الجلسة الناقد والشاعر علي سعدون مستهلا الجلسة إلى أن المثقفون ذرفوا نصف أعمارهم على أن الأدب هو متمثل بالفعاليات الثقافية والتي تعودنا على استهلاكها هي الشعر والقصة والرواية والنقد متناسين ان الثقافة بمفهومها العام هي اشمل واوسع منوها بأن الثقافة والافق الثقافي الواسع لايمكن حصره بالادب ومعرجا على أن الثقافة هي مجموع العادات والتقاليد والطقوس والاديان وكل ما ينفتح على سلوك الانسان ويحاكي ذلك السلوك وان نتحدث عن التنمية البشرية هي هذه الثقافة مشيرا إلى ان التحول ينطلق في انساق الثقافة العربية بعدها استدرك الدكتور زامل العريبي في محاضرته القيمة عن مستويات الوجود الإنساني عبر مستويات تدرجت منذ بدء الخليقة ليومنا هذا متناولا أهمية الوعي للإنسان بطبقاته التي تطورت عبر الازمنة مشيرا إلى القيم التي كان لها الدور الفاعل في خلق المجتمعات والرقي بها عبر رحلة الإنسان والعودة إلى الروح ومناجاتها وتلاقح الأفكار والمعايير التي سارت بها المجتمعات الإنسانية برمتها عبر امتداد الزمن ومعرجا لبداية عصر الخلافات من المذاهب والاديان والأنظمة التي انطلقت إليها المجتمعات عبر الخطط الخمسية والعشرية كنافذة للانفتاح الفكري ومساره المتقدم كما أكد العريبي على الممارسات التي تحمي المجتمع والتي عادة ما تنطلق من القيم والعادات الراسخة منوها إلى أن تلك القيم بنبلها هي التي تسمو بالفرد والمجتمع كخط بياني متصاعد لرفاهية الشعوب وقياداتها التي تعمل على ذلك الفعل القيم لترتقي بمكانة الإنسان وأبعاده عن مهيمنات الجريمة التي تضر السلوك والقيم الرفيعة كما شملت المحاضرة ابواب عديدة لها سماتها الواضحة في الطرح لماكنة الوعي التي لمستويات الوجود الإنساني عبر تقادم الازمنة وكيفية الحفاظ على المثل والقيم التي تزدهر بالمجتمعات وفي ختام المحاضرة فتح باب المداخلات للحاضرين والتي تكللت بطروحات ناجعة وذات صلة لتكتمل جماليتها بأفكار الحاضرين التي تناغمت مع ما طرح في المحاضرة وافاقها الواسعة ذات المغزى الفاعل وتأصيلها في روح المجتمع. وقدم السنيارست والروائي ضاري الغضبان درع الملتقى للدكتور زامل العريبي.