حسين جلوب
فالعقال يلبس على الكوفية أو اليشماغ والغترة، فأصل العقال ووجوده قرن بعقل الإبل وهو (حبل تشتد به يد البعير الى ركبته فتشد به ) وتطور استعماله في معسكر الكوفة بعد تمصيرها وعسكرة الجيوش الاسلامية بها فقد كان العرب يلبسون العمامة وبعد ان خاضوا الحروب والفتوح لبسوا قطعة قماش تشد بحبل لتكون اسهل في المعركة من العمامة واطلقوا على الحبل العقال وعلى قطعة القماش الكوفية وظل هذا الاسم مورد الاستعمال في العراق وتسمى بالجفية أي الكوفية .
ويطلق على الكوفية اسماء اخرى منها الشماغ وهي كلمة سومرية مكون من اش ماغ أي غطاء الرأس. والغترة في تاج العروس هي العلم وفي القاموس المحيط للفيروز آبادي هي غترة وهي ما كثر صوفه من الالبسة. وفي العراق تطلق على قطعة القماش التي تلبس تحت العقال. وقد حاول مصطفى جواد ارجاعها الى لبس السومريين والبابليين، ومنالمؤكد ان العقال والكوفية لبس العراق وأمتد لدول الخليج وشمال الجزيرة العربية ومعظم بلاد الشام بسبب حركة القبائل العراقية في بادية الشام والخليج فيما ظلت القبائل العربية في خراسان وجنوب ايران وخوزستان ودول المغرب العربي والسودان الافريقي (السودان ومالي وجاد والنيجر والسنغال) يلبسونالعمامة المكورة .
والعقال عند العراقيين له احترامه ودلالته واشكاله، فإن لبسه يدل على الاحترام والوقار والتعقل، والاعتداء عليه يكون له حشم وفصل حسب موقع ذي العقال ودلالاته في لبسه فاذا كان مركز على الرأس يدل على الوقار واذا كان منكس الى الاسفل يدل على الحزن واذا وضع على مؤخرة الرأس يدل على الغضب والحرب واذا وضع على الجانب الأيمن يدل على العز والسؤدد واذا وضع على اليسار يدل على الزهو والغرور . واما اشكاله فقد كان لكل منطقة وقبيلة شكله المميز ظلت بعض تلك الاشكال موجودة لهذا الوقت فقد كان عقال أهل الفرات سميك المكور فيما كان أهل دجلة يركز على الرأسواقل سمكاً اما أهالي البصرة والخليج فيكون رفيع خالي من الذيل في بعض الاحيان . وللأمراء والرؤساء كان لديهم عقال خاص بهم وهو المربع وبعضهم يلبس العقال الابيض . إن العقال في تاريخه ودلالاته واشكاله ولبسه واحترامه يعد من تراث العراق وجنوبه .