جدل السياسة
حسين جلوب الساعدي
رئيس مؤسسة الهدى للدراسات (ذات النفع العام)
بعد اعتماد التعددية السياسية وحرية التعبير وفتح فضاءات المنافسة السياسية على مصراعيها اخذت توظف جميع الصور الاجتماعية والدينية والمذهبية والحزبية والمناطقية والعشائرية في اجواء الجدل السياسي, فشهد العراق انقساماً حاداً على اساس طائفي وعرقي وقومي عجز كل مخلص ومدعٍ رأب الصدع الذي تركه في تمزيق المجتمع واصبح الحديث عنه ومعالجته من ضرب الخيال .
ووظف الجانب المذهبي والديني في اجواء الانتخابات حتى امسى اهم صور الاستقطاب وتشكلت التحالفات الكبيرة المعبرة عن المكونات وعملت الاحزاب التنافسية على استخدام جميع اوجه الدعاية في اجواء الانتخابات المناطقية كعنصر مهم في التميز والاستحواذ والنفوذ واعتمدت العشائرية في اجواء التواصل والتحشيد وكان الغالب في جميع تلك الاوجه احترام الدستور والاطُر القانونية وتكون النتائج والأراء في هذا الاطار لكن الجديد ان تظهر العشائرية في اجواء الجدل السياسي داخل البرلمان او في مخاطبة القضاء او تهديد الحكومة حين لجأ من توجه اليه الاتهامات لعشيرته لتعقد ثلاثة مؤتمرات عشائرية لتعلن الدفاع عن من ينتسب اليها ورد التهم الموجهة اليه وهذا يعني ان الدولة والقانون ما عاد لهما التأثير البالغ في الدفاع عن الفرد ان جدل السياسة المحموم في العراق وضَّف فيه جميع المفردات بصورة غير مشروعة في بعض الاوقات .