المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع فاسدة
الحلقة التاسعة
حسين جلوب الساعدي
نتناول في هذه الحلقة الفقرة ١٥ من الدراسة أثر الاعلام في تشكيل مزاج المواطن الناقد لتكون أحد المظاهر التي رافقت المظاهرات.
14- حملة إعلامية واسعة وفي كل وسائل الاعلام فضائيات وتواصل الإلكتروني وهي مزيج بين واقع يوفر مادة النقد والتحريض واغراض تسعى اليها الأطراف الرافضة للعملية السياسية وانسياق القوى السياسية في اعلامها في أجواء التنافس الانتخابي والسياسي.
وحين مشاهدة وسائل الاعلام تجد الحديث عن نقص الخدمات ومشاهدة الفقر والجوع والمرض والحرمان والتلوث البيئي الجفاف والعشوائيات وصف المشهد السياسي بالمحاصصة والطائفية والفئوية والفساد والصراع والانقسام والتقسيم والإسلام السياسي وهو المسؤول عن انتاج الميليشيات والعصابات والاضطهاد والتهميش والاقصاء والإرهاب ويزداد النقد في مصداقية القوى السياسية وشخصياتها بوصفهم عملاء ومأجورين ومجال للنفوذ الدولي والتدخل الإقليمي وسوء الإدارة والتخطيط ليعكس حكومة فاسدة تعمل على تفويض المجتمع ونهب خيراته وتهريبها الى الخارج.
وتناسق وسائل الاعلام الحكومية واعلام القوى السياسية في تريد ذلك الاوصاف وتتجه عدسات الكاميرات لالتقاط صور مأساوية عن بيوت العشوائيات ومواقع النفايات ومظاهر الحرمان والفقر عن دون الإشارة او المبادرة لوضع الحلول لها من خلال مواقعهم الحكومية وهذا يعني ان الجميع انسق مع الاعلام المعادي فانتج أجواء الإحباط واليأس والهزيمة والارتباك في العملية السياسية.
وتتفاقم حين تستعين القوى السياسية بهذا من خطابها الإعلامي من اجل المنافسة ويتحول الى تحريض متبادل والمتهم الأول والأخير في جميع ذلك القوى التي تحمل عنواناً اسلامياً فأخذ البديل يتبلور وجوده وامتداده داخل القوى ذات الجذور الإسلامية استجابة لهذا الضجيج الإعلامي لتحالف معه وتنساق في اجواءه لتكون اكثر حماساً في نقد العملية السياسية فتقاطع فيه الأفكار والعواطف والامزجة وتبتعد عن الموضوعية لأنها جميعها مشاركة في صناعة هذا الواقع.
القضايا التي يتناولها الاعلام بكثافة وتركيز واثارة شكلت مذاق جماهيرياً رافضاً للعملية السياسية واتهاماً لكل من في الدولة والحكومة بلا استثناء واصبح مزاج لجماهير الغضب اكثر حماساً في التعميم والتسقيط والاسقاط لكل القوى السياسية والإسلامية والشخصيات التي تصدت في العملية السياسية لتكون أحد المظاهر التي رافقت المظاهرات.