حسين جلوب
العَلَم : الراية التي تجتمع اليها الجند وهو الذي يعقد على الرمح كما جاء في لسان العرب .
واللواء : هو العَلَم دون الراية وفي الجيش عدد الكتائب .
والبيرق : العَلَم الكبير كما جاء في المعجم الوسيط (فقد كان لكل قبيلة عَلَم وبيرق ولواء عنواناً لها ترفعه ايام الحرب والحزن والمناسبات ، ومنذ بداية العصر الاسلامي كان لكل قبيلة لواء وعقد الخليفة الثاني لكل قبيلة لواء وامر عليها شيوخها وارسلهم في ثلاث جبهات نحو العراق والشام وشمال افريقيا ) .
وفي العصر الاموي كان الاعتماد على الصراع القبلي واحياء ايام العرب ودخول امراء القبائل في معادلة الصراع واشتهرت المفاخرات والمنافرات بين العرب ورفع الاعلام عدة مرات في القتال بين اليمانية والقيسية وبين القيسية والعدنانية وغيرها .
وعند قيام الدولة العباسية كان الدور الكبير للقبائل العربية في تكوين الامارة كالدولة الشاهينية من خفاجة والدولة الحمدانية بني تغلب وال المسيب من عباده وبني معروف من المنتفق وغيرها .
وجعلت الدولة العباسية منصباً خاصاً لادارة شؤون القبائل من خلال منصب امير العرب الذي كان لال المسيب من بدر بن قريش واخوته وفي العصر المغولي لطي بني الفصل بن غالب وهكذا في كل هذه المراحل كان العَلَم واللواء دليل وعلامة لكل قبيلة ولم يصلنا اشكال اعلام العرب سواء ما يظهر من بعض التخيلات في الفلام التاريخية .
وفي تاريخ العراق الحديث كان ثلاثة اشكال من الاعلام اخذت بالظهور وتحتفظ بها القبائل العربية وخصوصاً في جنوب العراق وهي :
الشكل الاول : وهو العَلَم الابيض الذي ترفعه قبيلة بني لام والعشائر المتحالفة معها ، وكذا ترفعه بني تميم في الجنوب والعَلَمالابيض يعود للدولة المشعشعية في الحويزة حيث ان قروم بني لام في عهدها حافظ بن براك الى شرق دجلة بامر من امير الدولة المشعشعية وظلوا يحتفظون بعَلَمهم هذا في الحرب والسلم ورغم ضغوط الدولة العثمانية عليهم وتبعيتهم لها ولم يغيروا العَلَم .
وبني تميم لانها من احلاف الدولة المشعشعية .
والشكل الثاني : وهو العَلَم الاصفر وينحصر في قبائل بني كعب في ايران والعراق وان هذا العَلَم هو لبني كعب في ادوار اماراتها الثلاثة بني كثير وهي اول امارة لهم في شمال خوزستان (المينا ودزفول والشوش) وامارة المحيس ( بني ناصر) في الدورق وشادكان وامارة بني كاسب اخر امرائهم خزعل خان وظلت بني كعب تحفظ بعَلَم امارتها رغم وجودها في العراق .
والشكل الثالث : وهو الاحمر مع هلال ونجمة وهو العلم التركي الذي ترفعه اكثر القبائل العراقية لهذا اليوم وحيث كل قبائل في العمارة عدا بني لام وكعب علمها العَلَم التركي وقد كان يمنح من قبل الوالي العثماني للعشائر كاعتراف متبادل من الحكومة بكيان العشيرة وهي بدوره تعلن ولاءها وانتماءها وطاعتها للخلافة العثمانية ، وظلت الإعلام ترفع في كل المناسبات في الحرب والفرح والحزن وهو يعبر عن استعراض عسكري تقوم به العشيرة بكل مناسبة وله احترامه والاعتزاز به وخصوصيته تعبر من خلاله عن كيانها ووجودها وقوتها وتحفظ ايامها وتكرم رجالتها الشجعان الذي ثبتوا في المعارك او تقدموا وهم رافعي شعارها .
وبقي العَلَم واللواء والبيرق جزءاً اصيلاً من ثراثنا وتاريخنا العراقي في ميسان