المظاهرات بين مطالب صادقة ودوافع فاسدة
الحلقة السادسة
حسين جلوب الساعدي
انقسام القوى السياسية أضعف مصداقيتها وتأثيرها في الوسط الاجتماعي هذآ ما تتضمنه هذه الفقرة من الدراسة.
11- انقسام حاد وتشظي كبير في القوى السياسية فقد شهدت القوى السياسية انقسامات داخلية وتوليد أحزاب جديدة تحمل في طياتها اختلاف كبير من حيث الأفكار والرؤية والنزعة الذاتية والطموحات الشخصية فأن كانت العملية السياسية تسعى لجمع القوى حول عامل مشترك او برنامج موحد في بداية تشكيل الحكومات واذا بها تتراجع لتعلن عن انقسامات جديدة لتعقيد المشهد اكثر وتحولت الخلافات الى صراع واتهام متبادل ونشر الغسيل واستهداف لغرض التسقيط وحماس عالي للازاحة الكاملة والنزعة للتصفية وخلاف حول التركة المالية وفي بعضها تهديد مباشر وظهروا تسميات يتداولها رفقاء الدرب قبل الأعداء كالميليشيات الوقحة وقائد الضرورة والخارجين على الخط الأصيل والمستحوذين والنكرات المتصدرة والفاسدين وكل وصف استخدمه الأطراف بعد الانقسام يعكس حجم الخراب الداخلي فكيف يكون تقييم الجمهور لما يجري بين ان يكون متحمساً لاحد الأطراف ليعبر عن قناعة أو يبحث عن فرصة أو لينفس عن عقدة او يأخذ جانب الصمت والترقب او يعلن الاعتزال وكلها أدت لضعف الحركات الإسلامية بالخصوص وأصبحت مادة للحديث والتندر والاستغلال ليحصل الهجوم على بعض الأطراف ويقابل بارتياح وانشراح وتحريض لأنها تساهم في اضعاف خصمة ورفيق دربه في ما مضى.
فالانقسامات والاتهامات المتبادلة بين الأطراف وفرت أرضية مناسبة للتصعيد وتعميق الانقسام ومادة إعلامية تناقل الاخبار والتندر على ما الت عليه القوى السياسية وفي مقدمتها الشيعية حيث عدة انقسامات في حزب الدعوة وما يشبه الانقسام في تيار الإصلاح وإعلان الانفصال العديد من القوى عن دولة القانون وانشقاق حقيقي في المجلس الأعلى الإسلامي وتشكيل تيار الحكمة بأفكار جديدة مع اختطاف الإرث العائلي والجهادي الذي قام عليه تأسيس المجلس الأعلى اما تشظي التيار الصدري يصل الى العديد من المجاميع والتشكيلات فاذا كان هذا حال القوى الإسلامية فكيف حال القوى السياسية السنية والكردية المصابة بنفس الحمى والداء.
اذاً الانقسام و الاختلاف والاتهام المتبادل احد الظروف والأجواء التي زادت النقمة الجماهيرية وعرضت لاهتزاز الثقة بالقوى السياسية ومادة إعلامية وتحريضية واستضعاف لجميع القوى.