احتفت مؤسسة الهدى للدراسات  بالباحث الأستاذ حسين علي جبر الساعدي بمناسبة صدور كتابه الموسوم ( تعامل المسلمين مع المعالم الأثرية إثناء الفتوحات الإسلامية منذ عصر النبي (صلى الله عليه وأله وسلم ) وحتى سقوط الدولة الأموية) الاستاذ حسين علي جبر الساعدي من مواليد 1976 محافظة ميسان ناحية المشرح هاجر مع عائلته الى إيران في القرن الماضي بسبب بطش وممارسات النظام البعثي الإجرامية أكمل دراسته الأكاديمية في جامعة المصطفى العالمية هناك وحصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ الإسلامي وشهادة الماجستير قسم تاريخ الحضارة الإسلامية وأطروحة الدكتوراه الموسومة بالمنهج التاريخي عند جواد علي دراسة نقدية.

 درس في كلية أهل البيت وكلية الإمام الخميني وجماعة المصطفى في إيران، وكلية الإمام موسى الكاظم عليه السلام في العراق لديه العديد من المؤلفات والمشاركات في المؤتمرات العلمية وعمل نائب مدير اتحاد المؤرخين الأجانب في كلية الإمام الخميني لثلاث سنوات، ورئيس قسم الفكر الإسلامي في كلية الإمام الكاظم (عليه السلام )لاربع سنوات مؤسسة الهدى وضمن نشاطاتها الأسبوعية تكريم باحث أو أديب خلال الشهر وقدم الأمسية في هذا الأسبوع الأستاذ عباس خالد الساعدي عضو الهيئة الإدارية للمؤسسة فيما قدم الورقة النقدية الأستاذ أركان التميمي.

 وقدم مؤلف الكتاب حسين علي الساعدي عرض سبقه بتقديم الشكر والثناء الى مؤسسة الهدى على الدعوة والتكريم وتحدث في عرضه قائلا ً أن شبهة المستشرقين والمدارس الاستشراقية قولهم أن الإسلام دموي يهدف الى انحطاط الحضارات والى قتل العلم وتهديم الآثار والحضارة وكذلك الذين ساروا على هذا النهج ونادوا بهذه الفكرة هم أصحاب الفكر القومي الإسلامي والذين يرون بأن دخول الإسلام الى بلادهم أدى الى انحطاط حضارتهم وتخلف أهلهم في هذه البلدان وكذلك نجد أن بهذه النظرية التي ذهب إليها المستشرقون ومن تأثر بهم من الفكر التغريبي وهم يحاولوا أن يجدوا المبررات لذلك بأن هناك أسلام حطم الحضارات وهدم الآثار كما فعل الوهابيون في شبه الجزيرة العربية وقاموا بتحطيم الآثار سواء كانت دينية وغير دينية حتى تلك التي كانت لها علاقة بالرسول (صلى الله عليه وأله وسلم) وقبور أهل البيت عليهم السلام وقبور الأولياء وكذلك تجاوزهم على قبر سيد الشهداء الحسين ( عليه السلام ) وتهديم المزار وحرقه من داخله ونهب كل ممتلكاته وينادون باسم الإسلام ويعتبروا أنفسهم يسيروا على خطى الإسلام وفكرهم هو إرجاع الإسلام الى أصله ويواصل الساعدي حديثه بالقول لديهم عديد من أعمال الهدم والتدمير فهذه السنين في عام 2001 عندما سيطر جماعة طالبان والقاعدة على أفغانستان قاموا بتهديم وتجريف أعظم الأثار التاريخية الإنسانية وهي أثار باميان ويستمر تحطيم الآثار ليطال أثار بلاد الشام والعراق من قبل القاعدة وعصابات داعش وأعتبر الساعدي هذه الممارسات ألا أسلامية ولا إنسانية هي التي دفعته العمل على أظهار هذا العمل ليكون ردا ً على الممارسات التي حاول من خلالها أصحاب الأفكار المنحرفة والمتشددة الإساءة الى الأسلام الحقيقي الذي مصدره القرآن الكريم.

 وقدم الأستاذ أركان التميمي ورقته النقدية التي قسمها الى ثلاث محاور الأول الاعتناء بالجانب التنظيمي والذي يقصد فيها أصول مباحث الكتاب وتسلسلها العلمي والمنطقي والمحور الثاني هو الجانب البياني واللغوي وطبيعة اللغة المستخدمة في الكتاب ومدى إيصال المعلومة الى القارئ وأما المحور الثالث هو ما تضمنه الكتاب من معلومات وكيف بحث وتناول هذا الموضوع . 

 ودون التميمي عدد من الملاحظات متوقفا ً عند الجانب المشرق على حد تعبيره قائلا ً كل البحث إشراق وواصفه بالأنيق والجميل وامتلائه بالمعلومات الزاخرة القيمة ومن أبرز المحاسن التي استوقفت التميمي في هذا المُؤلف كونه بكر في موضوعه وسار في طريق لم يعبد من قبل ثم يؤكد التميمي أحتمل احتمال كبير بأن هذا الكتاب لم يسبقه كتاب متخصص بهذا الموضوع وإنما هي معلومات متناثرة في بطون الكتب ويقول التميمي الجهد العلمي في تناول هذا الموضوع ممتد مكانيا ً وزمانيا ً وهذا بحد ذاته يضفي صعوبة وعسراً على الباحث.

وسجل التميمي بعض الملاحظات البسيطة وكان أهمها جعل المعالم الأثرية في شبه الجزيرة العربية داخل الفصل الأول بينما حدده الباحث للمباحث العلمية التمهيدية وفي ختام حديثه كرر التميمي أشادته بالمؤلف وقدم شكره لمؤسسة الهدى والحضور.

 وشارك الحضور بعدد من المداخلات والملاحظات كانت أكثرها تصب في موضوع اللغة ولكن الكل أشاد بأهمية البحث وطالبوا الاهتمام بالمعالم الأثرية والحفاظ عليها والبحث والكتابة في هذا الموضوع المهم.
وفي ختام الحفل قدم الدكتور عبد الحسن طاهر عضو الهيئة العلمية في المؤسسة الهدايا التقديرية الى صاحب الكتاب الأستاذ حسين علي جبر الساعدي