عقدت الندوة الحوارية الموسومة ( الانتخابات المقبلة .. تحديات التغيير والعزوف والمشاركة ) في مؤسسة الهدى للدراسات الإستراتيجية وتم استضافة ( جواد العطار ) البرلماني السابق وأدار الندوة ( حسين جلوب الساعدي ) رئيس مؤسسة الهدى للدراسات الإستراتيجية وتحدث الساعدي في بداية تقديمه للندوة عن الولادة المقدسة للأمام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) قائلا ً نعيش هذه الأيام وهي أيام شهر رجب المبارك ولادة أمير المؤمنين ع والمبعث النبوي الشريف وهذه الأيام ايام عبادة وذكر ألا انه العمل والتذكير بقضايا الأمة هي جزء من سيرة الإنسان المؤمن يتعبد بذكر الله ويهتم بخدمة الناس بعد ذلك رحب الساعدي بالحضور والضيف العطار ذاكرا ً تعريفا ً بالضيف جاء فيه : قضية حملها العطار وتنقل بها من مكان الى اخر ومن موقع الى موقع الا أنها ظلت هي الهم الأكبر في تفكيرية وحركته ونشاطه ومشاريعه وهي قضية العراق بلد المقدسات ويضيف الساعدي: كان العطار مجاهداً بالكلمة وبالرأي وفي ميادين الجهاد وكان من الشخصيات البارزة في العملية السياسية وكان ممثلاً وأمين عام لمنظمة العمل الإسلامي التي تعد احد اعمدة عمل المعارضة والعمل الإسلامي في العراق وبعد عمله الجهادي والمعارض انتقل الى العراق بعد زوال النظام الدكتاتوري وهو يحمل تلك المهمة ويتطلع الى افق يحظى فيه الإنسان المؤمن في الموقع والكرامة والحياة وشارك في المجلس الوطني والجمعية الوطنية ومجلس النواب في دورته الأولى ويختتم الساعدي مقدمته ظل العطار وفيا ً لبلده وأفكاره ونستضيفه اليوم لموضوع أختاره بل العراق أختاره وهو موضوع الانتخابات والذي يعد محطة مهمة في تاريخ العراق والتي تحاط بهالة كبيرة من الضجيج ألأعلامي . 

وبدأ الضيف حديثة بالشكر والثناء للمؤسسة الهدى ورئيسها والحضور بعد ذلك يتحول الى أهمية شهر رجب شهر الخير والبركة على حد تعبيره وميلاد الأمام علي بن ابي طالب (ع) يدعونا جميعا ً الى تسليط الضوء أو نقتبس قليلا ً من حياة الأمام علي ع فيما يرتبط بواقعنا ثم نعرج الى موضوعنا الأساسي وبين العطار عدد من المحطات المهمة في منهج الأمام علي ع ومنها التعاطي في مجال الحكم والسياسة ويقول العطار ربما تكون من النوع الفريد للمنهج الإسلامي الأصيل . بعد ذلك يتحول العطار الى موضوع الانتخابات ليوضح بأن الهدف من الانتخابات هو تدوير السلطة ويكمل حديثه بالقول طبيعة الإنسان أي انتماء كان ينتمي يطمح الى الأفضل في كل شيء وبالخصوص في الماديات خاصة ًوكذلك في المعنويات على قول العطار وفي الانتخابات يريد الإنسان يغير نحو الأحسن هذا هو الهدف الأساسي وهذا حق طبيعي لكن هذا التغيير ما قبل 2003 كان غير ممكن الا من خلال الانقلابات والدماء وبعد 2003 التغيير لا يمكن عبر استخدام القوة وأن حصل لن ينجح لأن الانقلاب العسكري يقوم على سلب القوة من ماسكيه الى مجموعة آخرين يمتلكون مقومات الأنقاض واليوم في العراق القوة موزعة ما ممكن طرف يجمع قوة للأنقاض على القوى الموزعة .و يؤكد العطار التغيير لا يمكن أن يتم الا عبر الانتخابات موضحا ً على الفاعل الأساسي في الانتخابات هو الناخب في الدرجة الأولى رغم وجود عوامل أخرى لكن بالدرجة الأولى هو الناخب يستطيع أن يقرر مستقبله ومستقبل الأجيال , وفي معرض حديثه يتطرق العطار الى مجموعة من التحديات وفي أولها قانون الانتخابات فعندما نود التغيير لابد من قانون يقودنا لذلك التغيير فقد يكون القانون هو السبب بعدم السماح للتغيير وتبقى نفس الوجوه والجماعات سواء صالحين أو فاسدين لأن القانون لم يعطي فرصة للتغير وقانون الانتخابات ( سانت ليكو ) يعطي هامش من التغيير في بعض الوجوه والشخصيات لكن هو أفضل من عدمه وعليه قانون الانتخابات يجب أن يكون عادلا ً ومتوازنا ً ويعطي الفرص للجميع وفي هذا القانون الفرد غير قادر على الفوز ألا أن ينتمي الى تحالف أو جماعة وهذا يعد مخالف للدستور لأن لم يعطي الفرصة وكذلك عندما أدخل للانتخابات يجب أن أدخل بكتلة كبيرة على حد قول العطار , ويتحول الى التحدي الثاني وهو مفوضية الانتخابات ويقول العطار أنا لا أنتقد الموجود ولكن أعرض بشكل عام اذا كانت المفوضية غير مستقلة ومسيسة لربما الأصوات ستكون غير الواقع الذي وضع في الصندوق وعليه الإلية والقائمين عليها يجب أن تكون سليمة . ويختم العطار حديثه قائلا ً القانون المتكافئ والذي يعطي الفرص للجميع هو القانون الذي أقره الدستور لكل مائة الف نسمة مرشح واحد أو ممثل واحد ويطالب العطار بأن يكون العراق على شكل دوائر انتخابية متعددة ويضرب مثل في عدد من المناطق ويرشح فيها عدد من ابناء تلك المناطق وأعلى الأصوات هو الفائز وأهل المنطقة يعرفوا ذلك الممثل ويعرفوا اهله وعليه فهو لا يحتاج الى صرف الأموال ويذهب الى مناطق أخرى ويخرج الأموال كذلك ناخبيه سيحاسبونه عندما يصل الى قبة البرلمان ولم يفي بوعوده وبرنامجه الانتخابي الذي طرحه عند حملته الانتخابية . وينتهي الضيف الى أن الانتخابات تمثل مشروعية النظام السياسي ومشروعية أدارة الدولة وسلط الضوء على عدة قضايا, وقد كان للحضور كثير من الملاحظات والمداخلات التي تخص قانون الانتخابات ومسؤولية المشاركة والتدقيق والاختيار وعقب الدكتور عامر زغير عميد كلية القانون في جامعة ميسان قائلا ً ما قاله الضيف هو عبارة عن مشاعر كثير منا يشارك في هذه المشاعر ولدي تعقيب لا نجعل من النظام الانتخابي هو العذر بالنسبة لنا على حد علمي العالم يوجد فيه أكثر من مائة وخمسون نظام انتخابي ومن ثم فأن النظام الانتخابي لا يؤثر على تطبق أو نجاح العملية الديمقراطية فلا يوجد هناك نظام أنتخابي ناجح في دولة وليس ناجح في دولة أخرى فأنا اقصد العبرة في التطبيق فالنظام الانتخابي في العراق لم يأتي بشيء جديد لأن التطبيق فاشل ويضع زغير ملاحظة أخرى هو يجب أن نتحول من النظام الانتخابي القائم الحالي الى نظام الانتخابي الفردي يصار الى كل مائة ناخب دائرة خاصة بهم ويتم اختيار شخص واحد وفي هذا النظام كثير من العيوب وكثير من الملاحظات مع ذلك فكثير من الدول المتقدمة ومنها بريطانيا المهد الأول للديمقراطية تطبق النظام الفردي وكذلك أميركا وكثر من الدول المتقدمة التي نجحت في أحلال النظم الديمقراطية . وجاءت أكثر ملاحظات الحضور على أن تكون هناك دوائر انتخابية متعددة وعدم محاولة بعض القوى لوي عنق القانون لغرض بقائها متربعة على عرش السلطة وإعطاء الفرصة للجميع وتغيير الأشخاص الذين فشلوا بإدارة الدولة وقد حضر الندوة عدد كبير من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين بالشأن السياسي وعدد من الإعلاميين وكذلك حضر الندوة أعضاء الهيئة العلمية لمؤسسة الهدى وفي الختام أشاد الضيف والحضور بدور المؤسسة في عقد الندوات والورش والنشاطات المهمة التي من شأنها المساهمة في تصحيح المسارات في بناء الدولة بشكل قويم وصحيح .