أختتم في ميسان وعلى أروقة المعهد التقني أعمال المؤتمر الفكري السنوي الأول حول : دور المرجعية الدينية في بناء الدولية العراقية
والذي أقيم من قبل مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية وبالتعاون مع جامعة ميسان وفتح المؤتمر بقراءة من الذكر الحكيم للقارئ الدولي حيدر الخزاعي وبعد ذلك عزف النشيد الوطني العراقي . وصلت للمؤتمر أثنان وخمسون بحثا ً ومشاركة ثمانية وثلاثون بحثا ً وتضمنت الجلسة الصباحية ألقاء عدد من الكلمات جاء أولها كلمة الأستاذ حسين جلوب الساعدي رئيس مؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية والتي ابتدائها بالترحيب بالضيوف الوافدين من جامعات بغداد و المستنصرية و ديالى و ذي قار و الكوفة والبصرة وسومر والباحثين من جامعة ميسان وكلية الأمام الكاظم ( عليه السلام ) والضيوف من العلماء والخطباء وأئمة المساجد وشخصيات ميسان .
وقدم الساعدي ما يسعى اليه المؤتمر من تحقيق الأهداف وهي : التعريف بالمرجعية الدينية وموقعها في الحفاظ على الشريعة الإسلامية وبيان الأحكام ورد الشبهات وحماية الأمة وقيادتها في قضاياها وتصحيح مسارها اذا تزعزعت المبادئ , توضيح تاريخ المرجعية وأدوارها التاريخية . وذكر الساعدي بفتوى مراجع الدين في الدفاع عن بيضة الإسلام ومواجهة الاحتلال عام 1914 وقيادة المرجعية لأفواج المجاهدين في محاربة البريطانيين وينتقل الى دور المرجعية بتصديها للتيار العلماني والإلحادي بقوله : ولما تعرض المجتمع العراقي للخطر الذي يهدد هويته الإسلامية أثر التيار العلماني والإلحادي بادرت المرجعية بقيادة الأمام الحكيم (قدس سره ) في التصدي له من خلال العديد من المؤسسات العلمية والثقافية ورعاية الحركة الإسلامية وكذلك اشار الى مواجهتها للنظام الدكتاتوري المجرم وتقدم العلماء لحمل المسؤولية في مقارعة النظام بقيادة مفجر الثورة الإسلامية في العراق المرجع الشهيد محمد باقر الصدر فقاد قوافل الشهداء الى جنان الخلد وبعد تغيير النظام وزوال الكابوس عن صدر العراق كانت المرجعية صمام الأمان وضمان وحدة الأمة في العراق ولما عصفت بالعراق قوى الشر والإرهاب والتطرف وظهور داعش وسيطرتها على عدد من المحافظات وامست على أبواب بغداد نهضت المرجعية بدورها الرسالي والقيادي في أصدار فتوى الجهاد الكفائي . وقد أظهر الشعب العراقي في كل تلك المحطات الطاعة والالتزام والأتباع لتوجيهات المرجعية السديدة . وفي نهاية كلمته أكد الساعدي على أن العراق لم يتعاف من الاحتلال الا بأتباع توجيهات المرجعية وان مظاهر الالحاد التي تظهر من جديد تحت مسميات جديدة واساليب الحرب الناعمة التي تحاول مسخ الهوية الاسلامية في العراق تمثل تحدياً حقيقا ً ما يدفع الجميع لمقاومته وفق توجيهات المرجعية وان الطائفية تنخر بكيان الأمة الإسلامية والدولة .
معتبرا ً ان المؤتمر جاء ليمثل اثارة في اجواء تلك التحديات وكرر شكره للحضور وبالخصوص الشيخ محمد رضا النعماني ابرز تلاميذ الشهيد محمد باقر الصدر والسيد محافظ ميسان ورئاسة جامعة ميسان والدكتور محمد صالح عميد المعهد التقني وشركة نفط ميسان .
وبعد كلمة المؤسسة جاءت كلمة الأستاذ علي دواي محافظ ميسان القاها بالنيابة المستشار السيد صادق البطاط لكون المحافظ لديه واجب خارج المحافظة فيما القى الدكتور ماجد رحيمه المساعد العلمي لرئيس جامعة ميسان كلمة الجامعة والقى الشيخ محمد رضا النعماني أحد تلاميذ السيد محمد باقر الصدر كلمة ً شكر فيها مؤسسة الهدى مشيرا ً الى بعض الملامح من فكر الشهيد الصدر وبعض محطات حياته .
وبعد انتهاء الكلمات بدأت قراءة البحوث وحسب المنهاج المقرر والذي سيتم نشره في تقرير لاحق .
وقد سجلت بعض الأراء في المؤتمر نذكر البعض منها : الشيخ الدكتور حميد الدهلكي لقد قامت مؤسسة الهدى بعمل ممتاز ما لم تتمكن عمله كثير من المؤسسات العلمية والتي لديها أمكانيات عليه , فيما قال الدكتور عامر زغير مؤتمر جيد جدا ً وعلى مستوى كليات وجامعات لم تتمكن من أقامته , الأستاذ محمد احمد المؤتمر يرقى مستواه الى المؤتمرات الدولية . دكتوره عهود المرسومي اشعر بفخر وأعتزاز لكوني أحد المشاركين بهذا المؤتمر الممتاز , الأستاذ حسين جلاب كان المؤتمر ناجح والبحوث التي قدمت كانت بالمستوى المطلوب والتنظيم عالي المستوى . الدكتور عباس محيسن حريجه المؤتمر ممتاز من الناحية التنظيمية والعلمية وكان الحضور من مختلف المستويات والتخصصات . الأستاذ بهاء عبد شاطي المؤتمر من الناحية والتنظيمية والعلمية والبحوث كانت بمستوى جيد جدا ً , السيد مؤيد الساعدي مدير أخبار أعلام الحشد الشعبي نحن نشعر بأن المرجعية صمام أمان العراق ولها الدور الكبير في حماية البلد من الهجمة التكفيرية وتحرير المدن من خلال فتوى الجهاد الكفائي وتأسيس الحشد الشعبي لذا تكون أهمية اقامة هذا المؤتمر العلمي والفكري في هذا الوقت كي توثق مرحلة مهمة من تاريخ المرجعية المعاصر ونحن نشعر بأننا مدينون للمرجعية الدينية ولتضحيات المجاهدين , وما قدمته مؤسسة الهدى في هذا المؤتمر الفكري سيكون دليلا ً ومرجعا ً يوثق دور المرجعية في التصدي للإرهاب والتطرف وحماية المكونات والعراق وقد أشادة كثير من المشاركين والذين حضروا بالتنظيم والمستوى العلمي وبكافة مواد منهاج المؤتمر .
البيان الختامي للمؤتمر
*********************
بسم الله الرحمن الرحيم
تحت شعار (المرجعية ضمان وحدة الامة)
عقد بتاريخ 28/4/2017 الموافق 1 شعبان 1438 المؤتمر الفكري السنوي الاول لمؤسسة الهدى للدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع جامعة ميسان ودعم ومساندة محافظ ميسان وشركة نفط ميسان والمعهد التقني ومركز التقدم للدراسات في كركوك حول دراسة (دور المرجعية في بناء الدولة العراقية) الذي يهدف للتعريف بموقع المرجعية الدينية في الحفاظ على الشريعة الاسلامية وبيان الاحكام ورد الشبهات والدفاع عن العقيدة وحماية الامة الاسلامية والاشراف والرقابة على مسيرتها والتدخل لإعادة الامور الى نصابها اذا تزعزعت المبادئ والقيم الاسلامية التي تقوم عليها .
وانطلاقاً من مكانتها ودورها ومواقفها وحضورها البارز منذ تأسيس الدولة العراقية حتى فتوى الجهاد الكفائي لمواجهة الارهاب وداعش التكفيري، عقد المؤتمر الفكري السنوي الاول الذي شارك فيه ثلة من الباحثين لدراسة دور المرجعية في بناء الدولة العراقية ليخلصوا الى جملة من التوصيات هي :
1. التأكيد على تكريس دور المرجعية في حماية الامة والعمل بتوجيهاتها السديدة في بناء الدولة العراقية
2.التأكيد على الالتحام بالمرجعية الدينية في التصدي لمظاهر الانحراف وظاهرة الالحاد والاختراق الثقافي والتربوي بين اوساط الشباب من خلال ردود عملية وبرامج ثقافية برعاية المرجعية وتوجيهاتها .
3. دعوة القوى السياسية للأخذ بتوجيهات المرجعية في بناء الدولة وتقديم الخدمات اللازمة للمواطن .
4. العمل على التصدي لمظاهر الغلو والتحريف والتخريب التي تقوم بها الحركات المنحرفة ومن خلال توجيهات المرجعية والنتاج العلمي الصادر عن الحوزة العلمية.
5. العمل على ترسيخ الوحدة الاسلامية في الامة من خلال التعريف بمبادرات المرجعية الدينية ومواقفها وبياناتها التي تحث على الوحدة والتلاحم بين ابناء العراق.
6. التأكيد على ربط الشعائر الحسينية ووضع مساراتها ضمن توجيه المرجعية الدينية .
7. القيام بمبادرات علمية وثقافية لمواجهة اساليب الحرب الناعمة التي يتبعها الغرب في نقد الاسلام واثارة الشبهات حوله وتأسيس مشاريع تستقطب الشباب لمسخ الهوية الاسلامية في المجتمع العراقي .
8. دعم ومساندة الحشد الشعبي الذي يؤدي فريضة الجهاد الكفائي حسب توجيهات المرجعية الدينية .
9. رعاية المؤسسات والمراكز العلمية لتعزيز خط المرجعية بالبحوث والدراسات والنتاج العلمي في تعريف الاسلام والدفاع عنه ورد الشبهات .
10. الحث على انعقاد المؤتمرات والندوات واعداد البحوث والدراسات التي تؤكد على دور المرجعية والتعريف بأدوارها التاريخية والتأكيد على كتابة رسائل جامعية واطاريح في ذلك .
واخيراً اوصى المؤتمرون بطبع اعمال المؤتمر ووقائع جلساته لتعميم الفائدة والتوثيق .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .